كان روّاد الحانة يسألون من الذي اخترع الراديو ، و أنا أسأل من الذي اخترع العرب. ثم وضعت أمامي على طاولة الشراب صورة الرئيس ضمن إطار مزخرف و على جانبيها وضعت ما تيسّر لي الحصول عليه من صور الزعماء الذين تعاقبوا على هذه المنطقة.

ثم وضعت يدي على خدي و رحت أتأمل هذه “المازة” العجيبة ،
ثم شربت ويسكي بالثلج
و ويسكي بدون ثلج
و جن مع التونيك
و جن مع الليمون
و أتبعته بنبيذ و فودكا
و براندي و شربراندي
و زنزانو
لأهضم الوضع العربي ….فلم أستطع

كان أمامي شيئان لا ثالث لهما : العرب و إسرائيل ؟

هي دولة واحدة ، و نحن عندنا 22 دولة
هي عندها جيش واحد ، و نحن عندنا 22 جيشا
هي عندها برلمان واحد و نحن عندنا 22 برلمانا
هي عندها شعب واحد ، و نحن عندنا 22 شعبا
هي عندها موقف واحد من المقاومة الفلسطينية ، و نحن عندنا 22 موقفا منها
هي عندها تفسير واحد لكل قرارات مجلس الأمن ، و نحن عندنا 22 تفسيرا لكل قرار من قرارات مجلس الأمن
هي عندها سياسة واحدة تجاه دولة صديقة أو عدوّة ، و نحن عندنا 22 سياسة تجاه كل صدينة أو عدوّة
هي عندها إذاعة واحدة ، و نحن عندنا 22 إذاعة
هي عندها جهاز واحد للأمن ، و نحن عندنا في كل شارع و كل مضرب بدو 22 جهازا للأمن

و مع ذلك دائما ، لا تراها إلا منتصرة علينا في كل مجال. و نحن لا ترانا إلا مهزومين نائمين على صدر تلك الدولة أو في أحضان ذلك المؤتمر.

لمــــــــــــــــــــــــاذا ؟؟؟

مع تحيات

الحبيب العماني