السيدة الحديدية / ملعقة  
تحية طيبة ، وبعد :

رغم أن كلامنا في هذا الموضوع لا يودي ولا يجيب ، فلا مانع أبدا من أن أقول رأيي ، وما أكثر الآراء التي قيلت وكانت نهايتها سلة المهملات ، وإن شئت فقولي سلة المحذوفات .
في اعتقادي أن السلطة الفلسطينية هي أول الخيط لإرساء دعائم الكيان الفلسطيني ، واسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفسطيني بشكل خاص ، وللأمة الإسلامية بما لها من حقوق في المقدسات الإسلامية بشكل عام .
وبالتالي فإن وسط الخيط هو إعلان الدولة ؛ وحينها يمكن للقائمين عليها المطالبة بتكوين جيش مستقل مسنودا بذخائر مناسبة تكفي لردع المعتدين والذود عن حمى الوطن وصون المال والعرض .
إذا تم ذلك فقد يتمكن الفلسطينيون بكل فصائله وتنظيماته وأحزابه أن يستردوا ما تم نهبه من قبل المستوطنين ، فإن لم يكن كله فبعضه ، وإن لم يكن ذلك البعض أيضا ، فعلى الأقل المحافظة على مابقي من أرض .
وساعتها ستكون للمساعدات الخارجية الخليجية والعربية والعالمية أن تؤدي دورها على الوجه الأكمل .
لن أتطرق إلى أشياء أخرى ؛ لأترك المجال لأخواني أعضاء  مجالسنا .

______________
قمر 14 جميل وحلو  

عزيزتي السيدة ملعقة

هناك فرق بين الاستعمار و بين الاستيطان. فالقوى العظمى التي اشتركت في الحرب العالمية الأولى ضد دول المحور و التي كانت تركيا من بينها، استغلت أوضاع هزيمة السلطنة التركية و تقاسمت فيما بينها الأرض العربية كمستعمرات. و دخلت فيها جيوشها و قواتها كمستعمرين ووقعت مع رؤسائها و حكوماتها المستضعفة حينئذ اتفاقيات سميت بعضها باتفاقيات انتداب و البعض الآخر اتفاقيات حماية. و قد أبقت هذه القوى المستعمرة بعض الحكومات و خلقت حكومات أخرى بديلة و هي جميعها ما كانت إلا حكومات عميلة للمستعمر. و ما حدث في فلسطين لم يكن استعمارا من دولة عظمى و إنما استيطان من قبل منظمات يهودية مدعومة بالمال و السلاح من قبل تلك القوى العظمى. هذه المنظمات لم تدعي بأنها جاءت إلى فلسطين منتدبة من قبل عصبة الأمم و لا حامية لها باتفاق بينها و بين حكامها و لكنها لقوم عائدون لأرض هي أصلا ملكا لهم منذ آلاف السنين طردوا منها غصبا لذا فهم يستردونها الآن غصبا. هذه أصل الحكاية.

قامت في باقي الدول العربية جيوش كانت رديفا للجيوش الغازية و لكن الصحوة القومية العربية كان من نتائجها بروز بعض الضباط الوطنيين الأحرار الذين قاموا بانقلابات على حكامهم المتواطئين مع المستعمر فأبعدوا الحكام و طردوا المحتل و أعلنوا استقلال بلدانهم من نير الاستعمار كما حدث في مصر و العراق و ليبيا و غيرها من الدول العربية و البعض الآخر استقل نتيجة لظروف داخلية في دول المحتل اضطرها للانسحاب كما حصل مع بريطانيا و دول الخليج.  

نعود الآن إلى فلسطين و التي كانت تحت نير الانتداب البريطاني، فبريطانيا لم تسمح بقيام حكومة وطنية تحكم كل فلسطين و لم تسمح لهم بإنشاء جيش وطني بينما سمحت في الخفاء لليهود بتشكيل عصابات مسلحة مدربة أفضل تدريب و كأنها جيوش رسمية تأتمر تحت إمرة قيادة منظمة. كل ذلك كان يتم تنفيذا للوعد المشؤوم الذي قطعه رئيس وزراء بريطانيا اللورد بلفور لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.

و حين رأت بريطانيا أن عصابات الأرغون و منظمات الهاجانا اليهودية أصبحت مؤهلة لاحتلال كل فلسطين أعلنت انسحابها من فلسطين و تسليم مقاليد الأمور فيها لأهلها و الذين لم يكن لديهم أي استعداد و قدرة على الصمود في وجه العصابات الصهيونية المنظمة و هكذا انتصرت هذه العصابات و شردت الشعب الفلسطيني و أخرجت من أخرجت من ديارهم و احتلت و استعمرت من بقي منهم. و ساهم التقاعس العربي و خيانة حكام العرب و تواطئهم مع بريطانيا في هزيمة الجيوش العربية التي بادرت لمساندة الفلسطينيين للتمكن من استعادة أرضهم و حكمها.

لليهود نفوذ مالي و إعلامي ضخم جعلهم سادة سوق المال و وسائل الإعلام في العالم. و عن طريق هذه القوى الجبارة تمكنوا من تأسيس دولة قوية متماسكة تسلحت بأقوى و أعتى الأسلحة في العالم إلى جانب مناصرة و مساندة قوى عظمى لها مصلحة في تفتيت أي تجمع عربي أو إسلامي .

فيا أختاه ….كيف لهذا الشعب الأعزل من السلاح أن يناطح دولة منظمة مسلحة حتى النخاع بأسلحة جبارة وصلت إلى حد امتلاكها لأكثر من مائتي رأس نووي تستطيع بها تدمير العواصم العربية جميعها بكبسة بعض الأزرار. الحرب المباشرة لن تفيد لا العرب و لا الفلسطينيين و لكن المقاومة الباسلة و الصمود الطويل هو الذي سينخر هذا المجتمع المتغطرس من الداخل و بإذن الله الواحد الأحد سيجبر هؤلاء الصهاينة من العودة من حيث أتوا و ليس ذلك على الله بعزيز.

اغفري لي أيتها السيدة العزيزة ملعقة، تدخلي في موضوعك بهذه المشاركة البسيطة حيث أنني لست ملمة بعلوم السياسة و لكني أحاول قدر ما أستطيع أن أجيبك على تساؤلاتك و دمت لأختك هنّودة ………..

أنا هنّودة الشقية و الأجر على الله

أيتها السيدة ملعقة

تحية طيبة و بعد

قلت بأن الشعوب العربية كانت تصارع الاحتلال و هي لا تملك سوى الأسلحة البدائية نحو السيف و القليل من المواد المتفجرة و برغم ذلك نجحت في درء الاستعمار.

أولا : هي لم تستطع درء لأن كلمة درع أو ردع تعني و الله أعلم منع و هي لم تستطع منع المستعمر من أن يستعمرها لأنها جميعها بدون استثناء كانت مستعمرة. و الأصح أن تقولي بأنها نجحت في طرد الاستعمار.

ثانيا : أكون شاكرة لك لو تفضلت بإثرائنا عن الشعوب العربية التي نالت استقلالها بالسيف و القليل من المواد المتفجرة؟ أهي العراق مثلا أم مصر أم الجزائر أم سوريا …..الخ؟ وهل في هذه البلدان بلغت نسبة المحتلين إلى نسبة السكان الأصليين، هذه النسبة الموجودة في فلسطين؟

أنتظر منك ردا سريعا لمواصلة هذا الحوار!!!!!

أنا هنّودة الشقية و الأجر على الله