اقف بين حجرين متصدعين من كثرة الوعود
وعود ترتوي منها حتى الثمالة
والثمالة لاتكتمل الا بوجودها
فهي من يصنع الوعود
ويحضره و و يصبه في الكأس الذي لا قاع له
وهي من تقدمه مزينا بالامال و الابتسامة
ابتسامة تجعلني خفيف الصدر ثقيل الهم
كلما برقت عيناها او حتى اطلت بشفتيها
يثور قلبي و يخفق كبركان هائج
يدفع الدماء الى عروقي بدون حسبان او تقدير
كأنه نسى انه خُلق لخدمتي
تسحره و تجعله عبدا لها
احاول كتم انفاسي حتى اخفف من سرعته لانبهه
لكن هيهات
فكيف لخمار ان يتذكرني ساعة وصول الخمر
وكيف لارض ان تتذكرني ساعة وصول الماء
وكيف لقمر ان يتذكرني ساعة الفجر
فما انا الا قسما عند لسان حلافا مهين
وما انا الا سواد الليل الذي يصارع عملاق النهار
وما انا الا عصفورا يغرد ليسلي التائه
فإما ان يُلقى الي بالفتات او .. اُداس بالاقدام
فهاهي حياتي يصورها قلبا يمهد طريقا بين حجرين
دائما يحاول ان يضعني بينهما
فلا ادري ما هناك فهي دائرة لا اعرف بدايتها او نهايتها
حتى اعرف المنتصف
وكأنه بحر لا اعرف اين مركزه او مرساه
فهي وعود لا امل في الوصول اليها
فكأنها سحبا احاول مسكها
او زئبق احاول جمع شتاته بشعري
فما نيل الخلود بمستطاع

قلبي على بلدي انفطر     وقلب بلدي علي حجر

احلم و احلم و أتمنى
و أملئ عقلي ثقة مهزوزة
بأني سأعود إليها أو إنها ستعود لي
ولكن هيهات
وكم اتعب عندما أفكر في هذه الكلمة
لأنها تحطم جدران و سدود ابنيها في عيني كيلا يتدفق دمع الحزن و الألم
كلمة في كل مرة أفكر فيها أُصاب بحالة نحيب صامت
أفكر في القدر الذي يبعثرني هنا و هناك
و الغريبة هي تعرف و تنظر آلي من خلف عينيها
التي لا أرى فيهما إلا الصمت و الدمع
الدموع هنا و هناك .. أشلاء
لماذا ؟.. لا لشئ فقط لمجرد هذا هو القدر
ألم يمر هذا القدر يوما بمرارة العيش و حيدا
أم لأنه لم يتذوق حلاوة التحليق و الصعود مع حبيب
لقد صعدنا و صعدنا
ولم نكن نشعر بأحد
لقد كان الجميع يراقب لكن لا أحد يعرف ماذا يجري فوق؟!!
فما الذي يستطيع أن يعرفه هذا القدر أو على الأقل وصف ما يعرفه !!
شئ غريب لأنني أنا بنفسي لا أستطيع معرفة أو وصف ما أمر به وما مررت به
انه ليس وهم أو حلم أو خُرافة
كما انه ليس حقيقة أو واقع أعيش عليه
لكن التفسير الوحيد الذي اعرفه
انه هذا هو القدر

قلبي على بلدي انفطر     وقلب بلدي علي حجر

.. قصة اقصر من لحظات الموت ..
لا ادري أن لاحظتم شئ ما يموت .. أنا شاهدت الكثير منها
هل شاهدتم عصفوراً صغيراً يسقط على الأرض وهو ينتفض
يصرخ بصمت يريد أن يرتفع يحضن السماء
لكن جناحاه لا يحملانه .. فلقد انتهى دورهما
وهاهي عصفورته الجميلة تذهب إليه مسرعة لتعانقه و لتحمله معها
إلى الأعلى و هو يريدها أن تسرع قبل أن تلتهمه الأرض
لقد رأيت دموعه الحزينة و دموعها الخائفة
تسرع إليه بشكل غريب تهبط على الأرض تقترب منه تكلمه .. تقبله
وهو صامت .. تحاول أن تسحبه تحرك جناحيه لكنه صامت
ينظر إليها و يبتسم
فهنا أدرك مدى حبه لها و للحياة
ابتسامة أخيرة
تصرخ ثم تبكي و تستحلفه بالله أن يبقى
تناجيه بالليالي و الأشعار
ودمعها يسيل بلوعة
لا توجد أمنية في قلبها سوى دعاء
أن يحفظ حبيبها معها للابد أو أن يموتا معاً
ولكن صمته أقوى من دعائها
وفاضت روحه وهو مستلق على صدرها و هي تناجيه
تقبله بشراهة و تحضنه بجناحيها
تمنع عنه وسواس البرد .. و اختلطت الدموع
لكنه صامت
فما طار طير و ارتفع إلا وتراب الأرض له مرجع

قلبي على بلدي انفطر     وقلب بلدي علي حجر