تحية وتقدير لـ ( الفيلسوف )

من المؤكد به أنني لست مطلعا على علم الغيب ولن يكون هذا أبدا إلا ما شاء الله ، ولا أعلم ما يدور في جوف هذا الرجل إن كان فعله أو تصرفه هذا يسعى لأن يهتدي أم غير ذلك ، فمن خَلقَه هو أعلم به علما يقينيا نافيا للجهالة ، ولكن ككوننا بشر فنحكم الأمور على ظاهرها ، وما بدر منها من الباطن إلى العالم المحسوس والملموس ، وكذلك الحال عندما يبوح من يكن أسراره في جوفه إلى العالم الخارجي ويترجم ذلك من خلال اتخاذه القرار للتنفيذ الفعلي .

وبالتالي كان الكلام يدور حول العوامل الظاهرية التي نتلمسها من خلال المشاهدة والملاحظة ، وهي بذاتها تعبر عن نفسها خير التعبير دون التدخل من صاحبها ، وكذلك هي تترجم شخصية صاحبها من واقع تصرفاته إن كان مهتديا عن الصراط المستقيم ، أم ضالا عن الصراط المستقيم .

ومن جانب آخر لست معارضا معك في القول بأن الهداية يسوقها رب العالمين إلى المراد للهداية ، فالله عز وجل يهدي من يشاء من عباده ، فذلك رحمة أردها الله لهم ، ومن المعروف أن البشرية تهتدي إلى الله من خلال مسببات ومشاهد كونية وآيات ظاهرية وإكتشافات علمية كلها تستدل بهم إلى الطريق الصحيح فيدخل الإيمان في قلوبهم فيؤمنوا . فمن أراد الله له الهداية أهتداه ، ومن لم يريد له الهداية أضله .

أتمنى لهؤلاء الهداية ، إذ أن قلبي ليفرح عندما أشعر بهم هذه الهداية من خلال ترجمتها إلى الظاهر حقا ، ولكن نسأل هل القلب الميت ينبض بالحياة ؟

وشكرا لك على المداخلة .

أخي الفيلسوف

لدي مداخلة على قولك ( ثم ما أدرانا ان مطعمه ومأكله وملبسه حرام ؟؟؟ ) .

ماذا تقول عن الأشخاص الذين يعملون في هذه المطاعم التي تقدم الخمور ؟

هل مطعمهم حلال ؟ هل مشربهم حلال ؟ هل ملبسهم حلال ؟ هل يطعمون أهلهم ويلبسونهم حلال ؟

فهنا يجب أن نفرق بين أمرين :

الأول : إذا كان راتب هذا الشخص مصدره حرام ، فكل ما يأتي من ورائه فهو ليس بحلال ، وكل لحم ينبت في جسم الإنسان من حرام فالنار أولى به ، وهذا تحذير إسلامي للاتقاء من وقوع في محظور .

الثاني : إذا كان مصدر راتبه حلال فهنا يختلف الوضع ، فالأصل هو حلال ، بالتالي فكل ما يأتي من ورائه فهو حلال باستثناء ما يأتي من شيء محرم .

والقاعدة تقول ( كل ما بنيى على باطل فهو باطل ) ، ولنتذكر أن الإسلام نهى شرب الخمر والتعامل بها سواء بالشرب أو البيع أو الوساطة أو الصنع أو التخزين وغيرها من الأمور .

وشكرا على تفعيلك للموضوع .

تحية وتقدير لـ ( escesc24 )

زادك الله حرصا على الإسلام .

يا عزيزي أو عزيزتي

ليس من الضروري أن ترى الجريمة بأم العين ، فقد يرتكب المجرم جريمته دون علم أحد ويخفيها ، إلا أنه قد يترك آثار تستدل بجريمته مما تظهر عليه دلالات تشير من خلالها أصابع الاتهام إليه .

ليس من الضرورة أن نرى هذا الشخص يشرب الخمر بالعين المجردة ، فقد يشربها دون أن يراه أحد ، ولكنه سيترك دلالات أو آثار تشير على أنه قد شرب الخمر ، وهذه الدلالات أو الآثار التي تفضحه كالترنح في المشية والتخبط في الكلام والتصرفات وانبعاث الروائح الكريه منه، وعندما ترى الإنسان بهذه الأوصاف ، ألا تصنع دليلا على أنه سكران مخمور ؟ وهل تحتاج للحكم عليه على أنه مخمور أن تراه شاربا للخمر بأم عينك ؟

ومن حيث باب التوبة ، فلم أقل شيء ، فالله عز وجل إذا أراد للإنسان الهداية ساقه إليها .

ومن حيث ( كل عمل ابن ادم له الا الصـــوم فهو لي وانا اجزي به …. ) ، هذا الحديث لا ينطبق على هذا الشخص بتاتا ، هذا الحديث يبين للمسلمين على أن الصوم لا يعلمه إلا الله عز وجل فهو لا يمكن أن يكتشفه أشخاص عاديين إلا بالإكراه ، فقد تكون ظاهريا أنك صائم ، أما بالخفاء فأنت مفطر ، فمن يعلم عنك أنك مفطر ؟ لا أحد . ولكن لا يمكن أن يخفى على الله ، فالجزاء يأتي هنا .

الهدف من هذا الحديث هو أن يجعل الإنسان في نفسه أنه مراقب من قبل الله عز وجل على صومه وبالتالي يجب أن يكون أمينا في هذه الشعيرة ، ويخلص له في العبادة ، وأن يجعل صومه نظيفا خاليا من الغبار والشوائب لكي ينال الأجر الذي سيقدره الله عز وجل بنفسه ، أي هو الذي سيقيم صوم عبده بنفسه ، ولم يترك تقيم هذه الشعيرة لأحد سواه ، فلا يستوي بين الصائمين أنفسهم من يصوم طوال نهاره على الفراش نائم وبين من يصوم نهاره في العمل يبتغي أجر الدنيا أي رزق الله وأجر الآخرة . ومن ثم الشق الذي يربط هذا الكلام لا يكون في صوم العبد لله سوى الجوع والعطش ، هذا يعود على المسلم الصائم الذي لا يحفظ على لسانه فيشتم هذا ويقذف في هذا وينمم في هذا ، ولا يحافظ على نظره فينظر إلى ما حرمه الله كأن يشاهد نساء عاريات في التلفاز أو المجالات بها صور نساء عاريات ، وإلى غير من هذه الأعمال المحظورة .

فهل هذا الحديث ينطبق على هذا الشخص الخمّار ؟

وهل يستوي الذي يمتثل بأوامر الله سبحانه وتعالى ، والذي لا يمتثل بأوامره ؟

وهل الخمّار سينال أجر الصائم في نظرك ؟ فإن كان ذلك صحيحا إذا هذه دعوة لشرب الخمر في رمضان لتساوي في الأجر بين شاربها وبين ممتنع عن شربها .

ما هذا الكلام ؟ اتق الله ولا تكن محاميا للشيطان .

فقط لتصحيح الأخطاء الإملائية :

شهدة تكتب شهدت
نضن تكتب نظن
مستقيمون . في هذا الموضع من الجملة تكتب مستقيمين