ويقول مدير ماركة «فلة» في شركة «نيوبوي» فواز العابدين إن فكرة صنع دمية عربية بدأت في العام 1999 على خلفية الاقتناع بأن «باربي» لا تعكس العادات العربية والاسلامية، لكن تنفيذ هذه الفكرة استمر نحو اربع سنوات.

وعندما درس مهندسو الشركة السوق وجدوا ان «باربي» التي «ولدت» عام 1959 في اميركا و «سارا» الايرانية التي ولدت في العام 2000 و «رزان» الاميركية التي صنعت حسب ذوق المسلمين الاميركيين و «سندي» البريطانية و «تانيا» الايطالية، لا تلبي حاجة السوق العربية.

وقتها جرى التدقيق في كل تفصيل من تفاصيل دمية المستقبل، فولدت «فلة» على اسم نوع من اسماء الياسمين الدمشقي. دمية سمراء ذات عينين بنيتين، تستيقظ فجر كل صباح لترتب سريرها ثم تتوضأ لتصلي صلاة الفجر، قبل ان تبدأ نهارها بترتيب بيت اسرتها وتسقي الزهور قبل أن تذهب الى المدرسة الكائنة في حيها القريب.

على عكس «باربي» الشقراء السافرة التي تظهر بعض مفاتن جسدها، فإن «فلة» محافظة لا تظهر مفاتن صدرها وجسمها حتى عندما تباع باشكال مختلفة. هناك «فلة» في اللباس المنزلي لا ترتدي الحجاب، و «فلة» بثياب الصلاة و «فلة» بلباس الخروج والتسوق وترتدي الحجاب الأسود، وهناك «فلة» الشرق أوسطية والسورية واللبنانية. لكنها دائماً محافظة ومؤدبة.

يوضح عابدين: «بقينا سنوات نعمل على تقاطيع وجهها» خلال مراسلات جرت بين مقر الشركة في دمشق وخبراء وشركات في هونغ كونغ يتابعون عمليات الانتاج في مصنع كبير في الصين، ويضيف: «كنا حريصين على ان تكون بملامح عربية: عينان بنيتان وانف عربي وحاجبان واضحان وشفتان بنيتان»، فهي «تبقى عربية حتى لو خلعت العباءة».

ومع هذا الشكل، سعت «نيوبوي» الى تقديم مفهوم «فلة»: فتاة عربية «صادقة وامينة وعطوفة وتحترم والديها»، هكذا قدمتها اعلانات شركة «سبيس تون» التلفزيونية للأطفال. ويفيد احد الاعلانات ان «فلة» هي «حلم كل فتاة عربية» وانها «سمراء كأرض بلادي وصديقاتي سمروات» وان «احلى ما عندي ادبي في ردي وصدقي في وعدي» و «ما احلى الاسرار حين تصونها فلة».

ووفقاً لهذا السياق، ستطرح الشركة قريباً لعبتين: بدر ونور باعتبارهما أخوين لـ»فلة»، اضافة الى «فلة» المعلمة وصديقتها الطبيبة.

وباعت «نيوبوي» في العام الماضي نحو مليون لعبة في الاسواق العربية نصفها في السعودية. وهناك توقعات بأن تصل مبيعات العام الجاري الى مليون ونصف المليون. ويراوح سعر الدمية بين خمسة وتسعة دولارات اميركية.

م ن ق و ل