الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان من دار ضيَّقة إلى دار واسعة

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #141411
    كبرياء
    مشارك
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    من دار ضيَّقة إلى دار واسعة

    قد قلتُ لمّا مَدَحوا الحياة وأسرفوا

    في الموت ألف فضيلة لا تُعرف

    فيها أمان لقائه بلقائه

    وفراق كل معاشرِ لا يُنصِف

    يَبكي الرِجالُ عَلى الحَياةِ وَقَد … أَفنى دُموعي شَوقي إِلى الأَجَلِ

    أَموتُ مِن قَبلِ أَنَّ الدَهرَ يَعثُرُ بي … فَإِنَّني أَبَداً مِنهُ عَلى وَجَلِ

    من العجيب الغريب أن كثيراً من الناس لا يذكرون الموت ولا يحبون أن يذكَّروا به، ومنهم من يتشاءم بمن يذكره بذلك، وينبهه لما هنالك، كأنما كتب الموت على غيرهم، ونسوا أوتناسوا أن الأحياء جميعاً هم أبناء الموتى، وذراري الهلكى، أين الآباء والأجداد؟ بل أين بعض الأبناء، والازواج، والأقارب، والجيران، والأحفاد؟

    ما منا من أحد إلا ومعه أصل شهادة وفاته، فقد نعى الله إلينا رسولنا، ونعانا إلى أنفسنا، فقال: إنك ميت وإنهم ميتون، وما يستخرج من شهادة بعد الوفاة إنما هي صورة طبق الأصل لما سجله الملائكة للعبد وهو في رحم أمه، ورحم الله ابن الجوزي حين قال في قول الله عز وجل: كل من عليها فان: هذا والله توقيع بخراب الدنيا، إي وربي، إنه توقيع وأي توقيع! ليس فيه تزوير، لا يقبل المراجعة، ولا تجدي فيه الشفاعة.

    **

    قال العلماء: الموت ليس بعدم محض، ولا فناء صرف،وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقة وحيلولة بينهما، وتبدل حال، وانتقال من دار إلى دار.

    عن بلال بن سعد أنه قال: إنكم لن تخلقوا للفناء، وإنما خلقتم للخلود والأبد، ولكنكم تنتقلون من دار إلى دار.

    وقال ابن القاسم: للنفس أربعة دور كل دار أعظم من التي قبلها.

    الأولى: بطن الأم، وذلك محل الضيق والحصر والغم والظلمات الثلاث.

    والثاني: هي الدار التي أنشأتها وألفتها واكتسبت فيها الشر والخير.

    والثالثة: هي دار البرزخ وهو أوسع من هذه الدار وأعظم، ونسبة هذا الدار إليها كنسبة البطن إلى هذه.

    والرابعة: هي دار القرار الجنة أو النار، ولها في كل دار من هذه الدور حكم وشأن غير شأن الأخرى.

    ومن مراسيل سليم بن عامر الحباري مرفوعاً: إن مثل المؤمن في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه إذا خرج من بطنها بكى على مخرجه، حتى إذا رأى الضوء ورضع لم يحب أن يرجع إلى مكانه، وكذلك المؤمن يجزع من الموت فإذا مضى إلى ربه لم يحب أن يرجع إلى الدنيا كما لم يحب الجنين أن يرجع إلى بطن أمه.

    أيضاً من مراسيل عمرو بن دينار: أن رجلاً مات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )أصبح هذا مرتحلاً من الدنيا، فإن قد رضي فلا يسره أن يرجع إلى الدنيا كما لا يسر أحدكم أن يرجع إلى بطن أمه.

    عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )ما شبهت خروج ابن آدم من الدنيا إلا كمثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنيا.

    وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا وما فيها.

    عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس معهم أكفان من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس المطمئنة أُخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء، وإن كنتم ترون غير ذلك فيخرجونها فإذا أخرجوها لم يدعوها في يده طرفة عين، فيجعلونها في تلك الأكفان والحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة، فيقول الله تعالى: اكتبوا كتابه في عليين وأعيدوه إلى الأرض. فيعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسان فيقولان له: من ربك وما دينك؟ فيقول: الله ربي والإسلام ديني، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث إليكم وفيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله تعالى وآمنت به وصدقته، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي، فافرشوا له من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الثياب طيب الرائحة فيقول له: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت فوجهك يجىء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي.

    وأخرج ابن أبي الدنيا رضي الله عنه مرفوعا: إن المؤمن إذا احتضر ورأى ما أعد الله له جعل يتهوع نفسه من الحرص على أن تخرج فهناك أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا احتضر ورأى ما أعد له جعل يتبلع نفسه كراهية أن تخرج، فهناك كره لقاء الله، وكره الله لقاءه.

    المَوتُ حَظٌّ لمنْ تَأمّلَهُ،

    وليسَ في العيشِ أن تؤمِّلَ حَظّ

    لا سِيّما للّذي يُخَطُّ علَيهِ الـ

    ـوزرُ إن قالَ، أوْ رَنا ولَحَظْ

    اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليك

    اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات، وتغفر الزلات، وتبدلها حسنات، وتستعملنا في الطاعات، وتشغلنا بما يهمنا في الحياة وبعد الممات، وأن تطيبنا للممات، وأن تستر الخطيئات، وأن تغفر للآبـاء والأمهـات، وأن تصلح الأزواج والذريات، إنك ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواك، ولا إله غيرك.

    #1502153

    #1502207
    اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليك
    اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات، وتغفر الزلات، وتبدلها حسنات، وتستعملنا في الطاعات، وتشغلنا بما يهمنا في الحياة وبعد الممات، وأن تطيبنا للممات، وأن تستر الخطيئات، وأن تغفر للآبـاء والأمهـات، وأن تصلح الأزواج والذريات، إنك ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواك، ولا إله غيرك.

    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يا رب العالمييييييييييييييييييييييين

    #1502858
    اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليك
    اللهم آمين

    شكرا لك اخي ع الطرح القيم

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد