الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان هذا هو القرآن ….. سورة طه

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1476791
    أغراض السورة:

    احتوت سورة طه على الكثير من الأغراض ففيها التحدي بالقرآن بذكر الحروف المقطعة في مفتتحها، والتنويه بأنه تنزيل من الله لهدي القابلين للهداية، فأكثرها في هذا الشأن، كما نوهت بعظمة الله تعالى، وإثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بأنها تماثل رسالة أعظم رسول قبله شاع ذكره في الناس فضرب المثل لنزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بكلام موسى عليه السلام، وبسط نشأة موسى وتأييد الله إياه ونصره على فرعون بالحجة والمعجزات وبصرف كيد فرعون عنه وعن أتباعه، وإنجاء الله موسى وقومه، وغرق فرعون، وما أكرم الله به بني إسرائيل في خروجهم من بلد القبط،
    وقصة السامري وصنعة العجل الذي عبده بنو إسرائيل في مغيب موسى، عليه السلام، وكل ذلك تعريض بأن مآل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم صائر إلى ما صارت إليه بعثة موسى صلى الله عليه وسلم من النصر على معانديه، فلذلك انتقل من ذلك إلى وعيد من أعرضوا عن القرآن ولم تنفعه أمثاله ومواعظه، وتذكير الناس بعداوة الشيطان للإنسان بما تضمنته قصة خلق آدم، ورتب على ذلك سوء الجزاء في الآخرة لمن جعلوا مقادتهم بيد الشيطان وإنذارهم بسوء العقاب في الدنيا، وتسلية النبي على ما يقولونه وتثبيته على الدين. وتخلل ذلك إثبات البعث، وتهويل يوم القيامة وما يتقدمه من الحوادث والأهوال.

    ومحور السورة يتمثل في أول السورة “طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى” وكأنه سبحانه يريد أن يطمئن رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن هذا المنهج لم يأت حتى يشقى الناس به،

    إنما هو منهج يضمن السعادة لمن تبعه وطبّقه، وإنما هو تذكرة وهو سبب السعادة في الدنيا والآخرة، فلا يعقل أن يكون المؤمن شقياً كئيباً مغتمّاً قانطاً من رحمة الله مهما واجهته من مصاعب ومحن في حياته وخلال تطبيقه لهذا المنهج الربّاني، فلا بد أن يجد السعادة الأبدية بتطبيقه، وهذا هو هدف سورة طه، وهذا المنهج الذي أنزله الله تعالى لنا إنما جاء من عند (الرحمن) فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا، وكلنا يعلم معنى كلمة الرحمن، وقد تكررت في السورة كثيراً فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يرحم خلقه أجمعين، وهذه الآية تؤكد وجود مصاعب في الحياة ومحن وتذكر لنا قصة موسى عليه السلام وتعرض لنا ما واجهه لكن دائماً تأتي الآيات فيها رحمة الله تعالى بين آيات الصعوبات والمحن: “وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي” (39)،

    فالمؤمن والقائم على منهج الله تعالى في سعادة ولو كان في وسط المحن، فالسعادة والشقاء مصدرهما القلب، وقد يعتقد البعض أن من سيلتزم بهذا المنهج والدين سيكون شقياً لا يخرج من بيته ولا يضحك ولا يخالط الناس، وهذا هو السائد في أيامنا هذه وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع الكثير من المسلمين من تطبيق المنهج لأن عندهم فكرة مغلوطة عن حقيقة السعادة والشقاء في تطبيق منهج الله.

    وقد عرف سيدنا موسى عليه السلام هذا المعنى فكان دائماً يدعو ربه ليشرح له صدره مهما كانت الصعوبات التي سيواجهها “قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي” (25)،

    حتى سحرة فرعون لمّا آمنوا بالله، ورغم أنهم تعرضوا للأذى من فرعون إلا أنهم علموا أنهم سيحصلون على السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج في الدنيا والآخرة: “قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا” (72)، و”وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى” (75)،

    مع أن الموقف كان شديداً في مواجهة فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم بإتباع الدين، أما فرعون فكان في شقاء حياً وميتاً وعندما تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب، إذن موسى والسحرة كانوا سعداء وفرعون هو الشقي، وذلك لأنهم استشعروا السعادة في قربهم من الله تعالى وتطبيق منهجه الذي فرضه.

    وفي إطار التعقيب على القصة تعلّق الآيات على مفهوم السعادة وتعطي نموذجا لمن لا يطبق منهج الله تعالى كيف سيكون في شقاء: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” (سورة طه: 124).

    من أسباب النزول:

    قوله عز وجل “طَهَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآَنَ لِتَشقى”:
    قال مقاتل: قال: أبو جهل والنضر بن الحرث للنبي عليه الصلاة والسلام: إنك لتشقى بترك ديننا وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله تعالى هذه الآية.

    أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى قال: حدثنا العسكري قال: حدثنا أبو مالك عن جرير عن الضحاك قال: لما نزل القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام قام هو وأصحابه فصلوا فقال كفار قريش: ما أنزل الله تعالى هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ليشقى به فأنزل الله تعالى (طَهَ) يقول: يا رجل “ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى”.

    وعن الضحاك قال لما نزل القرآن على النبي قام هو وأصحابه فصلوا فقال كفار قريش: ما أنزِلَ الله تعالى هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ليشقى به، فأنزل الله تعالى (طَه يقول يا رجل مَا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى”.

    فضل السورة:

    عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “أُعطيتُ السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول، وأُعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة”.

    وعن أبي إمامة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “كل قرآن يُوضَع على أهل الجنة فلا يقرؤون منه شيئا إلا طه ويس فإنهم يقرؤون بهما في الجنة”.

    #1476799
    manna
    مشارك

    جزاكم الله كل خيرا على الاستفاده وجعله الله فى ميزان حسناتكم

    #1476812

    جزاك الله خيرآ

    #1476837

    عزيزتي مهرة

    مجهود رائع يستحق الشكر والتقدير

    وإلى الامام دوماً

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد