مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #408849

    ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
    وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
    وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
    وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
    وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
    وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
    ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
    ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها.

    هذه النبذة مقتطفة -بتصرّف – من كتاب : عناصر الإبداع الفني في شعر أحمد مطر- تأليف كمال أحمد غنيم

    #408850
    MAN_POWER
    مشارك

    تحية طيبة …أستاذنا العزيز

    حقاً لقد أبدع الشاعر أحمد مطر في قصيدته هذه ومن الواضح أن قصائده تخلو دائماً من التكلّف وهذه ميزة يمتاز بها هذا الشاعر …
    شعره دائما ما يكون في الحماسة فهو يحث على القضاء على الذل والعمل على رفع رايات النصر …

    تحياتي….

    #409061
    الطفران
    مشارك

    وهذه أيضا أحدى رائعات أحمد مطر

    فاتنـة الاستعراض

    قُوّاتُـنا المُسلّحَـهْ
    شَـفّافَـةٌ.. مُنفتحَـهْ .
    لا لونَ ، لا طَعـْمَ لها
    كالماءِ.. لولا أنّها
    تَفوحُ مِنها الرّائِحَـهْ !
    إن واجَهـَتْ قُنبـلَةً
    رَمـَتْ عليها قُبـلةً !
    وإن أتَتْها صَفعـةٌ
    مَـدَّتْ يَـدَ المُصافَحـهْ !
    وَهْـيَ على طـولِ المَـدى
    مَثارُ حَيْـرةِ العِـدى :
    إن جَنحـوا لِلحَـربِ
    ألقَـتْ ثَوبَها لِلَـذَّةِ المُصالَحهْ .
    أو جَنحـوا لَلسَّـلْمِ
    عَـرَّتْ عُـرْيَهـا، وانتَصَبـتْ مُنبَطِحَهْ !
    إن جَنحـوا…
    أو جَنحـوا…
    فَهْيَ بفِعْـلِ طَبْعِـها
    في كُلِّ حالٍ (جـانِحَـهْ) !
    ***
    مِـن بَعْـدِ كُـلِّ مذبحَـهْ
    لَمْ نَـرَ مِـن قُـوّاتِـنا
    رُدودَ أفعـالٍ
    سِـوى النَّـوْحِ على أمواتِـنا
    وثأرِها لِموتِهمْ.. بالدَّعَـواتِ الصّالحَـهْ !
    لِمنْ، إذَنْ، حـَوْلَ وِهـادِ جـُوعِنا
    قامَـتْ جبالُ الأسلحَـهْ ؟!
    أَلَمْ يكن أجـدى لنا
    لو ادّخـرنا مالَنا
    ثُمَّ اتّخذنا قُـوَّةً رخيصَـةً وكاسِحَـهْ
    مِـن مُقرىءٍ ونائِحَـهْ ؟!

    أحمـد مطـر
    * عن جريدة (الرايـة) القطريـة
    يـوم السبت 13-4-2002

    #409107

    وقفت ما بين يدي مفسر الأحلام

    قلت له: “يا سيدي رأيت في المنام

    أني أعيش كالبشر

    وأن من حولي بشر

    وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام

    وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر”

    فصاح بي مرتعدا: “يا ولدي حرام

    لقد هزئت بالقدر

    “يا ولدي نم عندما تنام

    وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام

    …واهتز رأسي وانفجر

    #409505
    نبض الموت
    مشارك

    تحيـــــــة الصبــاح …

    كلمــات جد رائعه والله ليست سوى تصوير لما نعيشه ووالله يبدع احمد مطر حينما يصوغها بطريقته بعكس من يحاولون الوصول من خلال كلماتهم الى القلوب والى المسامع التي انتقض سمعها تداعب القلوب كلمات هذا الشاعر وتلامس جوارح القاريء فتابى الا ان تراقصها وان كانت تحمل الطابع الحزين …

    تحيـــــــــاتي

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد