الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › الحـــروف الناريــة
- This topic has 5 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 23 سنة، 12 شهر by
الأنثى.
-
الكاتبالمشاركات
-
24 ديسمبر، 2001 الساعة 4:37 م #354567
إيقاع الآخر
مشاركشكرا أخي الصمت على مساهمتك الرائعة بحق ..
جبران خليل جبران من الكتّاب المهمين .. والذين أثروا المكتبة العربية بأعمال ذات مستوىً راقٍ ..أتمنى مواصلتك لطرح الكثير من أعماله .. وأعمال غيره من المبدعين ليتعرف عليهم روّاد الموقع ..
25 ديسمبر، 2001 الساعة 4:57 ص #354673الصمت
مشاركالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العفو أخ إيقاع الآخر…الحمدلله انه في حد اعجبه الموضوع السابق، انشاء الله سوف أقوم بإدراج جزء أو أجزاء أخرى من كتاب جبران خليل جبران الذي يحمل عنوان -المجنون- وهو من نفس سلسلة كتاب دمعة وابتسامه…ولكن قريبا انشاء الله بعد مرور عاصفة الإمتحانات وتسليم البحوث!تحياتي..
26 ديسمبر، 2001 الساعة 2:24 م #354782الصمت
مشاركالجزء التالي من كتاب المجنون لجبران خليل جبران
++الذوات السبــــع++
في سُكونِ اللَيلِ العميقِ، وقد بَدأ النُعاسُ يُغالبني، جلَسَت ذواتي السَبعُ يتحادَثنَ.
فقالتِ الذاتُ الأولى:
” لقد مرَّتِ الأيّامُ و الأعوامُ على وجودي في هذا المجنون، وليسَ لي ما أفعلُه سوى تجديدِ آلامِهِ نهارًا وأحزانِهِ ليلاً.
وقد كرهَت نفسي القيامَ بهذه الوظيفةِ المملّةِ، فلأثورنّ عليه”.
فأجابَتها الذاتُ الثانيةُ قائلةً:
” إنّكِ أوفرُ منّي حَظًّا، يا أختاهُ، فقد قُدَّرَ لي أن أكونَ شريكةً لهذا المجنونِ في أفراحِهِ وملذّاتِهِ، فأضحكُ لضحكِِِهِ، وأترنَّمُ في ساعاتِ سرورِه، وبأقدامٍ مثلّثةِ الأجنحةِ أرقصُ لأفكارِهِ البرّاقةِ.
فإن تَكُن ثورةٌ، فَمَن أحقَّ بها منّي؟”
فقالتِ الذاتُ الثالثةُ:
“أوّاه، أيَّتُها الرفيقتان! إنّ عملي أدعى إلى الثورةِ من عملَيكُما. فأنا الذاتُ المريضةُ حُبًًّا، المُتلهبةُ شوقاً، الهائمةُ حنيناً!
ألا إنًّ الثورةَ على هذا المجنونِ من شأني، وأنا ذاتُ الشَقاءِ و الأسى”.
فقالتِ الرابعةُ:
” إنّني أكثرُ منكنّ شقاءً، أيًّتُها الرفيقاتُ، فقد قُدّرَ لي أن أُثيرَ كوامِنَ البُغضِ، و أوقظَ نيرانَ الكُرهِ والحقدِ في قلبِ هذا المجنونِ.
فأنا الذاتُ الثائرةُ الهوجاءُ، المولودةُ في كهوفِ الجحيمِ السوداءِ، أحقُ منكنّ بالثورةِ على مَهَمّتي”.
وقالتِ الذاتِ الخامسةُ:
“إنّني أغبطكنّ جميعًا، أيًّتُها الأخواتُ، بما قدّر لكنّ مِنَ العَملِ السعيدِ، فقد آثرَ الدهرُ أن أجدّدَ أحلامَ هذا المجنونِ التي لا تنتهي، و أهيجَ جوعَهُ اللذين لا يسكنانِ، هائمةً به على وجهي في فضاءِ اللانهايةِ، من غير أن أتذوًّقَ طعمَ الراحةِ، ناشدةً ما لم يُعرف قطُّ، وما لم يُخلَق بعدُ.
فأنا، أنا أَََََولَى منكنّ بالثورةِ و العصيانِ”.
فقالتِ الذاتُ السادسةُ:
” ما أسعدَكُنّ، أيًّتُها الأخواتُ وما أتعسَني وأشقاني! فأنا الذاتُ المشتعلةُ العاملةُ الحقيرةُ التي بيدها الدائبُتُينِ، وعينَيها الساهرتَين، ترسمُ من أيّامِها صُوَرًا، وتمنحُ العناصرَ الدنيئةَ العديمةَ الشكلِ أشكالاً جميلةً خالدةً.
ألا إنّه أجدرُ بي، أنا الذاتُ المعتزلةُ الهادئةُ، أن أنتقمُ وأثور”.
فتطلًّعتِ الذاتُ السابعةُ في كُلًّ منهنّ، وقالت:
” أفًًّ منكًّ جميعًاَ ما أغربَ ثورتَكُنًّ على هذا الرَجُلِ المسكينِ، بحجّة أنًّ لكلًَّ منكنًّ عملاً محدودًا.
حبّذا لو أسعَدتني الأيّامُ بعملٍ محدودٍ كأعمالِكُنًّ. فأنا ذاتٌ بطّالةٌ لا عَمَلَ لها، أجلسُ أبدًا بين اللانهايتين: الصمــت، والظــلامِ- في حينِ أنًّ كُلًّ واحدةٍ منكنّ دائبةٌ في تجديدِ الحياةِ على تنوُّعِ مظاهِرِها.
بربكنّ قلنَ لي، أيًّتُها الشقيقاتُ، مَن منّا أحقُّ بالثورةِ، أََنتنًّ أم أنا”؟
ولمّا فَرغَتِ الذاتُ السابعةُ من كلامِها، نظرَت إليها الذواتُ الستُ بشفقةٍ وحنانٍ ولم يَحِرنَ جوايًا.
وجُنًّ اللَيلُ، فَرَقَدنَ ، وفي طيًّاتِ صدورِهِنّ استسلامٌ جديدٌ وخضوعٌ سعيدٌ، كُلٌ لما قسمَ لها من الواجبِ المحدود!
أمّا الذاتُ السابعةُ فظَلّت شاخصةً تراقبُ اللاشئَ الذي وراءَ كُلًّ شــــئ.28 ديسمبر، 2001 الساعة 1:41 ص #354957السراب
مشاركما اروع ما اخترت ايها الصمت
فاغدق علينا من هذه المواضيع الرائعة
فلكم باتت النفس تترقب هذه الروائع منكم28 ديسمبر، 2001 الساعة 9:01 ص #354991الأنثى
مشاركاخي الصمت
اختيار رائع
لجبران احاديث ونصوص وتراتيل رائعة في جمال المعنى …
له نص جميل يظهر كيفة هي اللغة لدى الشاعر وبانها بوح مجرد من اي قيد
بعنوان لكم لغتكم ولي لغتي نص رائع ونادر
شكرا لاختيارك
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.