الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان مســــــــــــــــيرة عـــــــــــــــــالـــــــــــــــم

مشاهدة 15 مشاركة - 46 إلى 60 (من مجموع 107)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1436174

    الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

    ولادته ونسبه :

    ولد القارىء الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر . حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا ..فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام , .. والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد , كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويدأ .

    حياته:

    يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته : (( .. كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات , وكان جدي من العلماء .. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (( محمد سليم )) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جداً . ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر , وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (( أرمنت )) ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن , وكأن القدر ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب .. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (( بأصفون المطاعنة )) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات . فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع .

    بعد أن وصل الشيخ عبدالباسط الثانية عشرة من العمر إنهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا وخاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم الذي زكّى الشيخ عبدالباسط في كل مكان يذهب إليه .. وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعاً .

    الشيخ الضباع يقدم الشيخ عبدالباسط للإذاعة : مع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبدالباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارىء بها ولكن الشيخ عبدالباسط أراد أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص . ولكن ترتيب الله وإرادته فوق كل ترتيب وإرادة . كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي والذي به خطف الأضواء من المشاهير وتملك الألباب وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.

    بعد الشهرة التي حققها الشيخ عبدالباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة بالقاهرة مع أسرته التي نقلها من الصعيد إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول (ص) والتي تسببت في شهرته والتحاقه بالإذاعة وتقديمه كهدية للعالم والمسلمين والإسلام على حد قول ملايين الناس . بسبب إلتحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للإستماع إلى صوت الشيخ عبدالباسط وكان الذي يمتلك (( راديو )) في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبدالباسط وهم بمنازلهم وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً . بالإضافة إلى الحفلات الخارجية التي كانت تذاع على الهواء مباشرة من المساجد الكبرى .

    تكريمه :

    يعتبر الشيخ عبدالباسط القارىء الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً فكان تكريمه حياً عام 1956 عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس محمد حسن مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.

    رحلته مع المرض والوفاة :

    تمكن مرض السكر منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد والإلتزام في تناول الطعام والمشروبات ولكن تاضمن الكسل الكبدي مع السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر فدخل مستشفى الدكتور بدران بالجيزة إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود به إلى مصر وكأنه أحسّ أن نهار العمر قد ذهب , وعيد اللقاء قد اقترب . فما الحياة إلا ساعة ثم تنقضي , فالقرآن أعظم كرامة أكرم الله بها عبده وأجل عطية أعطاها إياه فهو الذي استمال القلوب وقد شغفها طرباً وطار بها فسافرت إلى النعيم المقيم بجنات النعيم , وقد غمر القلوب حباً وسحبهم إلى الشجن فحنت إلى الخير والإيمان وكان سبباً في هداية كثير من القلوب القاسية وكم اهتدى بتلاوته كثير من الحائرين فبلغ الرسالة القرآنية بصوته العذب الجميل كما أمره ربه فاستجاب وأطاع كالملائكة يفعلون ما يؤمرون .

    وكان رحيله ويوم وداعه بمثابة صاعقة وقعت بقلوب ملايين المسلمين في كل مكان من أرجاء الدنيا وشيّعه عشرات الألاف من المحبين لصوته وأدائه وشخصه على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي فحضر تشييع الجنازة جميع سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره . في مجال الدعوة بكافة أشكالها حيث كان سبباً في توطيد العلاقات بين كثير من شعوب دول العالم ليصبح يوم 30 نوفمبر من كل عام يوم تكريم لهذا القارىء العظيم ليذكّر المسلمين بيوم الأربعاء 30/11/1988م الذي توقف عنه وجود المرحوم الشيخ عبدالباسط بين أحياء الدنيا ليفتح حياةً خالدةً مع أحياء الآخرة يرتل لهم القرآن الكريم كما كان يرتل في الدينا .

    #1436176

    الشيخ / سعد الغامدي

    نسبه:

    سعد بن سعيد بن سعد الباهوت الغامدي

    ولادته:

    بتاريخ 19 / 5 / 1387 هـ .. الموافق عام 1967 مـ .. من مواليد مدينة الدمام شرق المملكة العربية السعودية ،، متزوج ولديه ثلاث أبناء ،،
    درس المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في الدمام .. ومن ثم درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بـ الأحساء ( كلية الشريعه [ تخصص أصول الدين ] ) وتخرج في عام 1410 هـ .. وأتم حفظ القرآن الكريم كاملآ عام 1415 هـ .. وحصل على إجازة الأسناد برواية حفص عن عاصم في عام 1417 هـ ..

    ويُعتبر صاحب الفضل الاول بعد الله تعالى تجاه الشيخ سعد الغامدي هو الشيخ الفاضل مروان القادري امام وخطيب جامع المجدوعي بالدمام ،، حيث تأثر به كثيرآ وبالأخص من ناحية قراءة القرآن ،،

    وبالرغم من أنه لم يكمل حفظ القرآن الكريم الا في المرحلة الجامعية وبالتحديد في سن الـ 25 .. ولكن الشيخ سعد الغامدي ذكر بأن طالب العلم والذي يُريد حفظ القرآن لا يستعجل زمن الحفظ واحسن مدة للحفظ هي خمس سنوات حتى قالو ا: مَنْ حفظ في خمس لم ينس

    حياته :

    بدأ الشيخ سعد الغامدي في الإمامة عام 1411 هـ في جامع عقبة بن غزوان بالدمام ،، وكان يصلي التراويح والقيام من كل عام ،،

    وقد عمل وقتها في حقل التدريس من عام 1411 هـ إلى عام 1415 هـ .. وعمل مشرفآ تربويآ لمادة التربية الإسلامية من عام 1416 هـ إلى عام 1423 هـ

    وفي عام 1421 هـ تم تعيينه كـ إمام وخطيبآ بشكل رسمي على جامع يوسف بن احمد كانو بمدينة الدمام ،،

    وأيضآ يعمل حاليآ مديرآ لـ مدارس محمد الفاتح الأهلية بالدمام ،،

    أعماله :

    – إمام وخطيب جامع يوسف بن أحمد كانو بـ الدمام

    – المشرف العام على مركز منار الهدى للدورات الشرعيه والتربوية

    – المشرف العام على مركز الإمام الشاطبي لـ القرآن الكريم

    – عضو اللجنة الإجتماعية بالدمام التابعه لـ الشؤون الإجتماعيه

    مؤلفاته:

    – رسالة ( إلى أهل القرآن )

    – المصحف المرتل القرآن الكريم ، وقد صدر في عام 1417 هـ

    – الأذكار

    – الرقية الشرعيه

    – نظم ألفية العراقي للحافظ العراقي

    #1436180
    العلامة القاضي محمد بن شامس البطاشي

    نشأته:

    ولد القاضي ببلدة مسفاة بني بطاش بولاية قريات في الثاني عشر من صفر سنة 1330هـ توفي والده وهو رضيع ابن أربعة أشهر فكفله عمه المهنا بن خنجر وأخوه الأكبر عدي ابن شامس وهو رابع أخوته وأصغرهم سنا ولما بلغ من العمر سبع سنين قرأ القرآن الكريم على أخيه أحمد بن شامس ولم تمضي له أشهر حتى أتمه حفظا ثم أخذ في كتابة الخط وقراءة الكتب والشعر فحفظ من ذلك شيئا كثيرا معتمدا على ذاكرة قوية، مكنته من حفظ مائتي بيت من الشعر في اليوم الواحد، حتى انه حفظ ألفية الامام نور الدين السالمي في الأصول في خمسة أيام، كما كان يحفظ الجزء الواحد من القرآن في اليوم.
    وكان أخوه أحمد بن شامس في صباه ذا فهم ثاقب وذكاء حاد ثم كان علامة نحريرا لا يشق له غبار في علم الآلة والعربية بل إنه كان منقطع النضير في زمانه وفي سنة 1343ھ سافر القاضي إلى نزوى بيضة الإسلام ومدينة العلم وعاصمة الإمامة وكان قد سبقه إليها أخوه أحمد وهناك نزل بساحة الإمام محمد بن عبدا لله الخليلي (رحمه الله) حيث أولاه عنايته ورعايته وقد أحس منه الإمام ذكاءا وقّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّــادا فقربه وأدناه وخصه من بين تلاميذه.

    شيوخه:

    أخذ القاضي العلم عن كبار علماء عمان آنذاك وكانت نزوى جامعة العلوم في البلد ومقصد طلاب العلم يأتون إليها من أرجاء الوطن الكبير حيث يجدون بغيتهم فينهلون من علم تلك البحور وعلى رأس هؤلاء الأقطاب الإمام محمد بن عبدالله الخليلي رحمه الله وهو وإن لم يكن متفرغا للتدريس بحكم مسؤولياته تجاه الرعية إلا أن في ملازمته فائدة عظيمة فرجل كالإمام الخليلي لا يقضي وقته إلا في كل مفيد فقد كان متصديا للفتوى والاجتهاد ويهتم بشؤون العلماء وتلاميذهم ويسأل عن أحوالهم وإذا أحس من أحدهم فطنة وبديهة قرّبه وأدناه فكان القاضي (رحمه الله) ممن نال شرف هذا القرب من الإمام وكان الإمام يستعين بالقاضي في معرفة أنساب العرب وقد أطلق عليه الإمام لقب نسابة عمان وممن أخذ القاضي عنهم العلم الشيخ العالم حامد بن ناصر النزوي الملقب بسيبويه عصره فعنه أخذ علم النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والعروض والأدب عامة .
    وأخذ عن الشيخ العلامة عبدالله بن عامر العزري الفقه وأصوله وأصول الدين والتفسير والحديث وعلم الكلام .
    ومن شيوخه أيضا الذين أخذ عنهم العلامة الكبير أبو مالك عامر بن خميس المالكي والشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي وغيرهم من العلماء المعاصرين.
    وكان طول إقامته في نزوى لطلب العلم يروض نفسه على المكارم والأخلاق الحسنة فكان خير مؤدب لنفسه وخير معلم.
    طرق أبواب العلم جميعها فدرس الفقه والأصول والحديث والتفسير وبرز فيها وقرأ النحو والأدب والشعر وله في النظم باع شاسع وإطلاع واسع أما علم الأنساب فقد أخذ منه بحظ وافر وله دراية كبيرة بقبائل عمان وبطونها ولا تسأله عن القبيلة إلا ويأتيك بنبئها.
    ظل على كرسي القضاء في الفترة مابين 1356ﻫ إلى 1416ﻫ أي 60 سنة تخللتها فترات انقطاع بسبب استعفاء القاضي لأنه يرى القضاء وظيفة لا كالوظائف وإن من يتقلّد أمره فهو على خطر شديد إلا أن أطول الفترات المتصلة هي الفترة بين سنة 1390ﻫ إلى سنة1416ﻫ فعندما تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد الحكم طلب القاضي للقضاء وعيّن قاضيا للاستئناف في ديوان عام وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية،ورغم محاولات القاضي العديدة الاستعفاء بعد ذلك إلا أنه بقي في منصبه حتى عام 1416ﻫ .

    وأول ولاية تقلّد قضائها ولاية قريات سنة 1356ﻫ ، ثم ولاه الإمام الخليلي قضاء حمراء العبريين ، وفي سنة 1361ﻫ تولى الإمام ولاية بدبد ووادي سمائل وكان قاضيا وواليا .
    وتقضّى في وقت لاحق على ولاية جعلان ، كما تكرر تقلده قضاء ولاية قريات لمرات عديدة .
    ومن خلال هذه الرحلة الطويلة في القضاء أصبح القاضي المرجع في شؤون القضاء وأحكامه لا تستعصي المسألة على أحد القضاة إلا ويجد لها الحل عند القاضي محمد بن شامس البطاشي .
    وظل على هذا الحال حتى بعد التقاعد فكان القضاة يستفتونه ويشاورونه ويأتون إليه بالقضايا والأحكام فيبدي لهم رأيه فيها .
    ولم يكن عمل القاضي مقصورا على القضاء فحسب بل تجاوزه إلى العمل المهني ، فكان مزارعا وفلاحا من الطراز الأول وقد أشتغل بالزراعة عمرا طويلا وغرس كثيرا من النخل والشجر وأصلح الفلج والسواقي وكان له اعتناء واسع بكل ما له تعلّق بالزراعة حتى بعد أن بلغ منه الشيب مبلغه كان يرتاح إلى ظل الشجر ويطيب له المقيل بين جنبات المزارع .
    وما أبلغ ذلك المشهد عندما يأوي إلى الراحة من جهد العمل فيضع أداة العمل ويمسك بالقلم يسطّر به عبق العلم وشذا المعرفة .

    أعماله الخيرية:

    بني القاضي عدة مساجد تقربا لله تعالى آخرها مسجد الحيطان ومن شديد حرصه رحمه الله على تنزيه المسجد عن اللغو وعن كلام الناس ،فقد ألصق بالمسجد بناءا آخر وجعله مجلسا خاصا بالمصلين وكان إذا صلى بالناس نقلهم من المسجد إلى المجلس ولا يسمح لهم بالجلوس في المسجد إلا للعبادة ،وكان يقول سنة استنها عمر بن الخطاب فنحن نقتدي به وننزه مسجدنا عن قيل وقال .

    مؤلفاته

    ترك القاضي للمكتبة الإسلامية ذخيرة وافية من الكتب الشرعية واللغوية وترك شعرا كثيرا ومن مؤلفاته:

    1. سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب:

    { موسوعة إسلامية من عشرة مجلدات في مائة ألف بيت وأربعة وعشرين ألف بيت من بحر الرجز وهو بذلك أكبر وأضخم ديوان شعر في تاريخ النظم الإسلامي ، وقد فرغ من تلك الموسوعة في 3 سنوات، كان خلالها لا ينقطع عن مهام عمله، فإذا مر الشهران دون نظم بيت واحد، عوضه بنظم ألف بيت في يوم واحد }.

    2. غاية المأمول في الفروع والأصول:

    كتاب قيم في الفقه وأصوله وأصول الدين يقع في تسعة أجزاء ذكر فيه أبواب العبادات والمعاملات بشيء من التفصيل وهو من أنفع كتب الفقه وأجودها

    3. إرشاد الحائر في أحكام الحاج والزائر:

    جمع هذا الكتاب مسائل الحج والعمرة والأحكام المتعلقة بهما وكل ما يحتاج إليه حاج بيت الله الحرام وقاصد زيارة قبر نبيه صلى الله عليه وسلم.

    4. كشف الإصابة في اختلاف الصحابة:

    يبحث في اختلاف الصحابة أثر مقتل عثمان بن عفان ومبايعة علي بن أبي طالب وما صاحب ذلك من حروب وفتن ويبحث في قضية التحكيم وأهل النهروان ويقارن سيرة بني أمية والعباس بسيرة أئمة الإباضية في عمان والمغرب.

    5. تحفة الأصحاب على ملحة الإعراب:

    منظومة في النحو والصرف اختصر فيها ملحة الإعراب للحريري في نظم سهل سلس.
    6. نبذة عامة عن ولاية قريات .

    تكلم فيها عن ولاية قريات وعن أهم قراها وبلدانها وذكر العلماء الذين تخرجوا منها وقادتها ورجالها والأبراج والقلاع والحصون الموجودة فيها وتكلم عن الأفلاج والحيوان والأشجار والأودية والجبال وغير ذلك.

    7. رسالة في صلاة الجمعة :
    تطرق في هذه الرسالة إلى بعض مسائل الخلاف في صلاة الجمعة من نحو موضع إقامتها وشروط وجوبها.

    8. مجموعة جوابات:

    جوابات لمن يرد عليه من سؤالات من العامة والخاصة وكثير من هذه الجوابات شعر ولم يقدّر لها أن تجمع في كتاب واحد .

    9. ديوان شعر:

    يتألف من مجموعة قصائد من أغراض الشعر العديدة

    10.سيرة ذاتية:

    كتبها عن نفسه وحياته وعرف بنفسه فيها وذكر مراحل تعليمه وشيوخه والأعمال التي تقلدها والصعاب التي واجهها وتكلم عن الفترة التي أعقبت موت الإمام الخليلي وموقفه منها.

    11. كتاب في أنساب أهل عمان ألفه بالاشتراك مع بعض أشياخ العلم.

    حياته:

    كان يعيش حياة متواضعة بعيدة كل البعد عن صخب الدنيا وزخرفها فكان ينام على الأرض ويترك السرير زهدا فيه ويلبس ما تيسر من الثياب ويأكل ما حضر ويسكن في بيت متواضع ولا يخرج للأسواق ولا يذهب للنزهات ولا يشاهد التلفاز وكان يعد أحسن ما فيه مضيعة للوقت بل إن بيته الذي بالبلد لم يكن به تلفاز إطلاقا.
    حيث ترك أبوابا كثيرة من الدنيا بغضا فيها وتعففا عنها ولو أراد عرضها كما أرادها غيره لكانت يديه ولكنه قنع منها بالقليل.

    وفاتـــــــه:

    يقول ابنه الحارث لطالما ردد سيدي الوالد مرارا عديدة هذين البيتين من شعره:
    اللهم أسألك الشهـادة إن دنـــا
    آن انقضا أجلي وحم مماتــــي
    فأموت فــي كرم كموت أئمتي
    بلـج ومرداس وذي الثفنـات

    ثم يستدرك ويقول إن لم يشأ الله لنا نيل الشهادة فنموت في الجهاد حتى يكون موتا كموت بلج ومرداس وذي الثفنات ويعلم الله أنا جاهدنا وطبلنا الموت في سبيله ولكن فلا أقل من أن نسأل الله حسن الخاتمة.
    كان من عادة القاضي رحمه الله أنه لا ينام إلا على طهارة فإذا صلى النوافل والوتر جلس ماشاء الله له في مطالعة كتب الأثر أو في الاستغفار والتسبيح ثم ينام على وضوئه السابق فلما كان قبل وفاته بحوالي الشهرين جعل يتوضأ وضوءا آخر قبيل النوم مباشرة وكان يقول أنوي به الطهارة للموت وقد بدت عليه علامات الإحساس بدنو الأجل فأوصى بالواجد والمندوب وكأنه مودع الدنيا من الغد ولم يفته أن يوصي حتى باللباس الذي عليه فأوصى بالعمامة ألا ترمى ولا تمزق ولا تهان ولكن إن ضاق بكم الفضاء فادفنوها فإنها شعار أهل العلم وتاج العلماء وكان قد أتخذ دفترا لوصاياه وللذي له وللذي عليه فلما كان في أيامه الأخيرة صار الدفتر قريبا من منامه ويسجل في ما يستجد ساعة بساعة وإن كان حقيرا في نظر الناس كالريال والريالين وصلى يوما ثم رأى أثر دم في ثوبه عند النوم فقام من ساعته يقضي صلوات يومه ذاك ولم يؤخرها للصباح خشية الموت.
    كل هذه الأحداث كانت في أيامه الأخيرة فلما كان قبل وفاته بيومين رأى النبي {صلى الله عليه وسلم } في المنام يبتسم له ويسلمه مفتاح بيته في الجنة فاستبشر بها الوالد خيرا فلما كان اليوم الذي بعده سمعته يأذن بالمسجد وما سمعته أذن قبل ذلك اليوم وكان آخر يوم من رمضان وفي صبيحة يوم العيد غرة شوال سنة1420ﻫ خرج بالناس للصلاة فأمهم ثم أمرني بالخطبة وأخذ يسار المحراب ولم تمضي دقائق إلا وسقط على الأرض وقد غادرت روحه على وضوئه وفي محراب صلاته وأمام يدي ربه فيالها من ميتته كميتة مرداس وذي الثفنات فإنهم نالوا الشهادة في صلاتهم وقد تمنى الوالد الشهادة وتمنى أن يموت كميتتهم فعسى أن يكون في زمرة الشهداء.
    فأضت روحه إلى بارئها بعد رحلة دامت 90 عام قضاها في خدمة الإسلام بالسيف والقلم فرزء الإسلام بفقده وجلت علينا مصيبته. وما كان لنا إلا الصبر والسلوان والتسليم بالقضاء والقدر.

    #1436181

    الشيخ القارىء/ أحمد العجمي

    بيانات شخصية

    الاسم:

    أحمد بن علي بن محمد آل سليمان العجمي

    ومن مواليد :
    الخبر 24/2/1968م

    الحالة الاجتماعية:

    متزوج

    عدد الأبناء :

    6( عبدالله – عمر – فاطمة – مريم – موضي -عبدالرحمن)

    الدرجة العلمية

    -دكتوراه في التفسير بتقدير ممتاز بعنوان منة العلي الكبير في شرح طرق التفسير

    – ماجستير من جامعة لاهور الحكومية بباكستان

    – بكالريوس شريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

    محاضرات

    سلسة في ظلال آية

    الظلم

    الجنة

    الإخلاص

    صديق السوء

    الشيطان

    الغناء

    الغرور

    كفانا غفلة 1 – 2

    أثر الإيمان 1 – 2

    مشاهدات من البوسنة والهيرسك 1

    الرقية الشرعية 1

    أين السعادة ؟ 1 2

    #1436196


    الشيخ /علي الحذيفي
    امام وخطيب المسجد النبوي الشريف

    سيرة الشيخ :

    هو علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي ، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة من العوامر _ والنسبة إلى العوامر: العامري ـ والعوامر من بني خثعم، وتقع ديار العوامر بالعرضية الشمالية جنوب مكة المكرمة بثلاثمائة وستين كيلاً ، وقد تولى آل حذيفة مشيخة العوامر منذ عدة قرون حتى العصر الحالي.

    ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي.

    حياته:

    تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة.
    وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.

    واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ، وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.

    حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395هـ ، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها ـ قسم الفقه شعبة السياسة الشرعية ـ وكان موضوع الرسالة طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية.

    عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، وهو عند تاريخ إعداد هذه الترجمة 1418هـ يقوم بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم ـ قسم القراءات.

    وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء ـ ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/6/1399هـ ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ واستمر بها إلى عام 1418هـ.

    له مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية ومنها:

    • رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية.

    • عضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

    • عضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

    كما شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.

    ويعد صاحب الترجمة أحد القراء في المملكة والعالم الإسلامي ، وله تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها،

    وقد أجيز في القراءات من عدد من كبار القراء وهم:

    • الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ـ إجازة في القراءات العشر.

    • الشيخ عامر السيد عثمان ـ إجازة برواية حفص وقرأ عليه بالسبع ولم يكمل سورة البقرة بسبب وفاة الشيخ.

    • الشيخ عبد الفتاح القاضي ـ قرأ عليه ختمة برواية حفص.

    كما نال إجازة في الحديث من الشيخ حماد الأنصاري.

    وله حلقة في المسجد النبوي الشريف يدرس فيها الحديث والفقه حتى الآن.

    مؤلفاته:
    وله أيضاً بعض الكتب وما زالت بخط يده.

    #1436609

    المقرئ محمد جبريل

    نسبه :

    هو محمد محمد السيد حسنين جبريل من مشاهير قراء القرآن الكريم في مصر. ولد في قرية طحوريا في مركز شبين القناطر (محافظة القليوبية).

    حالته الاجتماعية :

    الشيخ محمد جبريل متزوج و أب لثلاثة أبناء: عمرو، سارة و يوسف.

    حياته :

    تمكن الشيخ محمد جبريل من حفظ القرآن كاملا و عمره لا يتجاوز تسع سنوات، و فاز بعدة مسابقات في تجويد الذكر الحكيم داخل و خارج مصر خلال مرات عدة.

    دراسته :

    و قد تابع محمد جبريل دراسته في معهد الأزهر حيث حصل على الإجازة في الشريعة و القانون. درس الشيخ القرآن في الجامعة الأردنية كما اشتغل كقارئ و مهيئ لبعض البرامج الدينية بالتلفزيون الأردني.

    منذ سنة 1988م و الشيخ محمد جبريل يؤم صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص بمصر. و قد عين كمشرف على إقامة المركز الإسلامي العالمي لعلوم القرآن بالقاهرة.

    مع الشاشة الفضية :

    سجل الشيخ عددا من البرامج الدينية للتلفزيون المصري و أيضا لبعض القنوات الفضائية منها: آية و دعاء، الرحمن علم القرآن و برنامج أحباب الله.

    #1436610

    الامام الفقيـــه/ ابــن حـــزم الأندلسي

    نسبه:

    علي بن حزم الاندلسي هو الأمام البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م.قرطبة – 28 شعبان 456هـ / 15 اغسطس 1064م ولبة). أندلسي أصله من بادية ولبة, أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ ,فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق، ومتكلم، اديب، وشاعر، وناقد محلل، بل وصفه البعض بالفيلسوف، وزير سياسي لبني امية. يعد من أكبر علماء الأندلس. قام عليه جماعة من المالكية وشرد عن وطنه. توفي في منزله في أرض أبويه منت ليشم (مونتيخار, لبله, ولبة حاليا).

    أسرته ونشأته:

    قدعاش حياته الأولى في صحبة أخيه أبى بكر الذي كان يكبره بخمس سنوات في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبى عامر، وابنه المظفر من بعده، وكانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جوارى القصر الذي كان مقاما في الشارع الآخذ من النهر الصغير على الدرب المتصل بقصر الزاهرة، والملاصق لدار المنصور بن أبى عامر ، ومن ذلك نعرف مدى المكانة التي كان يحظى بها والد ابن حزم لدى المنصور بن أبى عارم حتى جاوره في السكن. كان ابن حزم قد خرج من وسط أسرة عرفت الإسلام منذ جده الأعلى يزيد بن أبى سفيان، وكان خلف أول من دخل الأندلس من أسرته في صحبة الأمير عبد الرحمن الداخل، وكان مقامه في لبلة، ومن ذلك نعرف أن مقر هذه الاسرة كانت الشام بعد مشاركة يزيد أصل هذه الاسرة في الفتوحات الإسلامية بها، ولما خرج عبد الرحمن إلى الأندلس خرج معه خلف بن معدان. وقد بدأت هذه الأسرة تحتل مكانها الرفيع كواحدة من كرائم العائلات بالأندلس في عهد الحكم المستنصر، ونجحت في امتلاك قرية بأسرها هي منت ليشم، ولا يعلم هل خلف بن معدان هو الذي تملكها أم أبناؤه من بعده، ولعل ذلك يحيلنا إلى مدى ذكاء هذه الاسرة الذي انعكس بدوره على أحمد بن سعيد وولده ابن حزم من بعده. ويعتبر أحمد بن سعيد أحد مشاهير هذه الأسرة ومؤسس ملكها حتى قال عنه ابن حيان الوزير المعقل في زمانه الراجح في ميزانه … هو الذي بنى بيت نفسه في آخر الدهر برأس رابية وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء والرجولة ، وقد كان لهذه الصفات إلى جانب اتجاهه للحزب الاموى وعمق ولائه لأمرائه وخلفائه دور هام في استوزار المنصور له سنة 381هـ/991م، وبلغ من شدة ثقته به انه كان يستخلفه على المملكة أوقات مغيبه عنها، وصير خاتمه في يده ، وكان لأحمد بن سعيد مجلس يحضره العلماء والشعراء أمثال أبى عمر بن حبرون وخلف بن رضا ، وكان له باع طويل في الشعر ومشاركة قوبة في البلاغة والادب حتى إنه ليتعجب ممن يلحن في مخاطبة أو يجئ بلفظة قلقة في مكاتبة ، وقد كان لهذا أثره على ولده ابن حزم في تمكنه من اللغة والشعر واهتمامه بهما، حتى أن بلاغته كان لها من التأثير أنها تأخذ بمجامع القلوب وتنفذ إلى أعماق النفوس في أسلوب سهل ممتنع رقيق يخلو من الاستطرادات ويتسم بطول النفس وجمال النكته وخفة الروح، كما كان أحمد بن سعيد من المشاركين في حركة الإفتاء بالأندلس من خلال مجالسه العلمية والمناظرات التي كانت تدور في قصره حتى قال عنه ابن العماد كان مفتيا لغويا متبحرا في علم اللسان ، وهذه العبارة توضح الاثر الذي تركه أحمد بن سعيد على ولده ابن حزم الذي اعتمد في فتواه وتفسيره لنصوص القرآن والسنة على ظاهر اللغة ، ومن ثم يكون والده أحد الأسباب التي دفعته إلى المنهج الظاهري في الفتيا والتفسير بالرغم من أنه كان مالكى المذهب. ظل أحمد بن سعيد وزيرا بعد المنصور لابنه المظفر، وأخيه عبد الرحمن شنجول إلى أن أعفى من منصبه في عهد محمد المهدى، وترك منية المغيرة حى كبار موظفى البلاط وعاد لسكنه القديم في بلاط مغيث بعيدا عن صخب السياسة، وبعد اغتيال المهدى في ذى الحجة 400هـ/1010م ومبايعة هشام المؤيد ثانية بعد الزعم بموته. اصطدم أحمد بن سعيد بالقائد الصقلبى واضح محسوب الخلافة الذي لاحقه وسجنه وصادر أمواله، وطلت الفتن والنكبات تتوالى على بنى حزم حتى وفاة أحمد بن سعيد في ذى القعدة 402هـ/1012م، وقد كان لهذه النكبات أثرها السئ على ابن حزم إذ أنها زادت من حزنه، وكانت أحد أسباب حدته التي تظهر جلية في مصنفاته. أما عن أم ابن حزم فقد صمتت عنها المصادر بأسرها.بل إن ابن حزم نفسه لم يطالعنا على أدنى إشارة تجاهها في أى من كتبه التي بين أيدينا، ومن ثم فالخلاف بين الباحثين حول أصلها لم يحسم بعد ولعل الحديث عن العلاقة بين بعض اقاربه ابن حزم وأثرها على نفسيته وفكره ترتبط بهذا المقام ،ونخص بالذكر أبى المغيرة عبد الوهاب ابن عمه الذي كان يتبادل مع ابن حزم رسائل المودة في حداثة سنهما، ثم جرت بينهما جفوة سببها كتاب وصل أبوالمغيرة عن ابن حزم وصفه الأول بأنه مبنى على الظلم والبهتان والمكابرة مما كان لهذا أثره على ابن حزم في اعتزازه بنفسه وشدة حدته إذ وجد أن أحد أقربائه الذي كان يتودد إليه في الصغر، انقلب عليه هو الآخر، وانضم إلى خصومه ومعارضيه، ومن ثم فقد كل نصير يمكن أن يعتمد عليه سوى ذاته الانفرادية التي اعتز بها. ومن المصنف الذي صنغه ابن حزم عن أسرته والذي يدعى تواريخ أعمامه وأبيه وأخواته وبنيه وبناته مواليدهم وتاريخ من مات منهم في حياته يتضح أن أبناءه كانوا جمعا من البنين والبنات، ولكن لا نعرف عن بناته شيئا. لفقدان هذا المصنف، فضلا عن عدم إشارة المصادر إليهن، ولو قدر لنا العثور علي هذا المصنف. لكان مجالا خصبا في التعرف على أزواجهن وأسراتهن، وأثر هذه المصاهرة على فكر أبيهم وتراثه، هل دافعوا عنه وأذاعوا مصنفاته ؟ أم هاجموه وانتقدوا فكره ؟ مثلهم في ذلك مثل خصومه. أما عن أبنائه الذكور فنعرف منهم أربعة وهم أبورافع الفضل، وأبوأسامة يعقوب، وأبوسليمان المصعب، وسعيد وسنفصل القول عن كل واحد منهم في كتابنا هذا فقد كانوا كلهم ظاهري المذهب. سكن هو وأبوه قرطبة ونالا فِيهَا جاهاً عريضاً. أصبح أبوه أحمد بن حزم من وزراء الحاجب المنصور بن أبي عامر من أعظم حكام الأندلس، فارتاح باله من كد العيش والسعي وراء الرزق، وتفرغ لتحصيل العلوم والفنون، فكتب طوق الحمامة في الخامسة والعشرين من عمره. وقد رزق ذكاءً مفرطًا وذهنًا سيالاً وقد ورث عن أبيه مكتبة ذاخرة بالنفائس، اشتغل في شبابه بالوزارة في عهد «المظفر بن المنصور العامري» ثم مالبث أن أعرض عن الرياسة وتفرغ للعلم وتحصيله. و كان يضرب المثل في لسان ابن حزم، فقيل عنه: «سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان»، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته، وكثر أعداؤه في الأندلس، حتى نفوه من قرطبة وأحرقت كتبه في محاضر عامة بأمر من المعتضد بن عباد، وصار ابن حزم ينتقل من مكان لآخر حتى مات في قرية «لبلة» غربي الأندلس (من نواحي مدينة ولبة)أرض أبويه. ابن حزم كان سياسياً حاد اللسان في التعرض لفقهاء عصره الجاحدين المنتفعين من مناصبهم، استطاع هؤلاء أن يؤلبوا عليه المعتضد بن عباد أمير اشبيلية, فاصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده منت ليشم من ناحية لبلة، وألا يفتي أحد بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة، وهناك توفي سنة 1069م، ولما فعلوا ذلك بكتبه تألم كثيراً فقال وقد حُرِّقت مؤلفاته.

    إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ** تضمنه القرطاس بل هو في صدري
    يقيم معي حيث استقلت ركائبي ** وينزل إن أنزل ويدفن في قبري

    دعوني من إحراق رق وكاغد ** وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري

    وإلاّ فعدوا بالكتاتيب بدءة ** فكم دون ما تبغون لله من ستر

    كذاك النصارى يحرقون إذا علت ** أكفهم القرآن في مدن الثغر

    مناصبه:

    ولي وزارة للمرتضى في بلنسية، ولما هزم وقع ابن حزم في الأسر وكان ذلك في أواسط سنة (409) هجريه، ثم أطلق سراحه من الأسر، فعاد إلى قرطبة

    ولي الوزارة لصديقة عبد الرحمن المستظهر في رمضان سنة (412) هجريه، ولم يبق في هذا المنصب أكثر من شهر ونصف، فقد قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة نفسها، وسجن ابن حزم، وثم أعفي عنه

    تولى الوزارة أيام هشام المعتد فيما بين سنتي (418-422) هجريه

    مؤلفاته:

    هو أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، ألف ابن حزم في الأدب كتاب طوق الحمامة، وألف في الفقه وفي أصوله، وشرح منطق أرسطو وأعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية، وربما يعتبر أول من قال بالمذهب الاسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية (الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين والفلاسفة في الحضارة الإسلامية وهي أحد أسباب الشقاق حول طبيعة الخالق وصفاته). ذكر ابنه أبو رافع الفضل أن مبلغ تآليف أبي محمد هَذَا فِي الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب وغير ذَلِكَ بلغ نحو أربع مئة مجلد تشتمل عَلَى قريب من ثمانين ألف ورقة.

    إحراق كتبه ووفاته:

    موقع ولبة في إسبانيا فيها توفي ابن حزميرتبط بمصنفات ابن حزم حادثة خطيرة طالما تكررت بالأندلس كلما ضاق أهلها باحد ممن يخالفهم من العلماء، وهي إحراق كتبه علانية بإشبيلية، بيد أنها لم تفقد من جراء ذلك، فقد كان له جماعة من تلاميذه النجباء الذين قدروا فكره وحافظوا على كتبه التي كانوا يمتلكونها بنسخها ونشرها بين الناس، ولذا فعندما أحصاها ابن مرزوق اليحصبى وهو من المتأخرىن وجدها ثمانين ألف ورقة، وهو نفس إحصاء أبو رافع الفضل في القرن الخامس الهجرى /الحادى عشر الميلادى، ويمكن أن نرجع أسباب هذه الحادثة في الآتى :-

    أولا : ثقة ابن حزم بنفسه عند منازلة كبار فقهاء المالكية، وعدم تردده في تسفيه آراءهم طالما خالفت الحق.

    ثانيا : تنديده بولاية خلف الحصرى للخلافة بإشبيلية، ومبايعته على أنه هشام المؤيد سنة 325هـ/1033م في عهد محمد بن إسماعيل القاضى والد المعتضد بن عباد، فعندما حل بإشبيلية أوقع به المعتضد أشد إيقاع لما صدر منه من إثارة الناس حول محمد بن إسماعيل رأس الاسرة العبادية.

    ثالثا : معارضة فقهاء المالكية له وسعيهم لدى السلطان للإيقاع به وإثارة العامة ضده ، ومن ثم التقت أغراضهم مع ما كان يرمى إليه المعتضد، فكانت واقعة إحراق كتبه على مسمع ومرأى من الناس.

    رابعا : نزعة ابن حزم الأموية ودعوته لإعادة حكم الأمويين في الوقت الذي قطع فيه معظم ملوك الطوائف كل صلة بالأموية الأندلسية، وحاول كل واحد منهم أن يحقق استقلالا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، خاصة المعتضد الذي ما وافق على خدعة أبيه بعد وفاته بمبايعة خلف الحصرى بإشبيلية على أنه هشام المؤيد إلا ليصبغ الشرعية على محاولته الاستقلالية، وليرضى أصحاب النزعات الأموية بإمارته. فلما تحقق له ذلك أعلن وفاة الخليفة المزعوم.

    خامسا : أن ابن حزم لم يكن ينظر إلى أمراء عصره ومنهم المعتضد نظرة إكبار فهو وزير ابن وزير، وما كان له أن ينظر إليهم أكثر من نظرته إلى من دونه أو من ليسوا أكبر منه، وهم يأنفون من ذلك الأمر الذي دفع المعتضد إلى تدبير مؤامرة تجعله ذليلا لا يشمخ براسه عليه ولا على غيره هي إحراق كتبه.
    وبالرغم من هذه المؤامرة التي ألمت بابن حزم فلم يتحقق للمعتضد ما كان يصبو إليه من كسر كبريائه وإذلاله، بل ظل الرجل يشمخ بمكانته وعلمه وعقله هنا وهناك دون ضعف ولا ذلة، لكنه آثر السلامة وغادر إشبيلية إلى قريته منت ليشم التي كان يمتلكها ويتردد عليها، وظل بها يمارس التصنيف والتدريس حتى وافته المنية عشية يوم الأحد 28 شعبان 456هـ/15 يوليو 1063م ، وليس كما ذهب البعض من أن وفاته كانت سنة 457هـ/1064م، ولا 455هـ/1063م ، لأن أبا رافع ولد ابن حزم هو الذي كتب التاريخ الذي ذكرناه، وهو الأعلم من أى أحد بتاريخ وفاة والده، فضلا عن أن معظم من ترجم لابن حزم ذكروا سنة وفاته كما ذكرها ابنه الفضل.

    كان ابن حزم قد رثى نفسه قبل وفاته بقليل في أبيات شعرية كأنه أحس بدنو أجله قائلا :

    كأنك بالزوار لى قد تبادروا وقيل لهم أودى على بن أحمد

    فيارب محزون هناك وضاحك وكم أدمع تزرى وخد محدد

    عفا الله عنى يوم أرحل ظاعنا عن الأهل محمولا إلى ضيق ملحد

    وأترك ما قد كنت مغتبطا به وألقى الذي آنست منه بمرصد

    فواراحتى إن كان زادى مقدما ويانصبى إن كنت لم أتزود

    ويمكن تخيل جنازته وقد حضرها تلاميذه بقرطبة وأبناؤه وأصحابه من أمثال ابن عبد البر، وابن حيان، وغيرهما ممن تربطه بهم قرابة أو نسب، وهكذا فقد ذهب ابن حزم إلى مثواه الأخير سائلا الله أن يعفو عنه يوم ظعنه إلى ضيق الملحد، بعد حياة قضاها في كفاح ونضال ضد الجمود والتقليد، قاسى خلالها من المرارة والاضطهاد والتشريد، ما أنضب معين الرقة واللين لديه ..

    #1436612

    الإمام النسائي

    نسبه ونشأته

    هو الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب السنن.

    ولد بنسا في سنة 215هـ وطلب العلم في صغره فارتحل إلى قتيبة في سنة 230هـ فأقام عنده بمدينة بغلان سنة فأكثر عنه، ومن شيوخه إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار ويروي عن رفقائه.

    مكانته العلمية

    كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير في هذا الشأن.

    حدث عنه أبو بشر الدولابي وأبو جعفر الطحاوي وأبو علي النيسابوري وغيرهم كثير.

    قال الحافظ ابن طاهر سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائي فقال يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم قلت صدق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.

    قال الحاكم كلام النسائي على فقه الحديث كثير ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه، وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي وكان ورعا متحريا قيل إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره عليه قلنسوة وقباء وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان فخاف أن يكون عينا عليه فمنعه فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ولذلك ما قال حدثنا الحارث وإنما يقول قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.

    قال مأمون المصري المحدث خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء فاجتمع جماعة من الأئمة عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.

    وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه النسائي عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة قال فما حدث بها.

    مناقبه وفضائله

    قال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.

    ثناء العلماء عليه

    قال الحافظ أبو علي النيسابوري:الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.

    وقال أبو الحسن الدار قطني أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.

    وقال الدار قطني كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى

    قال أبو سعيد ابن يونس في تاريخه كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا.

    قال أبو عبد الله بن منده الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي.

    وفاته

    روى أبو عبد الله بن مندة عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية وما جاء في فضائله فقال لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل قال فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها كذا قال وصوابه إلى الرملة.

    وقال الدار قطني خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته في شعبان سنة 303هـ قال وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.

    تراث النسائي

    ترك النسائي مجموعة من الكتب أهمها كتاب السنن وهو الذي عرف به وجاء في سير أعلام النبلاء عن كتبه الأخرى قد صنف مسند علي وكتابا حافلا في الكنى وأما كتاب خصائص علي فهو داخل في سننه الكبير وكذلك كتاب عمل اليوم والليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ وله كتاب التفسير في مجلد وكتاب الضعفاء وأشياء والذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتنى منه انتخاب أبي بكر بن السني سمعته ملفقا من جماعة سمعوه من ابن باقا بروايته عن أبي زرعة المقدسي سماعا لمعظمه وإجازة لفوت له محدد في الأصل.

    #1436613

    الإمام البيهقي

    مولده:

    هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخرساني. وُلِد الإمام البيهقي بخُسْرَوْجِرد – وهي قرية من قرى بيهق بنيسابور – في شهر شعبان عام 384هـ، فقد كانت نيسابور تزخر بحركة علمية واسعة، وقد فتحت أيام الخليفة عثمان بن عفان.

    طفولته:

    نشأ الإمام البيهقي نشأة علمية مبكرة في نيسابور، وقد ساهمت هذه النشأة العلمية المبكرة في تكوين البيهقي وإنضاجه، وتزامن معها تلمذته على كبار رجال عصره من المحدثين والفقهاء، الذين كانت تمتلأ بهم نيسابور.

    رحلاته في طلب العلوم:

    اتخذ الإمام البيهقي مدينة بيهق منطلقًا لرحلاته العلمية الواسعة في المدن المتاخمة لها أولاً، وهذه الرحلات هي التي ساهمت في تكوينه العلمي، وأثرت حصيلته من المادة العلمية والفقهية، وعلى رأسها المرويات الحديثية.

    وهذه هي المدن والبلاد التي رحل إليها البيهقي (رحمه الله) لطلب العلم:
    1- نيسابور. 2- أستراباذ. 3- أسد آباد. 4- أسفرايين. 5-خراسان. 6- الدامغان. 7- الطابران. 8- طوس. 9- قرمين. 10-مهرجان. 11- نوقان. 12 – همدان. 13- بغداد. 14- الكوفة. 15- شط العرب. 16- الري. 17- مكة المكرمة. 18 – المدينة المنورة. 19- عودته إلى بلده بيهق.

    آراء العلماء فيه:

    لقد تبوأ الإمام البيهقي قبل وفاته بعشرين عامًا مكانة علمية مرموقة، فكان يعتبر إمام المحدثين، ورأس الحفاظ في ذلك الوقت. وصفه الإمام الجويني قائلاً: ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه مِنَّة إلا أبا بكر البيهقي، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه. وقد وصفه الإمام عبد الغافر الفارسي في تاريخه: واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط.

    وقال الإمام السبكي: فقد كان الإمام البيهقي (رحمه الله) عالمًا عاملاً، ذا سعة وإحاطة بالعلوم الشرعية؛ فإنه أنفق شطر عمره في جمعها وتحصيلها، وأنفق الشطر الآخر منه في تنظيمها وتصنيفها، فأخرج للناس هذه المصنفات الجليلة، والتي بلغت الخمسين مصنفًا في فنون لم يسبق إليها.

    شيوخ البيهقي:

    لقد كان شيوخ البيهقي من الكثرة بمكان، ويرجع ذلك إلى تبكير الإمام البيهقي في طلب العلم، وقيامه بالتطواف على العلماء، وهو في الخامسة عشرة من عمره؛ وقد تحدث السبكي عن شيوخ البيهقي، فقال: أكثر من مائة شيخ.

    ومن شيوخ البيهقي:

    1- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405هـ).

    2- أبو الفتح المروزي الشافعي.

    3- عبد القاهر البغدادي.

    4- أبو سعيد بن الفضل الصيرفي.

    وهناك الكثير من الشيوخ الذين نهل منهم البيهقي، وأخذ منهم، واستفاد من صحبتهم.

    تلاميذه:

    لا شك أن تكوين الرجال لا يقل أهمية عن تأليف التصانيف، وتسويد الصحف، وتلاميذ البيهقي امتداد لعلمه ومنهجه، وأثر بارز من آثاره العلمية، والإمام البيهقي بما تبوأ من المكانة الجليلة في الحديث، والفقه، والأصول، والعقائد صار قبلة للطلاب، وهدفًا لرحلاتهم، واهتماماتهم؛ ليظفروا بالسماع منه، والتلقي عنه، فإن البيهقي (رحمه الله) كان محدث زمانه، وشيخ السنة في وقته، وأوحد زمانه في الحفظ والإتقان. وقد عمَّر البيهقي طويلاً، مما مكن عددًا كبيرًا من طلاب العلم وأهله للاستفادة منه.

    ومن تلاميذه:

    1- الإمام أبو عبد الله الفراوي النيسابوري الشافعي (ت 530هـ).

    2- الإمام أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ثم النيسابوري.

    صفات البيهقي:

    كان الإمام البيهقي على سيرة العلماء الربانيين، يتصف بالزهد والتقلل من الدنيا والقنوع باليسير، كثير العبادة والورع، قانتًا لله. كما كان يتصف بما وصف به أهل نيسابور عمومًا من أنهم كانوا أهل رئاسة، وسياسة، وحسن ملكة، ووضع الأشياء في مواضعها؛ وهي صفات جليلة تتصل بنضج العقل، وصفاء القريحة، وقوة الفكر والتدبير.

    مؤلفات البيهقي:

    1- (السنن الكبرى): وهو من أعظم مؤلفات البيهقي، والذي احتل مكانة مرموقة بين المصنفات في الحديث الشريف، فقد أقبل العديد من العلماء الكبار على سماع هذا الكتاب وإسماعه لأهل العلم، وقد أثنى العلماء عليه، وقد جعله ابن الصلاح (ت 643هـ) سادس الكتب الستة في القيمة والأهمية بعد البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وكتاب الترمذي. وقال الإمام السبكي (ت 771هـ) مشيدًا بسنن البيهقي: أما السنن الكبير فما صنف في علم الحديث مثله تهذيبًا، وترتيبًا، وجودةً.

    أما باقي مؤلفات الإمام البيهقي فهي كثيرة وعظيمة المنافع، منها:
    1- أحكام القرآن. وقد جمع البيهقي فيه أقوال الشافعي في بيان آيات الأحكام.

    2- أحاديث الشافعي.

    3- الألف مسألة.

    4- بيان خطأ من أخطأ على الشافعي.

    5- تخريج أحاديث الأم (كتاب الأم للشافعي).

    6- معالم السنن.

    7- معرفة السنن والآثار.

    8- العقائد.

    9- إثبات عذاب القبر.

    10- القراءة خلف الإمام.

    11- فضائل الصحابة.

    وغير ذلك من المؤلفات العديدة، والكثيرة.

    وفاة البيهقي:

    وبعد حياة حافلة بالتطواف والطلب في جمع العلم وتحصيله، والهمة في بثِّه وتعليمه، والاعتكاف على تدوينه وتصنيفه، أصاب البيهقي المرض في رحلته الأخيرة إلى نيسابور، وحضرته المنية، فتُوفِّي في العاشر من جمادى الأولى سنة 458هـ، وله من العمر أربع وسبعون سنة، فغسلوه وكفنوه، وعملوا له تابوتًا، ثم نقلوه إلى مدينة بيهق. رحم الله البيهقي رحمة واسعة، ورافق نبيه في أعالي الجنان.

    #1436614

    الإمام أبو داود

    نسبه وولادته :

    أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود.

    ولد أبو داود سنة 202 هـ في إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الازد يُدعي سجستان وهو إقليم في إيران يسمى حاليا سيستان وبلوشستان وتنقل بين العديد من مدن الإسلام، ونقل وكتب عن العراقيين والخراسانيين، والشاميين، والمصريين. وجمع كتاب السنن وعرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده وأستحسنه، ولم يقتصر في كتابه على الحديث الصحيح بل شمل على الحديث الحسن والضعيف والمحتمل وما لم يجمع على تركه، وقد جمع فيه 4800 حديث أنتخبها من 500 ألف حديث، وقد وجه أبو داود همه في هذا الكتاب إلى جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار، وتسمى هذه الأحاديث أحاديث الأحكام وقد قال المؤلف في رسالته لأهل مكة : فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها. وقد رتب كتابه على الكتب، وقسم كل كتاب إلى أبواب، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليه ذاهب، وعدد كتبه 35 كتابـًا، ومجموع عدد أبوابه 1871 بابـًا.والكتاب فيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأحاديث الموقوفة على الصحابة، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين.

    درجة أحاديثه:

    أمَّا عن مدى صحة أحاديث سنن أبي داود، فقد قال أبو داود في ذلك : ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئـًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.

    وقد اختلفت الآراء همعفلاعهمى: وما لم أذكر فيه شيءًا فهو صالح هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن ؟. وقد اختار ابن الصلاح والنووي وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن، ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن.

    وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة ؛ فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة أيضًا لكنها صالحة للاعتبار، ليست شديدة الضعف، فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله صالح المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.

    قال الألباني في تمام المنة /27 : اشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه السنن : ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئا فهو صالح . فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله : صالح فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به. وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشد به وهو الضعيف الذي لم يشتد ضعفه وهذا هو الصواب بقرينة قوله : وما فيه وهن شديد بينته فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبينه. فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنا عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي ممن سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها : وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر. ومع هذا جرى النووي على الاحتجاج بما سكت عنه أبو داود في كثير من الأحاديث ولم يعرج فيها على مراجعة أسانيدها فوقع بسبب ذلك في أخطاء كثيرة. وقد رجح هذا الذي فهمناه عن أبي داود العلماء المحققون أمثال ابن منده والذهبي وابن عبد الهادي وابن كثير وقد نقلت كلماتهم في مقدمة كتابي صحيح أبي داود ثم وقفت على كلام الحافظ ابن حجر في هذه المسألة وقد ذهب إلى هذا الذي ذكرناه وشرحه واحتج له بما لا تراه لغيره.

    وإذا نظرنا في كتابه نجده يعقب على بعض الأحاديث ويبين حالها، وكلامه هذا يعتبر النواة الصالحة التي تفرع عنها علم الجرح والتعديل فيما بعد ؛ وأصبح بابـًا واسعـًا في أبواب مصطلح الحديث.

    مؤلفاته:

    البعث

    المراسيل مع الأسانيد

    المصاحف

    رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه

    سؤالات أبي داود السجستياني للإمام أحمد بن حنبل في الراوة

    سؤالات أبي داود السجستياني للإمام أحمد بن حنبل في الفقه

    سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجتياني في الجرح والتعديل

    الزهد

    الدعاء

    الناسخ والمنسوخ.

    كتاب أصحاب الشعبي

    كتاب الرد على أهل القدر

    دلائل النبوة

    مسند مالك

    كتاب تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث

    ورعه:

    ذهب أبو داود إلى بغداد ومنها إلى البصرة ويروى في سبب رحيله إليها: أنه ذات يوم طرق باب أبي داود طارق؛ ففتح له الخادم، فإذا بالأمير أبو أحمد الموفق ولي عهد الخليفة العباسي يستأذن، فأذن له أبو داود، فدخل الأمير وأقبل عليه، فقال له أبو داود: ما جاء بالأمير في هذا الوقت؟! فقال: خلال ثلاث، يعني أسباب ثلاثة: أما الأولى: أن تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا، ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض، فتعمر بك، بعد أن خربت وانقطع عنها الناس بعد محنة الزنج. والثانية: أن تروي لأولادي كتاب (السنن). والثالثة: أن تفرد لهم مجلسًا لأن أبناء الخلفاء لا يجلسون مع العامة!! فقال أبو داود: أما الثالثة فلا سبيل إليها لأن الناس شريفهم ووضيعهم في العلم سواء.فكان أولاد الموفق العباسي يحضرون ويجلسون وبينهم وبين العامة ستر. استقر بالبصرة وبها توفي.

    منهجه:

    وكان أبو داود متمسكًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حريصًا كل الحرص على تطبيقها، وبيان أهميتها للناس ليقوموا بأدائها، وكان لأبي داود منهج أشبه بمنهج الصحابة في اتباع السنة النبوية والتسليم بها، وترك الجدل في الأمور التي تشعل نار الفتنة بين المسلمين. ترك له ابنًا يشبهه في كثير من صفاته هو: الحافظ بو بكر عبد الله بن أبي داود الذي كان تلميذًا نجيبًا لوالده، وشارك أباه في التتلمذ على شيوخه بمصر والشام، وسمع الحديث عن كبار العلماء ببغداد وخراسان وأصبهان وسجستان وشيراز، فصار عالمًا فقيهًا، وألف كتاب (المصابيح).

    قالوا عنه:

    روي أنها قُرئت على ابن الأعرابي فأشار إلى النسخة، وهي بين يديه، وقال: لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا كتاب الله عز وجل ثم هذا الكتاب -يقصد سنن أبي داود- لم يحتج إلى شيء من العلم بعد ذلك، وقال فيه إبراهيم الحربي لما صنف السنن: «ألين لأبى داود الحديث كما ألين لداود الحديد. وكان في الدرجة العليا من النسك والصلاح». وكان يقول: «الشهوة الخفية حب الرياسة». وعده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل. وتوفي في البصرة سنة 275 هـ.

    #1436616

    الإمام ابن تيمية

    اسمه و مولده:

    أبو العباس أحمد بن شيخ الإسلام شهاب الدين عبد الحليم

    ولد في ربيع الأول سنة 661هـ بحران ثم انتقل هو وأهله إلى دمشق .

    نشأته:

    قال العلامة محمد بن أحمد بن عبد الهادي رحمه الله (ت 744هـ)

    نشأة في تصون تام وعفاف وتأله واقتصاد في الملبس والمأكل ولم يزل على ذلك خلفاً صالحاً سلفياً برًّ بوالديه تقياً ورعاً عابداً ناسكاً صواماً قوّاماً ذاكراً لله تعالى في كل أمر وعلى كل حال رجّاعاً إلى الله تعالى في سائر الأحوال والقضايا وقافاً عند حدود الله تعالى وأوامره ونواهيه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا تكاد نفسه تشبع من العلم ولا تروى من المطالعة و لاتمل من الإشتغال به ولا تكل من البحث وقل أن يدخل في علم من العلوم في باب من أبوابه إلا ويفتح الله له من ذلك الباب أبواب ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حُذّاق أهله ..

    صفاته الخلقية:

    قال الذهبي رحمه الله :
    كان الشيخ أبيض أسود الرأس واللحية قليل الشيب شعره إلى شحمة أذنيه كأن عينيه لسانان ناطقان ربعة من الرجال بيعد المنكبين جهوري الصوت فصيحا سريع القراءة …

    تعبده وزهده:

    قال أبو حفص البزار رحمه الله :

    ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما رأى مثله في الزهد في الدنيا حتى لقد صار ذلك مشهورا بحيث قد استقر في قلب القريب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وجهها بل لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من الشيخ من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا وأحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه

    وقال :

    وكان إذا احرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة وكان إذا قرأ يمد قراءته مدا كما صح في قراءة رسول الله وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من اكمل ما ورد في صلاة الفرض وكان يخفف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة ويجهر بالتسليمة الأولى حتى يسمع كل من حضر

    وقال:

    وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره

    أخيه وتعظيمه له :

    قال ابو حفص البزار رحمه الله :
    وما رأيت أحدا كان أشد تعظيما للشيخ من أخيه هذا أعني القائم بأوده وكان يجلس بحضرته كأن على رأسه الطير وكان يهابه كما يهاب سلطانا، وكنا نعجب منه في ذلك .
    ونقول: من العرف والعادة أن أهل الرجل لا يحتشمونه كالأجانب بل يكون انبساطهم معه فضلا عن الأجنبي ونحن نراك مع الشيخ كتلميذ مبالغ في احتشامه واحترامه، فيقول: إني أرى منه أشياء لا يراها غيري أوجبت علي أن أكون معه كما ترون. وكان يسأل عن ذلك فلا يذكر منه شيئا لما يعلم من عدم إيثار الشيخ لذلك.

    وفاته رحمه الله :

    قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخ: عند سنة 728هـ

    وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفي الشيخ الامام العالم العلم العلامة الفقيه الحافظ الزاهد العابد المجاهد القدوة شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الامام العلامة المفتي شهاب الدين ابي المحاسن عبدالحليم ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام ابي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليهانتهى

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية :

    وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ ابي الحجاج المزي رحمه الله وكشفت عن وجه الشيخ ونظرت إليه وقبلته وعلى رأسه عمامه بعذب مغروزة وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا فيها إلى آخر اقتربت الساعة إنالمتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر فشرع عند ذلك الشيخان الصالحان الخيران عبد الله بن المحب وعبد الله الزرعي الضرير وكان الشيخ رحمه الله يحب قراءتهما فابتدآ من أول سورة الرحمن حتى ختموا القرآن وأنا حاضر أسمع وأرى
    ثم شرعوا في غسل الشيخ وخرجت إلى مسجد هناك ….. ودخلوا بالجنازة إلى الجامع الأموي والخلائق فيه بين يدي الجنازة وخلفها وعن يمينها وشمالها مالا يحصى عدتهم إلا الله تعالى فصرخ صارخ وصاح صائح: هكذا
    تكون جنائز أئمة السنة فتباكى الناس وضجوا عند سماع هذا الصارخ ووضع الشيخ في موضع الجنائز مما يلي المقصورة وجلس الناس من كثرتهم وزحمتهم على غير صفوف بل مرصوصين رصا لا يتمكن أحد من السجود إلا بكلفة جو الجامع ويرى الأزقة والاسواق وذلك قبل اذان الظهر بقليل وجاء الناس من كل مكان وقوى خلق الصيام لأنهم لا يتفرغون في هذا اليوم لمأكل ولا لشرب وكثر الناس كثرة لا تحد ولا توصف

    #1436618
    الإمام ابن ماجة

    نسبه وموطنه:

    هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني. قال ابن خلكان: ماجه: بفتح الميم والجيم وبينهما ألف وفي الآخر هاء ساكنة، والقزويني: بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى قزوين، وهي من أشهرمدن عراق العجم. ا.هـ.

    وقزوين هذه كانت قد فتحت في خلافة عثمان بن عفان، وكان الصحابي الجليل البراء بن عازب أول والٍ عليها، وذلك سنة أربع وعشرين من الهجرة، ومنذ ذلك الحين دخلها الإسلام واستوطنها الفاتحون العرب، وتسرب إليها اللسان العربي، وما كاد يطل القرن الثالث الهجري حتى اكتسبت قزوين شهرة كبيرة في علم الحديث، وبرز فيه عدد كبير من المحدثين.

    مثل: الحافظ علي بن محمد أبي الحسن الطنافسي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين من الهجرة، والحافظ عمرو بن رافع البجلي المتوفى سنة سبع وثلاثين ومائتين من الهجرة، وإسماعيل بن توبة المتوفى سنة سبع وأربعين ومائتين من الهجرة، ثم كان أشهرهم ابن ماجه صاحب السنن وشخصية هذا البحث.

    وقد بلغ من مكانة قزوين واتساع الحركة العلمية فيها أن خصها بعض أبنائها بالتأريخ لها وترجمة أعيانها وعلمائها، ومن أشهر هذه الكتب: التدوين في أخبار قزوين للحافظ الرافعي المتوفى سنة اثنتين وعشرين وستمائة من الهجرة. (بتصرف من موقع إسلام أون لاين).

    وفي سنة تسع ومائتين من الهجرة، الموافق أربع وعشرين وثمانمائة من الميلاد استقبلت قزوين مولد أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي، (المعروف بابن ماجه) ليخلد لها ذكرا بين بقية أمصار العلم والحضارة الإسلامية الأخرى.

    تربيته وحياته:

    وعن حياته الأولى فقد نشأ ابن ماجه في جو علمي، وشب محبا للعلم الشرعي بصفة عامة وعلم الحديث بصفة خاصة؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين التي امتلأت بها مساجد قزوين، حتى حصّل قدرًا كبيرًا من الحديث.

    ولأنه ما ازداد امرؤ علما إلا ازداد علما بجهله فإن ابن ماجه لم يكتف بما حصله في بلده، وإنما تطلع إلى رحلة فسيحة في الآفاق في طلب الحديث النبوي الشريف، وكانت هذه العادة من تقاليد العصر التي التزمها كبار المحدثين لملاقاة الشيوخ، استنادًا إلى نصوص الحديث التي تحث على طلب العلم، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وقد صدّر الإمام البخاري كتاب العلم في صحيحه بباب الخروج في طلب العلم، وجاء في مقدمة الباب: ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد.

    وبلغ من أهمية الرحلة في طلب الحديث أن وضع فيها مؤلفات تضم الأصول والإرشادات التي على طالب العلم المرتحل أن يتتبعها ويلتزم بها.

    وبهذا التقليد العلمي لكثير من أئمة الحديث في ذلك العصر هاجر ابن ماجه سنة ثلاثين ومائتين من الهجرة، وكان آنذاك في الثانية والعشرين من عمره – هاجر في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، فرحل إلى خراسان، والبصرة والكوفة، وبغداد ودمشق، ومكة والمدينة، ومصر، وغيرها من الأمصار، متعرفا ومتطلعا على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف، حيث أتاحت له هذه الفرصة أن يلتقي بعدد من الشيوخ في كل قطر وفي كل بلد ارتحل إليها.

    شيوخه:

    نظرا لكثرة أسفاره ورحلاته فكان له شيوخ في كل قطر وكل مصر ذهب إليه، فكان من شيوخه علي بن محمد الطنافسي الحافظ، وقد أكثر عنه، وإبراهيم بن المنذر الحزامى المتوفى سنة ست وثلاثين ومائتين من الهجرة، وهو تلميذ البخاري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة بن المغلس، وهو من قدماء شيوخه، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وداود ابن رشيد، وخلق كثير مذكورين في سننه وتآليفه.

    ثم بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عامًا عاد ابن ماجه إلى قزوين، واستقر بها، منصرفًا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطلاب من كل مكان.

    تلاميذه:

    لم يكن ليقتصر النشاط العلمي لابن ماجة على التأليف فقط، بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس, وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده علي بن سعيد بن عبدالله الغداني، وإبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني، وأحمد بن إبراهيم القزويني جد الحافظ أبي يعلى الخليلي، وأبو الطيب أحمد بن روح المشعراني، وإسحاق بن محمد القزويني، وجعفر بن إدريس، والحسين بن علي بن برانياد، وسليمان بن يزيد القزويني، ومحمد بن عيسى الصفار، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني الحافظ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدني الأصبهاني، وغيرهم من مشاهير الرواة.

    مؤلفاته:

    لم تكن شهرة ابن ماجه رحمه الله بسبب دروسه ومحاضراته فقط، وإنما كان ذلك أيضا – وهو الأهم – بسبب مؤلفاته ومصنفاته التي طارت شهرتها في الآفاق، غير أن من المؤسف أن يكون معظمها قد ضاع مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم، فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه البداية والنهاية بأنه تفسير حافل، وأشار إليه السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن.

    وله أيضًا كتاب في التاريخ أرخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وظل موجودًا بعد وفاته مدة طويلة؛ إذ شاهده الحافظ ابن طاهر المقدسي المتوفى سنة سبع وخمسمائة من الهجرة، وكان قد رأى عليه تعليقًا بخط جعفر بن إدريس تلميذ ابن ماجه، وقال عنه ابن كثير بأنه تاريخ كامل، ووصفه ابن خلكان بأنه تاريخ مليح، ونأسف ثانية أن نعلم أنه لم يبق من هذه الآثار القيمة إلا كتابه سنن ابن ماجة في الحديث، وهو أحد الصحاح الستة.

    سنن ابن ماجه.. مكانته ومنهجه فيه:

    طبقت شهرة كتاب سنن ابن ماجه الآفاق، وبه عرف ابن ماجه واشتهر، واحتل مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين، وهو من أَجَلِّ كتبه وأعظمها وأبقاها على الزمان، وقد عد الكتاب رابع كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ومتمم للكتب الستة التي تشمل إلى ما سبق صحيح البخاري ومسلم، وهي المراجع الأصول للسنة النبوية الشريفة وينابيعها.

    والمتقدمون من العلماء كانوا يعدون هذه الكتب الأصول خمسة ليس من بينها سنن ابن ماجه، غير أن المتأخرين أدخلوها ضمن الكتب الستة المعتمدة، وأول من جعلها كذلك هو الإمام الحافظ ابن طاهر المقدسي، الذي وضع كتابًا في شروط الأئمة الستة، وآخر في أطراف الكتب الستة، أي في جميع الأحاديث التي تشتمل عليها، وبعد ذلك اتفق معه في الرأي جميع الأئمة.

    وكان العلماء قد بحثوا أي المصنفين يكون السادس بين كتب الصحاح: موطأ الإمام مالك أم سنن ابن ماجه، ويجيب على هذا العلامة المحدث عبد الغني النابلسي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف من الهجرة فيقول في مقدمة كتابه ذخائر المواريث في الدلالة على موضع الحديث: وقد اختُلف في السادس، فعند المشارقة هو كتاب السنن لأبي عبد الله محمد بن ماجه القزويني، وعند المغاربة الموطأ للإمام مالك بن أنس، ولكن عامة المتأخرين اتفقوا على أن سنن ابن ماجه هو أولى من الموطأ، وهو السادس في الصحاح.

    وقال السخاوي: وقدموه على الموطأ لكثرة زوائده على الخمسة بخلاف الموطأ.

    وكان منهج ابن ماجه في كتابه هذا هو أنه رتبه على كتب وأبواب، حيث يشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا، وخمسمائة وألف باب، تضم أربعة آلاف وثلاثمائة وواحدا وأربعين حديثًا، ومن هذه الأحاديث اثنان وثلاثة آلاف حديث اشترك معه في تخريجها أصحاب الكتب الخمسة، وانفرد هو بتخريج تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف حديثًا، وهي الزوائد على ما جاء في الكتب الخمسة، من بينها ثمان وعشرين وأربعمائة حديثًا صحيح الإسناد وتسعة عشر ومائة حديثًا حسن الإسناد، وهذا ما أشار إليه ابن حجر بقوله: إنه انفرد بأحاديث كثيرة صحيحة.

    وقد أحسن ابن ماجه وأجاد حينما بدأه بباب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها.

    السنن في ميزان النقد:

    كغيره من كل الكتب لاقى سنن ابن ماجه جملة من التعليقات، أحيانا بالرضا والقبول وأحيانا أخرى بالنقد والتجريح، وهو ليس مصونا عن الخطأ فلم يولد بعد من يؤلف كتابا لا ينتقده هو نفسه ولو بعد حين من الدهر، فكان في سنن ابن ماجه الصحيح، والحسن، والضعيف، بل والمنكر والموضوع ولكن على قلة، ومهما يكن من شيء فالأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة إلى جملة أحاديث الكتاب، التي تزيد عن أربعة آلاف حديث، فهي لم تَغُضَّ من قيمة الكتاب.

    وقد قال الذهبي: سنن أبى عبد الله كتاب حسن لولا ما كدره أحاديث واهية ليست بالكثيرة.

    وقال أيضا: فعن ابن ماجه قال: عرضت هذه السنن على أبى زرعة فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدى الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف.

    وقال (الذهبي) معلقا: وإنما غض من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير، وقليل من الموضوعات، وقول أبي زرعة – إن صح – فإنما عنى بثلاثين حديثا، الأحاديث المطرحة الساقطة، وأما الاحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة، لعلها نحو الألف.

    ولا يفوتنا هنا أن نورد تعليق الحافظ ابن حجر حين يقول: كتابه في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب، وفيه أحاديث ضعيفة جدا حتى بلغني أن السري كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالبا، وليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة والله تعالى المستعان.

    هذا ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أولاه كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون في شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم، وكان من ذلك:

    – شرح سنن ابن ماجه: للحافظ علاء الدين مغلطاي، المتوفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة من الهجرة.

    – ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجه: لسراج الدين عمر بن علي بن الملقن، المتوفى سنة أربع وثمانمائة من الهجرة، واقتصر فيه على شرح الأحاديث التي انفرد بروايتها ابن ماجه، ولم تدرج في كتب الصحاح الخمسة.

    – الديباجة في شرح سنن ابن ماجه: للشيخ كمال الدين محمد بن مرسي الدبيري، المتوفى سنة ثمان وثمانمائة من الهجرة.

    – مصباح الزجاجة في شرح سنن ابن ماجه: للجلال الدين السيوطي، المتوفى سنة إحدى عشر وتسعمائة من الهجرة.

    – شرح سنن ابن ماجه: للمحدث محمد بن عبد الهادي السندي، المتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.

    وقد أفرد زوائد السنن العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيري في كتاب وخرجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف.

    آراء العلماء فيه:

    نال ابن ماجه إعجاب معاصريه وثقتهم؛ إذ كان معدودا في كبار الأئمة وفحول المحدثين، فقد قال عنه ابن خلكان: كان إماما في الحديث عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به، كما وصفه الخليلي بأنه ثقة كبير متفق عليه محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ، ثم هو الذهبي يقول عنه كان ابن ماجة حافظا ناقدا صادقا، واسع العلم.

    وقد رثاه محمد بن الأسود القزويني بأبيات أولها:
    لقد أوهى دعائم عرش علم … وضعضع ركنه فقد ابن ماجه.

    كما رثاه يحيى بن زكرياء الطرائفي بقوله:
    أيا قبر ابن ماجة غثت قطرا … مساء بالغداة والعشي

    وفاته:

    بعد عمر حافل بالعطاء في الحديث النبوي الشريف دراية ورواية، دارسا ومدرسا ومؤلفا، رحل ابن ماجه رحمه الله عن دنيا الناس، وذلك يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين من الهجرة؛ وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه أخواه أبو بكر وعبد الله وابنه عبد الله.

    #1436620

    الإمام ابن كثير

    نسبه :

    هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير، القرشي الدمشقي الشافعي.

    بداية حياته:

    ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة.

    وكان مولده بقرية مجدل من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران درعا حاليا في جنوب دمشق ب سوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل.والاصح انه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حاليا.

    طلبه للعلم:

    انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازى الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته.

    قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرا ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.

    عقيدته:

    تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده.

    فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ بن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة (وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية, كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية، وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة -انظر طبقات السبكي

    و رأى السلفية أنه كان واضحا وجليا أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته, فكان يصرح بها, ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل البداية والنهاية عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير.

    أما ما أثير حول كونه أشعريا, لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعريا, فهو شرط غير ملزم، وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح.

    أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما، ولم تكن في مقام البيان والإقرار. ولا مانع من كون هذه الكلمة على فرض صحتها أنها خرجت منه على سبيل الفكاهة فهذا الحافظ ابن حجر يقول عنه في الدرر الكامنة : (وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه، وامتحن بسببه. وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة. سارت تصانيفة في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته). فنجد الحافظ ابن حجر يقول أنه (حسن المفاكهة). والمقصود بقوله لأنني أشعري هو ما وضحه إبراهيم بن ابن القيم حين قال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر، أي كثرة الشعر. وهذا من باب المعاريض، وهو جائز في المفاكهة والتندر بلا ريب. فرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله الرجل في غزوة بدر من أين أنت قال أنا من (ماء). وهذا ما يسمى تعريض.

    و مما يقوي رأي السلفية هو ما قاله ابن كثير بنفسه عن رجوع الأشعري عن ما قاله في العقيدة. . فلو كان ابن كثير أشعرياً فهو إذاً على العقيدة التي يعتقد أن الأشعري إستقر عليها آخر عمره.

    كما يقوي ذلك شدة تأثره بـابن تيمية وتبجيله له وانتصاره له حتى توفي ودفن بجواره.

    وخلاصة الأمر أن أبن كثير قد صرح بعامة كتبه ولاخلاف في ذلك عند أهل العلم أنه على مذهب السلف في المعتقد, لابل أنه خالف أصول الأشاعرة وردهم في كثير من المواضع, وكان مساندا لشيخه الأمام أبن تيمية وبالذات في مسائل الأعتقاد, فالذهاب إلى أنه أشعري لحادثة قبوله الوظيفة، فهو يعلم أنه لايلزم صاحب الوقف هذا الشرط في الوقف، بل أن أبن كثير نشر عقيدة السلف وخالف الأشاعرة في دروسة, وعامة تلامذته من السلفية, وأن مرد الكلام كله أن صاحب الكلام أعني السبكي, كان عدوا لدودا لشيخ الإسلام أبن تيمية وهو أحد أهم الأسباب في سجن أبن تيمية, وكان ذو نفوذ وقوة عند حاكم البلاد, فسطر في كتابه ما أراد كونه أشعريا, وكان الكل من طلاب شيخ الإسلام كأبن كثير وأبن القيم وغيرهم, يدركون أن مواجهة السبكي تعني سجن القلعة, وحدث هذا بالفعل للأمام أبن القيم فقد سجن هو الأخر, ولكن أبن كثير أتقى وأبتعد عن مواجهة السبكي. فلايصح الأستدلال بأدلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند أهل الأصول والعلم.

    أهم مصنفاته:

    تفسير القرآن العظيم،وهو أجل مؤلفاته فقد تلقته الأمة بالقبول ويعتبر أصح تفسير للقرآن.

    البداية والنهاية، وهي موسوعة ضخمة تضم التاريخ منذ بدأ الخلق إلى القرن الثامن الهجري حيث جزء النهاية مفقود.

    التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقاة والضعفاء والمجاهيل.

    الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث وهو اختصار لمقدمة ابن صلاح.

    شرحه للبخاري، وهو مفقود.

    وفاته:

    في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة توفي الحافظ ابن كثير بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية،. وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية.

    قال صاحب المنهل الصافى: توفى في يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة. قال الحافظ ابن حجر: وكان قد أضر –فقد بصره– في اخر حياته، ورضى عنه.

    #1436622
    الإمام الطبري

    إمام المؤرخين والمفسرين

    كان أكثر علماء عصره همة في طلب العلم وتحصيله وفي تأليف أمهات الكتب حتى روي أنه كان يكتب أربعين صفحة في كل يوم، إنه الإمام محمد بن جرير الطبري صاحب أكبر كتابين في التفسير والتاريخ، قال عنه أحمد بن خلكان صاحب وفيات الأعيان:العلم المجتهد عالم العصر صاحب التصانيف البديعة كان ثقة صادقا حافظا رأسا في التفسير إماما في الفقه والإجماع والاختلاف علامة في التاريخ وأيام الناس عارفا بالقراءات وباللغة وغير ذلك

    حياته العلمية

    بدأ الطبري طلب العلم بعد سنة 240هـ وأكثر الترحال ولقي نبلاء الرجال، قرأ القرآن ببيروت على العباس بن الوليد ثم ارتحل منها إلى المدينة المنورة ثم إلى مصر والري وخراسان، واستقر في أواخر أمره ببغداد.

    سمع الطبري من العديدين من مشايخ عصره وله رحلات إلى العديد من عواصم العالم الإسلامي التي ازدهرت بعلمائها وعلومها ومنها مصر.

    مؤلفات الطبري

    كان الطبري من أكثر علماء عصره نشاطا في التأليف، أشهر مؤلفاته تفسيره المعروف بتفسير الطبري، وكتاب تاريخ الأمم والملوك روي عنه أنه قال: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعانني.

    قال الحاكم وسمعت أبا بكر بن بالويه يقول قال لي أبو بكر بن خزيمة بلغني أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير قلت بلى كتبته عنه إملاء قال كله قلت نعم قال في أي سنة قلت من سنة ثلاث وثمانين ومائتين إلى سنة تسعين ومائتين قال فاستعاره مني أبو بكر ثم رده بعد سنين ثم قال لقد نظرت فيه من أوله إلى آخره وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير.

    قال أبو محمد الفرغاني تم من كتب محمد بن جرير كتاب التفسير الذي لو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب يحتوي على علم مفرد مستقصى لفعل وتم من كتبه كتاب التاريخ إلى عصره وتم أيضا كتاب تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين وإلى شيوخه الذين لقيهم وتم له كتاب لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له وهو ثلاثة وثمانون كتابا وتم له كتاب القراءات والتنزيل والعدد وتم له كتاب اختلاف علماء الأمصار وتم له كتاب الخفيف في أحكام شرائع الإسلام وهو مختصر لطيف وتم له كتاب التبصير وهو رسالة إلى أهل طبرستان يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار وهو من عجائب كتبه ابتداء بما أسنده الصديق مما صح عنده سنده وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه ثم فقهه واختلاف العلماء وحججهم وما فيه من المعاني والغريب والرد على الملحدين فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي وبعض مسند ابن عباس فمات قبل تمامه، قلت هذا لو تم لكان يجيء في مائة مجلد، قال وابتدأ بكتابه البسيط فخرج منه كتاب الطهارة فجاء في نحو من ألف وخمسمائة ورقة لأنه ذكر في كل باب منه اختلاف الصحابة والتابعين وحجة كل قول وخرج منه أيضا أكثر كتاب الصلاة وخرج منه آداب الحكام وكتاب المحاضر والسجلات وكتاب ترتيب العلماء وهو من كتبه النفيسة ابتدأه بآداب النفوس وأقوال الصوفية ولم يتمه وكتاب المناسك وكتاب شرح السنة وهو لطيف بين فيه مذهبه واعتقاده وكتابه المسند المخرج يأتي فيه على جميع ما رواه الصحابي من صحيح وسقيم ولم يتمه ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل أبي بكر ثم عمر وتكلم على تصحيح حديث غدير خم واحتج لتصحيحه ولم يتم الكتاب.

    وقال بعض العلماء: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا.

    أسلوبه في التأليف

    يقول أحمد بن خلكان لأبي جعفر في تأليفه عبارة وبلاغة فمما قاله في كتاب الآداب النفيسة والأخلاق الحميدة القول في البيان عن الحال الذي يجب على العبد مراعاة حاله فيما يصدر من عمله لله عن نفسه قال إنه لا حالة من أحوال المؤمن يغفل عدوه الموكل به عن دعائه إلى سبيله والقعود له رصدا بطرق ربه المستقيمة صادا له عنها كما قال لربه عز ذكره إذ جعله من المنظرين {لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم} (الأعراف: 16-17) طمعا منه في تصديق ظنه عليه إذ قال لربه {لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا} (الإسراء:62) فحق على كل ذي حجى أن يجهد نفسه في تكذيب ظنه وتخييبه منه أمله وسعيه فيما أرغمه ولا شيء من فعل العبد أبلغ في مكروهه من طاعته ربه وعصيانه أمره ولا شيء أسر إليه من عصيانه ربه واتباعه أمره فكلام أبي جعفر من هذا النمط وهو كثير مفيد.

    وروي عن أبي سعيد الدينوري مستملي ابن جرير أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بعقيدته فمن ذلك وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وهذا تفسير هذا الإمام مشحون في آيات الصفات بأقوال السلف على الإثبات لها لا على النفي والتأويل وأنها لا تشبه صفات المخلوقين أبدا.

    ثناء العلماء عليه

    قال أبو سعيد بن يونس: محمد بن جرير من أهل آمل كتب بمصر ورجع إلى بغداد وصنف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه.

    وقال الخطيب البغدادي: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب كان أحد أئمة العلماء يُحكم بقوله ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين عارفا بأيام الناس وأخبارهم. وكان من أفراد الدهر علما وذكاء وكثرة تصانيف قل أن ترى العيون مثله.

    مواقف من حياته

    قيل إن المكتفي أراد أن يحبس وقفا تجتمع عليه أقاويل العلماء فأحضر له ابن جرير فأملى عليهم كتابا لذلك فأخرجت له جائزة فامتنع من قبولها فقيل له لا بد من قضاء حاجة قال اسأل أمير المؤمنين أن يمنع السؤال يوم الجمعة ففعل ذلك وكذا التمس منه الوزير أن يعمل له كتابا في الفقه فألف له كتاب الخفيف فوجه إليه بألف دينار فردها.

    ******

    وروي عن محمد بن أحمد الصحاف السجستاني سمعت أبا العباس البكري يقول جمعت الرحلة بين ابن جرير وابن خزيمة ومحمد بن نصر المروزي ومحمد بن هارون الروياني بمصر فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم وأضر بهم الجوع فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام فخرجت القرعة على ابن خزيمة فقال لأصحابه أمهلوني حتى أصلي صلاة الخيرة قال فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع ورجل من قبل والي مصر يدق الباب ففتحوا فقال أيكم محمد بن نصر فقيل هو ذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه ثم قال وأيكم محمد ابن جرير فأعطاه خمسين دينارا وكذلك للروياني وابن خزيمة ثم قال إن الأمير كان قائلا بالأمس فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا كشحهم فأنفذ إليكم هذه الصرر وأقسم عليكم إذا نفذت فابعثوا إلي أحدكم.

    ***

    وقال أبو محمد الفرغاني في ذيل تاريخه على تاريخ الطبري قال حدثني أبو علي هارون بن عبد العزيز أن أبا جعفر لما دخل بغداد وكانت معه بضاعة يتقوت منها فسرقت فأفضى به الحال إلى بيع ثيابه وكمي قميصه فقال له بعض أصدقائه تنشط لتأديب بعض ولد الوزير أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان قال نعم فمضى الرجل فأحكم له أمره وعاد فأوصله إلى الوزير بعد أن أعاره ما يلبسه فقربه الوزير ورفع مجلسه وأجرى عليه عشرة دنانير في الشهر فاشترط عليه أوقات طلبه للعلم والصلوات والراحة وسأل استلافه رزق شهر ففعل وأدخل في حجرة التأديب وخرج إليه الصبي وهو أبو يحيى فلما كتبه أخذ الخادم اللوح ودخلوا مستبشرين فلم تبق جارية إلا أهدت إليه صينية فيها دراهم ودنانير فرد الجميع وقال قد شرطت على شيء فلا آخذ سواه فدرى الوزير ذلك فأدخله إليه وسأله فقال هؤلاء عبيد وهم لا يملكون فعظم ذلك في نفسه.

    ***

    وكان ربما أهدى إليه بعض أصدقائه الشيء فيقبله ويكافئه أضعافا لعظم مروءته. وكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد فأما أهل الدين والعلم فغير منكرين علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها وقناعته رحمه الله بما كان يرد عليه من حصة من ضيعة خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة، و كان ينشد لنفسه:

    إذا أعسـرت لم يعلم رفيقي وأستغني فيستغنـي صديقـي
    حيائـي حافظ لي ماء وجهي ورفقي في مطالبتـي رفيقي

    ولو أني سمحت بماء وجهي لكنت إلى العلى سهل الطريق

    وله خلقـان لا أرضى فعالهما بطـر الغنى ومذلـة الفقـر

    فإذا غنيت فلا تكـن بطرا وإذا افتقرت فتـِهْ على الدهــر

    ***

    قال أبو القاسم بن عقيل الوراق: إن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا قالوا كم قدره فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة فقالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه فقال إنا لله ماتت الهمم فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة ولما أن أراد أن يملي التفسير قال لهم نحوا من ذلك ثم أملاه على نحو من قدر التاريخ.

    ***

    وكان الطبري لا يقبل المناصب خوفا أن تشغله عن العلم من ناحية ولأن من عادة العلماء البعد عن السلطان من ناحية أخري، فقد روى المراغي قال لما تقلد الخاقاني الوزارة وجه إلى أبي جعفر الطبري بمال كثير فامتنع من قبوله فعرض عليه القضاء فامتنع فعرض عليه المظالم فأبى فعاتبه أصحابه وقالوا لك في هذا ثواب وتحيي سنة قد درست وطمعوا في قبوله المظالم فذهبوا إليه ليركب معهم لقبول ذلك فانتهرهم وقال قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه قال فانصرفنا خجلين.

    وفاته

    قال أبو محمد الفرغاني حدثني أبو بكر الدينوري قال لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي في آخره ابن جرير طلب ماءً ليجدد وضوءه فقيل له تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر فأبى وصلى الظهر مفردة والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها، وحضر وقت موته جماعة منهم أبو بكر بن كامل فقيل له قبل خروج روحه يا أبا جعفر أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا وبينة لنا نرجو بها السلامة في معادنا فقال الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت في كتبي فاعملوا به وعليه وكلاما هذا معناه وأكثر من التشهد وذكر الله عز وجل ومسح يده على وجهه وغمض بصره بيده وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا.

    قال أحمد بن كامل توفي ابن جرير عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاث مئة ودفن في داره برحبة يعقوب يعني ببغداد قال ولم يغير شيبة وكان السواد فيه كثيرا وكان أسمر أقرب إلى الأدمة (السواد) أعين نحيف الجسم طويلا فصيحا وشيعه من لا يحصيهم إلا الله تعالى.

    #1436623

    الإمام الترمذي

    نسبه:

    الترمذي هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي. ولد في مطلع القرن الثالث الهجري (العصر الذهبي لتدوين السنة النبوية المباركة حيث ظهرت في هذا القرن كتب الصحاح و منها جامع الترمذي)ولد بترمذ في ذي الحجة سنة 209 هـ في بلاد ما وراء النهر (نهر جيحون) أرض علماء الحديث المشهورين محمد بن إسماعيل البخاري ، مسلم بن الحجاج النيسابوري وبالضبط في قرية من قرى مدينة ترمذ تسمى بوغ بينها و بين ترمذ ستة فراسخ ،
    أما نسبته بالسلمي نسبة إلى بني سليم قبيلة من غيلان.

    مكانته عند الأئمة :

    قال ابن الأثير في تاريخه:

    (كان الترمذي إماما حافظا له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير و هو أحسن الكتب ) .

    قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب :

    (كان مبرزا على الأقران آية في الحفظ و الإتقان ) .

    قال المزي في التهذيب بأنه :

    (الحافظ صاحب الجامع و غيره من المصنفات ، أحد الأئمة الحفاظ المبرزين و من نفع الله به المسلمين) .

    و صفه السمعاني بأنه :

    (إمام عصره بلا مدافعة)

    قال الإمام الذهبي في الميزان

    (الحافظ العالم صاحب الجامع ثقة مجمع عليه و لا التفات إلى قول أبي محمد بن حزم في الفرائض من كتاب الايصال أنه مجهول فإنه ما عرف ولا درى بوجود الجامع و لا العلل له ) .

    وذكره ابن حبان في الثقات وقال فيه:

    (كان محمد ممن جمع و صنف و حفظ و الإمام الترمذي صاحب لجامع من الأئمة الستة الذين حرسوا سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصبحت كتبهم في عالم السنة هي الأصول المعتمدة في الحديث و من الذين نضر الله وجوههم لأنه سمع حديث رسول الله فأداه كما سمعه) .

    مؤلفاته

    للترمذي العديد من المؤلفات منها ما هو موجود نذكر:

    الجامع للسنن و هو المؤلف الذي اشتهر به و مكنه من لقب الإمام ، و يعتبر كتاب العلل الصغرى ضمن كتاب الجامع للسنن

    وقد قال الترمذي عن صحيحه:(صنفت هذا المسند الصحيح و عرضته على علماء الحجاز فرضوا به و عرضته على علماء العراق فرضوا به,
    و عرضته على علماء خراسان فرضوا به و من كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق) كتاب الشمائل المحمدية .

    ومنها ما هو مفقود مثل:

    كتاب العلل الكبرى .

    كتاب التفسير

    كتاب التاريخ

    كتاب الأسماء و الكنى

    وفاته

    توفي الإمام الترمذي رحمه الله في بلدته بوغ في رجب سنة 279 هـ و قد أصبح الترمذي ضريرا في آخر عمره

    قال محدث خراسان :

    الحاكم أبو أحمد :

    سمعت عمران بن علان يقول :

    مات البخاري ولم يخلف بخرسان مثل أبي عيسى في العلم و الورع بكى حتى عمى.

    رحم الله الإمام الشيخ أبو عيسى محمد الترمذي

    وجزاه الله عنا وعن الإسلام كل خيرا وأسكنه فسيح جناته

مشاهدة 15 مشاركة - 46 إلى 60 (من مجموع 107)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد