مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #145400
    فتحت إيميليا النافذة .. فغمرها نسيم الصباح ..
    مررت عيناها بين الأزقة و الطرقات بحثا عنه .. لكنها لم تجده ..
    فعقصت شعرها الحريري الأشقر و ارتدت ثوبها الأبيض الصيفي ثم استقرت على طرف الأريكة و انهمكت في قراءة كتابها ..
    بعد دقائق معدودات عادت لتطل من النافذة ..
    لا أحد ..
    ما الذي أخره عن الخروج .. لقد شاهدته يدخل بيته البارحة و لم تغف عيناها وهي تنتظر خروجه بفارغ الصبر فما الذي حدث له ؟
    وعبثا حاولت أن تلهي نفسها فأتمت قراءة كتابها و قد كان ذهنها مشوشا ..
    ثم قامت بتنظيف البيت مع نظرات خاطفة إلى النافذة علها تلمح خياله ..
    دون جدوى ..
    جلست على حافة النافذة تفكر .. لقد مر عام على إعجابها بذلك الفتى الأنقليزي الذي سكن جانبها …
    لم تكلمه لكنها أحبته من تصرفاته و حركاته البريئة ..
    كانت كل يوم ترقب خروجه و عودته بفارغ الصبر ..
    لأي هدف؟ فقط لرؤيته ..
    مر عام و ها هي تغرم به . و ها هي جالسة قلقة تفكر فيما قد يحصل له ..
    ألغت إيميليا ذكرى الفتى من ذاكرتها و واصلت القيام بأعمالها المعتادة ..
    إنتصف النهار و لم يخرج الفتى..
    كانت البنت على حافة الجنون ..
    إستجمعت قواها ..
    و ارتدت حذائها الاسود ذا الكعب العالي و ذهبت لتسأل عن حاله ..
    أمام الباب توقفت .. إرتجفت أناملها ..
    عبثا قررت العودة ..
    لكن شيئا ما بداخلها منعها من ذلك ..
    شيئا ما شدها إلى الداخل ..
    كادت تطرق الباب حتى سمعت صوت ضحكات أنثى ..
    توقفت ،،
    تجمدت ،،
    ثم أرهفت السمع ..
    إنه لا شك صوت أنثى تطلق ضحكات متتالية و صادقة …
    ثم صوت أطفال يلعبون ..
    هل أخطأت البيت ؟
    لا .. إنه فعلا البيت رقم 36 …
    فكرت ..  
    هل تطرق الباب ؟
    هل تستمر في ممغامرتها لتعرف مالذي يحصل ؟
    و فعلا رفعت يداها الدي أحست كأنها تزن أطنانا ..
    ضربات خفيفة و مضطربة على الباب ..
    ثم فتح الشاب ..
    سألها و الإبتسامة تعلو محياه هل تحتاجين مساعدة سيدتى ؟
    بسرعة خاطفة .. أدارت عيناها الزرقاوان بالبيت ..
    عناية فائقة تحمل لمسة أنثى و لا شك -هكذا قالت لنفسها-
    على الرف صورة الفتى و معه إمرأة و طفلان ..
    ثم من ركن من أركان البيت خرج الطفلين و و تعالت أصواتهما من هذه يا بابا؟
    نعم .. لقد فهمت كل شيئ ..
    زاد إضطرابها و رعشة يديها ..
    فكرر الفتى سؤاله :
    أيتها الآنسة ، هل أنت بخير؟
    قالت بصوت يكاد يسمع :
    نعم .. لقد .. أخطأت البيت .. آسفة
    ثم ركضت تاركة الفتى في حيرة كبيرة ..
    وهي تحدث نفسها ..
    كيف لم ألاحظ أنه متزوج..
    كيف لم أر زوجته و لا أطفاله طوال هذه المدة ؟
    ما أغباني ..
    ركضت الفتاة ركضا محموما لكن الدموع التي ملأت عيناها و حجبت عنها الرؤية منعتها من رؤية تلك السيارة الحمراء المسرعة ..
    حاول السائق أن يتجنب إيميليا .. لكنه فشل ..
    و حدث الإصطدام ..
    بعد 96 دقيقة .. في المشفى :
    المريضة : إيميليا هيليرن .
    الحالة : حادث سير بجادة كاليفورنيا .
    التشخيص : جروح و كدمات بمنطقة الدماغ أدت إلى نزيف حاد تلاه موت المريضة  .
    ساعة الوفاة : الثانية و النصف بعد الزوال .
    #1535312
    تحيا مصر
    مشارك
    يسسسلموو الايادى غاليتى ع القصه الاكثر من راائعه

    نتتظر كل ما هو جميل منكِ

    دمتِ بخير

    #1538711
    امل يتجدد
    مشارك

    سملت يمناك هبة  كتابة تتسحق التقدير

    تقبلي مروري

    #1544304

    شكرا الكم

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد