الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › على أبواب القبر ثمة متسع لمساء الحياة !!
- This topic has 62 رد, 18 مشارك, and was last updated قبل 21 سنة، شهر by
سبأ.
-
الكاتبالمشاركات
-
22 فبراير، 2004 الساعة 10:19 ص #447686
الملك الكندي
مشاركمساء يحمل عطر الزمان .. سبأ .. و رائحة المكان .. و الجميع ..
يسعدني عندما أرى الكثير من الأيادي التي لوحت هاهنا .. حملت مشاعر جميلة .. ما الفرق بين قلبي .. و قلوبكم ..
الجميع .. في أحدى الليالي حملتني يد جميلة إلى سحابة قريبة .. كنت يومها طفلا .. تحمل الغيوم يومها صور متنوعة .. في تلك الليلة كانت الغيمة تحمل صورة طائر متشح بالسواد .. لأول مرة أرى بأن اللون الأسود جميل .. و لأجله أحببت المساء ..
العودة .. قبل يومين لم أكن في هذه البلاد .. كنت أتجول في مكان آخر .. مكان لا يعرف أهله ماهية الراحة .. الشارع الذي كنت أتجول فيه دائما لم يكن يخلو من المارة .. نساء و رجالا .. كنت أحتضن نفسي بذراعين و ألف شالا بالكاد كان يوفر لي بعض الدفء .. بقيت هناك لخمسة أيام .. في كل يوم كان هنالك وجوه جديدة .. مختلفة .. الشيء الوحيد المتشابه بين تلك الوجوه أنها تتنفس الدخان ..
فقط ليلة يتيمة التي استطعت اكتشاف مكان هادئ و رطب .. شارع لا يعبر أرصفته الكثير .. لا توجد سيارات بعد الساعة الثانية صباحا .. مشيت وحيدا وسط الشارع .. غير المخطط .. قطرات المطر بدأت تنزلق عبر وجهي الذي أصبح شديد الحمرة من شدة البرد .. جميل أن نجرب الجنون .. و لو لمرة ..
سبأ .. الجميع .. لتقاطيع القصة بقايا متناثرة .. لعلي أنثرها هنا يوما ما .. عندما أعود .. من رحلة المطر ..
تحيات الأحرف المتناثرة .. بعفوية .. سبأ ..
23 فبراير، 2004 الساعة 12:21 م #447808نبض الموت
مشاركتحيــــــــة المســـــــــاء الحزيــــــــــن …
لطالما كانت بداياتي تعبر عن نَفَس حاولت ان اوصله حزينا ولكن ولسخافة احاسيسي كان وصوله دوما مجنونا غريبا ممزوجا بتلك الرائحة المنبعثة من بين ثنايا غبار غرفتي العتيقة ….
حينما كان الملك طفلا كان كما قد كان ….. وحينما كنت طفلا كنت مع ابي نزاور حلبة المصارعة لاقوى الثيران . كنت انتظر الجمعة لا لانها الاجازة وانما لاصرخ من اعمق ما بداخلي ” هيا يا بطل ” … ” اصرعه يا بطل ” …… دموعي تناثرت حينما صرع البطل وهوى لتهوي معه امال صاحبه …
لم اكن هنا ولم احبذ ان اكون هنا لا لسبب معين ولكن لان الجميع اوصلوا الرسالة وعنت للجميع ما قد عنت ولكيلا اكون طفلا ليس معه ثأر ومع ذلك أبى شيطاني الا ان يزاور مملكة السبأ ليقول للاستاذة وللجميـــع :
” وللصمـــــــــت وجــــــــــود “
دامت اوراقي مبعثرة
تحيـــــــــــــاتي
24 فبراير، 2004 الساعة 6:25 م #447928سبأ
مشاركالملك الكندي …
والأحرف المتناثرة يلملمها الليل ..
ولها وللرغبة بمعرفة بقية القصة ألقي التحية : مساء الحياة …
في تلك الليلة كانت الغيمة تحمل صورة طائر متشح بالسواد .. لأول مرة أرى بأن اللون الأسود جميل .. و لأجله أحببت المساء ..
ولأجل قلبي الأسود أحببت اللون الأسود …
قلبي الأسود أيها الملك الذي يتبرأ من بياض قلوب الناس وأعرافهم ..
الناس الذين يبتسمون رياءا أبيضا !
أبيض أبيض كل هذا الرياء ! والنفاق كذلك ..
والسواد الحقيقة …
سأظل أقدس السواد ..
فعيون ( الوطن ) سوداء .. والعرق العربي أبى إلا السواد الأعظم !
وعمامة ( حبيبي ) سوداء … وساعتي سوداء … أهدانيها في العيد الأضحى مُرفقا معها عبارة : أنا أضحية العيد الأضحى .. لأجل عينيك السوداء حبيبتي ..
أعشق الأسود …
يحمل صوت الأنين … ويلقي بظلاله على سيارة ( المرحوم ) المهجورة …
وعلى آخر ملف أهديته إياه بعيد ميلاده … الملف المخملي الأسود ..
وبداخله قلم حبر أسود …
فقال لي قبل فتح هديته : طبعا الهدية الأنيقة سوداء أستاذة سبأ
لأجل اللون الأسود أصدح بأغنية الحداد والحداء …
ليدوم اللون الأسود …
مغلفا شارب ( قريبي ) المتهالك في إثبات شبابه …
و ملفعا جسد (نوره ) في طريقها إلى منزلها والهواء يعبث بأطراف عباءتها السوداء ..
من هنا يخلق السواد جمالا ….
لولاه لما تغزلت أبصارنا بالقمر .. ولا شعرنا بفيض تلألأ النجوم … ولا اهتزت له جنيات الغدير .. ولا انعكس وجه شيطان العائلة في بئرنا المُعطلة !أيها الملك ..
للسواد أغنية لها بداية لكنها لاتنتهي …لك التحية ..ولرحلة المطر التي ننتظر عودتك منها .. دمت أخي ..
24 فبراير، 2004 الساعة 6:36 م #447929سبأ
مشاركمساء الحياة لصمت العيون ..
وللصمت ألق ..وروح تدب بين حناياه … فيتمثل بشرا سويا …
لا أدعي أن لي وميض البرق في الفهم .. ولا قصف الرعد في صياغة الكلمات ..
إنما أجزم وأبصم بأصابعي العشرة والأحد عشر المبتور … بأنني لست من الذين يلسعون المقربين بعقرب التلميحات …
أنا أمد يدي لأصافح الأرواح …
كما مدّ هابيل يده لقابيل …لك الحياة .. والندى ..
24 فبراير، 2004 الساعة 6:39 م #447930سبأ
مشاركلعينيك ( شذا )
لعينيك المفرطتين في الشغب .. اللتين تشبهان عيني القطة المشاكسة .. تنظران في غير ما اتجاه ..في الدفتر .. في الكتاب .. في الطاولة .. في السقف .. تُذهِلُها حركة المروحة !! حركة ( الدبور ) المعتدي على قداسة الحصة .. حركة ( ريم ) المندفعة بقربك كلما توصلت إلى إجابة .. غير آبهة بصحتها أو خطئها ..
لعينيك اللتين تفضحانك قبل بوحك المحصور بدائرة الشكوى والتذمر والسخط ..
لم أعرفك إلا ساخطة .. ولم أسمع منك يوما كلمة ( شكر ) لصديقتك التي تعبر عن حبها لك برسم زهرة ياسمين كتبت تحتها :
” صديقات للأبد ” وقلب مجروح كما تفعل المراهقات …
في الورقة الأخيرة المنسية بدفتر اللغة العربية ..تعمدتُ سؤالك ( شذا ) لأن ردة فعلك تطربني وتخرجني من دائرة ( الرتابة )
مدعية الانزعاج : شذا ،،، من رسم لك هذه الزهرة ؟!
فأجبتِ كمن ينتظر السؤال منذ أمد رسمها ..
إنها ريم أستاذة .. هي من فعلت … رغم نصحي لكنها لم تستجب …
مكملة : رغم تحذيري لها ونصحي و…و…و… وغيرها من فذلكة المُصلِحات التي تؤمنين بها ..
غير عابئة بإفشاء سر صديقتك المقدس ولا بزهرتها البيضاء وقلبها المجروح …لعينك شذا …
أمنياتي الصادقة بالهدوء و السكينة فالإصلاح لا يستقيم بغطرسة ..دمتِ ..
25 فبراير، 2004 الساعة 10:43 ص #448015نبض الموت
مشاركتحيــــــــة المســــــــاء ….
” وللصمت ألق ..وروح تدب بين حناياه … فيتمثل بشرا سويا … “
استاذتي ….
قد يكون السواد لونا تعشقه السبأ ولكنه بالنسبة للصمت اقرب صديق في زي عدو يتربص به ليسقط ما بقي له من كبرياء يكافح دونما فائدة للحفاظ عليه ….دمت لنا كما دامت محبتك في قلوبنا ….
دامت اوراقي مبعثرة
تحيــــــــــاتي
26 فبراير، 2004 الساعة 10:53 ص #448149سبأ
مشاركمساء الحياة صمت العيون ..
تستطيع غيمة صغيرة إنعاش حياتنا من جديد ..
إذا ..
بعيدا عن السواد ..
حافظ على بياض قلبك …
صمتك كبرياء .. يثير الإكبار …
لك التحية والندى ..
26 فبراير، 2004 الساعة 10:57 ص #448150سبأ
مشاركللملكة !
غارقة في أجواء قبري..
ممسكة كتاب ” تاريخ الفوضى ” لأصنع قوانيني المُنَظَمة من ذات النظام الفوضوي ..
تذكرتُك … ابتسمتُ بهدوء .. أو خُيل لي ذلك !
تذكرت مشاكساتك .. مداخلاتك .. وجهك .. صوتك .. أغانيك العذبة .. انتقاداتك اللاذعة لنفسك … ولي !
رغبتك في خلق عالم جديد مثالي .. رغم عدم مثاليتك ..
تذكرت اشتعال رغبتك في قتل المسافة بيننا .. وانطفاءها بنفس الحدة ..
أين أنت مني الآن ؟ وأين أنا منك ؟!
يبدو أن خطئي كان صائبا وصوابك كان الخطأ بعينه ..
لستِ الملكة ولسنا العبيد… عبارتك وصلت .. وفهمت مغزاها …
مغزاها المرتبط بوقت رهين بتنازلات الوصول .. التي قوت أدوات التسلط لدي ..
وأرخت رغبتك المغرورة للوصول ..
لستُ الملكة .. لكن الهدف كان سلطان الموقف ..
رغم ذلك أحترم تضحيتك .. أقدرها جيدا ..
وقتك الثمين المذبوح على بلاط الملكة وتحت قدميها !
هذا ما أردت منذ البداية ..سأتابع :
وأردت إثبات الثغرات والفجوات في شخصي العاجي .. في طوباوية تفكيري ..
في لوحاتي الذهنية التجريدية الخالية من القيمة والاستحقاق !!أردت وكنت أعلم نظرتك لنفسيتي المريضة ..
وليس ممارسة العلاج كفيلا بشفائي ..
لأن علاج المرض للمرض يجعلنا بنفس الدائرة .. لتتحول رمزية الدائرة بأشكالها المختلفة إلى مشنقة !
أخيرا :
مستحق الشفاء لا يشفى أبدا !!
ومستحق الحياة لا يحيا !
لك الحياة والشفاء العاجل …. للصداقة الود ..
26 فبراير، 2004 الساعة 2:17 م #448162سبأ
مشاركإلى ( جي . بي . تولاسي بابوه ) !!
أَثَر تذْكَارِي ( ياْدْغَارْ بُرَانَا )
لشخص عجز عن فهم جُمَلي العربية الفصيحة ،،، ربما فهمها بالأُوردِيّة !
***** مساءُ الخَيْرِ سَيْدِي ( شَاْم بَخيْر جَنَاب )
أنا غريبة ولا أعرف هذه المدينة!! ( مَيْن أَجَنَبي هور أوراس شَهَر كونهير جانتا )
هل أستطيع فتح النافذة ؟ (كَيْا مين كِهركى كَهول سَكتا هولو ؟ )يا إلهي ( يَهْ خُدَا !!)
رأسي يؤلمني ( ميري سرمين دَرْد هي )
وأظن أن عندي حمى ( مَيرا خيال هي مُجي بخار هي )
فهل ستقلعه ؟ ( كيا اِس كونِكالنا هي ؟؟)
إنه يؤلمني جدا ( يه بهت درد كره رهى هي )ياللعار ( شَرم شرم !)
إنه ألم فظيع ( يه هولناك درد هي ) !
لك السماءُ الصافية ………….( آب كا آسمان صاف هي )
ولي متعةُ الظلام …………… ( ميرا اندهيرا لطف هي )
26 فبراير، 2004 الساعة 2:26 م #448164سبأ
مشاركأخلاق …
إستماتة البعض لإثبات وقاحتهم وقلة حيائهم .. تناسبت مع طموحهم الأخلاقي في الحياة ..
يبدو أن الأنذال يكرهون الاعتقاد بأنهم على أخلاق فاضلة .. كما يكره الفاضل نسبة السفاهة إليه !
إنها المعايير التي عجز الفلاسفة عن تقنينها …
لنبكِ على الفضيلة ..
دمتم ..
28 فبراير، 2004 الساعة 4:44 ص #448315نبض الموت
مشاركتحيـــــــــة الصبــــــــــاح …
الرد على :
تستطيع غيمة صغيرة إنعاش حياتنا من جديد ..
إذا ..
بعيدا عن السواد ..
حافظ على بياض قلبك …
اين هي تلك الغيــــمة استاذة ….؟؟
لطالما انتظرت …. لطالما طويلا في تلك السماء بحلقت …. صرت ابحث دوما عن امل يعيد لي الامل … ان يفتح الابواب ويأذن لجرحي ان يندمل ….بياض قلبي لم يعن يوما الا ان اكون حزينا .. ان اكون ميتا يمشي على الارض حاملا كفنه لا يدري اين المسير …..
سبأ … ظلت تبحث عن مملكة … فكان الثمن ان تهادن شيطانها …..
صمت …. ارغم ان يهادن وان يظل بلا مملكةكيف يفترض بي ان اشعر حينما يكون وجودي حزن .. وان يكون انتهائي حزن ….
افكر مليا ان ابعث روحي مرسال … اني بيوم كنت حزين … اني رغم الايام المرحة …. كنت بحق حزن السنين
دمعة انثرها كلما خلوت بنفسي …. كم انت مسكينة يا نفسي … معهم انا روح مرحة … معك انا موت اسود …
لتغفر لي السبأ تلطيخ موضوعها بهلوستي الفارغة … ففراغها هو ليس سوى فراغي …..
تحيــــــــــــاتي
28 فبراير، 2004 الساعة 1:21 م #448362أنثى عربية
مشاركمساء الحياة ( من جديد) و بأجمل زهرة ياسمين…
ليس لدي الان الصبر او الطاقة لقراءة خمس صفحات و في كل صفحة ملايين العواطف المتمزقة توقاً لكِ يا سبأي 🙂
اشتقتك جداً..
ربما كثيراً فكرت أن أمزق وجه التربة بأظافره,
لكن لا عليكِ…كما للذكرى نكهة التمزق و للالم طعم الرماد, للعين أيضاً نظارة سوداء أستمتع من خلالها بالموسيقى التي لن يفهمها سوى المجانين أمثالي..
أنتِ و مدينتي تتشابهان بشيء واحد (الصباح و الحرية)
نفس نكهة القهوة أشربها بمدينة أمي و أشربها أمامك..
أسطورتان شاحبتان أنتِ و مدينتي..
جميلة أساطيري التي لم يقرأها أحد سواي..أكداس من الثلج و الثلج و الثلج و رغم ذلك في عميق النفس اشعر بالرضى التام,ثمة مأساة صغيرة في الحياة هي البحث عن قلب شاسع كالوطن الذي نعيشه ولا يعيشنا, ككل يوم نصحو في صباح الميتم ننتظر افطار الانتظار و يسقوننا التهمة خلف التهمة و تقف التهم صفوفاً صفوفاً بإنتظار دورها..
لا عليكِ….
ربما….
سنولد من جديد بأيدي امرأة تعيش على سحب الاطفال من البطون..
ولكن الأكيد أنني لن ارتشف القهو مع جريدتي صباح الغد و على وجهي (فكرة انتظار و قلق) 🙂ستكونين هناك في المقهى معي تشربين قهوة مدينتي على بعد خمس طاولات او خمس شهور و ربما بعد عمرين سنتقابل 🙂
كلمة أخيرة: اشتقتك و افتقدك (جـــــــداً) و (جـــــــداً)
دمتِ بألق (كالسحب) و بشوق كالعربية 🙂
3 مارس، 2004 الساعة 7:38 ص #448788سبأ
مشاركمساء الحياة أخي صمت العيون …
وصلتني الرسالة الآتية من ” قلب ” .. فأحببت إطلاعك عليها ..
خيالُ الغم يا سبأ ..عفريت شرير .. غوريلا يختار القفز على ظهر الإنسانية .. في اللحظات التي تكون فيها الأعباء أثقل ما تكون …
لسنا نقتفي الحزن لتميزه بحيث لو قيل لنا : كم أنتم سعداء !! فإننا سنضطر للاحتجاج بكل تأكيد !!
لأن أحزاننا منبعها التأمل ..
وثمار التأمل الإدراك ..
وكارثة الإدراك الحزن لحظة الشعور بالعجز عن تجسيدنا للفضيلة والسمو !لا تنسي :
غالبا ما يكون المرء في حاجة إلى العون إثر حدوث نكبة .. ولا يكون ذلك بقصد التخفيف من شدة الحزن بقدر ما يكون بقصد تبرير شعوره بكون ألمه قد خف بسهولة بالغة !!! دمتِ …
انتهت الرسالة ..
لك التحية أخي ولحزنك ..
3 مارس، 2004 الساعة 8:39 ص #448802سبأ
مشاركمساء الحياة لأنثى عربية …
وقفة تأمل أخذت مني زمنا من أزمنة الصمت ..والبحث عن جدوى البوح وعدمه ..
ربما أستشعر حسا يشبه رسم ( الابتسام ) أو يخيل إلي من سحر هذه الكلمات أنها الابتسامة بحد ذاتها التي ترتسم على محيا الكلمات .. فلكلماتك وجه مستدير بعينين سوداوين وطلة تفوق البراءة في وصفها ..
ويضفي ألق روح ما ألوان الدفء على اللوحة الشاحبة الباردة التي خطتها ريشة انبعثت من مقبرة…
من نفس المأساة كانت النهاية .. من ذات الحدث المؤلم ..
لم يكن من ذنب لمن جُبر على ارتكاب جريمة التواري .. الجريمة لا تبرر أمام الأخلاق والمثل العليا ..
إنما ثمة ثغرات ضئيلة في قلوبنا تشق لنا من لباس الأعذار ألف قطعة وقطعة ..وليتها تستر عرينا …
وليتها تطفيء نار العتب المتأجج بأعماقنا ..مُكابرة لم نعترف بأخطائنا … ولا أعرف ما الذي أعاد مياه القناعات إلى مجراها القديم !
إنه الشعور بأشياء قد لا تفسر .. وأيضا بنفس حدة العجز عن التفسير والانحناء أمام جبروت الحيرة ..
تتغير آليات الإفصاح عن فضائح قصورنا العقلي … ونوازع النفس المتأنية بطيشها !
إذا .. حتى نلتقي ..
أعد لك ” مفاجأة ” أخرى .. مذهلة …
إلى ذلك الوقت …
لك يا قمر … سطر مشوب بنبرة وعيد :
سأعاقبك بحجم اشتياقي لك ..فقط دليني على تلك التي شغلتني عن فنجان القهوة حتى برد ..
29 أبريل، 2004 الساعة 12:19 م #455400سبأ
مشاركحدق بي طويلا ثم قال بشفقة ولطف : أفيقي !
أجبته بأسى : ولم ؟! ما الذي يستحق أن أجهد نفسي لأفيق عليه ؟؟ ما الذي يستحق أن أعيه ؟؟
لم أفيق ؟ وعلى أي شيء أفيق ؟؟امتعض من ردي الجاف بينما انهمكت في البحث عن ” سواد ” يستر عري نفسي أمامه .. أمام نفسي !!
أردف بابتسامة مستفزة : سبأ .. هلاّ أنهكتِ نفسك في جدوى غير هذه التي لا طائل منها أمام جبروت حقيقة انكشاف هشاشتك ؟!
خواء ما تفعلين .. لكن ستظل العبرة مباركة ساعة الإفصاح عن نفسها بهذا الاندفاع وبهذه الجرأة !مكابرة حاولتُ لملمة شتات صوتي .. لملمة وهني .. أجبته بنفس الأسى :
أي عبرة هذه التي تتحدث عنها ؟ أي عبرة أجبرتني على وعي مغزاها لأعتبر ؟!
بل أي عظة أقنعتني بجدواها لأتعظ ؟!!اقترب .. قال بخبث : هه .. كعظة اللحظة الماضية.. ولا أظنك تراهنين على عدم وعيك بها !!! أليس كذلك سبأ ؟
حاولت استعادة وعيي وانتشال نفسي من سَكْرِ المأساة ! من نوبةِ الحزن والشتات ..
جاهدتُ لأدرك تداعيات الحديث ولاستعادة ضوابط الحوار الذي تبعثر أمام جبروت حضوره
وبصوت مرتفع مكابر رغم انهزامه وانكساره :أقنعني أنتَ بجدوى ما تقول وما تفعل ! وبفائدة وجودك أمامي اللحظة ! أليس من الأفضل أن أتعود إلى أقاصيك البعيدة حيث للأشياء نكهتها وحضورها بذهنك ؟؟ وجدواها بمنطقك العقيم ؟!
.اقترب أكثر وشعور الارتياح ينبعث من حنايا وجهه .. وقال بصوت رخيم :
يكفي اقتناعي بجدوى هذه اللحظة ! أتأملك كعبرة لأعتبر ! أتفرس في ملامحك المكابرة التي تفضحك أكثر مما تسترك ! لأفيق .. لأفيق على نهاية سعيدة مفادها الشعور بلذة النصر عليك ِ ..
لأفيق على استفاضة عينيك الجميلتين سبأ ! على استفاضة أعماقك !ولأفيق أنا !!
لأفيق على حقيقة دهائه .. حقيقة أنني يجب أن أفيق!!!!
وأن أقتص لنفسي !!!
من مأزق حضور طاغي وقوي فتي كهذا الحضور الذي طمس آليات التخطيط الذكي !
فلا يستحضر ذهني إلا الطرائق البدائية لامرأة غبية بعمق أكثر من كونها ساذجة !!أطلق ضحكة صادقة : ……….. ثم ماذا يا سبأ ؟!
ثم غمز مشاكسا وأردف : إنما الوعي بحقيقة إرتباك سبأ له نكهة أخرى لا تقاوم !! أعني حقيقة ذكائها !!شعرت بلسعة كلماته باحثة عن أبعاد الإشارة لذكائي !! رغم المشاعر التي بدأت تضطرم بداخلي .. المشاعر الممتزجة خوفا وألما وطيشا ومكابرة .. ربما امتزجت بالعشق ! بأشياء كثيرة لن أسمح لها بالظهور !!!
فتشت عن منفذ للخروج .. فأدركت ُ أنني معه في حيز بلا منفذ !!
من أوصلنا لهذا الانغلاق !!!رد بهدوء : عقلك الواعي بعدم جدوى النافذة والباب لحظة المكاشفة .. لا شك !!
لم أعره انتباها ! عدم المبالاة خير وسيلة تجبره على تغيير مجرى الحوار .. ربما نجحت في فرض جو من التركيز على أهمية البحث عن منفذ لي وله !!!
ضحك : لم المنفذ الآن ؟! لتسترين ضعفك ؟؟
أوليس ما بخارج هذا القبر قبر آخر بلا منافذ !!
أوه صحيح !! أنتِ لا تدركين ذلك ؟ إنما أتعجب من هذا الوعي المباغت بضرورة وجود منفذ في قبرنا !!!!
فهل ثمة ما يزعجك ؟؟ بالتأكيد .. بعد وعيكِ الإنساني بمشاعر الانزعاج ؟؟!كادت تتلاشى المسافة بيني وبينه.. فاستعرت رغبتي بالوصول إلى منفذ أكثر ..
كان يقترب وتقترب معه نكهة الموت .. والشعور برعب النهاية ؟؟وبأن ثمة أشياء أدرك الآن ضرورة إدراكها وأتحسر على تضييعها من بين يدي ؟؟
والمؤلم أنني أدرك الآن والآن بالذات بأن لي يدين أفسدت أكثر من كونها أصلحت!!أفقتُ على حقيقة أنني ( نهاية ) نهاية معتمة فقط .. فأسلمت عنقي ليديه وأبحتُ لدموعي أن تغرقني !!
ولم تتجاسر يدي ( بعد إدراكي ) لمسح هذه الدموع .. فلا ضرورة للمكابرة ساعة الوفاة !!
ربما كانت النهاية الأضعف أجمل بصدقها من الترقيع والمكابرة الكاذبة ..
إنما لا أعرف لماذا كانت عبارة ( سبأ .. مملكة قتلت نفسها ) تمر بخاطري كثيرا !!
هل لأن الحقيقة الواعية تفترس ” زهو العبارة بنهايتها ” لتؤكد مرارة النهاية بيد أخرى
بادرَت بشراسة للتخلص مني !!!ركزتُ على العمق … على جوهر النهاية .. ركزت طويلا في الوجوه المتزاحمة في ذاكرتي …
بدت أبسط الأحداث أكثر أهمية من الأحداث التي كنت أعتبرها الأهم !!تهاويت بين يديه.. كنسيج العنكبوت الواهي … في زوايا المقبرة ..
صعقني صوته : ستنسج العناكب بيوتها رغم وهنها … لكن ما الذي ستنسجه مثلك يا سبأ ؟!!
نظرت إليه .. حدقت طويلا .. الوجه المستدير يتحول إلى منبه … والشارب ليس إلا عقارب الساعة التي كانت تشير إلى السابعة والثلث !!
أفيقي .. فالمدرسة تشرع أبوابها … والمديرة بانتظارك أستاذة !!!!
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.