ولماذا لا نقبل العزاء في الشهداء ؟

من المعروف أن العزاء في الإسلام واجب ، فينبغي القيام به حين تتوفى نفس مسلمة بغض النظر عن الوصف الذي يطلق عليها . وقد أقر الإسلام العزاء ، وذلك لما فيه من أهداف اجتماعية سامية ، الغاية منها تقوية الرابط الإجتماعية ، وكذلك زرع المحبة بين أفراد المجتمع عندما تشد ببعضهم البعض ، وأيضا تهدف إلى تكاتف المجتمع في أفراحه وأحزانه .

وبجانب آخر لما كان الإنسان له تقدير أثناء حياته ، لذلك وجب المحافظة على هذا التقدير له أثناء حياته ، وأن يمتد أيضا إلى ما بعد وفاته . ويكون امتداد التقدير ما بعد وفاته بدءا من إقامة العزاء له ، ومواساة ذويه بالمصاب .

ويترتب في حالة عدم إقامة العزاء لمن توفى شهيدا ، فيه انتقاص بحق هذا المتوفى ، ومن ثم سيخلق نوع من البلبلة ويكثر بين الناس القيل والقال عليه ، وخاصة أن الناس يأخذون الأمور بالظواهر ويحكمون عليها كما يرون .

ولما كان في العزاء له أثر عزيز في النفوس . فإن مات فرد عادي أقيم له عزاء ، فمن بابا أولى أن يقام العزاء للشهيد ، فذلك يكون تقديرا له في الدنيا ، وتقديرا لذويه . وإن لم نفعل هذا بترنا حقه في الدنيا ، ونسينا ما قام به من أعمال أوصلته إلى الشهادة .

أليس في هذا حق للشهيد ؟