ليس هناك ما يدعو للعجب حين نرى ما نرى من الأمور في وقتنا هذا وفي حالنا هذا ، وخاصة ما يصدر منا نحن العرب والمسلمون من الأمور تبعدنا عن كرامتنا أميال أميال ، تبعدنا عن ديننا الحنيف أميال أميال ، تبعدنا عن ساحة قضايانا أميال أميال ، تبعدنا عن كل ما هو فيه الخير يعود إلينا أميال أميال .

فحين نتخذ من هذه الحياة لعب ولهو ، ونترك الهدف الأساسي الذي من أجله رضي الله لنا الإسلام وبعث إلينا أفضل الخلق في العالم كله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأكرم أمته بل ثنى عليها حين قال عز وجل ( كُنْتُمُ خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ ) . هذا هو الهدف الأساسي لأمة محمد صلى الله علية وسلم ، الذي بموجبه تسعد الأمة الإسلامية والأمم . فتركنا هذا الهدف بل عكسنا الآية ، وبتنا نأمر بالمنكر وننهى عن المعروف ، لكي تستقيم سبل أعداء الإسلام من كل جانب لتنهال علينا بالمصائب من كل جانب ، ونحن نبصر على الذي لا ينبغي أن نبصره ، ونعمى على الذي لا يجب العمي عليه ، فكان هذا حالنا . كالحالة التي صورها هذا الموضوع ، بتنا نحتفل في أراذل قومنا ، ونصفق لمفسدو قومنا ، ونشجع انتشار المنكر من أي مكان يأتينا في أبنائنا ، وندس فيما بقي من كرامتنا إن كانت هناك كرامة باقية فينا ، بتنا نذل العزيز فينا ونكرم الخسيس بيننا ، فما لنا كيف نحكم ، أهذا ما يسمى بحكم العمياء . لم نعد نبصر الأشياء على حقيقتها ، فأعمى الله أبصارنا .

فمن حق الشعب الكويتي أن يحتفل ببطلهم ، ومن حق لهم أن يكون هذا استقبالهم له ، فقد نصر أمته ، وحل قضيته ، وطرد عدوه من أرضه ، وأعاد الحقوق لأهلها ، وأخاف عدوه … فما بقى بعد ؟!!