الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان رسائل الى اختي المسلمة

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #322183
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة الثانية:الأوصاف الحميدة للمرأة المسلمة الرشيدة …. تأليف: عبدالله بن جار الله آل جار الله رحمه الله

    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد! عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن دعى بدعوته إلى يوم الدين .

    أما بعد : فإنه ينبغي للمرأة الخائفة من عذاب الله تعالى الراجية لمغفرته وجنته أن تجتهد في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعة زوجها وتطلب رضاه جهدها فهو جنتها ونارها لقوله صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه والحاكم وصححه .

    وأعظم ما تكون من الله ما كانت في بيتها ، وما التمست المرأة رضى الله بمثل أن تقعد في بيتها وتعبد ربها وتطيع زوجها ، وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها لأنها عورة وفتنة ؟ فإن اضطرت للخروج لزيارة والديها وأقاربها ونحو ذلك مما لابد لها منه فلتخرج بإذن زوجها غير متبرجة ولا متعطرة ، وتغض طرفها عن الرجال وتحتجب منهم .

    ولأهمية هذا الموضوع جمعت في هذه الرسالة أوصاف المرأة المحمودة لتتصف بها وتفوز بها فلا تتشبه بالرجال ولا بالكفار ، واسأل الله تعالى أن يوفقنا وسائر إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا وإياهم هداة مهتدين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

    الزوجة الصالحة
    مدح الله سبحانه الصالحات من النساء اللاتي رضين بالمنزلة التي وضعهن الله فيها بقوله سبحانه : ((  فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله  ))  النساء: 34

    قال ابن كثير رحمه الله :  فالصالحات * أي من النساء  (قانتات )  قال ابن عباس وغير واحد : يعني المطيعات لأزواجهن  (حافظات للغيب  ).

    قال السدي وغيره : أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله  

    وقال عطاء وقتادة : يحفظن ما غاب عنه الأزواج من الأموال وما يجب عليهن من صيانة أنفسهن لهم  

    قلت : ويزيد الآية بيانا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها – يعنى زوجها – دخلت من أي أبواب الجنة شاءت  . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم  أي النساء خير؟.

    قال : التي تسره إذا نضر ، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله   .

    هذه هي صفات النساء المؤمنات الممدوحات مع أ زواجهن :

    1 – صالحات ، بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج .

    2- مطيعات لأزواجهن فيما لا يسخط الله .

    3- محافظات على أنفسهن في غيبة أزواجهن .

    4 – محافظات على ما خلفه الأزواج من الأموال .

    5 – لا يرين أزواجهن إلا ما يسرهم ، من طلاقة الوجه ، وحسن المظهر ، وتسلية الزوج .

    إذا كانت إحداهن كذلك ، فلتبشر إذن بالفوز بمغفرة الله سبحانه وجنته ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  ( نساؤكم من أهل الجنة الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول : لا أذوق غمضا حتى ترضى ) الودود : أي المتحببة إلى زوجها ، والولود : أي الكثيرة الولادة ، والعؤود : أي التي تعود على زوجها بالنفع ، ومعنى قوله :(( لا أذوق غمضا)) أي تقول لزوجها : لا أذوق نوما حتى ترضى ، قال المناوي : فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن فهي خليقة بكونها من أهل الجنة، وقلما نرى فيهن من هذه صفاتها (فيض القدير: 3/ 106)اهـ فلتحرص صاحبة الدين أن تكون بهذه الصفة لتنال الجنة .

      

      

      

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه .

    وبعد :

    2 – رسالة إلى الأخت المسلمة
    أختي المسلمة أبعث إليك هذه الرسالة بمناسبة قدوم هذا الشهر الكريم (( شهر رمضهان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) مع دعواتي لك ولجميع المسلمين والمسلمات بدوام التوفيق لما يحبه الله ويرضاه .

    إن الباعث – يا أختاه – على كتابة هذه السطور التالية ، إنما هو بقصد التناصح والتواصي بالحق ، فنحن معشر أهل الإسلام مطالبون – شرعا – بأن ينصح ويوصي بعضنا بعضا ، وكل ذلك من باب محبة أهل الإيمان والإحسان إليهم والشفقة عليهم من كل ما يسؤهم ، خاصة في هذا الزمان الذي قل فيه التناصح وظهرت المداهنات ، ومن ثم فلا بد من التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر ، حتى نكون من المؤمنين الفائزين الذين قال الله عنهم : ((  والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *)) .

    أختي المسلمة : أرجو أن تتأملي تلك التوجيهات التي سأذكرها لك ، وتنظري بعين الحق والإنصاف ، هل أنت قد حققت تلك التوجيهات أم لا ؟ فإن كانت الأولى – وهذا ما نرجوه – فالحمد لله ونسأل الله عز وجل المزيد والثبات ، وإن كانت الأخرى فعليك بالجد والاجتهاد لتحقيقها مع الاستغفار عن التقصير .

    أما أهم التوجيهات وأولاها ، فهو : التسليم وا لانقياد لنصوص الكتاب والسنة ؟ فيجب علينا -يا أختاه -أن نسلم وننقاد لما جاء عن الله تعالى في كتابه ، وما جاء في سنة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيتعين علينا تصديق النصوص الشرعية والانقياد والخضوع لها ، ولو خالفت آراؤنا أو وجهات نظر الآخرين ، فيجب أن نتحاكم إليها ، وأن نقدمها على غيرها

    مهما كانت الأحوال ، يقول الله تعالى : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))  النساء : 56 ، .

    وقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) النساء: 59).

    ولقد كان من هدي  صحابة  رسول الله صلى الله عليه وسلم الإجلال والتعظيم للنصوص الشرعية ، وتلقيها بالقبول والتسليم دون تردد أو حرج ؟ فها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما قيل لها : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت بكل تسليم ويقين : كان يصيبنا ذلك ، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة رواه البخاري .

    أرئيت – يا أختاه -إلى هذا الفقه العميق ، والتسليم التام من الصديقة ، بنت الصديق رضي الله عنهما نحو الأحكام الشرعية ، ما أحوجنا إلى هذا التسليم والانقياد لنصوص الوحيين : القرآن والسنة ، وما أحوجنا إلى أن تنشرح صدورنا لحكم الله تعالى ، فنتلقى أحكام الشريعة بكل خضوع وقبول ، دون تباطؤ أو تردد ، ولنجعل من هذا الشهر الكريم شهر الصيام والقيام مدرسة نروض فيها أنفسنا على ا لانقياد للشرائع والقبول لها .

    وأما ثانيا : فعلينا جميعا- يا أختاه -أن نبادر إلى فعل الطاعات ، وأن نسارع إلى الباقيات الصالحات ، عسى الله أن يجعلنا من المقبولين ، وأذكر لك – يا أختاه – جملة من الطاعات التي تفعل في هذا الشهر الكريم :

    1 – الصوم : قال صلى : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، يقول الله عز رجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة غد فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، أخرجه البخاري ومسلم ، وقال : (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري ومسلم . .

    2 – القيام : قال صلى الله عليه وسلم : من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه ، أخرجه البخاري ومسلم .

    3 – ا لصدقة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم  : أفضل الصدقة صدقة في رمضان ، أخرجه الترمذي .

    4 – تلاوة القرآن : شهر رمضان هو شهر القرآن ، فعلينا أن نكثر من تلاوة القرآن في شهر الصيام ، كما كان حال سلفنا الصالح ، وقد كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ، فالله الله في الإكثار من تلاوة القرآن ، مع حضور القلب ، وتدبر الآيات .

    5 –  الاعتكاف : كان النبي صلى الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما . أخرجه البخاري – وإن الاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيرا من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء و غيرها .

    6 – العمرة : قال صلى الله عليه وسلم : (( عمرة رمضان تعدل حجة)) أخرجه البخاري ومسلم ، وفي رواية  (( حجة معي )).

    وأما الأمر الثالث – يا أختاه – الذي أحب أن أوصي به ، هو التفقه في دين الله تعالى ، والتبصر بأحكام الشريعة ، ولعلك تلاحظين مدى جهل كثير من المسلمات بدينهن ؟ فالواجب علينا جميعا أن نتفقه في ديننا ، فنقرأ القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ونسأل أهل العلم عما قد يشكل علينا . قال تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وربما يحصل عند بعض النساء اضطراب في العادة الشهرية ، فتتردد وتحرج من السؤال عن الصلاة والصيام وهي كذلك ، فتعبد الله على جهل . وكان الواجب عليها السؤال عن أمور دينها بلا حياء ولا حرج ، ولتقتدي في ذلك بأفضل النسوة- وهن نساء الصحابة -حيث قالت عائشة عنهن : (( نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين ، ولا مانع من أن تكتب المرأة السؤال مفصلا وتعرضه على أهل العلم عن طريق أخيها أو زوجها أو والدها – أو عن طريق الهاتف – وهنا أقول : إن حضور المرأة للمساجد لأداء صلاة التراويح فرصة عظيمة لكي تسأل أهل العلم ، وتذكر ما قد يقع فيه أخواتها النساء من الأخطاء كي ينبهن عليه .

    وأنتقل إلى الأمر الرابع ، فأقول – يا أختاه – إن عليك واجبا كبيرا تجاه بيتك ، ومن ثم لابد أن نسعى كلنا وبكل عزيمة على إصلاح بيوتنا ، ونشر الخير فيها بمختلف أنواعه ، واستئصال الشر من جذوره ، وفي الحديث : (( كلكم راع ومسؤول عن رعيته )) . ويؤلمنا أن نرى بعض الصالحين لا يهتم بإصلاح بيته ولا باستقامة أهله وأولاده ، فعلينا واجب تجاه هؤلاء المفرطين بحثهم وتوجيههم -كما أن عليك أختي المسلمة تنبيه أخواتك المسلمات على ما يقعن فيه من فعل محرم أو ترك لواجب ، ولا أنسى أن أقول لك والحزن يعصر قلبي إن أعداء الإسلام من يهود ونصارى وعلمانيين وأذنابهم يسعون بكل ما يملكون من أموال وقدرات ويبذلون أوقاتهم ونفوسهم في سبيل إفسادك وصدك عن دينك ، وسحق خلقك وعفافك ، ونزع حجابك ؟ فالحذر الحذر من تلك الخطط والمخططات التي ظاهرها ا لإصلاح والرحمة ، وباطنها ا لإفساد والإجرام ، ومن ثم لابد من الوعي والإدارك للواقع ، لذي  تعيشين فيه ، حتى يمكنك مواجهة تلك الدعوات المغرضة والتيارات الهدامة ؟ وإياك والغفلة والسذاجة ، وكوني مثالا للمرأة المسلمة الواعية لواقعها ، والمدركة لواجبها نحو بنات مجتمعها .

    وهنا أمر خطير أنبه أخواتي عليه ألا وهو استغلال الوقت ، وخصوصا في هذا الشهر المبارك ، الذي تعتبر أوقاته أغلى وأنفس من غيرها ، وإياك أيتها الأخت من إضاعة نهاره أو ليله بما لا ينفع من كلام لا طائل تحته ، أو أحاديث فارغة ؟ كما أحذرك من كثرة النوم التي تقتل أوقاتك ، وكذلك إحذري من العكوف على المحرمات من الأفلام والمسلسلات والأغاني .

    وفي ختام هذه الرسالة أهمس في أذنك -يا أختي -إذا كنت حريصة على أداء صلاة التراويح في المسجد فعليك بمراعاة الأحكام الشرعية عند ذهابك ؟ فعليك أولا باجتناب لباس الزينة ، وعليك بالاحتجاب بالحجاب الشرعي الكامل بحيث لا يظهر أي شيء من بدنك ، وأن تجتنبي العطورات  و الأطياب -حتى البخور-لأن بعض النساء ربما جاءت ببخور لتطيب النساء ، فهذا محرم . وعليك حفظك الله أن تغضي بصرك ، ولا تكوني ممن تجيء لتؤدي سنة فترتكب محرما ، كمن تجيء لأداء صلاة التراويح  وتأتي متطيبة متزينة، أو تجيء مع قائد السيارة لوحدها – فاحذري من ذلك يا أمة الله -كما أن عليك الحذر من رفع صوتك في المسجد لئلا تفتني الرجال ، ولا تؤذي المصلين بأطفالك ، وإياك ومزاحمة الرجال عند الأبواب ، وعليك بمراقبة الله في صلاتك وجميع عباداتك .

    وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لاغتنام الأوقات وفعل الخيرات وترك المنكرات وتقبل منا جميع أعمالنا الصالحات . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    3 – بعض آداب خروج المرأة من البيت
    الحمد لله ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .

    وبعد :

    الأصل للمرأة أن تجلس في البيت قال الله تعالى : ((  وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) ( الأحزاب : 33 ) ، وقال الله تعالى :((  وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن  )) ( الأحزاب : 53)  .

    في هذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن ؟ وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها ، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة ، و قد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة بشروط ، منها :

    1-   الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( أذن لكن في الخروج لحاجتكن ) رواه البخاري ومسلم .

    2-     الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم ، ولقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها) روى هذا الحديث عن أنس بإسناد ضعيف .

    3-     أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها ، وأن تسبل خمارها على رأسها فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجهها لأن الوجه مجمع المحاسن ، وأن لا يكون حجابها خفيفا ولا ضيقا ولا قصيرا ؟ بل يكون سميكا وأن يكون خاليا من ا لألوان المغرية والزينة الظاهرة ، ولا متعطرة ولا تلبس ملابس الرجال ولا غيرها مما هو خاص بهم ، وقد ورد في الأحاديث الصحيحة اللعن للمتشبهين من الرجال ، بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال قال تعالى : ((  يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن )) (الأحزاب : 59 ).

    4-    وأن تغض نظرها في سيرها فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة ، وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلام ، فلا تلين بصوتها ولا تخضع به لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض ، قال الله تعالى : (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ))  ( الأحزاب : 32 ) . وقوله تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) النور : 31.

    5-    ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر منها ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( أيما امرأة استعطرت فمرت  على  قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية) . رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهم ، والحاكم وقال صحيح الإسناد.

    6-   تمشي متواضعة في أدب وحياء ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت الفتنة، قال الله تعالى : (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن  )) الأحزاب : 32 .  

    7-   لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة .  

    8-   وإذا دخلت على صديقة لها تزورها فلا تضع ثمنة ثيابها ، فقد يكون في البيت رجل يتلصص أو يكون في المجلس امرأة سوء فتصفها لمن يرغب فيها ، ولا ريب أنه يحرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية لزوجها ، فقد يدعو ذلك إلى الإثم ، كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم  أنه قال : لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها) رواه البخاري ومسلم .

    9-   ولا تسافر المرأة سفر يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها) وهو زوجها أو من تحرم عليه . والحديث متفق عليه . وقال رجل يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وأني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، فقال : ( انطلق وحج مع امرأتك) متفق عليه ، وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب الحرام ،  إنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار .

    4 . من صفات المرأة المسلمة
      

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه . . . وبعد:

    أختي المسلمة : سلام الله عليك ورحمته وبركاته . أثنى الله عز وجل على المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات ، وصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله ، ولما ذكر الله عز وجل أوصاف الصالحين ، قال سبحانه : ((  فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض))   (آل عمران : 195 ) .

    وبمناسبة هذا الشهر أزف إليك يا فتاة الإسلام ويا أمة الله التهنئة بهذا الشهر سائلا الله لي ولك المغفرة والتوبة النصوح وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح أطلعت عشر زهرات :

    الأولى : المرأة المسلمة تؤمن بالله عز وجل ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم  نبيا وبالإسلام دينا ، وتظهر أثار الإيمان عليها قولا وعملا واعتقادا ، فهي تحاذر غضب الله وتخشى أليم عقابه ومغبة مخالفة أمره .

    الثانية : المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها فلا يشغلها عن الصلاة شاغل ، ولا يلهيها عن العبادة ملهي ؟ فتظهر عليها أثار الصلاة فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي الحرز العظيم من المعاصي .

    الثالثة : المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب وتتشرف بالتقيد به ، فهي لا تخرج إلا متحجبة لطلب ستر الله وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب وصانها وأراد تزكيتها . قال سبحانه : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ))  ( الأحزاب : 59 ).

    الرابعة : المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها فتلين معه وترحمه وتدعوه إلى الخير ، وتناصحه وتقوم براحته ولا ترفع صوتها عليه ولا تغلظ له في الخطاب .

    وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها)  رواه أحمد والطبراني .

    الخامسة : المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى، ترضعهم العقيدة الصحيحة ، وتغرس في قلوبهم حب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتجنبهم المعاصي ورذائل ا لأخلاق ، قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ( التحريم : 6 ) .

    السادسة : المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي ، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قالى : (ما خلت امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه .

    وهي لا تسافر بلا محرم ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة ، وهي متحجبة محتشمة متسترة .

    السابعة : المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال  فيما اختصوا به ، وقد قال صلى الله عليه وسلم  : (  لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) . حديث صحيح . ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات . وقد قال عليه الصلاة والسلام : من تشبه بقوم فهو منهم ) حديث صحيح رواه أحمد في المسند وأبو داود في السنن وغيرهما .

    الثامنة : المرأة المسلمة داعية إلى الله عز وجل في صفوف النساء بالكلمة الطيبة ، بزيارة جاراتها ، بالاتصال بأخواتها بالهاتف ، بالكتيب ا لإسلامي ، بالشريط ا لإسلامي ، وهي تعمل بما تقول وتحرص أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى. صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) رواه البخاري ومسلم .

    التاسعة : المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات ، وعينها من الحرام وأذنها من الغناء والخنا والفجور وجوارحها جميعا من المخالفات ، وتعلم أن هذا هو التقوى . وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( استحيوا من الله حق الحياء ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى، ومن تذكر الموت والبلى ترك زينة الحياة الدنيا) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه .

    العاشرة : المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع ، وأيامها ولياليها من التمزق ، فلا تكون مغتابة نمامة سبابة ساهية ، قال سبحانه : ((  وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الجياة الدنيا )) ( الأنعام : 70 ) .

    وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون : (( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ))  (الأنعام : 31 ) . اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه ، واعمر قلبها بالإيمان . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

      

    5- خصائص المرأة
      

    المرأة تخالف الرجل في أحكام ، منها :

    1-   أنها تمنع من حلق شعر رأسها لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، رواه النسائي .

    2-    أنها تزيد في أسباب البلوغ بالحيض والحمل .  

    3-   أنه يكره أذانها و وإقامتها لأنها منهية عن رفع صوتها لأنه يؤدي إلى الفتنة .  

    4-   أن بدنها كله عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة إذ لم يرها أجنبي .  

    5-   أن صوتها عورة ؟ ولذا قال صلى الله عليه وسلم  : ( التسبيح  للرجال والتصفيق للنساء)متفق عليه .  

    6-   أنها لا ترفع يديها حذاء أذنيها في الصلاة إذا أدى إلى انكشاف ذراعيها .  

    7-   أنها لا تجهر بقراءتها في الصلاة الجهرية .

    8-   أنها إذا نابها شيء في صلاتها صفقت ولا تسبح .  

    9-   أنها لا تصلح إماما للرجال ، ولا يصح ذلك لأن شرط صحة ا لإمامة للرجال الذكورة

    10-   أنه يجوز حضورها جماعة الصلاة في المسجد وصلاتها في بيتها أفضل .  

    11-   أنه لا جمعة عليها .

    12-   أنها لا تسافر إلا مع زوج أو محرم ، ولا يجب الحج عليها إلا بأحدهما ولا تلبي جهرا ولا تنزع المخيط ولا ترمل بين الميلين الأخضرين ولا تحلق رأسها وإنما تقصره ، والتباعد في طوافها عن البيت أفضل .  

    13-   أنها لا تخطب مطلقا لا في جمعة ولا في غيرها إلا لجماعة النساء خاصة .  

    14-   أنها تلبس في إحرامها الخفين .

    15-   أنها تترك طواف الوداع لعذر الحيض وتؤخر طواف الإفاضة حتى تطهر .

    16-   أنها تكفن في خمسة أثواب إزار وخمار ورداء ولفافتين استحبابا .

    17-   أنه لا يشرع لها اتباع الجنائز، بل هي منهية عن ذلك-

    18-   أنها لا تقبل شهادتها في الحدود والقصاص .

    19-   أنه يباح لها خضاب يديها ورجليها بخلاف الرجل إلا لضرورة .

    20-   أنها على النصف من الرجال في الإرث ، والشهادة ، والدية ، والعقيقة ، والعتق .

    21-   أنها تقدم على الرجال في الحضانة .

    22-   أنها تقدم على الرجال في النفر من مزدلفة إلى منى ، وفى ا لانصراف من الصلاة .  

    23-    أنها تؤخر في جماعة الرجال في الصلاة فخير صفوف النساء أخرها .

    24-   أنها تؤخر في اجتماع الجنائز عند الإمام فتجعل عند القبلة والرجل عند الإمام .

    25-   أنها لا تدخل مع العاقلة، فلا شيء عليها من الدية، بخلاف الرجل .

    26-   أنها تحرم الخلوة بالأجنبية ويكره الكلام معها

    27-   من خصائص المرأة جواز حلق لحيتها إذا نبتت بخلاف الرجل . والله سبحانه وتعالى أعلم .

    6 – الأم مدرسة
    الأم مدرسة إذا أعــددتها            أعددت شعبا طيب الأعراق

    الأم روض إن تعهده الحـياء           بالـري أورق أيما إيــراق

    الأم أستاذ الأســاتذة الألى          شغلت مآثرهم مدى الآفـاق

    ((خير النساء ))

    وخير النساء من سرت الزوج منظرا               ومن حفظته في مغيب ومشـهد

    قصـيرة ألفـاظ قصـيرة بيتــها              قصيرة طرف العين عن كل أبعد

    عليك بـذات الـدين تظفـر بالمنى              الودود الولود الأصل ذات التعبد

      

    المرأة الصالحة
    ليس الفتـاة بمالها و جمـالها              كـلا ولا بمفاخـر الآبـاء

    لكنها بعفافهـا و بطهرهـا               و صلاحها للـزوج والأبناء

    وقيامها بشـؤون منزلها وأن              ترعاك في السـراء والضراء

    يا ليت شعري أين  توجد هذه            الفتيات تحت القبة الخضـراء

    أوصاف المرأة المحمودة
    صفات من يستحب الشرع خطبتها              جلوتها لأولي الأبصـار مختصـرا

    حسـيبة ذات ديـن زانـها أدب               ولو تكون حوت في حسنها القمرا

    غريبـة لم تكـن من أهل خاطبهـا              هذي الصفات التي اجلوا لمن نظرا

    بـها أحـاديث جـاءت ثابتـة                 أحاط علمـا بها من في العلوم قرا

    7 – قاعدة أحكام النساء

    على النصف من أحكاها الرجال في مواضع

    1-  الميراث ، قال تعالى: (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )) (النساء : 11 ).

    2- الدية ، فدية المرأة الحرة المسلمة نصف دية الرجل الحر المسلم ، قال ابن المنذر وابن عبدالبر : أجمع أهل العلم على أن دية المرأة نصف دية الرجل .

    3- العقيقة ، وهي الذبيحة عن المولود عن الغلام شاتان وعن البنت شاة ، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم : (أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة) رواه الترمذي وصححه والمراد التكافؤ في السن مما يجزيء في ا لأضحية

    4-  الشهادة ؟ قال الله تعالى :((  واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجالين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ) (البقرة : 282 ) .

    5- العتق ، وهو تحرير الرقبة المملوكة وتخليصها من الرق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أيما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار) متفق عليه ، وللترمذي وصححه عن أبي  أمامة رضي الله عنه : ( وأيما امرئ مسلم اعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار ) فيعدل عتق امرأتين بعتق رجل في الفكاك من النار، كما دل عليه الحديث .

    6- عطية الأولاد في الحياة ، فإن المشروع أن يكون على سبيل الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين .

    7- الصلاة ، فإن المرأة تسقط عنها الصلاة أيام الحيض وأكثر مدة الحيض عند بعض العلماء خمسة عشر يوما وهي نصف الشهر، والصحيح أنه لا حد لأقل الحيض ولا أكثره ، كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وجمع من العلماء.

    والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .

      

    8 – من مخالفات النساء

    1- ترك الصلاة من أحد الزوجين .  

    2- سفر المرأة بدون محرم .

    3- مصافحة غير المحرم .

    4- التحرج من الإحرام إذا كان عليها شيء من الذهب .

    5- تأخير العدة والإحداد بدون عذر .

    6- لباس الصغيرة الثياب القصيرة .

    7- التحرج من الصلاة بالقفازين .

    8- لبس الملابس الضيقة .

    9- جمع الشعر فوق الرأس .

    10-     عدم جواز عقد النكاح في وقت العادة ، أي اعتقاد ذلك .

    11-     لبس السواد وقت الإحداد .

    12-     الإحداد سنة كاملة .

    13-     عدم جواز ذبح المرأة للأضحية ، أي اعتقاد ذلك .

    14-     الدعاء على الأولاد بالمرض والموت .

    15-     عدم جواز وضع الحناء في وقت العادة ، أي اعتقاد ذلك .

    16-      صوم المرأة تطوعا بدون إذن زوجها .

    17-     حكم الوضوء إذا كان على الأظافر طلاء (المناكير) غير جائز إذا كان يمنع وصول الماء إلى البشرة .

    18-     تأخيرالغسل من الحيض .

    19-     تأخير الصلاة المفروضة حتى يصلي الرجال .

    20-     تغطية شعر الرأس أثناء الاغتسال .

    21-     ترك صلاة الوقت الذي طهرت فيه .

    22-     تفويت الصلاة التي جاءها الحيض بعد دخول وقتها .

    23-     تأخير الغسل حتى تطلع الشمس .

    24-     الحرج من القراءة في الصلاة بصوت جهوري إذا لم يسمعها أجنبي .

    25-     الخروج لصلاة التراويح بدون إذن الزوج .

    26-     منع البنت الصغيرة من الصيام .

    27-     الحرج من وضع الحناء أثناء الصوم .

    28-     الحرج من تذوق الطعام أثناء الصوم .

    29-     عدم إتمام النساء لصلاة الفرض .

    30-     طهر النفساء قبل تمام الأربعين وامتناعها عن الصلاة والصوم .

    31-      من طهرت قبل الفجر ولم تغتسل فهل لها الصوم ؟ والجواب نعم ، وعليها الغسل بعده .

    32-     صيام من استمر معها الدم بعد أيام عادتها. 33

    33-      تطيب النساء لصلاة التراويح .

    34-     بعضهن يعتقدن أن للإحرام ثوبا خاصا .

    35-     عدم الإحرام من الميقات إذا كانت حائضا .

    36-     مزاحمة بعض النساء عند الحجر الأسود .

    37-     ما يلزم المحدة على زوجها من الأحكام من لزوم البيت وتجنب الملابس الجميلة والطيب والحلي والكحل .

    38-     بعضهن تجتنب الثوب الذي جاءتها العادة وهو عليها .

    39-     تحرج بعض النساء من الصلاة على الجنازة  .

    40-     ومن المخالفات التبرج والسفور والخروج من البيت بغير إذن الزوج. وصلى الله وسلم على نبينا محمد . .

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322184
    طـــلال
    مشارك

    حاملة القرآن   كتبها: محمد بن صالح المنجد

    الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، يسّر بفضله ومنته حفظ كتابه لمعشر الأخوات والنساء الطيّبات، فرأينا فيهنّ تحقيق موعود الله بتيسير القرآن للحفظ والذّكر، كما قال عزّ وجلّ : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [ القمر :40 ] .

    أما بعد :

    فيا حافظة القر آن هنيئاً لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض:

    فكنتِ ممن حقق الله بهم موعوده في قوله: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [ الحجر : 9 ] .

    يا حافظة القر آن لا تستقلّي ما فعلتِ فإنّ ما بين جناحيك هو العلم :

    قال الله تعالى : ( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [ العنكبوت : 49 ] .

    ففي صدرك كتاب لا يغسله الماء، وقد جاء في الكتب المقدسة في صفة هذه الأمة : أناجيلهم في صدورهم .

    ——————————————————————————–

    يا حاملة القر آن أنت المحسودة بحقٍّ، المغبوطة بين الخلق :

    حسدكِ هو الحسد الجائز، قال النبي r : لا تَحَاسُدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ : لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ [ رواه البخاري 6974 ] .

    والحسد الجائز هو الغبطة وهي تمني مثل ما للغير من الخير دون تمني زوال النعمة عنه .

    ——————————————————————————–

    يا حافظة القر آن ويا أترجة الدنيا:

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ   : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ [ رواه البخاري رقم 5007 ومسلم 1328 ] وعنون عليه في صحيح مسلم : باب فضيلة حافظ القرآن .

    قوله : ( طعمُها طيِّبٌ وريحُها طيبٌ ) خصَّ صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة؛ لأنّ الطّعم أثبت وأدوم من الرائحة .

    والحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح أنها يُتداوى بقشرها، ويُستخرج من حبِّها دهنٌ له منافع، وقيل : إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج . فناسب أن يمثّل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين, وغلاف حَبِّه أبيض فيناسب قلب المؤمن, وفيها أيضاً من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها، وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة وجودة هضم ودباغ معدة .

    ——————————————————————————–

    يا حافظة القر آن أتدرين أين رتبتك ؟

    روت أمُّكِ عَائِشَة عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ : مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ [ البخاري 4556 ] .

    والسفرة : الرسل؛ لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله, وقيل : السفرة : الكتبة , والبررة : المطيعون , من البر وهو الطاعة.

    والماهر : الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا تشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه, قال القاضي : يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقاً للملائكة السفرة؛ لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى . قال : ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم .

    والماهر أفضل وأكثر أجراً ; لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة, ولم يذكر هذه المنزلة لغيره, وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه؟! والله أعلم .

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو عَن النَّبِيِّ r قَالَ : يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا [ رواه الترمذي 2838 وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

    قوله : ( يقال ) أي عند دخول الجنة ( لصاحب القرآن ) أي : مَنْ يلازمه بالتلاوة والعمل ( وارتق ) أي : اصعد إلى درجات الجنة، ( ورتل ) أي : اقرأ بالترتيل ولا تستعجل بالقراءة ( كما كنت ترتل في الدنيا ) من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ( فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها )، قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة , فيقال للقارئ أرق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة , ومن قرأ جزءاً منه كان رقيُّه في الدرج على قدر ذلك, فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة .

    ——————————————————————————–

    يا حافظة القر آن هنيئاً لكِ فقد عمَّرت قلبكِ بكلام الله وأقبلتِ على مأدبته :

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود t قَالَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ شَيْئًا أَصْغَرَ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَإِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِي لا سَاكِنَ لَهُ [ رواه الدارمي 3173 ] .

    يا حاملة القر آن مبارك عليكِ ومبارك لكِ إن أخلصت الآن نجوت بحفظكِ من عذاب النيران :

    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلا يَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْمَصَاحِفُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يُعَذِّبَ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ [ رواه الدارمي 3185 ] .

    ——————————————————————————–

    يا حاملة القر آن هنيئاً لكِ بشفاعة كتاب الله فيك وحليّك يوم القيامة إن ثبت أعظم مما تلبسين الآن :

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ   قَالَ : يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ، حَلِّهِ فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ . ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ، ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ . فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً [ رواه الترمذي 2839 وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ].

    ——————————————————————————–

    يا أم حافظة القر آن هنيئاً لكِ بابنتك :

    عن بريدة   قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ r فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ( أي السحرة ) قَالَ : ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ . ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلا. [ رواه الإمام أحمد 21892 وحسنه ابن كثير وهو في السلسلة الصحيحة للألباني 2829 ] .

    ——————————————————————————–

    يا حافظة القر آن إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها :

    عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ قَالَ : تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ الإبلِ فِي عُقُلِهَا [ رواه البخاري 4645 ] .

    قوله : ( تعاهدوا ) أي استذكروا القرآن وواظبوا على تلاوته، واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به ولا تقصروا في معاهدته واستذكروه … من شأن الإبل تطلب التفلت ما أمكنها، فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت، فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهده تفلت بل هو أشد في ذلك . وقال ابن بطال : هذا الحديث يوافق الآيتين : قوله تعالى : ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا( [ المزمل : 5 ] وقوله تعالى : ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ( القمر : 17] فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسّر له، ومن أعرض عنه تفلت منه [ فتح الباري ].

    وعَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَطْلَقَ ذَهَبَتْ [ رواه البخاري 4643 ] .

    ——————————————————————————–

    فيا حافظة القر آن لا تزحزحي نفسك عن هذه الرتبة العالية بعد إذ نلتيها :

    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : اختلف السلف في نسيان القرآن، فمنهم من جعل ذلك من الكبائر، قال الضحاك بن مزاحم : ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول : ) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ( [ الشورى : 30 ] . ونسيان القرآن من أعظم المصائب …

    وجاء عن أبي العالية رحمه الله : كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه . وإسناده جيد . ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن : كانوا يكرهونه ويقولون فيه قولاً شديداً… والإعراض عن التلاوة يتسبب عنه نسيان القرآن، ونسيانه يدل على عدم الاعتناء به والتهاون بأمره … وترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد . وقال إسحاق بن راهويه : يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن . أهـ

    ——————————————————————————–

    يا حافظة القر آن قومي به وأكثري در سه تعيشي به:

    قال الذهبي في السّيَر : قال أبو عبد الله بن بشر : ما رأيت أحسن انتزاعاً لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد، وكان جارنا وكان يُديم صلاة الليل والتلاوة، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه .

    ——————————————————————————–

    يا حافظة القر آن ما دمت حفظتيه في قلبكِ فاحفظي به جوارحك :

    قال القرطبي رحمه الله في تفسيره : يجب على حامل القرآن وطالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلص العمل لله، فإن كان تقدم له شيء مما يكره فليبادر التوبة والإنابة، وليبتدئ الإخلاص في الطلب وعمله، فالذي يلزم حامل القرآن من التحفظ أكثر مما يلزم غيره، كما أن له من الأجر ما ليس لغيره .

    ——————————————————————————–

    يا حاملة القر آن لا يغرنك الحفظ فتتركي العمل :

    فقد وقع في رواية شعبة عن قتادة : المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به مع السّفرة الكرام البررة وهي زيادة مفسرة للمراد، وأن التمثيل وقع بالذي يقرأ القرآن ولا يخالف ما اشتمل عليه من أمر ونهي وليس التلاوة فقط .

    ——————————————————————————–

    يا حاملة القر آن قدِّري مكانة الذي في صدركِ وأعطيه حقّه ومنزلته :

    وكما ارتقيت إلى المنزلة العالية بحفظه فعليك في المُقابل مسئولية وواجباً يوازي ذلك . فإن الحفظ ليس نيشاناً يُعلّق ولا شهادة تُزوّق ولا مكافآت تُفرّق؛ لكنه أمانة يجب القيام بحقّها.

    ينبغي لحامل القرآن أن يكون على أكرم الأحوال وأكرم الشمائل .

    قال الفضيل بن عياض : حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيماً لحق القرآن .

    إنّه ثابت الجنان قائم بالحق ، ولما حارب المسلمون مسيلمة الكذّاب وقُتل حامل رايتهم زيد بن الخطاب t تقدّم لأخذها سالم مولى أبي حذيفة فقال المسلمون : يا سالم، إنا نخاف أن نُؤتى من قبلك – فقال : بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قِبَلي . فقطعت يمينه فأخذ اللواء بيساره، فقطعت يساره فاعتنق اللواء وهو يقول : ) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُوْلٌ ( [ آل عمران : 144 ]. ) وكأين مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّوْنَ كَثِيْر( [ آل عمران : 146 ]. فلما صُرع قيل لأصحابه : ما فعل أبو حذيفة؟ قيل : قُتل .[ الجهاد لابن المبارك ].

    ——————————————————————————–

    يا حاملة القر آن إياكِ والتكبّر على من ليس بحافظ؛ فلر بما أفلح المقلّ المعذور وخسر الحافظ المغرور:

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ : أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ لَهُ : اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَاتِ (الر) فَقَالَ الرَّجُلُ : كَبِرَتْ سِنِّي وَاشْتَدَّ قَلْبِي وَغَلُظَ لِسَانِي، قَالَ: فَاقْرَأْ مِنْ ذَاتِ (حم) فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى، فَقَالَ : اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ الْمُسَبِّحَاتِ . فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ . فَقَالَ الرَّجُلُ : وَلَكِنْ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةً جَامِعَةً، فَأَقْرَأَهُ ) إِذَا زُلْزِلَتْ الأرْضُ( حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ الرَّجُلُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ [ رواه أبو داود 1191 ورجاله ثقات، وعيسى بن هلال الصدفي وثّقه ابن حبّان وقال الحافظ في التقريب : صدوق . وأورد الألباني الحديث في ضعيف سنن أبي داود 300 ] .

    ——————————————————————————–

    يا حاملة القر آن لا تنتظري من الناس ثناءً ولا تقديراً وجاهدي أن لاتتأ ثري بمدحهم وإطرائهم إخلاصاً لله :

    نعم يجب عليهم أن يوقروا حاملة القرآن؛ لأنّ في جوفها كلام الله، وإن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه . قال ابن عبد البَرّ رحمه الله: وحملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله، المعظّمون كلام الله، المُلبسون نور الله، فمن والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد استخف بحق الله تعالى . وقد نقل صاحب كتاب الفواكه الدواني قول أهل العلم : بأنّ غيبة العالم وحامل القرآن أعظم من غيبة غيرهما . أهـ ومع ذلك فإنّ على صاحب القرآن ألا يغترّ بحقّ وحرمة الحفظة فلربما أخرجه عدم الإخلاص من بينهم .

    ——————————————————————————–

    وداع

    فإذا تخرّجت الأخت من دار تحفيظ القرآن ودنا الرحيل وقرُب الفراق من المدْرسة والمدرّسة، فينبغي تذكّر المجهود وتقدير المنزلة حقّ قدرها، ويُختم بوصيّة مناسبة، وهذه كلمات عبد الله بن مسعود وهو يودّع طلابه في الكوفة بعد أن اجتهد في تعليمهم وتحفيظهم وأراد السّفر إلى المدينة : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ هَمدَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ فِيكُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا أَصْبَحَ فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الدِّينِ وَالْفِقْهِ وَالْعِلْمِ بِالْقُرآن، إِنَّ هَذَا الْقُرآنَ أُنْزِلَ عَلَى حُرُوفٍ، فمَنْ قَرَأَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُرُوفِ الَّتِي عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ r فَلا يَدَعْهُ رَغْبَةً عَنْهُ، فَإِنَّهُ مَنْ يَجْحَدْ بِآيَةٍ مِنْهُ يَجْحَدْ بِهِ كُلّهِ [ رواه الإمام أحمد 3652].

    ——————————————————————————–

    دعاء

    اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامُ، نَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أن تهدي هَؤلاءِ الحَافِظَاتِ، وأَنْ تُلْزِمَ قُلوبَهُنَّ حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتهن، وأن َترْزُقهن تلاوتهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنهن، اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامُ، نَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ أَبْصَارَهنَّ، وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ ألسِنتَهنَّ، وَأَنْ تغسلَ بِهِ قُلوبَهنَّ، وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صُدورَهنَّ، وَأَنْ تفرّج به هُمومَهنَّ وسَائرَ المسلمينَ والمسلماتِ، وصلى الله على نبينا محمد .

    كتبه

    محمد صالح المنجد

    14 صفر 1420 للهجرة

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322185
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة الرابعة : الفضائيات غزو جديد-  رسالة لطيفة عن الفضائيات

    الحمد لله الذي أمرنا بطاعته، ونهانا عن معصيته ومخالفته، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد :

    نحن على مشارف قرن جديد، ولا يزال للإسلام قوةٌ وأتباعٌ، ولا يزالُ في الأمة رجالٌ يؤرقهم همُّ الإسلام، يحملون قضيته، ويحفظون حدوده، ويزودون عن حياضه .

    وهذا ما دعا أعداء الإسلام لأن يزيدوا من حملتهم ضد الإسلام ويضاعفوا من خططهم ومؤامراتهم، لإضلال المسلمين وإفسادهم وإخراجهم من دينهم، وجعلهم دُمًى يحركونها كيفما أرادوا، قال تعالى : {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَـتِلُونَكُم حَتى يَرُدوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطَاعُوا وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولـئِكَ حَبِطَت أَعمَـلُهُم فِي الدنيَا والآخرة وَأُولـئِكَ أَصحَـبُ النارِ هُم فِيهَا خَـلِدُونَ} [ سورة البقرة : 217 ].

    ——————————————————————————–

    حرب الفضائيات

    إن أخطر ما يواجه به المسلمون اليوم ذلك الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية .

    إنه غزو جديد .. لا تشارك فيه الطائرات ولا الدبابات .. ولا القنابل والمدرعات .. غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تذكر . . فخسائره في صفوفنا نحن المسلمين .. إنه غزو الشهوات .. غزو الكأس والمخدرات .. غزو المرأة الفاتنة .. والرقصة الماجنة .. والشذوذ والفساد .. غزو الأفلام والمسلسلات . . والأغاني والرقصات وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات . إنه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وأمور الغيب التي وردت في كتاب الله وصحت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

    إنه غزو لمفهوم الولاء و البراء، والأخوة الإسلامية، والاهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين المتمثل في مبدأ الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر .

    فأينما ذكر اســــم الله في بلدٍ …………….. عددت ذاك الحمى من بعض أوطاني

    إن هذا الغزو القادم إلينا من الفضاء يفعلُ ما لا تفعله الطائرات ولا الدباباتُ ولا الجيوش الجرارة !!

    إنه يهدمُ العقائد الصحيحة .. والأخلاق الكريمة .. والعاداتِ الحسنةَ .. والشمائل الطيبة .. والشيمَ الحميدةَ .. والخصال الجميلةَ . ومتى تخلّت الأمةُ عن عقيدتها وأخلاقِها وقِيَمِها سقطت في بؤر الضياعِ والانحلال .

    فـ : إنما الأممُ الأخلاق ما بقيت ……………. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    ——————————————————————————–

    احذر مخططات الأعداء

    أخي صاحب الدش :

    هل تعلم ما قاله صموئيل زويمر رئيس جمعيات التنصير؟ لقد قال في مؤتمر القدس للمنصرين الذي عقد في القدس عام 1935م .

    إنكم إذا أعددتم نشا لا يعرفُ الصلةَ بالله، ولا يريد أن يعرفَها أخرجتم المسلم من الإسلام، وجعلتموه لا يهتمّ بعظائمِ الأمور، ويحبُّ الراحةَ والكسلَ، ويسعى للحصولِ على الشهواتِ بأي أسلوبٍ، حتى تصبحَ الشهواتُ هدفَه في الحياةِ، فهو إن تعلم فللحصولِ على الشهوات، وإذا جمع المالَ فللشهواتِ، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات، إنه يجودُ بكلِّ شيءٍ للوصول إلى الشهواتِ !

    ——————————————————————————–

    أيها المبشرون ! إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوهِ !!

    أخي صاحب الدش !

    هذا ما قالوه منذ ما يزيدُ على ستين عاماً، ولا يزالون يعملون دون كللٍ أو مَلَلٍ، لأنهم يرون ثمار مخططاتهم الخبيثة تزدادُ يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عامٍ، حتى ظهرت هذه الفضائيات التي استطاعوا من خلالها – وفي أعوام يسيرة – تحقيق ما لم يستطيعوه في قرون طويلة !

    لقد استطاعوا من خلالها اقتحامَ ديارنا وبيوتنا .. وحتى غرفَ نومِنا.. بلا مقاومةٍ منا ولا غَضَبٍ، ولا محاولةٍ لمنعهم من ذلك .. بل ذلك .. بل بموافقةٍ منا ورضى وترحيب !!

    فلماذا ترضى لنفسك يا أخي أن تكون ممن يساعدون الأعداء وينفذون مخططاتهم الراميةِ إلى ضرب الأمة في عقيدتها وأخلاقها وعزتها ومجدها .

    لماذا تقبل بالانهزام النفسي ودناءة الفكر والتصور والهدف والغاية؟

    راجع نفسك ثم أجب !

    ——————————————————————————–

    قصة وعبرة

    قال محدثي : في ذات يومٍ حضر أحدُ زملائي في العمل كثيباً حزيناً غاضباً ضجراً، وكأنه قد حدثت له مصيبةُ . فأحببتُ أن أخَفِّفَ عنه، فسألتُه عن سبب حزنِه وكآبته. فلم يردّ علي .. فلما ألْحَحْتُ عليه بالسؤال قال لي : لقد ماتت .. ماتتْ.

    فظننتُ أنها إحدى قريباته وقلتُ له : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، يا أخي اصبِرْ واحتسبْ ولا تَجْزَعْ حتى يأجُرَك اللهُ على ذلك . ثم قلت له : هل كانت مريضةً؟

    فأجابني : لا لم تكن مريضةً ولكنها قُتلت !!

    فصرختُ في وجهه : كيف ذلك؟ لا حولَ ولا قوة إلا بالله.. لا حلول ولا قوة إلا بالله !!

    فلما رأى شدةَ انفعالي هَدَّأ من روعي وقال لي : لا عليك فهي لا تمتُّ لي بصلةٍ .. إنها بطلةُ المسلسلِ الأجنبي الذي أشاهدُه كلَّ ليلة . . لقد كانت مصدر متعتنا وسعادتنا كلَّ ليلة، بما تبديه من مفاتن، وما نقوم به من حركات وإثارة.. تصور إنها لا تظهر إلا بالشورت أو المايوه أو …. فتغير وجهي حياءً وقاطعتُه قائلاً : يا أخي اتقِ اللهَ ! أما عندك دينٌ؟ أما عندك حياءً؟ أما عند مروءةٌ؟ كيف تجرؤ على هذا الكلامِ؟ أما تخشى اللهَ؟ ألست مسلماً؟ ثم تركته وذهبت !

    انتهت القصةُ عند هذا الحدّ، وهي تحمل في طَيَّاتها دلالاتٍ متعددة، لابد أن نقفَ عندها ونتأمَّلَها، ونستفيدَ منها في تحذيرِ إخواننا من هذا الخطرِ الداهمِ المتمثلِ فيما يُبثُّ عن طريق القنوات الفضائيةِ وغيرها .

    ——————————————————————————–

    أولاً المؤمن لا يفرح بالمعاصي !

    وهذا من أهم الأمور التي يجب معرفتها، وهو التفريق بين المعصية والفرح بها فالمؤمن قد يعصى ربَّه، ولكنه لا يفرح بالمعصية ولا يفاخر بها، وكذلك لا يصرُّ عليها، بل يندم على فعلها .

    قال الإمام ابن الجوزي : لا يَنالّ لذة المعاصي إلا سكران الغفلةِ، فأما المؤمنُ فإنه لا يلتذُّ، لأنه عند التذاذه يقفُ عَلَمُ التحريم وحَذَرُ العقوبةِ، فإن قَوِيَتْ معرفتُه، رأى بعين عِلْمِه قربَ الناهي، فيتنغَّصُ عيشُه في حالِ التذاذِه، فإن غلب سكرُ الهوى كان القلبُ متنغّصاً بهذه المراقباتِ، وإن كان الطبع في شهوتِه. وما هي إلا لحظةٌ ثم ندمٌ ملازمٌ، وبكاءٌ متواصلٌ، وأسفٌ على ما كان مع طولِ الزمانِ، حتى لو تَيَقَّنَ العَفْوَ، وقف بإذائهِ حَذَرُ العتابِ . فأفٍّ للذنوب ! ما أقبحَ إلا بمقدار قوة الغفلة ! .

    فانظر – أخي المسلم – في هذا الكلام، ثم احكم بنفسك على هذا الرجل الذي ما كفاه عصيانُه كلَّ ليلة برؤية النساء العاريات، وفرحُه بذلك، وحزنُه على فوات تلك المعصية، حتى راح يجاهر بها ويتأسف عليها ! .

    وهذا دليلُ على موتِ قبله، واستحكامِ مرض الشهوة من نفسه .

    ليس من مات فاستراحَ بميتٍ ………. إنما الميتُ ميِّتُ الأحياءِ !

    ——————————————————————————–

    ثانياً : أثر الغفلة واتباع الهوى في موت القلب

    يا صاحب الدش :

    أيها العاكف على صنم المرئيات والفضائيات، متنقلاً بجهازك الصغير من بلد إلى أخرى، ومن قناة إلى قناة، باحثاً عن المتعة الشهوانية، واللذة البهيمية، والسعادة الزائفة، من أفلامٍ هابطةٍ ومسلسلاتٍ ساقطةٍ، وخمرٍ، وقمارٍ، وعُرْ يٍن ومجونٍ، وفسادٍ، وجريمةٍ، ومخدراتٍ، وعقائد فاسدةٍ، ووثنيةٍ بائدةٍ، وجاهليةٍ حاقدة !

    أليست هذه غفلةً عن الله وذكره وعبادته؟ وعن الموت وسكرته؟ وعن القبر وظلمته؟ وعن الحساب وشدته؟

    أليس هذا تفريطاً فيما ينفعك، واهتماماً بما يضرك في العاجل والآجل ؟

    أليس هذا اتباعاً للهوى وانقياداً للشهوة ؟

    أفق أيها الرجل قبل أن تقول {ربّ ارجعون} فيقال لك: {كلا}.

    من يَهْن يسهُل الهوانُ عليه ……….. مـا لجرحٍ بمـيتٍ إيـلامُ

    قال تعالى : {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً}.

    قال الإمام ابن القيم الغفلةُ عن الله والدار الآخرة، متى تزوجت باتباع الهوى تولَّد ما بينهما كلُّ شرٍّ .

    ومن تأمل فسادَ أحوالِ العالمِ عموماً وخصوصاً وجده ناشئاً عن هذين الأصلين .

    فيا أخي !

    إذا كان هذا الصحنُ المسمى (دشَّا) يجمع بين هذين الأصلين: الغفلة واتباع الهوى، فكيف ترضى لنفسك هذه المعصية التي جمعت بين شيئين تولَّد مهما كلُّ شرٍّ، ونشأ عنهما فسادُ العالمِ بأسره؟

    يا مــن جَلَبْت الــدشَّ رفـقــاً إنمــا أفسدت ما في البيت من غلمانِ
    خنـت الأمانةَ في الشـبابِ وفي النساء وجعـلت بيتك مـــنتدى الشيطانِ
    خُنتَ الأمانةَ في البنـات ولــن ترى منهن بـرًّا إنهــــن عـوانــي
    ترضى لنفسٍك أن تكون مفـــرطاً في الدين والأخـــــلاقِ والإيمانِ
    ترضى لنفسـكِ أن تكـون مزعـزعاً لـقـواعـدِ الإسـلام والإيـمـانِ
    ترضى لنفسك أن تكون مروّجـــاً لبضـاعــة الكفــران والخسرانِ
    أفسدت ما في البيت من أخلاقـــه أذهبتَ ما فـي البيــت من إحسانِ
    أدخلتَ في البيتِ الضلال مع الخنــا والفسـقَ بعـد تـلاوة القــرآنِ

    أيها الرجل : ماذا أعددت لقدومك على ربك؟

    ما هو زادك الذي تزودته في سفرك إلى الله والدار الآخرة؟ أيقدم الناس على ربهم بالحسناتِ والأعمال الصالحاتِ، وتقدم أنت بالأغاني والأفلام والمسلسلات؟

    هل هذا هو نصيبك من الدنيا؟ هل هذه بضاعتك للآخرة؟

    قال صلى الله عليه وسلم : يتبعُ الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعُه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عملهمتفق عليه.

    ——————————————————————————–

    ثالثاً : أكسر صنم قلبك أولاً !

    قال الإمام ابن القيم : إن التوحيد واتباع الهوى متضادان، فإن الهوى صنمٌ ولكل عبد صنم في قلبه بحسب هواه، وإنما بعث الله رسله بكسر الأصنام وعبادته وحده لا شريك له، وليس مراد الله سبحانه كسر الأصنام المجسَّدة وترك الأصنام التي في القلب،بل المراد كسرها من القلب أولاً.

    فيا صاحب الدش !

    لن يسلمَ إيمانُك إلا بتكسيرِ صنم الهوى والشهوةِ في قلبِك.. ولن يكون ذلك إلا بإبعاد هذا الطبقِ الذي فوق سطحِ بيتِك .. اصعد الآن . . خذ مِعْولَ العزمِ .. واضرب به هذا الصنم.. ليسلم لك توحيدُك .. وتصحّ توبتُك .. وتصلحَ عبوديتُك.. قال النبي صلى الله عليه وسلم : حُفَّت الجنةُبالمكارِه، وحُفَّت النارُ بالشهواتِ [ متفق عليه ] .

    وقال أبو عليّ الدقاق : من ملك شهوته في حال شبيبته، أعزه الله تعالى في حال كهولته

    ألا تريد أن يحفظك الله حال كهولتك وشيخوختك؟ احفظ الله يحفظك .. أحفظ الله يحفظ زوجتك وأبنائك .. احفظ الله يحفظ مجتمعك وأمتك .

    فيا أخي!

    كن رجلاً في قرارك.. حرًّا في إرادتك .. قويّاً في عزمك .. ألا تريد أن تنفي عن نفسك رقَّ العبوديةِ لغير الله؟ وذلَّ الشهوةِ وأسْرَ الهوى؟! فتفكَّر فيما خلقت له .. وانظر في مآلِ اتباعِ الشهواتِ وعواقبها !

    قد هيأوك لأمرٍ لو فطنتَ له ………. فاربأ بنفسِك أن ترعى مع الهَمَلِ

    ——————————————————————————–

    أين أنت؟

    أخي صاحب الدش !

    أين أنت من قوله تعالى : {قُل للمُؤمِنِينَ يَغُضوا مِن أَبصَـرِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذلِكَ أَزكَى لَهُم إِن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ} [ النور : 30 ] .

    أين أنت من قوله تعالى : {يَعلَمُ خَائِنَةَ الأعيُنِ وَمَا تُخفِي الصدُورُ} [ غافر : 19 ] .

    أين أنت من قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}.

    أين أنت من قوله تعالى : {إِن السمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُل أُولـئِكَ كَانَ عَنهُ مَسؤُولاً}. [ الإسراء : 36 ] .

    أين أنت من قوله تعالى : {وَالذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَـفِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزوجِهِم أَو مَا مَلَكَت أَيمَـنُهُم فَإِنهُم غَيرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابتَغَى وَرَاء ذلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ العَادُونَ}. [المؤمنون:5-7]

    أين أنت من قوله صلى الله عليه وسلم : ….. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء [ رواه مسلم ] .

    أين أنت من قوله صلى الله عليه وسلم : ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء [ متفق عليه ] .

    أين أنت من قوله صلى الله عليه وسلم : العينان تزنيان وزناهما النظر [متفق عليه ] .

    أين أنت من قوله صلى الله عليه وسلم : أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني [ متفق عليه ] .

    أخي الكريم:

    إذا ما خلوتَ بريبةٍ فـي ظلمةٍ …………………. والــنفـسُ داعيةُ إلى الطغيانِ

    فاستحيي من نظر الإله وقل لها …………………. إن الذي خــلق الظلامَ يـراني

    ——————————————————————————–

    فتوى مهمـة

    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين، وفقني الله وإياهم لما فيه رضاه وأعاذني وإياهم من أسباب غضبه وعقابه آمين .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

    فقد شاع في هذه الأيام بين الناس ما يسمى (بالدش) أو بأسماء أخرى، وأنه ينقل جميع ما يبث في العالم من أنواع الفتن والفساد والعقائد الباطلة والدعوة إلى أنواع الكفر والإلحاد مع ما يبثه من الصور النسائية ومجالس الخمر والفساد وسائر أنواع الشر الموجودة في الخارج بواسطة التلفاز. وثبت لدي أنه قد استعمله الكثير من الناس، وأن آلاته تابع وتصنع في البلاد، فلهذا واجب عليَّ التنبيه على خطورته ووجوب محاربته والحذر منه وتحريم استعماله في البيوت وغيرها وتحريم بيعه وشرائه .

    وصنعته أيضاً لما في ذلك من الضرر العظيم والفساد الكبير والتعاون على الإثم والعدوان ونشر الكفر والفساد بين المسلمين والدعوة إلى ذلك بالقول والعمل . فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك والتواصي بتركه والتناصح في ذلك عملاً بقول الله عز وجل :} وَتَعَاوَنُوا عَلَى البرِ وَالتقوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ وَاتقُوا اللهَ إِن اللهَ شَدِيدُ آلعِقَابِ{ ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، وقوله صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله . قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وقوله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه- قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكلم مسلم.

    والآيات والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في وجوب التناصح والتواصي بالحق والتعاون على الخير كثيرة جداً فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوباً العلم بها والتناصح فيها بينهم والتواصي بالحق، والصبر عليه والحذر من جميع أنواع الفساد والتحذير من ذلك رغبة فيما عند الله وامتثالاً لأوامره وحذراً من سخطه وعقابه.

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322186
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة الخامسة: رسالة الى فتاة متبرجة…………  كتبتها: إيمان حمد سعد العباد

    أختي الكريمة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    أنت حتما لا تعرفينني وأنا أيضا لا أعرف شخصك ولكن يجمعني بك رباط

    قوي يحتم علي أن أقتطع جزءا من وقتك لأبدي لك خالص الود وأمحضك

    ونفسي النصح في خطاب أسكب قلبي في عباراته ليشملنا قوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات

    بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )  وقوله عز وجل : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .

    عذرا أخيتي الحبيبة إن كنت سأرفع التكلف والتنميق لأحدثك حديثا لا تنقصه الصراحة

    ( فالمؤمن مرآة أخيه ) ولن يكتمل إيمان امرىء لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

    فالعين تبصر منها ما دنا ونأى ……. ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ    

    ثم إن الأمر متعلق بدينك .. بعبادتك التي تتقربين إلى الله بها فهو إذن أمر مهم

    يستوجب هذا كله فشنفي أذنيك وأرعيني سمعك وعقلك :

    لقد ذهلت … حين رأيتك هناك بهذه الهيئة المحزنة .. وهذا الحجاب الفاتن !!

    كنتِ نهبة لكل عين .. ولقمة سائغة لكل متطفل .. لقد هممت أن أفقأ تلك العيون

    .. وأن أحشو تلك النفوس بالتراب !!

    ولكنني توقفت برهة .. فهي ليست سببا مباشرا .. إنما السبب الحقيقي هو ..

    هذا الحجاب الصارخ : أن هلموا إلي !!

    إن أمر الحجاب يا أختي العزيزة أمر تعبدي لا مجال فيه لاجتهادات ولا آراء

    ذاتية .. فيجب أن نرضى به كما أمرنا ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى

    الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد

    ضل ضلالا مبينا )  [ سورة الأحزاب : 36 ] .

    أمرتِ بالحجاب كما أمرتِ بغيره من العبادات ..

    به تستترين عن أعين الذئاب المسعورة ..

    وبه تحصنين نفسك .. وتحمين شباب أمتك من الوقوع في مهاوي الردى والرذيلة ..

    وبه تكبتين الشيطان وأعداء الإسلام .. وتعلين راية التوحيد .. وتتربعين على عرش العزة والكرامة .

    إنني يا عزيزتي : قد أجد لك مبررا لأن تختاري ثوبا جميلا يناسبك .. أو تقتنني ساعة

    رائعة تليق بك .. ولكنني لا أستطيع أن أسوغ لك تفننك في اختيار أصناف جديدة لعباءتك

    وطرحتك وخمارك !!

    إنك بهذا أنزلتِ الحجاب من عليائه وخلعتِ عليه أوحال الموضة .. وأطمارها .

    هل كنت تظنين أن لبسك للعباءة بهذا الشكل هو الحشمة ذاتها ..

    أم أنك تعلمين أن هذا صورة من صور الزينة التي ما فرض الله الحجاب إلا لسترها ؟!!

    كوني صريحة مع نفسك .. وحاسبيها بكل صدق .

    هل تدركين  ماذا يعني الحجاب ..؟ …   وما الحكمة من فرضيته .. ؟

    هل أنت موقنة أن دينك الإسلامي العظيم ما جاء بشيء إلا وفيه كل الخير وما نهانا عن شيء إلا وفيه

    الشرُّ كله ؟

    إنك مطمع الرجال ومهوى أفئدتهم وإذا خرجتِ زينك الشيطان في أعينهم .. فما بالك بهذا الحجاب المتبرج ..

    تبدين أكثر مما تسترين ..

    وتظهرين ربما بصورة أحسن من حقيقتك .. فتفتنين وتفتنين والعياذ بالله .

    أخية .. إن هذا الحجاب نوع من السفور .. إنه النهاية ..

    إنه الفصل الأخير في هذه المسرحية .. المدبرة بليل من أعدائك المتربصين بك .. وحين يسدل الستار .. ستكون

    نجمات هذه المسرحية .. والمتجمهرات لرؤيتها .. واللاتي يقلدنهن .. قد نزعن الحجاب تماما وسرن سافرات

    شئن أم أبين !!

    فجيلك أبدى العينين والمفاتن .. وسيأتي جيل بعده يخلع الحجاب ويخلع معه ربقة الحياء .. وكل جيل يتحمل

    تبعات الجيل الذي بعده .. ويوم القيامة تلعن كل أمة أختها .

    حجابك هذا الذي تلبسين لا يؤدي الغرض الذي قال الله عنه : ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )

    وهو تشبه بالرجال في طريقة لبس العباءة كما أفتى بذلك بعض العلماء ..

    وأما نقابك فإنه لا يمت بصلة قرابة إلى نقاب الصحابيات .. بل هو دخيل عليه .. وقد أفتى العلماء بمنعه ( لأنه

    ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز ) حتى وإن كنت تلبسينه بحسن نية ؟

    أخيتي .. إنك بالحجاب الشرعي الساتر باب موصد في وجه العدو .. وسور عال أمام مكائده ..

    فاحذري .. أخية .. أن يؤتى الإسلام من قبلك .. وأنت لا تشعرين .

    أعيدي النظر في حجابك .. إن هذه الثغور التي تبرز منها العينان والوجنتان .. هي ثغور في جدار الأمة ..

    يدخل منها المفسدون .. والمرجفون .. ليزلزلوا كيانا ظل شامخا زمنا طويلا .

    اسمعي معي إلى نصوص الوحيين لتري كيف سعى الشارع الحكيم إلى محاربة كل ما شأنه إحداث خلل

    ولو صغيرا في هذا الجدار المتين ( الحجاب ) قال تعالى : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )

    وقال : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها

    فهي زانية ) .    

    فما بالك عزيزتي .. بالنقاب والبرقع واللثام وعباءة الكتف التي صارت كالحرباء تتشكل بكل لون وتلك الطرح الموشاة

    بكل زينة .. إنها  بالتأكيد أشد وقعا في نفوس الرجال من الخلخال .

    إن الحجاب عبادة .. وليس عادة .. تجارين فيها آخر خطوط الموضة وتوجهاتها ( إن مثل هذا السفور تجاه الحجاب هو الذي

    جعله ينحرف عن مساره ) .

    أخية .. يا رائحة الطهر العبقة .. أصديقيني القول بربك ..

    مالذي دفعك للخروج من بيتك بهذا الحجاب السافر  ؟!!

    هل هو تقليد الأخريات ؟ أو التأثر بالصديقات ؟ أو مسايرة للركب وخجلا من التخلف عنه ؟

    أيا كان جوابك فهو دليل على ذوبان الشخصية وإلغاء العقل ..

      ألم تسمعي قول الحق تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )

      وقول  المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لا يكن أحدكم أمعة يقول : أنا مع الناس إن أحسن الناس

    أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إذا أحسن الناس أحسنوا وإذا أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم )

    وقوله تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول  يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي  ليتني لم أتخذ

    فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر ..)  فما أنت فاعلة بعد ؟ !

    إنني أربأ بك عن الوقوع في حبائل الشيطان .. أيا كان لونه .. وسيلة إعلامية . .. صديقة سيئة .. دعوى غربية ..

    أو هوى متبع ونحوها .. إن هذا السقوط المريع يعني الولوغ في وحل الجريمة والزنى والمخدرات والسفور ..

    ألم يقل أحد الشياطين ( إن المرأة المسلمة هي الأقدر على جر المجتمع كله بعيدا عن الدين !!).. فهل تضعين

    يدك في أيديهم ؟!

    هل تنسين أنك ابنة الإسلام التي صانت حدوده ..؟ ..

    أنت حفيدة أمهات المؤمنين وسليلة نساء الأنصار اللاتي قالت عنهن عائشة رضي الله عنها : ( ما رأيت أفضل من

      نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل ) .. لماذا هذه الشهادة النورانية من الصديقة بنت الصديق :

    ( لأنه لما نزل قول الله تعالى : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن

    الغربان وعليهن أكسية سود يلبسنها ) .

    أختي الكريمة .. إن الحياء شعبة من شعب الإيمان .. ومن الحياء أن تحتشم المرأة لتبتعد عن مواطن الريب ..

    وهذا الحجاب الذي يزينك يجعلك ترتعين حول الفتنة توشكين أن تقعي فيها !

    إن الحجاب أمر من الله إلينا جميعا بدأ به من هن أشرف وأطهر وأعف وأحصن فهل تطيعين الله ( ومن يطع الله

    والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ..) .

    أم ترغبين في مخالفة أمره ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )

    إن فعلت  ذلك  فقد تعديت حدوده ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) .

    إن المتبرجات السافرات ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) ألا يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيهن

    ( العنوهن فإنهن ملعونات .. )  إنني لا أظن ذلك من شيمك فأنت المسلمة المتوضئة التي يسري في قلبها حب الله

    وتخفق روحها خوفا منه .. ترجو جنته وتخاف عذابه .. فلا تراعي واسمعي مني نصائح تهديك إلى الخلاص بإذن الله .

    أولا : عليك بهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  ومنهاج قرآنه المحكم .

    ثم توبي إلى الله توبة نصوحا مستوفية شروطها ومنتفية موانعها .

    ثم استبدلي بعباءتك هذه عباءة محتشمة تنطبق عليها شروط الحجاب الشرعي .

    وحاولي أو اعزمي على مقاطعة محلات العباءات المتبرجة .. وإن وجدت في نفسك ميلا لها فيمكنك أن توصي أختا

    صالحة بأن تشتري لك العباءة أو الخمار الذي تودين حتى لا تضعف نفسك أمام كثرة العروض وإغرائها .

    والزمي أخواتك الصالحات واعتزي بأخوتهن واقضي معهن وقتا ممتعا فيه ذكر وتفكر ..

    ولا تنسي الدعاء فهو سهام الليل التي لا تخطىء ..

    أسأل الله لك الهداية والثبات على  دينه والتمسك بالحجاب الذي يرضي الله ويحفظك ويحفظ لك عفتك وطهارتك ونقاءك

    عسى الله أن يحجب وجوهنا عن النار وعذرا  للأطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

      

    أختك /  إيمان حمد سعد العباد –  كلية الآداب –  قسم الدراسات الإسلامية  .

    مجلة الدعوة  – العدد 1691-  27  محرم 1420  

      

      

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322187
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة السادسة :رسالة إلى عابرة سبيل ……   كتبتها: غنية خلفان الغافري

      
    رسالة إلى …. عابرة سبيل
    أحبتي في الله .. في كل مكان أهدي إليكم هذه الدرة الثمينة .. وهذه الرسالة الغالية
    والتي نالت الجائزة الأولى للمسابقة التي نظمتها مجلة الدعوة من بين ستة آلاف رسالة نصيحة إلى امرأة متبرجة
       ………. بثتها ذات خدْرٍ و خمار إلى مثيلاتها…..
        
      

    أخيتي :  أسطر لك هذه الكلمات بأوراق من الأشجان وحبر من الدموع … مرجعي

    في ذلك الغيرة على هذا الدين ثم حب الخير لك .. ومن أعماق قلبي أحدثك حديث

    الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء .

    أخيتي عابرة سبيل … وكلنا في هذه الدنيا عابرو سبيل … ويوما ما سينقطع بنا

    المطاف لنصل إلى نهايته المحتومة … فإما إلى جنة وإما إلى دار جحيم أجارني

    الله وإياك عنها … آمين .

    أختاه .. قد تعجبي من مقدمتي هذه وكيف أخاطبك وأنا لا أعرفك ولكني عملا

    بقوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) وقوله ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب

    لأخيه ما يحب لنفسه ) أجدني مضطرة لأن أوجه إليك هذا الحديث عل الله أن يلقي

    له قبولا في قلبك فما رأيته منك اليوم قد دمعت منه عيناي وتفطر له قلبي حزنا ..

    عيون كحيلة ووجنات مصبوغة وعباءة ذات قماش ناعم على الكتف وآخر ومطرز

    ومزركش قد وضع على الرأس ليزيدك فتنة وجمالا و.. و ..

    أختاه … لا أشك أنك مسلمة ممن عبد الله وركع وسجد وتوضأ بنور الأيمان وممن

    يفتخرن بدين اسمه الإسلام ولكن أخيتي …. أيليق بمن آمنت بالله ربا وبمحمد رسولا

    وبالإسلام دينا أن يكون هذا حجابها ؟  أيليق بمن هذه صفاتها أن تكشف وجهها

    أو تلبس عباءة قصيرة ومطرزة أو تتلثم أو تتعطر ؟ أو تكثر الكلام مع الرجال أو

    تضحك وتمزح مع رفيقاتها في السوق بشكل يلفت النظر أو تقضي الساعات الطوال

    فيه  دون حاجة لذلك ؟ كلا والله لا يليق بمن أوصافها مثلك أن تفعل مثل هذا .

      

    أختاه … لا أبالغ إذا قلت إن عباءتك في حد ذاتها تصلح لأن تكون فستانا لسهرة

    وأنها تحتاج لما يسترها ويخفي زينتها ولو نطقت لقالت :

    لا تلوموني فلست الملام

    ………………………  واسألوا من أزال اللثام

    وأرادني لافتتان لا احتشام

    ………………………. ولم يقتد بالأمهات الكرام

    ألم تسمعي قول ربك جل جلاله : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن

    فروجهن ولا يبدين زينتهن ) [ النور : 31 ] .

    أنسيت أنك أمة من إمائه وأنك في قبضته وداره ولا سبيل لك إلا بامتثال أمره

    واجتناب نهيه ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون

    لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) [ الأحزاب : 36]

    أخيتي : لا أظن عاقلا يوقن بالجنة وما أعده الله فيها من نعيم ثم يأبى دخولها

    قال عليه الصلاة والسلام أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322240
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة السابعة :  رسالة إلى أم ….كتبتها:/أم عبدالله

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:

    الحمد لله الذي هدانا للصراط، وذلت لجبروته الصعاب، ودانت لعظمته الرقاب، خالق الناس والدواب، ناشر السحاب، وهازم الأحزاب، ساتر ما يعاب،. الذي ما لجأ إليه أحد وخاب، الذي أوجدنا من التراب، وما ناداه أحد إلا أجاب، إليه المآل والمآب. سلام الله تعالى عليكم، سلام على المتمسكين بالدين، وعلى الهداة المهتدين، وعلى أصحاب اليمين، وعلى الغر المحجلين، سلام على الملائكة الكاتبين، سلام على قلوب مقبلة لرب العالمين، سلام يملؤه الحب والإخاء على أخيات لي في الدين، سلام يسع السماوات والأرضين. فمرحباً بهذه الوجوه الطيبة، مرحباً بهذه الوجوه الخيرة الطاهرة.

    طبتم وطاب ممشاكم                  وسعد اليوم دارنا بلقياكم
    مرحباً بهذا المجلس الذي تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة، وتتنزل عليه السكينة.

    أخيتي في الله:

    رأيتك خالفت الصواب، وأكلت مالا يطاب، ولبست ما يعاب، ونسيت وتناسيت رب الأرباب، استشرى بك الداء العضال فنخر جسدك، وأدمى قلبك!‍‍‍‍ ‍رأيتك تتيهين في غابة موحشة ملؤها الأكدار والأحزان، لما اعتراك من غفلة وخسران!! تمشين واهنة، وتقفين حائرة، ضيعت الله فضعت، ونجحت في دروب الضلال، وعن درب الهدى انحرفت.!!

    فها نحن نناديك بأعلى. أصواتنا، وفزرات قلوبنا مبحوحة، وأنات أصواتنا مفجوعة، ونصائح قومنا مفقودة.

    كلماتنا هذه مليئة عتاب ولوم وألم، وحسرة وندم، وقد تناسيناها من القدم. كلمات أقولها علها تجد صدى في غربتنا، فكاً لأسرنا، وسبيلا لسعادتنا، وتمحيصاً لذنبنا.

    أخيتي:

    ماذا أقول وبماذا أبدأ؟!! ربما أبدأ من النهاية ولكن بإذن الله نهايتي هذه ستكون بداية نسد الخلل بها، وسأبدأ لك بخير ما بدأ به الكلام، وخير ما ينتهي إليه الختام، بقول العلام ومن بعده بقول سيد الأنام، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [سورة التحريم: آية 6]. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) أ أخرجه الشيخان وأحمد والترمذي،.

    نعم والله فأنت راعية ومسؤولة عن الرعية، راعية عن كل شيء، عن بيتك، وزوجك، وحتى خادمتك، مسؤولة عن فلذة كبدك التي رعيتها، وبحضنك حميتها،

    وبثديك سقيتها. نعم عن ابنتك. أسلمتيها لسجون العار، ولما فيه الدمار، وإلى وقود النار، أهملتها فانحرفت، وإلى ملذات قد انجرفت، سلمتها لمخالب الذئاب، حتى افترسها الكلاب، وأنت لا تشعرين وبملذات الحياة تتنعمين، وأنت موجودة ومع ابنتك مفقودة!!. فها هي ابنتك تنوح نواح الثكلى، وتئن أنين اليتيم، وتصيح صياح الأرامل وتناجيك وتناديك علها تجد بين أحضانك دفء الكلمة الصالحة، وعذوبة التلذذ بالهداية، علها تجد نصيحة تضيء لها طريق الحياة، وموعظة تنقذها من جحيم الهلاك.

    فإليك نواحها؟!!

    أماه أُماه.. هل تسمعيني؟! هل تنصتين لي؟ هل تسمعين صراخي وأناتي؟!! إذا كنت لا ترين ذلك فهاأنذا بين يديك، وقلبي متعلق براحتيك؟!! فأدني مني يا أماه وقربيني إليك، ولأرتمي بحضنك، وأبث شكوتي، فكفكفي حزني، وامسحي دمعي، كبليني بقيودك فلا قيد أطيق اليوم سوى قيدك، ولا عذاب في هذه الساعة إلا من أجلك؟!! احميني من ثعالب هذا الزمن وشبح الأيام، إذ يقيني برد حبك، ودفء حضنك، وحلاوة نصحك، لا تدعيني إليه بين أدراج الحياة، وأتخبط في جحيم العصاة، وأكون أسيرة بين أيديهم، يفعلون بي ما يشاءون، يبيعونني في أي سوق ويشترون، فأنا أصبحت كالسلعة التي بها يسومون، وعلى بضائعها ينادون؟!! أماه.. لا تتركيني حائرة تائهة بزنزانة الأوغاد، قلوبهم مليئة أحقاد.

    أماه..

    أنا مسؤولة منك بعد الله تعالى يوم الحساب، وسيسألك الله عني، ستقفين يوم العرض الأكبر أمام الله وسيحاسبك عني، فإما إلى نعيم، أو إلى عذاب، فلا أريد لك العقاب.

    أماه…

    لا تنسين الصراط وزلته، والقبر ووحشته، ويوم القيامة وزفرته، والجحيم وظلمته، ويوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه، فأنا أريد أن أنقذك من جحيم هذه المهالك، لا أريد أن يصاب جسدك بنار الدنيا فكيف لي بنار الآخرة؟!

    أماه…

    لا أريد أن يعذبك الله بسببي، ولا أن يحاسبك ويعاقبك من أجلي، فأنا أمانة في عنقك فلا تضيعيني، ومعلقة في رقبتك فلا تهمليني، ولاجئة لك فلا

    تخذليني؟!!

    أنقذيني يا أماه.. من جحيم معركة خططها اليهود، قد جهزوها بالجنود، لبسوا قناع الإسلام وهم بخفاياهم لئام. أماه أنقذيني فأنا ألجأ إليك وأحتمي بك بعد الله تعالى، أرجوك رجاء يقطع أنياط قلبي، لا تتركيني يا أماه.. لا تدعيني.. آكل وألبس وأشرب.. من موائد الكفرة..!! أماه.. تذهبي عني فمن لي غيرك بعد الله يحميني؟! ومن لي غيرك يداوي جراحي، إن تركتيني فلا معين لي بعد الله سواك، ولا ناصر من ظلم الأعداء بعد الله غيرك؟!! أماه.. أقولها بملء فيّ، أرجوك لا تدعيني، وبعطفك ووعظك غطيني، وبحلاوة كلامك أرشديني، أماه.. أنقذيني وأيقظيني من هذا السبات العميق، فقلبي يشتعل كالحريق، ودمعتي وحسرتي تأكل مني الأخضر واليابس، فلا تدعيني في الطريق المظلم وحدي، أمسكي بيدي، وقربيني إلى طريق الطاعة، أماه.. أنا أتخبط هنا وهناك ضائعة ظمأى لعظاتك..!!

    فأرجوك.. أرجوك.. احميني لا تدعيني.. لا تتركيني؟!!

    أماه لا أريد أن أطيل عليك أكثر مما أطلت، فربما أدميت قلبك بأناتي، وسكبت دمعك بمناجاتي، ولكني سأطلب منك طلباً قبل نهاية مطافي، أن تدعيني أتحدث.. أتكلم بصراحة وبدون قيود، أقول ما بداخلي، فلساني المشلول بدأ يتحرك، وضميري بدأ يستيقظ، وفطرتي بدأت تنبض، وقلمي بدأ يبث دمه على الأوراق، وأوراقي تسكب دمعها لك، فقد أمسكت لساني من القدم، فها هو- الآن يا أماه- يريد أن يتكلم، فدعيه يبث شكواه، بعد إذن منك، ولكن اعلمي يا أماه أنه قبل أن ينزف قلبي دمعاً من أجلي، فهو ينزف دماً من أجلك، وخوفاً عليك، سأعاتبك يا أماه اليوم عتاباً والله ما قصدت به إلا الخير لي ولك ولجميع الناس.

    .. أماه.. أرجوك لا تتضايقي مني، فإليك عتابي ولكن قبل ذلك.. اعذريني يا أماه وسامحيني… لأنه ربما يكون عتابي هذا محاسبة لي ولك، علنا نجد الجواب الشافي الذي يشفي صدورنا… سنتحاسب اليوم يا أماه.. قبل أن نحاسب غدا..!! سأقلب صفحات حياتي صفحةً صفحة، فقلبيها معي ورقةً ورقة علّ ما تلطخ في الصغر وتدنس- الآن- يرجع ناصعاً طاهراً شريفاً..

    فأول صفحة في حياتي.. يا أماه
    في صغري جعلتيني أرتدي هندام الغرب الكفرة من بنطال وضيق وقصير، وليس ذلك فقط بل جعلتيني أقص شعري قصة الكلاب والحيوانات، فخلعت هندام الحياء والعفة ولبست هندام العار والغفلة، فقد أكرمني الله تعالى، بلباس التقوى فخلعته دون قيد، أكرمني الله بأن جعلني إنسانة فجعلتيني يا أماه- للأسف- مهانة، بهذا التقليد الأعمى، الذي لا يقره شرع ولا دين ولا خلق، فأنا أسمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ((من تشبه بقوم فهو منهم )) [ أخرجه أبو داود والست. صحيح]. فأنا تشبهت بهم، ورضيت بعملهم.. ففعلت ما يفعلون.. وارتديت ما يرتدون.. أماه.. إن ما يفتت قلبي هو أنني قلدت من؟!! هل اقتديت بالرسول عليه السلام وشرعه، وكنت على منهجه الذي فيه منجاتي وحياتي..! لا والله قلدت من أضمروا لنا الحقد فجعلونا كالأسارى بين أيديهم، فأرادوا بنا المدار والعار.. أيضاً يا أماه مما يشتت تفكيري ويشل عقلي تلك المتناقضات،.. أسمع في القرآن وشريعتنا شيئاً من التحريم والنهي وأجده معك مباحاً وأمرا.. ومن بعدها تريدنني بعدما كبرت أن ألبس الساتر بعد ما كسوتيني ذلك اللباس وربيتني عليه واعتدت لباسه، وصار الأمر هيناً لدي، فكيف لي بلبس ما تريدينه الآن،؟!! وقد ذهب حيائي، فقد فات الأوان يا أماه؟.. فهلا وعيت يا أماه لهذه الصفحة.

    فالصفحة الثانية.. يا أماه
    بعد ما بدأت أكبر يا أماه ويتفتح ذهني.. وتتوسع مداركي، بدأت أعرف أقرأ وأكتب، فهل تفتح ذهني على كتاب الله تعالى.. أو حديث للرسول صلى الله عليه وسلم.. أو سيرة الصحابيات لأتغذى بها.. لا والله؟!!.. بل ما وجدت أمامي إلا مجلة خليعة، أرتشف منها الخلاعة.. والفحش والخبث وسوء الأدب.. وتلفاز وفيديو ودش يعب ناظري منهماً عباً، فيتلطخ ناظري بكل دنيء وفاسد. أنت يا أماه .. قد قدمتها إلي بطبق من الفضة.. وجعلتيهما. بين يدي وناظري.. أقلب تلك المجلة متى أشاء.. وأنصت للتلفاز دون حد، أو حتى دون خوف منك، أعرضت عن كل ما فيه هدايتي وصلاح أمري في الدنيا والآخرة. وأقبلت على ما يفسد أمري دنياً وآخرة.. فما هي النتيجة؟؟ نعم أعرض الله تعالى عني، فأصبحت بدون هوية.. بدون خلق فاسمعي يا أماه.. لقول الله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [سورة طه: الآيات 124- 126]. فها هي عيشتنا يا أماه، ما أضيقها عندما نسينا ذكر الله تعالى.. أماه.. عندما جعلتيني انظر لتلك المجلة.. وإلى هذا الرائي.. نسيت أنني لي فطرة فطرني الله عليها، فانظر بلذة ومشاعري وعواطفي أسيرة لديهما.. تتسرب سفاسف هؤلاء بداخلي.. فأعجب بهم، وأقلدهم، وأنقاد إليهم كما ينقاد الأعمى إلى عصاه.. دون أن أشعر.. فأحاول أن أشبع غرائزي لكن بماذا؟!! نعم إنه الحرام؟!! أماه.. ربما أنت لا تشعرين بذلك. ولكني أعلم ذلك جيدا فأنا التي بداخل تلك الحلقة الخبيثة لا غيري ! ‍‍‍!

    الظلمة الثالثة يا أماه..

    بعد ظلمة المجلة وظلمة الخبث.. ظلمة الأغاني والموسيقى، فهي ظلمات بعضها فوق بعض.. الأغاني وما يصاحبها من موسيقى يا أماه.. تجلجلت في أعماقي تنبت النفاق في قلبي.. وتزرع الحب والغرام بداخلي، أكاد أطير معها.. لكن إلى أين؟ نعم إلى الهاوية!! تغرس الموسيقى في أضلعي حب المجون.. وحب حقائر الأمور.. فلا أجدني إلا أتخبط في كل ناحية.. دون مصلح أو مرشد..؟؟

    قد تشبع قلبي.. بذلك كله. فلا أجد أي مكان أو حتى ناحية ضيقة لأزرع بها آية أو حديثاً، فحديقة قلبي أثمرت ولكن ثمرها فاسد لم أجد بها ثمرة واحدة يانعة. أتعلمين لماذا يا أماه..؟!

    لأنني سقيتها بماء الغفلة. وبكدر المعصية.. فأصبحت رائحتها نتنة..؟

    الصفحة الثالثة

    السائق.. الأسواق.. السفر للخارج..!! وما أدراك يا أماه من هؤلاء.. جميعهم قد دمروا حياتي، وسلبوا سعادتي، ورموني في كهوف الضياع، أصبحت بهم ضائعة حتى من نفسي وأهلي.. سائق.. أذهب به إلى أي مكان أريد.. أحادثه وأمازحه؟ كأنه أبي أو أخي أو حتى قريبي، بيني وبينه صلة قرابة، أمره فيطيع.. يكتم أحياناً أسراري عنك.. خاصة عند الذهاب إلى مكان لا تريدينه.. أو مكان يمس خلقي.. فلا تلوميني يا أماه إذا اعتبرته هكذا. فأنت دفعتيني لفعل. ما أفعله الآن، فلا حجاب عنه، الزينة بكاملها يراها مني، يرى بياض ساقي، وملامح وجهي، ويشم رائحة عطري، زيادة على ذلك ذهابي معه بدون محرم- فيبادلني الابتسامات والكلمات-!!! أماه.. إنني أسمع قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان )) [ أخرجه الترمذي في السنن إسناده صحيح ]، ((إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان أقرب ما تكن من وجه ربها وهي في عقر بيتها)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام [رواه ابن خزيمة في صحيحه]، فلا تذكر وتفهميني هذا الحديث، ولا تردعيني عن فعل ذلك.! ترجين مني بعد ذلك أن أكون داعية أم باغية والعياذ بالله..!!!

    إليك الفتنة الثانية يا أماه..

    وهي فتنة الأسواق.. بعد ذهابي مع السائق.. أذهب إلى السوق المهالك فألتقي بالبائع.. وأتلطف معه في الكلام وألين له القول فيطمع الذي في قلبه مرض، قال تعالى:{يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً } [سورة الأحزاب: آية 32]، فنتجاذب الحديث إلى أن تكون الطامة الكبرى، فإذا لم تكن محادثتي معه.. فذئاب الأسواق كثيرون ينهشون عظم اللاهية فتنصاع إليهم وتنقاد حتى يفترسونها..!!

    أماه الفتنة الثالثة..

    هي السفر للخارج سواء معك أم مع أبي أم لوحدي فالأمر سيان.. فلا غيرة لدين ولا لبنت ولا أخت ولا أم .. في تلك الغربة تفك القيود بزعمهم، وكأننا خرجنا إلى عالم الإباحيات والطهر والعفاف؟!.. فننسلخ من جميع قيمنا.. وتعاليم ديننا.. هناك.. نخلع الحجاب.. وديننا في غياب ونسينا الحساب.. فنتقدم إلى موائد الكلاب.. فنحادث من نعرف ومن لا نعرف.. كأنهم إخوان لنا في الدين.. مع إنهم يضمرون الحقد والحسد الدفين، ونحن نعلم ذلك جيدا ولا نجهله…!!!

    أماه.. الله تعالى الذي يعبد في كل مكان هناك في بلاد الفسقة وفي بلدي؟!! أليس يراقبنا ويرانا ألا نتقيه؟!! اسمعي إلى قول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [سورة ق: آية 18]. فهو قريب منا،وسيحاسبنا على أعمالنا الدنيئة إن لم نتب ونستغفر ونعبد ونسجد.. أوقات الصلاة هناك مضيعة.. النقود مهدرة .. النفوس لاهية.. أماه.. أماه.. أما آن أن نراقب الله في السر والعلن.. في الصبح ووقت السحر ونذكر هادم اللذات.. ومفرق الجماعات فهو كأس نشربه وباب سندخله.. ما منه ملاذ ومهرب..!!

    هـو المــوت ما منه مــلاذ                   ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركـب
    نشاهد ذا عـين اليقـين حـقيقة                  عـليه مضى طفــل وكــهل وأشـيب

    ولـكـن عـلا الران كـأنـنـا                بـما قــد علمـناه يـقيـناً نـكـذب

    نؤمــل آمـالاً ونرجو نتاجـها                وعل الـردى مـما نـرجــيه أقــرب

    ونبني القصور المشمخرات في الهوى               وفـي علمــنا أنـا نـموت ونـخـرب

    إلى الله نشـكو قسوة في قــلوبنا               وفـي كــل يوم واعـظ الـموت يندب

    الصفحة الرابعة

    {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين }  [سورة الأحزاب: آية 59].

    حجابي يا أماه وليتك تعلمين ما حجابي.. ما يطلق عليه والله حجاب. بل يطلق عليه فستان زفاف غيرت كل ما به .. وأنت راضية لا تنهريني.. ولا توجهيني.. ولا تردعيني.. أخرج عباءتي مزركشة مزينة.. أضف عليها بزينها من العطور والبخور..؟ أما طرحتي فهي على أكتافي.. بطرفها أغطي وجهي ولا أقول أغطيه بل أزينه بهذه الطبقة الشفافة.. وإن تسترت ذلك اليوم فالنقاب الذي أخرج به عيني التي تفتن كل من راني حتى من بنات جنسي وأفتتن بمن أراه لا أغض بصرا.. وتشخص عيني في عين الرجل.. لم يعتريني رهبة ووجل.. ولا حتى خجل.. نسيت وتناسيت قول الله تعالى: {قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن } [سورة النور: آية 30] مزقت ديني وحيائي.. ومن بعدها حجابي.. فلا أراك تزجريني.. ولا تردعيني.. كأن ما أفعله هو الصواب.. فما هي النتيجة..؟!! معاكسات.. مطاردات .. لهو وشقاء وبعدها إلى الهاوية..؟؟ فليس بغريب ذلك كله.. فيداي إلى مرفقي ظاهرة.. وعيني إلى وجنتي كاشفة.. وساقي من تحت العباءة فاتنة..!!

    أماه.. كانت الصحابيات إذا حاذين الرجال سدلن خمارهن وتعففن!! فإلى الله المشتكى من حالي وحال رفيقاتي…!! أماه.. صديقات السوء قد ضيعنني. وإلى هاوية الرذيلة جرفنني.. وإلى سوق المهانة سقنني، تربيتي يا أماه أصحاب الفاسقة فلا منع، أحبها ويتعلق قلبي بما تفعله فلا ردع!! بل تستقبلينهن بأحر عبارات الاستقبال وبعد ذلك ما هو مصيري أنا يا أماه..!!

    الصفحة الخامسة

    المدرسة والمبيت عند أقاربي…

    المدرسة: وليتها مدرسة بالنسبة لي.. بل سجن أريده أن يفك قيوده عني، أتململ في كل ساعة بها.. ولا أطيقها لحظة واحدة.. أحياناً أهرب للمدرسة من جحيم معركة في المنزل لكن لا أجد بها سلوتي.. فأذهب باحثة لاهثة عن طريق أجد فيه سعادتي.. ولكن ما هو هذا الطريق وأين هو؟! وجدته لكن لم أجد فيه أنسي؟ بل وجدت فيه عذابي وشقائي.!! ألا وهو طريق الفتنة والحزن..!! يذهب بي السائق للمدرسة فلا أدخلها بتاتاً، فهناك من ينتظرني بسيارة أخرى فأذهب معه إلى أن أتحرى خروج زميلاتي من المدرسة ثم أعود وأركب سيارتي مع السائق كأنني لم أفعل شيئاً!! أو أنني أذهب، وفي نهاية الوقت وزميلاتي ينصرفن إلى منازلهن، أذهب أنا مع ذلك الشاب.. سامحيني يا أماه كنت أخدعك وأقول لك كنت عند صديقتي فلانة أو عند ابنة عمي.. ! لا تلوميني أماه أنت الملامة وحدك، فقد عودتيني على الكذب والخديعة!! ولم تراقبيني وتحاولين أن تتعرفي مشكلاتي، وعلى حياتي وما يشغل تفكيري.. ومع أذهب؟! وإلى أين أذهب؟! ومتى أذهب؟ وكيف أذهب ولكن عندما تحصل الطامة الكبرى، والكارثة، قلت: لي فقدتك قبل ذلك!! كيف حصل ذلك وأنا وأنت تحت سقف واحد؟! وبدأت الحسرة والندم يأخذان منك يأخذان..!!

    فليتك يا أماه راقبتيني يوماً كل نصف سنة أو حتى سنة .. أماه أنا سأتأفف في بداية الأمر خاصة إذا علمت عواقب ذلك كله، وعواقب ذلك الفعل سأدعو لك من كل قلبي.. لكن تساهلتي معي جدا.. فأمور الحياة وملذاتها  شغلتك عني ونسيتني…!!!

    لا أقول أن سبب انحرافي كله مشاكل في البيت لا ليس ذلك فقط.. بل الفراغ الروحي الذي يحتويني!!! والغفلة والنسيان الذي يعتريني!! فلم يستنشق قلبي عبير الطاعة والإيمان.. ولم يضيء حياتي نور الذكر مما جرفني إلى ذلك الطريق؟!!

    أما المبيت عند أقاربي سمحت لي أن أبيت في منزلهم في صغري، فاعتدت ذلك في كبري، فأنا أبيت عندهم بالأيام فلا تسألين عني.. ولا تخشين علي.. كأنني أبيت في منزلنا.. فلا رقابة ولا خوف علي… فكيف سمحت لي بذلك، فأنت تضعين النار بجانب الوقود وإذا اشتعل فما الفائدة؟!! ربما تقولين ليس لديهم أولاد.. فأين رب الأسرة.. حتى إن كان غير موجود فأين السائق .. حتى إن كان هو الآخر غير موجود.. فسيتشرفني الشيطان في منزلهم.. فلا رقيب ولا محاسب لي. فهم يخجلون بأن يصرحوا لي بأي كلمة أو ينصحوني!!

    فإليك يا أماه هذه القصة. علها تفتح قلوباً غفلى.. وأعيناً عمياً.. وآذاناً صماً. كانت هناك فتاتان بينهما صلة قرابة، فكانت إحداهن لا تتجاوز سنها 10 سنوات والأخرى لا تتجاوز 13 سنة، فكانت التي تعلوها في السن تبيت عند تلك الصغيرة.. وكثر المبيت عندها.. إلا أم الفتاة استنكرت ذلك الوضع؟! فبدأت تحدث أختها وتقول إن ابنتي لم تعد تطيق البيت.. فهي تريدكم دائماً فقالت أختها.. أنا كنت سأحدثك في ذلك.. إن ابنتي تنام مبكرا وتضطر ابنتك المكوث وحدها فأنا أتعجب رغبتها في المبيت عندنا.؟؟ كنت سأقول لك ذلك لكني خشيت أن يخالجك الشك في أننا لا نريدها..؟! فالخالة ليس لديها أولاد فهي مطمئنة لذلك هي ووالدة الفتاة. لكن بعد التحري والتقصي.. ماذا وجد؟! وجد أن الفتاة ترتكب فاحشة الزنا مع من..؟! نعم مع زوج خالتها.. هذا مع أنهم ليس لديهم أولاد.. فكيف ممن تبيت في بيت مليء بالأولاد؟.. فها هي المصيبة العظمى فانجديني يا أماه..!!!

    الصفحة السادسة

    أقف يا أماه عند هذه الصفحة.. وأرثي نفسي قبل موتي.. وأعزيك في ابنتك وأحمل فرائصي على نعشي .. وانسج خيوط كفني بيدي بعد هذه الصفحة.. نعم إنها أخذت مني ما أخذت.. وحرمتني وأذاقتني أقسى أنواع الحرمان.. وأذاقتني الأمرين… مر العار، والخذلان في الدنيا.. ومر الآخرة وما ينتظرني من عقاب.. عليها توقفت حياتي.. وبها قد انتهيت.. نعم إنها صفحة الهاتف.. تساهلت به، والقمتني هذا التساهل بيديك- هنية هنية.. يا أماه حتى خلوت به.. فما الذي وجدته ينتظرني عند سماعته؟!! نعم إنه ذئب هذا الزمان سلبني شرفي، وبعدها رماني في قارعة الطريق ممزقة الأشلاء مقذوفة في الخلاء. أغراني بكلامه المعسول وبحيلته الماكرة. حتى انجرفت في سيله العرم. فانسقت معه كالبهيمة.. بل  فقدت عقلي عند مكالمته.. وأعلنت عاطفتي له..ورغبت فيه.. بعدها هددني إن لم اخرج معه أن يخبرك أنت ووالدي، !فخشيت من أبي، لا أقول كله خوف منك فخرجت معه.. بعدها ماذا يا أماه..؟؟ حصل ما لم تحمد عقباه!!! فما أقول يا أماه ليتك لم تدعيني أمسك سماعة الهاتف إلا للضرورة. ليتك لم تجعلينه أمام ناظري في كل لحظة.. ليتك عاقبتني في كل خطوة.. ليتك فكرتني بآية واحدة من سورة.. ليت يدي شلت قبل المكالمة.. ليست رقبتي شنقت قبل فعل ما فعلت؟!! أماه.. أنا لا أكذبك أنا فعلا كنت أخدعك وأقول: إنني أتحدث مع زميلتي.. لكن للأسف أحادث وغدا من الأوغاد. لكن أنت الملومة يا أماه.. لماذا لا تراقبيني مع من أتحدث والى من أذهب؟!! أماه حصل ما حصل لأنني لم أجدك مسيطرة علي بل العكس.. لم تكوني حاسمة.. لم أذق طعم قوتك وشدتك.. لذلك تساهلت. لأنك لو كنت كذلك لم أتجرأ على فعل ذلك، ولم أفكر حتى فيه ! ولكن الآن لا ينفع الندم والحسرة.. وإلى الله المشتكى من هذه الغفلة!!

    الصفحة الأخيرة

    أود يا أماه في هذه الصفحة أن نبني ما هدم.. ونسقي ما همل.. ونصلح ما كسر.. نود أن نبحث عن العلاج فنتداوى به.. أريدك أن تأخذي بيدي إلى عدة أمور منها..

    أولاً: أعينيني على التخلص من المهلكات. وأعينيني على مجالسة صديقات صالحات، وسماع المحاضرات، ومساعدة الناس، والتقليل من الخروج من المنزل.

    ثانياً: حضور مجالس الذكر.. وقبلها قراءة القران الكريم، وحفظه ! الذي هو خير ما أنزل. لعل الله يغفر ذنباً قد استشرى.. ويرحم قلباً قد تمادى.. ويخفف. دمعاً قد تهادى.. أماه-. في نهاية صفحتي هذه.. وليس بيني وبينك يا أماه نهاية تذكر. ولا محجة تنكر.. ولا دمعة تحجر.. قد آلمني ما خطته يداي لك وأبكاني.. لكن يا أماه.. والله ما قصدت إيلامك.. ولا جرح مشاعرك بل قصدت تذكير قلوب لاهية. خشيت عليها من الهاوية؟ فتقبلي اعتذاري وأسفي لما وجهته لك من خطاب.. وما بدر مني من عتاب.. سامحيني.. سامحيني يا أماه وادعي لي بالهداية والتوبة، ابنتك.. أختي.. بعدما سمعت من ابنتك التي هي قطعة من جسدك.. سمعت بكاءها.. فهلا حان الوقت لإيقاظ قلوب غافلة.. والمبادرة بالحفاظ على تلك الأمانة؟! ورد كيد عدوان الذين يريدون الإطاحة والطعن بالدين؟!! فهذه موعظة والله ما قيلت إلا لتذكرك بما عليك من حقوق وواجبات، فما قيلت لضياع الوقت ولا فقط للإنصات والصمت.. بل قيلت تذكرك.. ولما سمعتيه توعظك.. وإلى رب الأرباب تقربك.. وإلى باب التوبة تقودك.. هذا وندعو الله تعالى أن يرد كيد الكائدين.. ويحمي حوزة الدين، وأن يهدينا للصراط المستقيم، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح شبابنا وشاباتنا.. واخذل أعداءنا وانصر شرعنا.. وسدد سهامنا.. وفك أسرنا وأشف مرضانا.. اللهم اجعل لما وكلته إلينا من الحقوق مؤدين.. ولمسؤولياتنا وأماناتنا محافظين، وإلى الجنة مقربين وعن النار مزحزحين.. ومن الذنوب ممحصين وعلى الصراط عابرين.. وفي يوم الحشر من الفائزين وفي قيودنا آمنين. وعند سؤال الملكين من المجيبين. اللهم أحسن ختامنا. وتقبل قيامنا.. واستر عوراتنا وأجب دعواتنا.. وآنس وحشتنا.. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322241
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة الثامنة :مفاسد المغالاة في المهور..لشيخ بن باز – ومحمد بن إبراهيم  
    مفاسد المغالاة في المهور
    رسالة إلى أولياء الأمور
    كتبها
    سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف

    سماحة الشيخ/عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

    الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

    أما بعد:

    فإن الله قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب والحكمة، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى توفاه الله، وقد أكمل به الدين، وأتم به النعمة، ودرج على سبيله خلفاؤه الراشدون ومن تبعهم بإحسان، وأمر عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر منهم وهم العلماء والأمراء، كما أوجب سبحانه على أولي الأمر النصح لرعيتهم، والاهتمام بشئون من ولاهم الله أمرهم وحملهم على ما يصلحهم ويضمن مصالحهم في شئون دينهم ودنياهم، وأخذهم بحكم الله، ورسوله؛ فيلزمونهم بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه، كما أوجب عليهم أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول- أي إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وإن من الأشياء التي تمادى الناس فيها حتى وصلوا إلى حد الإسراف والتباهي (مسألة التغالي في المهور) والإسراف في الألبسة والولائم ونحو ذلك وقد تضجر علماء الناس وعقلاؤهم من هذا لما سببه من المفاسد الكثيرة التي منها تأيم كثير من النساء بسبب عجز كثير من الرجال عن تكاليف الزواج، ونجم عن ذلك مفاسد كثيرة متعددة. وبدافع الغيرة الدينية والسعي وراء الصالح العام رأى ولاة الأمور وقادة الناس من رجال الدولة وعلماء الدين وأعيان البلاد أن الضرورة الملحة للمحافظة على عورات المسلمين وإحصان فروجهم تدعو إلى وضع حد لهذا الأمر الذي تباه فيه الناس حتى خرجوا فيه عن الحد المألوف المرغب فيه من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مستوى لا يستطيع الكثير من الناس معه إعفاف فروجهم وبناء على ذلك جرت اجتماعات وكتابات من طلبة العلم وغيرهم للنظر في هذا الموضوع ولم يبق إلا إصدار فتوى يتمشى الناس على ضوئها، ويحملهم ولاة الأمر على العمل بها، فاستعنت بالله وبحثت الموضوع من جميع أطرافه وتحرر ما يلي:

    1.    أن تخفيف الصداق وعدم تكليف الزوج بما يشق عليه مأمور به شرعا باتفاق العلماء سلفا وخلفا، وهو السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الإمام الموفق ابن قدامة في (المغني): استحباب عدم المغالاة في الصداق والأحاديث الواردة في ذلك منها ما روي عن عائشة رضي الله عنها، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة).. رواه أبو حفص بإسناده، ومنها ما رواه أبو العجفاء قال: قال عمر رضي الله عنه: ((ألا لا تغلوا صداق النساء، فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشر أوقية، وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في قلبه، حتى يقول كلفت لكم عرق القربة)) أخرجه النسائي وأبو داود مختصرا.

    ثم قال الموفق: ولا تستحب الزيادة على هذا- يعني صداق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إذا كثر ربما تعذر عليه فيتعرض للضرر في الدنيا والآخرة) انتهى.

    وعقد الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد فصلا خاصا بقضائه صلى الله عليه وسلم في الصداق قال فيه: ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (( كان صداق النبي صلى الله عليه وسلم  لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا فذلك خمس مائة)).. وقال عمر رضي الله عنه: ( ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية.. قال الترمذي: حديث حسن صحيح .. انتهى.

    وفي سنن أبي داود من حديث جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعطى في صداقي ملء كفه سويقا أو تمرا فقد استحل)) .. وفي الترمذي: أن امرأة من فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رضيت من نفسك ومالك بنعلين؟)) قالت: نعم. فأجازه).. قال الترمذي حديث صحيح.

    وفي الصحيحين: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله قد وهبت نفسي لك، فقامت طويلا، فقال رجل: يا رسول الله زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل عندك من شيء تصدقها إياه )).. قال: ما عندي إلا إزاري هذا.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنك إن أعطيتها إزارك جلست ولا إزار لك فالتمس شيئا)).. قال: لا أجد شيئا.. قال صلى الله عليه وسلم : فالتمس ولو خاتما من حديد، فالتمس ولم يجد شيئا.. قال صلى الله عليه وسلم: ((هل معك شيء من القرآن )) قال: نعم، سورة كذا، وسورة سماها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زوجتكها بما معك من القرآن)) ثم قال ابن القيم:فتضمنت هذه الأحاديث أن الصداق لا يتقدر أقله وأن قبضة السويق وخاتم الحديد والنعلين يصح تسميتها مهراً وتحل به الزوجة. وتضمنت أن المغالاة في المهر مكروهة في النكاح، وأنها من قلة بركته وعسره. إلى أن قال: ومن ادعى في هذه الأحاديث التي ذكرناها اختصاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنها منسوخة أو أن عمل أهل المدينة على خلافها فدعوى لا يقوم عليها دليل والأصل يردها. وقد زوج سيد أهل المدينة من التابعين سعيد بن المسيب ابنته على درهمين ولم ينكر عليه أحد بل عد ذلك من مناقبه وفضائله وقد تزوج عبد الرحمان بن عوف على صداق خمسة دراهم وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.

    وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم على حديث عائشة في صداق النبي صلى الله عليه وسلم: استدل بهذا الحديث على أنه يستحب كون الصداق خمسمائة درهم.. انتهى

    وخمسمائة الدرهم: اثنتي عشرة أوقية ونصف، لأن الأوقية أربعون درهماً، والدرهم نصف مثقال وخمس مثقال؛ فعشرة الدراهم سبعة مثاقيل وهي تساوي من الريالات العربية مائة وأربعين ريالاً تقريباً.

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الاختيارات: كلام الإمام أحمد أن يكون الصداق أربعمائة درهم، وهذا هو الصواب مع القدرة واليسار، فيستحب بلوغه ولا يزاد عليه. أ . هـ.

    2.    إن الزوج إذا تكلف من الصداق ما لا يقدر عليه ولا يتناسب مع حاله استحق الإنكار عليه؛ لأنه فعل شيئاً مكروهاً، ولو كان ذلك الصداق دون صداق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئاً)). قال:قد نظرت إليها. قال: ((على كم تزوجتها))؟قال: على أربع أواق. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل!ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه)). قال:فبعث بعثاً بعث ذلك الرجل فيهم.

    قال النووي في شرحه لهذا الحديث: معنى هذا الكلام كراهة إكثار المهر بالنسبة إلى حال الزوج. وقال أبو المحاسن في(المعتصر من المختصر من مشكل الآثار):الحق أن الإنكار على من زاد على المقدار الذي يناسب حاله وحالها؛ لأنه من الإسراف المذموم، لا عن مطلق الزيادة فإنها مباحة. أ. هـ.

    وروى أحمد الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم في المستدرك عن أبي حدرد الأسلمي: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة قال: ((كم أمهرتها)).. قال: مائتي درهم… قال: ((لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم)).. قال في مجمع الزوائد: رجال أحمد رجال الصحيح.

    3.    ومما لاشك فيه أن الزواج أمر مشروع مرغوب فيه، وفي غالب الحالات يصل إلى حد الوجوب، وأغلب الناس لا يتمكن من الوصول إلى هذا المشروع أو المستحب مع وجود هذه المغالاة في المهور. ومات المعلوم أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن هذا يؤخذ مشروعية إرشاد الناس وردعهم عن التمادي في هذا الأمر الذي يحول دون المرء ودون فعل ما أوجبه الله عليه، لا سيما والأمر بتقليل المهر لا يتضمن مفسدة، بل هو مصلحة محضة للزوج والزوجة، بل هو أمر محبوب للشارع مرغب فيه كما تقدم.

    4.    إن امتناع ولي المرأة من تزويجها بالكفء إذا خطبها ورضيت به إذا لم يدفع ذلك الصداق الكثير الذي يفرضه من أجل أطماعه الشخصية أو لقصد الإسراف والمباهاة أمر لا يسوغ شرعا، بل هو من باب العضل المنهي عنه الذي يفسق به فاعله إذا تكرر،وتنتقل بسببه الولاية إلى غيره، وفي حالة عضل الأولياء كلهم لولي الأمر أن يتدخل ويتولى التزويج بنفسه.

    5.    أن كثرة المهور والمغالاة فيها عائق قوي للكثير من التزوج ولا يخفى ما ينجم عن ذلك من المفاسد الكثيرة وتفشي المنكرات بين الرجال والنساء، والوسائل لها حكم الغايات، والشريعة المطهرة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، ولو لم يكن في السعي في تقليل المهور إلا سد الذرائع المسببة فعل المحرمات لكفى.

    6.     ذكر العلامة ابن القيم- رحمه الله تعالى- في كتابه (أعلام الموقعين) فصلا في تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد، وذكر في هذا الفصل أن أساس الشريعة ومبناها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وأنها عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل. أ. هـ.

    ولا يخفي ما سببته المغالاة في المهور من المفاسد، فكم من حرة مصونة عضلها أولياؤها وظلموها فتركوها أيما بدون زوج ولا ذرية

    وكم من امرأة ألجأها ذلك إلى الاستجابة لداعي الهوى والشيطان فجرت العار والخزي  على نفسها وعلى أهلها وعشيرتها مما ارتكبته من المعاصي التي تسبب غضب الرحمن!!

    وكم من شاب أعيته الأسباب فلم يقدر على هذه التكاليف التي ما أنزل الله بها من سلطان فاحتوشته الشياطين وجلساء السوء حتى أضلوه وأوردوه موارد العطب والخسران، فخسر أهله، وفسد ا تجاهه، بل خسرته أمته ووطنه، وخسر دنياه وآخرته!!

    7.    أن كثرة الصداق هـان كان فيها شيء من المصلحة للمرأة وأوليائها فإنما يترتب على ذلك من المفاسد يربو على تلك المصلحة إن وجدت، والقاعدة الشرعية أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

    8.    أن الواجب على ولاة الأمور الاهتمام بأمر رعيتهم ودفع الشر عنهم، ولا سيما في أمور الدين وحيث عرفنا مما تقدم ما يترتب على المغالاة في المهور من الشرور فإن الواجب على ولاة الأمور التدخل في هذا الموضوع ووضع حد لهذا السرف والمباهاة اللذين سببا عضل النساء وظلمهن وغير ذلك مما تقدمت الإشارة

    9.    ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في (كتاب الحسبة) في بحث التسعير أنه إذا تضمن العدل بين الناس مثل إكراههم على ما يجب عليهم من المعاوضة بثمن المثل ومنعهم مما عليهم من أخذ زيادة على عوض المثل جائز، بل واجب، ، الناس على تخفيف المهور والحالة ما تقدم من هذا الباب لأن المقصود به العدل والخير للرعية.

    10.  أما قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا}[النساء:20]فغاية ما يدل عليه جواز دفع القادر للقنطار لا تكليف – عنه به ومنع الرجل موليته من النكاح بالكفء إلا إذا بذله؛ إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أبي حدرد الأسلمي إمهارة مائتين، وعلى الرجل المتزوج امرأة من الأنصار بأربع أواق، لكون ذلك لا يناسب حالهما، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المبينة لكتاب الله والمفسرة له. كالجواب لمن يرى أن في الآية دلالة على جواز المغالاة في ، وإلا فهناك قول آخر قوي، وهي أنها لا تدل على جواز قال أبو حيان في (البحر المحيط): قال قوم لا تدل على ذلك – أي على إباحة المغالاة في الصداق- لأنه تمثيل على جهة المبالغة في الكثير، كأنه قيل: وآتيتم هذا المقدار العظيم الذي لا يؤتى لأحد، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم: (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة)) ومعلوم أن المسجد لا يكون كمفحص قطاة، وإنما هو تمثيل للمبالغة في الصغر، وقد قال لمن أمهر مائتين وجاء ليستعين في مهره وغضب صلى الله عليه وسلم وقال: ((كأنكم تقطعون الذهب والفضة من عرض الحرة)).

    ونقل أبو حيان عن الفخر الرازي أنه قال: لا دلالة فيها على المغالاة، لأن قوله تعالى: {وآتيتم } لا تدل على جواز إيتاء القنطار، ولا يلزم من جعل الشيء شرطا لشيء آخر كون ذلك الشرط في نفسه جائز الوقيع، كقوله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل له قتيل فأهله بخير النظرين )).. وبهذا يتبين أنه لا مبرر في الآية لتكليف العاجز ما لا يقدر عليه، ولا لعضل النساء والتضحية بمستقبلهن وإهدار كرامتهن في سبيل الوصول إلى الأطماع والجشع والمباهاة.

    11.                       أما القصة المروية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي ما روى أو يعلى من طريق محمد ابن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الرحمن، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: ركب عمر بن الخطاب رضي الله عنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم ،، فلا أعرفن ما زاد الرجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم… قال: ثم نزل، فاعترضته امرأة من قريش فقالت:يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم، فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطاراً}  [النساء: 20]. قال: فقال: اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر، ثم رجع فركب المنبر فقال: أيها الناس إني نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل، قال: قال أبو يعلي وأظنه قال: فمن طابت نفسه فليفعل. أ. هـ.

    فالجواب عنها أن زيادة اعتراض المرأة عليه لها طرق لا تخلوا من مقال: منها طريق أبي يعلى المتقدمة فيها مجالد بن سعيد وقد قال الإمام أحمد فيه: يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس ليس بشيء. وقال ابن معين وغيره: لا يحتج به. وقال البخاري فيه: ضعيف. وتكلم فيه جملة من أئمة الجرح والتعديل بغير ذلك ومن طرق القضية طرق أخرى عند ابن المنذر من رواية قيس ابن الربيع، وقد تكلم فيه غير واحد كالبخاري وابن مهدي ويحيى بن معين وغيرهم وذكره البخاري في الضعفاء وقاك النسائي في (كتاب الضعفاء والمتروكين): قيس بن الربيع متروك الحديث. وحيث أن طرق القصة لا تخلو من مقال فإنها لا تصلح للاحتجاج ولا لمعارضة تلك النصوص الثابتة المتقدم ذكرها، لا سيما وأنه لم ينقل عن أحد من الصحابة مخالفة عمر أو الإنكار عليه غير ما جاء عن هذه المرأة، وقد علمت كلام العلماء في سند قصتها.

    وحينئذ فكلام عمر وهو المحدث الملهم إذا خلا من هذه الزيادة موافق لتلك النصوص وملزم بالعمل بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ))… وقال: ((اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر)).

    إذا تقرر هذا فإن الطريق الذي نرى حمل الرعية على العمل به في هذا الصدد يتلخص فيما يلي:

    ·       بالنسبة للرياض ومكة وجدة والمدينة وغيرها من مدن المملكة الكبار نرى أن يكون الحد الأعلى للصداق أربعة آلاف ريال فأقل، حسب مراتب الناس وأحوالهم، ومعها من التوابع ما يتلاءم مع مقدار الصداق.

    ·       أما بالنسبة لغير من ذكر هنا فنرى أن يكتب لكل قاضي بلدة وأميرها أن يجتمع أعيانهم ويخبرهم بإلزام ولاة الأمور لهم بتخفيض المهور، ثم يستعرضون حالة مواطنيهم ويتفقون على ما يتناسب مع حالتهم، ملاحظين حالة الأضعف ومتوسط الحال منهم، وما تم اتفاقهم عليه تعين الإلزام به.

    ·       الذين سبقوا في هذا الميدان واتفقوا فيما بينهم من بعض القبائل في الحجاز وتهامة وغيرهم بدافع من أنفسهم وغيرة منهم على محارمهم على صداق يتلاءم مع مستوى حالتهم المادية مراعين في ذلك حالة الأضعف منهم فهؤلاء يضجعون على الاستمرار على ما هم عليه ولا يمكن أحد من أفراد تلك الجهات مخالفة ما اتفقوا عليه.

    ·       يلزم الجميع بمنع استعمال آلات اللهو والطرب والأغاني،وعلاوة على ذلك يمنع الدف هـان كان أصله مباحا؛ نظرا لما ارتكب بسببه من التوسع في استعمال آلات اللهو والطرب المحرمة واختلاط الرجال بالنساء، ورفع النساء أصواتهن بالأغاني، إقلاق راحة المجاورين بتلك الأصوات المنكرة، مع ما يقترن لك من بذل الأموال في سبيل غير مشروع للمغنيات وغيرهن.

    ·       يلاحظ القضاء على كل ما من شأنه الإسراف والبذخ والتطاول من تلك التكاليف التي كان لها السبب في المغالاة في المهور : كالإسراف في الولائم،والأثاث كغرف النوم، والألبسة كالفساتين ونحوها، والحلي كالعقود الثمينة ونحوها.

    ·       يكتفي بوليمة واحدة لا إسراف فيها، سواء كانت عند الزوج أو عند أهل الزوجة حسبما يحصل الاتفاق عليه، مع أن أصل شرعيتها من جانب الزوج وبناء على ذلك تلغى الحفائل، والمباهاة.

    ·       يجعل في كل بلد لجنة رقابة مرجعها القاضي تتولى ملاحظة تطبيق ما تقدم، ومن ثبتت مخالفته فيعاقب بعقوبة مالية، وتصادر الزيادة، وترصد للمحتاجين للزواج، كما يبلغ مأذون عقود الأنكحة أخذ التعهد على كل من أراد عقد زواج بأن لا يزيد على ما ذكر.

    ·        متى امتنع ولي المرأة من تزويجها بالكفء الذي رضيته بدافع الطمع والرغبة منه في الزيادة على ما تقرر فلولي الأمر التدخل في الموضوع بالوجه الشرعي.

    ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويثبتهم على دينهم ويعيذنا وإياهم من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

    وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

    أملاه الفقير إلى ربه
    محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ

    قرار هيئة كبار العلماء
    رقم 52 بتاريخ 4/4/1397هـ في تحديد مهور النساء

    الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وبعد:

    فإن مجلس هيئة كبار العلماء قد اطلع في دورته العاشرة المعقودة في مدينة الرياض فيما بين يوم 21 / 3/ 1397هـ،4/ 4/ 1397هـ على البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة من هيئة كبار العلماء في موضوع تحديد مهور النساء بناءا على ما قضى به أمر سمو نائب رئيس مجلس الوزراء من عرض هذا الموضوع على هيئة كبار العلماء لإفادة سموه بما تقرر وجرى استعراض بعض ما رفع للجهات المسئولة عن تمادى الناس في المغالاة في المهور والتسابق في إظهار البذخ والإسراف في حفلات الزواج وبتجاوز الحد في الولائم وما يصحبها من إضاءات عظيمة خارجة عن حد الاعتدال ولهو وغناء بآلات طرب محرمة بأصوات عالية قد تستمر طوال الليل حتى تعلو في بعض الأحيان على أصوات المؤذنين في صلاة الصبح وما يسبق ذلك من ولائم الخطوبة وولائم عقد القران، كما استعرض بعض ما ورد في الحث على تخفيف المهور والاعتدال في النفقات والبعد عن الإسراف والتبذير فمن ذلك قول الله تعالى: {ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}[الإسراء: 26، 27].. وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا. قالت: أتدري ما النش؟ قلت: لا.. قالت: نصف أوقية فذلك خمسمائة درهم.

    وقال عمر رضي الله عنه: ما علمت رسول الله نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من عشرة أواقي. قال الترمذي [حديث حسن صحيح]. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج امرأة برجلاً بما معه من القرآن

    وروى الترمذي وصححه أن عمر رضي الله عنه قال: لا تغلوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية وإن كان الرجل ليبتلى بصدقة امرأته حتى يكون عداوة في نفسه وحتى يقول كلفت لك علق القربة.

    والأحاديث والآثار في الحض على الاعتدال في النفقات والنهي عن تجاوز الحاجة كثيرة معلومة وبناء على ذلك ولما يسببه هذا التمادي في المغالاة في المهور والمسابقة في التوسع في الولائم بتجاوز الحدود المعقولة وتعدادها قبل الزواج وبعده وما صاحب ذلك من أمور محرمة تدعو إلى تفسخ الأخلاق من غناء واختلاط الرجال بالنساء في بعض الأحيان ومباشرة الرجال لخدمة النساء في الفنادق إذا أقيمت الحفلات مما يعد من أفحش المنكرات ولما يسببه الانزلاق في هذا الميدان من عجز الكثير من الناس عن نفقات الزواج فيجرهم ذلك إلى الزواج من مجتمع لا يتفق في أخلاقه وتقاليده مع مجتمعنا فيكثر الانحراف في العقيدة والأخلاق بل قد يجر هذا التوسع الفاحش إلى انحراف الشباب من بنين وبنات، ولذلك كله فإن مجلس هيئة كبار العلماء يرى ضرورة معالجة هذا الوضع معالجة جادة وحازمة بما يلي:

    1.    يرى المجلس منع الغناء الذي أحدث في حفلات الزواج بما يصحبه من آلات اللهو وما استأجر له من مغنيين ومغنيات وبالات تحبير  أصوت لأن ذلك منكر محرم يجب منعه ومعاقبة فاعله.

    2.     منع اختلاط الرجال والنساء في حفلات الزواج وغيرها ومنع دخول الزوج على زوجته بين النساء السافرات ومعاقبة من يحصل عندهم ذلك من زوج وأولياء الزوجة معاقبة تزجر عن مثل هذا المنكر.

    3.    منع الإسراف وتجاوز الحد في ولائم الزواج وتحذير الناس من ذلك بواسطة مأذون عقود الأنكحة وفي وسائل الإعلام وأن يرغب الناس في تخفيف المهور ويذم لهم الإسراف في ذلك على منابر المساجد وفي مجالس العلم وفي برامج التوعية التي تبث في أجهزة الإعلام.

    4.    يرى المجلس بالأكثرية معاقبة من أسرف في ولائم الأعراس إسرافا بينا وأن يحال بواسطة أهل الحسبة إلى المحاكم لتعزير من يثبت مجاوزته الحد بما يراه الحاكم الشرعي من عقوبة رادعة زاجرة تكبح جماح الناس عن هذا الميدان المخيف لأن من الناس من لا يمتنع إلا بعقوبة، وولي الأمر وفقه الله عليه أن يعالج مشاكل الأمة بما يصلحها ويقضي على أسباب انحرافها وأن يوقع على كل مخالف من العقوبة ما يكفي لكفه.

    5.    يرى المجلس الحث على تقليل المهور والترغيب في ذلك على منابر المساجد وفي وسائل الإعلام، وذكر الأمثلة التي تكون قدوة في تسهيل الزواج إذا وجد من الناس من يرد بعض ما يدفع إليه من مهر أو اقتصر على حفلة متواضعة لما في القدوة من التأثير.

    6.     يرى المجلس أن أنجح الوسائل في القضاء على السرف والإسراف أن يبدأ بذلك قادة الناس من الأمراء والعلماء وغيرهم من وجهاء الناس وأعيانهم وما لم يمتنع هؤلاء من الإسراف وإظهار البذخ والتبذير فإن عامة الناس لا يمتنعون من ذلك لأنهم تبع لرؤسائهم وأعيان مجتمعهم فعلى ولاة الأمر أن يبدأوا في ذلك بأنفسهم ويأمروا به ذوي خاصتهم قبل غيرهم ويؤكدوا على ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم واحتياطا لمجتمعهم لئلا تتفشى فيه العزوبة التي ينتج عنها انحراف الأخلاق وشيوع الفساد وولاة الأمر مسئولون أمام الله عن هذه الأمة وواجب عليهم كفهم عن السوء ومنع أسبابه عنهم وتقصي الأسباب التي تثبط الشباب عن الزواج ليعالجوها بما يقضي على هذه الظاهرة. والحكومة أعانها الله ووفقها قادرة بما أعطاها الله من إمكانيات متوفرة ورغبة أكيدة في الإصلاح أن تقضي على كل ما يضر بهذا المجتمع أو يوجد فيه أي انحراف وفقها الله لنصرة دينه وإعلاء كلمته وإصلاح عباده وأثابها أجزل الثواب في الدنيا والآخرة وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

    هيئة كبار العلماء

    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج

    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من إخواننا المسلمين وفقني الله وإياهم لما يحبه ويرضاه وجنبنا جميعا الوقوع فيما حرمه ونهى عنه آمين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أما بعد:

    فقد شكا إلى العديد من أهل الغيرة والصلاح ما فشى في المجتمع من ظاهرة المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج وتنافس الناس في البذخ وإنفاق الأموال الطائلة في ذلك وما يقع في الحفلات غالبا من الأمور المحرمة المنكرة كالتصوير واختلاط الرجاء بالنساء وإعلان أصوات المغنين والمغنيات بمكبرات الصوت واستعمال آلات الملاهي وصرف الأموال الكثيرة في هذه المحرمات وكل ذلك مما أدى بكثير من الشباب إلى الانحراف عن الزواج لعدم قدرتهم على دفع تكاليفه الباهظة، وإنما الجائز في الأعراس للنساء خاصة ضرب الدف والغناء العادي بينهن إعلانا للنكاح وتمييزا له عن السفاح كما جاءت ألسنة بذلك بدون إعلان ذلك بمكبرات الصوت وحيث أن الكثير من الناس يفعلون تلك الأمور المحرمة تقليدا للآخرين وجهلا بسنة سيد الأولين والآخرين رأيت كتابة هذه الكلمة نصحا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فأقول والله المستعان…

    من المعلوم أن النكاح من سنن المرسلين وقد أمر الله ورسوله به قال تعالى: {فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } [النساء: 3]،وقال تعالى:{وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم } [النور:32]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه له وجاء))، وقال في حديث آخر:((لكني أصوم وأفطر وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)). إن على المسلمين عامة وولاة أمورهم خاصة أن يعملوا على تحقيق هذه السنة وتيسيرها تحقيقا لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) وروى مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن قال سألت عائشة رضي الله عنها كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: ((كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا، قالت: ((أتدري ما النش )) قلت: لا. قالت:((نصف أوقية فذلك خمسمائة درهم )) وقال عمر رضي الله عنه:((ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته عل أكثر من اثنتي عشرة أوقية قال الترمذي: حديث حسن صحيح وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج امرأة على رجل فقير ليس عنده شيء من المال بما معه من القرآن وروى أحمد والبيهقي والحاكم أن من يمن المرأة تيسير خطبتها تيسير صداقها ومع هذه السنة الواضحة الصريحة من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله فقد وقع كثير من الناس فيما يخالفها كما خالفوا أمر الله ورسوله في إنفاق الأموال في غير وجهها فقد حذر الله في كتابه العزيز من الإسراف والتبذير فقال:{ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا} [الإسراء: 26- 27]، وقال سبحانه: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} [الإسراء: 29]، وأخبر عز وجل أن من صفات المؤمنين التوسط والاعتدال في الإنفاق فقال تعالى:{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [الفرقان: 167]، وقال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } [النور: 32]. فأمر بإنكاح الأيامى أمرا مطلقا ليعم الغني والفقير وبين أن الفقر لا يمنع التزويج لأن الأرزاق بيده سبحانه وهو قادر على تغيير حال الفقير حتى يصبح غنيا، وإذا كانت الشريعة الإسلامية قد رغبت في الزواج وحثت عليه فإن على المسلمين أن يبادروا. إلى امتثال أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتيسير الزواج وعدم التكلف فيه وبذلك ينجز الله لهم ما وعدهم قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ((أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى)) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:((التمسوا الغنى في النكاح))

    فيا عباد الله اتقوا الله في أنفسكم و فيمن ولاكم عليهن من البنات والأخوات وغيرهن وفي إخوانكم المسلمين واسعوا جميعا إلى تحقيق البر في المجتمع وتيسير سبل نموه وتكاثره ودفع أسباب انتشار الفساد والجرائم ولا تجعلوا نعمة الله عليكم سلما إلى عصيانه وتذكروا دائما أنكم مسؤولون ومحاسبون على تصرفاتكم كما قال تعالى:{فوربك لنسألنهم أجمعين . عما كانوا يعملون}[الحجر:92-93] وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به))، وبادروا إلى تزويج أبنائكم وبناتكم مقتدين بنبيكم وصحابته الكرام والسائرين على هديهم وطريقهم واحرصوا على تزويج الأتقياء ذوي الأمانة والدين واقتصدوا في تكاليف الزواج ووليمته ولا تغالوا في المهور أو تشترطوا دفع أشياء تثقل كاهل الزوج، وإذا كانت لديكم فضول أموال فأنفقوها في وجوه البر والإحسان ومساعدة الفقراء والأيتام. وفي الدعوة إلى الله وإقامة المساجد فذلك خير وأبقى وأسلم في الدنيا والآخرة من صرفها في الولائم الكبيرة ومباهاة الناس في مثل هذه المناسبات، وليتذكر كل من فكر في إقامة الحفلات الكبيرة وإحضار المغنين والمغنيات لها ما في ذلك من الخطر العظيم وأنه يخشى عليه بذلك أن يكون ممن كفر نعمة الله ولم يشكرها وسوف يلقى الله ويسأله عن كل ما عمل فليقتصد في ذلك وليتحرى في حفلات الأعراس وغيرها ما أباح الله دون ما حرم وينبغي لعلماء المسلمين وأمرائهم وأعيانهم أن يعنوا بهذا الأمر وأن يجتهدوا في أن يكونوا أسوة حسنة لغيرهم لأن الناس يتأسون بهم ويسيرون ورائهم في الخير والشر فرحم الله امرئ جعل من نفسه أسوة حسنة وقدوة طيبة للمسلمين في هذا الباب وغيره ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجره شيئا)) الحديث.

    وأسأل الله أن يمن على المسلمين بالتوبة الصادقة والعمل الصالح والفقه في الدين والعمل بالشريعة المطهرة في كل شؤونهم حتى تستقيم أمورهم وتصلح أحوالهم ويسعد مجتمعهم ويسلموا من غضب الله وأسباب عقابه والله الهادي إلى سواء السبيل.

    وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    مفتي عام المملكة

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322242
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة التاسعة :رسائل متبادلة بين الزوجيين  
    رسائل متبادلة بين زوجين

    إعداد / عبدالملك قاسم

    المقدمة

    الحمد لله الذي جعل بين الأزواج مودة ورحمة، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

    فإن الأسرة في الإسلام هي قوام المجتمع وعماده. اهتم بها الإسلام أيما اهتمام، ووردت آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل تنظم هذه الأسرة وتقيم صلبها وتعالج مشاكلها، وأفاضت السنة النبوية المطهرة فأتمت الأمر وأوضحته، وكانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خير مثال على حسن رعاية الأسرة وتعليمها والمحافظة عليها والقيام بحقوقها.

    ولقلة ما في الساحة الإسلامية من كتيبات صغيرة تعالج مشاكل الأسرة وتحيي سعادتها- وتعيد لها مكانتها العظيمة.. سطرت هذا الكتاب بأسلوب جديد، آملاً أن يكون فيه الخير والفائدة حتى تكون الأسرة المسلمة مستقرة هانئة مطمئنة؛ لتخرج لنا جيلا تقر به أعين المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قبل فتح الرسالة
    للرسائل عموماً وقع خاص في النفس.. وفي الرسائل المتبادلة بين الأحباب والأصحاب من علامات الرقي وحسن التربية ونبل المودة الشيء الكثير! فهي تقرب القلوب وتزيل إحن الصدور، وتنشر المودة، وتبقي المحبة!

    وهذه رسائل عتاب ومودة بين زوجين تحكي واقعا ملموسا ومشاهدا.. ولم آت فيها بجديد، وإنما هي أمور بدهية أحببت أن ألفت النظر إليها، والتأكيد على أهميتها، لعل فيها إصلاح ما تهدم، ووصل ما تقطع، وجمع ما تشتت.. وهي إشارات متتالية إلى كل زوج وزوجة.

    يا زوجي
    قبل سنوات مضت فرحت وأنا أزف إليك،معتزة بقوامتك علي سعيدة باقترانك بي..واليوم لا تساورني ندامة ولا دمعة حزن على زاوجي منك.. بل لك من المودة أعلاها، ومن المحبة أكملها وأسماها.. فالحمد لله الذي جعل لك في قلبي سكنا، وفي نفسي طمأنينة، وفي حديثي فخرا واعتزازا، وأحمد الله عز وجل فلا يظهر بيني وبينك تنافر في الخلق، ولا تباين في المزاج، ولا اختلاف في الطبائع.. بل وجدتك نعم الرجل متمسكا بقول الله تعالى:{الرجال قوامون على النساء لما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}،ووجدت أثر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم على قولك وفعلك ((.. واستوصوا بالنساء خيرا.. )).

    فأنعم بك من رجل قام بحقوق الله تعالى وحقوق بيته، وأبشر بنصيب وافر من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم )).

    ونحن نسير سويا في هذه الدنيا، نرى ونسمع من قد تنكب الصراط، أو زلت به القدم.. فخالف أمر الله عز وجل وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم في القوامة وحسن المعاملة والصفح عن زلات أهل بيته.. والبعض أهملهم وبخسهم حقوقهم.. وإن كنت يا زوجي أربأ بك أن تحمل صفة من تلك الصفات وزلة من تلك الزلات، فإني كتبتها للذكرى، والمؤمن مرآة أخيه، والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششة.. وعهدتك تحب الحوار وتستمع له،ولك قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم،ومن سار على خطاهم، والعاقل الأريب الفطن الكيس من يستمع إلى قول الحق، فما بالك بمن يطلب الحق.. ولطول الطريق فقد يقع ما يكدر مسيرة الحياة الزوجية، وقد تكون هذه العثرات باب شؤم، وطريق معصية، ومفترق طرق، فأحببت أن أذكرك بها علك تنصح بها من وراءك من الأحباب والأصحاب.. إنها أنات زوجات، وآهات أمهات..

    إنها جلسة وحديث من زوجة إلى زوجها ولا يبخس الرجل العاقل حديث النصيحة.. بل هو مستمع منصت رفعه الأدب وزانه العقل، محتسباً الإصلاح أجرا ومثوبة!

    يا زوجي العزيز:

    ·   لا أرى لك اهتماما بأمر العقيدة الذي عليه مدار الإسلام والإيمان.فقد تراخيت في أمر التوكل على الله،ووكلت الأمر للأسباب. قال ابن رجب عن التوكل:((هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة..))

    وقال ابن القيم: ((التوكل: نصف الدين )).

    والناس في هذه الأزمان على ثلاث مراتب:

    الأول: من تواكل وقعد عن العمل ولم يأخذ بالأسباب وهذا مخالف لسنة الله عز وجل في الكون.

    الثاني: من قام بالأسباب وترك التوكل، وهؤلاء هم الماديون وأتباعهم.

    الثالث: أهل الحق، من قاموا بالأسباب وتوكلوا على الله عز وجل، وهذا هو طريق الأنبياء والمرسلين، فهم يعملون للجنة ويتوكلون على الله، ويسيرون في مصالحهم وهم متوكلون على الله عز وجل، ويجاهدون وهم مستعدون متوكلون.

    فكن يا زوجي في أعلى المراتب وأسماها متوكلا عاملا، كما هو قدوتنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    ·       يا زوجي الحبيب:

    تبدت أمور خطيرة تهدم الدين من أساسه، ومن أخطر تلك المعاول: موافقتك للذهاب لمن تعرف في قرارة نفسك أنه من المشعوذين والدجالين، وقد حذر الله عز وجل ورسوله من ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: ((من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)).

    وإن لبسوا عليك بالاسم وقالوا هو: طبيب شعبي.. فالأسماء لا تغير الأمر!

    واسمع- يا زوجي- في أوساط الرجال حديثا يصل إلى الردة- والعياذ بالله- من الاستهزاء بالدين وأوامره من حجاب، وإعفاء لحية، وتقصير ثوب.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر صاحبه بعد إيمانه )).

    وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي- رحمه الله-: ((إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين، لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة)).

    وليس لك يا زوجي إلا الإنكار عليهم مع القدرة، أو القيام مع عدمها، واسمع قول الله عز وجل:{وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}.

    فتنبه يا زوجي لهذا الأمر الخطير، واحذر أن تزل قدمك بعد ثبوتها.

    يا زوجي العزيز:

    ·       خلقنا الله عز وجل لأمر عظيم هو عبادته.. فأين موقع هذا الأمر من دقائق حياتك؟! وأذكرك بقول الله عز وجل:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وأراك تكدح الليل والنهار من أجل ريالات تجمعها، وأنستك الدنيا الفانية الآخر الدائمة.. فأنت تعمل للدنيا وتجذ وتحرص وكأنك مخلد فيها، وتساهلت في أمر الآخرة وكأنك لن ترحل إليها.. وكلما رأيتك تجري وتلهث، تذكرت قول يحي بن معاذ:((مسكين ابن آدم لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة)).

    يا زوجي الكريم:

    ·       هل انقطعت حاجتك عن الله عز وجل فأهملت الدعاء؟! من يدفع عنك المرض، ومن يصلح زوجك وأبناءك، ومن يعنيك على نوائب الدهر؟ أنسيت أنه كان من دعاء نبي هذه الأمة الدعوة على الثبات على هذا الدين؟! بل وأبو الأنبياء كان يدعو لنفسه ولأبنائه بأن يجنبهم الله عز وجل عبادة الأصنام.. {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام .

    فحري بك يا زوجي أن تكثر من الدعاء في زمن تتخطف فيه الفتن دين الرجل، والأمر كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا.. )).

    لا تحقرن يا زوجي معصية لله عز وجل، فإن للمعاصي شؤما وخزياً وعارا في الدنيا والآخرة، وربما يطمس الله على قلب الإنسان بسبب معصية صغيرة يحتقرها.. وقد ورد في القرآن العظيم أن الله عز وجل خسف الأرض بأمم أسرفت على نفسها في عمل الفواحش والذنوب،ثم تأمل من خسف الله به الأرض لأنه خرج في ذنب قد تراه سهلاً وهو عند الله عظيم..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بينما رجل يتبختر في حلة قد أعجبته نفسه، إذ أمر الله الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)).

    يا زوجي الكريم:

    ·       أرى تقصيرا وتكاسلا منك في أداء الصلاة مع الجماعة وأحياناً أراك تصلي بجواري! مع علمك بوجوب أداء الصلاة مع الجماعة فما بالك! وماذا دهاك! وأخشى أن يكون فيك خصلة من خصال المنافقين، كما قال عبد الله بن مسعود: ((وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)).

    أما في أمر متابعة صلاتي وصلاة أبنائنا فأرى منك إعراضاً ولا مبالاة وهي تحتاج منك إلى صبر ومصابرة كما قال تعالى:{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} ونحن اليوم وإن كنا أحبابك ورعيتك، فإننا غدا يوم القيامة خصماؤك إن فرطت، فإن لك أمر الولاية علينا الآن ومسؤول ومحاسب عنها غدا..

    يا زوجي..

    ·       أرى في بعض تصرفاتك حدة ويتملكك الغضب والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك فقال: ((لا تغضب))رددها مراراً. والكثير من المشاكل التي تقع داخل الأسر نتيجة تهور وغضب.. وأوصيك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا تغضب )) وكن قدوة لنا جميعا.. نرى فيك الرجل العاقل والزوج الحكيم والأب المتزن.

    وسأورد لك ما ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى، عن أم ذرة عن ميمونة (أم المؤمنين) رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي، فأغلقت دونه الباب،. فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له، فقال: ((أقسمت إلا فتحته لي)) فقلت له: تذهب لأزواجك في ليلتي هذي، قال:((ما فعلت، ولكن وجدت حقناً من بولي)).

    أ رأيت يا زوجي نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام وقائدها ومعلمها يخرج لحاجته فيغلق دونه الباب في الليل المظلم، ويستفتح الباب فترفض زوجته! فيقسم عليها أن تفتح له الباب ويوضح ويشرح لها بكلمات وافية لماذا خرج! عندها ترضى أم المؤمنين- رضي الله عنها- وتفتح له الباب وينتهي الأمر! انتهى لرفق النبي صلى الله عليه وسلم بزوجاته وحلمه عليهن ومعالجته للموقف بهدوء واتزان.

    ·       سمعت يا زوجي أن جارتنا تسعى جادة لحفظ أجزاء من القرآن وقد شجعهما زوجها على ذلك، بل وجعل لها هدية ثمينة كلما أتمت حفظ سورة معينة، وأكثر من ذلك بدأ هو بنفسه يراجع ما حفظت.. فليتك تسعى معي بهذا الأمر وتحثني عليه، وتأكد أنني إذا رأيت فرحك وسرورك ومتابعتك سأكون مثل جارتنا، بل وأكثر منها.. فهيا نتعاون على الخير ونجني الحسنات.

    ·       سأنقل لك يا زوجي صورة طالما تمنيتها في عشنا الزوجي.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)). فهلا رأيت منك تلك اللمسات الإيمانية..

    ·       يا زوجي.. الإسلام تناله السهام من كل مكان وأراك تنام قرير العين.. لا يهمك أمر الإسلام ولا المسلمين! وأعجب من هذا أنك كنت فيما سبق سباقاً في العمل الدعوي فماذا دهاك؟ هل أنت في انحدار وتراجع؟ أم هي بداية انتكاسة والعياذ بالله؟! وإني لأربأ بأمثالك أن تكون همومه منحصرة في جيبه وبطنه وليس للإسلام مكان في قلبه!

    يا أبا عبد الله.. لو لم يقم الصحابة- رضوان الله علمهم أجمعين- بتبليغ الرسالة إلينا فهل يصل الدين إلى من بعدهم؟. إنهم أمة من الأخيار قاموا بالدعوة وتلقفها السلف عن الخلف إلى يوم القيامة! فما نصيبك من هذا الخير العظيم. ولقد تيسرت السبل وتعددت وتنوعت ورخصت الأثمان في سبيل الدعوة.

    قف وراجع نفسك فالأمة بحاجة إلى همتك وعزمك فكل قليل مع قليل يبارك الله فيه.. ولو كل رجل استشعر مكانه ورأى حق الإسلام عليه لارتفعت الراية وشيدت الحصون!

    ·       يا زوجي.. مال المرأة الذي يأتي إليها هدية، أو من وارث، أو من عمل تقوم به، هو مال خاص بها لا يجوز أخذ شيء منه إلا بطيب نفس منها وموافقتها! وهذا المبدأ من محاسن الدين الإسلامي وشرائعه في تكريم المرأة وقيام كيان مادي خاص بها. لكن مع الأسف كثر في الآونة الأخيرة التعدي على مال الزوجة بسبب أو بدون سبب، وافتعل كثير من الأزواج المشاكل لكي تتنازل الزوجة عن مالها وهي مكرهة إرضاء لزوجها، وآخرون اتخذوا التهديد والوعيد سلماً لمآربهم، وآخرون خدعوا زوجاتهم، إما بشكل مباشر كادعاء شراء أرض أو بيت لها وهو لا يفعل ذلك، وإما بأخذ المال على شكل قرض لا يرد! وهذا من أكل أموال الناس بالباطل.

    ·       يا زوجي.. أرى رفقاء السوء بدأوا يخطون- نحو دارنا! وقد ذكرت لك ذلك من قبل، وقلت لي: إنك رجل عاقل وكبير ومطلع وتقدر الأمور بقدرها! ولكني أراك بدأت تنجرف معهم! وبدأت تتهاون في أمر دينك وتؤخر صلاتك.. والدش قاب قوسين أو أدنى! ورفقاء السوء يا زوجي لا يقتصرون على صغار السن فحسب.. فهذا أبو جهل يأتي إلى رجل كبير السن هو عم النبي صلى الله عليه وسلم.. يأتيه. أبو جهل ليكون رفيق سوء يصده عن قول لا إله إلا الله.. وكان لرفيق السوء ما أراد فمات عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل كبير عاقل فطن على الشرك! هذا هو رفيق السوء يأتي مثل اللص حتى إذا وجد منك ثغرة نفذ منها!

    ·       يا زوجي العزيز.. المشورة حث عليها الله عز وجل {وشاورهم في الأمر} وهناك أمور أرى أن من حقي عليك أن تشاورني فيها، وهناك أمور أنت وشأنك! أحياناً آخر من يعلم بقراراتك أنا!

    هذه أم المؤمنين- أم سلمة- رضي الله عنها دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية مهموماً مغموماً فشاورها، فلقي عندها الحل الأمثل والجواب الباتر..

    لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة الصلح مع قريش قال لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا)) فثقل الأمر على الصحابة وقد كان حنينهم إلى مكة. فدخل صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت له أم سلمة رضي الله عنها: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الصحابة فعله، قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً.

    ·       يا زوجي: أرعني سمعك، وأنصت بقلبك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: ((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولأن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه )).

    فإذا أديت العبادة المفروضة كاملة وتقربت إلى الله عز وجل بالنوافل فإن الله عز وجل يكرمك بكرم عظيم ويجود عليك بأعظم أنواع الجود، يقول الخطابي- رحمه الله- عن هذا الحديث: ((المعنى توفيق الله لعبده التي يباشرها بهذه الأعضاء، وتيسير المحبة له فيها: بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره من الإصغاء إلى اللهو بسمعه، ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره، ومن البطش فيما لا يحل له بيده، ومن السعي إلى الباطل برجله )).

    ·       القلوب يا زوجي تصدأ كما يصدأ الحديد.. وأرى أن قلبي بدأ يصدأ؟! وجلاؤه ذكر الله عز وجل وقراءة القرآن وسماع المواعظ والدروس والمحاضرات.. وأنا الآن أطلب منك أن تحضر لي دروس بعض العلماء ومحاضراتهم عبر شريط أو كتاب؟! فلماذا تبخل علي بذلك. ألا تريدني أن أتفقه في ديني، وأعرف حقوق ربي، وأتزود من دنياي لآخرتي.. ألا يسرك أن أسمع موعظة ترقق قلبي وتفيض منها عيناي خشية لله عز وجل ورجاء فيما عنده؟! ألا تحب أن تراني أسمع دروس العلماء في التوحيد والعقيدة وأحكام الطهارة وغيرها! فأتفقه في ديني وأعرف طريق جنتي؟!

    قال تعالى:{يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }.

    ·       يا أبا عبد الله.. اتفقنا منذ- البداية أن هذه رسائل مصارحة دافعها المصالحة والإصلاح..

    ولذا سأعلن لك للمرة الأولى يا زوجي أنك إنسان جانبت طريق النظافة في ملبسك وفي مظهرك، ولا أراك تستعمل فرشاة أسنان أما السواك فإنه مفقود من جيبك منذ شهور وهو من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم! فأين النظافة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وأين التزين للزوجة؟! لا تغضب وراجع نفسك! ولو أصبح حالي مثل حالك، ماذا تفعل؟ كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: ((إني لأحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي )).

    والله جل وعلا يقول:{ وعاشروهن بالمعروف} .

    قال ابن كثير رحمه الله: ((أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم، وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف }.

    ·       يا زوجي.. مع طول الأيام نشأ بيني وبينك حاجز وهمي.. فلم تعد الصراحة هي طريقنا ولم نعد نتحدث ببساطة مثل ما سبق.. بل أصبحت أحسب ألف حساب لكل كلمة أقولها؟ وماذا أقول؟ فإلى هذا الحد نما وترعرع هذا الحاجز بيننا! أخشى أن تمر الأيام وتتوالى الشهور وأنا أتردد أن أبوح لك بهمومي وهموم أبنائنا..

    ·       يا زوجي الكريم.. المعادلة ناقصة والميزان أرى أنه لصالح الرجل.. فالنساء إحدى امرأتين إما أنها تخرج للعمل، أو أنها تبقى في المنزل وتعمل، والرجل كذلك… هذا كله في الفترة الصباحية، وإذا انتهى كل هذا الوقت الذي يشترك فيه الجميع في العمل أتى الرجل يريد الراحة والسكن أما الزوجة فإنها لا تجد راحة ولا سكناً، فهي مطالبة بالحمل من الصباح إلى أن تنام، وعليها أعباء أخرى من تدريس الأولاد وتربيتهم ونظافة المنزل و.. قائمة طويلة أليس كذلك؟! اتق الله في زوجتك أيها الرجل.. واعمل يوما واحدا مثل مجهودها لتعرف حجم مسئوليتها وكثرة إعمالها.. وإني أرى أنك خير من ينصف زوجته وأخته وابنته، فهيا إلى العمل، وأعنها على أعباء المنزل، ومتابعة الأبناء ومراجعة دروسهم، واحتسب الأجر في ذلك كله. قيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان يعمل رسول الله في بيته؟ قالت: ((كان بشرا من البشر: يفلي ثوبه ويحلب شاته، ويخدم نفسه)).

    ·       اسمع يا زوجي صوت ابنتك تناديك.. إنها في حاجة إلى العطف والحنان.. إن لم تجده لدينا بحثت عنه في مكان آخر.. فانتبه!! قربها وألن لها الجانب ودعها تفرح بأبوتك وحسن إنصاتك. ولك في سيرة خير الخلق قدوة حسنة.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى فاطمة ابنته رضي الله عنها رحب بها وقال: ((مرحبا بابنتي )) ثم يجلسها عن يمينه أو شماله.                            وقال البراء رضي الله عنه:((… فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى، فرأيت أباها يقبل خدها، وقال: ((كيف أنت يا بنية))

    ·       كثير من الرجال يتصيد الهفوات ويجمع الزلات وتراه يعيد ذكر زلة مضت منذ سنوات؟! ويجمع على الزوجة أخطاءها؟! فكيف يصح هذا؟! وأين كظم الغيظ؟! وأين العفو والمسامحة؟! بل أين الإحسان؟! {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}. أما سمعت يا زوجي عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )).

    يا زوجي: ألا تريد أن تدنو منزلتك في الجنة حتى تكون ! بقرب الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا)).

    ·       يا زوجي.. نحن في نعم عظيمة، أولها ورأسها نعمة في الإسلام التي أكرمنا الله بها. !.- شرق أو غرب لترى أمم الكفر وكيف من الله علينا بهذا الدين العظيم. ومن النعم يا زوجي… نعمة الأمن، والاستقرار، ونعمة العقل، ونعمة السمع والبصر…وصدق الله إذ يقول:{وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} وواجبنا نحو هذه النعم شكرها والقيام بحقها.

    ومن شكرها:استعمالها في طاعة الله عز وجل والبعد عما يغضب الله {لئن شكرتم لأزيدنكم }. ومن شكرها إقامة عبودية الله عز وجل في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا، وبث ذلك في مجتمعنا عبر الأمر بالمعروف النهي عن المنكر والتواصي بالحق وكثرة الثناء على الله عز وجل وحسن عبادته.

    ·       يا زوجي الحبيب.. بيتنا يخلو من الجلسة الإيمانية.، أريدك أن تقرأ علينا حديثا من رياض الصالحين كل يوم، أو نسمع صوتك الجهوري يروي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من كتب السيرة.. فمتى تبدأ؟! لا تقل غدا.. بل اليوم سوف أهيئ لك الكتاب ودعنا نسمع صوتك ونأنس بجلوسك ويفرح أطفالنا جميعاً بأبوتك.

    ·       كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي نساءه بأحب أسمائهن.. بل ويرخم الاسم إمعاناً في إظهار المودة والمحبة فكان ينادي عائشة رضي الله عنها بـ(( يا عائش ))

    ولي شهور لم أسمع اسمي بصوتك الحبيب حتى نسيت اسمي، وظهر على لسانك أسماء وألقاب بعضها منهي عنه شرعاً لما فيه من التحقير والازدراء! فأين حقي من القدوة التي تقتدي بها!

    ·       في الطريق ونحن سائرون أو في فترات الراحة أراك يا زوجي تطلق لسانك تزدري زميلك وتغتاب مديرك وتغمز هذا وتلمز ذاك! ألم تعلم أنه {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} أنسيت أن صحائفك تطوى لك اليوم وتنشر أمامك يوم القيامة!

    قال الإمام الشافعي رحمه الله: ((إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى يظهر)).

    فهل وقفت هذا الموقف يا زوجي؟! واعلم أن خصماءك يوم القيامة كثير.. قال الحسن: ((إن الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول: بيني وبينك الله، فيقول: والله ما أعرفك! فيقول: أنت أخذت طينة من حائطي، وآخر يقول: أنت أخذت خيطا من ثوبي )).

    ·       يا زوجي.. من الظواهر المخالفة لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم حلق اللحى وقد استمرأت النفوس هذا المنكر فلا ترى أحدا ينبه إلى هذه المعصية، أو يوضح الحكم لمن لا يعرفه. فإعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وكذلك الصحابة الكرام والسلف الصالح.

    قال صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا المشركين: وفروا اللحى وأحفوا الشوارب )).

    وقال صلى الله عليه وسلم:((جزوا الشوارب، وأرخو اللحى)).

    قال ابن تيمية: ((يحرم حلق اللحية)).

    وقال الإمام القرطبي: ((لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها)).

    وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله-:

    ((إن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لا يجوز تركه)).

    وحلق اللحية يا زوجي ليس من الأمور الصغيرة كما قد يتوهمه البعض، بل ربما يكون حلقها أعظم إثماً من بعض المعاصي الأخرى، لأن حلقه يعتبر من المجاهرة بالمعصية، وقد لا يعافى حالقها ولا يغفر له بسبب هذه المجاهرة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)). كما أن في كراهية اللحية أو الاستهزاء بها وبأهلها يخشى على فاعله من الردة والكفر والعياذ بالله، لأن من نواقض الإسلام: الاستهزاء والسخرية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أو كراهية ما جاء به، وحلق اللحية قد ينم عن كراهيتها والتخلص منها، وكراهيتها قد يكون أيضا سبباً لحبوط الأعمال كما قال تعالى:{ ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم.

    ·       البخل داء تنفر منه النفوس الزكية فما بالك إذا نهى الإسلام عنه؟!.. قال الله عز وجل:{ومن يوق شح نفسه فأولئك هم  الظالمون )) والبخل آثاره واضحة على بيتنا وعلى الدعوة وعلى فقراء المسلمين! فأين نصيب أولئك مما رزقك الله.

    ولمن يا زوجي العزيز تجمع الدينار والدرهم وأنت تبخل به علينا؟! هل تريد أن نتطلع إلى ما في أيدي الناس وأنت حي ترزق؟!

    عن أنس رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل)).

    أولا تعلم يا زوجي العزيز أنك تؤجر على النفقة؟! كما قال صلى الله عليه وسلم:((إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهي له صدقة)).

    يا زوجي: راجع واقعك وانظر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:((دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك،أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك )).

    وتأمل في عظم وأهمية المصارف الأربعة، ثم انظر في أعلاها منزلة وأعظمها أجرا.

    ·       زوجي الحبيب: تمر بي حالات ضعف نفسي واضطراب  جسمي وقد تصيبني الآلام والأمراض! ولكنك لا تلقي لذلك بالا. مع أنني امرأة ضعيفة مسكينة كسيرة الجناح!

    تأمل في حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته فلما مرضت رقية رضي الله عنها تخلف زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه عن معركة بدر. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه من الغنيمة عليه الصلاة والسلام: ((أقم معها، ولك أجر من شهد بدرا وسهمه)). وما ذاك إلا من عظم أمر العناية بالزوجة وأنها قد تحبس الرجل عن الجهاد إذا كانت في حاجة لرعايته وعنايته. . ذكرت لي صديقتي أن زوجها يثني على خفة دمك وظرفك وسرعة بديهتك وأنك حاضر النكتة! فهل هذا صحيح؟! لأنني لم أر إلا عبوساً وهجرا! فما رأيتك في مبتسماً ولا ملقياً طرفة إلي! أخشى أن تكون صديقتي أخطأت في وصفك أو أنك رجل لك أكثر من شخصية!

    وأعود بك قروناً ليحدثك عبد الله بن الحارث فيقول: ((ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

    والتبسم يا زوجي صدقة من الصدقات التي تؤجر عليها قال صلى الله عليه وسلم: ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)).

    ·   يا زوجي: الولاء والبراء من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإسلام، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض. الغنيمة وقال والولاء: هو حب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم.

    والبراء: هو بغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق.

    فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته، وكل من خالف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان.

    قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)).

    قال الشيخ حمد بن عتيق- رحمه الله-:((فأما معاداة الكفار والمشركين،فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب- ذلك،وأكد إيجابه،وحرم موالاتهم وشدد فيها حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده)).

    ومن صور موالاة الكفار: التشبه بهم في اللبس والكلام والسفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس وكذلك مشاركتهم أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها، أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها، ومن صور موالاتهم: مدحهم والإشادة بما هم عليه من- المدنية والحضارة،

    والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد. ومن صور موالاتهم: الاستغفار لهم والترحم عليهم ومما وقع فيه كثير من الناس وهو من صور موالاتهم استقدامهم للعمل لدينا دون ضرورة.

    ·       يا زوجي: اعترف بجميلك وفضلك علي، فأنت تنفق الأموال وتتلمس حاجاتنا اليومية، فجزاك الله خيرا، وجعل ذلك في ميزان حسناتك. وأذكرك وأنت من كرام الرجال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)). والهدية مفتاح للقلوب تنبئ عن محبة وقرب. ولي سنوات لم أر منك ولو هدية بسيطة تقدمها في نهاية الأسبوع أو بمناسبة عودتك من السفر.. ولا يهمني قيمة الهدية.. فقيمتها أنها أنت منك وحدك!!

    ·       يا أبا عبد الله.. مرت سنوات طويلة على زواجنا وما جرى مساء البارحة أدمى قلبي وجرح فؤداي! فهل بعد هذه العشرة الطويلة تهينني أمام أبنائنا وتلمزني بأسوأ الألقاب.. لقد سمعت ألفاظا نابية وكلمات غير لائقة! والمصيبة أن كل الأبناء سمعوا ذلك! فهل هذا تصرف يليق بنا كزوجين! وهل من العقل والحكمة أن يسمع الأبناء مشاكلنا وأن نضعها أمامهم! ألا ترى أن ذلك يؤثر سلبا على تربيتهم واحترامهم لنا!

    وأمر كهذا- يا زوجي- يكون علاجه في الخفاء بيني وبينك! ألم تسمع قول الله تعالى:{واهجروهن في المضاجع } ولم يقل واهجروهن عن المضجع، فهذا أدعى لعدم معرفة الناس لما شجر بين الأزواج، إنه هجر في المضجع وهو مكان قاص لا يعلم ما يدور بداخله أحد من البشر! إنه هجر في البيت وليس أمام الأقارب والأبناء! الهدف من ذلك العلاج لا التشهير أو الإذلال! فماذا جنيت مما حدث مساء البارحة!

    ·       أمر خطير يا زوجي.. أرعني له سمعك، وأعرني فيه قلبك! لو تحدث رجل عن صفاتي. وطولي وعرضي أمام زملائك ماذا يكون موقفك؟! العجب أنك تقوم بهذا الدور مسروراً فرحا.. فتذكر ما يدور بيننا وماذا تفعل، وهي أسرار بيوت وخبايا أزواج..؟ والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا أشد الحذر فقال عليه الصلاة والسلام: ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)). فاحذر أن يقوم لسانك مقام (جهاز تصوير) يصف ما يقع بيننا فالأمر خطير!

    ·       لا تغضب يا زوجي إذا قلت لك إنك غير ثابت المنهج غير واضح الخطا.. ها أنت لا ترضى أن أنظر إلى الرجال في الأسواق والمحلات، بل وفي الشارع، ثم ها أنت تجلسني أمام الشاشة لأرى ذلك الممثل الجميل الممتلئ صحة ووسامة!! فكيف هذا التناقض عندك؟! أليس النظر حرام في كل مكان؟! وفي أمرك هذا لا طاعة لك؟ لأن الطاعة في المعروف{قل للمؤمنات يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن }. ثم قل لي بربك.. كيف تطيع الله عز وجل ولا تنظر ببصرك إلى امرأة متسترة متحشمة في الشارع.. وفي المنزل تطلق عينيك في الشاشة لترى النساء بدون حجاب وبكامل زينتهن..فأين الطاعة والامتثال وغض البصر؟!وأذكرك بقول عجيب قرأته حيث قال ابن سيرين:((إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها)).

    ·       دخلت يا زوجي في مزالق خطيرة ودروب متعرجة فبدأت ! تستهين بالمال من أين يأتي! أمن حلال أم من حرام.. ونحن كما قالت إحدى بنات السلف لأبيها:((نصبر على الجوع ولا نصبر على النار)) وفي الحلال غنية حتى وإن كان قليلا!!             هذا جيبك يحوي بطاقات بعضها محرم وأفتى العلماء بحرمتها! وهذا أنت تسارع إلى التأمين التجاري عند شراء سيارة! والرشوة انتشرت بين الموظفين بأسماء مختلفة وصور متنوعة، والربا والتعامل به في كل زاوية، وفي تضييع أوقات الدوام والاستهانة بها أكل مال بدون وجه حق. فهذا الراتب وضع- لك كأجير تعمل به لدى بيت مال المسلمين. فهل وفيت أم أن الأمر فيه تهاون وتكاسل وإضاعة؟! إن كان كذلك فاعلم أنه قد يدخل إليك أموال محرمة أخذتها دون مقابل؟!

    ·       ويا زوجي.. ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة! فمتى يبدأ الفجر الصادق في حياتك.. متى تبدأ التوبة وتجدد العودة؟! واعلم أن المال ببركته لا بكثرته، فكم ترى من شخص يملك المليارات وهو في شقاء؟ وكم من سعيد وهو يملك الكفاف؟!

    وقد سئل علي بن أبي طالب عن الدنيا فقال: ((حلالها حساب وحرامها النار)).

    وقال الحسن: ((يا ابن آدم إنما بطنك شبر في شبر فلم يدخلك النار؟ )) ومَرات ومرات تسعى للمال ولا تسأل أهو حلال أم حرام!

    ·       طاعة الوالدين بالمعروف واجبة، وهي من أعظم القربات إلى الله عز وجل، وأرى منك تململا حينما أطلب زيارة والدي.. وتستثقل طلبي الذهاب لهم كل أسبوع مرة أو مرتين! خاصة في فترات مرضهم أو ضعفهم! ودائما تعلل ذلك.. بأن الهاتف موجود ويكفي الاتصال الهاتفي بهم! لعلك من هذا اليوم تعينني على زيارتهم وتفقد . حاجاتهم وبرهم وصلتهم!

    ·       يا أبا عبد الله: ظهرت في الفترة الأخيرة تزكية النفس من كثير من الشباب.. فها أنت تزكي نفسك وكأنك تجاوزت القنطرة! وتأمل في حالك.. لا تذهب إلى الصلاة إلا عند سماع الإقامة.. ومن رمضان الماضي إلى رمضان الحالي لم تختم القرآن، بل طويت المصحف وهجرته شهورا طويلة.. أما قيام الليل وصيام أيام البيض ويومي الاثنين والخميس فلعلك لم تسمع بها!                     يا زوجي لا تغضب، ولكن لا تزك نفسك فلازلت في بداية المشوار! ولكن كما قال أحمد بن عاصم: ((هذه غنيمة باردة، أصلح ما بقي من عمرك يغفر لك ما مضى)).

    ·        سنوات طويلة نعيش فيها سويا تحت سقف واحد.. ولم أسمع طوال تلك السنوات كلمة حانية وهمسة محبة، فأنا أعيش في صحراء مقفرة ليس فيها همسة حانية ولا كلمة طيبة! ونادرا ما أسمع منك كلمة شكر لطعام أعددته أو للباس جميل ارتديته..

    ·       زوجي الحبيب.. أراك رجلا موفور العقل حاد الذكاء.. ومع هذا كله لا تقدر جهدي!

    أحيانا أمضي ساعات من وقتي واقفة على قدمي لطبخ أكلة تحبها! وأتحمل الوقوف والتعب تقربا إلى الله عز وجل بخدمتك ويهمني رأيك.. أريد أن أسمع كلمة شكر على هذا الصنيع! ولكنك تفاجئني لخطأ بسيط في الإعداد وتنسى ذلك الجهد كله!! وكان قدوتنا صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعاما قط إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه!

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه )).

    يا أوجب الحبيب: نهاية الأسبوع يعني أن هناك أياماًَ غير عادية في منزلنا! فأنت تخرج مع أصحابك وزملائك وتتركني أنا وصغاري، ولطالما سمعت بكاءهم ورغبتهم في الخروج معك لرؤية الربيع والمرح في واحة رملية !غناء، ولكنك لا تبالي بذلك.. وتسارع خطواتك ثم تغلق الباب، !وتتركني وصغاري في بكاء وحزن! لا نريد أن نحرمك متعتك سعادتك ولكن لي حق، وللصغار حقوق، فاقسم واعدل بيننا وبين أصحابك وزملائك!

    ·       يا زوجي: من ورائك من الرجال انتشر بينهم الإسبال في الثياب والمشلح. وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء فقال: يا عبد الله ارفع إزارك ! فرفعته، ثم قال: ((زد فمازلت أتحراها بعد فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: (( أنصاف الساقين )).

    وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)).

    هذه الأحاديث وغيرها لمسبل ثيابه دون كبر وخيلاء، أما من تلبسه الشيطان وألقى عليه رداء الكبر والخيلاء فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة )).

    ·       لا تنزعج يا زوجي من سؤال طالما طرحته على نفسي وطالما سمعته من صغاري وهو: أين تقضي وقتك خلال الأسبوع؟! نرى أن الأصدقاء والزملاء والرحلات والاستراحات قد أخذت وقتك كله وليس لنا إلا دقائق نراك فيها، وفي بعض الأيام يكون أحد الصغار نائماً فيمر عليه يومان لم يرك؟! وهل- يا زوجي- الزملاء والبيع والشراء أحق منا بالوقت؟!

    سأعود بك يا زوجي العزيز سنوات وقرون..لترى من كان أكثر منك عملا ودعوة ومقابلة وتعليماً.. أطلق بصرك في كتب الحديث لترى نبي الأمة وقائدها ومعلمها مع كثرة أعبائه إلا أنه أعطى كل ذي حق حقه.. أليس لك فيه قدوة!! بلى والله، لنا جميعا فيه القدوة الحسنة..

    ·       يا زوجي.. همومنا كثيرة ومتشعبة ولكني سأجعلها في أجمل ما رأت عيني.. كتاب الله عز وجل وسنة نبينا الكريم في حسن العشرة وطيب المودة: يقول الله تعالى:{وعاشروهن بالمعروف} ويقول صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء خيرا.. ))وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم )).

    يا زوجي: إن زللت في هذه الكلمات فأنت من الكرام الذين يعفون عن الخطأ ويتجاوزون عن الزلل.

    زوجي: رزقك الله العافية وألبسك لباس الإيمان والتقوى، وأقر عينك بصلاح أبنائنا، وجمعني وإياك ووالدينا في الفردوس الأعلى من الجنة وجعلنا ممن ينادون يوم القيامة {أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون}.

    يا زوجتي
    في المرة الأولى التي رأيتك فيها كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ملء سمعي وبصري: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك )) فكنت أنت ذات الدين التي طالما سعيت وبحثت عنها.. ولا أخفيك سرا فقد جمع الله فيك صفات أخرى مع التقى والعفاف.

    ففيك من حسن الخلق، وجميل المعاملة، وطيب المعشر، ما تقر به نفسي، ومنحك الله جمالا ملأ عيني، وما رأيتك إلا أحلاماً وردية تسابقني في ليلة الزواج! وبعد أن مضت سنوات وبدأ الأطفال يتوافدون على أسرتنا الصغيرة لابد أن أقف معك عدة وقفات وما علمت عنك إلا كل خير، وما أحسبك إلا التوابة الأوابة، من إذا سمعت قول الله وقول رسوله سلمت وأطاعت.

    يا زوجتي: عندما تقلبين الصفحات وتنظرين في هذه الوقفات التي كتبتها بيد محبة إليك، إنما تقلبين صفحات قلبي وتنظرين تعابير وجهي.. وتمسحين قطرات من التعب على جبيني!

    وأدعو الله عز وجل أن تكوني من خيار النساء.. فقد سئل النبي في أي النساء خير؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله. وللزوج حقوق عظيمة وواجبات لا تخفى على عاقلة فطنة مثلك..

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج)).

    يا زوجتي..

    لك الأجر و المثوبة من الله عز وجل، ثم الشكر مني على رسالتك التي أيقظتني من غفوتي!! ولقد وقع قول الله عز وجل وقول النبي صلى الله عليه وسلم على قلبي فأزال صدأه وأنار دربه، وهذه حال النصيحة الصادقة والكلمة المخلصة.. فجزاك الله خيرا!!

    وإن كنت سبقت إلى المعروف والخير فها أنا أسير في ذلك الدرب وأسوق لك وقفات لا تغيب عن بالك ولكنها للذكرى فقد قال الله تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين }.

    وقبل أن أبدأ الوقفات أبشرك بحديث الرسول-لمجير: عن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء جميعاً، فآمنا بك وصدقناك، وإنا معشر النساء قواعد بيوتكم ومقضى شهوتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا في الجمع والجماعات، وفي عيادة المرضى وشهود الجنائز، وفي الحج، وفي الجهاد، وفي سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا أولادكم، أفلا نشارككم في الأجر، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه وقال: هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من هذه ؟ ثم قال لها: افهمي أيتها المرأة المسلمة، وأعلمي من خلفك من النساء: أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لرضاه واتباعها لموافقته يعدل ذلك كله .

    فهنيئا لك هذا الأجر وهذه المنزلة، وإليك ما ذكرت من وقفات:

    الوقفة الأولى: حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج لغير حاجة، والمرأة إذا خرجت من بيتها فقد تبدت للسهام والرماح التي ترسل إليها، قال عليه الصلاة والسلام:((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها (أي زينها للرجال) الشيطان )). وأراك تتساهلين في أمر الخروج بحاجة وبدون حاجة وبأعذار واهية.. فمرة تخرجين لشراء حذاء ثم تخرجين لإعادته، وأخرى لأن لونه لا يناسب فستانك، ومرة لزيارة الصديقة والقريبة، وهكذا أصبح همك الخروج وأمسيت امرأة خراجة ولاجة! فأين القرار في البيت امتثالا لقول الله عز وجل: {وقرن في بيوتكن }.

    يقول عبد الله بن مسعود: ((ما قربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها)).

    وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقرأ:{وقرن في بيوتكن} فتبكي حتى تبل خمارها.

    ويا زوجتي في من الغيرة الكثير ولله الحمد.. أما سمعت قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث يقول:((بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون، إنه لا خير فيمن لا يغار؟! ))

    وأجملت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- الأمر في كلمات ذهبية فقالت: ((إن خيرا للمرأة ألا ترى الرجال ولا يروها )).

    وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين- حفظه الله- عن حكم ذهاب المرأة إلى الأسواق فأجاب:((لا يجوز الذهاب في كل الحالات إلا لضرورة شديدة بألا تجد من ينوب عنها في شراء حوائجها الخاصة، أو لا يعرف ما تريده غيرها. ومتى خرجت فلابد أن تكون في غاية الاحتشام والتستر وتغطية جميع بدنها، ولا يجوز لمن دخنت الأسواق أن تبدي شيئاً من جسدها أمام الرجال كالكفين والوجه والقدمين وغيرها لأنها عورة، وهكذا لا تبدي الحلي على يديها ولو كانت مستورة بالجوارب أو الشراب، وهكذا لا تدخل الأسواق وهي متطيبة بطيب له رائحة ظاهرة، ولابد أيضاً أن تصحب محرمها وهو زوجها أو من تحرم عليه من أقاربها أو أصهارها، وهكذا، وقد يجوز إذا صحبت نسوة ثقات وأمنت المفسدة والتزمت الاحتشام التام والبعد عن الأخطار وأسبابها.

    وتأملي في عفاف وحياء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم إذ قالت لأسماء بنت عميس:((إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها))تعني إذا ماتت ووضعت في نعشها، قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة! فدعت بجرائد رطبها فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة رضي الله عنها: ما أحسن هذا وأجمله، إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد.

    يا زوجتي الكريمة.. هذا حياء وعفاف من تربت في بيت النبوة لا تريد أن ينظر إلى جسدها وهو على النعش وفرحت بوضع هذه الأعواد وعليها ثوب يمنع من النظر إليها! رضي الله عنها وأرضاها.

    الوقفة الثانية: فتنت في اقتناء الصور والمجسمات وتعليقها على الجدران وفوق الأرفف حتى أصبح بيتنا متحفاً يجمع أنواع المعاصي والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك بقوله: ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)). وإذا تدخله الملائكة فإن الشياطين تصول وتجول فيه ثم أليس لديك قناعة أن أيامنا في هذه البيوت أيام قلائل ثم نرحل إلى بيوت أخرى مساحتها لا تعادل مساحة نافذة من نوافذ منزلنا، والقبر ظلمة لا ينيره إلا العمل الصالح!

    قال الإمام أحمد: ((إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.. ))

    الوقفة الثالثة: أنعم الله علينا بنعمة عظيمة وهي نعمة الأبناء وهم أمانة في أعناقنا ومسئولون عنهم يوم القيامة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )). وهذه الأمانة العظيمة لا أراك تهتمين بتربيتها وتنشئتها على الطاعة.. بل غالب همك ماذا أكلوا وماذا شربوا! وما هو لباسهم وإلى أين يخرجون وأين يذهبون؟! فهل ترين أن هذه التربية هي التي ستخرج لنا أمثال مصعب وخالد ومعاذ؟!

    الوقفة الرابعة: يا أم عبد الله أراك تحرصين على المباهاة ولباس الشهرة وتصرفين الأموال لذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)).

    وتأملي في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من ترك اللباس تواضعا لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها)).

    وأعرف أيتها الزوجة المصونة أنك امرأة تحبين الزينة والجمال، ولكن لكل أمر حد، فلا تتمادي بنفسك إلى الإسراف والتبذير اللذين ذمهما الله عز وجل، خاصة إنك ترين وتسمعين حال أخواتك المسلمات اللاتي يبحثن عن لقمة فلا يجدنها! ثم إني سائلك.. ألا تتغير مشيتك وطريقة حديثك، بل والتفاتتك إذا لبست أجمل الثياب وأفخرها؟ أخشى أن يصيبك شيء من الك

    #322243
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة العاشرة : إليك يا ذات النقاب

    إليك يا ذات النقاب

    ولأولياء المبرقعات والمتنقبات

    إعداد : القسم العلمي بدار الوطن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله… و بعد:

    ·   فإنني أتألم كثيرا كلما شاهدت فتاة تحمل في قلبها الخير، وتسعى لما فيه عز أمتها وصلاح أخواتها. أتألم كلما رأيتها وقد انساقت وراء موضة النقاب، فأصبحت ترتديه كغيرها دون أدنى تفكير منها بعواقبه أو محاذيره المستقبلية.

    ·   قد تقولين: إنني ما ارتديت النقاب إلا لغرض بريء، ويعلم الله أنني لم أسرف ولم أتجاوز. وقد ترتاحين أنت فعلا مع النقاب فترين الطريق وتبصرين البضاعة، لكن ماذا لو تحول لبس النقاب بصوره المختلفة إلى ظاهرة؟

    أتستطيعين بعدها. إيقاف موج فتنته الهادر؟!

    ألم تستمعي- وأنت الملتزمة- إلى القاعدة الفقهية التي تنص على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؟

    ·     ربما ترددت زميلتك في لبس النقاب، وحينما رأتك تلبسينه هان عليها أمره، بل ربما قلدتك جارتك ولم تكن نيتها حسنة كنواياك… ألا تتحملين ذنبها؟! ألا تعلمين أن من سن سنة سيئة في الناس فعليه وزرها؟! أيرضيك أن تكوني ممن سن سنة لبس النقاب في مجتمعنا الذي التزمت نساؤه تغطية وجوههن كاملة؟!

    ·     سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: بعف!الفتيات تشجع وتحرض قريباتها وزميلاتها على لبس النقاب العصري الذي هو أقرب إلى النافذة الصغيرة منه إلى النقاب الذي كان معروفا؟ فهل تعتبر هذه ممن يسن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة؟

    ·     فأجاب فضيلته: نعم، إذا كانت تدعو إلى نقاب تكون به الفتنة فإنها تكون ممن سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

    ·     فأقول: يا معشر المنتقبات والمبرقعات، اتقين الله في الرجال، فكم من فتاة منتقبة أفسدت على بعض الأزواج زوجاتهم!! وكم من فتاة مبرقعة أفسدت على بعض الشباب حياتهم!! وكم من فتاة منتقبة أو مبرقعة أفسدت على بعض الرجال دينهم!!

    فاحذري يا أختي المنتقبة أن يفسد الله عليك زوجك، أو يفسد عليك حياتك، أو يفسد عليك دينك.

    وفي هذه الرسالة المتواضعة أحببت إلقاء الضوء على النقاب الذي انتشر بكثرة، وإليك فتاوى علمائنا، وكذلك توجيهات لأولياء أمور المنتقبات والمبرقعات.

    لم لا يغض الرجال أبصارهم؟

    ·     من أعجب ما سمعت عن لابسات النقاب عندما نصحت إحداهن في السوق وقد أخرجت نصف وجهها من خلال فتحة تسميها نقابا، فنصحت بلبس الخمار الذي يغطي وجهها وترك ما تسميه نقابا؟ قالت: ! لا يغض الرجال أبصارهم؟ وهذا من الحق الذي أريد به باطل، فالواجب على الرجال غض أبصارهم في كل حال، ويجب على المرأة أن تعينهم على ذلك بإخفاء محاسنها عنهم وعدم إبداء شيء من زينتها ومفاتنها، أما أن تتعمد إظهار ذلك بلبس النقاب أو البرقع فهذا مما لا يجوز، كما أن فيه تعاونا على الإثم والعدوان.

    ·     وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما نصيحتك لمن إذا نصحت بترك لبس النقاب لأن عيني المرأة فتنة للرجال قالت: لم لا تغضون أبصاركم عنا؟

    ·     فأجاب فضيلته: الجواب أن يقال: إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير)) الأحزاب: 33، ومن المعلوم أن المرأة محط أنظار الرجال، فإذا خرجت إلى الرجال في حال تؤدي إلى الفتنة فإن الناس سوف ينظرون إليها، وتكون قد عرضت هؤلاء الرجال للفتنة.

    ·      لذا قال الله تعالى: (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) الأحزاب: 53، فاحتجاب المرأة عن الرجال طهارة لقلبها ولقلوبهم. وإظهارها لمفاتنها- لا سيما محاسن وجهها- سبب لمرض قلوب الرجال وافتتانهم بها.

    حكم لبس النقاب وبيعه

    ·     لقد تفننت بعض النساء- هداهن الله- بلبس أشكال من النقاب والبرقع لا يشك مسلم فضلا عن عالم بأنها فتنة، وحيث إن هناك من اتخذ بيعها تجارة ومهنة له خاصة النساء؟ فقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

    ·     فأجاب فضيلته: هذه لا تجوز، لأنه قد ظهر الحاجب من فوق العين وجزء من الجبهة أيضا، وهذا لا يجوز؟ لأن النقاب إنما هو بقدر ما ترى المرأة ما وراء الستار، ونصيحتنا لمن يتاجر بها ألا يتاجر بها لأنه حرام .

    النقاب العصري مبدأ فتنة
    ·           سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ما نصيحتكم للفتيات اللاتي تركن غطاء الوجه الكامل- الذي عرفت وتميزت به نساء هذه البلاد- ولبسن النقاب العصري؟

    ·           فأجاب فضيلته: نصيحتي لنساء المسلمين عموما ونساء هذا البلد خصوصا: أن يتقين الله، ويحافظن على الحجاب الساتر للوجه وسائر الجسم؟ عملا بقوله تعالى: ((ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) الأحزاب: 33،، وألا يتحولن من الحجاب الكامل إلى الحجاب الناقص أو ما يسمى بالحجاب الخادع، ولا يكن من الكاسيات العاريات المائلات المميلات، اللاتي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهن من أهل النار، وأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. وما يسمى بالنقاب العصري لا شك أنه مبدأ فتنة وشر وتحول مخيف .

    نقاب اليوم نوع من السفور
    ·           سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: كثر الحديث حول النقاب ومدى حله أو حرمته، بماذا تنصحني فضيلة الشيخ حول هذا الموضوع؟

    ·           فأجاب فضيلته: الواجب على المرأة المسلمة التزام الحجاب الساتر لوجهها وسائر بدنها، درءا للفتنة عنها وعن غيرها.

    والنقاب الذي تعمله كثير من النساء اليوم نوع من السفور، بل هو تدرج إلى ترك الحجاب. فالواجب على المرأة المسلمة أن تبقي على حجابها الشرعي الساتر، وتترك هذا العبث الذي تفعله بعض السفيهات من النساء اللاتي تضايقن من الحجاب الشرعي، فأخذن يتحايلن على التخلص منه .

    ·           أما فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله فبعد أن بين الأصل في النقاب قال: في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه، بل نرى منعه، وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز… إلى أن قال: ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه، بل نرى أنه يمنع منعا باتا، وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر، وألا تنتقب؟ لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد.

    لماذا يمنع النقاب ويفتى بعدم جوازه؟
    ·           سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما دام الأصل في النقاب الإباحة؟ فلماذا يمنع ويفتى بعدم جوازه؟

    ·           فقال فضيلته في إجابة مفصلة نقتطف منها قوله: … الشيء إذا كان مباحا ويوصل إلى محذور شرعي فإن الحكمة تقتضي منعه، وهذه قاعدة معروفة عند أهل العلم؟ فالشيء المباح: إذا كان وسيلة أو ذريعة إلى شيء محرم صار ممنوعا.

    أيتها المبرقعة! ضعي فوق البرقع غطاء
    ·           سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما حكم البرقع إذا لم يتخذ للزينة وإنما للستر، ومع ذلك يوضع غطاء عليه؟

    ·           فأجاب فضيلته: البرقع الذي للزينة ولكن تغطي المرأة وجهها لا بأس به؟ لأنه لا يشاهد، فستغطيه غطوة فوقه، لكن البرقع الذي يظهر ولا يغطى لا نفتي بجوازه؟ لأنه فتنة، ولأن النساء لا يقتصرن على هذا… .

    ·           وعلى هذا فيجب منع تلك البراقع التي تتخذ للفتنة باتساعها وأشكالها، ويجب على من اعتدن لبس البرقع من نساء البادية أن يضعن فوقه خمارا يستر أعينهن، كما لا يجوز لهن لبس البراقع الواسعة ولو غطي بخمار شفاف؟ فهو أقرب للحجاب الكاذب منه للخمار الساتر، ويجب على أولياء أمور المبرقعات منعهن منه؟ غيرة عليهن، ومنعا لفتنتهن للرجال.

    قصص في الغيرة لأولياء المبرقعات والمنتقبات

    ·           قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد؟ والذي نفسي بيده، لأنا أغير منه، والله أغير مني .

    ·           فما الذي دهى بعض المسلمين؟! يسمحون لنسائهم بكشف وجوههن أو ترقيق الخمار لأسباب تافهة وبحجج واهية ؟! وماذا دهى بعض شبابنا؟ حيث يرضون لنسائهم بلبس البرقع الذي يجمل المرأة ويظهر زينتها، أو النقاب الذي يظهر جمال عينيها، وقد لا يرضى ولكنه لا يمنعها من ذلك؟ فهل زالت الغيرة من قلوبهم على أعراضهم؟!

    ·           سئل فضيله الشيخ محمد بن صالح العثيمين: بعض الرجال يسمح لزوجته أو أخته بلبس النقاب، وينكر على من ينصحها بتغطية وجهها كاملا؟ فهل يأثم بذلك؟ وبماذا تنصحونه؟

    ·           فأجاب فصيلته: نظرا لما اعتاد النساء عندنا من تغطية الوجه كاملا وترك النقاب، ونظرا لما حدث من السماح لهن بالنقاب من التوسع فيه حتى صرن يخرجن الحاجب والوجنة، ويحصل بذلك شر وبلاء، فإننا نرى أن ينظر الإنسان إلى المصالح والمفاسد، ويتجنب ما فيه المفسدة.

    ·           الغيرة الغيرة يا معشر الأزواج:

    ·           فأرونا معاشر الأزواج الغيرة على نسائكم، وامنعوهن من لبس ما فيه فتنة؟ فأنتم مسئولون عنهن أمام ربكم يوم القيامة، يوم تسألون عن الأمانات هل حفظتموها؟ وعن الرعية هل رعيتموها؟ فماذا أعددتم للسؤال؟

    هل يجب على ولي المرأة منعها من لبس النقاب؟
    ·           سئل فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين: ما نصيحتكم للرجال الذين يسمحون أو يأمرون نساءهم بلبس النقاب الذي أصبح موضة تتجمل به بعض النساء، وترك غطاء الوجه الكامل؟

    ·           فأجاب فضيلته: نصيحتنا للذين سمحوا لنسائهم بلبس هذا النقاب أو أمروهن بلبسه أن يتفكروا في أثره عليهن، فإنه مجلبة للشر، وجاذب لهن إلى المعاكسة، وسبب في ميل الرجال إليهن،فعاقبته سيئة، والرجل الغيور لا يرضى لنسائه بكونهن محل ميل الرجال الأجانب (غير المحارم). ومتى رأى أو علم من امرأته المعاكسة أو مخاطبة الرجال اشمأز ونفر من ذلك؟ فكيف يقر أسبابه مثل هذا اللباس الذي هو أقوى سبب لهذه الفتنة؟! .

    ·           وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: هل يجب على ولي أمر المرأة أن يمنعها من لبس النقاب، لا سيما وهو يراها مجملة لعينيها وما حولهما، لافتة للأنظار في السيارة وعند الإشارات وفي الأسواق؟

    ·           فأجاب فضيلته: نعم، يجب على ولي أمر المرأة إذا اتخذت نقابا يلفت النظر أن يمنعها من ذلك؟ لأن الله تعالى يقول: (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون  )) التحريم: 6 .

    عليكم بالنصيحة !

    ·           إن المسلم! ليعجب من بعض الرجال الذين تلبس نساؤهم نقابا يظهر نصف وجهها أو ربعه، فإذا نصحه ناصح بأن يأمر زوجته بلبس الخمار الذي يغطي وجهها كاملا أحمر وجهه، وانتفخت أوداجه، وقال: ما دمت معها فلن يضرها ذلك، ولا علاقة لأحد بزوجتي!!

    ·           وقد سئل فضيلة الشيخ! صالح بن فوزان الفوزان: بم توجهون الدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الذين يواجهون :أعددا كبيرة من المنتقبات في الأسواق والشوارع والحدائق ونحوها؟

    ·           فأجاب فضيلته: ننصح للمسلمين عموما وللقائمين على أمور الحسبة خصوصا، أن يحذروا النساء من التساهل بالحجاب وما يجر إلى السفور، لما في ذلك من الفتنة والشرور العظيمة على المجتمع، وألا يتبعوا خطوات الشيطان الذي يتدرج بهم إلى الباطل؟ فأولا يأمر بلبس النقاب، ثم يأمر بكشف الوجه كله، ثم لسفور والعري كما فعل بالمجتمعات الأخرى، والله أعلم .

    دمعة غدير
    ·           كم بكيت لأن فستاني لا يعجب الحاضرات! كم بكيت لأن فريقي المفضل خسر المباراة! كم بكيت لضياع النسخ الأصلية لأشرطة غناء فناني المفضل! كم بكيت لأن تجعيد شعري لم يعجب الحاضرات، كم بكيت وبكيت.. كدت أنتهي وبكائي لا ينتهي، كنت أبكي بحثا عن السعادة، وبينما أنا في دياجير الظلام وصحاري التيه هداني ربي إلى بصيص من النور ساقه إلي عبر شريط إسلامي كان بالنسبة لي نقطة تحول وعلامة بارزة، أسأل الله أن يحرم اليد التي قدمته لي على النار.

    ·           بفضل الله عدت وما أجملها من عودة! وبفضله حييت وما أجملها من حياة! وبفضله بكيت وما أجمله من بكاء! بكيت حسرة وندما على الماضي أيام الغفلة والضياع.

    ·           دمعه الماضي دمعة، ودمعة الحاضر دمعة، لكن شتان بينهما، دمعة الماضي عذاب وإحباط وحسرة أخشى أن تكون حجة علي في الآخرة، ودمعة الحاضر خشية وسعادة وسمو وأنس أرجو أن تكون سببا في أن يظلني الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

    ويا أسفاه

    ·           ويا أسفاه على من عرضن مفاتنهن للرجال في الأسواق وغيرها بحجة الحرية! ووضعن العباءة على الكتف بحجة الأناقة! ولبسن البنطال والثياب المفضحة مسايرة للموضة! ولبسن النقاب الفاتن بحجة ضعف النظر! ولبسن المطرز والمزركش من العباءات والخمر الشفافة بحجة وجودها في الأسواق! واستحسن القيطان في أكمام العباءة بحجة أنه أسود… فإلى الله المشتكى.

    ·           حفظ الله نساءنا بحفظه،وأحاطهن برعايته، وسترهن في الدنيا والآخرة، وهداهن للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففيهما الحفظ والعفاف في الدنيا، والسعادة والفوز في الآخرة.

    وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322253
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة الحادية عشر : إلى أمل هذه الأمة ….كتبتها : نوال عبدالله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين…. والصلاة والسلام على خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه رسالتي.. خطها قلمي إليك.. كلمات انبثقت من جوانحي سطرتها لأخت تصغرني بأعوام عديدة.. إنها رسالة خاصة.. أهديها لك ياطالبة المرحلة المتوسطة والثانوية.. وأتمنى أن تقرئيها كلها، فإني وجهتها لك وخصصتك بها دون غيرك.. وهي عبارة عن توجيهات ونصائح وعظات تهمك جداً وقد تكون مرت بك، لكن فيها ذكرى لك {فإن الذكرى تنفع المؤمنين}، وكلماتي هذه قد استنتجتها من واقعك الذي لمسته بنفسي بسبب احتكاكي الكثير بطالبات هذه المرحلة، وبثهن لي ما يعانون وما يواجهونه من مشاكل ومواقف مرت بهن فكان ذلك دافعاً كبيراً لي للكتابة إليك.

    قد تستغربين لماذا خصصتك أنت بالذات عن غيرك وذلك لأنك في هذه السن الحرجة قد تواجهك كثير من المواقف والحوادث والتصرفات الخاطئة، والتي ما نتجت إلا بسبب البعد عن النصيحة والتوجيه والتذكير، أو بسبب اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية أو عدم معرفة مغبة وخطورة الأمر.. وحتى لا تظنين أنك في هذه السن يمكنك التغاضي عن الهفوات والزلات المتعمدة التي تصدر منك أو أن الناس سيتغاضون عنها أو يغفرونها لك لأنك- وكما تظنين- ما تزالين صغيرة، فهذا غير صحيح، فأنت في هذه السن مسؤولة عن كل فعل وقول وأمر يصدر منك، بل ويحسب عليك، فأنا في رسالتي هذه أكلمك كلام عاقلة لعاقلة مثلها تدرك الأمور وتعيها، وتفهم الصواب من الخطأ، والحق من الباطل، والخير من الشر، فارعي لي سمعك واستجيبي لنصحي فإني أريد لك الخير، وفقك الله لما يحب ويرضى.

    اعلمي أن من أعظم نعم الله علي وعليك وعلى كل مسلم ومسلمة أن وفقنا للهداية لدين الإسلام، فهو أفضل الأديان وأقومها.. فقد منح كل ذي حق حقه، وأنزل كل ذي منزلة منزلته، فللنفس حق يجب أن تعطاه، وللأهل حق يجب بذله لهم، وللأصحاب حق يجب أن لا يحرموه، وللمعلم كذلك حقه الذي لابد من الوفاء له به.. فديننا- ولله الحمد- يأمر بجميع مكارم الأخلاق، وينهى عن جميع مساوئ الأخلاق، فعلينا أن نشكر الله على ما أنعم به علينا من هذا الدين القويم، ونقيد هذه النعمة بالعمل بما أنزل الله عز وجل، وبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً.

    فلابد أن تحرصي على تمكين العقيدة الإسلامية في نفسك واجعليها ضابطاً لسلوكك وتصرفاتك وحركاتك وسكناتك .. واحرصي على تنمية محبة الله ورسوله وتقواه وخشيته في نفسك في السر والعلن، وانظري إلى سيرة أسلافك من الصحابة والصحابيات، وكيف كانت محبتهم لله ورسوله.. وكيف أنهم كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله.. فانظري إلى صدق هذه المحبة في نفسك فنميها وحققيها.

    طالبتي الموقرة:

    عليك بتطهير قلبك من الرذيلة ومعنى طهارة القلب أن تبتعدي عن الصفات الذميمة وتتحلي بالأخلاق والصفات النبيلة وطهارة القلب وحسن الأخلاق أساس النبوغ في العلم، وجني ثمار المعرفة، وقد تقولين إنه قد يحصل سيئ الأخلاق على العلم لكن لن ولا ينتفع به، واحذري من المباهاة والمفاخرة أو طلب الجاه والشهادة بهذا العلم، وعليك بإخلاص النية لله وحده، ويكون هدفك أن تنتفعي وتنفعي غيرك به، وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه العلم سهل الله له طريقاً إلى الجنة)).

    لاتحسبن العلم ينفع وحده             مالم يتوج ربه بخلاق

    والعلم إن لم تكفه شمائل             فعليه كان مطية الإخقاق

    يا طالبتي…

    الله الله بالوفاء بالوعد، وعليك بالتواضع في جميع أمورك.. فبعض الطالبات- أصلحهن الله- تنظر إلى الناس من برج عال ومن منظار ضيق، فلا ترى إلا نفسها ولا تريد أن يعلوها أحد، لا يا أمة الله من أنت ومن تظنين نفسك؟ فإن أصلك من ماء مهين، ومآلك إلى قبر ضيق وكفن وحنوط، فإما عذاب وإما نعيم.. فاتقي الله واحذري الكبرياء، ولا تغفلي عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )). وبالمقابل يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:((من تواضع لله رفعه)). وتحلي بلين الجانب واللطف في المعاملة واحذري الألفاظ النابية، وعليك بالكلمة الطيبة فإنها صدقة، وعليك بالتسامح والعفو والصفح فإن الله عز وجل يقول:{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[سورة الأعراف: 99]، فليكن التسامح والعفو والصفح عن الآخرين شعارك.

    وسأروي لك أيتها العزيزة تجارب مرت بي:

    فلقد مررت بمدارس عدة ، ومعلمات عديدات، وطالبات كثيرات في مثل سنك.. فصدقيني أن المعلمات يفرحن وتنشرح صدورهن بالطالبة المتحلية بالأخلاق الحسنة.. المتمسكة بدينها.. المحترمة لنفسها وغيرها فيثنين عليها، ويتمين لو أن جميع الطالبات مثلها.. فاحرصي أن تكوني أنت هذه الطالبة المثالية.. التي تحذر النهش في أعراض معلماتها أو زميلاتها. فلا تغتابي أحداً، فما أكثر الطالبات االلواتي يكثرن من غيبة معلماتهن، فتقوم بسب المعلمة أو شتمها والأستهزاء بها، ونبزها بالألقاب، ووصفها بالنقائص وتنسى قوله تعالى:{ ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} [سورة الحجرات:12]. وقوله تعالى:{ويل لكل همزة لمزة} [سورة الهمزة:1]. وقوله تعالى:{لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}[سورة الحجرات:11].

    أترضين أن تكوني من الصنف الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم .

    وبعض الطالبات تقوم بتقليد معلمتها في مشيتها أو طريقة كلامها أو حركاتها استهزاء وسخرية، ولتضحك زميلاتها، ولا تدري أنها وقعت في الغيبة وأنها نهشت عرض معلمتها وتحملت الوزر والإثم، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمع عائشة رضي الله عنها تقول: حسبك من صفية كذا وكذا [قال بعض الرواة: إنها قصيرة] فقال لها:((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)).

    فاحذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية من الغيبة ولا تكوني ممن تتصيد الأخطاء والسقطات والزلات، فتقومين بنقلها لصديقاتك. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه)).

    بل عليك أن تذبي عن عرض معلمتك أو زميلاتك إذا سمعت أحداً يغتابهن:((من رد عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة)).

    واحذري النميمة، وهي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، وهي منتشرة بين النساء بشكل فظيع.. وبين الطالبات بشكل أفظع.. فمثلاً قد أختص فصلاً من الفصول بكلام، وفي لحظات أجد أن كلماتي انتقلت إلى فصول متعددة ولا تنقل بوجه الإصلاح إنما الإفساد.. والنميمة تورث العداوة والمنافرة. والنمام عقابه شديد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يدخل الجنة قتات)) أي نمام والذي يمشي بالنميمة بين الناس يعذب في قبره فلقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة بين الناس)) فاحذري نقل الكلام على وجه الإفساد أو غيره فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )). والنميمة توغر الصدور وتسبب الضغائن والأحقاد فهذا الفعل لا يليق بطالبة مسلمة تؤمن بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً.

    واحذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية وأنت مقبلة على الحياة من الكذب فإنه منشأ الشرور والفساد.، والكذب قد يصدر من بعض الطالبات نتيجة للخوف من العقاب أو التوبيخ، فمثلاً إذا لم تؤد الطالبة الواجب المكلفة به فإنها تلجأ إلى الكذب، فتأتي بحجج وأعذار واهية حتى تنجو من عقاب المعلمة؟ عقاب دنيوي بسيط وتنسى العقاب الأخروي الدائم، وبعض الطالبات قد تكذب على والديها أيضاً مخافة العقاب، فتخفي درجاتها التي نالتها أو تفتري الكذب على معلمتها أو زميلاتها حتى تبرر موقفها أمام والديها، وتغفل عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم عد الكذب من خصال النفاق والعياذ بالله، فهل ترضين أن توصفي بالنفاق أو تكتبين في الملأ الأعلى بالكذابة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)).

    فعليك بالصدق في جميع أمورك فإنه يهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة، واحذري الكذب الذي يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار (أعاذنا الله وإياكن منها). وقد يدخل المزاح في الكذب إذا كان مختلقاً، وكثيراً ما يصدر من بعض الطالبات أنها تؤلف القصص والنكت والأقاويل المضحكة لتضحك زميلاتها وهي في قولها كاذبة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ويل له )). ولتدركي يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية بأن الإكثار من المزاح يسقط المهابة والوقار وقد يورث الضغينة، وبعض الطالبات قد لا تكتفي بمزاح اللسان بل وتستخدم يدها في ذلك، وهذا فيه إيذاء لغيرها، بل قد تسبب بتصرفها هذا العداوة بينها وبين زميلاتها، فاحذري الإكثار من المزاح. فإن أردت المزاح فليكن مزاحك حقاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً)).

    يا أمل الأمة

    لماذا تعتقدين أنك ما زلت صغيرة، وأن الصلاة لم تجب عليك بعد، أما قرأت بل وحفظت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)). وأنت أصبح عمرك فوق العشر، بل ومنك البالغة، بمعنى يجب عليك أداء الصلاة، فأنت ملزمة ومكلفة بها وليست أي صلاة بل صلاة خاشعة خاضعة، بل وحثي غيرك من حولك عليها إذا كانوا يتهاونون بأدائها، وبيني أهميتها وأنها عماد الدين والركن الثاني من الإسلام، وأنها إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل، ومن تركها جاحداً لها فقد كفر، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر)).

    فاحذري أيتها العزيزة: من ترك الصلاة أو التهاون بأدائها، فإن كنت ممن تؤدينها فالحمد لله، فاحذري أن تؤخريها عن الوقت أو في نهاية الوقت، واعلمي أن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في أول وقتها، وإذا لم تكوني تؤدينها فإلى متى التهاون بها؟!!

    فبادري بالمحافظة عليها بعد التوبة والاستغفار مما قارفتيه من تركك لها، واحذري من تسويف ذلك أوتأخيره، فأنت لا تضمنين عمرك، والموت لا يعرف كبيراً أو صغيراً، فتصوري أن يدهمك ملك الموت وأنت متهاونة بالصلاة.. الصلاة التي أول ما يسأل الله عنها العبد يوم القيامة.. فماذا يكون جوابك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

    بارك الله فيك وسدد للخير خطاك

    أيتها الفتاة الماجدة

    احذري أن تكوني سهماً مسموماً لمن في قلبه مرض. فأنت لم تعودي طفلة حتى لاتلبسي الحجاب.. فلا تجعلي الطامعين يحققون مآربهم منك بخروجك بدون حجاب أو بلبسك للحجاب لكن حجاب زينة وتبرج يزيدك إغراء وفتنة ،فتكوني أنت النادمة في النهاية، اجعلي الحجاب شيئاً مهماً في حياتك، واحذري الناعقين الكائدين لك الداعين إلى نزع الحجاب والسفور حتى يدفعوا بك وبغيرك إلى حمأة الرذيلة … ويبعدوك عن حصن الصون والعفاف والكرامة… واعلمي يا طالبتي أنه كم من امرأة في هذا العالم ذاقت مرارة الألم بعد ما ألقت بالحجاب وانساقت مع تيار وسراب الحرية المزعوم، فغرقت في وحل الفساد والفجور- أعاذنا الله وإياكن.

    أخيتي:

    لا يغرنك من لا يؤمن بالله واليوم الآخر فإن هذا التبرج والثياب القصيرة والبنطلونات والتسريحات الغريبة وغيرها من الموضات إنما صنعت تقليداً لهم، وأن أعداءك من اليهود والنصارى وغيرهم يعلمون أنهم لو دعوك إلى الكفر ما كفرت ولكن يرضون منك أن يهدموا أخلاقك ودينك بوسائلهم المتعددة، فلا تنخدعي بما يقدمه لك أعداؤك من آخر الموضات أو بالأصح الفوضات، وأحدث الموديلات المخالفة لشريعتنا السمحاء.

    فاحذري التشبه بهم واجعلي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من تشبه بقوم فهو منهم))نصب عينيك، فالمسلم ينبغي أن يعتز بدينه ويفتخر بشريعته لا أن يفتخر بالغرب وما جاء من عندهم فلابد يا أخيتي أن تجعلي كل أمورك مبنية على الاتباع- اتباع ما أنزل الله عز وجل وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا الابتداع، والطالبة في مثل سنك تميل كثيراً إلى التقليد، فتقلد غيرها في كل الأمور حتى ولو كانت مخالفة للدين فاحذري أن تكوني دمية تحركها أصابع الغرب كيف شاءت ومتى شاءت؟!. فلتكن لك شخصيتك المسلمة القائمة على مقتضى الشريعة حتى تكون لك العزة والكرامة والعلو في الدنيا والآخرة. وليس معنى كلامي أن تكوني رثة الملابس أو مهملة في مظهرك أو غير نظيفة بل تزيني وتجملي، فالفتاة من طبعها جبلت على حب الزينة والجمال، ولكن يجب أن يكون في حدود ما شرعه الله.

    وصدقيني يا طالبتي أن جمال وروعة وبهاء الفتاة لا تكمن في مظهرها أو شكلها إنما يكون في أخلاقها ودينها وحيائها وما أجمل لو اجتمع الأمران.

    يا أمل الأمة..

    الأمة بأجمعها تنتظر منك فجراً مشرقاً وأملاً واعداً.. فاحذري ثوب الشهرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)). إن هذا الوعيد ليس المقصود به الثوب فقط، بل يشمل ما يلبس ويقصد به الشهرة بين الناس. وهذا ما نلاحظه وللأسف منتشرا بين كثير من الطالبات، حيث تحرص بعض الطالبات على أن ترتدي المتميز من الثياب من معاطف وفنايل، ولو كانت غالية الثمن من أجل أن تلفت انتباه الغير حتى صارت الطالبات يتنافسن في لبس الأغلى والأفضل في المدرسة.

    حتى أننا وصلنا لمرحلة نسمع فيها بعض الطالبات يقلن: هذا المعطف الذي ألبسه لا يوجد مثله في الأسواق، فقد اشتريته من المحل الفلاني، وهذا المحل لا يقتني سوى قطعة واحدة من كل موديل. والأخرى تبحث عن موديلات جديدة مبتكرة لم تلبس قط..

    فاتقي الله أختي الطالبة وذكري غيرك من الغافلات.. وتذكري عندما تهمين بشراء معطف أو ثوب تصل قيمته إلى 400 أو 500 ريال إخوانا لك في أقطار العالم الإسلامي تربطهم بك رابطة العقيدة، يموتون جوعاً وعطشاً وبرداً لا يجدون كسرة خبز.. واعلمي بأنك ستسألين يوم القيامة عن هذا المال الذي بيدك أأنفق على شراء ما يزيد عن حاجتي أم أنفق لأطعم الطعام لمن يحتاجه وبذله لمن يستحقه.

    يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية:

    احذري قرينات السوء والشر.. قد تقولين كيف أعرفهن ؟ وكيف أحذر منهن؟ قرينة السوء هي التي تزين لك المعصية.. وتنفرك من الطاعة.. قرينة الشر تزين لك المنكرات وتقدمها لك في قوالب من فضة، وللمصاحبة أثرها الكبير في اكتساب الأخلاق، فتصلح أخلاق المرء بمصاحبة أهل الخير والصلاح وتفسد بمصاحبة أهل الشر والفساد.

    واعلمي أيتها الحبيبة: أنه كم من طالبة في مثل سنك غرر بهن من قبل فتيات سيئات ولأنهن انسقن وراء أهوائهن ولم يبالين بما فعلن وقعن في شر ضيعهن.

    فاحذري قرينة السوء.. وأنت تعرفين بفطرتك وعقلك الفتاة الطيبة من السيئة وشتان بينهما.

    وقرينة السوء عدوة لدودة لك وإن كانت تظهر لك الحب والود والصداقة، لكنها تريد هدم دينك وأخلاقك.. فصديقة السوء أعدى من الجرب، ففري منها ولا يوسوس لك الشيطان في أنك لن تجدي البديلة عنها إذا تركتيها.. احذري من هذه الوسوسة واعلمي أن من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه، فيبدلك الصديقة الصدوقة الطيبة الخلوقة.. وإن لم تجدي فوحدتك خير لك من جليسة السوء والتي قد تشوه سمعتك وتفسد أخلاقك.

    إذا لم يكن لك خلاً تقياً فوحدتي         ألذ وأشهى من صديق أحاذره

    ولتصغي معي لهذه الحادثة.. فتاة في مثل سنك، كانت تجالس قرينات سيئات في المدرسة، وكن يجتمعن على المنكر والفساد، يتفاخرن بما فعلن، فهذه تفتخر أنها اتصلت هاتفياً على شاب بالأمس وأنه وعدها بالأماني والأحلام الجميلة. والأخرى أجرأ منها خرجت شخصياً مع شاب (أو بالأصح ذئباً ماكراً خادعاً يريد أن يفتك بها ثم يرميها ذليلة حقيرة كسيرة) وركبت سيارته الفخمة. والثالثة تقابلت معه للمرة الأولى في السوق، كان شاباً وسيماً ملابسه وهندامه ونظارته السوداء تدل على ذلك، وأنها أعجبت به وأعجب بها.. وكانت هذه الفتاة تجلس معهن وتستمع لأحاديثهن ولم تكن تجرؤ أن تفعل مثلهم.. وقد حاولت كذا واحدة منهن أن تغريها بالاتصال على فلان، أو الخروج مع علان، لكن داعيا في نفسها يمنعها من ذلك.. واستمرت معهن على هذه الحال، وكثرت المخالفات والتعهدات من قبل هذه المجموعة .. وأحياناً كان الفصل عقابهن، وذات يوم استيقط داعي الإيمان في هذه الفتاة التي كان ذنبها رضاها أو سكوتها على المنكر الذي كانت تراه وليس هذا بالأمر الهين، وقررت الابتعاد عن هذه الشلة صاحبة المشاكل والتعهدات، فقد سأمت نظرات الشك التي كانت توجه إليها من قبل الكثيرات من معلماتها والطالبات في المدرسة، وعندما علمت هذه المجموعة بقرارها المفاجىء جنت جنونها، فهي تعرف أسرارهن وأفعالهن، فوعدتهن أن لا تبوح بأي سر أو أمر من أمورهن، لكن هيهات هيهات هل يتركونها لحال سبيلها؟ لن يرضوا بقرارها هذا فماذا فعلن؟ هددوها إن لم تستمر معهن سيوقعونها في شر قرارها، لكنها لم تأبه بهن وبتهديدهن لأنها واثقة من نفسها، ولكن الشيطان يعطي أعوانه حيلاً عديدة، قمن بإعطاء رقم هاتف هذه الفتاة لشاب من المعاكسين الذين كانوا يتصلون بهن، ولم يكتفوا بذلك بل أعطوه اسمها بالكامل وصفاتها وأن شكلها كذا، وطولها هكذا، وغير ذلك وأرادوا منه أن يكلم ولي أمرها.. فاتصل هذا الحقير بمنزل هذه الفتاة التائبة الغافلة عن هذا المكر الذي يحاك لها من حيث لا تشعر (وقد يكون ابتلاء من الله ليرى صدق عودتها وتوبتها)، وعندما اتصل على المنزل رد أبو الفتاة فكلمه، وبكل وقاحة وجرأة أخذ يتكلم عن الفتاة وأنه كان معها طيلة النهار، وأنها كذا وكذا وأخذ يسرد في وصفها، والأب في دهشة يستمع فجن جنون الأب، وفقد صوابه وأغلق لسماعة الهاتف، واتجه إلى غرفة ابنته، فدخل عليها غرفتها وأغلق عليها الباب والشر يتطاير من عينيه ودون أن يستفسر أو يسأل انهال على ابنته ضرباً وركلاً وسباً وشتماً، فذلك الشاب المتصل بكلامه ووصفه لها لم يجعل أدنى شك في صدق كلامه عنها. والفتاة تستغيث لكن لا مغيث إلى أن تركها أبوها وهي فاقدة الوعي لشدة ما لاقت من الضرب والتعذيب.. وأصبح أبوها فيما بعد ينظر إليها نظرة ملؤها الشك والاحتقار، وهي تحاول أن تعيد الثقة لنفسه، لكن دون جدوى والسبب في ذلك رضاها بمجالسة قرينات سيئات.. فكيف بمن تفعل فعلهن؟!

    يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية: احذري من آفة عظيمة خطيرة وهي الإعجاب أو بمعنى آخر المحبة لغير الله، فقد يستهويك الجمال أو المال أو المنصب في إحدى معلماتك أو زميلاتك، فيميل قلبك لها فتقعين في داء الإعجاب، وقد تكون هذه التي أعجبت بها سيئة الأخلاق فتؤثر على أخلاقك ودينك.

    إن إعجابك بشخصية معلمتك أو زميلتك لا يعني مطاردتها في كل مكان أو المداومة على الحديث عنها أو التفكير الدائم بها .. ولا يعني كثيراً من التصرفات الخاطئة التي قد تصدر من بعض الطالبات بما يسمى (إعجاب)، فلتكن علاقتك بمعلمتك أو زميلتك علاقة حب في الله، تقوم على التناصح والاحترام، فأحبي فيها صفات الخير والصلاح، لأن الحب والبغض يجب أن يصرف لله سبحانه وتعالى فلا تحبي ولا تبغضي إلا من أجل الله.

    ولو نظرنا إلى الإعجاب رأينا أنه أصبح من الظواهر السيئة الغريبة التي انتثرت بين الفتيات؛ فتعجب فتاة بفتاة أخرى وتشعر تجاهها بشعور غير سوي، وقد يصل ببعض الطالبات أن تحب أخرى وتنظر إليها وكأنها رجل، فتخجل إذا مرت بها، وتغض بصرها حياء منها، ويحقر وجهها لها، وتقوم بمراسلتها، ونحو ذلك من التصرفات الشاذة التي لا تليق بفتاة مسلمة وبطالبة أتت إلى المدرسة لطلب العلم وليس للإعجاب .. فاحذري من هذا المرض الفتاك (الإعجاب) واتقي الله في تصرفاتك وحذري غيرك منه؛ فإن الإعجاب قد يصل إلى الشرك بالله وله آثاره الخطيرة على شخصية الفتاة من نواحي عدة، النفسية والأخلاقية والاجتماعية. فاحرصي أن تكون محبتك لغيرك لله وفي الله، بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى.

    أنصحك بقراءة كتابنا (فتياتنا والإعجاب)

    أيتها الجوهرة المصونة:

    احذري سماعة الهاتف فإنها والله لمن الفتن العظيمة التي انتشرت في عصرنا هذا فتنة الهاتف وسوء استعماله، فنجد بعض الطالبات لا يحسن استعمال الهاتف، فتنسى بذلك نفسها وأهلها. فهي تستهتر بعرضها وتعرض نفسها للمهالك،وإذا حذرتيها، قالت: إني قادرة على أن أحمي نفسي وأصون عرضي وأنا فاهمة ما لي وما علي.. أريد فقط التسلية. وحجتها في ذلك أنه لا يعرفها وأن المسألة لا تتعدى مكالمات عبر أسلاك الهاتف لا ضرر فيها، تلطخ شرفها وشرف أهلها ولا تبالي.. تريد التسلية لكن على حساب دينها ونفسها وتنسى القصص والحوادث التي مرت بفتيات نهجن منهجها، فجلبن لأنفسهن الخزي والعار والفضيحة.

    ألم تسمعي بتسجيل أولئك الذئاب البشرية الشرسة لصوت الفتاة الفريسة فأصبح هذا الشريط أداة تهديد لشرف وعفة هذه الفتاة فيما بعد، فماذا استفادت من هذه التسلية الحقيرة؟! بل بعضهن يصل بها الأمر إلى ما هو أفظع وأشنع فتحمل بين جنبيها الفضيحة والخزي طول العمر.

    ولا تصدقي يا طالبتي ما يقوله الرجل الذئب من أنه لا يرى منك إلا أخلاقك وأدبك فهم يتكلمون بكلام الصديق المحب ولو سمعت أحاديثهم في الخلوة لسمعت المخيف المرعب.. فلا يبتسم لك بسمة ولا يلين لك بكلمة إلا وهي تمهيد لما يريد وماذا بعد ذلك؟ ذل ودمار. فالناس سوف يعذرون هذا الشاب ويقولون مر بفترة طيش أو شاب ضل ثم تاب، وتبقين وحدك في حمأة الرذيلة والعار.

    احذري أن تكوني أرضاً خصبة لمثل هذه التصرفات اللا أخلاقية، فاحذري كل الحذر منها ولا تغريك صديقة ماكرة خادعة أنها اتصلت بفلان وكونت معه علاقة وأنها سعيدة معه وأنه وعدها بالزواج وقد خرجت معه كذا مرة وكان أميناً صادقاً معها ولم يمس شعرة منها.. إلخ، احذري من ذلك فهذا الذي تسميه أميناً صادقاً يتحين الفرصة المناسبة حتى ينال مأربه منها ثم يولي باحثاً عن فريسة أخرى غيرها، قد يعدك بالزواج لكن إن قلت له تعال الآن قدم لك الأعذار الواهية وهو في نفسه يقول: لو لم يبق في الأرض إلا أنت لما تزوجتك لأنه نظر إليك على أنك خائنة، خنت أهلك ووالديك بمكالمتك له ومقابلتك معه فسوف تخونينه غداً إذا أصبحت زوجة له فكيف يثق بمن خانت ربها ونفسها وأهلها؟!.

    طالبتي العزيزة:

    لا أريد الإطالة عليك في سرد موضوع الهاتف والمقابلات والعلاقات غير الشرعية وإن كانت ذات أهمية لكن أحيلك إلى كتيب مفيد وهو (آلو احذري التليفون يا فتاة الإسلام) ففيه خير كثير إن شاء الله. وأنا واثقة أنك تعرفين وتدركين خطورة هذا الأمر فاحذري الوقوع فيه أو خلصي نفسك إن كنت ممن وقعت فيه.

    وفقك الله لكل خير

    إلى من جعل الله لها القرآن ذكراً ونوراً وهدى:

    احذري أن تجعلي قلبك الفض يلامس شيئاً من الفناء المحرم .. قد تستهويك الأغاني.. بل يصل الأمر ببعض الطالبات أنها لا تسمع إلا للأغاني الغربية ذات الموسيقى الصارخة، وكأنها تفهم ما يقوله هذا الغربي وقد يسب الإسلام والمسلمين وهي فرحة مطربة.

    وبعض الطالبات- هداهن الله- يعشقن بعض المطربين والمغنيين، بل ومن شدة إعجابها بهم تعلق صورهم وأسماءهم على حقيبتها أو بلوزتها دون حياء أو خجل.. ولو سألتيها هل ترضين أن تحشري يوم القيامة معهم؟ لرفضت في داخل نفسها، وإن قالت بلسانها: نعم، لأن فطرتها تأبى أن تكون معهم. فيا أخية، المرء مع من أحب، فإذا أحببت الممثل الفلاني حشرت معه، وإذا أحببت المغني الفلاني حشرت معه، وإذا أحببت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته حشرت معهم.. أسأل الله أن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيفا.

    وإن قلت إني أحب فقط الاستماع لأغانيهم نذكرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب)).

    واعلمي يا حفيدة عائشة وفاطمة وخديجة:

    أن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وهو بريد الزنا والعياذ بالله. وهو من أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، وهو السبب الرئيسي في تثاقل بعض خلق الله عند الصلاة وعند أدائها، فالمعصية تثقل الطاعة على النفس، وقد جاءت الأدلة الصريحة على حرمة الغناء، بإمكانك الرجوع إلى كتاب (إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان) لابن القيم، فقد أفاد وأجاد.

    فاحذري يا أمة الله الغناء إن كنت فعلاً تحبين الله وتتبعين أمره وتحرصين على رضاه. والمحب لا يعصي حبيبه.

    تعصي الإله وأنت تزعم حبه           هذا لعمري في القياس شنيع

    إن كان حبك صادقا لأطعته             إن المحب لمن يحب مطيع

    ولا يجتمع في قلب عبد غناء الشيطان وذكر الرحمن.

    حب الكتاب وحب ألحان الغناء          في قلب عبد ليس يجتمعان

    وفعلاً من يستمع للغناء لا يجد ذاك الخشوع والتأثر عند قراءة كلام الله، فلا يتعظ قلبه بآيات الوعيد والتحذير، بل يمر عليها هكذا مراراً.

    أما إذا سمع أغنية للمطرب الفلاني فناهيك عن الخشوع والتأثير بل والبكاء،نسأل الله العافية والحماية.

    وكون أن الغناء والقرآن في قلب إنسان لا يجتمعان فلأن الغناء يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه، فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفة ومجانبة شهوات النفس والغناء يأمر بضد ذلك كله.

    ولو وقفت معي أيتها الطالبة الحبيبة عند هذا الحديث المؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى حيث علم يروح عيهم بيارق أنهم يأتيهم لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غداً فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)).

    ويقول صلى الله عليه وسلم:((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والقينات ويخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير)).

    يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية:

    حاولي أن تنشئي روح التعاون والمحبة والإخاء الصادق بينك وبين صديقاتك في المدرسة.

    فما أجمل التلاحم والتعاون في ذات الله.. فنجد هذه تحث صديقاتها على الإنفاق في سبيل الله والصدقة، والأخرى تجر صديقتها لأداء الصلاة في مصلى المدرسة، والثالثة تمسك المصحف لتراجع مع زميلتها آيات من كتاب الله اتفقتا على حفظها ومراجعتها، والرابعة تحث زميلاتها على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن اللين المقنع.. تكاتف على الخير وعلى التقوى والبر والصلاح: {وتعاونوا على البر والتقوى}. فنعما وخير لمن هذا دأبها وبارك الله فيمن نهجت هذا المنهج. ولابد أن تحذر الطالبة من أن يزين لها الشيطان بأن إعطاء الواجب لزميلتها محلولاً يعد من التعاون وهو في الحقيقة من الغش، وبإمكانك مساعدتها ومد يد العون لها بشرح الدرس لها إذا لم تفهمه وليس بحل الواجب عنها.

    ومن التكاتف والتعاون أنه إذا تغيبت زميلة لك عن المدرسة أن تسألي عنها وتتحري عن سبب غيابها، وإذا رأيتيها فامشي لها وبشي في وجهها، وحفزي زميلاتك على السؤال عنها.. واحذري أن تجعلي التعاون يأخذ اتجاهاً آخر فيكون تعاونا على الإثم والعدوان ومعصية الرسول والمنكر فتكوني أنت ومن معك من الخاسرات.. والعياذ بالله.

    أيتها الشابة المقبلة على الحياة:

    مالي أراك متأففة متضجرة من كثير من الأنظمة المدرسية التي ما وضعت إلا لمصلحتك، فأنت عندما أقبلت على المدرسة لم تأت إلا لمهمة واحدة،طلب العلم وليس لعرض أزياء أو تسريحات أو موضات

    ونجد بعض الطالبات- هداهن الله- تأتي إلى المدرسة وكأنها ذاهبة لمناسبة أو زواج، فإذا منعت من قبل الإدارة وجدتيها متضجرة متأففة متبرمة ساخطة، تسب وتشتم وتنسى الهدف الأساسي لحضورها المدرسة.

    لا يا طالبتي:

    احذري أن تنسي الغرض الذي لأجله أتيت، وهو طلب العلم، بمعنى أن هذه الشكليات لابد أن لا تستحوذ على اهتمامك، ولابد إذا سمعت الأنظمة والقرارات المدرسية أن تستجيبي ولا تخالفي، فتعرضي نفسك للوم والتوبيخ… ولو وقفت مع نفسك وقفة مصارحة أو صدق لوجدت أن جميع هذه الأنظمة لصالح الفتاة.. فاحذري أن تكوني من المخالفات.

    احذري الغش.. الغش الذي أصبحت الطالبات يتفنن في طرقه وأساليبه، وتظنين أنه من الشطارة.. والطالبة التي تتخذ أسلوب الغش لا تعلم أنها وقعت في المحذور (وقد تعلم ولكن لا تبالي).. وأن الدرجات التي نالتها عن طريق الغش لا تحل لها.. أترضين أيتها الطالبة المسلمة أن تبني شهادتك ووظيفتك ومستقبلك على حرام؟

    أخية.. قبل أن تهمي بالغش أو النقل من صديقاتك.. قفي برهة عند قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا فليس منا)). فهل ترضين أن لا تكوني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. فكري في الأمر ثم قرري!!

    أيتها الحصان الرزان:

    ماذا دهاك عندما تتطاولين على إحدى معلماتك أو زميلاتك بقول أو فعل؟ أين الصبر؟ أين الحلم؟ أين الأخلاق؟ وخاصة المعلمة لما لها من مكانة ومنزلة، والتي قد تجد الكثير من التصرفات اللا أخلاقية من قبل بعض الطالبات المشاكسات.

    فأين أدب المتعلم؟ أين التواضع؟! أين التقدير والاحترام؟ فلابد أن تتواضعي لغيرك وبالذات المعلمة وتستجيبي لنصائحها، وتعملي على إرضائها، فحق المعلم لا يقل عن حق الوالد.

    وأذكرك بقول علي رضي الله عنه أن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تعنته في الجواب، وأن لا تلح عليه إذا كسل، ولا تفشي له سراً، ولا تغتابن عنده أحداً، ولا تطلبن عثرته، وإن زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره وتعظمه لله(ما دام يحفظ أمر الله)، ولا تمش أمامه، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته. فأين أنت من هذه الآداب يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية؟ واقرئي معي أيضاً من الآداب أن لا يجلس مكانه، ولا يبتدئ الكلام عنده إلا بإذنه، وأن لا يكثر الكلام عنده، ولا يسأله شيئاً عند ملالته، ويتجنب سخطه، ويمتثل أمره في غير معصية، فهل أنت هكذا مع معلماتك؟ فلابد أن تصبري على الجفوة من معلماتك، فمن لم يصبر على ذل التعليم بقي في عماية الجهل.

    اصبر لدائك إن جفوت طبيياً               واصبر لجهلك إن جفوت معلماً

    لا تغضبي من زميلاتك إذا صدر منهن خطأ أو زلة، قد تكون غير متعمدة وأحسني الظن فيهن؛ فقد جاءتني الكثيرات من الطالبات في مثل سنك يشكين زميلاتهن، منهن من قامت بهجر زميلاتها ولو عرفت السبب؟! كان لأشياء تافهة لا معنى لها، ونست هذه الهاجرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)).

    فهذه طالبة هجرت صديقتها شهرين كاملين. ما السبب في ذلك؟ لأن زميلتها تلك مرت بها ذات يوم ولم تلق عليها السلام، فأثر هذا التصرف في نفس تلك فهجرتها شهرين، وحاولت تلك الزميلة معرفة سبب هذا الجفاء والهجران، لكن تلك لم تكن تجيبها عن سؤالها واستفسارها، وعندما تدخل الوسطاء من الزميلات للإصلاح بينهما ذكرت السبب، فحلفت تلك أنها عندما مرت بها في ذلك اليوم لم ترها حتى تلقي عليها السلام، فانزاحت الغمة لكن بعد هجر شهرين كاملين.

    فاحذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية من هذه التصرفات.. وعليك بحسن الظن، ونجد أن بعض السلف كان يقول: التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد له عذراً فاتهم نفسك بسوء الفهم.

    احذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية أن تكوني فريسة سهلة للتأثيرات التي قد تتعرضين لها في العالم المحيط بك،كالبيت أو المدرسة، فإذا واجهتك مشكلة أو مر بك موقف ما تريدين له حلاً.. فاعرضيه على من هو أكبر منك ويتحلى بالفهم والمعرفة وإدراكه للأمور، مثل والديك أو أشقاءك أو حتى معلمتك التي ترتاحين لها وتثقين بنصحها، وتلمسين فيها الخير والصلاح لأنها سترشدك إلى ما ينفعك بإذن الله. واحرصي على تنمية قدراتك ومداركك وهوايتك التي تميلين إليها، فقد تميلين إلى الكتابة أو الاطلاع والقراءة، فبدل أن تكون كتابتك في أشياء لا تنفع منها تستطيعين أن توجهيها إلى نصيحة أو إرشاد أو قصة مؤثرة مرت بك فيها عظة أو عبرة فاكتبيها.. فبدل أن تكتبي مقالات غرامية غزلية أو عبارات لا نفع منها وجهيها في رضى الله والدعوة إليه، فالدعوة إلى الله مسؤولية كل فرد فينا، فأنت تدعين إلى طاعة الله وتأمرين بالمعروف، وتنهين عن المنكر كل من حولك، والديك وأخواتك وأقاربك وزميلاتك في المدرسة، فترشدينهم إلى الخير والصلاح.

    وكذلك القراءة قد تميلين إلى قراءة القصص، فعليك بالكتب الإسلامية النافعة المفيدة واقرئي تاريخنا المشرف. وحال أسلافنا الكرام.

    واعلمي يا طالبتي.. أنه في سنك هذا تتفتح القدرات والاستعدادات والمواهب، فنميها ووجهيها إلى ما ينفعك في دينك ودنياك وآخرتك. أعرف فتاة كانت هوايتها تنصب في الرسم وكانت تميل إلى رسم الأشكال الجمالية والطبيعية وهذا لا شيء فيه، لكنها كانت ترسم أحياناً ذوات الأرواح من إنسان وحيوان، ومعروف أن تصوير ذوات ا لأرواح محرم يقال لصاحبه يوم القيامة: انفخ، وما هو بنافخ، فيعذب بكل نفس صورها، فوضح لهذه الفتاة حرمة تصوير ذوات الأرواح وعقوبة فاعله، فاستجابت وأصبحت فيما بعد ترسم أشكالاً جميلة وبراويز بهية على الورق، فكانت هذه الأوراق المزينة برسمها يكتب فيها مواضيع منوعة وشيقة إسلامية، فتضم النصائح والقصص والتوجيهات والمسابقات فتجمع وتلم على شكل مجلة دينية منوعة تتداولها الطالبات، وعليها لمسات هذه الرسامة الموهوبة، فهذه سخرت هوايتها فيما ينفع ويفيد.

    يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية:

    آه من العطور.. العطور.. وما أدراك ما العطور بأشكالها وأنواعها وروائحها.. فكثير من الطالبات تضع العطور، وقد تضعه قبل خروجها من منزلها وتنسى السائق سواء سائق الأتوبيس أو سائق المنزل أو حتى الحارس الذي يقف عند الباب .. أليسوا- هؤلاء- رجالاً؟! ألا يعمهم مسمى رجل.. فتتغافل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)).

    أترضين أن تنادي بهذا النداء الفظيع؟.. فلماذا نجلب لأنفسنا الشر ونحن نعلم؟.. لماذا نخالف أوامر ربنا ورسوله صلى الله عليه وسلم ونقول بعد ذلك إننا لا نقصد؟.

    طالبتي العزيزة:

    احذري من الوقوع في هذا المنكر، ولا تقولي قدوتي فلانة تفعل كذا وعلانة تفعل كذا.. فأنا أحدثك أنت، وأنت تعلمين الحكم ولو استطعت توجيه النصيحة لمن تفعل ذلك فلك الأجر والمثوبة من عند الله.

    ولا تكوني إمعة مقلدة غير مبالية بأوامر ربك وإرشادات رسولك، متبعة لهواك.. احذري أن تكوني منقادة لنفسك الأمارة بالسوء والتي لو قادتك لأهلكتك، فعليك بمجاهدة نفسك ومحاسبتها والسير بها إلى ما يرضي الله.

    يا فتاة الإسلام:

    احذري الأسواق.. واحذري الإكثار من الخروج إليها بدون حاجة.. فما أكثر الحوادث الفظيعة التي حصلت وكانت نقطة البدء الأسواق.. والأسواق أبغض الأماكن إلى الله.. وإذا خرجت إلى الأسواق فاخرجي وأنت متحجبة متحشمة لا بكمال زينتك كما تفعل ما لا دين لها ولا حياء. ولابد أن يكون معك محرم خاصة في الأسواق المختلطة، فالشيطان ينصب رايته في الأسواق، ويكثر العابثون والطامعون في شرف المرأة في الأسواق.

    احذري أن تجعلي السوق مكان لتجميع الصديقات والقريبات للهو والنزهة والتفرج. فاتقي الله والزمي منزلك.

    واحذرى من السم الزعاف:

    احذري السائق أو الخادم فهو مهما كان رجل وله شهوة كباقي الرجال ولا يغرك كون السائق يعرفك قبل أن تبلغي أو تتحجبي.. واحذري أن تخرجي معه بمفردك.. فكم من المصائب والمشاكل نتجت بسبب خلوة الفتاة بالسائق الأجنبي أو تهاونها بالحجاب عنده.. ففعل ما فعل وتركها.. فجلبت لنفسها وأهلها الخزي والآلام.

    يا أمة الله:

    أهمس في أذنك هذه النصيحة الرقيقة.. إذا جاءك من ترضين دينه وخلقه، يطلبك للزواج فاقبليه ولا ترديه بحجة أنك صغيرة، فهذه حجة واهية فقد يطول بك العمر ويأتيك من لادين له ولا خلق فتندمين على ما فات.

    وانظري إلى قدوتك عائشة رضي الله عنها تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها تسع سنوات.. فلا تجعلي إكمال الدراسة حجة ثانية في رد الخاطب الكفء، فبإمكانك إتمام دراستك وأنت زوجة وأم، وكثيرات استطعن التوفيق بين الدراسة والبيت وتربية الأبناء، ونجد بعض الطالبات قد تنحرف عن جادة الصواب فتقبل على الحرام والعياذ بالله والمعاكسات والعلاقات غير المشروعة، ولو بحثت عن السبب لوجدت داعي الفطرة في نفسها أنها ترغب في زوج وأن تكون أسرة، فإذا جاء بالحلال تبرمت وتعللت وتعذرت ورفضته لأسباب وحجج واهية.

    فاحذري يا طالبتي من ذلك واستجيبي لأمر رسولك وحبيبك صلى الله عليه وسلم((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجره إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).

    وفقك الله لكل خير.

    تجنبي الوقوع في الخطأ

    ابنتي الطالبة:

    كثيراً ما تقدم الطالبات على فعل شيء وهي لا تعلم بأنها قد أخلت بإحدى المخالفات الشرعية، وعندما يكتشف أمرها وتفتضح يتم القبض عليها وتودع رعاية الفتيات أو السجون ويتم التحقيق معها من قبل الشرطة، ويفتح لها ملف تبعث بصورة منه للإمارة، وأخرى برعاية الفتيات، وصورة للشرطة، وصورة للقاضي. وحين دخولها السجن تصيح وتترجى الشرطة أو الهيئة بأن يطلقوا سراحها وأنها لن تعود لمثل ذلك مستقبلاً، وأنها لم تكن تعلم بأن الركوب مع أي شخص أجنبي وغير محرم لها يعتبر قضية، وأنها ركبت معه فقط للتسلية والتمشية أو لأخذ صور لها كانت بحوزته، أو لاسترداد رسالة سبق وأن كتبتها له، ولكن كل هذه الأعذار لم تعد تكفي وقد فات الأوان.. وحتى لا تقعي عزيزتي في هذا المأزق أقول لك ولجميع زميلاتك: احذري السير في طريق السوء وابتعدي عن صديقات السوء وتجنبي الوقوع في المهالك وذلك تجنب الآتي:

    أولاً: احذري من استعمال الهاتف استعمالاً سيئاً وذلك بعدم الاتصال على أي أحد كان إلا بمعرفة والديك وللضرورة فقط كإحدى القريبات أو الأهل.

    ثانياً: احذري من أخذ أي رقم هاتف من زميلتك أو من ضعاف النفوس من المارة أو في الشارع أو السوق أو غيره. وعندما يمنحك أحد ورقة بها رقم هاتف اتركيها مكانها أو مزقيها وتخلصي منها.

    ثالثاً: عدم استعمال الأوتوجراف أو إحضاره إلى المدرسة، حيث إن المدرسة صرح تعليمي وليست لهذه التفاهات والكتابات، وعدم الكتابة لأحد من زميلاتك بالأوتوجراف. حتى لو كنت تحترمينها أو تقدرينها. فالتقدير والمحبة بالقلب وليست المكاتبات للذكرى.

    رابعا: عدم إحضار صورك أو صور أفراد عائلتك للمدرسة أو منحها أي أحد من زميلاتك للاطلاع عليها، لأنها ربما تقع في يد أحد الشباب من ضعاف النفوس ويعلم بأنها لك حيث يسأل عن الاسم وربما يهددونك بها إما إن تذهبي لأخذ صورك منه أو مقابلتك، مما يوقعك في ورطة ربما تؤذيك وتؤدي بك إلى السجن.

    خامساً: لا تحضري أشرطة الكاسيت أو الفيديو للمدرسة لتبادلها مع زميلاتك ولا تستمعي إلى الأغاني الماجنة واستبدالها بالأناشيد الإسلامية واحذري مشاهدة الفيديو، واستغلي وقت الفراغ بالهوايات النافعة كالقراءة والرسم والخياطة والتطريز.

    سادساً: عدم قراءة المجلات الماجنة التي لا تهتم إلا بنشر ما هو مضيع للوقت وغير مفيد، وعدم إحضارها إلى المدرسة، ومحاولة قراءة قصص الأنبياء وزوجاتهم، والكتب الدينية والثقافية والاجتماعية في وقت الفراغ وبعد الانتهاء من الواجبات المدرسية.

    سابعاً: عدم الاستجابة لمن يتحدث بالهاتف ويطلبك شخصياً، أو يقفل الخط للجميع من أفراد أسرتك ويحدثك أنت بالذات، ويطلب منك مقابلته أو التحدث معك أو الركوب معه من المدرسة، وإن لم تفعلي يهددك بأنه سيفضحك وأن لديه صوراً أو رسالة، وسيبلغ ولي أمرك بذلك حتى يرغمك على الخروج معه أو التحدث إليه، فلا تستجيبي له، ولا تسمعي منه، ولا يهمك تهديده، وحاولي إخبار والدتك إذا استطعت، وإن لم تفهم أبلغي المشرفة في المدرسة،أو الإخصائية الاجتماعية لتخلصك من هذه الورطة، وستقوم المشرفة بالاتصال به على عمله أو مدرسته أو منزله وتهديده بإرجاع الصور والرسائل وإلا تبلغ عنه الشرطة أو هيئة الأمر بالمعروف، فإذا أخطأت في إعطائه صورة أو رسالة فلا تخطئي مرة أخرى بالخروج معه للحصول على ما لديه لك حتى لو كان ذلك بالتهديد.

    ثامناً: لا تذهبي مع أي أحد من الجيران أو المعارف الشباب، حتى لو وعدك بإيصالك إلى منزلك، وأوضح لك بأنه يخاف عليك من المشي في الشارع وحدك مع أن منزلك قريب من المدرسة.

    تاسعاً: لا تتحدثي مع السائق الذي يقوم بإيصالك إلى المدرسة أو المنزل وإذا أخذ يتحدث إليك أبلغي والدتك بذلك وحذار من الركوب معه وحدك حتى لو تغيبت عن المدرسة.

    عاشرا: لا تسيري في الطريق وحدك، وإذا خرجت من المدرسة اذهبي بصحبة زميلاتك واذهبي من الطرق العامة، ولا تذهبي من طريق الأماكن الخالية حتى لا تستغلي من قبل أحد المارة أو ذوي النفوس الضعيفة وتتعرضي للخطر.

    حادي عشر: لا تنتظري سيارتك في الشارع وانتظري داخل المدرسة حتى ينادى على اسمك وتأكدي من سيارتك قبل ركوبها.

    ثاني عشر: تحدثي مع والدتك بكل ما يحصل لك، وأطلعيها على كل أمورك حتى تكون صديقتك وتساعدك على تخطي العقبات والصعاب، وإذا شعرت بأن والدتك لا تسمع منك فالجئي للمشرفة في المدرسة أو الإخصائية الاجتماعية، واعلمي بأنها لن تخبر أحدا بأسرارك وستحاول مساعدتك.

    إن زوج أختك أو ابن عمك أو ابن خالتك ليسوا بمحارم لك فلا يمكن لأحد منهم أن يقوم بإيصالك أو أن تخرجي معه بدون محرم.

    التزمي بالحجاب الشرعي والزي المدرسي، وعدم تبرجك في الخروج والذهاب إلى أي مكان، سوق، أو مدرسة، فهذا يشجع ضعاف النفوس على التعرض لك بما يؤذي مشاعرك عند الذهاب للأسواق. حددي المكان الذي تريدينه ولا تسيري جيئة وذهاباً من هذا المكان إلى هذا المكان، وإنما ليكن ذهابك للضرورة القصوى ولغرض محدد فقط والذهاب مع والدتك أو مع محرم.

    تمسكي بالتعاليم الدينية وحافظي على صلاتك وعبادتك وقراءة القرآن مما يحفظك من كل سوء ويبعدك عن وساوس الشيطان.

    لا تذهبي لزيارة منازل صديقاتك بالمدرسة فإنك لا تعلمي عنها ما يكفي لزيارتها ولا تعلمي عن أهلها وأخلاقهم وعاداتهم شيئأ ولتكن علاقتك بها علاقة دراسية فقط.

    وأخيراً.. أنت أمل الأمة المشرق وفجرها الجديد.. حفيدة أمهات المؤمنين.. وصانعة الرجال وأم الأبطال.

    الزمي طريق الحق فإنه طريق السعادة الدنيوية والأخروية، وعليك بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعليك بالأعمال الصالحة ومراقبة الله في السر والعلن فإنها النجاة من نار تلظى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين.

    بارك الله لي ولك، ونفعني وإياك بما في هذه العجالة وأسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصاً لوجهه

    #322254
    طـــلال
    مشارك

    الرسالة الثانية عشر :إلى الممتنعة من زوجها …كتبها : محمد رشيد العويد
              
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة

    الحمد لله تعالى في الأولى والآخرة، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي كان بحق أفضل الأزواج، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    لقد ترددت كثيرا في كتابة هذه الرسائل إلى الزوجة التي قد تمتنع من زوجها،أو تبطئ عليه، خشية أن لا يرضى بعض الإخوة عن الكتابة في هذا الأمر، لما قد يرون فيه من منافاة للحياء.

    لكني أقول مطمئنا بعون الله؛ إني لم أكتب ما فيه خروج على الدين والخلق والحياء. ولم يتعد عملي حثا للزوجة على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمرها أن تستجيب لزوجها إذا دعاها لحاجته. تماما كما نحث المسلمة على التزام ما أمرها به الله ورسوله في ارتداء اللباس الإسلامي السابغ الساتر؛ على سبيل المثال. إن كثيرات من الزوجات لا يكترثن بعصيانهن أزواجهن في هذا الشأن؛ ولا يرين في هذا العصيان حرجا؛ على الرغم من أنه مجلبة للعنة الله والملائكة! واللعنة كما تعلمون هي الطرد من رحمة الله تعالى! أفلا يستحق هذا تنبيه الزوجات وتحذيرهن من ذاك العصيان!؟

    حدثني صديق أنه اصطحب والدته وزوجته إلى درس في أحد المساجد، وكان موضوع الدرس عن الوعيد الشديد للزوجة التي تمتنع من زوجها، وما ينالها من غضب الله تعالى، ومن لعنة ملائكته عليها. ثم حدثت الزوجة زوجها أن والدته قالت لها وهما خارجتان من المسجد: يبدو أني كسبت إثما كثيرا. يا ويلي!

    هذه الحادثة، مع طرافتها، تشير إلى جهل كثيرات من الزوجات المسلمات بفداحة امتناعهن من أزواجهن، على الرغم من تدينهن وكثرة صلاتهن وصيامهن.

    وحدثني صديق آخر، أنه إذا دعا زوجته إلى فراشه.. انصرفت عنه إلى قراءة القرآن والقيام وهي تستنكر عليه أن تترك كتاب الله تعالى من أجل أن تلبي له شهوته!

    لقد حاولت في هذه الرسائل أن أناقش الزوجة المسلمة، في ما تقدمه من أعذار وحجج؛ تبرر بها امتناعها من زوجها، مفنداً هذه الحجج وتلك الأعذار جميعها .. ما وفقني الله إلى ذلك وأعانني عليه.

    اللهم اشرح صدورنا لطاعتك، واتباع سنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأصلحنا لأزواجنا، وأصلح أزواجنا لنا.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    محمد رشيد العويد

    1420هـ- 2000 م

    إنها تنقص وزنك

    هل يمكن أن يكون مستقراً في ذهن الزوجة أن معاشرة زوجها لها سبب من أسباب زيادة وزنها؟

    ربما نتج هذا الظن بسبب ملاحظة زيادة وزن النساء بعد الزواج.

    الأطباء ينفون هذا تماماً، ويؤكدون أن العكس منه هو الصحيح؛ أي أن المعاشرة الزوجية تساعد على إنقاص الوزن بسبب ما تحرقه من سعرات حرارية. يقدر العلماء بأن الجسم يفقد ستة آلاف وحدة حرارية خلال دقيقة من المعاشرة الجنسية وذلك في المرحلة التي يبلغ فيها أحد الزوجين الرعشة. أما المرحلة التي تسبق الرعشة أو تتلوها فإن الجسم يفقد أربعة آلاف وحدة حرارية في الدقيقة. ويذكر العالمان الأميركيان هيليوشين وغرايدمان أن مجموع الطاقة الحرارية التي تبذل خلال المعاشرة الزوجية الواحدة تتراوح بين 50 إلى 75 ألف وحدة حرارية. وهذا يعادل ما يفقده من يمشي أو يجري مسافة تتراوح بين خمسة وسبعة أميال.

    وقدرت قيمة النقص في الوزن خلال عام، إذا كانت الزوجة تقوم بمعاشرة زوجها كل ليلة، بين ستة وتسعة كيلوغرامات.

    ولعل زوجة تسأل: إذن؛ فما سبب زيادة أوزان النساء بعد الزواج؟

    إن زيادة أوزان النساء، بعض النساء، بعد الزواج ترجع إلى:

    1- الركون إلى الكسل وقلة الحركة.

    2- النهم في التهام الطعام وبخاصة الحلويات والأطعمة الدسمة.

    3- الحمل والولادة المتكرران.

    4- تعاطي أقراص منع الحمل.

    وهكذا، أختي الزوجة، إذا كان ذاك التصور الخاطئ قد استقر في ذهنك؛ فإن عليك الآن أن تصحيحه، وأن تستبدلي به تصوراً صحيحاً جديداً هو أن المعاشرة الزوجية تعادل المشي أو الجري مسافة تعادل ما بين خمسة وسبعة أميال، أي حوالي عشرة كيلومترات.

    ولعل هذا التصور الجديد الصحيح يجعلك أقل نفوراً من المعاشرة، وأكثر رغبة فيها.

    لماذا أراد أحمد أن يتزوج على هالة؟

    سرى الخبر سريان النار في الهشيم:أحمد يريد أن يتزوج على زوجته هالة.وتتابعت الاحتجاجات:((ليس له حق..لم تقصر معه في شيء))-((… لن يجد أجمل منها.. كيف يتزوج عليها وهي الجوهرة الفاتنة؟!)) – ((إنها سيدة بيت ممتازة.. كلهم يثنون على حسن ترتيب منزلها ونظافته))- ((طاهية درجة أولى.. كل من ذاق طعامها تحدث به..))- ((أيتزوج على هالة ذات الحسب والنسب التي كان يتمناها كل شاب من أقاربها؟! ))- ((إنه والله يظلمها.. لم تغلط معه.. ما أعذب لسانها وأرق كلماتها))-((.. حتى أولادها أحسن أولاد.. ربتهم أحسن تربية.. )). قلت في نفسي: فعلاً ليس لك حق يا أحمد! إذا كانت هذه الصفات الحسنة قد اجتمعت في زوجتك حقاً.. فأنت في غنى عن الزواج بأخرى.

    ربما بين كل مليون زوجة يجد المرء زوجة قد اجتمع فيها مثل ما اجتمع في زوجتك من خصال حسنة وأخلاق حميدة.. إنه عدم وفاء يا أحمد.

    صرت أردد هذه الخواطر على لساني من شدة تفاعلي بها؛ حتى خشيت أن يحسب الناس الذين أسير بينهم في الشارع أنني أكلم نفسي.

    لهذا عزمت على لقاء أحمد ومواجهته بهذه الخواطر.. فقد أكون ظالماً له إذا لم أسمع منه دفاعه عن نفسه.

    حين صرت في بيته، فاتحته بما في نفسي من غير مقدمات، وسألته عن حقيقة نيته الزواج من أخرى؟

    قال: ما زالت نية على أي حال.

    قلت: أتتزوج أخرى.. وقد اجتمع في زوجتك ما لم يجتمع في مئات الآلاف غيرها؟

    قال: وماذا اجتمع فيها؟

    قلت: سمعث الكثير.

    قال: مثلاً؟

    قلت: اسمح لي ولا تؤاخذني: تقول النسوة إنها فائقة الجمال.

    قال: وماذا يعني هذا.. إننا نشاهد عشرات الحسناوات كل يوم على شاشة التلفزيون.

    قلت: ويقولون إنها سيدة بيت ممتازة.. وبيتكم من أرتب البيوت وأنظفها..

    قال: خادمة بثلاثين ديناراً شهرياً تجعل البيت من أنظف البيوت وأجملها. (ضقت برهة أتأمل في إجاباته)

    قطع صمتي على الفور قائلاً: ماذا غير هذا؟ قل.

    قلت: وأنها طاهية ماهرة.. تطهو لك أطيب الطعام..

    قال: قم معي لآخذك إلى مطاعم تقدم لك أكلات لم تذق مثلها في حياتك!

    قلت:.. وتحدثوا عن عذوبة لسانها ورقة حديثها..

    قال: سكرتيرتي في العمل أعذب لساناً منها وأرق حديثاً.

    قلت: ولكن..

    قال: ماذا بقي عندك من صفات حسنة؟

    قلت: ذكروا أنها ربت أولادكما فأحسنت التربية.

    قال: أغلب النساء يحسن تربية أولادهن.

    قلت (وقد فطنت إلى ما أفحمه به): ما دام الحال كما تقول.. فلماذا تريد الزواج من غيرها؟ ما دام في زوجتك كل هذه الصفات مجتمعة.. فأنت لا تفتقد فيها شيئاً حتى تبحث عنه عند غيرها!

    قال بحدة ظاهرة على الفور: ومن قال إني لا أفتقد عندها شيئاً!

    قلت بفرح من وصل إلى شيء ظل يبحث عنه زمناً: هذا ما أردت معرفته منك. قال: أوتريد معرفته؟

    قلت: بكل تأكيد.

    قال: إنه الذي يدفعنا أساساً إلى الزواج.

    قلت: غريزة الجنس؟

    قال: وهل غيرها!

    قلت: تعني أن زوجتك.. (وسكت إذ لم أجد عبارة مناسبة).

    قال: أجل.. زوجتي باتت تكره المعاشرة.. ترفضها كثيراً.. تنصرف عنها إلى بيتها وأولادها.

    قلت: أراك على حق.

    قال: بالله عليك مَن مِن العزاب الشباب يتزوج من أجل أن يأكل طعاماً طيباً وأمه تطبخ له أطيب ما يحب؟! ومن منهم يتزوج لأنه يبحث عمن يغسل له ثيابه أو يكويها وفي البلد عشرات المصابغ تفعل هذا؟ لنكن واقعيين وصرحاء..

    إن الدافع الأول والأساس والهام لزواجهم هو إعفاف النفس بتلبية هذه الغريزة الجامحة… ألست معي في هذا وتوافقني عليه؟

    قلت: بلى.. بلى. أنا معك فيه وأوافقك عليه الموافقة التامة.

    عزيزتي الزوجة..

    لعل هذا الحوار مع ذاك الزوج قد أوضح لك حقيقة معاناة كثير من الأزواج الذين تمتنع منهم زوجاتهم، ويهملن في الاستجابة إليهم، وينشغلن بالبيت والأطفال وغيرهم انشغالاً يزيد عن الحد، ويكون كثيراً على حساب تلبية حاجة أساسية وهامة لدى الزوج الذي يضيق، مع الأيام، بانصراف زوجته عنه، وإهمالها له، فيتكرر التفكير عنده بحل متاح أمامه.. وهو الزواج من أخرى.

    إن تربية الأولاد والعناية بهم، وطبخ الطعام الطيب، وترتيب البيت والاهتمام به، جميعها أمور هامة لا بد منها، ولكن أهميتها تأتي بعد أهمية تلبية حاجة الزوج إلى إعفاف نفسه.

    فلتنتبه الزوجات إلى هذا، وليضعنه في اعتبارهن، ولا ينشغلن عنه، إذا أحببن ألا يفكر أزواجهن في الزواج من ثانية.

    ليتذكرن دائماً أن الغريزة الجنسية أقوى الغرائز عند الرجل، وهي دافعه الأول إلى الزواج، وإلى تكراره من أخرى إن لم تلبه الأولى كما أمر الإسلام وأكد.

    هل يذهب بكرامتك؟

    – الجنس غريزة مثل غريزة الجوع وغريزة الخوف.

    – طاعة الله لا تذهب بالكرامة.. بل تجلبها.

    – الزوج مأمور بإعفاف زوجته كما هي مأمورة بتلبيته.

    من الأعذار التي تطلقها الزوجة مبررة بها امتناعها من زوجها: الكرامة. إنها ترى استجابتها المتكررة لزوجها كلما دعاها إلى المعاشرة تذهب بكرامتها، وتنال من إنسانيتها.

    والرد على هذا في ما يلي:

    أ- الجنس غريزة مثل سائر الغرائز. مثل غريزة الجوع وغريزة الخوف وغريزة العطش. وتلبية أي غريزة منها، عن طريق شرعي، لا ينافى الكرامة ولا يذهب بها، ولا يتعارض مع الإنسانية ولا يلغيها.

    فحين يدعوك زوجك إلى إعداد الطعام له ثلاث مرات في اليوم، فإنه يلبي غريزة الجوع فيه. وأنت لا تجدين في إعدادك هذا الطعام، أكثر من مرة في اليوم، ذهاباً بكرامتك أو إلغاء لإنسانيتك.

    وكذلك الحال حين يطلب منك كأس ماء، أو عصير، ليروي به عطشه، ويطفئ ظمأه.

    الجنس إذن، عزيزتي الزوجة، غريزة من الغرائز، بل هي من أقوى الغرائز، وتلبيتها عن طريق شرعي، لا ينفي الكرامة ولا يلغي الإنسانية.

    2- لو وجدنا إنساناً يسجد لإنسان آخر لحكمنا على الفور بأن الإنسان الساجد مهدور الكرامة.

    لكن، لو كان هذا السجود طاعة لله رب العالمين؛ فإن كرامة هذا الساجد، ولو كانت لإنسان آخر، محفوظة مصانة وليست مهدورة.

    لقد سجد الملائكة لادم عليه السلام، وسجد القوم ليوسف عليه السلام:{ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً} (يوسف: 100). ويريد رؤياه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له حين كان صغيراً {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} (يوسف: 4).

    وعلى الرغم من أن السجود ما عاد في شريعتنا إلا لله رب العالمين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه لو كان لأحد أن يسجد لغير الله لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها. ولم يكن للزوجة- لو أمرت بهذا السجود- أن تجد فيه ذهاباً لكرامتها.. لأنها تطيع به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    أردت بهذا أن أبين أن تلبية الزوجة لطلب زوجها معاشرتها لا يذهب بكرامتها وإنسانيتها ما دامت تطيع الله ورسوله بهذه التلبية.

    إنه مستقر في إيمانها أن طاعتها زوجها في هذا الشأن (مثل طاعتها له في غيره من الشؤون) إنما هو أيضأ طاعة لربها سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا الإيمان يصرف عنها وسوسة إبليس لها؟ بأن تلبيتها زوجها؟ إذا دعاها إلى معاشرته، تذهب بكرامتها، وتلغي إنسانيتها.

    3- كما يأمر الإسلام الزوجة طاعة زوجها إذا دعاها إلى فراشه، فإنه يأمر الزوج أن يعف زوجته؛ حتى إنها تستطيع أن ترفع أمرها إلى القاضي، وتطلب منه أن يطلقها من زوجها إذا كان عنيناً (عاجزاً أو ضعيفاً جنسياً).

    فالإسلام لا يحرص على إرواء شهوة الزوج وحده، بل على إرواء شهوة الزوجة أيضاً؛ ففي عفافهما معاً حفظ للمجتمع من الزنا والفساد بمختلف أشكاله وألوانه. ومن هنا فإن دعوى الذهاب بالكرامة، كرامة الزوجة، دعوى غير منطقية، وغير مقبولة، لأنه من حق الزوجة أن تستمتع بزوجها في مقابل حقه أن يستمتع بها.

    أو أشد من فقد الولد؟!

    – أريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة.

    – للغرائز ضغط على أعصاب الإنسان فيزيد غضبه.

    – 3 ثمرات جنتها من استجابتها لزوجها.

    من الأعذار التي تبديها الزوجة وتبرر بها امتناعها من زوجها: التعب، والقلق، والحزن، وغيرها وغيرها.

    ما رأي الإخوة والأخوات في زوجة مات ابنها فلم يمنعها هذا من الاستجابة لزوجها في يوم وفاته نفسه؟!

    لنقرأما جاء في صحيح البخاري:

    كان لأبي طلحة- رضي الله عنه- ابن يشتكي (أي مريض). فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي (مات في أثناء خروج والده من البيت) فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم (زوجته): هو أسكن ما كان. فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها (نال منها ما ينال الزوج من زوجته)، فلما فرغ قالت: يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها؟ ألهم أن يجزعوا؟ قال: لا. قالت: فإن ابنك قد فارق الدينا. قال: فأين هو؟ قالت: هاهو ذا في المخدع. فكشف عنه واسترجع (قال: إنا لله وإنا إليه راجعون). فلما أصبح ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثه بقول أم سليم فقال:((والذي بعثني بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكراً لصبرها على ولدها)).

    وأريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة:((فقربت إليه العشاء فتعشى..ثم أصاب منها)) أي نال منها ما ينال الزوج من زوجته.

    هل بين القارئات من تقوى على هذا؟ تلئي دعوة زوجها في اليوم نفسه الذي مات فيه ابنها؟

    لقد فعلت هذا أم سليم. صبرت على فقد ولدها صبراً نجحت معه في إخفاء مشاعرها الحزينة إلى حد قدمت فيه لزوجها العشاء وجعلته ينال منها ما ينال الزوج من زوجته!

    وهذه ثلاثة توجيهات نخرج بها من هذا الموقف لأم سليم رضي الله تعالى عنها:

    أ- أي عذر من الأعذار التي تقدمها الزوجة لزوجها، مبررة بها امتناعها منه يمكن أن يفوق حزن الأم على وفاة ولدها؟! وولدها الوحيد آنذاك- كما جاء في بعض الروايات-؟! أليس في هذه الصحابية الجليلة أسوة للزوجات المسلمات؟

    2- معروف أن للغرائز ضغطاً على أعصاب الإنسان، ولهذا تزداد ثورة الإنسان إذا تلقى خبراً مزعجاً وهو تحت ضغط غريزة أو أكثر. وهذا ما يعبر عنه الناس حين يلتمسون العذر لهياج إنسان((اعذروه فهو جائع لم يأكل منذ الصباح ))، أو ((اعذروه فإن زوجته مسافرة)).

    ولهذا فإن الحكيمة أم سليم لم تشأ أن يتلقى زوجها خبر وفاة ولده إلا بعد أن يلبي غريزة الجوع وغريزة الجنس.. ليكون أكثر تسليماً ورضى. لقد قدمت إليه العشاء لتلغي ضغط غريزة الجوع، وجعلته يصيب منها لتلغي ضغط غريزة الجنس.

    3- لتعلم الزوجة أن أجرها على استجابتها لزوجها كبير، في الدنيا والآخرة. ولقد وجدنا عدة ثمرات قطفتها أم سليم رضي الله عنها في موقفها الحكيم ذاك:

    – تلقى زوجها خبر وفاة ابنه بالرضى والتسليم رغم حبه الشديد له.

    – أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على صنيعها ووصفه بالصبر.

    – نتج عن هذه الاستجابة حمل عوضها الله به عن ولدها الذي مات. بل تسعة أولاد كلهم قرؤوا القرآن رزقت بهم فيما بعد.

    هل لزوجة، بعد هذا، أن تتعلل بأي علة من العلل، أو عذر من الأعذار، خاصة إذا كان مبعثه المزاج، أو الهوى، أو العناد، أو غيره من المبررات التي يمكر أن تتجاوزها، وتستطيع أن تتعداها، مع توفيق الله تعالى، وابتغاء رضاه سبحانه ( لتتذكر كل زوجة تمتنع من زوجها أن أم سليم رضي الله عنها لم تمتنع من زوجها بعد وقت قصير من وفاة ولدها، فلذة كبدها،بل لعلها هي التي تقربت من زوجها وعرضت نفسها عليه.

    إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً.

    افترض نفسك عزباً

    – ما أبلغ هذا المثل: أعزب دهر.. ولا أرمل شهر.

    – د. ستيفان فرينزو: المتزوج لا يتكيف مع الوحدة

    من المبررات التي تحاول بها الزوجة إقناع زوجها بالانصراف عنها حين يرغب في معاشرتها، قولها له: افترض نفسك مسافراً..! أو قولها: افترض أني في المحيض. أو قولها: صبرت سنوات في فترة العزوبة.. أفتعجز عن أن تصبر أياماً الآن؟!

    وهذا التبرير الأخير ذكرني بقريب يعمل في بلد غير بلده، سافرت زوجته في الصيف إلى أهلها، وأطالت في مكثها ولم تعد إلى زوجها في الوقت الذي اتفق معها أن تعود فيه. فاتصل هاتفياً، وتحدث مع عمه (والدها)، وجرى بينهما الحوار التالي:

    – الزوج: متى حجزتم في الطائرة لـ… (ذكر اسم زوجته).

    – العم: لم نحجز لها بعد.

    – الزوج: ولكن الازدحام شديد يا عمي.. والناس كلهم يعودون في هذه الفترة.

    العم: ولماذا العجلة..

    الزوج: تدري عمي..

    العم مقاطعاً: مكثت عندك عشرة أشهر.. فما يضير لو مكثت عند أهلها شهرين!

    – الزوج: ولكن يا عمي.. الحياة العزوبية صعبة.. وأنت سيد العارفين بهذا.

    العم: أنت لم تتزوج إلا بعد أن تجاوزت الثلاثين.. وما دمت قد صبرت السنوات الطوال دون زوجة.. أي صعوبة إذا غابت عنك زوجتك شهرين أو ثلاثة.

    هكذا يمنع الأهل ابنتهم عن زوجها. وهكذا تتحجج الزوجة حين تأبى على زوجها. ولعل خير رد على تلك الدعوى هذا المثل الشائع: أعزب دهر. أرمل شهر.

    إن اضطرار الرجل لحياة العزوبة، وصبره عليها، وإحساسه بأنه لا يملك هذا إلى أن يتزوج.. يجعله معتاداً هذه الحياة بعض الشيء، صابراً عليها إلى حد ما… أما حين يتزوج، وتملأ زوجته عليه البيت، وتصبح حياتها جزءاً من حياته وحياته جزءاً من حياتها، فإنه لشد ما يفتقدها إن غابت عنه.. حتى ولو ساعات معدودة.

    وهذا ما يؤكده علم النفس الحديث، فالدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة ماركيت الأميركية يقول: إن الشائع بين الناس، وفي مختلف المجتمعات، أن الأعزب يتزوج وفي ظنه أنه يتخلص من الإحساس بالوحدة؛بينما وقع الشعور بالوحدة على المتزوج أقوى وأشد، ولهذا فإن المتزوج حين يبتعد عن زوجته، ولو لأيام قليلة، يحس بوحدة حادة، ويكون وقعها على نفسه أقسى وأصعب.

    ويضيف: إن المتزوج لا يستطيع أن يتكيف مع الوحدة إن أجبر عليها.. بينما الأعزب يتكيف مع الحياة الاجتماعية إن وجد نفسه فيها.

    وإذا عدنا إلى حجج الزوجة افترض أنك مسافر أو افترض أنك ما زلت عزباً… فإني أشبهها بحجج زوجة يطلب منها زوجها أن تعد له طعام الغداء فتقول له: افترض نفسك في رمضان ))! ((لماذا لم تصم اليوم؟ )) ((شارك الفقراء والمساكين جوعهم))! لتبرر تقصيرها في إعداد الطعام له.

    ولا شك في أنها تبريرات غير مقبولة، وغير منطقية، لأن معاناة الزوج ستكون أشد حين يشعر بالوحدة وهو مع زوجته التي تأبى عليه وتمتنع من الاستجابة إليه.

    ونعود إلى الدكتور ستيفان فرينزو الذي يؤكد أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه. يقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة.

    أجل إنها علاقة سامية

    أرجو أن تنظري إلى تلبيتك حاجة زوجك نظرة أبعد من كونها تلبية لشهوته. أن تنظري إليها على أنها وسيلة هامة لإعفافه، وغض بصره، والتزامه دينه،وإتقانه عمله.

    ضعي في خاطرك مشهد زوجك وهو ينظر في هذه المرأة، ويحدق في تلك! بعد أن تكوني قد أبيت تلبيته ورفضت الاستجابة له.

    وضعي في خاطرك مشهداً مقابلاً للمشهد السابق: زوجك وهو يغض بصره، ولا ينظر إلى من يصدفه في طريقه من النساء بعد أن تكوني قد استجبت له ولبيته!

    ألا تكونين قد أسهمت في غض بصره في المشهد الثاني، وساعدته- ولو من غير قصد- على ذاك التحديق في النساء في المشهد الأول؟!

    وضعي في خاطرك مشهد زوجك وهو ثائر في عمله، متوتر الأعصاب، عرضة للخطأ والتقصير، لأنه أتى إلى عمله وهو ضائق بك لأنك قد رفضت دعوته ولم تلبي حاجته!

    والمشهد المقابل: زوجك وهو هادئ الأعصاب، منشرح الصدر، مرتاح في عمله؟ إنجازه فيه أكثر وعطاؤه فيه أفضل.

    ألا تكونين قد شاركت في النتائج الإيجابية في الحال الثانية.. أو في النتائج السلبية في الحال الأولى؟!

    لقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة التي تحسن تبعلها لزوجها(ولا شك في أن تلبيتها زوجها من حسن التبعل) بالأجر المماثل لكل ما يقوم به الزوج من عمل يؤجر عليه.

    فإذا عف الرجل، وغض بصره، وأتقن عمله، ونال على هذا كله أجراً ومثوبة؛ فلا شك في أن للزوجة نصيباً مماثلاً من هذه المثوبة وذاك الأجر.

    وعلى هذا؛ فإني أرجو من كل زوجة أن تضع في حسبانها هذا الأجر الذي تكسبه حين تلبي زوجها وتجيبه إلى حاجته.

    لننظر إلى تلبيتها زوجها نظرة أسمى؛ نظرة من يشارك في حفظ المجتمع، ويسهم في سلامة أركانه وحفظ بنيانه.

    وهذا على العكس مما تحسبه الزوجة التي تأبى على زوجها، فهذه تحسب أنها تسمو بنفسها حين تنفر من معاشرة زوجها، وتهرب منها، وتبتعد عنها.. وهذا حسبان غير صحيح، وظن خاطئ، وليس من الإسلام في شيء.

    لقد سما الإسلام بالعلاقة الجنسية في إطار الزواج، ووعد الزوجين بالثواب عليها.

    إن السمو لا يكون بكبت هذه الغريزة؟ كما يفعل قساوسة ورهبان كثرت الأخبار التي تتحدث عن اعتداءاتهم الجنسية على نساء وأطفال؟ مؤكدين بهذا أنهم يخالفون الفطرة ويحاربونها.

    فلتعلمي هذا كله، أختي الزوجة، وتتفهميه، لتغيري نظرتك وتصححيها إن كانت خاطئة.. تجاه تلبيتك حاجة زوجك الجنسية.

    لا يقتصر على الليل وحده

    هناك زوجات يأبين على أزواجهن في النهار؟ فهن يفضلن الليل، وحججهن

    في هذا الإباء مختلفة، وقد يرين أنه لا بأس من هذا الرفض، وأنه ليس في الإسلام ما يأمرهن بتلبية أزواجهن في النهار. وقد يفهمن من حديث رسول الله صلى عليه وسلم ((إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها.. لعنتها الملائكة حتى تصبح)) أن الأمر هنا قاصر على فترة المبيت.

    غير أن الأحاديث الأخرى تؤكد أنه ليس هناك وقت محدد من ساعات الليل والنهار.. وإنما جاء التعبير في الحديث السابق ب باتت وحتى تصبح لأن هذا الوقت هو الأعم الأغلب.

    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لايحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي حاضر) إلا بإذنه)) متفق عليه. ووقت الصيام معلوم، من الفجر إلى المغرب، أي أن ساعات الصيام هي ساعات النهار، فإذا رغب الزوج في أن يأتي زوجته فوجدها صائمة.. فقد تحتج عليه بأنها صائمة، وأن صومها لله أهم من شهوته! فتحرج زوجها بهذا.

    ولو تأملنا الكلمة الأولى في الحديث الشريف لا يحل فسنجد أنهايحرم أي أنه يحرم على الزوجة أن تقوم بعبادة الصيام نفلاً إذا لم يأذن لها زوجها، أليس في هذا تأكيد على أن الزوجة مأمورة بتلبية زوجها في أي ساعة من ساعات الليل والنهار؟

    أليس فيه إغلاق لأي عذر تعتذر به الزوجة؟ لأن أي عذر تقدمه.. يبقى أقل شأناً من الصوم! فإذا كانت لا تمتلك أن تعتذر بالصوم وتحتج به، فالأولى أن لا تعتذر بغيره وتحتج به.

    الحديث الآخر الذي يؤكد شمول ساعات الليل والنهار ما رواه مسلم في صحيحه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في نفسه.. فليعمد إلى امرأته فليواقعها.. فإن ذلك يرد من نفسه . رواه مسلم. فهذا الحديث أيضاً يطلق الزمان ولا يحده بوقت معين. بل إنه يشير إلى ساعات النهار أكثر من ساعات المبيت والليل.. لأن رؤية الرجل امرأة أخرى إنما يكون- في الأغلب- في ساعات العمل ومخالطة الناس، وأكثر ما يكون هذا في النهار.

    والكسل سبب أيضاً

    لعلك، أختي الزوجة، توافقينني على أن من ضمن أسباب انصراف بعض الزوجات عن تلبية أزواجهن… الكسل، أجل الكسل! وبخاصة الزوجات المحافظات على الصلاة. فهن يعلمن أن المعاشرة تحدث الجنابة، والجنابة توجب الغسل.

    هؤلاء الزوجات إذن، يأبين على أزواجهن؛ لأنهن يحملن هم الاغتسال المتكرر، إذ لا يستطعن تأجيله- أي الاغتسال- حتى لا تفوتهن صلاة من الصلوات الخمس، وإحساسهن بأنهن ملزمات بالاغتسال بعيد المعاشرة يشعرهن بهذا الهم.. المثير بدوره للشعور بالكسل.

    لكن الزوجة من هؤلاء؛ لو تأملت وتدبرت، لوجدت في هذا عاملاً حاثاً على النظافة الدائمة، فلو تركت المرأة لنفسها؛ فقد لا تتعجل الاستحمام وتتأخر فيه؛ انشغالاً بأمور البيت والأولاد، أو إحساسها بأن هذه الحاجة ليست ملحة عندها لهذا الإستحمام.

    ولعل الأخت الزوجة تذكر ضيقها النفسي حين تتأخر في استحمامها، ثم شعورها بالراحة بعد الاستحمام. فالمقارنة بين هذين الشعورين يجعلها تدرك كيف أن هذا الإلزام لها بالاغتسال معين لها على طرد الكسل، ومحاربته، والتغلب عليه ولا شك في أن هذا ليس قاصراً على الزوجة، إنما هو يشمل الزوج أيضاً؛ فالتزامه بالاغتسال بعيد المعاشرة يجعله دائم النظافة.

    وهي مناسبة لنشير إلى تميز المسلمين بهذه النظافة، فلا أحسب أن هناك عقيدة  تلزم معتنقيها بالاغتسال من الجنابة.

    فلتطرد الزوجة هذا الكسل من نفسها؛ ولتجعل من ضمن إيجابيات استجابتها لزوجها، هذا القهر للإحساس بالكسل، وهذا القطع لدابر التأجيل للاستحمام، مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم، مستعينة به سبحانه على هذا التأجيل، وذاك الكسل، وذلك العجز.

    ولعل في هذا الدعاء الذي علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم مساعداً للمرأة على الاستعاذة المستمرة من العجز والكسل:

    اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والفقر، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .

    حتى لا تأخذه امرأة أخرى

    أختي الزوجة..

    لعل أشد خبر تتلقينه هو أن زوجك يخونك مع امرأة أخرى. ولا شك في هذا الخبر سيملأ نفسك غيظاً وحنقاً من زوجك، وضيقاً وغضباً عليه. وقد تثور في نفسك مشاعر الكراهية، وربما الحقد عليه.

    وقد لا ألومك على هذا، وألتمس لك العذر فيه، فالخيانة أمر عظيم، يأباها الإسلام، وتأباها الفطرة السوية، وهي تشعر الزوجة بالمرارة، والحزن، والأسى.. وقد وجدت زوجها يقابل وفاءها بالخيانة.

    وإذا كان زوجك مسلماً متديناً ملتزماً فلن يقدم على خيانتك بعون الله، ولكنه قد يتزوج عليك بامرأة أخرى، وهذا أيضاً يضايق كثيرات من الزوجات ويؤلمهن ويشعرهن أيضاً بالمرارة والحزن والأسى.

    ولكن، هل فكرت عزيزتي الزوجة وتساءلت: لماذا يخونك زوجك أو يتزوج عليك بامرأة أخرى؟

    إن في مقدمة الأسباب، وأقواها، عدم إروائك زوجك جنسياً، ورفضك المتكرر دعوته لك إلى معاشرته. تقول كارول بوتوين مؤلفة كتاب رجال ليس بوسعهم أن يكونوا مخلصين (وهو من أكثر الكتب مبيعاً في أميركا) تقول ناصحة الزوجة التي تخشى خيانة زوجها لها: لتكن حياتكما الجنسية مفعمة بالحيوية، فالأزواج يعلقون أهمية كبرى على الحياة الجنسية، فإذا ما وجد زوجك القناعة في هذه الناحية.. فمن غير المحتمل أن يبحث عن امرأة أخرى.

    أرجو أن تعيدي قراءة عبارتها الأخيرة: فإذا ما وجد زوجك القناعة في هذه الناحية.. فمن غير المحتمل أن يبحث عن امرأة أخرى.

    إن الجنس هو الدافع الأساسي لزواج الشاب العازب، وهو الدافع الأساسي لخيانة المتزوج غير المتمسك بالدين والخلق، وهو الأساس لزواج الزوج المتدين من امرأة أخرى.

    فإذا رغبت في أن يبقى زوجك لك وحدك، ولا ينصرف إلى غيرك، فاعملي بهذه النصيحة، لا بل أطيعي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يأمر الزوجة بأن لا تأبى على زوجها كلما دعاها إلى فراشه، فطاعتك هذه هي حماية لك من امرأة أخرى تشاركك في زوجك في الحلال أو في الحرام.

    نار صدره أخطر من نار التنور!

    من الزوجات من لا تمتنع من زوجها بإعلان رفضها دعوته لها إلى المعاشرة إنما بطلب تأجيل ذلك إلى ما بعد!

    وما بعد هذه أسبابها عند الزوجات كثيرة ومختلفة؛ فقد تكون الزوجة في المطبخ حيث تنتظرها صحون وطناجر تحتاج إلى جليها. وقد تكول مشغولة بكي الثياب فتطلب من زوجها أن ينتظرها حتى تنتهي كي ثياب لا يدري كيف تجمعت حتى صارت مثل جبل صغير. وقد تكون متذرعة بإعداد خضار لطبخة تريد طهوها في اليوم التالي… ولم يكفها الوقت الطويل في نهار اليوم التالي فأرادت استغلال هذا الوقت في آخر الليل.

    وإذا كانت هذه الأعذار مرتبطة بعمل البيت، وليس فيها قبح ظاهر؛ فإن أعذاراً أخرى ظاهرة القبح؟ وذلك كأن تطلب من زوجها أن ينتظرها حتى تنهي مشاهدة حلقة المسلسل التلفزيوني الذي تتابعه كل يوم! أو حتى تهي قراءة رواية تعلقت بها ولا تريد أن تتركها حتى تنهيها!

    وهكذا.. تكثر الأعذار التي تؤجل بها الزوجة تلبية دعوة زوجها وهي تؤمل أن يسأم الانتظار فيعدل عن رغبته ويصرفها عنه… أو يغلبه النعاس فينام.. وتنام رغبته معه.

    الرسول الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، أبطل هذه الأعذار وما شابهها، ورفض عذر الزوجة غير المقبول، لتأجيل تلبية دعوة زوجها فراشه، وذلك في هذا الحديث النبوي الصحيح: إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور رواه البخاري ومسلم والترمذي.

    لقد سد النبي صلى الله عليه وسلم الباب أمام كثير مما تعتذر له المرأة لتأجيل تلبية زوجها إلى ما بعد!

    وإن كانت على التنور. والتنور هو الفرن الذي تخبز فيه المرأة الخبز وغيره.

    وهي صورة قوية التعبير لحال يصعب فيها على المرأة ترك عملها لتلبية حاجة زوجها.

    فالعجين إذا تأخر خبزه زاد تخمره، وقد لا يكون صالحاً بعد ذلك. وترك الخبز في التنور سيحرقه. والنار في التنور إذا تركت بعد أن أشعلت ستخمد وتنطفئ. كل هذا يعني أن التوقف عن عملية الخبز غير مفضل، ويحسن أن لا ينصرف عنه أو يؤجله من يقوم به.

    ومع هذا فالنبي العظيم يأمر الزوجة أن توقف هذا كله لتلبية أمر أهم وأخطر: حاجة زوجها. حاجة قد لا يصبر على تأجيلها كما قد يصبر على تأخير حاجة أخرى، مثل الجوع الذي يلبيه ذاك الخبز الذي يخبز، أو الطعام الذي يطهى، في التنور.

    لتنتظر هذه النار التي في التنور، فهي نار محصورة فيه، ولن يصل شررها إلى الخارج إن تركت قليلاً.. لكن النار التي في صدر هذا الزوج قد تخرجه إلى فعل محرم هو الزنا.. وعلى أقل تقدير.. تفقده هدوءه وصبره وحلمه.. فيضرب طفله.. أو يثور على زوجته.. أو.. أو..

    عزيزتي الزوجة

    تأكدي أن سرعة تلبيتك زوجك تورثك محبته، وتكسبك مودته، ويقدر لك هذا ولا ينساه… أما إن تعللت، وأجلت، فإنه سيضيق بك، وتثور في نفسه كراهية لك، ويشتعل فيه شيء من الغضب الذي سيصبه عليك، إن لم يكن الآن، ففي وقت لاحق.

    وضعي في ذهنك أن استجابتك لزوجك، من غير تأجيل، طاعة لله ورسوله، ومن ثم فإن فيها أجراً لك.

    خشية الحمل ودورها في كراهية المعاشرة

    من الأسباب غير المباشرة التي تدفع بالمرأة إلى الابتعاد عن زوجها حين يدعوها: خشيتها من الحمل، فالمرأة التي لا تفكر في الإنجاب، ولا ترغب في الحمل، لأي سبب، يرتبط في ذهنها لقاؤها بزوجها مع الحمل، فتنتقل كرا هيتها للحمل إلى المعاشرة التي هي سبب فيه ومقدمة له.

    وحتى ننتزع هذه الكراهية من نفس الزوجة؟ سنذكرها بهذه الحقائق الحمل والأولاد:

    ا- من الحلول المتبعة كثيراً لإيقاف الحمل أو تأجيله استخدام موانع الحمل المختلفة. وقد أجاز الفقهاء تأجيل الحمل ما دام الزوجان متفقين.. لمصلحة صحية أو غيرها.

    2- الحمل مجلبة لصحة المرأة ووقاية لها من كثير من الأمراض. ولقد تعددت الدراسات الطبية التي أظهرت هذا وأكدته. وعليه فإن على المرأة أن تلغي نظرة الكراهية للحمل وتحل محلها نظرة الحب له والرغبة فيه.

    3- الأولاد هم ثمرة الحمل. وحب الأم لأولادها يكاد لا يعدله حب بشري ومن ثم فيحسن أن ينتقل حب الأم لأولادها إلى حب الحمل، ثم إلى حب ما هو سبب في هذا الحمل.. وهو لقاؤها بزوجها.

    4- اكتشفت الدكتورة ديبرا امبيرسون الأستاذة المساعدة لعلم الاجتماع أن الزوجين اللذين لهما أبناء يافعون في المنزل.. هم أقل من غيرهم تعرضاً لإدمان المخدرات والكحول وغيرها من العادات غير الصحية.

    وتفسر هذا بقولها: إن مسؤوليات الأبوة والأمومة تحفظهما من ممارسة ما هو غير صحي.. لأنهما يريدان أن يكونا قدوة حسنة لأطفالهما من ناحية..كما أنهما يحافظان على صحتهما حتى يقوما بتربية هؤلاء الأطفال من ناحية أخرى.

    إدراك هذه الحقيقة قد يساعد المرأة أيضاً على عدم كراهية الحمل الذي يثمر هؤلاء الأطفال الذين يكونون سبباً في صحة أبويهما.

    5- قبل ما سبق كله يأتي الإيمان بأن كل نسمة قدر لها الله سبحانه أن تخلق فلا بد أن تخلق، خشينا الحمل أم لم نخشه، حاولنا منعه أم لم نحاول. ولعل الأخت القارئة تعرف حالات حمل كثيرة تمت رغم الالتزام بموانع الحمل، أو تأخر إنجاب، أو عقم لا علاج له، مع رغبة ملحة من الأبوين في الإنجاب.

    هذا الإيمان يجعل الزوجة مطمئنة راضية فلا تنظر- من ثم- إلى المعاشرة على أنها السبب الحقيقي للحمل.. الذي لا يتم إلا بإذنه تعالى.

    لعل هذا كله يساعد الزوجة على أن تَفْصِل في عقلها الباطن، أو ما يسمونه ب اللاشعور بين المعاشرة والحمل، ومن ثم تلغي مشاعر الخشية أو الكراهية تجاه الحمل.. وتجاه المعاشرة في الوقت نفسه.

    صحتك وصحته في استجابتك له

    إذا كنت تحرصين على صحة زوجك، ولا ترتاحين حين ترينه مريضاً فاعلمي أنك بعدم استجابتك له؛ توفرين فرصاً كثيرة لمرضه، وتسهمين في إضعاف جهاز المناعة لديه.

    الدكتورة جودي جيلي المحاضرة في المستشفى الملكي الحر في لندن؛ تعتقد أن هناك قدراً كبيراً من المعاناة الجسمية ناشئ عن الأصل النفسي؛ مثل الشعور العام بالتعب، والانحطاط الجسدي، وآلام المفاصل، والاضطرابات الجلدية. وتضيف: من الثابت علمياً أن الآلام النفسية تضعف جهاز المناعة وتحدث تغييرات هرمونية في الجسم.

    وبالرغم من اعترافها بأهمية العلاقات الأخرى في حياة المرأة، مثل علاقتها بأولادها وأهلها وأهل زوجها وصديقاتها، تعتقد د. جيلي أن أهم علاقة إنسانية في حياة المرأة والرجل على السواء هي العلاقة الجنسية الحميمة بين الزوجين. وترى أن نوعية العلاقة الجنسية بين أي زوجين هي انعكاس لنوعية العلاقة الكلية بينهما وتقول: تحتل العلاقة الجنسية بين الزوجين المكانة الأولى من حيث تأثيرها وأهميتها على العلاقة الزوجية. وحتى في حالات فشل أحد الزوجين في نشاطاته الأخر كالعمل، أو حتى لو انقطعت وسائل الحوار بين الزوجين، تظل العلاقة الخاصة بينهما مصداً جيداً للإشباع والحميمية والشعور بالمحبة والقيمة الذاتية. وتؤكد هذا الكلام باحثة أخرى هي الدكتورة الفيز كريستوفر التي تدير عيادة للمشكلات الجنسية في شمال ميدل ايسكس في بريطانيا فتقول: إن المشكلات الجنسية والعاطفية تسهم، وإلى حد بعيد، في إصابة الرجل بقرحة المعدة، وآلام الصدر، وارتفاع ضغط الدم. كما تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، وضعف مقاومة الأمراض المعدية، والاضطرابات المعوية لدى الرجال والنساء على السواء.

    ومن أكثر الحالات المرضية التي تشكو منها النساء- بتزايد مستمر دون وجود أعراض بدنية واضحة؛ آلام في منقطة الحوض، وتتساءل د. جيلي عما إذا كانت هذه الآلام نوعاً من رفض المرأة، دون وعيها، للعلاقة… أو أنها تعبير عن حالة قلق دفين.

    وتؤكد الوقائع والأرقام ما ذكرناه، فهاهي عالمة الاجتماع جيسي بيرنارد من جامعة بيل في نيويورك تقول في دراستها الكبيرة مستقبل الزواج : للزواج فوائد كثيرة للرجل.. إذ تبين الأرقام أن حالات الانتحار بين العزاب هي ضعفها بين المتزوجين. كذلك فإن حالات الانتحار بين النساء غير المتزوجات هي ضعف حالات الانتحار بين المتزوجات.

    وتفسر هذا الدكتورة سالي ماكينتاير مديرة البحوث الطبية في غلاسكو فتقول: يشكل الزواج للرجال ملجأ أمان عاطفي، ومصدراً للدعم المادي والمعنوي، مما يرفع من مستوى صحتهم العقلية والجسمية.

    وتدعم الأرقام هذه الاستنتاجات بشكل لا يدعو للشك، فالاحصائيات تقول إن نسبة الإصابة بأمراض السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وتليف الكبد، والالتهاب الرئوي، بين غير المتزوجين، تعادل ستة أضعاف نسبة إصابة المتزوجين بها.

    ونقلت وكالة أنباء رويتر أن أفضل علاج ظهر في عام 1995 للتخلص من القلق هو معاشرة الرجل زوجته.. وفقأ لما أوردته مجلة منزهيلث (صحة الرجال)التي قالت: إن نتائج الأبحاث تشير إلى أن المعاشرة المنتظمة لا تخفف من الإجهاد فحسب، بل إنها تطيل العمر أيضاً.

    وهكذا، أختي الزوجة، إذا كنت تريدين أن يمرض زوجك.. فامتنعي منه.. أما إذا كنت تريدينه أن يستمر صحيحاً معافى، ينفق عليك ويرعاك،فلا تتأبي عليه، واستجيبي له.. لتسعدي ويسعد معك.

    معالجة الارتفاع النفسي

    – تغفل عن أن استجابتها أهم من زيارتها أو استقبالها زائراتها

    – حديث النبي صلى الله عليه وسلم ألغى ارتفاع الزمان والمكان.. والنفس!!

    لعل من أشد الحالات التي تجد المرأة فيها نفسها متأبية على زوجها، غير مستعدة للاستجابة له؛ حالها وقد أكملت لباسها وزينتها لاستقبال زائرات لها من صديقات أو قريبات أو جارات، أو اكتمال استعدادها لقيامها هي بزيارة لاحدى هؤلاء.

    وقد تستنكر على زوجها رغبته هذه أشد الاستنكار، وترفضها كل الرفض،ولا تجد مبرراً أومنطقاً أو وجهاً لقبولها.

    وتنسى الزوجة أن زوجها المسكين قلما يراها في مثل هذه الزينة؛ فهي لا تضعها إلا في مثل هذه الحالة، حالة كونها زائرة أو مزورة، ونادر؛ ما تضعها لزوجها نفسه، بل لعلها ما عادت تضعها له منذ أن انقضت أشهر الزواج الأولى التي مضت وولت.

    فحين يراها زوجها في هذه الزينة؛ تهفو إليها نفسه، وتشتد فيها رغبته،لكنها تصده صدوداً، وترده رداً حازماً وشديداً، غير مكترثة بما ثار في نفسه من ميل إليها ورغبة فيها.

    والزوجة تغفل عن أن استجابتها لزوجها أهم من زيارتها أو استقبالها زائراتها؟ مهما استنكرت وتعجبت ورفضت.

    وكأنما كان هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم فيها وفي أمثالها من الزوجات اللواتي يؤثرن إرضاء الزائرات أو المزورات على إرضاء الزوج، حين يصعب عليهن التخلي عما أنجزنه من زينة وما بذلن فيها من جهد ووقت.يقول صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على قتب أي حتى ولو كانت على ظهر جمل.

    ولا شك في أن المرأة، في ذاك الزمان، إذا ما صارت على ظهر الجمل، تكون قد أمضت وقتاً في ارتداء ثيابها، ووضع حجابها، وإكمال زينتها إذا كانت قد تزينت تحت حجابها، وبذلت جهداً في ركوب الجمل وإرتقاء ظهره… ومع كله فإن عليها النزول من جديد، والعودة إلى البيت، إذا ما دعاها زوجها لحاجته.

    إنه تعبير بليغ، يصور أدق تصوير وضعاً أصبح فيه صعباً على المرأة تركه من أجل تلبية حاجة زوجها إليها، وإنما كان هذا التعبير البليغ، من النبي الحكيم لبيان مدى أهمية استجابة المرأة لزوجها، وأنه لا يمنع منها أي مانع نفسي أو مكاني أو زمني.

    أجل؛ فالمانع النفسي هنا هو نزول المرأة من ظهر الجمل العالي المرتفع.. لتخضع لرغبة زوجها، وكأنما هذا المكان العالي المرتفع يرمز إلى نفسها المتعالية المترفعة على زوجها.

    والمانع المكاني هو انتقالها من ظهر الجمل خارج البيت.. إلى الفراش داخل البيت.

    والمانع الزماني هو إلغاء كل الوقت الذي أمضته المرأة في استعدادها للخروج من البيت وارتقاء ظهر الجمل… وتمضية وقت جديد من أجل الخروج ثانية ثم ارتقاء ظهر الجمل مرة أخرى.

    إنها بلاغة النبوة، وإعجاز الرسالة، ودقة التعبير وغنى دلالاته في علاج امتناع الزوجة من زوجها.

    وإن كانت على ظهر قتب : خمس كلمات عالجت ثلاثة ارتفاعات لدى المرأة؟ ارتفاع النفس، وارتفاع المكان، وارتفاع الزمان.

    ليس لزوجة، بعد هذا الحديث، أن تتعلل بأي عفة، أو تعتذر بأي عذر وقتي أو مكاني أو نفسي، إذا كانت حريصة على طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

    بعد أن امتنعت سعاد من زوجها

    رفع كل من في قاعة الشركة عينيه إليها حين سمع وقع أقدامها وهي تطرق بكعب حذائها العالي في الأرض. وزاد عطرها القوي الفواح النفوس إثارة وانتباها.

    تكشفها وتبرجها شدا العيون إليها، وحرك هذا كله كوامن الشهوة في النفس. لا حول ولا قوة إلا بالله.

    أنزلت بصري عنها وأنا أستغفر الله العظيم. ما هذا العري الفاضح !قال أحدهم إنها صحفية أجنبية تريد إجراء حوار مع رئيس مجلس إدارة الشركة.

    حاولت استعادة تركيزي في عملي فأخفقت. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ماذا فعلت بي هذه المرأة!

    لكن الحق كله عليك يا سعاد. وجدت نفسي أردد هذه العبارة وأنا أتذكر زوجتي سعاد وقد أبت تلبية دعوتي إلى معاشرتها ليلة البارحة، لو أنها أتت ولبت دعوتي ولم تمتنع علي.. لما أثارت هذه الصحفية في نفسي ما أثارت من ضيق ، ولما تعطل عملي الآن. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصف الزواج بأنه أغض للبصر وأحصن للفرج. وأحسب أن زوجتي مسؤولة عن نظري الآثم إلى هذه الصحفية أو…. أستغفر الله، أستغفر الله.

    أجل أجل. زوجتي مسؤولة. تشاركني في المسؤولية على الأقل. تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها.. لعنتها الملائكة حتى تصبح . أي والله لقد بت غضبان عليها. وأنا الآن أشد غضباً. لو أنها أجابتني ولم تأب علي لو.. لو.. آه إن لو تفتح عمل الشيطان. لكن سعاد تبقى مسؤولة.

    والآن ماذا أفعل؟! كيف أتخلص من هذه الغريزة الهائجة في نفسي؟ لا حل سوى ما نصح به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في نفسه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد من نفسه رواه مسلم.

    صدقت يا حبيبي يا رسول الله. هذا هو الحل. وإلا فإن يوم عمل سيضيع ولن أنجح في إنجاز معاملات الناس الذين ينتظرونها.

    مددت يدي إلى جهاز الهاتف لأتصل بزوجتي وأخبرها بأني سأمر بها بعد قليل. في اللحظة نفسها كانت يد الحاج محمود تمتد بفنجان القهوة ليضعها على مكتبي، فاصطدمت اليدان. سقط الفنجان على المكتب وانسكبت القهوة السوداء فوق المعاملات، ووجدت نفسي أصرخ في العم محمود: أين عقلك؟ ألا ترى أمامك؟ انظر ماذا فعلت بمعاملات الناس!

    صعق عم محمود مق ثورتي وفوجئ بها أكثر مما فوجئ بانسكاب القهوة على المكتب؛ فلقد عرفني هادئاً دمثاً حليماً واسع الصدر. ولكن هل تركت سعاد في الصدر سعة بعد أن امتنعت مني البارحة.

    هذا أيضاً أنت مسؤولة عنه يا سعاد. أنت التي جعلتني أفقد أعصابي وأنفجر بهذا الغ

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد