الرئيسية › منتديات › مجلس الأصدقاء والمرح › ارجوكم انقذوووني من الورطة
- This topic has 3 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 21 سنة، شهر by
شمعة الليل.
-
الكاتبالمشاركات
-
24 مارس، 2004 الساعة 9:05 ص #451956
Al-Hajri
مشاركاول مرة اسمع بهذه النظرية
24 مارس، 2004 الساعة 11:03 ص #451968عبير الشوق
مشاركابسط شىء تروحي موقع جوجل للبحث… http://www.google.com واكتبي جملة نظرية المعرفة وانشاء الله على طول بتحصلي اللى تريدية
24 مارس، 2004 الساعة 11:46 ص #451982شمعة الليل
مشاركنظرية المعرفة :
سؤال : ما هو المقصود من المعرفة ؟
جواب : المقصود من المعرفة هو حصول العلم لدى الإنسان بالجزئيات القابلة للإدراك عن طريق الحواس الخمس ، فلو حصل للإنسان علم بجزئيات شيء أصبح الإنسان عارفا بذلك الشيء ، و قد يُراد به إدراك الجزئي و البسيط المجرد عن الإدراك فيقال مثلا ” عرفت الله ” و لا يقال ” علمت الله ” .
أما المراد من معرفة الله سبحانه و تعالى الإطلاع على صفاته الجلالية [1] و الجمالية [2] بقدر الطاقة البشرية ، و أما الإطلاع على الذات المقدسة فما لا مطمع فيه لأحد .
ثم إن المعرفة ذات مراتب و درجات أشار إليها العلماء و طبقوا أمثلتها على معرفة النار تقريبا للذهن ، و قسّموها كالتالي :
1. معرفة النار عن طريق السماع بوجود شيء حارق يلتهم الأشياء و يجعلها رماداً إذا ما وصلت لها ، و تعتبر هذه المعرفة أدنى مرتبة من مراتب المعرفة .
2. معرفة النار عن طريق مشاهدة الدخان و من ثم الحكم بوجود النار باعتبار أن الدخان هو من آثار النار .
3. معرفة النار عن طريق الاستضاءة بالنار و الاستفادة المباشرة من حرارتها .
4. معرفة النار عن طريق الاحتراق بالنار ، و هذه الأخيرة تُعد أعلى مرتبة من مراتب المعرفة .
هذه هي مراتب المعرفة بصورة مختصرة كما ذكرها العلماء .سؤال : ما هو الدليل على لزوم تحصيل المعرفة ؟
جواب : لا يستطيع أي إنسان أن ينكر أن هناك أسئلة كثيرة يطرحها الإنسان على نفسه بصورة مستمرة منذ أن عرف نفسه ، و هو إذ يسعى للحصول على ما يقنعه من الإجابات الصحيحة ، فهو إنما يسعى ـ في الواقع ـ وراء معرفة الإجابة الصحيحة لثلاثة أسئلة رئيسية حائرة تتشعب منها سائر الأسئلة .
أما الأسئلة الرئيسية فيمكن حصرها في ما يلي :
1. من أين أتيتُ أنا الإنسان إلى هذا العالم ؟ ـ أي معرفة الماضي ـ .
2. لماذا أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ـ أي معرفة الحاضر ـ .
3. إلى أين سأذهب في ما بعد ؟ ـ أي معرفة المستقبل ـ .
و هذه الأسئلة يطرحها الإنسان على نفسه بحكم ما وهب الله له من العقل و التفكير ، و يجد نفسه ملزماً على السعي وراء الحصول على الإجابات الصحيحة المقنعة لهذه الأسئلة الآنفة الذكر .
هذا و إن من حق كل إنسان معرفة ما يخُصّ حياته التي يعيشها ، كما يحق له معرفة حالته السابقة لهذه الحياة ، و له أيضا حق معرفة ما سيلحق به بعد حياته هذه ، بل العقل يحكم بوجوب تحصيل المعرفة بالنسبة إلى هذه الأمور .
ثم إن البحث والتحري عمّا سبق يُحدد للإنسان مساره و يمنحه فرصة لانتخاب مناهج مادية أو إلهية بعد فرزه للصالح منها .
هذا من جانب ، و من جانب آخر فإن أي تقدم يمكن أن يحققه الإنسان في حياته ، إنما يتحقق بوجود برنامج دقيق و تخطيط صائب ، ثم العمل بذلك البرنامج و الأخذ بذلك التخطيط ، و من الواضح جدا أنه لا يمكن وضع أي برنامج و رسم أي تخطيط للحياة إلا بعد معرفة صحيحة و دراسة واقعية للحياة نفسها و لما يدور حول الإنسان ، فيجب على من يريد رسم برنامج لحياته و التخطيط لها أن يحصل على المعرفة بالمكان و الزمان و المبدأ و المعاد ، و ما إليها من الأمور الأخرى ، كي يوفّق لوضع برنامج دقيق و رسم مخطط سليم يتوصل بهما إلى شاطئ السعادة و الفلاح .
هذا و إن الإنسان لا يستغني عن تحصيل المعرفة مع كل خطوة يخطوها و مع كل عمل يقوم به ، و إلى هذه الحقيقة تُشير الأحاديث المروية عن المعصومين ( عليهم السَّلام ) .
فعَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ … : ” ياكُمَيْلُ مَا مِنْ حَرَكَةٍ إِلَّا وَ أَنْتَ مُحْتَاجٌ فِيهَا إِلَى مَعْرِفَةٍ … ” [1] .
و عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : ” الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً ” [2] .
و عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : ” وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ ، أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ ، وَ الثَّانِي أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ ، وَ الثَّالِثُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ ، وَ الرَّابِعُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ ” [3] .
و لاشك أن الأمر الرابع لا يقل أهمية عن بقية الأمور الثلاثة الأخرى ، ذلك لأن المعرفة بالهدف وحدها لا تكفي في الوصول إلى الهدف ، بل لا بد لضمان الوصول إلى الهدف المنشود معرفة المخاطر و المعوقات التي تمنع أو تعرقل الوصول إليه .سؤال : ما هي طرق المعرفة و أدواتها المعترف بها في الإسلام ؟
جواب : يستعين الإسلام لمعرفة الكون ، و للوصول إلى الحقائق الدينية بثلاثة أنواع من الأدوات مع أنه يعتبر لكل واحد منها مجالا مختصا به ، و هذه الأدوات هي :
1. الحِسّ ، و أهم الحواس هما حاستا السمع و البصر .
2. العقل الذي يكتشف الحقيقة في مجال محدود و خاص ، منطلقا في ذلك من أصول و مبادئ خاصة .
3. الوحي الذي هو وسيلة لارتباط ثلة ممتازة و مميزة من البشر بعالم الغيب .
و بإمكان البشرية جميعا أن يستفيدوا من الطريقين الأوليين في معرفة الكون و في فهم الشريعة كذلك ، بينما الطريق الثالث خاصّ بمن شملته العناية الإلهية ، و أبرز نموذج لهذا النمط من الناس هم رُسُل الله و أنبياؤه الكرام .
هذا مضافا إلى أن أدوات الحسّ و ما يسمّى بالحواس الخمس ، لا يستفاد منها إلا في مجال المحسوسات ، كما لا يستفاد من أداة العقل إلا في مجال محدود يملك العقل مبادئه .
على حين يكون مجال الوحي أوسع نطاقا و أكثر شمولية ، كما أنه نافذ في جميع الأصعدة سواء في مجال العقيدة أو في إطار الوظائف و التكاليف .
و لقد تحدَّث القرآن الكريم حول هذه الأدوات الثلاث في آيات متعددة نذكر هنا نموذجين منها :
1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [1] .
و المراد من الأفئدة في الآية ـ و هي جمع فؤاد ـ بقرينة لفظَتي : ” السمع ” و ” البصر ” هو العقل البشري .
على أن ذيل الآية المذكورة الذي يتضمن أمراً بالشكر يفيد أن على الإنسان أن يستفيد من هذه الأدوات الثلاث لأن الشكر يعني صرف كل نعمة موضعها المناسب .
2. و حول ” الوحي ” قال سبحانه و تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [2] .
إن الإنسان المتدين يستفيد ـ في معرفة الكون و الحياة و العقيدة و الدين ـ من الحسّ ، و لكن غالبا ما تكون المدرَكات الحسية أساسا و منطلقا لأحكام العقل أي أن تلك المدرَكات تصنع الأرضية للفكر و حُكمه ، كما أنه قد يستفاد من العقل و الفكر في معرفة الله و صفاته و أفعاله و تكون حصيلة كل و احدة من هذه الطرق و الأدوات مقبولة و نافذة و معتبرة في اكتشاف الحقيقة و معرفتها .سؤال : ما هي المعارف التي لا يستغني عنها الإنسان المؤمن ؟
جواب : المعارف التي حثّ الإسلام على تحصيلها و لا غنى عنها كثيرة نذكر أهمها فيما يلي :
معرفة الله جَلَّ جَلالُه :
إن معرفة الله سبحانه و تعالى أساس كل خير و هي رأس العلم و أعلى المعارف و أوجبها ، فأول العلم معرفة الجبار .
أما حدود ما يلزم علينا تحصيله من المعرفة بالنسبة إلى الله تعالى فهي كما بيّنها الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) عندما سُئل عن ذلك .
جاء رجل إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قال : ما رأس العلم ؟
فقال ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” معرفة الله حق معرفته ” .
قال السائل : و ما حق معرفته ؟
فقال ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” أن تعرفه بلا مثل و لا شبه ، و تعرفه إلها و احدا خالقا قادرا ، أولا و آخِراً و ظاهرا و باطنا ، لا كفو له و لا مثل له ، فذاك معرفة الله حق معرفته ” [1] .
معرفة الكون و الطبيعة :
يقول الله العظيم في كتابه الكريم : { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ … } [2] .
و يقول تعالى أيضا : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } [3] .
و المؤمن لا يستغني عن التفكر في خلق السماوات و الأرض لتثبيت إيمانه و ترسيخ دعائم عقيدته .
معرفة الإنسان نفسه :
هذه المعرفة أيضا من ضروريات المعارف التي أكد الله تعالى في القرآن الكريم ، و كذلك الأنبياء و الأئمة المعصومون ( عليهم السَّلام ) على تحصيلها ، و أهمية هذه المعرفة واضحة جداً إذ أن الجهل بالنفس يعتبر من الموانع الرئيسية التي تقف بوجه الإنسان إذا أراد معرفة ما يحيط به ، خصوصا إذا أراد معرفة الله تعالى ، و من عرف نفسه فقد عرف ربه ، و لقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية معرفة النفس حيث قال :
1. { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [4] .
2. و قال تعالى أيضا : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [5] .
أما الأحاديث فهي كثيرة في هذا الباب نشير إلى نماذج منها في ما يلي :
1. قال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ” معرفة النفس انفع المعارف ” [6] .
2. و قال ( عليه السَّلام ) أيضا : ” كيف يعرف غيره من يجهل نفسه ” [7] .
3. و قال ( عليه السَّلام ) أيضا : ” نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس ” [8] .
4. و قال ( عليه السَّلام ) : أيضا ” من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة و علم ” [9] .
معرفة التاريخ :
إن لمعرفة التاريخ و التدبر في أدواره أهمية كبرى و دوراً هاما في اكتشاف الحقائق بهدف الاستفادة من تجارب الماضيين و تحاشي الوقوع فيما و قع فيه الماضون من أخطاء و اشتباهات و عدم تكرارها ، كما و إن معرفة التاريخ تعطينا فرصة اكتشاف إيجابيات الأمم السالفة و العمل بها اختزالا للوقت و الجهد و تجنبا للإسراف في الطاقات و الإمكانيات ، و لذا فإننا نجد القرآن الكريم يَحُثُّ على تحصيل هذه المعرفة حيث يقول :
1. { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ … } [10] .
2. { … فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [11] .
ثم إن من يُعرض عن تحصيل هذه المعارف سيكون محجوبا عن معرفة الله سبحانه و تعالى و سننه في الكون .
معرفة الحجة و الإمام :
نظرا لأهمية مسألة الإمامة و القيادة في الإسلام ، نجد أن هناك أحاديث كثيرة تحث على معرفة الإمام الذي هو حجة الله على خلقه ، و كما هو واضح فان المراد من الإمام هنا هو النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و أوصيائه المعصومون في كل عصر .
يقول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) : ” إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين ، و صلاح الدنيا ، و عزّ المؤمنين ، إن الإمامة أسّ الإسلام النامي ، و فرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد ، و توفير الفيء و الصدقات ، و إمضاء الحدود و الأحكام ، و منع الثغور … ” [12] .
و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : ” بني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية ” .
قال زرارة : فقلت و أي شيء من ذلك أفضل ؟
فقال : ” الولاية أفضل لأنها مفتاحهن ، و الوالي هو الدليل عليهن … ” [13] .
و قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ” اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً و إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ و بَيِّنَاتُهُ ” [14] .
وتأكيدا على ضرورة معرفة الإمام و الحجة نجد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) يقول : ” من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية ” [15] .
وعن الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ( عليه السَّلام ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ” مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً إِمَامٍ حَيٍّ يَعْرِفُهُ ” .
قُلْتُ : لَمْ أَسْمَعْ أَبَاكَ يَذْكُرُ هَذَا يَعْنِي إِمَاماً حَيّاً .
فَقَالَ : ” قَدْ واللَّهِ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) ” .
قَالَ و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ يَسْمَعُ لَهُ و يُطِيعُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ” [16] .
و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : ” من بات ليلة لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ” [17] .
إلى غيرها من الأحاديث الكثيرة .سؤال : ما هي المعرفة المعتبرة في علم الكلام و عند المتكلمين ؟
جواب : المعرفة المعتبرة و المعترف بها عند المتكلمين هي تلك المعرفة القائمة على الأسس التالية :
1. أن تكون المعرفة قطعية بحيث يمكن الجزم بها ، أما المعارف الظنية أو الوهمية أو الشكية فلا اعتبار لها .
و في هذا المجال يقول الله العظيم في قرآنه الكريم : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [1] .
و يقول سبحانه و تعالى أيضا و هو يذمّ الذين يتبعون الظن : { … وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [2] .
و يقول عز من قائل أيضا : { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } [3] .
فكل معرفة خارجة عن إطار العلم القطعي مرفوضة عند الإسلام و عند المتكلمين ، و لذلك فإننا نرى أن كثيرا من الآيات الكريمة تنتقد و تذم المقتفين سنن الآباء و الأجداد بلا دليل قطعي واضح ، و بلا علم بصحة أدلة الآباء و الأجداد .
و بهذا الشأن يقول الله العظيم : { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [4] .
و يقول جل شأنه : { … قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [5] .
و هكذا فان الإسلام يدين المنطق الرجعي القائم على تقديس مذهب الآباء و الأجداد ـ لكونهم آباء و أجداد لا لصواب منطقهم ـ لأن ذلك ينفي العقل الإنساني و يرفض تطور التجارب البشرية ، و يصادر الموضوعية في معالجة قضايا السلف ، و الغريب أن هذا المنطق الجاهلي يسود حتى اليوم على العالم ، و يظهر تارة على شكل عادات و تقاليد خرافية مطروحة باسم ” آثار الآباء ” ، و تارة باسم الحفاظ على المآثر القومية و الوطنية ، لذا فيجب عدّ هذا المنطق الرجعي من أسباب انتقال الخرافات من جيل للآخر ، و من الواضح أنه ليس المقصود طبعاً هجرة تقاليد الآباء و عاداتهم كلها ، بل الصحيح هو تحليل عاداتهم و أخذ ما انسجم منها مع العقل و المنطق و طرح ما يُنافي العقل منها .
إذن فالعادات و التقاليد المنسجمة مع العقل و المنطق يمكن عَدُّها تراثا قوميا يستحق الحفظ ، أما الاستسلام التام و التقليد الأعمى لطريقة الآباء و الأجداد فليس له مبرر و هو الرجعية بعينها .
2. أن تكون المعرفة نابعة عن أدوات المعرفة الحسيّة و القلبية أو العقلية ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [6] .
فالسمع و البصر هما رمزا الأدوات الحسيّة ، كما أن الفؤاد هو كناية عن العقل و الإدراكات الصحيحة الفكرية ، فالحس و العقل هما المعتمدان عند المتكلمين من بين أدوات المعرفة لأنهما الأكثر صوابا و الأعظم نتيجة ، ذلك لأن العلم لا يحصل إلا عن طريق الفؤاد أي العقل .
ثم انه لاشك و إن معرفتنا للعالم الخارجي لا تحصل بصورة مباشرة و إنما تتم عن طريق السمع و البصر و ذلك بعد التقاط المعلومات الصوتية و التصويرية و إرسالها إلى عقولنا بغية فهمها و تحليلها و الاستنتاج منها . -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.