الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › مختصر السيرة النبويه
- This topic has 184 رد, مشارك واحد, and was last updated قبل 24 سنة، 9 أشهر by
أبو ناصر.
-
الكاتبالمشاركات
-
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:26 ص #302920
أبو ناصر
مشاركذكر ردة أهل البحرين
قال عيسى بن طلحة : لما ارتدت العرب – بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال كسرى : من يكفيني أمر العرب ؟ فقد مات صاحبهم وهم الآن يختلفون بينهم إلا أن يريد الله بقاء ملكهم فيجتمعون على أفضلهم .قالوا : ندلك على أكمل الرجال مخارق بن النعمان ليس في الناس مثله . وهو من أهل بيت دانت لهم العرب ، وهؤلاء جيرانك ، بكر بن وائل .
فأرسل إليهم . وأخذ منهم ستمائة الأشرف فالأشرف .
وارتد أهل هجر عن الإسلام . فقام الجارود بن المعلى في قومه فقال ألستم تعلمون ما كنت عليه من النصرانية ؟ وإني لم آتكم قط إلا بخير وإن الله تعالى بعث نبيه ونعى له نفسه فقال إنك ميت وإنهم ميتون وقال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل – الآية .
وفي لفظ أنه قال ما شهادتكم على موسى ؟ قالوا : نشهد أنه رسول الله . قال فما شهادتكم على عيسى ؟ قالوا : نشهد أنه رسول الله قال وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . عاش كما عاشوا ، ومات كما ماتوا . وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك منكم . فلم يرتد من عبد القيس أحد .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل أبان بن سعيد على البحرين . وعزل العلاء ابن الحضرمي . فقال أبلغوني مأمني فأشهد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم .
فقالوا : لا تفعل فأنت أعز الناس علينا ، وهذا علينا وعليك فيه مقالة يقال فر من القتال . فأبى . وانطلق في ثلاثمائة رجل يبلغونه المدينة . فقال له أبو بكر رضي الله عنه ألا ثبت مع قوم لم يبدلوا ولم يرتدوا ؟ .
فقال ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فدعا أبو بكر العلاء بن الحضرمي . فبعثه إلى البحرين في ستة عشر راكبا ، وقال امض فإن أمامك عبد القيس فسار . ومر بثمامة بن أثال فأمده برجال من قومه بني سحيم ثم لحق به .
فنزل العلاء بحصن يقال له جواثى ، وكان مخارق قد نزل بمن معه من بكر ابن وائل حصن المشقر – حصن عظيم لعبد القيس – فسار إليهم العلاء فيمن اجتمع إليه . فقاتلهم قتالا شديدا ، حتى كثر القتلى في الفريقين والجارود بن المعلى بالخط يبعث البعوث إلى العلاء .
وبعث مخارق الحطم بن شريح – أحد بني قيس بن ثعلبة – مرزبان الخط يستمده فأمده بالأساورة . فنزل الحطم ردم القداح – وكان حلف أن لا يشرب الخمر حتى يرى هجرا – وأخذ المرزبان الجارود رهينة عنده .
وسار الحطم وأبجر العجلي حتى حصروا العلاء بجواثى . فقال عبد الله بن حذف ، وكان من صالحي المسلمين
ألا أبلغ أبا بكر رسولا
وسكان المدينة أجمعينا
فهل لكمو إلى نفر يسير
قعود في جواثى محصرينا
كأن دماءهم في كل فج
شعاع الشمس يغشى الناظرينا
توكلنا على الرحمن إنا
وجدنا النصر للمتوكلينا
فمكثوا على ذلك محصورين .
فسمع العلاء وأصحابه ذات ليلة لغطا في العسكر فقالوا : لو علمنا أمرهم ؟ فقال عبد الله بن حذف : أنا أعلم لكم علمهم فدلوه بحبل . فأقبل حتى يدخل على أبجر العجلي – وأمه منهم – قال ما جاء بك ؟ لا أنعم الله بك عينا .
قال جاء بي الضر والجوع وأردت اللحاق بأهلي ، فزودني . فقال أفعل على أني أظنك والله غير ذلك . بئس ابن الأخت أنت سائر الليلة . فزوده وأعطاه نعلين . وأخرجه من العسكر وخرج حتى برز . فمضى كأنه لا يريد الحصن حتى أبعد . ثم عطف . فأخذ بالحبل فصعد .
فقالوا : ما وراءك ؟ قال تركتهم سكارى ، وقد نزل بهم تجار معهم خمر فاشتروا منهم . فإن كان لكم بهم حاجة فالليلة .
فنزلوا إليهم . فبيتوهم فقتلوهم . فلم يفلت منهم أحد .
ووثب الحطم فوضع رجله في الركابات وجعل يقول من يحملني ؟ فسمعه عبد الله بن حذف . فأقبل يقول أبا ضبيعة ؟ قال نعم . قال أنا أحملك ، فلما دنا منه قتله . وقطعت رجل أبجر العجلي . فمات منها .
وانهزم فلهم فاعتصموا بمفروق الشيباني .
ثم سار العلاء إلى مدينة دارين فقاتلهم قتالا شديدا ، وضيق عليهم . فلما رأى ذلك مخارق ومن معه قالوا : إن خلوا عنا رجعنا من حيث جئنا .
فشاور العلاء أصحابه فأشاروا بتخليتهم . فخرجوا فلحقوا ببلادهم . وطلب أهل دارين الصلح . فصالحهم العلاء على ثلث ما في أيديهم من أموالهم وما كان خارجا منها فهو له .
وطفقت بكر بن وائل تنادي : يا عبد القيس أتاكم مفروق في جماعة بكر بن وائل . فقال عبد الله بن حذف :
لا توعدونا بمفروق وأسرته
إن يأتنا يلق منا الحطم
فالنخل ظاهرها خيل . وباطنها
خيل تكدس بالفرسان في النعم
وإن ذا الحي من بكر وإن كثروا
لأمة داخلون النار في أمم
ثم سار العلاء إلى الخط ، حتى نزل إلى الساحل فجاءه نصراني ، فقال ما لي إن دللتك على مخاضة تخوض منها الخيل إلى دارين ؟ قال وما تسألني ؟ قال أهل بيت بدارين قال . هم لك . فخاض به . فظفر بهم عنوة وسبى أهلها .
وقيل حبس لهم البحر خاضوه وكانت تجري فيه السفن قبل . ثم جرت بعد . ويروى : أن العلاء وأصحابه جأروا إلى الله وتضرعوا إليه في حبس البحر فأجاب الله دعاءهم . وكان دعاؤهم يا أرحم الراحمين . يا كريم يا حليم يا أحد ، يا صمد يا حي ، يا محيي الموتى ، يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت يا ربنا فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعا يمشون على مثل رملة . فقال عفيف بن المنذر في ذلك
ألم تر أن الله ذلل بحره
وأنزل بالكفار إحدى الجلائل ؟
دعونا الذي شق البحار . فجاءنا
بأعظم من فلق البحار الأوائل
ولما رأى ذلك أهل الردة من أهل البحرين ، صالحوا على ما صالح عليه أهل هجر .
ولما ظهر العلاء على أهل الردة والمجوس : بعث رجالا من عبد القيس إلى أبي بكر رضي الله عنه . فنزلوا على طلحة والزبير رضي الله عنهما . وأخبروهما بقيامهم في أهل الردة . ثم دخلوا على أبي بكر وحضر طلحة والزبير . فقالوا : يا خليفة رسول الله إنا قوم أهل إسلام . وليس شيء أحب إلينا من رضاك ونحن نحب أن تعطينا أرضا من البحر وطواحين . وكلمه في ذلك طلحة والزبير فأجاب .
وقالوا : اكتب لنا كتابا ، فكتب . فانطلقوا بالكتاب إلى عمر رضي الله عنه . فلما قرأه تفل في الكتاب ومحاه . ودخل طلحة والزبير فقالا : والله ما ندري ، أنت الخليفة أم عمر ؟ . فقال أبو بكر وما ذاك ؟ فأخبروه . فقال أبو بكر لئن كان عمر كره شيئا من ذلك فإني لا أفعله .
فبينما هم على ذلك إذ جاء عمر . فقال له أبو بكر ما كرهت من هذا ؟ قال كرهت أن تعطي الخاصة دون العامة . وأنت تقسم على الناس فتأبى أن تفضل أهل السابقة وتعطي هؤلاء قيمة عشرين ألفا دون الناس . فقال أبو بكر وفقك الله وجزاك خيرا . هذا هو الحق .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:27 ص #302921أبو ناصر
مشاركذكر ردة أهل دبا وأزد عمان
وذلك : أنهم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين . فبعث إليهم مصدقا يقال له حذيفة بن محصن البارقي ، ثم الأزدي . من أهل دبا . وأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم . ويردها على فقرائهم ففعل ذلك حذيفة .فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة وارتدوا . فدعاهم حذيفة إلى التوبة . فأبوا . وجعلوا يرتجزون
لقد أتانا خبر ردي
أمست قريش كلها نبي
ظلم لعمر الله عبقري
فكتب حذيفة إلى أبي بكر بأمرهم . فاغتاظ غيظا شديدا ، وقال من لهؤلاء ؟ ويل لهم .
ثم بعث إليهم عكرمة بن أبي جهل – وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعمله على سفلي بني عامر بن صعصعة مصدقا – فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انحاز إلى تبالة في أناس من العرب ، ثبتوا على الإسلام . وكان مقيما بتبالة في أرض كعب بن ربيعة .
فجاءه كتاب أبي بكر سر فيمن قبلك من المسلمين إلى أهل دبا .
فسار عكرمة في نحو ألفين من المسلمين . وكان رأس أهل الردة : لقيط بن مالك الأزدي فلما بلغه مسير عكرمة ، بعث ألف رجل من الأزد يلقونه . وبلغ عكرمة : أنهم جموع كثيرة . فبعث طليعة . وكان للعدو أيضا طليعة . فالتقت الطليعتان . فتناوشوا ساعة ثم انكشف أصحاب لقيط . وقتل منهم نحو مائة رجل . وبعث أصحاب عكرمة فارسا يخبره . فأسرع عكرمة حتى لحق طليعته . ثم زحفوا جميعا . وسار على تعبئة حتى أدرك القوم . فاقتتلوا ساعة . ثم هزمهم عكرمة ، وأكثر فيهم القتل . ورجع فلهم إلى لقيط بن مالك فأخبروه أن عكرمة مقبل .
فقوي جانب حذيفة ومن معه من المسلمين فناهضهم . وجاء عكرمة . فقاتل معهم . فانهزم العدو حتى دخلوا مدينة دبا . فحصرهم المسلمون شهرا . وشق عليهم الحصار إذ لم يكونوا قد أخذوا له أهبة .
فأرسلوا إلى حذيفة . يسألونه الصلح . فقال لا ، إلا بين حرب مجلية أو سلم مخزية . قالوا : أما الحرب المجلية فقد عرفناها ، فما السلم المخزية ؟ قال تشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار وأن كل ما أخذناه منكم فهو لنا ، وما أخذتموه فهو رد لنا . وأنا على حق وأنتم على باطل وكفر ونحكم فيكم بما رأينا . فأقروا بذلك .
فقال اخرجوا عزلا ، لا سلاح معكم ففعلوا . فدخل المسلمون حصنهم . فقال حذيفة إني قد حكمت فيكم أن أقتل أشرافكم وأسبي ذراريكم . فقتل من أشرافهم مائة رجل وسبى ذراريهم .
وقدم حذيفة بسبيهم المدينة . وهم ثلاثمائة من المقاتلة وأربعمائة من الذرية والنساء .
وأقام عكرمة بدبا عاملا عليها لأبي بكر .
فلما قدم حذيفة بسبيهم أنزلهم أبو بكر رضي الله عنه دار رملة بنت الحارث ، وهو يريد أن يقتل من بقي من المقاتلة . والقوم يقولون والله ما رجعنا عن الإسلام ولكن شححنا على أموالنا ، فيأبى أبو بكر أن يدعهم بهذا القول . وكلمه فيهم عمر . وكان الرأي أن لا يسبوا .
فلم يزالوا موقوفين في دار رملة حتى مات أبو بكر . فدعاهم عمر فقال انطلقوا إلى أي بلاد شئتم . فأنتم قوم أحرار .
فخرجوا حتى نزلوا البصرة . وكان فيهم أبو صفرة – والد الملهب – وهو غلام يومئذ .
ولما قدم غزو أهل دبا أعطاهم أبو بكر خمسة دنانير خمسة دنانير .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:28 ص #302922أبو ناصر
مشاركمسير خالد إلى العراق
ولما دخلت السنة الثانية من خلافة أبي بكر رضي الله عنه وهي سنة اثني عشر من الهجرة كتب إلى خالد إذا فرغت من اليمامة ، فسر إلى العراق ، فقد وليتك حرب فارسفسار إليه في بضعة وثلاثين ألفا . فصالح أهل السواد . ثم سار إلى الأبلة . وخرج كسرى في مائة وعشرين ألفا . فالتقى مع خالد فهزم الله المشركين من الفرس . وكتب خالد إلى كسرى أما بعد فأسلموا تسلموا ، وإلا فأدوا الجزية وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة فصالحوه . وفيها حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس ثم رجع إلى المدينة .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:29 ص #302923أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الثالثة عشرة
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة . فبعث أبو بكر رضي الله عنه الجنود إلى الشام . وأمر عليهم يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص . ونزلت الروم بأعلى فلسطين في سبعين ألفا .فكتبوا إلى أبي بكر يخبرونه ويستعدونه . فأمر خالدا – وهو بالحيرة – أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويستخلف على ضعفة الناس رجلا منهم .
فسار خالد بأهل القوة ورد الضعفة إلى المدينة .
واستخلف على من أسلم بالعراق المثنى بن حارثة .
وسار حتى وصل إلى الشام ، ففتحوا بصرى . وهي أول مدينة فتحت . ثم اجتمع المشركون من الروم ، فانحاز المسلمون إلى أجنادين ، فكانت الوقعة المشهورة وكان النصر للمسلمين .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:30 ص #302924أبو ناصر
مشاركموت الصديق رضي الله عنه
وفي هذه السنة مات الصديق ، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة مضت من جمادى الآخرة .وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال .
واستخلف على الناس عمر بن الخطاب . وقال اللهم إني وليتهم خيرهم ولم أرد بذلك إلا إصلاحهم ولم أرد محاباة عمر . فاخلفني فيهم . فهم عبادك ، ونواصيهم بيدك ، أصلح لهم واليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبيه صلى الله عليه وسلم . وأصلح له رعيته
ثم دعاه . فقال يا عمر إن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار وحقا في النهار لا يقبله في الليل . وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى فريضة . وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق وثقله عليهم . وحق لميزان لا يوضع فيه غير الحق غدا أن يكون ثقيلا . فإذا حفظت وصيتي ، لم يكن غائب أحب إليك من الموت . وهو نازل بك . وإن ضيعتها ، فلا غائب أكره إليك منه ولست تعجزه وورث منه أبوه أبو قحافة السدس .
ولما ورد كتاب أبي بكر رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد باستخلاف عمر بايعوه . ثم ساروا إلى فحل بناحية الأردن . وقد اجتمع بها الروم . فكانت وقعة فحل المشهورة ونصر الله المسلمين . وانحاز المشركون إلى دمشق .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:31 ص #302925أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الرابعة عشرة
ثم دخلت السنة الرابعة عشرة وفيها : ساروا إلى دمشق وعليهم خالد . فأتى كتاب عمر رضي الله عنه بعزل خالد وتأمير أبي عبيدة بن الجراح .وفيها : أمر عمر بصلاة التراويح جماعة وقدم جرير بن عبد الله في ركب من بجيلة ، فأشار عليه عمر بالخروج إلى العراق ، فسار بهم جرير إلى العراق . فلما قرب من المثنى بن حارثة كتب إليه أقبل فإنما أنت مدد لي . فقال جرير أنت أمير وأنا أمير . ثم اجتمعا . فكانت وقعة البويب المشهورة .
ثم إن عمر أمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على العراق ، وكتب له وأوصاه فقال يا سعد بن وهيب لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه . فإن الله لا يمحو السيئ بالسيئ . ولكن يمحو السيئ بالحسن . وإن الله بينه وبين أحد نسب إلا بطاعته . فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء . الله ربهم وهم عباده . يتفاضلون بالعافية . ويدركون ما عند الله بالطاعة . فانظر الأمر الذي رأيت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه . فالزمه . فإنه الأمر وكتب إلى المثنى وجرير أن يجتمعا إليه فسار سعد بمن معه . فنزل بشراف واجتمع إليه الناس .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:32 ص #302926أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الخامسة عشرة
ثم دخلت السنة الخامسة عشرة .فتح القادسية
فلما انحسر الشتاء سار سعد إلى القادسية ، وكتب إلى عمر يستمده . فبعث إليه المغيرة بن شعبة ، في جيش من أهل المدينة . وكتب إلى أبي عبيدة أن يمده بألف .وسمع بذلك رستم بن الفرخذان . فخرج بنفسه في مائة وعشرين ألفا ، سوى التبع والرقيق حتى نزل القادسية . وبينه وبين المسلمين جسر القادسية ، وقيل كانوا ثلاثمائة ألف ومعهم ثلاثة وثلاثون فيلا . واجتمع المسلمون حتى صاروا ثلاثين ألفا . فكانت وقعة القادسية المشهورة التي نصر الله فيها المسلمين . وهزم المشركين .
فلما هزم الله الفرس ، كتب عمر إلى سعد أن أعد للمسلمين دار هجرة . وإنه لا يصلح للعرب إلا حيث يصلح للبعير والشاء وفي منابت العشب . فانظر فلاة إلى جانب بحر .
فبعث سعد عثمان بن حنيف فارتاد لهم موضع الكوفة اليوم فنزلها سعد بالناس . ثم كتب عمر إلى سعد أن ابعث إلى أرض الهند – يريد البصرة – جندا فلينزلوها . فبعث إليها عتبة بن غزوان في ثلاثمائة رجل حتى نزلوها . وهو الذي بصر البصرة .
وفي هذه السنة كانت وقعة اليرموك المشهورة بالشام .
وخرج عمر إلى الشام ، ونزل الجابية . فصالح نصارى بيت المقدس – وكانوا قد أبوا أن يجيبوا إلى الصلح مع أبي عبيدة حتى يكون عمر يعقدون الصلح معه – فصالحهم . واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث . واجتمع إليه أمراء الأجناد .
فلما رجع إلى المدينة وضع الديوان . فأعطى العطايا على مقدار السابقة . فبدأ بالعباس حرمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بالأقرب فالأقرب .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:32 ص #302927أبو ناصر
مشاركحوادث السنة السادسة عشرة
ثم دخلت السنة السادسة عشرة . فيها : كتب عمر التاريخ . واستشار الصحابة في مبدئه . فمنهم من قال نبدأ من بدء النبوة . ومنهم من قال من الوفاة ومنهم من قال من الهجرة . فجعله من الهجرة .سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:33 ص #302928أبو ناصر
مشاركحوادث السنة السابعة عشرة
ثم دخلت السنة السابعة عشرة فكان فيها فتوح كثيرة شرقا وغربا .وفيها فتحت تستر التي وجد فيها جسد دانيال عليه السلام . وكان المشركون يستسقون به .
وفيها : تزوج عمر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم طلبا لصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:34 ص #302929أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الثامنة عشرة
ثم دخلت السنة الثامنة عشرة فيها : أصاب الناس مجاعة شديدة . وتسمى عام الرمادة لكثرة ما هلك فيها من الناس والبهائم جوعا . فاستسقى عمر بالناس . وسأل العباس أن يدعو الله ويؤمن عمر والناس على دعائه . فأزال الله القحط . وفيها وقع طاعون عمواس بالشام وقد هلك فيه خمسة وعشرون ألفا . ومات فيه أبو عبيدة بن عامر الجراح ، ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم .فلما بلغ عمر موتهم أمر على الشام معاوية بن أبي سفيان .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:35 ص #302930أبو ناصر
مشاركحوادث السنة التاسعة عشرة
ثم دخلت السنة التاسعة عشرة فتح فيها فتوح كثيرة شرقا وغربا .سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:36 ص #302931أبو ناصر
مشاركحوادث السنة العشرون
ثم دخلت السنة العشرون وفيها فتحت مصر والإسكندرية . وفيها : أجلى عمر رضي الله عنه اليهود من الحجاز إلى أذرعات وغيرها .سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:36 ص #302932أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الحادية والعشرين
ثم دخلت السنة الحادية والعشرونوفيها كان فتح نهاوند وأميرها النعمان بن مقرن ، وقتل يومئذ .
وفيها : مات خالد بن الوليد رضي الله عنه بحمص .
وفيها : مات عمرو بن معدي كرب ، وطليحة بن خويلد الأسدي – الذي كان تنبأ . ثم أسلم وحسن إسلامه وأبلى في قتال الفرس بلاء حسنا – قتلا مع النعمان بن مقرن بنهاوند .
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:37 ص #302933أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الثانية والعشرين
ثم دخلت السنة الثانية والعشرونوفيها ، دخل الأحنف بن قيس خراسان ، وحارب يزدجرد آخر ملوك الفرس . فهزمه الله فيها .
وفيها : اعتمر عمر . فتلقاه نافع بن الحارث – وكان عامله على مكة – فقال له عمر من خلفت ؟ قال ابن أبزى ، قال عمر ومن ابن أبزى ؟ قال مولى لنا . قال ومولى أيضا ؟ قال إنه قارئ للقرآن عالم بالفرائض . فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ، ويضع به آخرين
سبحان الحي الذي لا يموت
5 ديسمبر، 2000 الساعة 10:38 ص #302934أبو ناصر
مشاركحوادث السنة الثالثة والعشرين
ثم دخلت السنة الثالثة والعشرونوفيها : قتل عمر رضي الله عنه . في صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة . ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين . ولما رجع من الحج في آخرها قام خطيبا . فقال إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرتين أو ثلاثا ، ولا أرى ذلك إلا حضور أجلي .
ثم خرج إلى السوق فلقيه أبو لؤلؤة المجوسي ، غلام المغيرة بن شعبة . وكان صانعا يعمل الأرحاء . فقال له ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي ؟ قال وكم خراجك ؟ قال دينار . قال إنك لعامل محسن فقال وسع الناس عدلك وضاق بي ، وأضمر قتل عمر فاصطنع له خنجرا ذا حدين وشحذه وسمه . ثم أتى به الهرمزان . فقال كيف ترى هذا ؟ قال أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتله .
فلما كبر عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح طعنه ثلاث طعنات . وقصة مقتله في الصحيحين .
وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال أو خمس . وبموته انفتح باب الفتنة إلى اليوم .
وقال عبد الله بن سلام لعمر رضي الله عنهما : إني أرى في التوراة : أنك باب من أبواب جهنم قال فسر لي قال أنت باب من أبوابها مغلقا ، لئلا يقتحمها الناس ؟ فإذا مت انفتح
وفتح الله على يديه كل بلاد الكفار ألفا وستة وثلاثين مدينة . وخرب أربعة آلاف بيعة وكنيسة . وبنى أربعة آلاف مسجد . ودون الدواوين ومصر الأمصار ووضع الخراج وأرخ التاريخ . وله الفضائل المشهورة والسوابق المأثورة . رحمه الله ورضي عنه .
سبحان الحي الذي لا يموت
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.