الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › لماذا الهجوم على عناصر العافية في الجسم
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة، 5 أشهر by
المستشار.
-
الكاتبالمشاركات
-
8 فبراير، 2004 الساعة 1:20 م #446265
بحبوح
مشاركريم ومني بقلم :عدلي صادق
لنفترض جدلاً، أن الشهيدة ريم الرياشي، التي فجرت نفسها، عند حاجز شمالي غزة، قد جلست في بيتها، وتوافرت علي أمومتها، لطفليها، فمن كان يضمن أنها لن تصاب برصاصات قاتلة، لتموت، مثلما ماتت مني فايز اسماعيل، التي أسلمت الروح بين أطفالها، في رفح، وعلي مرأي منهم، فيما هي متوافرة، علي أمومتها، تخبز لهم أرغفة طعامهم؟!
ولنفترض أن ريم، كانت صديقة لمني، وذهبت لتخبز معها، في حضور كل الأطفال، فمن كان يضمن أن الإثنتين، لن تسقطا مضرجتين بدمائهما، فيما الجنود القتلة، الذين أطلقوا النار، يتضاحكون، وينتعشون لإصابة الهدف، واهمين أن تاريخ العسكرية، سيباهي بأفعالهم؟!
كم هي قاصرة ومنافقة، كل لغتهم، وبعض لغتنا. ففي اللغة الأولي، يتحدثون عن أمومة مفتقدة، تعليقاً علي ما قامت به، واحدة أو اثنتان أو ثلاثة ـ بالكثير ـ من نسائنا، عندما فجرن أنفسهن، تاركين الأطفال. وكأن هذا العدو، ليس هو، الذي قتل، في السنوات الثلاث الماضية، 97 إمرأة وفتاة فلسطينية بريئة، وكأنه ليس سوي، سبع إناث فقط، من بين الشهيدات، هن الذين قتلن جنوداً، قبل أن يلقين مصير أخواتهن الـ 93!
ہ ہ ہ
لنفترض أن شهيداتنا المئة، قد علمن، ولو عن طريق قراءة الفنجان، بأنهن مقتولات مقتولات؛ فماذا سيكون الأكرم والأعز، والأعمق أثراً: أن يمتن ميتة مني المأساوية، أم ميتة ريم المزلزلة؟!
لن نضع جوابنا الافتراضي، ولكن بمقدور مؤسسات استطلاع الرأي، أن تتجول بالسؤال، في حي بروكلين في نيويورك، وحيث الكثافة اليهودية، وليس عندنا فقط، حيث الكثافة الفلسطينية، علي أن تكون الصيغة علي النحو التالي: إن كان من وراء ظهر أية امرأة، ومن أمامها، ومن يمينها، ومن يسارها، عدو يصطاد الناس، ويزهق أرواحهم، ثم جاءها النبأ، بأنها ستُقتل فجأة، أمام أطفالها، فيما هي تتوافر علي أمومتها، أو علي حبها، ماذا عليها أن تفعل: أن تنتظر الموت المروّع أمام أطفالها وأهلها، أم أن تذهب للموت، لتصيب من عدوها ما ـ ومن ـ تصيب، دون أن يتعذب أطفالها، بمشاهدة اللحظات الأخيرة؟!
ہ ہ ہ
نحن، هنا، لا نتفلسف. فمن حقنا أن نفترض، لا سيما وأننا لا نخترع واقعة قتل السيدة مني فايز اسماعيل، فيما هي مسالمة، مثلما كانت ريم، حتي لحظات انفجارها، ومثلما كانت 93 إمرأة وفتاة فلسطينية، من كل الأعمار: من 18 حتي الثمانين!
ومن حقنا، أن نسأل المتباكين علي الأمومة، ممن انتقدوا عملية ريم، مَن الذي قتل أطفالاً، وأزهق أرواح آباء وأمهات، فترك اليُتم للأطفال، ريم الرياشي، أم القتلة المحتلون؟ ربما تكون ريم، قد أذهلتنا، بخطواتها، ذاهبة الي الدار الآخرة، ولكن من يدري؟! فربما تكون قد رأت في منامها، أنها إن لم تذهب، فسيأتي الموت اليها، لتسقط بالمجان، ولينساها المنتقدون وحتي المتفجعون، لذا أرادت أن تسقط بأي ثمن، ليتذكرها المنتقدون والمتفجعون؟!
ربما أرادت ريم، أن تختار بين أحد أمرين لأطفالها: الفقدان المأساوي لأم مسالمة، أو الفقدان المدوي، لأم مقاتلة، فاختارت للأطفال المصير الثاني! ومن يملك أن يعترض علي اختيار ريم، ثم من يملك أن يزاود عليها في عاطفة الأمومة. فالإنسان الذي تتوافر في أعماقه القناعة، ببذل الروح، في سياق الصراع العام لشعبه، لا بد أن يكون أباً رائعاً، أو أماً رائعة، في السياق الخاص، لحياته وحياة أسرته!
ہ ہ ہ
كنا نتمني أن يجف نبع الأسباب، التي قادت ريم الي مصيرها. ولم نكن سنقصّر في إجزال العتاب، لروحها، لو لم يكن مصير مني فايز إسماعيل، ماثلاً أمامنا. ونحن هنا، لا ندعو الي أن تحذو الأمهات الفلسطينيات، حذو ريم، وإنما الي أن يحذو العدو، حذو مني، قبل أن يقتلها، فتسقط شهيدة بريئة. نحن ندعوه لأن يعيش ويدعنا نعيش. لأن يهييء الطعام لأطفاله، في أمان، ولأن يكف عن الولوغ في دمنا، لكي نهييء لأطفالنا طعامهم، بأمان وبعدالة!
فعندما يقتلون عشرات الأمهات، بالمجان، لا يحق لهم أن يستهجنوا أن تخرج أم، لكي تَقتل وتُقتل بأي ثمن!
فمثلما أصبحت مني، واحدة من رموز ضحايانا، فإن ريم، غصباً عن أنف الجميع، هي من رموز شهدائنا. فرحم الله ريم ومني، في مستقرهما الهانيء!
9 فبراير، 2004 الساعة 2:56 م #446372المستشار
مشاركاشكر صاحب هذا الموضوع
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.