الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › س و ج
- This topic has 17 رد, 7 مشاركون, and was last updated قبل 22 سنة by
تمام المنة.
-
الكاتبالمشاركات
-
26 مايو، 2003 الساعة 2:51 ص #404760
نجمة
مشاركبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آاله وصحبه أجمعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين وبعد
أولا…القول(( بأن الله في كل مكان))…بالفعل لا يجوز التلفظ بذلك إذ انه يتبع هذا القول أشياء لا تليق بجلال الله تعالى
وكذلك القول بأن الله في السماء قول باطل ، حيث جعلت لله مكانا يحيط به ،
والله ليس جسما يحده مكان أو زمان ، وإنما يجب تنزيه الله سبحانه وتعالى ، ناهيك ان السماء من مخلوقات الله ، والله كان قبل خلق الزمان والمكان ،وإنما نقول أن علم الله أحاط بكل مكان وزمان ، وانه تعالى مطلع على كل شيء في كل
زمان ومكان ، فالله لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء26 مايو، 2003 الساعة 2:55 ص #404761نجمة
مشاركوجاء في الجزء الأول من كتاب قناطر الخيرات للشيخ أبي طاهر اسماعيل بن موسى
الجيطالي ( الطبعة الثانية 1418 هـ / 1998 م ) ص 237 : (
إن الله
تعالى منزه الذات عن الأمكنة والجهات ، فإن الجهات إما فوق وإما أسفل ، وإما يمين
وإما شمال ، أو أمام أوخلف ، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها فلو اختص بجهة ما
لكان متحيزا محدودا كاختصاص الجواهر والأجسام وتحيزها بالأمكنة والجهات ، وقد ثبت استحالة كونه جوهرا أو جسما فاستحال كونه مختصا بجهة ، فمن زعم أنه مختص بجهة فوقية قيل له : لوكان فوق العالم بجهة لكان محاذيا له ، كل محاذ لجسم فإنه لا بد أن يكون
مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير يحوج إلى مقدر يتعالى عنه الواحد المدبر ،
وأما رفع الأيدي عند السؤال جهة السماء فهو لأنه قبلة للداعي ، وفيه أيضا اشارة إلى
ما هو وصف للمدعو من الجلال والكبرياء وتنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلا
فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء
26 مايو، 2003 الساعة 2:56 ص #404762نجمة
مشاركوعلى كلٍ فلزم علينا أن ننزه الله عز وجل فإنه ليس كمثله شيء ، ولا يجوز لنا أن
نشببه بخلقه ، أو أن نصفه بصفات المخلوقين فالله سبحانه وتعالى ليس له شبه لا يشبه
شيئا ولا يشبهه شيء لانه سبحانه هو خالق الاشياء ولا تشبه الصنعة صانعها فالكائنات
كلها مصنوعة من الله تعالى وقد كان الله عز وجل قبل خلق هذه الاشياء بل كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان لم يحدث فيه خلق هذه المخلوقات أو خلق
الزمان بالذات أو خلق المكان بالذات شيئا من تغير في ذاته فهو الآن على ما عليه كان لايوصف بأي هيئة فلا يقال مثلا انه جالس على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
ولا يوصف بأنه متحيز فى مكان .
وأنه ليس جسما والجسم هو الذي يستقل بنفسه وليس
عرضا والعرض: ماكان لا يستقل بنفسه وانما يحتاج الى جسم كضوء الشمس مثلا فالشمس ذاتها جسم والضوء عرض وكذلك ضوء الفتيلة فالفتيلة جسم والضوء عرض وكذلك لون الجسم
الجسم هو جسم واللون عرض وهكذا جميع الاشياء التي لاتستق كحركة المتحرك وسكون الساكن هي أعراض وهي تفتقر الى الأجسام والله تعالى خالق الأجسام والأعراض فندين
أنه تعالى ليس جسما ولا عرضا أي نجزم بذلك جزما قاطعا . لكنه واحد في ذاته كملا :
لكننا ندين بأنه واحد في ذاته لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء في ذاته .
وهو تبارك
وتعالى أيضا لاتكيفه الأوهام ولا تحده الأفكار لأن الأوهام لايمكن أن تصل الى ذاته
والأفكار أيضا لايمكن أن تتوصل الى حقيقة ذاته تعالى وكما قلت سابقا قد كان قبل خلق
الزمان والمكانوهو الآن على ماعليه كان فلو كان سبحانه وتعالى حالا في مكان للزم
اما أن يكون المكان سابقا على ذاته تعالى الله عن ذلك فيكون المكان أولى بالألوهية
منه واما أن يكون قديما مع ذاته فيلزم أن يكون مشاركا له في الألوهيه واما أن يكون
حادثا وهنا يتوجه السؤال : أين كان قبل خلق ذلك المكان؟ والملجأ من ذلك أن يقال أنه
على ما عليه كان من قبل لايحيط به مكان بل لايحل في مكان ولاتجري عليه الأحوال في
زمان .
وهو سبحانه وتعالى مستو على العرش كما أخبر عن نفسه {اْلرَّحْمَنُ عَلَى
الْعَرْشِ اْسْتَوَى } ولكن هذاالاستواء ليس هو كما قيل بمعنى الجلوس على العرش
تعالى الله عن ذلك وانما هو ملكه وقدرته على العرش واستيلاؤه على كل شيء فهو مستول على كل شيء قاهر لكل شيء وليس معنى ذلك أنه قاعد على العرش .
أي كما يقال استوى
فلان على البلاد بمعنى استولى عليها وشاهد ذلك قول الشاعر :قد استوى بشر
على العراق من غير سيف ودم مهراقيعني ذلك أن سبحانه وتعالى مستول على
العرش أي مستول على أكبر مخلوقاته وهو العرش فهو مستول من باب أولى على ما هو دونه وعلى هذا ففي الآية الكريمة تعدية بحيث جيء باللفظ الذي له معنى القريب ويراد به
المعنى البعيد فاستوى له معنيان وهذا يسمى تورية وهناك وجه آخر وهو أن يقال أن قوله
تعالى الرحمن على العرش استوى يراد به الكناية كما يقال – مثلا – محمد طويل النجاد
ويراد به طول قامته ولو لم يكن له نجاد وكما يقال فلان كثير الرماد ويعني ذلك أنه
كثير الضيوف مكرام وكذلك يوصف الكريم أيضا بأنه جبان الكلب ولو لم يكن له كلب ويوصف أيضابأنه مهزول الفصال ولو لم تكن عنده فصال وانما هذا من باب الكناية فكذلك قول
الله تعالى { اْلرَّحْمَنُ عَلَى اْلعَرْشِ اْسْتَوَى } هو كناية عن استيلائه على
كل شيء وقهره لكل موجود كما يقال جلس فلان على العرش ولو لم يكن له عرش يجلس عليه ، أي إذا قهر رعيته26 مايو، 2003 الساعة 3:01 ص #404763نجمة
مشاركوعلى أية حال لا يصح للإنسان ان يسأل أين الله أصلا
متى كيف كم هل ما ومن أي أين لم….بذي التسع فاحفظها عن الله لا تسلمتى ظرف وقت والظروف حوادث…ومولاي من قبل الحوادث لم يزل
وكيف عن الأحوال جاء سؤالها…وعز عن الاحوال في وصفه وجل
وكم صيغة تأتي على متعدد..ووحدة مولانا وجوب لمن عقل
وهل تطلب التصديق وهو ملازم..لشك وما في الله شك فخل هل
ما تطلب التفصيل في ذي حقيقة…وعلم ذبات الله للخلق ما احتمل
ومن تطلب التمييز للعين خارجا…وذلك تشبيه تعالى عن المثل
واي لتشخيص المشارك غيره..بأمر عمومي كأيهما أجل
وأين محل قابل متحيزا..وما صفة الله التحيز في محل
ولم بكسر اللام فتحة ميمها…سؤال عن التعليل جل عن العلل
فقدس كمال الله عنها فإنها ..صفات بها المخلوق في نقصه اعتقل
.
احترامي
27 مايو، 2003 الساعة 7:22 ص #404846العصامي
مشاركالسلام عليك اختي نجمه
اشكر لك اهتمامك بشؤون دينك .
وأنا أشاطرك الرأي بعدم جواز القول أن الله موجود في السماء
وتعمدت أن أطرح الموضوع حتى أرى أجوبتكم الشافيه ان شاء الله .
ولا كن قولي أن الله موجود في السماء ليس من نسج خيالي وانما
قرأته في كتاب (فتاوى علماء البلد الحرام ) ص (38-39) , وهذا ما أدهشني!!
——————–
اليك خالص تحياتي23 أغسطس، 2003 الساعة 11:10 ص #417535ابو عادل
مشاركسئل فضيلة الشيخ: عن علو الله تعالى ؟ وعن قول من يقول : : إنه عن الجهات الست خال وإنه في قلب العبد المؤمن ؟
فأجاب بقوله : مذهب السلف رضوان الله عليهم أن الله تعالى بذاته فوق عباده وقد قال الله تعالى:) فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً( (1)وقال تعالى : )وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله( (2). وقال تعالى : )إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقول :وا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون. ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون( (3). وقال تعالى:) وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً( (4). وقال تعالى:) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً( (5). فإذا تبين أن طريقة المؤمنين عند التنازع هي الرجوع إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة لهما، وعدم الخيار فيما سواهما، وأن الإيمان لا يكون إلا بذلك، مع انتفاء الحرج وتمام التسليم، فإن الخروج عن هذا الطريق موجب لما قال الله تعالى: )ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ( (6).
وعلى هذا فإن المتأمل في هذه المسألة مسألة علو الله تعالى بذاته على خلقه بعد ردها إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتبين له أن الكتاب والسنة قد دلا دلالة صريحة بجميع وجوه الدلالة على علو الله تعالى بذاته فوق خلقه، بعبارات مختلفه منها:
1. التصريح بأن الله تعالى في السماء كقوله تعالى : ) أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ، أم أمنتم من السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير((7). وقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض:” ربنا الله الذي في السماء”، إلى آخر الحديث، رواه أبو داود، وقوله، صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها”. رواه مسلم.
2. التصريح بفوقيته تعالى ، كقوله تعالى : ) وهو القاهر فوق عباده( (1). وقوله : ) يخافون ربهم من فوقهم ( (2). وقوله صلى الله عليه وسلم : “إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي”. رواه البخاري.
3. التصريح بصعود الأشياء إليه، ونزولها منه، والصعود لا يكون إلا إلى أعلى، والنزول لا يكون إلا من أعلى، كقوله تعالى:) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه( (3). وقوله :)تعرج الملائكة والروح إليه( (4). وقوله : ) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه( (5). وقوله تعالى في القرآن الكريم 🙂 لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد( (6). والقرآن كلام الله تعالى، كما قال سبحانه : ) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله( (7). وإذا كان القرآن الكريم كلامه وهو تنزيل منه دل ذلك على علوه بذاته تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم : “ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : : من يدعوني” . إلى آخر الحديث، وهو صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما. وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه ما يقول : إذا أوى إلى فراشه، ومنه :”آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت”. وهو في صحيح البخاري وغيره.
4. التصريح بوصفه تعالى بالعلو، كما في قوله تعالى: ) سبح اسم ربك الأعلى( (8). وقوله : ) ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم( (9). وقول النبي صلى الله عليه وسلم : “سبحان ربي الأعلى”.
5. إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء حين يشهد الله تعالى في موقف عرفة ذلك الموقف العظيم، الذي أشهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم أكبر جمع من أمته، حين قال لهم : ” ألا هل بلغت”؟ قالوا : نعم فقال : ” اللهم اشهد”. يرفع أصبعه إلى السماء ويرفعها إلى الناس. وذلك ثابت في صحيح مسلم من حديث جابر، وهو ظاهر في أن الله تعالى في السماء وإلا لكان رفعه إياها عبثاً.
6. سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية حين قال لها: “أين الله” ؟ قالت : في السماء، قال: ” أعتقها فإنها مؤمنة”. رواه مسلم من حديث طويل عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه وهو صريح في إثبات العلو الذاتي لله تعالى، لأن “أين”، إنما يستفهم بها عن المكان، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المرأة حين سألها أين الله؟ فأقرها على أنه تعالى في السماء، وبين أن هذا مقتضى الإيمان حين قال: ” أعتقها فإنها مؤمنة”. فلا يؤمن العبد حتى يقر ويعتقد أن الله تعالى في السماء، فهذه أنواع من الأدلة السمعية الخبرية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على علو الله تعالى بذاته فوق خلقه، أما أفراد الأدلة فكثيرة لا يمكن حصرها في هذا الموضع، وقد أجمع السلف الصالح رضوان الله عليهم على القول بمقتضى هذه النصوص وأثبتوا لله تعالى العلو الذاتي، وهو أنه سبحانه عال بذاته فوق خلقه، كما أنهم مجمعون على إثبات العلو المعنوي له وهو علو الصفات ، قال الله تعالى : ) وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم( (1). وقال تعالى: ) ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها( (2). وقال تعالى: ) فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون( (3).
وقال : ) فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ( (4). إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
وكما أن علو الله تعالى الذاتي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف، فقد دل عليه العقل والفطرة.
أما دلالة العقل: فيقال : : لا ريب أن العلو صفة كمال، وأن ضده صفة نقص، والله تعالى قد ثبت له صفات الكمال فوجب ثبوت العلو له تعالى، ولا يلزم على إثباته له شيء من النقص، فإنا نقول : إن علوه تعالى ليس متضمناً لكون شيء من مخلوقاته محيطاً به، ومن ظن أن إثبات العلو له يستلزم ذلك فقد وهم في ظنه، وضل في عقله.
وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى بذاته : فإن كل داع لله تعالى دعاء عبادة ، أو دعاء مسألة لا يتجه قلبه حين دعائه إلا إلى السماء، ولذلك تجده يرفع يديه إلى السماء بمقتضى فطرته ، كما قال ذلك الهمداني لأبي المعالي الجويني: ” ما قال عارف قط : يارب إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو”. فجعل الجويني يلطم على رأسه ويقول :: “حيرني الهمداني، حيرني الهمداني”. هكذا نقل عنه، سواء صحت عنه أم لم تصح، فإن كل أحد يدرك ذلك، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يمد يديه إلى السماء، يارب، يارب إلى آخر الحديث. ثم إنك تجد الرجل يصلي وقلبه نحو السماء لا سيما حين يسجد. ويقول : : ” سبحان ربي الأعلى” لأنه يعلم أن معبوده في السماء سبحانه وتعالى.
وأما قولهم: ” إن الله تعالى عن الجهات الست خال”، فهذا القول على عمومه باطل لأنه يقتضي إبطال ما أثبته الله تعالى لنفسه، وأثبته له أعلم خلقه به، وأشدهم تعظيماً له، وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من أنه سبحانه في السماء التي هي في جهة العلو، بل إن ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم، لأن الجهات الست هي الفوق، والتحت، واليمين، والشمال، والخلف، والأمام، وما من شيء موجود إلا تتعلق به نسبة إحدى هذه الجهات، وهذا أمر معلوم ببداهة العقول، وإن نفيت هذه الجهات عن الله تعالى لزم أن يكون معدوماً، والذهن وإن كان قد يفرض موجوداً خالياً من تعلق هذه النسب به لكن هذا شيء يفرضه الذهن، ولا يوجد في الخارج، ونحن نؤمن ونرى لزاماً على كل مؤمن بالله أن يؤمن بعلوه تعالى فوق خلقه، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة، كما قررناه من قبل. ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى محيط بكل شيء، وأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته، وأنه سبحانه غني عن خلقه فلا يحتاج لشيء من مخلوقاته. ونحن نرى أيضاً أنه لا يجوز لمؤمن أن يخرج عما يدل عليه الكتاب والسنة، لقول أحد من الناس كائناً من كان، كما أسلفنا الأدلة على ذلك في أول جوابنا هذا.
وأما قولهم: ” إن الله تعالى في قلب المؤمن”. فهذا لا دليل عليه من كتاب الله تعالى، ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا كلام أحد من السلف الصالح فيما نعلم، وهو أيضاً على إطلاقة باطل فإنه إن أريد به أن الله تعالى حال في قلب العبد فهو باطل قطعاً، فإن الله تعالى أعظم وأجل من ذلك، ومن العجائب والعجائب جمة أن ينفر شخص مما دل عليه الكتاب والسنة من كون الله تعالى في السماء، ثم يطمئن بما لم يدل عليه الكتاب والسنة من زعمه أن الله تعالى في قلب المؤمن، إذ ليس في الكتاب والسنة حرف واحد يدل على ذلك.
وإن أريد بكون الله تعالى في قلب العبد المؤمن أنه دائماً يذكر ربه في قلبه، فهذا حق، ولكن يجب أن يعبر عنه بعبارة تدل على حقيقته وينتفي عنها المدلول الباطل، فيقال : مثلاً: إن ذكر الله تعالى دائماً في قلب العبد المؤمن.
ولكن الذي يظهر من كلام من يتكلم بها أنه يريد أن يستبدلها عن كون الله تعالى في السماء، وهي بهذا المعنى باطلة كما سبق.
فليحذر المؤمن من إنكار ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله، وأجمع عليه السلف إلى عبارات مجملة غامضة تحتمل من المعاني الحق والباطل، وليلتزم سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، حتى يدخل في قول الله تعالى : )والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم( (1).
جعلنا الله وإياكم منهم، ووهب لنا جميعاً منه رحمة، إنه هو الوهاب.
23 أغسطس، 2003 الساعة 1:37 م #417556زاد المعاد
مشاركوالله ياخي كلام أبو عادل جميل ومقنع لانه اي واحد يقول يا رب ينظر لأعلى. ليش؟
الله يهدينا ويهديكم ياشباب وياشابات.
جليس الونيس
24 أغسطس، 2003 الساعة 10:13 م #417846تمام المنة
مشاركأحسنت أخي أبو عادل وبارك الله فيك ..
وزاد في الأمر تبيانا الاستدلال بالقرآن والسنة…
فالقول في صفات الله من الأمور التوقيفية والتي تحتاج الى الدليل من
الكتاب والسنة وقول الصحابة الكرام ..
العقل ليس له مجال في الخوض في ذات الله وصفاته ..
24 أغسطس، 2003 الساعة 10:40 م #417851تمام المنة
مشارك” روى البخاري عن زينب – رضي الله عنها- أنها كانت تفخر على أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: زوجكنّ أهاليكن، وزوجني الله من
فوق سبع سموات” حديث صحيح.
” قصة المعراج وهي متواترة وتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم
السموات سماء سماء حتى انتهى الى ربه تعالى فقربه وأدناه وفرض
عليه الصلوات خمسين صلاة فلم يزل يتردد بين موسى عليه السلام
وبين ربه تبارك وتعالى ينزل من عند ربه الى عند موسى فيسأله كم
فرض عليه فيخبره فيقول ارجع الى ربك فاسـأله التخفيف فيصعد الى
ربه فيسأله التخفيف ” انظر صحيح مسلم – كتاب الايمان- باب 74
حديث 259.ويلزم من نفي صفة العلو أمور منها :
1- ان الله لا ترفع اليه الايدي .
2- ولا يصعد اليه الكلم الطيب .
3- ولا رفع المسيح عليه الصلاة والسلام اليه.
4- ولا عرج برسوله محمد صلى الله عليه وسلم اليه .
5- ولا تعرج الملائكة والروح اليه .
6- ولا ينزل من عنده جبريل عليه الصلاة والسلام ولا غيره.
7- ولا تجوز الاشار اليه بالأصابع الى فوق كما أشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم مجامعه في حجة الوداع وجعل يرفع أصبعه الى السماء وينكبها الى الناس ويقول : اللهم أشهد …
والله المستعان …. نسأل الله أن يبصرنا ويفقهنا في دينه …
25 أغسطس، 2003 الساعة 7:42 ص #417868قيدالأرض
مشارك* نجمة *
العصامي
أبو عادل
جليس
تمام المنة
===========================
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
كلنا يعلم
ان الإنسان المسلم يؤمن بالله العلي القدير إيمانا قاطعا جازما – اليس كذلك – وكلنا يؤمن بتنزيه الله عز وجل عن مشابهة احد من مخلوقاته ، لذا فعلى الإنسان أن لا يفكر في الذات وإنما يفكر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى ليرى عظمة الله وقدرته بما أودع في هذا الكون من آيات واسرار …
———————————–
لذا انصح الجميع بالإبتعاد عن المواضيع التي قد تؤدي الكلمة فيها بقائلها لعاقبة لا تحمد ومصير لا يرتضى !!
———————————–
هدانا الله وإياكم ودمتم سالمين25 أغسطس، 2003 الساعة 6:43 م #418034أبو الأزهر
مشاركالسلام عليكم …
لا يجوز ابدا انه نحن نقول انه الله تعالى في السماء بذاته…لانه هالشئ معناه انه الله تعالى متحيز في السماء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا…..ولو قلنا انه الله بذاته في السماء لتساءلنا واين كان قبل خلق السماء ونحن نعلم ان الخالق يكون قبل المخلوق…..
وكون الله تعالى يصف نفسه بانه على العرش استوى..فهذا ما معناه انه محتاج للجلوس عشان نفسر الامر بالجلوس تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا….وانما ذكر الله سبحانه العرش لانه العرش هو اعظم مخلوقات الله تعالى ..فكون الله تعالى يمتدح نفسه بقهره للعرش وهو اعظم مخلوقاته فكيف بما دون العرش ؟
يا جماعة الخير لازم ننزه الله تعالى …وما يجوز انه نحن نقول انه في السماء …ولا نقول انه متحيز في جهة دون غيرها…كما يقول الاخ ..(( ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم، لأن الجهات الست هي الفوق، والتحت، واليمين، والشمال، والخلف، والأمام، وما من شيء موجود إلا تتعلق به نسبة إحدى هذه الجهات، وهذا أمر معلوم ببداهة العقول، وإن نفيت هذه الجهات عن الله تعالى لزم أن يكون معدوماً،))…..
يقول ما من شئ موجود….والاصح انك تقول ما من مخلوق الا ويوصف بالجهات …لكن الله تعالى ليس كمخلوقاته ..وهو يقول عن نفسه (( ليس كمثله شئ ))….فكيف تقول انه ما من موجود بما فيهم الله تعالى تحده الجهات….استغفر الله…لما تذكر الموجودات والمخلوقات لا تشبه الله تعالى بهن…..كما انه ما بالضرورة نقول انه ما من موجود الا ولابد ان يرى كذلك لا نقول انه ما من موجود الا وتحده الجهات…..
لديك الريح كمثال على المخلوقات..او الهواء الذي نحس به ولا نراه….هل يمكن انه نوصف الهواء بانه في جهة من الجهات ….لا طبعا..ولكن فقط في حالة اذا كانت الريح قوية ممكن انه نقول انه الريح متجهه من الشمال للجنوب او من الشرق للغرب…..لكن كما قلنا انه نحن ما نشبه الله تعالى بمخلوقاته…وبالطبع فان لا يجوز ان نقول ان الله تعالى تحده جهه دون اخرى………ولا يعني ذلك انه غير موجود ….بل الله موجود منذ الازل وهو على ما عليه كان قبل خلق المكان……….
ومن ثم فقوله….(( ونحن نؤمن ونرى لزاماً على كل مؤمن بالله أن يؤمن بعلوه تعالى فوق خلقه،))….نعم نحن نؤمن ونعتقد بعلو الله عن خلقه …ولكنه علو مكانه لا علو تحيز ….فنحن نصف الله تعالى بانه كبير..وننادي خمس مرات في اليوم ونردد الله أكبر…..فوصفنا هنا لله تعالى بانه كبير ليس كما قد يتبادر الى الاذهان القاصرة بانه كبير بحجمه..تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا………..ولكن من صفاته تعالى بانه كبير متعال…
كفانا تشبيها للخالق بمخلوقاته…وعلينا تنزيه الله تعالى عن كل النقائص والعيوب…بل وعلينا ان لا نسمح لانفسنا او نشغل اذهاننا بالتفكير في ذات الله تعالى…….!
25 أغسطس، 2003 الساعة 6:49 م #418036نجمة
مشاركاخي قيد الارض………وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته….
نحن نؤمن جميعنا بأن الله هو الواحد الاحد..الفرد الصمد..الذي ليس كمثله شئ في الارض ولا في السماء….وانه هو العلي القدير..الكبير المتعال..المنزه عن النقائص والصغائر………
ولأننا كذلك نؤمن بأنه يجب تنزيه الله جل وعز عن مشابهة مخلوقاته كان لابد من الرد على الاخ أبو عااااادل ((ولو باختصار ))…فعذرا !!.
ونسأل الله تعالى قبل ان نبدأ التوفيق والسداد وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويعيننا على اجتنابه………آمين….
واحب في بداية ردي التذكير بأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين، أي مستغنٍ عن كل ما سواه من المخلوقات، ولا يحتاج إلى أحد من مخلوقاته، موجودٌ أزلاً وأبداً بلا مكان، ويكفي في تنزيه الله تعالى عن المشابهة لخلقه وعن الاحتياج إلى المكان أو أن يجري عليه زمان قوله تعالى: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌُ”.
احترامي
25 أغسطس، 2003 الساعة 6:54 م #418039نجمة
مشاركقرأنا قوله تعالى في احدى الآيات (( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ))…فاذا أخذنا هذه الآية على معناها الظاهر فيعني ذلك أن كل من ابتلاه الله تعالى بالعمى وهو فقد البصر في هذه الدنيا فانه في الآخرة اعمى واضل سبيلا وان آمن وعمل صالحا ………..وهذا ليس من العدل في شئ ..(( وما ربك بظلام للعبيد)) ….لذلك فيحمل معنى الآية على ان المقصود بالعمى هنا هو عمى البصيرة…
وكذلك قوله تعالى (( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون))…فالسد هنا ليس السد العالي في مصر او سد تنوف في سلطنة عمان أو أي سد من السدود التي نعرفها نحن البشر…؟!!!!!.
ما اود الوصول اليه من ذكر هاتين الآيتين هو انه ليست كل آية أو حديث تحمل على ظاهرها اذ …
لابد من تأويل بعض الآيات والأحاديث النبوية التي قد يوهم ظاهرها بأن الله مشابه لخلقه في صفة من الصفات كالتحيز والحاجة الى المكان والتحديد بالجهات لانها جميعها من صفات المخلوقات تعالى الله عن مشابهة مخلوقاته علوا كبيرا……وللنظر نظرة تأمل في الآيات التي أوردها الاخ أبو عااادل…..
أولا في قوله تعالى ….(( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))
ما ذُكر في تفسير الجلالين : ( “إلَيْهِ يَصْعَد الْكَلِم الطَّيِّب” يَعْلَمهُ وَهُوَ لَا إلَه إلَّا اللَّه وَنَحْوهَا “وَالْعَمَل الصَّالِح يَرْفَعهُ” يَقْبَلهُ “وَاَلَّذِينَ يَمْكُرُونَ” الْمَكَرَات “السَّيِّئَات” بِالنَّبِيِّ فِي دَار النَّدْوَة مِنْ تَقْيِيده أَوْ قَتْله أَوْ إخْرَاجه كَمَا ذَكَرَ فِي الْأَنْفَال “لَهُمْ عَذَاب شَدِيد وَمَكْر أُولَئِكَ هُوَ يَبُور” يُهْلِك )
وما جاء عند القرطبي : ( فِيهِ مَسْأَلَتَانِ : الْأُولَى : قَوْله تَعَالَى : ” إِلَيْهِ يَصْعَد الْكَلِم الطَّيِّب ” وَتَمَّ الْكَلَام . ثُمَّ تَبْتَدِئ ” وَالْعَمَل الصَّالِح يَرْفَعهُ ” عَلَى مَعْنَى : يَرْفَعهُ اللَّه , أَوْ يَرْفَع صَاحِبه . وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمَعْنَى : وَالْعَمَل الصَّالِح يَرْفَع الْكَلِم الطَّيِّب ; فَيَكُون الْكَلَام مُتَّصِلًا عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه . وَالصُّعُود هُوَ الْحَرَكَة إِلَى فَوْق , وَهُوَ الْعُرُوج أَيْضًا . وَلَا يُتَصَوَّر ذَلِكَ فِي الْكَلَام لِأَنَّهُ عَرَض , لَكِنْ ضُرِبَ صُعُوده مَثَلًا لِقَبُولِهِ ; لِأَنَّ مَوْضِع الثَّوَاب فَوْق , وَمَوْضِع الْعَذَاب أَسْفَل . وَقَالَ الزَّجَّاج : يُقَال اِرْتَفَعَ الْأَمْر إِلَى الْقَاضِي أَيْ عَلِمَهُ ; فَهُوَ بِمَعْنَى الْعِلْم . وَخُصَّ الْكَلَام وَالطِّبّ بِالذِّكْرِ لِبَيَانِ الثَّوَاب عَلَيْهِ . وَقَوْله ” إِلَيْهِ ” أَيْ إِلَى اللَّه يَصْعَد . وَقِيلَ : يَصْعَد إِلَى سَمَائِهِ وَالْمَحَلّ الَّذِي لَا يَجْرِي فِيهِ لِأَحَدٍ غَيْره حُكْم )
يتبين لنا أن المراد : علم الله به وتقبله له وإثابته عليه ..
فالله لا تحده جهة ، ولا يتحيز في مكان من الأمكنة ، ومن المعلوم أن الأرض على شكل كرة فسماء قوم هي أسفل قوم آخرين والعكس ، فمثلا نحن في جهة من الأرض ، فالجهة التي تقابلها تكون أسفل منها وتظلها سماء ، وهكذا ، وإن نسب عمل من الأعمال إلى الصعود والإرتفاع ، فإنما ذلك لمكانة وعلو شأن من يذهب إليه ذلك الشيء ولأطلاعه عليه .
25 أغسطس، 2003 الساعة 6:59 م #418041نجمة
مشاركثانيا في قوله تعالى ..(( ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ))….
قال المفسر القرطبي في تفسيره (م9/ج18/200) في تفسير قوله تعالى: “ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ”: ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان. انتهى.
وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره (م11/ج22/6): إنه سبحانه وتعالى كان ولا عرش ولا مكان، ولما خلق المكان لم يحتج إلى المكان، بل كان غنياً عنه فهو بالصفة التي لم يزل عليها. انتهى.
وقال حجة الإسلام الغزالي في إحياء علوم الدين (م1/ج1/155): تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان. انتهى.
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج1/662) النهر الماد: وفوق حقيقة في المكان، ولا يراد به حقيقة إذ البارىء سبحانه وتعالى منزه عن أن يحل في جهة. انتهى.
.. ونكتفي بذكر هذا فقط للاختصار….
أما الحديث الذي يذكر نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ، فإنما هو أمر الله ، إذ لو فسرنا الحديث على ظاهره للزم أن يكون الله موجودا في مكان دون آخر ، ويلزم ذلك ايضا التحيز والتجسيم ، وأن السماء التي هي من مخلوقات الله استطاعت أن تحوي ذات الله ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ فإن جميع تلك الأمور لا تليق بجلال الله وعظمته وما وصف به نفسه ، فلزم أن يحمل المعنى على أنه أمر الله ، وهو من باب الحديث القدسي : ( يَا بْن آدَم , مَرِضْت فَلَمْ تَعُدْنِي , وَاسْتَسْقَيْتُك فَلَمْ تَسْقِنِي , وَاسْتَطْعَمْتُك فَلَمْ تُطْعِمنِي ) ،
وإليك مثالا على ذلك قول الله عز وجل : ( وجاء ربك والملك صف صفا ) ، حيث جاء في تفسير الجلالين : ( ” وَجَاءَ رَبّك ” أَيْ أَمْره ” وَالْمَلَك ” أَيْ الْمَلَائِكَة ” صَفًّا صَفًّا ” حَال , أَيْ مُصْطَفِّينَ أَوْ ذَوِي صُفُوف كَثِيرَة )وجاء عند القرطبي : ( أَيْ أَمْره وَقَضَاؤُهُ قَالَهُ الْحَسَن . وَهُوَ مِنْ بَاب حَذْف الْمُضَاف . وَقِيلَ : أَيْ جَاءَهُمْ الرَّبّ بِالْآيَاتِ الْعَظِيمَة وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ” إِلَّا أَنْ يَأْتِيهِمْ اللَّه فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَام ” [ الْبَقَرَة : 210 ] , أَيْ بِظُلَلٍ . وَقِيلَ : جَعَلَ مَجِيء الْآيَات مَجِيئًا لَهُ , تَفْخِيمًا لِشَأْنِ تِلْكَ الْآيَات . وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيث : ( يَا بْن آدَم , مَرِضْت فَلَمْ تَعُدْنِي , وَاسْتَسْقَيْتُك فَلَمْ تَسْقِنِي , وَاسْتَطْعَمْتُك فَلَمْ تُطْعِمنِي ) . وَقِيلَ : ” وَجَاءَ رَبّك ” أَيْ زَالَتْ الشُّبَه ذَلِكَ الْيَوْم , وَصَارَتْ الْمَعَارِف ضَرُورِيَّة , كَمَا تَزُول الشُّبَه وَالشَّكّ عِنْد مَجِيء الشَّيْء الَّذِي كَانَ يُشَكّ فِيهِ . قَالَ أَهْل الْإِشَارَة : ظَهَرَتْ قُدْرَته وَاسْتَوْلَتْ , وَاَللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يُوصَف بِالتَّحَوُّلِ مِنْ مَكَان إِلَى مَكَان , وَأَنَّى لَهُ التَّحَوُّل وَالِانْتِقَال , وَلَا مَكَان لَهُ وَلَا أَوَان , وَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ وَقْت وَلَا زَمَان ; لِأَنَّ فِي جَرَيَان الْوَقْت عَلَى الشَّيْء فَوْت الْأَوْقَات , وَمَنْ فَاتَهُ شَيْء فَهُوَ عَاجِز .)
ومن ذلك أيضا قوله تعالى : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )
جاء في تفسير الجلالين :
“هل” ما “ينظرون” ينتظر التاركون الدخول فيه “إلا أن يأتيهم الله” أي أمره كقوله أو يأتي أمر ربك أي عذابه “في ظلل” جمع ظلة “من الغمام” السحاب “والملائكة وقضي الأمر” تم أمر هلاكهم “وإلى الله ترجع الأمور” بالبناء للمفعول والفاعل في الآخرة فيجازي كلا بعمله “
وما جاء عند القرطبي في بعض تفسيرها : ( وَقِيلَ : لَيْسَ الْكَلَام عَلَى ظَاهِره فِي حَقّه سُبْحَانه , وَإِنَّمَا الْمَعْنَى يَأْتِيهِمْ أَمْر اللَّه وَحُكْمه . وَقِيلَ : أَيْ بِمَا وَعَدَهُمْ مِنْ الْحِسَاب وَالْعَذَاب فِي ظُلَل , مِثْل : ” فَأَتَاهُمْ اللَّه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ” [ الْحَشْر : 2 ] أَيْ بِخِذْلَانِهِ إِيَّاهُمْ , هَذَا قَوْل الزَّجَّاج , وَالْأَوَّل قَوْل الْأَخْفَش سَعِيد . وَقَدْ يُحْتَمَل أَنْ يَكُون مَعْنَى الْإِتْيَان رَاجِعًا إِلَى الْجَزَاء , فَسَمَّى الْجَزَاء إِتْيَانًا كَمَا سَمَّى التَّخْوِيف وَالتَّعْذِيب فِي قِصَّة نُمْرُوذ إِتْيَانًا فَقَالَ : ” فَأَتَى اللَّه بُنْيَانهمْ مِنْ الْقَوَاعِد فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْف مِنْ فَوْقهمْ ” [ النَّحْل : 26 ] . وَقَالَ فِي قِصَّة النَّضِير : ” فَأَتَاهُمْ اللَّه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبهمْ الرُّعْب ” , وَقَالَ : ” وَإِنْ كَانَ مِثْقَال حَبَّة مِنْ خَرْدَل أَتَيْنَا بِهَا ” [ الْأَنْبِيَاء : 47 ] . وَإِنَّمَا اِحْتَمَلَ الْإِتْيَان هَذِهِ الْمَعَانِي لِأَنَّ أَصْل الْإِتْيَان عِنْد أَهْل اللُّغَة هُوَ الْقَصْد إِلَى الشَّيْء , فَمَعْنَى الْآيَة : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يُظْهِر اللَّه تَعَالَى فِعْلًا مِنْ الْأَفْعَال مَعَ خَلْق مِنْ خَلْقه يَقْصِد إِلَى مُجَازَاتهمْ وَيَقْضِي فِي أَمْرهمْ مَا هُوَ قَاضٍ , وَكَمَا أَنَّهُ سُبْحَانه أَحْدَثَ فِعْلًا سَمَّاهُ نُزُولًا وَاسْتِوَاء كَذَلِكَ يُحْدِث فِعْلًا يُسَمِّيه إِتْيَانًا , وَأَفْعَال بِلَا آلَة وَلَا عِلَّة , سُبْحَانه ! وَقَالَ اِبْن عَبَّاس فِي رِوَايَة أَبِي صَالِح : هَذَا مِنْ الْمَكْتُوم الَّذِي لَا يُفَسَّر . وَقَدْ سَكَتَ بَعْضهمْ عَنْ تَأْوِيلهَا , وَتَأَوَّلَهَا بَعْضهمْ كَمَا ذَكَرْنَا )
ثبت علميا وبدهيا أن الثلث الأخير من الليل باق على الرض إلى أن تقوم الساعة ، فالليل له دورة ثابته على الأرض في دورانه حول الشمس ، فالليل والنهار يتعاقبان تدريجيا ودائما وابدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فلزم لذلك أن يكون الله موجدا في السماء الدنيا ابدا ( كما يدعي أولئك ) ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،
· كما أنه خص ذلك الوقت بالذكر ( الثلث الأخير من الليل ) لفضله على غيره من أوقات الليل ، ولأنه يطيب للإنسان النوم فيه ، يثقل رأسه ، فلا يقوم فيه للذكر والدعاء والصلاة إلا الذي وفقه الله .
25 أغسطس، 2003 الساعة 7:02 م #418042نجمة
مشاركأما اؤلئك الذين يتساءلون لماذا نرفع أيدينا الى السماء حين الدعاء فالرد عليهم كالتالي..عسى الله أن يهدينا ويهديهم الى الصواب
كما أن الكعبة قبلة المصلي ، فالسماء قبلة الداعي ، فهل لأن الله في الكعبة يتده إليه الناس في صلاتهم ؟؟؟؟؟؟
ثم أن الساجد أين يكون اتجاهه ؟؟ أليس إلى الأرض ؟
فهل معنى ذلك أن الله في ذلك الموضع ؟؟
والرسول نهى المصلي أن يبزق أمامه وعلل ذلك أن الله قبل كل مصلي ، فهل معنى ذلك أن الله موجود في تلك الحهة ؟؟؟؟؟؟وأولئك الذين يزعمون أن الله موجود بذاته في السماء جعلوا الله متحيزا في مكان من الأمكنة وفي جهة من الجهات التي خلقها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ثم أليس السماء محيط بالأرض من جميع الجهات فتارة تكون الجهة العلوية أسفل بعض أهل الأرض ، والعكس ، فلزم أن يكون الله أسفل بعض الناس ، كما أنه فوق بعضهم ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ لذلك تجدين أن القائلين بأن الله في السماء يقولون بعدم كروية الأرض خروجا من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه .
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.