عفوا أخي

و هل عمل الخير يحتاج إلى تجسس؟
و هل من يريد عمل الخير مضاعفا يحتاج إلى التدخل في اسرار و خصوصيات الآخرين؟ و خصوصا من كان صديقا و حبيبا؟
و كيف يدخل عمر بيتا أو كوخا لا يعرف لمن هو بدون استئذان؟
و عندما لم يجد شيئا لماذا غضب؟ و هل يليق بمن مثله أن يغضب لأنه لم يجد شيئا؟ هل يا ترى كان يتوقع أن يشاهد شيئا ما لا يغضبه بل يسره؟ و ما طبيعة هذا الشيْ الذي كان من الممكن أن يسره؟
أي خلفاء أولائك الذين اتعبهم أبا بكر و هو أي أبو بكر أول الخلفاء؟ فهل كان لدى عمر مثلا وعد بأنه سيكون ثاني الخلفاء؟

هذه مجرد أسألة حول القصة و ليس حول الأشخاص، فالرجاء عدم الخلط.

أشكرك لتحياتك الآسفة و أستغرب كثيرا ظنك بأن أسألتي كانت نابعة من ” فكرة أن هناك عداء ما بينك و بين الخليفة عمر أو وجود خلفية فكرية ” فلماذا أعادي ثاني الخلفاء الراشدين و لكن هناك قصصا كثيرة يرويها بعض الجهلاء دون أن يعوا بأن هناك في قصصهم الكثير من الثغرات. و كانت هذه القصص و لا زالت تمر على السامعين أو القراء دون تمحيص و ذلك لتأثرهم بفكرة التقديس. و هذه القصص واحدة من تلك القصص و لا أريد أن أعيد الأسئلة التي طرحتها و التي تبين ركاكة القصة و “فبركتها” و هذا بأي حال من الأحوال لا يأثر أدنى تأثير على مقام المحكي عنه و هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه.

و لكن ردك يطرح المزيد من الأسئلة:

هل المنافس (بكسر الفاء) في عمل الخير يتبع المنافس (بفتح الفاء) ويراقب أعماله خلسة ، و المراقبة خلسة ألا تسمى ” جاسوسية “؟

لم تقل القصة بأنه استأذن في الدخول و لكنها تقول بأنه دخل فوجد امرأة عمياء ولو أنه طرق الباب لخرجت إليه المرأة العمياء و سألها على الباب مثلا؟

المفروض في قواد الأمة أن يتحلوا بالحلم و ليس من شيمة عمر أن يغضب تعبيرا عن الإستغراب، فلم لم تقل القصة بأنه استغرب فقط دون أن يغضب؟

نعم أنا اعترف بوجود خلفاء بعد أبي بكر رضي الله عنه و سمي سيدنا عمر في أول أيام حكمه خليفة خليفة رسول الله، فإن كان استنتاج عمر بأنه سيأتي من بعده خلفاء بعد نظر؟ فأين بعد النظر هذا في مراقبته لأخيه و التدخل في خصوصياته و إصراره لمعرفة ما يفعله في هذا البيت؟ ثم أن كلمة “أتعبت” فعل ماضي و المفروض أن تكون الكلمة في صيغة المستقبل أي “ستتعب الخلفاء من بعدك”

العنف في الأسئلة مرة أخرى أيها الأخ خالد لم تكن على أحد رموز الحق و التقوى و لكنها في القصة نفسها.

نسأله أن يهدينا إلى الصواب و الحق إنه سميع مجيب