الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات دوربان و عنصرية العنصرية !!

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #340844
    خالد
    مشارك

    جريدة السفير اللبنانية في عددها الصادر 31/8/2001 نشرت مقالا للكاتب حرب خليل بعنوان ” عشرة أسئلة و أجوبة عشية مؤتمر دوربان ” سأنقله لكم ..

    1. ما هو المطروح حول العنصرية أمام المؤتمر الثالث الذي تنظمه الامم المتحدة في دوربان؟
    العنصرية ليست مجرد ظاهرة قديمة استُخدمت على مر العصور لتبرير هيمنة فئة عنصرية معينة. فهي آخذة بالاتساع في انحاء العالم، بما في ذلك <<الدول المتحضرة>>. ولهذا، فإن مؤتمر دوربان سيبحث أشكالا عدة لمواجهتها ومحاربة موجة العداء للاجانب في اوروبا والتي تستند إلى عوامل العرق والجنس واللون، ما يمثل انتهاكا للمادة الاولى من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصري، والمادة الاولى من ميثاق الامم المتحدة.
    وسيبحث المؤتمر في الاسباب وتدابير الوقاية والحماية وسبل العلاج والفرص القضائية المتاحة امام ضحايا العنصرية. ولهذا فإنه سيتطرق مثلا الى اوضاع الغجر والمهاجرين والتمييز المرتبط بالجنس والعولمة.

    2. ماذا يعتزم المشاركون في مؤتمر دوربان طرحه حول الصهيونية؟
    نادرا ما احتلت هذه القضية مثل هذا الجدل دوليا، اذ يبدو لوهلة وكأن الموقف من الصهيونية واسرائيل، محور مؤتمر ودربان برمته. ولهذا طغى الاهتمام الاميركي ومواقف بعض الحكومات الاوروبية منها، على مجمل ما هو مطروح، وذلك من خلال الاعلان المتكرر عن رفض المساواة بين الصهيونية والعنصرية.
    ولا تتضمن مسودة البيان الذي أعدته الامم المتحدة ليصدر عن المؤتمر الحكومي في دوربان الذي يختتم اعماله في السابع من ايلول، الاقرار بالمساواة بين الصهيونية والعنصرية، إلا ان البيان يشير الى <<ان الاحتلال الاجنبي القائم على المستوطنات، يمثل نوعا جديدا من التفرقة العنصرية التي هي جريمة ضد الانسانية>>.
    وتعرب وثيقة المؤتمر ايضا عن <<القلق العميق بشأن ممارسات التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين والسكان الآخرين في الاراضي العربية المحتلة>>.
    وهناك ايضا مشروع اعلان معروض على المشاركين في الاجتماع غير الحكومي لمؤتمر دوربان، يحث الامم المتحدة على وصف اسرائيل بأنها دولة <<تمارس التمييز العنصري>> وانه يحق للفلسطينيين مقاومة <<الاحتلال بكل وسيلة ممكنة>>. كما تطالب الوثيقة اسرائيل بدفع تعويضات كاملة وتنص على ان <<الشعب الفلسطيني شعب يحتمل حاليا احتلالا عسكريا استعماريا وعنصريا ينتهك الحقوق الاساسية للانسان وحق تقرير المصير>>.

    3. ما هو موقف الامم المتحدة من موضوع الصهيونية وعنصريتها؟
    اعترفت عصبة الامم بالحركة الصهيونية في العام 1921، ثم تبعتها الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 1947. وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة تساوي بين الصهيونية والعنصرية في قرارات اصدرتها بشكل سنوي من العام 1975 وحتى 1991 ثم اختفت هذه المساواة، بعد قبول الحكومات العربية بالتسوية السلمية مع اسرائيل في مؤتمر مدريد.

    4. ما هو الموقف الاميركي والاسرائيلي من دوربان؟
    تقاطعت مصالح الولايات المتحدة واسرائيل الداخلية في كل منها بمصالحهما الخارجية، فوقع التواطؤ بينهما، وساهما منذ بداية التحضيرات للمؤتمر في التشكيك في مصداقيته وجدواه.
    رصدت إدارة جورج بوش ضغوط الجماعات اليهودية داخل الولايات المتحدة، ولاحظت بالطبع استياء اسرائيل من عملية التشهير بها امام منتدى دولي. كما راقبت البند الآخر الذي لا يقل أهمية والمتعلق بالعبودية وتعويضاتها، وادركت ان ذلك سيفتح عليها ابواب الهجوم من منظمات السود داخل الولايات المتحدة ايضا، بالاضافة الى المدافعين عن حقوق الانسان. ولهذا ارتأت المقاطعة ثم غلبت المشاركة بوفد متدني المستوى.
    وقد اعلنت واشنطن ان وزير الخارجية كولن باول لن يشارك بسبب اللغة <<المسيئة>> الموجهة لاسرائيل من قبل الدول العربية والاسلامية والمؤيدين لهم. كما ان الرئيس جورج بوش اعلن صراحة رفضه الاشارة الى اسرائيل بالاسم في الادانات المتعلقة بالعنصرية والاحتلال.
    اما اسرائيل فتبدو منذ ما قبل المؤتمر، المتهم الاكبر، ومالت نحو المقاطعة النهائية قبل ان يتردد انها ستشارك رمزيا.

    5. ما هو موقف منظمي مؤتمر دوربان من المحور الاميركي الاسرائيلي؟
    على الرغم من انها ليست المرة الاولى التي تقاطع فيها واشنطن مؤتمرا للامم المتحدة حول العنصرية، فقد سبق لها ان فعلت ذلك عامي 1978 و1983، وكان السبب ايضا الموقف من الصراع العربي الاسرائيلي، إلا ان مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون قالت قبل ايام، في محاولة لطمأنة المحور الاميركي الاسرائيلي. <<اريد التأكيد مجددا على امر وهو انه من الواضح جدا ان تعبير الصهيونية توازي العنصرية، لم يعد قيد الاستخدام>> على جدول اعمال مؤتمر دوربان الذي <<لا يستطيع ان يحل قضية الشرق الاوسط غير انه لا يستطيع ايضا ان يتجاهلها>>.
    أما الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان فقد قال انه <<لا توجد دولة لديها حصانة ضد العنصرية ومعاداة الاجانب. آمل ان تشارك جميع الحكومات بأرفع مستوى ممكن>>. ودعا واشنطن تحديدا الى عدم المقاطعة.

    6. ماذا عن الموقف العربي من مسألة مساواة الصهيونية بالعنصرية؟
    عقد 60 شخصا من منظمات غير حكومية عربية ودولية عاملة في مجال حقوق الانسان، مؤتمرا في القاهرة في تموز الماضي بعنوان <<معا لالغاء آخر أنظمة التمييز العنصري>> في اشارة الى اسرائيل.
    وكان سقف موقف الحكومات العربية عاليا خلال مفاوضات جنيف التحضيرية لمؤتمر دوربان، من خلال التشبث بضرورة اعادة المساواة بين الصهيونية والعنصرية خصوصا في ظل ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، قابل المحور الاميركي الاسرائيلي ذلك بالرفض بتصلب، ما ادى الى انتهاء المفاوضات من دون اتفاق على جدول اعمال مؤتمر دوربان.
    وبدا لاحقا ان الموقف العربي بدأ يشهد تفككا غير مفهوم عبرت عنه الحكومة المصرية بإشارتها الى الرغبة في ادانة ممارسات اسرائيل الحالية في الاراضي الحالية. وكانت رئيسة الوفد المصري فايزة ابوالنجا اكثر وضوحا عندما قالت قبل يومين ان مساواة الصهيونية بالعنصرية لا تحتل الاولوية بالنسبة للدول العربية التي يجب ان تشدد على ما يجرى حاليا في فلسطين المحتلة.

    7. ما هو المطروح حول العبودية والاستعمار والتعويضات؟
    تعترض واشنطن على لغة بعض نصوص المؤتمر التي تؤيد دفع تعويضات لأحفاد العبيد والمجتمعات التي وقعت سنوات طويلة تحت نير الاستعمار، بينما يقول افارقة ومؤيدون لهم انه <<يحق للسود، كما اليهود، الحصول على اعتذار لانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت في حق جنسنا>>.
    وتمس هذه المسائل ملايين البشر في الصميم الانساني والذين <<لا يريدون المساومة على ذاكرة اجدادنا>>. لكن الحكومات الغربية تستهجن فكرة تحميلها مسؤولية توارث تبعات عهد العبودية والاستعمار. ويرد مدافعون عن حقوق الشعوب التي تضررت بفعل هذه الممارسات التي تورط فيها الغرب بالقول ان ما ينطبق على فكرة الديون المالية التي يتوارث اعباء تسديد فوائدها الابناء والاحفاد، يجب ان ينطبق ايضا على المسؤولين عن العبودية والاستعمار. ويقول اخرون ان التعويضات يجب ان تعكس اولا رغبة اخلاقية، ثم اقتصادية، لانتشال دول العالم الثالث من قعر النظام الاقتصادي العالمي.
    ويبدو ان التوجه هو نحو تبني اعلان جماعي للبلدان الغربية التي ترفض <<الاعتذار>>، للاعراب عن <<اسفها>> وتأييدها منح مساعدات للتنمية للقارة الافريقية.

    8. ما هو المطروح حول الطبقات الدنيا في الهند؟
    يمس نظام التمييز الطبقي الراسخ في المجتمع الهندي منذ عهود طويلة، نحو 160 مليون انسان. يصنفون بانتمائهم الى اكثر طبقات المجتمع فقرا ودونية. وستطرح قضيتهم التي تعكس تمييزا عنصريا فاضحا، بدعم من منظمة العفو الدولية ومنظمة <<هيومان رايتس ووتش>> الاميركية، وبمشاركة حوالى 200 ممثل من الهند.
    وبسبب هذه الحملة على الهند، يمكن مثلا فهم ما نقل عن الحكومة الهندية التي تنسج تعاونا متناميا مع اسرائيل، من انها ستعارض اي محاولة لعزل اسرائيل ومساواة الصهيونية بالعنصرية في مؤتمر دوربان.
    ويذكر المعارضون للتمييز الطبقي في الهند، أن هذا النظام يمارس في بلدان آسيوية اخرى، بينها بنغلادش وسريلانكا وسنغافورة وحتى اليابان، وان هذا النظام حمله المهاجرون الهنود معهم الى ماليزيا وجنوب افريقيا وفيدجي والكاريبي واميركا اللاتينية.

    9. ماذا عن الشعوب الاصلية في المؤتمر؟
    هناك حوالى خمسة آلاف من الشعوب الاصلية في العالم، وتضم 300 مليون انسان، موزعين في 70 بلدا. واوضاعهم مزرية لدرجة ان التقديرات تشير الى ان 80 في المئة منهم تعيش في اوضاع اكثر بؤسا من مستوى الفقر المحدد عالميا.
    وبينما يستمر الجدل حول الشعوب التي تنتمي الى هذا التصنيف خصوصا ان المسألة مرتبطة بحقوقهم في الاراضي او في السيادة، فان منها مثلا شعب الهاواي الذي يعيش تحت الهيمنة الاميركية، وهم كغيرهم من هذه الشعوب المنسية، مهمشون في آليات صناعة القرار السياسي وفي الساحة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
    ومن المفترض ان يخصص مؤتمر دوربان لهم عشر فقرات في <<خطة العمل>> التي سيتم تبنيها، وتتناول مبادئ عامة من بينها الاعتراف بهويتهم وحقوقهم وانما ضمن <<سيادة الدول>> التي يعيشون فيها.
    ومن بين هذه الشعوب ايضا قبيلة كري الهندية في كندا، وهنود الانديز وقبائل الاينوي والميك ماك في كندا، وقبائل السان في جنوب افريقيا والشعوب الاصلية في دول اسكندينافيا.

    10. ما هي طبيعة المشاركة في المؤتمر وحجمها؟
    ترغب روبنسون بأن يكون المؤتمر بمثابة منتدى <<للنشاطات لا للخطابات وحدها>>. الا ان المؤكد ان اجتماعات المشاركين ال 7 آلاف من ممثلي المنظمات غير الحكومية، تكون عادة اكثر جرأة في طرح القضايا التي يتجنب الدبلوماسيون اثارتها في الاجتماع الحكومي. ولهذا فان ابرز القضايا الساخنة التي سيبحثونها هي الصهيونية وتجارة البشر، العبودية القديمة والحديثة. وسيبحثون ايضا في استرداد الاراضي والعولمة والتسلح والخصخصة والايدز والمساواة بين الجنسين وعدم التسامح الديني.
    وكان خلال اجتماعات هؤلاء ان علت هتافات <<فلسطين حرة>>، وتمجيد الشهيد ابو علي مصطفى، ورفعت لافتات تقول <<جورج بوش... يداك يلطخهما دم الفلسطينيين>>. وهي غالبا ظواهر لن تكون حاضرة بهذه القوة في الاجتماعات الحكومية التي تبدأ اليوم.
    ومن بين نحو 15 الف شخص مشارك بالاجمال في اعمال المؤتمر الذي يطرح قضايا بديهية لجهة ضرورة معالجتها والتصدي لها، كان يفترض ان تكون مشاركة رؤساء الدول والحكومات كبيرة. الا ان الزعماء الذين سيشاركون، قلة، وجميعهم تقريبا من افريقيا واميركا اللاتينية مع غياب شبه كامل لرؤساء الغرب، ما يعكس مرة اخرى حجم الهوة الاخلاقية بين دول الجنوب ودول الشمال.
    أما الفاتيكان، فانه اشار الى رغبته في العمل من اجل التوصل الى حلول توافقية لتسوية المواقف حول القضايا البديهية مثل العبودية والاستعمار، اللذين أديا الى إصابة مليارات من البشر بالفقر والقهر، بحسب الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي.
    وستدلي 20 ضحية للعنصرية والعداء للاجانب وانتهاكات حقوق الانسان، بشهاداتها امام الزعماء في دوربان. ولعل ذلك سيكون الفصل الاكثر وضوحا عن هذه المعاناة التي لا يبدو ان اسم دوربان سيقترن بمداواتها.

    قلبي على بلدي انفطر … وقلب بلدي علي حجر

    #340848
    خالد
    مشارك

    و في نفس عدد الجريدة ستجد مقالا رائعا لابو فخر صقر بعنوان ” مكر التاريخ و مكر السياسة ” يقول فيه ..

    يحوم في هذا اليوم بالذات، في مدينة دوربان الأفريقية، شبح طالما قض مضاجع النظام السياسي المندثر في جنوب أفريقيا. إنه مكر التاريخ إذاً؛ فها هي العنصرية تصبح الآن معتقلة في بلد ظل، خلال أكثر من 150 سنة، يصوغ العنصرية كنظام أخلاقي وديني معا. فالبوير الهولنديون أقاموا معمارهم النظري على قاعدة أن لكل مجموعة دينية أو جماعة بشرية الحق في أن تعيش وتتطور بالطريقة التي تلائمها من غير أن يكون لأي جماعة أخرى الحق في التدخل بشؤونها. وعلى هذا الطراز أسسوا مجتمع الفصل بين العناصر على أساس اللون. أما الحركة الصهيونية فقد طورت فكرة حق اليهود في اختيار العيش منفصلين عن غيرهم من الجماعات الأخرى استنادا الى نصوص دينية. وعلى هذا الغرار نجحت الصهيونية في انشاء دولة حديثة ديموقراطية وعنصرية في آن.
    ومن مكر التاريخ أيضا، أن الحزب الوطني لجنوب أفريقيا، وهو الذي أقام مداميك راسخة لحكم البيض، كان مغلقا على اليهود البيض أنفسهم حتى سنة 1951. وقبل ذلك لم يكن ليخفي نزعته الفاشية، ومعارضته للهجرة اليهودية الى بريتوريا. وعلى الرغم من ذلك، فإن أول طيار سقط في سلاح الجو الاسرائيلي كان متطوعا يهوديا من جنوب أفريقيا، وان أول رئيس وزراء لدولة جنوب أفريقيا، إيان سميتس، كان صديقا شخصيا منذ سنة 1917 لحاييم وايزمن أول رئيس لدولة اسرائيل.

    نشأ اتحاد جنوب أفريقيا سنة 1910، وظهر إعلان بلفور سنة 1917، أي في الفترة نفسها تقريبا. والاثنان مدينان لبريطانيا العظمى الاستعمارية بولادتهما. ومن مكر التاريخ أيضا، أن اسرائيل وجنوب أفريقيا سرعان ما انعطفتا نحو الولايات المتحدة الأميركية بعدما ترهلت الامبراطورية، فخرجت جنوب أفريقيا من الكومنولث في سنة 1961، وصارت اسرائيل رصيدا استراتيجيا فائق الأهمية للولايات المتحدة بعد حملة السويس سنة 1956.
    لم يعترف نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا باليهود كجماعة منفصلة، بل اعتبرهم بيضاً. ومع أن معظم أفراد الجماعة اليهودية كانوا مؤيدين للمجلس الصهيوني، إلا أن الكثير منهم كانوا معادين للعنصرية وناشطين في النقابات السوداء وفي الحزب الشيوعي. وترجع جذور هؤلاء الشيوعيين الى الهجرات اليهودية المتعاقبة في بداية القرن العشرين عندما وصل الى جوهانسبرغ وكيب تاون عناصر من حزب البوند (حزب العمال الديموقراطي في روسيا وبولندا). وهؤلاء عارضوا الصهيونية منذ البداية، ورفضوا عنصرية البيض، وانخرطوا في الحركات السياسية المؤيدة للسود، واشتهر منهم: هيلين سوزمان وسام كوهين وفريد كارنسون.
    آبا إبين، أشهر وزير خارجية في اسرائيل بعد موشي شاريت والمتخصص بالأدب العربي، والذي ترجم نجيب محفوظ الى العبرية مبكرا، هو من يهود جنوب أفريقيا. وكان الكثير من اليهود ليبراليين ومعارضين لعنصرية الحزب الوطني الحاكم. لكن تطور العلاقات الأفريقية الاسرائيلية، ولا سيما بعد حرب 1967، <<شقلبت>> الجالية اليهودية القليلة العدد (100 ألف من 40 مليونا)، وألجأت الكثير من الليبراليين الى التحول نحو الصهيونية، تماما مثلما تحولت الولايات المتحدة الى الدفاع، بشراسة، عن الدولة العنصرية الوحيدة الباقية في العالم، أي اسرائيل، بعدما كانت مناهضة للفصل العنصري في آخر دولة عنصرية في أفريقيا. ففي سنة 1987 اتخذت الولايات المتحدة موقفا حاسما ضد دولة جنوب أفريقيا، وألزمت اسرائيل قطع علائقها بها. ومنذ ذلك التاريخ، بدأ، بالفعل، العد العكسي لحكم الأغلبية البيضاء. أما اليوم، فإن مكر السياسة الأميركية، وليس مكر التاريخ هذه المرة، هو الفضيحة في مؤتمر دوربان؛ فالولايات المتحدة تبارز الجميع كي لا يعاد وشم اسرائيل بالعنصرية في البلد الذي أطاح العنصرية نفسها.

    مهما يكن الأمر، فإن علاقة الحركة الصهيونية، ثم اسرائيل في ما بعد، بالمستوطنين البيض، قديمة جدا. فالاتحاد الصهيوني ظهر الى الوجود في جنوب أفريقيا منذ سنة 1895، وارتبط بعلاقات وثقى مع الجنرال إيان سمتس الذي كان عضوا في مجلس الدفاع بوزارة الحرب البريطانية، وكان له شأن كبير في صوغ اعلان بلفور سنة 1917. ومنذ البدايات وقفت جنوب أفريقيا الى جانب قرار التقسيم في 29/11/1947، ثم اعترفت بإسرائيل في سنة 1949. وتعد عائلة روبنهايمر اليهودية التي تملك شركة <<دي بيرز>> إحدى أهم صلات الوصل بين اسرائيل وجنوب أفريقيا في حقل الألماس، فقيمة ما تصدره اسرائيل من الماس المستورد من جنوب أفريقيا يأتي في المرتبة الثانية بعد قيمة صادراتها من السلاح. أما المبادلات التجارية العادية فهي محدودة جدا. غير أن أبرز أوجه العلاقات السرية بين الدولتين هو التعاون النووي الذي ظل، حتى الآن، في عالم الغموض والمعلومات المتناثرة. أما ما هو مكشوف في هذا المجال فيشير الى أن اسرائيل حصلت دوما من جنوب أفريقيا على كميات وافية من اليورانيوم المخصب لاستخدامه في مفاعل ديمونا، وان اسرائيل وجنوب أفريقيا أقامتا أرضا للتجارب النووية بالقرب من مدينة أرنستون، وأخرى في جزيرة <<برنس ادوارد>>، وفي 5/7/1989 جرت تجربة ناجحة للصواريخ بعيدة المدى عندما انطلق الصاروخ الى مسافة 900 ميل نحو القطب الجنوبي. ولعل هذا الصاروخ كان من انتاج جنوب أفريقيا بمساعدة تقنية من اسرائيل لقاء تسليمها كميات من اليورانيوم المخصب. لكن، مما لا ريب فيه، أن أول تجربة نووية اسرائيلية جرت في سنة 1977 في صحراء كالاهاري بالتعاون المؤكد مع جنوب أفريقيا، وثاني تجربة وقعت في سنة 1979 بالتنسيق الكامل بينهما.

    منذ سنة 1973 دأبت اسرائيل إما على التغيب، أو الامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة المناهضة للفصل العنصري. وفي بعض الحالات كانت تصوّت ضد دولة جنوب أفريقيا مدفوعة بالرغبة في تحسين صورتها لدى الدول الأفريقية. أما اليوم، في مؤتمر دوربان المناهض للعنصرية، فسوف تتولى الولايات المتحدة تهديد كل مَن يصوّت على قرارات تدين العنصرية الاسرائيلية.
    إنه مكر السياسة الاستعمارية حقا.

    قلبي على بلدي انفطر … وقلب بلدي علي حجر

    #341623
    خالد
    مشارك

    قرارا الأمم المتحدة حول علاقة الصهيونية بالعنصرية

    قرار رقم 3379 (الدورة 30) بتاريخ 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1975م الذي يقر بأن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية:

    إن الجمعية العامة إذ تشير إلى قرارها 1904 (د-18) المؤرخ في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963 الذي أصدرت فيه إعلان الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وبوجه خاص إلى تأكيدها “إن أي مذهب يقوم على التفرقة العنصرية أو التفوق العنصري مذهب خاطئ علميا ومشجوب أدبيا وظالم وخطر اجتماعيا” وإلى إعرابها عن القلق الشديد إزاء “مظاهر التمييز العنصري التي لاتزال ملحوظة في بعض مناطق العالم، وبعضها مفروض من الحكومات بواسطة تدابير تشريعية أو إدارية أو غيرها”.

    وإذ تشير أيضا إلى أن الجمعية العامة قد أدانت في قرارها 3151 زاي (د-28) المؤرخ في 14 ديسمبر/ كانون الأول 1973 في جملة أمور التحالف الآثم بين العنصرية والصهيونية، وإذ تحيط علما بإعلان المكسيك بشأن مساواة المرأة وإسهامها في الإنماء والسلم (1975) المعلن من قبل المؤتمر العالمي للسنة الدولية للمرأة الذي عقد في مكسيكو في الفترة من 19 يونيو/ حزيران إلى 2 يوليو/ تموز 1975 والذي أعلن المبدأ القائل بأن “التعاون والسلم الدوليين يتطلبان تحقيق التحرر والاستقلال القوميين، وإزالة الاستعمار والاستعمار الجديد، والاحتلال الأجنبي، والصهيونية، والفصل العنصري (أبارتهيد)، والتمييز العنصري بجميع أشكاله، وكذلك الاعتراف بكرامة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها”.

    وإذ تحيط علما أيضا بالقرار 77 (د-12) الذي اتخذه مجلس رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية في دورته العادية الثانية عشرة المعقودة في كمبالا في الفترة من 28 يوليو/ تموز إلى 1 أغسطس/ آب 1975 والذي رأى أن “النظام العنصري الحاكم في فلسطين المحتلة والنظامين العنصريين الحاكمين في زيمبابوي وأفريقيا الجنوبية ترجع إلى أصل استعماري مشترك، وتشكل كيانا كليا، ولها هيكل عنصري واحد، وترتبط ارتباطا عضويا في سياستها الرامية إلى إهدار كرامة الإنسان وحرمته”.

    وإذ تحيط علما أيضا بالإعلان السياسي وإستراتيجية تدعيم السلم والأمن الدوليين وتدعيم التضامن والمساعدة المتبادلة فيما بين دول عدم الانحياز، اللذين تم اعتمادهما في مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز المنعقد بليما في الفترة من 25 إلى 30 أغسطس/ آب 1975، واللذين أدانا الصهيونية بأقصى شدة بوصفها تهديدا للسلم والأمن العالميين وطلبا إلى جميع البلدان مقاومة هذه الأيدولوجية العنصرية الإمبريالية، تقرر أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”.

    تبنت الجمعية هذا القرار في جلستها العامة رقم 2400، بـ 72 صوتا مع القرار في مقابل 35 ضده وامتناع 32 كالآتي:

    مع القرار:
    1- اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية
    2- الأردن
    3- أفغانستان
    4- ألبانيا
    5- الإمارات العربية المتحدة
    6- إندونيسيا
    7- أوغندا
    8- إيران
    9- باكستان
    10- البحرين
    11- البرازيل
    12- البرتغال
    13- بلغاريا
    14- بنغلاديش
    15- بوروندي
    16- بولندا
    17- تركيا
    18- تشاد
    19- تشيكوسلوفاكيا
    20- تونس
    21- الجزائر
    22- جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية
    23- جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفياتية
    24- جمهورية تنزانيا المتحدة
    25- الجمهورية الديمقراطية الألمانية
    26- الجمهورية العربية السورية
    27- الجمهورية العربية الليبية
    28- جمهورية الكاميرون المتحدة
    29- داهومي
    30- الرأس الأخضر
    31- رواندا
    32- ساو تومي وبرينسيبي
    33- سريلانكا
    34- السنغال
    35- السودان
    36- الصومال
    37- الصين
    38- العراق
    39- عمان
    40- غامبيا
    41- غرينادا
    42- غيانا
    43- غينيا
    44- غينيا بيساو
    45- غينيا الاستوائية
    46- قبرص
    47- قطر
    48- كمبوديا
    49- كوبا
    50- الكونغو
    51- الكويت
    52- لاوس
    53- لبنان
    54- مالطا
    55- مالي
    56- ماليزيا
    57- مدغشقر
    58- مصر
    59- المغرب
    60- المكسيك
    61- مالديف
    62- المملكة العربية السعودية
    63- منغوليا
    64- موريتانيا
    65- موزمبيق
    66- النيجر
    67- نيجيريا
    68- الهند
    69- هنغاريا
    70- اليمن
    71- اليمن الديمقراطية
    72- يوغسلافيا.

    ضد القرار:
    1- أستراليا
    2- إسرائيل
    3- السلفادور
    4- ألمانيا (الجمهورية الاتحادية)
    5- أوروغواي
    6- إيرلندا
    7- أيسلندا
    8- إيطاليا
    9- بربادوس
    10- بلجيكا
    11- بنما
    12- البهاماس
    13- جمهورية أفريقيا الوسطى
    14- الجمهورية الدومينيكية
    15- الدانمارك
    16- ساحل العاج
    17- سوازيلاند
    18- السويد
    19- فرنسا
    20- فنلندا
    21- فيجي
    22- كندا
    23- كوستاريكا
    24- لوكسمبرغ
    25- ليبيريا
    26- ملاوي
    27- المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية
    28- النرويج
    29- النمسا
    30- نيكاراغوا
    31- نيوزيلندا
    32- هاييتي
    33- هندوراس
    34- هولندا
    35- الولايات المتحدة الأميركية

    امتنع عن التصويت
    1- إثيوبيا
    2- الأرجنتين
    3- إكوادور
    4- بابوا غينيا الجديدة
    5- باراغواي
    6- بوتان
    7- بوتسوانا
    8- بورما
    9- بوليفيا
    10- بيرو
    11- تايلند
    12- ترينيداد وتوباغو
    13- توغو
    14- جامايكا
    15- زامبيا
    16- زائير
    17- سنغافورة
    18- سيراليون
    19- تشيلي
    20- غابون
    21- غانا
    22- غواتيمالا
    23- فنزويلا
    24- فولتا العليا
    25- الفلبين
    26- كولومبيا
    27- كينيا
    28- ليزوتو
    29- موريشيوس
    30- نيبال
    31- اليابان
    32- اليونان

    نص قرار إلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية:
    قرارات الجمعية العامة– القرار رقم 46/86 بتاريخ 16 ديسمبر/ كانون الأول 1991، إلغاء قرار الجمعية العامة 3379 (د –30) بتاريخ 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1975.

    إن الجمعية العامة تقرر إلغاء الحكم الوارد في قرارها 3379
    (د –30) المؤرخ في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1975.

    تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم 74 بـ 111 صوتا مع القرار في مقابل 25 صوتا ضده وامتناع 13 وغياب 15 كالآتي:
    مع القرار
    1- اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (روسيا)
    2- الأرجنتين
    3- إسبانيا
    4- أستراليا
    5- إستونيا
    6- إسرائيل
    7- السلفادور
    8- ألبانيا
    9- ألمانيا
    10- أنتيغوا وبربودا
    11- أوروغواي
    12- أوكرانيا
    13- إيرلندا
    14- أيسلندا
    15- إيطاليا
    16- إيكوادور
    17- بابوا وغينيا الجديدة
    18- باراغواي
    19- البرازيل
    20- بربادوس
    21- البرتغال
    22- بلجيكا
    23- بلغاريا
    24- بليز
    25- بنما
    26- بنين
    27- البهاماس
    28- بوتان
    29- بوتسوانا
    30- بوروندي
    31- بولندا
    32- بوليفيا
    33- بيرو
    34- بيلاروسيا
    35- تايلند
    36- تشيكوسلوفاكيا
    37- توغو
    38- جمايكا
    39- جزر سليمان
    40- جزر مارشال
    41- جمهورية أفريقيا الوسطى
    42- الجمهورية الدومنيكية
    43- جمهورية كوريا
    44- الدانمارك
    45- دومينيكا
    46- الرأس الأخضر
    47- رواندا
    48- رومانيا
    49- زائير
    50- زامبيا
    51- ساموا
    52- سانت فنسنت وجزر غرينادين
    53- سانت كيتس ونيفيس
    54- سانت لوسيا
    55- ساو تومي وبرينسيبي
    56- سنغافورة
    57- سوازيلاند
    58- سورينام
    59- السويد
    60- سيراليون
    61- سيشل
    62- شيلي
    63- غابون
    64- غامبيا
    65- غرينادا
    66- غواتيمالا
    67- غيانا
    68- فرنسا
    69- فنزويلا
    70- فنلندا
    71- فيجي
    72- الفلبين
    73- قبرص
    74- الكاميرون
    75- كمبوديا
    76- كندا
    77- كوت ديفوار
    78- كوستاريكا
    79- كولومبيا
    80- الكونغو
    81- كينيا
    82- لاتفيا
    83- لختنشتاين
    84- لوكسمبورغ
    85- ليبيريا
    86- ليتوانيا
    87- ليزوتو
    88- مالطا
    89- مدغشقر
    90- المكسيك
    91- ملاوي
    92- المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية
    93- منغوليا
    94- موزمبيق
    95- ميكرونيزيا (الولايات الموحدة)
    96- ناميبيا
    97- النرويج
    98- النمسا
    99- نيبال
    100- نيجيريا
    101- نيكارغوا
    102- نيوزيلندا
    103- هاييتي
    104- الهند
    105- هندوراس
    106- هنغاريا
    107- هولندا
    108- الولايات المتحدة الأميركية
    109- اليابان
    110- يوغسلافيا
    111- اليونان

    ضد القرار
    1-الأردن
    2- أفغانستان
    3- الإمارات العربية المتحدة
    4- إندونيسيا
    5- إيران (الجمهورية الإسلامية)
    6- باكستان
    7- بروناي دار السلام
    8- بنغلاديش
    9- الجزائر
    10– الجماهيرية العربية الليبية
    11- الجمهورية العربية السورية
    12- جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
    13- سريلانكا
    14- السودان
    15- الصومال
    16- العراق
    17- فيتنام
    18- قطر
    19- كوبا
    20- لبنان
    21- مالي
    22- ماليزيا
    23- المملكة العربية السعودية
    24- موريتانيا
    25- اليمن

    امتناع
    1- إثيوبيا
    2- أنغولا
    3- بوركينا فاسو
    4- تركيا
    5- ترينيداد وتوباغو
    6- جمهورية تنزانيا المتحدة
    7- جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية
    8- زيمبابوي
    9- غانا
    10- مالديف
    11- موريشيوس
    12- ميانمار

    غياب
    1- البحرين
    2- تشاد
    3- تونس
    4- جزر القمر
    5- جيبوتي
    6- السنغال
    7- الصين
    8- عمان
    9- غينيا
    10- غينيا بيساو
    11- فانواتو
    12- الكويت
    13- مصر
    14- المغرب
    15- النيجر.
    ______________
    المصدر:
    1- موسوعة مقاتل، نقلا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية “القرار رقم 3379 قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين 1975-1981، بيروت ط 1 عام 1994، مج 2 ص 9 – 10.
    2- موسوعة مقاتل، نقلا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، “القرار رقم 46/86 قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين 1987-1991، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، عام 1995، مج 4، ص 297 – 298.

    المصدر :الجزيرة نت

    قلبي على بلدي انفطر … وقلب بلدي علي حجر

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد