الرئيسية منتديات مجلس سوق مجالسنا التجاري المسابقة الرمضانية وأفضل موضوع في شهر رمضان

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 37)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #28914
    alnadabi
    مدير عام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….

    أعزائي أعضاء موقع مجالسنا المحترمين

    تحية طيبة وبعد …

    في البداية أتمنى لكم صوماً مقبولاً في ما مضى من أيام هذا الشهر الفضيل وأدعوا الله أن يتمم عليكم هذا الشهر ويرزقكم ثوابه .. آمين

    بعون الله وتوفيقه … فقد قمنا بطرح المسابقة الرمضانية التي سوف تستمر معنا إلى ثالث أيام عيد الفطر المبارك بإذن الله ….

    من خلال هذا الموضوع سوف أقوم بشرح هذه المسابقة لكي تكون واضحه للجميع وأي إستفسار أو أسئلة أتمنى أن أراها بهذا الموضوع أو مراسلتي عبر البريد الخاص ….



    ما هي أساسيات هذه المسابقة وكيف تم بناء فكرتها ؟



    تعتمد هذه المسابقة إعتماد أساسي على تقييم المشرفين والأعضاء للمواضيع التي تم طرحها خلال شهر رمضان

    حيث تمكن كل عضو من منح صوت للموضوع الذي يرى إنه الموضوع الأفضل في هذا الشهر …. وبهذه الفكرة سوف يحتسب برنامج المسابقة إجمالي الأصوات التي تم منحها لكل موضوع ….. وفي نهاية الشهر الفضيل سوف يتم إختيار أفضل خمسة مواضيع تم ترشيحها من قبل الأعضاء ….



    ما هي شروط الترشيح ؟

    لقد وضعنا بعض الشروط التي سوف تكون بمثابة الحكم الذي سوف يحدد المواضيع التي يمكن التصويت لها …. وبهذا وضعنا الشروط التالية :

    لا يمكن التصويت للمواضيع التي تم طرحها قبل شهر رمضان

    لا يمكن للعضو أو المشرف أن يصوت للموضوع الذي قام بطرحه

    لا يحق للأعضاء الجدد (الذين قاموا بالإشتراك في شهر رمضان) بالتصويت لهذه المواضيع

    لا يحق للعضو أن يصوت لأكثر من موضوع

    يجب أن يمتلك العضو 100 مشاركة على الأقل لكي يتمكن من التصويت على أي موضوع .

    يجب أن تكون المواضيع في المجالس المحدده لهذه المسابقة (إنظر إلى النقطة التالية)

    لا يحق للزوار أن يشاركوا في التصويت



    ما هي المجالس التي يمكن المشاركة بها كأفضل موضوع في هذه المسابقة ؟

    جميع المجالس يمكن المشاركة بها ما عدا :

    مجلس أرشيف القضاء الإداري

    مجلس الهواتف النقالة

    مجلس إعلانات الشبكة

    مجلس التطوير والإقتراحات



    ما هي عدد الأصوات التي يمكن منحها للموضوع ؟

    لقد قمنا بمنح أصوات ولمرة واحدة حسب البيان التالي :

    خمسة وعشرون صوتاً يمكن أن يمنحه المشرف العام

    خمسة عشر صوت يمكن أن يمنحه المشرف الذي يشرف على المجلس الذي تم طرح الموضوع به

    عشرة أصوات يمكن أن يمنحه المشرف الذي لا يشرف على المجلس الذي تم طرح الموضوع به

    خمسة أصوات يمكن أن يمنحه عضو مجموعة الصفوة

    صوت واحد فقط يمكن أن يمنحه باقي أعضاء مجالسنا للموضوع



    من أي مكان يمكنني أن أشارك بالتصويت ؟



    عند قراءتك لأي موضوع في المجالس المحددة , سوف تشاهد عبارة (صوت هذا الموضوع في المسابقة الرمضانية ) وبأعلى العبارة أيقونة بهذا الشكل

    إضغط على هذه العبارة أو الأيقونة .. وسوف يتم إيصالك إلى صفحة التصويت وبعدها إتبع الخطوات المذكورة في تلك الصفحة لكي تقوم بإجراء باقي عملية التصويت …



    ما هي الجوائز التي سوف تمنح للفائزين بأفضل المواضيع ؟

    سوف نقوم بمنح جوائز نقدية للمراكز الثلاثة الأولى من هذه المسابقة بالإضافة إلى شهادات تقدير تمنح من شبكة الندابي .

    وأيضاً سوف نكرم الأعضاء الفائزين بالمراكز الرابع والخامس .

    وكذلك سوف نجري قرعة للأعضاء الذين قاموا بالتصويت في هذه المسابقة والفائز سوف يحصل على جائزة نقدية أيضاً .

    هذا يعني بأن الجميع سوف يحصل على فرصة الفوز في هذه المسابقة , حتى الذين قاموا بالمشاركة في عملية التصويت …



    ملاحظة مهمةالرجاء الإلتزام بها :

    لا يمكنك التراجع عن هذا التصويت , حيث إن كل عضو لديه حق للتصويت لمره واحدة فقط , ولهذا السبب فنحن ننصحك بقراءة الموضوع الذي تود التصويت من أجله جيداً لأن هذا التصويت سوف يقوم بإضافة صوتك إلى الموضوع الذي قمت بإختياره كأفضل موضوع تم طرحه خلال شهر رمضان وهذا يؤثر تأثير مباشر على إجمالي الأصوات التي سوف تجمع لكل موضوع .

    نظام التصويت في هذه المسابقة لا يوجد به علاقة إطلاقاً بنظام تصويت المواضيع (بواسطة النجوم) الذي يوجد في أسفل كل موضوع ,, فهذا التصويت يختلف تماماً عن التصويت العادي , وسوف يكون لشهر رمضان المبارك فقط .

    أتمنى لكم قضاء أطيب وأمتع اللحظات في مجالسنا

    أخوكم

    بدر الندابي

    #490255
    يوسف
    مشارك

    تحيــــة معــــطره بالــــورد …
    خطوة جديده وجيده في نفس الوقت بارك الله فيك الاخ بدر ان شاء الله راح يكون كل شي في تمام التمام ..

    مع تحياتي

    #490289
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    شكرا يا اخي بدر على كل جديد تقدمة في مجالسنا

    #490310

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اشكرك من كل قلبى على كل شى جديد ترا عهدنا بيك هيك دائما وانشاء الله بالتوفيق ياخى العزيز…

    #490325

    كويس الي لقينا اشي نتسلى فيه بدل ما احنا قاعدين

    #490338
    الساحر
    مشارك

    مشكوووووووور اخوي الندابي على المسابقه

    وعسى نكون من الفائزين

    خير الكلام ما قل ودل

    ما اابي اعبر وااايد

    #490345
    مجد العرب
    مشارك

    فكرة جيدة وفريد من نوعها .

    هيا يا أعضاء منتدى مجالسنا شدوا الهمة من أجل رفع مستوى المنتدى إلى أحسن حال ، ومن ثم لا تنسون الجوائز .

    وكل عام وأنتم بخير .

    #490348

    مشكور اخى العزيز بدر على ماتقدمها لنا من جديد وممتع وننتظر من المزيد

    #490374
    abogsaam
    مشارك

    ما فاضي ما فاضي

    #490389
    ibtehal
    مشارك

    شكرا لكم على كل شي

    #490390
    ibtehal
    مشارك

    #490392
    mro998
    مشارك

    يسلمو اخي الكريم وان شاء الى الامام دائما

    #490444
    jljl
    مشارك

    أشكرك أخى العزيز بدر على هذه الخطوة الممتازة
    وكل عام وأنتم بخير

    #490446
    AL-SAHIB
    مشارك

    مفهوم الوراثة:

    هل فكرت من قبل كيـف يفرق الأطباء بين الأمراض ويحددون إن كانت وراثية ام لا؟ هل فكرت في هـذا السؤال من قبل ؟ لا تتوقع إجابة مختصرة فعلم الوراثة علم متشعب زاد من تشعبه الثورة الحديثة في علم الجينات والحمض النووي الذي فسر الكثير من الظواهر المجهولة ولكن هذه الثورة –وكما هو الحال في كل العلوم- زادت من عدد التساؤلات نتيجة لسماحها للإنسان من الوصول إلى الكثير من المواضيع التي لم تخطر بذهن أحد من العلماء منذ أن قام العالم ماندل بتجربته الشهيرة التي تعتبر هي الشرارة التي انطلق منها علم الوراثة الحديث.لا أريد أن أطيل عليك في هذه المقدمة فدعنا ننطلق لنتعرف على بعض مجاهل هذا العلم .واقترح أن نبداء بالخلية ثم ندخل منها إلى النواة لنصل إلى الكروموسومات ثم الجينات التي تعرف بالمورثات .فعلى بركة الله

    الخـلايـا:

    تخيل جسم الإنسان بناية مبنية من الطوب(البلك)أي أن الطوب هو الوحدة الأساسية التي يبنى بها ذلك الجسد. يسمى العلماء هذا الطوب خلايا (مفرد خلية ) ولكن هذا الطوب ( الخلايا ) ليس مصنوعاً من الأسمنت ،بل من مادة تسمى بروتين.يحصل جسمنا على هذه المادة ( البروتين ) من الغذاء اليومي بعد أن تهضمه المعدة ويتحلل إلى أحماض امينيه .بطبع يوجد أعداد كثيرة من الخلايا في الجسم(تعد بالبلايين وليس الملايين) ولكنها متنوعة . هناك الخلايا الجلدية ، الخلايا العصبية ، الخلايا العضلية ، الخلايا الجنسية ( البويضة والحيوان المنوي )إلى أخر أنواع الخلايا.

    جميع خلايا الجسم تموت ولكن أجسامنا وباستمرار تنتج خلايا جديده على مدار الساعة لتعويض النقص ويستثنى من ذلك الخلايا العصبية .وقد تكون لاحظت أحيانا وجود قشور وتسلخات في جلدك بعد تعرضك للشمس . هذه هي خلايا ميتة ويحل محلها خلايا جديدة من طبقة الجلد السفلية ولكن السؤال كيف يحدث هذا .

    الكروموسومات(الصبغيات(

    تنتقل الصفات الوراثية منا إلى أولادنا على شكل أجسام صغيرة جداً (كالعصي القصيرة) تسمى صبغيات وراثية ( ومعروفة بشكل أوسع بالكروموسومات ) وتحمل هذه الصبيغات الوراثية التعليمات الكاملة لخلق الإنسان).عدد الصبيغات الوراثية في كل خلية من خلايا جسمنا46 صبغة(كروموسوم)*.وهذه 46 كروموسوم عبارة عن 23 زوج.كل زوج منها عبارة عن كروموسومين متشابهين بشكل كبير(وقد نقول تجاوزا انهما متطابقان) ،واحد من هذه الكروموسومات أعطته لنا أمهاتنا والآخر أعطاه لنا آبائنا .وكل زوج من هذه الأزواج المتطابقة يعطيه الأطباء رقما يميزه عن الآخر ابتداء برقم واحد لزوج الأول إلى الزوج الأخير رقم 23.

    و لتقريب الصورة تخيل ان نواة الخلية كالمكتبة فيها كتب.في دخل هذه المكتبة 23 كتاب.و يوجد نسختين من كل كتاب اي ان مجموع الكتب 46 كتاب او 23 زوج من الكتب.هذه الكتب هي الكروموسومات .اي انه يوجد نسختين من كل كروموسوم نسخة اعطها الاب و النسخة اعتطها الام.و مجموع الكروموسومات 46 كرموسوم اي 23 زوج.انظر الى هذه الصورة لتبسيط.

    الصورة في هذا الرابط تبين شكل الكروموسومات الـ 46 ( 23 زوج ) في الخلية الواحدة. ونظراً لتشابه هذه الكروموسومات يقوم أخصائي المختبر بصبغها بمادة كيمائية . هذه الصبغة تقوم بتلوين الكروموسومات وتجعلها مخططه أفقيا بالون الأبيض والأسود . كل خط ( ابيض أو أسود ) يسمى مقطع أو شريحة (BAND)

    الزوج الثالث والعشرين له خاصية مهمة من ناحية تحديد الجنس(الذكورة والأنوثة) لذلك يطلق عليه الأطباء الزوج الجنسي،وفي المقابل يطلق على بقية الأزواج من 1 إلى 22 الأزواج غير الجنسية وذلك تميزا لها .

    كل خلية ذكر كانت أم أنثى تحتوي كروموزومات و جينات ( وحدات الوراثة) .

    و الكروزرمات تكون النوية ( نواة صغيرة ) المعتمة التي تحتوي الجينة .

    و الجينات هي العامل الرئيسي الحاسم فيما يكون عليه كل كائن حي أو إنسان ، و الستيتوبلازم هي تلك التركيبات الكيماوية العجيبة التي تحيط بالاثنين . و تبلغ ” الجيمات ” ( وحدات الوراثة ) من الدقة أنها و هي المسؤلة عن المخلوقات البشرية جميعاً التي على سطح الأرض من حيث خصائصها الفردية و أحوالها النفيسة و ألوانها و أجناسها ـ لو جمعت كلها ووضعت في مكان واحد، لكان حجمه أقل من حجم ” الكتستبان”.

    و هذه الجينات الميكروسكوبية البالغة الدقة هي المفاتيح المطلقة لخواص جميع البشر و الحيوانات و النباتات.

    و هذه الجينات الميكروسكوبية البالغة الدقة هي المفاتيح المطلقة لخواص جميع البشر و الحيوانات و النباتات.

    و ” الكشتبان ” الذي يسع الصفات الفردية لبليون من البشر هو بلا ريب مكان صغير الحجم، و مع ذلك فإن هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها. فهل هذه الجينات و السيتوبلازمات تحبس كل الصفات المتوارثة المتوازنة العادية لجمع من الأسلاف ، و تحتفظ بنفسية كل فرد منهم ، في مثل تلك المساحة الضئيلة ؟ و ما هو المحبوس هناك ؟ كتاب تعليمات ؟ صف من الذرات في الجينات و الستوبلازم ، حتى أن الجينات هي التي تفرز ÷ل الطفل سيشبه أباه أو أمه ؟ و ليس هناك دليل على أن هذا الشبه تقرره البيئة السابقة للولادة .

    و التطور يحتاج عادة إلى فترات طويلة من الزمن حتى يستقر كل تغيير ، و هو يصل إلى درجة الكمال بحلول الروح .

    و الخالق عز و جل قد رتب ذلك و نظمه، فهو لا يسرع و التطورات الجديدة تتوقف على الخواص الموجودة و على وجود بيئة ملائمة. فالمصادفة و الخاصة إذن ليس لهما سوى قليل دخل في التطور، إلا من حيث الاختلافات التي بين الوالدين، التي تحد د بالفوارق التي تورث و وقتئذ.

    و أنت إذا بدأت بفراشة، فإنك تحصل على يسروع، و اليسروع يأكل بنهم و ينمو حتى ينضج ، ثم يلف نفسه براحة في رداء ينسجه من الحرير و يصبح شرنقة . و معظم أنسجة الجسم تنحل إلى خلايا و تصبح مزيجاً.

    و لم يكتشف أي شخص قام بتحليها إن جزءاً منها مختلف عن الآخر ن كما أنه لا يقدر أن يفرق بين هذا المزيج.

    و في الوقت المناسب تبحث كل خلية في الشرنقة عن صلتها المناسبة، و تتحول الشرنقة إلى مخلوق جديد ذي حياة، و له كل الأعضاء الطبيعية اللازمة للوجود، وله القدرة على أن ينتج من جديد نصف الطبيعة المعقدة ليعسوب جديد، و في الوقت المناسب نفتح الشرنقة، فيأتي إلى العالم مخلوق بديع يعرف باسم ” الفراشة ” و أجنحتها الرقيقة مصنوعة من أنابيب تصب فيها دمها. و ينفتح الجناح و يصبح أداة للطيران و حين تطير الفراشة في الهواء بكل أو لأنها الباهرة نرى بالميكروسكوب أن أجنحتها مغطاة بقشرة تشبه الريش و كل بقعة حمراء أو سمراء أو خضراء أو صفراء هي مثل المكان الذي كان فيه الفراشة الأصلية و ترقيطها يشبه ترقيط أبويها من كل الوجوه، إلى حد ميكروسكوبي تقريباً.

    فما هي قوة التوجيه التي ” للجينات ” ؟ إنها تتحكم في الخلايا ، والخلايا تعطيها مثل طاعة الجند لرؤسائهم .

    و النتيجة تكون صحيحة من حيث النتاسخ التفصيلي العام مثل حل مسألة حسابية. و اللون يقال عنه إنه ناشيء من كون مواد معينة تتشرب كل الأشعة من أطوال موجية معينة، تاركة الباقي لينعكس، و موجات الضوء هي كبيرة جداً نسبياًُ، لأنها تجري من ثلاثة و ثلاثين ألفاً إلى ستة و ثلاثين ألفاً من البوصة الواحدة، في حين أن الموجات الأخرى أو الأشعة تجري من أميال للراديو إلى عشرة ملايين أو أكثر من البوصة للأشعة فوق البنفسجية.

    و لا ندري ماذا نكتشف بعئذ في المستقبل، و هناك فراشات معينة في المناطق الحارة أجنحتها مغطاة بقشرة مكون بعضه من ألواح جد رقيقة كما قد تراه أحياناً بين ألوان عين الهر ( و هو حجر كريم كثير الألوان ) و لوجدت بمقدار جزء من عشرة آلاف جزء من البوصة، في سمك غشاء الجناح الذي للفراشة، لتغير ذلك الضوء أو ذهب كلية. إن ” الجينات ” ترتب الأمور، بحيث لا يحدث تغيير على مدى ألف جيل !

    و يستطيع الإنسان أن يغير ” الجينات ” بإستتخدام الراديوم و الأشعة الأخرى، و يأتي ذلك بذباب عديم الأجنحة و نمل مشوه، و شواذ مدهشة عديدة، و قد يستطيع العلماء يوماً ما أن يحسنوا من صنع الطبيعة، و لكنهم حتى يتم لهم ذلك، يكتسبون معرفة قيمة تؤدي إلى تقدم علوم الأحياء، والطب و الطبيعة.

    و من المعروف الآن أن الحياة كلها تأتي من خلية واحدة، وليس ثمة من دليل يؤيد أية نتيجة أخرى. و يلاحظ أن جميع طوائف الكائنات الحية منفصل بعضها عن بعض بهوات سحيقة لا يمكن عبورها.

    حتى إن الحيوانات المقاربة ينفصل بعضها عن بعض كذلك و كثير منها لا يلبث أن تفقد القدرة على التهجين معاً. فمثلاً نسل المحار و المهر هو بغل، و لكن لا يمكن أن توجد سلالة بغال، و كلما رجعنا إلى المنبع الأصلي للحياة نجد المواءمة مع البيئة أعم. حتى ليمكننا أن نتصور على الأقل .مناً كانت فيه القدرة على مطابقة البيئة كاملة و كانت الأرض ما هي الآن لدرجة كبيرة ن مأهولة بكائنات حية ؟ كل منها من نوعه.

    إن السمك اللزيق clam و الإخطبوط octopus هما من الحيوانات الرخوة و لكن انفصالهما بالمطابقة الموائمة هو إلى الإنفصالات قد حدثت في بداية الحياة فإن كل مخلوق قد زاد تخصصه تدريجياً، و فقد القدرة على العودة و على سرعة تكييف نفسه من جديد و نظراً إلى زيادة عدم المرونة، أصبح كثير من السلالات مندثرا، في حين بقيت الحياة بوجه عام ممكنة لغيرها.

    و الإنسان حيوان من رتبة الطليعة، و تكوينه يشبه تكوين فصائل السيميا ( فصائل من الغوريلا و الشمبانزي ). و لا هذا الشبه الهيكلي ليس بالضرورة برهاناً على أننا من نسل أسلاف سميائية ( من القرود)، أو أن تلك القرورد هي ذرية منحطة للإنسان.

    و لا يستطيع أحد أن يزعم أن سمك القد قد تطور من سمك الحساس و إن يكن كلاهما يسكن المياه نفسها ، و يأكل الطعام نفسه ، و لهما عظام تكاد تكون متشابهة . و إنما يعني ذلك ببسطة أنه في وقت ما عند بداية التكييف كانت هناك ضرورة متوازنة لتنظيم كل من النوعين.

    إن العلم يشير إلى إبهام يد الإنسان و قدرتها على الإمساك بالعدد و الأسلحة، و يعد ذلك أصلاً لتقدم الإنسان.

    و إن إبهام القرد التي لا نفع لها، لهي برهان قاطع على أن إبهام الإنسان لا يمكن أن تكون قد جاءت من إبهام قرود ” السيميا ” التي تعيش على الأشجار، تلك الإبهام المخصصة لهذه العيشة، ذلك لأن الطبيعة لا تعيد أبداً تيسيراً قد فقد، و الحصان الذي على إصبع شديدة التخصص، لا يمكنه أبداً أن يستعيد تلك الأصابع التي فقدها على كر الزمن. على أننا لا ينبغي لنا أن نشغل أنفسنا بشكل جدي أكثر من اللازم، بما حدث لأسلافنا منذ مليوني جيل على الأقل. ومع هذا يبدوا أن البحث عن ” الحلقة المفقودة سوف يتضح عبثه …

    إن التهجين قد يبدو في الظاهر كخلق جديد قد تطور عن قصد ، مثل الكلب السلوقي و الكلب البكيني و الكلب الصغير الأفطس الأنف، و أنها كلها كلاب ن و إذا ربيت بعناية تبقى على صفاتها المكتسبة ، فإنها ستظل كما هي الآن . و لكنها لو عادت إلى حالة الطبيعة، فإن هذه الكلاب التي عني بترتيبها تعود في النهاية إلى فصيلتها الأصلية، و ربما كان أصلها ذئباً، غير أنها إذا كيفت تكييفا جيداً على البيئة التي وجدت فيها نفسها، و لم يتح لها التهجين، فإنها قد تبقى كنوع جديد من الكلاب.

    و قد ربى الحمام بقصد إحداث سلالات جديدة منه، و ربما حدث ذلك منذ بدء التاريخ. فمنه الحمام الذي له ذيل كالمروحة و الحمام الهزاز، و هناك فلتات وربما شواذ، ولكن ” الجينات ” تنتظر كامنة في هدوء لتعيدها إلى طرازها الأول. و يمكنك أن تراها في طريق عودتها إلى أصلها، في أي شارع بإحدى المدن، إذ تلحظ بها التخطيط المتشابه، و الميل العام إلى الانسجام النهائي في اللون. و إننا نكره الهجين ” البزرميط” بغرائزنا ، و نشمئز من رؤية بقرة ذات خمس أرجل ، أو ذات رأسين ، ولكنا نعجب بالرجل الوسيم ، إلا إذا كان نتقصه الأخلاق ، و بالمرأة الجميلة ، و لكن أحب الناس إلينا هي الأم المتفانية في أبنائها .

    إن ” الجينات ” جزء من خلايا الوراثة . غير أن خلايا الوراثة لا تشترك في التكوين العام للجسم، ولكنها منعزلة ولا تسهم في أي وجه من وجوه النشاط الأقل أهمية التي تقوم بها الكائنات الحية ز إن هذه الخلايا تحتفظ الشبه الكامل للنوع. و يبدو أنها لا تتأثر بمسلك الوالدين ، إلا أن سوء الخلق ، أو المرض ،أو الحوادث ، قد تمدها بمواد جد فقيرة لتشتغل بها . إن الوالدين القويين، قد ينسلان أطفالاً أقوياء، ولكن ذلك لأنه كان هناك أسلاف أقوياء. إن الوالدين قد يمنحان طفلهما معبداً طبيعياً ليعيش فيه، أو قد يهبانه ” مباءة ” لا تصلح مكاناً لنفس خالدة. إن الأبوة و الأمومة هما أعظم تبعة تقع على عاتق الإنسان !

    و الرجال لا تنمو لحاهم أقصر من قبل، لأنهم يحلقونها. و القطط التي بلا ذيول في جزيرة ” مان” لم تتطور هكذا هناك لأن أحداً قد قطع ذيل قطة ، كلا ، بل إن ” جينة ” ما ، خاصة بالذيل ، قد فقدتها تلك القطط . و لكن على الرغم من هذه الكارثة ، فإن القطط اللاحقة قد نشأت صحيحة دون تلك ” الجينة “.

    إن البيئة تحدض بالفعل تغييرات بطيئة في وجوه النشاط المناسبة ” بالجينة ” ، و إذا كان التغيير للصالح ، فإن تلك التعديلات تستمر ، و إلا فإن المخلوق الذي اعتراه التغيير يبعد ، لأنه غير صالح لملاقاة الظروف . إن الكلب المكسيكي الخالي من الشعر قد ينشأ صحيحاً في المنطقة المتجمدة ، ولكنه نسله سوف يموت من البرد.

    إن القائلين بنظرية التطور ( النشوء و الارتقاء ) لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة (الجينات) وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقاً، أعني عند الخلية ذلك الكيان الذي يحتوي الجينات و يحملها.

    لقد حل إلى الأبد لغز أيهما جاء قبل الآخر:الدجاجة أم البيضة ؟ إنه لم يكن هذه و لا تلك بل جاءت قبلها خلية أولية. و البيضة ليست إلا مجردا غذاء للجنين. و هي تحتوي تلك الخلية الفريدة التي لقيت عصيرها. و حين تتحد ” الجينات” التي بخلايا و تنقسم فإن هذه الجينات مع ” السيتوبلازم ” ترغم الآن على إنتاج دجاجة تضع بيضة أخرى.

    و المادة على هذا الشكل، لا غاية لها. فليس لها غرض حتى في طاعتها الظاهرة للقانون، و لكن الحياة في كل مادة منظمة لها غرض محدود: هو تكوين شجرة، أو كرمة عنب أو إنسان، في اتفاق تام مع خطة مرسومة محدودة بالجينات.

    و الحياة ترغم على التناسل، لكي يتقى النوع، و هو دافع بلغ من القوة أن كل مخلوق يبذل أقصى تضحية في سبيل هذا الغرض: ففي بعض الأنواع ن كذباب مايو مثلاً، تموت أفراد كثيرة لفورها حين تتم هذه المهمة ز و هذه القوة الإلزامية لا توجد حيث لا توجد الحياة. فمن أين تنشأ هذه الدوافع القاهرة ؟ و لماذا ن بعد أن نشأت، تستمر ملايين السنين ؟ إنه قانون الطبيعة الحية، الذي يبلغ من القوة مبلغ تلك التركيبات الكيماوية..إنه يأتي من إرادة الخالق.

    إن الخلافات الجوهرية القائمة بين جميع المواد العنصرية التي لأمنا الأرض. و بين الكائنات ذات الحياة، هي أه بينما جميع العناصر قد تتحد، و تتبلور، و تتغير في المظهر، لا يوجد أي تغيير في الذرات و لا علاقة محسوسة بينها.

    بل على العكس نجد الكائنات الحية تنظم كل العناصر في عدة تركيات جديدة، لكل منها مجال للنشاط، و لكها تتنافس معاً في جهودها لحفظ تلك الصلات الحية. و هذا التعاون الكامن الجاد يمتنع تماماً إلا حيث توجد الحياة.

    و هو لم يقدر حق قدره مع أنه قانون لا يقل عن قانون الجاذبية ن و لابد أنه نبع من نفس المنبع. إن مثل هذه القوانين هو جزء من مشيئة الله تعالى ن و ليس انبعاثاً من الفوضى!

    أصغر من الميكروسكوبية للذرات ، في خلايا الوراثة بجميع الكائنات الحية . وهي تحفظ التصميم ن و سجل السلف، والخواص التي لكل شيء حي .

    و هي تتحكم تفصيلاً في الجذر و الجذع و الورق و الزهر و الثمر، لكل نبات، تماماً كما تقرر الشكل، والقشر، و الشعر، و الأجنحة لكل حيوان بما فيه الإنسان.

    إن جوزة البلوط تسقط على الأرض ، فتحفظها قشرتها السمراء الجامدة ، و تتدحرج في حفرة ما من الأرض . و في الربيع تستيقظ الجرثومة ، فتنفجر القشرة ، و يزود الطعام من اللب الشبيه بالبيضة الذي اختلفت فيه الجينات : و هي تمد الجذور في الأرض ، و إذا بك ترى فرخاً أو شتلة ( شجيرة ) ، و بعد سنوات شجرة ! و إن الجرثومة بما فيها من ( جينات ) قد تضاعفت ملايين الملايين، فصنعت الجذع و القشرة و كل ورقة و كل ثمرة، مماثلة لتلك التي لشجرة البلوط التي لا تحصى، نفس ترتيب الذرات تماماً الذي أنتج أو ل شجرة بلوط منذ ملايين السنين.

    لم تحمل شجرة بلوط قط قسطلا ( أبا فروة ) ، و لم يلد أي حوت سمكة . و حقول القمح المتماوجة هي قمح في كل حبة من حبوبها، و الحنطة هي الحنطة. والقانون يتحكم في التنظيم الذري ( بالجينات ) التي تقرر قطعاً كل نوع من الحياة من البداية إلى النهاية.

    حقاً إن الله يخلق معجزاته بأساليب تخفى على الأذهان .

    حرم القرآن الكريم علي الإنسان أن يتزوج من بعض أقاربه وذكر ذلك بالتحديد فى الآية القرآنية السابقة فما الحكمة من ذلك ؟
    إتفق علماء الوراثة أنه إذا كان الأبوين بينهما صلة دم أى صلة قرابة فإن هذا الزواج يسمى بزواج الأقارب ، أما إذا لم يكن بينهما هذه الصلة فإن هذا الزواج يسمى بزواج الأباعد ، ولقد أثبت العلم وذلك بعد إجراء تجارب واسعة على أجيال متعددة أن زواج الأقارب ينتج عنه ذرية أفرادها على إستعداد للأمراض ، وبها عيوب خلقية ، وأن درجة التناسل تقل حتى تصل إلى العقم ، وعلى العكس من ذلك يحدث فى زواج الأباعد ، ويزيد على ذلك أن النسل الناتج من زواج الأباعد يفوق كلا من أبويه فى كثير من صفاته كما يمتاز النسل كذلك بقوة مقاومته للأمراض ، وسرعة النمو ، وقلة الوفيات
    وهذه النظرية توضح لنا الآية الشريفة كما تفسر ما جاء فى القرآن الكريم ، من أ ن سيدنا نوح عليه السلام ، أخذ معه فى سفينته من كل كائن حى زوجين ، وليس زوجا ً واحدا ً ، وذلك حتى يبتعد عن زواج الأقارب قدر الإمكان ، إذ أنه بعد الطوفان يريد تعمير الدنيا مرة أخرى سبحان الله ، فهل فى القرآن بعد ذلك الإعجاز العلمى شك ؟

    يواجه الباحثون صعوبات في اجراء تجارب وراثية على الانسان للأسباب التالية :

    • قلة عدد افراد العائلة .
    • عمر الجيل طويل نسبياً .
    • طول مدة الحمل
    • قدسية وكرامة الإنسان وعدم المخاطرة به .
    • طول فترة البلوغ
    • كثرة عدد الكروموسومات والجينات . فالخلايا الجسمية تحتوي على 46كروموسوم , وكذلك فإن بعض الصفات الوراثية في الإنسان يتحكم فيها أكثر من زوج من الجينات .
    • لا يمكن التحكم في التزاوج في النوع البشري ( كصعوبة إجراء التزاوج في الإنسان حسب رغبة الباحث ).

    من الصعب وضع الإنسان تحت اختبارات تجريبية لذلك تعتمد الدراسات الوراثية في الإنسان على :

    • دراسة الوراثة الخلوية .
    • دراسة التوائم .
    • دراسة العائلات وسجلات الأنساب .

    وراثة بعض الصفات والأمراض عند الإنسان :

    الأمراض الوراثية :

    هناك أمراض وراثية تصيب الإنسان والتي تنتج بشكل أساسي عن خلل أو طفرة مفاجئة في بنية DNA ومن أسبابها :

    • عطب الجينات الوراثية .
    • الإشعاعات الذرية , الإشعاعات غير المؤذية مثل الأشعة فوق البنفسجية .
    • عدم إنفصال الكروموسومات الجنسية أو الجسمية إنفصالاً طبيعياً أثناء انقسام الخلية وتكوين الجاميتات المذكرة أو المؤنثة .
    • الطفرات .
    • استخدام عقاقير طبية بشكل خاطيء , أو تأثير الأشعة السينية .

    ويترتب على خلل الجينات نتائج غير مرغوبة للإنسان منها :

    • عقم .
    • تخلف عقلي .
    • تشوهات .
    • الأمراض الوراثية .
    • اضطراب في السلوك الإنساني.
    • اختلال الصفات الجنسية الثانوية .

    الخريطة الوراثية هي كشف بقائمة المورِّثات الإنسانية التي تحملها الصبغيات المتواجدة في نوى الخلايا، وقد يتواجد بعضها في مادة النواة السائلة كذلك، فهذه المورثات تحمل جميع الصفات المحددة للنوع الإنساني، فالخريطة الوراثية هي كشف علمي أشبه ما يكون بورقة التعليمات التي تصاحب كل آلة من الآلات التي نشتريها؛ حيث يأتي فيها اسم أجزاء الآلة ووظيفتها، وآلية تركيبها وتفكيكها.

    وهذه المورثات تتواجد على أشرطة صغيرة ملتف بعضها على بعضها الآخر، على شكل حلزونات، داخل نوى كل خلية من خلايا الجسم الإنساني.. وهذا يعني أن كل خلية من خلايا أجسامنا تحمل شريطاً مسجلاً من المورثات التي ورثنا نصفها من الأم ونصفها من الأب وبشكل متساوٍ تماماً.

    هذا الشريط يحمل تلك الميزات التي تجعل كلاً منا إنساناً، كما تجعل من كل إنسان مخلوقاً متميزاً عن غيره من بني الإنسان.

    وبصورة عامة فإن هذه الخارطة ليست إلا الأبجدية الإنسانية لما يوجد داخل نوى خلايانا من مادة وراثية، على شكل مورثات تحمل كل منها صفًّا وراثية على الأقل، وقد قال الدكتور “غرايغ فنتر” إنه لم يستطع التوصل بعد إلى العدد الكامل لهذه الصفات، ولكنه يتوقع أن يتوصل العالم لضبطها خلال ثلاثة أعوام، وأن عددها يمكن أن يتراوح بين 50 ألف إلى 80 ألف مورثة.

    كما ذكر أن مجموعته بصدد إصدار الخارطة الوراثية لذبابة الفواكه، التي تعتبر المخلوق الذي يدين له العلم بالتقدم الهائل الذي أحرزه في مجال دراسة الصبغيات والمورثات الحيوانية، وذلك بسبب سرعة دورتها التكاثرية، وقلة عدد صبغياتها – 8 صبغيات – وستكون الخارطة الوراثية الذبابية هذه تجربة رائدة تمهد لإصدار الخارطة الوراثية الإنسانية، التي ستصبح قاعدة أساسية من القواعد الرئيسية في دراسة المورثات والتعامل مع المعلومات الوراثية الإنسانية في المستقبل، وقد علق فنتر على ذلك بالقول: “إن العلماء سيستخدمون هذه الخارطة، بعد مائة عام بنفس الاستخدام الذي سنستخدمها، فور الكشف عنها، أي أنها ستصبح قائمة ثابتة، كقوائم العناصر المعدنية، بأثقالها الذرية، وقوائم المركبات الكيميائية، إلى آخر هذه السلسلة من قوائم المعلومات الأولية للمواد الرئيسية التي تتكون منها الأحياء، والجمادات على هذه الأرض.

    ولقد كان الأصل في التوصل إلى هذا الكشف أمرين أساسيين، تم أولهما يوم خرج دارون بفرضيته الشهيرة، بعد دراسات ومقارنات مضنية في القرن الثامن عشر.. التي لم يقطع العلم بها حتى الآن، بل ما زالت تلك الفرضية مثار أخذ ورد ودراسة وبحث جاد من قِبل جميع العلماء العاملين في حقول العلوم الطبيعية مجتمعة، والتي ما زالت في أمس الحاجة في بلادنا، لمن يقوم بها، ويعطيها حقها من البحث والتمحيص والنقد والغربلة والدراسة والتنظير.

    وأما ثانيهما فقد جاء على يد الراهب النمساوي “جون جورج مندل” الذي وضع حجر الأساس لعلم الوراثة، والذي شكل مع الدراسات التطورية، التي يمكن الإفادة منها دون التسليم بها، ولا بالأصل العقيدي الذي بنيت عليه – القاعدة التي انطلق منها العلماء خلال مائة وخمسين عاماً في بحوثهم المعقدة، والطويلة، والصعبة.. حتى توصلوا إلى ما يسمى بعملية الاستنساخ، ثم الإعلان عن كشف الخريطة الصبغية الإنسانية.

    وقد كان “الدخول إلى الخلية”، الأصل الذي فتح باب العلم على مصراعيه لتطوير المفاهيم الجديدة عن العلم وعن الحياة.. في محاولة جادة – من قبل العلماء الغربيين الذين كانوا روادًا في هذين القرنين الأخيرين في هذا المجال – للإجابة عن الأسئلة الثلاثة الرئيسية التي تؤرق العقل الغربي.. من أين جئنا؟ من نحن؟ وإلى أين نمضي؟

    ولقد مضى قرنان قبل أن نشهد ثورة المعلومات الحيوية التي تعيشها الإنسانية اليوم دون أن تثير هذه الكشوفات دهشة ولا استغراب الملمين بشيء من العلوم الطبيعية، ذلك أن هذه النتائج ترتبت بالضرورة على انفراط عقد السلسلة التي كانت بدايتها فرضية التطور بما لها وما عليها.. مروراً بكشوفات مندل والفتوحات التي ترتبت عنها، وانتهاءً اليوم بالإعلان عن الوصول لخريطة الجينات البشرية .

    هذا الحصن المنيع الذي يُدعى الخلية وهو أصغر وحدة في عالم الأحياء من إنسان، ونبات، وحيوان.. هو الوحدة البنيوية للأجسام، وفيه يكمن سر الحياة وسر تنوع الحياة. فمنذ اخترق العلماء هذا الحصن المنيع الذي يدعى الخلية؛ بدأت بقية الحصون بالتداعي واحدًا تلو الآخر.. فدخل العلم النواة، ثم وصل إلى الصبغيات (الكروموسومات).. حتى كشف عن المورثات المصفوفة – تجاوزًا – على الصبغيات ومرورا باستنساخ النعجة دوللي.

    وقد أدى تلاحق هذه الكشوفات بمثل هذه الكثافة إلى بلبلة كبيرة ومخاوف في جميع الأوساط الحكومية، والعلمية، والدينية، والشعبية، وفي جميع بلدان العالم.. وذلك خوف استخدامها، استخدامات غير أخلاقية خاصة في مجال إجراء التجارب على البشر، والتي أصبحت واقعاً معروفاً في العديد من الدول التي تتمتع بتقدم علمي تقني رفيع المستوى.

    وكان هذا الأمر قد دفع البحاثة فنتر إلى المطالبة باستصدار ما يسمى براءة اختراع فيما يخص العمل في الخارطة الوراثية، تحدد مجال البحوث فقط في تلك المورثات التي تتمتع بخاصية علاجية، أو يمكن استخدامها في هندسة وإنتاج الأدوية.

    كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية في الذرية وذلك نتيجة للتقدم العلمي في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية لم تكن مفهومة في العصور الماضية .
    وترجع أهمية هذا الموضوع الى أن زواج الأقارب مفضل فى بعض المجتمعات وخاصة الشرقية منها وذلك لأسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة ، وصغر السن عند الزواج وما يصاحبه من عدم النضج العاطفي وانفراد الآباء بالقرار ، وتحتم التقاليد في بعض القبائل العربية ألا يتزوج البنت إلا ابن عمها .
    ولقد تبين من دراسة ميدانية لحالات الزواج بالكويت سنة 1983 أن زواج الأقارب يشكل 54,3 % من حالات الزواج وأن نسبة زواج الأقارب سنة 1986 كانت 53,9 % مما يدل على نسبة زواج الأقارب عالية في المجتمعات العربية ومما يدل أيضا على أن الأسباب التي دعت إلي زواج الأقارب لم تقل بمرور السنين .
    وفي دراسة ميدانية أخرى في هذا الموضوع في مصر سنة 1983 تبين أن زواج الأقارب يشكل 38,96 % من حالات الزواج ، وبعض المجتمعات الشرقية تسمح بزواج الرجل من بنت أخيه أو بنت أخته كما هو الحال فى بعض مناطق الهند ، إلا أن بعض المجتمعات الغربية لها نظرة مختلفة في زواج الأقارب ففي بعض الولايات الأمريكية لا يسمح بزواج أولاد العم والعمة أو الخال والخالة .
    وحتى نفهم هذا الموضوع فهما علميا نحاول أن نفهم أولا الأسس العلمية التي على أساسها تنتقل الأمراض الوراثية من الآباء إلي الذرية .
    تتكون المنطقة في الرحم من أمشاج الذكر والأنثي وتحمل تلك الأمشاج العوامل الوراثية من كل ممن الأب والأم وهكذا تنتقل الصفات الوراثية من الآباء إلي الأبناء والأحفاد والي ماشاء الله ،وكل ذلك فى نظام متقن بديع يدل على قدرة الخالق البارئ المصور تبارك وتعالي .
    ولا يتغير النظام الوراثي في الإنسان ومهما حدثت من طفرات وراثية ، فإن ذلك إن كان يغير بعض الصفات الخلقية إلا انه لا يغير مطلقا النظام الوراثي في الخلية البشرية .
    والعوامل الوراثية في معظمها إما سائدة وإما منتحية .

    o والعامل الوراثي السائد : له القدرة علي الظهور والتعبير عن نفسه .
    o والعامل الوراثي المتنحي : ليس له القدرة علي الظهور والتعبير عن نفسه إلا إذا أجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل تماما .. حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معا .
    o وبوجود العوامل الوراثية السائدة والمتنحية التي تحمل الصفات الوراثية ، تظهر تلك الصفات في الأبناء فمنهم من يشبه الأم ومنهم من يشبه الأب أو العم أو الخال وروي البخاري والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : ” لم يكن أحد منهم أشبه برسول الله r من الحسن بن علي .

    وأننا إذا افترضنا وجود مرض وراثي في أحد الوالدين ينقله عامل وراثي سائد فإنه يعبر عن نفسه في نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين أما في حالة العوامل الوراثية المتنحية فلا بد أن تكون موجودة في كل من الأب والأم معا ، ليظهر المرض فى نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين ، يظهر فيمن يجتمع لديهم عاملان وراثيان متنحيان ولا يظهر فيمن ينتقل اليه عامل وراثي متنح واحد ، وليست العوامل الوراثية السائدة أو المتنحية ، تحمل صفات غير مرغوب فيها أو مراضا فحسب فقد تحمل صفات مرغوبا فيها أيضا .
    إن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع في الأقارب في الجين الأول بنسبة 1 :8 وتقل هذه النسبة في غير الأقارب فإذا كان هذا الجين في المجتمع بنسبة :1000 فإن احتمال تواجد هذا الجين في أحد الزوجين 1:500 وإذا كان فى المجتمع بنسبة 1 :100 فان احتمال وجود هذا الجين فى أجد الزوجين 1 : 50 وفي كلتا الحالتين نجد أن نسبة تواجد الجين المتنحي في الأقرباء ( بنت العم أو العمة والخال والخالة ) يكون ثابتا 1 :8 وهذا يبين خطورة زواج الأقارب في ظهور الأمراض الوراثية وخاصة النادرة منها فإذا استمر الزواج بالأقارب جيلا بعد فإن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع فيهم أكثر مما هي موجودة في المجتمع من حولهم فإن الرجل إذا تزوج بابنة عمه أو ابنة خاله وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لصفة صحية أو مرضية فإن 25 % من أولادهما ستظهر عليهم تلك الصفة و 50% منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي و 25% منهم لا يحملونه .
    أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الذرية أقل من هذه النسبة كأن يكون مثلا 1 : 16 والعكس صحيح إذا كانت درجة القرابة بين الزوجين أقرب كما في بعض المجتمعات الهندية التي تسمح بزواج الرجل من بنت أخيه أو أخته فإن اجتمال تواجد الجينات المماثلة يكون أكثر من 1 – أي 1 ك 4 وهذا النوع من الزواج ممنوع في الإسلام .
    ولا ينصح كثير من علماء الوراثة بالزواج من الأقارب على اعتقاد أن زواج الأقارب ينقل الأمراض الوراثية من الآباء إلى الذرية أكثر مما هو فى زواج الأباعد ولقد تحمس كثير من العلماء لهذا الرأي وجاء بأحاديث أسندوها إلي النبي محمد r تنصح بزواج الأباعد .
    مثل الحديث القائل :” تحيروا لنطفكم فإن العرق دساس ”
    والحديث القائل : ” أغتروا لا تضووا ” أي تزوجوا الأغراب حتى لا تضعف الذرية ” .
    فهل هذا الرأي صحيح علميا ؟ وهل هذه الأحاديث قالها النبي محمد : حقا ؟ .
    إذا نظر أي عالم نظرية متأنية في أبعاد هذا الموضوع لوجد أن القول ” بأن زواج الأقارب يعطي الفرصة لزيادة الأمراض الوراثية في الذرية ” ليس قولا صحيحا في كل الأحوال .. قد يكون صحيحا في حالات معينة .. ولكنه ليس صحيحا في كل الحالات وبالتالي لا ينبغي أن يكون قانونا عاما أو قادة عامة .. آن الأوان أن ننظر لها نظرة علمية أثر دقة كذلك نقول إن الأحاديث التي ساقها البعض ليدلل على النصح بعدم زواج الأقارب .. هذه الاحاديث لم تثبت صحة إسنادها الى النبي محمد r .
    وهناك بعض الحقائق الأساسية في هذا الموضوع : –

    • زيادة نسبة ظهور الأمراض الوراثية في الذرية الناتجة من العوامل الوراثية المتنحية من كلا الأبوين .. ليست معتمدة على زواج الأقارب في كل الأحوال ولكنها تعتمد أساسا على مدى انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي بين أفراد المجتمع ككل .

    • فإذا كان منتشرا بنسبة أكثر من 1 : 8 في المجتمع فإن زواج الأباعد لا يكون ضمانا لإنجاب أصحاء وراثيا .
    نفهم من ذلك أن ظهور بعض الأمراض الوراثية في الذرية في المجتمعا التي تنتشر بين أفرادها العوامل الوراثية المرضية المتنحية انتشارا نحو 1 :8 تتساوى نسبة ظهورها في الذرية في زواج الأقارب وزواج الأباعد على سواء .
    وهناك فرض آخر إذا كانت نسبة انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي في المجتمع أكثر من 12 % وكانت أسرة في هذا المجتمع نقية وراثيا في هذه الحالة فإن الزواج بين الأقارب في هذه الأسرة أفضل كثيرا وأكثر ضمانا من زواج الأباعد .

    ومن أمثلة تلك الأمراض – مرض الأنيميا المنجلية :-

    احتملات الاصابة:

    إذا كان العامل الوراثي المتنحي منحصرا في أفراد أسرة معينة أكثر مما هو في أفراد المجتمع من حولهم فإن زواج الأباعد يكون أفضل من زواج الأقارب .. أما إذا كان العكس هو الصحيح وكان أفراد الأسرة أنقياء وراثيا وأفراد المجتمع من حولهم ينتشر فيهم العامل الوراثي المتنحي ففي هذه الحالة يكون زواج الأقارب أكثر ضمانا وأمنا من زواج الأباعد فمثلا في بعض مناطق إيطاليا وصقلية يوجد العامل الوراثي المتنحي لمرض الأنيميا المنجلية منتشرا في أفراد المجتمع بنسبة تصل 10% والنسبة أعلى في مجتمعات أخرى مثل بعض مناطق كينيا حيث تصل النسبة إلى 40% في أفراد المجتمع فإذا افترضنا أن أسرة هاجرت إلي هناك وكان أفرادها أنقياء وراثيا من هذا العامل الوراثي .. أفلا يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد ؟ .
    مثل آخر مرضى الفاقة البحرية .. ويوجد هذا المرض في منطقة كبيرة من العالم تمتد من جنوب شرق آسيا وغربا حتى جنوب أوروبا وتشمل كل جنوب شرق أسيا والهند والباكستان وإيران وأفغانستان وشمال الجزيرة العربية وكل حوض البحر الأبيض المتوسط .
    وفى بعض مناطق إيطاليا قد تصل نسبة انتشار هذا العامل الوراثي المرضي المتنحي الى 20% فلو عاشت أسرة نقية وراثيا في هذا المجتمع فإن زواج الأقارب يكون أفضل من زواج الأباعد .
    2- هناك من الأمراض الوراثية الناتجة من عاملين وراثيين متنحيين أيضا ويندر وجودهما في أي مجتمع .. في هذه الحالة فإن زواج الأقارب قد يسبب ذرية بها تلك الأمراض أكثر من زواج الأباعد فكلما كانت نسبة انتشار العامل الوراثي المرضى المتنحي قليلة في المجتمع كلما كان زواج الأقارب يسبب نسبة أعلى في تلك الأمراض الوراثية المحدودة والمعينة من زواج الأباعد .
    • إن ظهور الأمراض الوراثية المتسببة من جينات متنحية في زواج الأقارب ليست بالكثرة التي يظنها البعض فقد أظهرت الدراسات التي أجريت بالكويت أن ظهور تلك الأمراض الوراثية ذات الجينات المتنحية كان أقل متوقعا وفي القبائل العربية التي يتحتم فيها أن يتزوج الرجل من ابنة عمه لم تظهر في تلك القبائل نسبة غير عادية من المعوقين أو المرضي .

    • كثير من الأمراض الوراثية تنتقل بعامل وراثي سائد واحد من الأب أو الأم فهي تحدث في زواج الأقارب والأباعد على سواء ومن أمثلة هذه الأمراض .

    نقص التعظيم الغضروفي
    مرض الحويصلات المتعددة بالكلية
    مرض زيادة الحديد بالدم
    مرض عدم اكتمال التكون العظمي
    التليف ذو الحدبات
    تناذر ديوبين جونسون
    مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين
    مرض جيلبرت
    أمراض الدم الوراثية
    كوريا هند نجكتون أوداء الرقص
    تناذر مارفان
    مرض التوتر العضلي الخلقي
    داء الأورام العصبية اليفية
    مرض تعدد الأورام البوليبية بالقولون
    داء الغرفيرين الحاد المتقطع

    • وهناك أمراض وراثية ليس لها علاقة بزواج الأقارب مثلا الأمراض الناتجة من اختلاف عامل روسوس بين الزوجين والطفل المغولي ومرض تيرنر ومرض كلا ينفلتر وأمراض أخرى .

    • وهناك أمراض وراثية مثل مرض النزف الدموي ( الهيموفيليا ) ومرض عمى الألوان هي أمراض وراثية تحدث في الذرية ومرتبطة بالجنس بمعنى أن الأم سواء كانت قريبة للزوج أو غير قريبة -لا فرق تحمل المرض ولكنها لا تعاني منه وتنقله الى اولادها الذكور فيظهر عليهم المرض أما بناته فيحملن المرض ولا يظهر عليهن وهذه الامراض ايضا ممكن الوقاية منها بالتخير الوراثي ونعنى به الاستشارة الوراثية قبل الزواج وتوجد مجموعة من الامراض التي تظهر نتيجة تجمع مجموعة من العوامل الوراثية ويطلق على هذه المجموعة اسم الامراض المتعددة الأسباب مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وتصلب الشرايين .. الخ .

    • وترتفع نسبة ظهور هذه الامراض فى الذرية الناتجة من زواج الأقارب المرضى بهذه الامراض على نسبتها في زواج الاباعد غير المرضى بها فاذا كان بالأسرة مرض وراثي ما ناتج من جينات متنحية فلا يفضل زواج الأقارب على زواج الأباعد في هذه الحالات أكثر أمنا .
    وقد أمرنا رسول الله r بالتخير بأي طريقة متاحة كما قال r ” تخيروا لنطفكم ” ومعلوم أن أن أحاديث الرسول r رسالة لبني البشر في كل زمان ومكان فقوله r لنا الآن ” تخيروا لنطفكم ” نفهم منه التخير في الشكل وفي الدين وفي الحسب والاستشارة الوراثية أيضا قول رسول الله r تخيروا لنطفكم إشارة نفهم منها أن الاستشارة الوراثية في عصرنا الحاضر واجبة شرعا فكما أن الاستشارة الوراثية تقي الذرية من الأمراض الوراثية التي تنتقل في زواج الأقارب فهي تقي الذرية من الأمراض الوراثية التى تنتقل فى زواج الأباعد أيضا .
    وهكذا ففي وجود الاستشارة الوراثية لا نخشى على الذرية سواء في زواج الأقارب أو زواج الأباعد .
    • لا يجوز أن ننسى أن زواج الأقارب له جوانب إيجابية :

    أ – اذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الجمال والذكاء والقوة .. أو طول العمر وغيرها ، حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد شريطة ألا يستمر الزواج بين الأقارب جيلا حتى لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة وهو ماثبت وراثيا أنه مضر .
    وهكذا تتساوى الاحتمالات فى زواج الأقارب والأباعد في هذه الحالات وسواء كان هذا أو ذاك فالرسول r أمرنا بالتخير إذ قال ” تخيروا لنطفكم ” والتخير في عصرنا الحاضر أساسه الاستشارة الوراثية
    بالإضافة إلى التخير في الصفات والأمور الأخرى لقد ساق الكثير من العلماء نسبوها إلى النبي محمد r تحذر من زواج الأقارب وتشجع على زواج الأباعد .
    ومن هذه الأحاديث القول ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) ولم ونجد هذا الحديث في كل كتب الحديث ولا في كتب الغريب ولا في الأحاديث الغريبة والتي تجري مجرى الأمثال ولا في كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة علي الألسنة لللسخاوى المتوفى سنة 905 هـ ولا في كتاب كشف الخفاء للعجلوني .
    ونستطيع أن نقول إن الحديث ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) لم نجده موصول السند أو مرويا عن النبي r وكذلك الحديث ( اغتربوا لا تضووا ) لم نجده ايضا في كتب الحديث جميعها وقد يكون من كلام عمرو بن الخطاب رضي الله عنه أو لأحد الصحابة ) مما يكون قد تعلموه من رسول الله r .
    فمن الممكن الاحتفاظ بالجينات الصحية الممتازة بين أفراد العائلة لجيل أو اثنين أم اذا استمر زواج الأقارب لا جيال متعاقبة فإنه لا يمكن تجنب الامراض التي قد تحدث نتيجة العوامل المتعددة كم لا يمكن تجنب تواجد الجينات المتنحية المميتة مما يؤدى الى وفاة بعض الأبناء .

    ب – الجانب الإيجابي الأخر فى زواج الأقارب هو عدم التضحية بجيل من أجل جيل آخر ولشرح هذه النقطة نفترض أن في مجتمع ما صار الزواج بين أقرباء فقط فى هذه الحالة نجد أن نسبة تواجد الجينات المرضية في هذا المجتمع ستزداد في ذرية هذا الجيل نتيجة عدم التخلص من هذه الجينات المرضية اذ أن التقاءها ف حالة مزدوجة أم نادر الحدوث والنتيجة أنه بمرور الأجيال سترتفع نسبة تواجد هذه الجينات المرضية في المجتمع وهذا يودي إلى زيادة مطرودة في ظهور الامراض الوراثية المحكومة بهذه الجينات في الأجيال القادمة مثل مرض تليف البنكرياس نخرج من هذا بنتيجة هامة وهي أن زواج الأقارب قد يضحي بالجيل الحاضر من أجل الأجيال القادمة ,ان زواج الأباعد قد يضحى بالأجيال القادمة من أجل الجيل الحاضر وهكذا نجد في النهاية حتى فى الامراض المحكومة بجينات متنحية لا تفضيل لزواج الأقارب على زواج الأباعد ولا لزواج الأباعد على زواج الأقارب .
    أما الأحاديث النبوية التي وجدناها في كتب الحديث في موضوع الزواج فلم نجد فيها أي حديث نبوي شريف يحذر من زواج الأقارب ولكن الحديث أمر بالاحتياط وذلك باختيار الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج وهذا يتحقق في عصرنا الحاضر بفحص المرشحين للزواج في عيادات الاستشارات الوراثية ضمانا لحسن الاختيار .
    وهذا يوافق ما جاء في الحديث النبوى الذى رواه البخاري وصححه الحاكم في المستدرك ورواه البيهقي عن السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعا : ( تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء و أنكحوا إليهم ) .
    نلاحظ ن الحديث النبوى لم يذكر لا زواج الاقارب أو الاباعد ولكن على الرجل أو المرأة أن تتخير شريك حياتها في الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج .
    وروى الترمذى عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال النبي r إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ” .
    وفضلا عن كل ذلك فهناك دليل أقوى فلو كان زواج الأقارب غير مرغوب فيه ما تزوج النبي r من ابنة عمته أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش بن رئاب وهي من بنى أسد خديمة المضري وأمها عمة الرسول r أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فهي عمة شقيقة للرسول r كما جاء فى كتاب ” الإصابة في تميز الصحابة ” لابن جحر العسقلاني وأهم من كل هذه الأدلة على أن زواج الأقارب كقانون عام لا شئ عليه هو ماجاء فى القرآن الكريم في قوله تعالى } يأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللائى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك { الاحزاب / 50 ) .
    ولوكان في زواج الأقارب ضرر أكيد ما أحله الله تعالى لرسول وأشار اليه صراحة في الزواج من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته .
    وقد ذكرنا من قبل أن الاحتمال العلمي لنقل القلة من الأمراض الرواثية الناتجة من جينات متنحية عن طريق زواج الأقارب يقع في حالة واحدة ، وهى أن يكون أفراد المجتمع أنقياء وراثيا وأفراد الأسرة غير أنقياء وراثيا .
    وحتى فى مثل هذه الحالات فإن التخير الوراثي لدى عيادات الاستشارات الوراثية يمنع أي ضرر وراثي محتمل في زواج الأقارب كما قال رسول الله r ” تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم ” .
    هذا ما أردنا أن نقوله فى موضوع زواج الأقارب ونرجو أن نكون قد ساهمنا في تصحيح مفهوم علمي غير صحيح في هذا الموضوع وفي موضوع الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الموضوع أيضا .

    فاجأ الدكتور هيلموت نفسه، العالم يوم 20/1/99 بإعلانه شخصيًّا عن البدء الفوري بمشروع استنساخ العلقات الإنسانية – صحيفة الموندو الأسبانية 21/1/99 – وهو الذي كان قد ملأ الدنيا صراخاً – كما يقال – معارضاً أي نوع من أنواع “الاستنساخ البشري”، فإذا به يعلن تعاقده مع الشركات الأمريكية لاستنساخ علقات إنسانية – قناة B.B.C البريطانية مساء العشرين من يناير 1999.

    وقال: إن التجارب ستجرى على تلك العلقات الإنسانية، المتبقية في المخابر، بعد إجراء تجارب معالجة العقم، واللقاح الاصطناعي، وإنها سوف تقتل فور بلوغها مرحلة الجسم التوتي، إذ إن المقصد هو انقساماتها الرئيسية حين يبلغ عدد خلايا العلقة 140، وذلك لأخذ هذه الخلايا الأم التي يمكن أن تستخدم فيما أسماه زراعة الخلايا الإنسانية الجنينية التي تشكل مصدراً لجميع أنواع الأنسجة في الجسم الإنساني، وهذا يعني – كما يقول الدكتور هيلموت – تبعاً لا حدود له في مجال الزراعة في الجسم الإنساني

    إذن فقد أصبحت الإنسانية بين عشية وضحاها أمام تحدٍّ أقل ما يقال فيه: إنه مرعب وعلى الرغم من أن الدكتور محمد الهواري أحد كبار العلماء المسلمين المشتغلين والمتصدين لقضية الهندسة الوراثية ومجالات استخداماتها الحديثة، على الرغم من نصحه بعدم إغلاق الباب في وجه هذه البحوث، التي لا نعلم إلى أين سوف يصل بها درب العلم، وعدم تخلفنا عن هذا الركب الخطير علميًّا وإنسانيًّا، وعلى الرغم من توافق رأيه – حرفيًّا – مع رأي مجموعة هامة من أعضاء المجلس الأعلى للبحوث العلمية في أسبانية، الذين أعربوا عن مخاوفهم من تخلف أسبانية عن ركب سيمر رغم أنف الجميع، وسيكون المتخلفون عنه كالمتخلفين عن ركب العلوم الذرية، وأبحاث الطاقة النووية، خاصة أن أسبانيا واحدة من الدول التي وقعت على ميثاق تحريم استخدام الإنسان في هذه الأبحاث جملة وتفصيلاً -على الرغ

    #490448

    100-100

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 37)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد