الأخ المرصااد

الموضوع الذي طرحته هو فعلا من مواضيع الرأي العام و لكن لا يمكننا التعميم فيه. وزارات الدولة و مؤسساتها و دوائرها يعمل فيها الآلاف من الموظفين و يسير هذه الآلاف مئات من الرؤساء و المسئولين الأكفاء و الذين يعملون بإخلاص و تفاني و يعطون كل ذي حق حقه. لا يمكن أن نأخذ قصة تقال هنا و رواية تروى هناك كمقياس عام و نسقطه على أن الظلم في الترقيات يطال موظفي الدولة بشكل عام.

من ناحية أخرى و منذ بداية البشرية هناك أناس يميلون إلى الخير فيعملون العمل الصحيح، و هناك أناس يميلون إلى الشر فيعملون العمل الخطأ. ليس في مسألة الترقيات فحسب و لكن في كل مناحي الحياة. فإلى جانب من يغش في الترقيات هناك من يغش في الامتحانات و هناك من يغش في الميزان و هناك من يغش في جودة البضاعة و هناك من يغش في جودة العمل و إتقانه و هكذا ، ولكل غاش منهم جهة ما ترفع إليها شكوى المغشوش فتحاكمه و تعاقبه و على كل من يظن بأن رئيسه في العمل قد غشه و تجاوزه في الترقية، عليه أن يرفع الأمر و بكل شجاعة إلى محكمة القضاء الإداري لإحقاق الحق. أما إذا سكت هذا الموظف عن المطالبة بحقه عن طريق الهيئة الشرعية التي أوجدتها الحكومة لمثل هذه القضايا فهو الذي يقال فيه الساكت عن الحق شيطان أخرس

لا يكفي التوجع و التشكي و القيل و القال و اللف و الدوران و لكن على المتضرر الحقيقي العمل بشجاعة و عزيمة لفعل ما يجب فعله و هو رفع الأمر إلى السلطات المسئولة ، إلا إذا كان غير محق في شكواه و أن الموضوع ما هو إلا من باب التسلية.