تحية لكم مع عبق أزاهير بلدتي أيها الأخوة

سرور .. الواحة النائمة بين أحضان الجبال ،غواية الجمال ، ثغر سمائل الباسم ، وجنتها الخضراء، لا يكاد المارون هناك يدركون سر السكون في تلك البقعة الا ويصيغون القوافي عن تلك الواحة التي تخفي اكثر مما تظهر ، حتى قال عنها احدهم: سرور من السرور فاحت.
آخذكم في أحضان ريف عمان وبالأخص في بلدتي ( سرور ) وهي تقع في داخلية عمان بولاية سمائل ومع روائع مدح

الشاعر الشيخ خالد بن هلال الرحبي ( يرحمه الله ) ( بتصرّف في ترتيب أبيات الشعر )
دع عنك تذكار المعاهــد والدمن … إن لم تجد كــسرورنا وطنـا ً حسن

بلـدٌ غدت للعـين أبهج َ مسرحٍ …. و غدت تضاهي العقد في جيـد الزمن

قريتنا يحتضنها الجبل والوادي

ولكم وكم من روضة مرمولة … ببلادنا تشفي الحـزين من الحـزن

وسرور في وادي سمائل أصبح روحــاً … يعيش بهـا وذا الوادي بدن

بلـدٌ غدت للعـين أبهج َ مسرحٍ …. و غدت تضاهي العقد في جيـد الزمن

وقيل سبب تسميتها بهذا الإسم قد سكنها قديماً شخص اسمه سرور وتسميتها أتت على ساكنيها ومن يزورها سترى على محياهم ابتسامة السرور

فحين تمشي داخل البلد تتمازج ( رائحة الأيام المضمخة بعبق أزهار الفل على أشجار الليمون والسفرجل وبتلك الرائحة الشهية في ثمار المانجو ) …. ( وكلما أزهر الليمون تابعناه بعيون عاشق ، فتمنحنا عبيرها حتى تخرج تلك الليمونة …)
محمد سيف الرحبي

على ساعة الظهيرة والشمس في كبد السماء تستطيع القيام بجولة تظللك أغصان النخيل و تأخذ عبقاً من روائح أزهار الليمون والسفرجل

في تجوالك المساجد متوزعةً على أنحاء متفرقةً بالقرية ، وستلاحظ قنوات الأفلاج تشق بين جنبات المساجد وكلُ مسجد تسميته يتطابق بالمنطقة بالقرية

فهذا مسجد الرفعه

مسجد بستان الموز

البساتين الخضراء ترتاح لمنظهرها العين وتتنفس بروائح الزهر

تروي ثلاثة أفلاج بساتين القرية

فلج الحيلي وهو أغزرها

ثم فلج الأوسط

وفلج بوجدي

فكأنّــها أفـقَ السماءِ وأهلَها … مثلُ النـجوم بنورهـم يجلى الدّجن

يَرمون كلَّ مُطـالبٍ بـصواعقٍ … من بأسهـم خضعـت لهم إنسٌ و جن

من كلِّ أروعَ لو تقـدّم عصرُه … لقى الأوابـد ذا ريـاشٍ وذا يـزن

يعتلي برجان بأطراف البلد وقد اندثر أحدهما وبقي الآخر يصارع من يرممه

هناك هبطة سرور المشهورة بين البلدان ولها إقبالها أيام العيدين وتأتي أوقاتها في السادس والعشرون من شهر رمضان المبارك من كل عام وفي السادس من ذي الحجة ويعرض فيها الأبقار والأغنام وبعض مستلزمات العيد وألعاب الأطفال وخلافه في سوق شعبي خاص

ومكان الهبطة هو السوق القديم للبلد الذي أصبح مهجوراً للأسف

من الجهة المقابلة هناك مسجد الفج ، وهو مسجد قديم يتم فيه إقامة صلاتي الفطر والأضحى

إلى جانب أشجار النخيل المتنوعة هناك بعض المزروعات ما يهم الماشية والحمضيات وبعض الفاكهة من الأمبا والذي قلّت أشجاره و التين و الفيفاي و الموز والجوافة وغيرها

وعلى هذا يقدّم لك بعضاً من منتوجه حينما تزور أحدهم في منزله

يتسابقون على الضيــوف لأنهم … جُبلـوا على بذل القوارف والـمنن

[COLOR=#0077DD]جهل الزمـان بأن يغيّر عادةً … من جودهم فطـوت فضائـلـهم وضن

فأروه ما دهش الزمـان لبعضهم … من جودهـم فلـذا بـحبّهم افتـتن

فكـأنّه طـلب المحال بفـعله … وكأنهــم قلـبوا له ظـهر المـجن

زهرت سرور بهم فأضحت بهجة … في الأرض مثل الخال في الظبي الأغن

[/COLOR]
متحابون في تجمعهم مع شيّبتهم وشبابهم

أهل قرية سرور متعاونون في كل ما يهم قريتهم يجتمعون على إنجاز أي عمل من شأنه الإهتمام ببلدتهم ليلاً أو نهاراً

وتراهم يقومون بأعمال تطوعية تنبع من قلوبهم وحبهم لقريتهم

نجتمع سوياً حين ننجز عملاً مع روح الفكاهة والقلوب الطيبة الصافية على لقمة واحدة

نجتمع أحياناً في محاضرة أو تثقيف لأعيان البلد ما يهمهم في دنياهم وآخرتهم ومناقشة مشكلاتهم وكيفية حلها والإهتمام بها

أحياناً يتم عمل محفل لتكريم واستعراض لختام أنشطة قد أقيمت بالبلد

على ساعات الصباح تأتيك رسالةً بها نكهة خاصة من القرية من بعض الأصدقاء ترتسم على محياك ابتسامة حب للقرية وأهلها

على سويعات الأصيل نجلس بوادي قريتنا نتجاذب أحاديث ما يهم حالنا وحال بلدتنا

لكم معطّرة بمنظر ورائحة الورد من قريتي