الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان مختصر السيرة النبويه

مشاهدة 15 مشاركة - 166 إلى 180 (من مجموع 184)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #302935
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة أربع وعشرين
    ثم دخلت السنة الرابعة والعشرون

    فاستخلف فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه . لغرة هلال المحرم – أو لثلاث المحرم – بعد دفن عمر بثلاثة أيام .

    أسلم قديما . وكان من ذوي السابقة ومن ذوي الشرف والعلم . هاجر الهجرتين . وصلى القبلتين . وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الابنتين . ولم ينكح ابنتي نبي من آدم إلى قيام الساعة غيره . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدمه ويستحي منه ويقول  ما لي لا أستحي ممن تستحي منه ملائكة السماء  ؟

    وفي هذه السنة توفي سراقة بن مالك وأم الفضل زوجة العباس وأم أيمن بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورضي الله عنهم .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #302936
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة خمس وعشرين
    ثم دخلت السنة الخامسة والعشرون .

    فتوفي فيها عبد الله بن أم مكتوم المؤذن وعمير بن وهب بن خلف الجمحي ، الذي حزر المسلمين يوم بدر . ثم تعاهد هو وصفوان بن خلف الجمحي على اغتيال رسول الله . فذهب إلى المدينة بدعوى افتداء ابنه وهب الذي كان أسر يوم بدر . فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قص عليه رسول الله ما تعاهد هو وصفوان عليه . فشهد شهادة الحق وأسلم .

    وفيها توفي عروة بن حزام العاشق .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #302937
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة ست وعشرين
    ثم دخلت السنة السادسة والعشرون .

    وفيها غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح إفريقية ومعه العبادلة – عبد الله بن نافع بن قيس ، وعبد الله بن نافع بن الحصين . وعبد الله بن الزبير – فلقي جرجس ملك البربر في مائتي ألف . فقتل جرجس قتله عبد الله بن الزبير . وفتح الله على المسلمين .

    وفيها : مات خارجة بن زيد الأنصاري الذي تكلم بعد الموت . وكان من كلامه خلت ليلتان . وبقيت أربع بئر أريس وما بئر أريس ؟ .

    وفيها اعتمر عثمان فكلمه أهل مكة أن يحول الساحل إلى جدة . وقالوا : هي أقرب إلى مكة وأوسع . وكانوا يرسلون قبل ذلك في الشعيبة . فخرج عثمان إلى جدة فرآها ، وحول الساحل إليها .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #302938
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة سبع وعشرين
    ثم دخلت السنة السابعة والعشرون .

    وفيها – على قول ابن جرير – كان فتح إفريقية والأندلس على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح .

    وفيها : عزل عثمان رضي الله عنه عمرو بن العاص عن مصر ، وولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح .

    وفيها : مات عبد الله بن كعب بن عمرو رضي الله عنه . وكان من أهل بدر .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #302939
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة ثمان وعشرين
    ثم دخلت السنة الثامنة والعشرون .

    فيها  غزا معاوية بن أبي سفيان البحر ومعه عبادة بن الصامت ، وامرأته أم حرام بنت ملحان – أخت أم سليم – فسقطت عن دابة لها فهلكت . وهي التي نام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وقت قيلولة . فاستيقظ وهو يضحك فسألته ؟ فقال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج البحر ملوكا على الأسرة – أو كالملوك على الأسرة – فقال ادع الله أن يجعلني منهم . فقال أنت منهم . ثم نام . ثم استيقظ وهو يضحك فسألته ؟ فقال مثل قوله . فقالت ادع الله أن يجعلني منهم . فقال أنت من الأولين  .

    وفيها : غزا معاوية قبرص . فصالحه أهلها .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #302940
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة تسع وعشرين
    ثم دخلت السنة التاسعة والعشرون .

    فيها : شكا الناس إلى عثمان رضي الله عنه ضيق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر بتوسعته وبناه بالحجارة المنقوشة والقصة – وهي الجص – وفيها وسع المسجد الحرام كذلك .

    وفيها : مات سليمان بن ربيعة الباهلي رضي الله عنه . وكان عمر رضي الله عنه ولاه قضاء المدائن ، فمكث أربعين يوما لم يختصم إليه اثنان .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #302941
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة ثلاثين
    ثم دخلت سنة ثلاثين . وفيها وقع خاتم رسول الله من يد عثمان بن عفان رضي الله عنه في بئر أريس فنزحت ولم يوجد . فحزن لذلك أشد الحزن . فوقع من الرعية الخلل على عثمان بعدها . وفيها : غزا سعيد بن العاص من الكوفة خراسان ؟ ومعه حذيفة بن اليمان ، والحسن ، والحسين ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم . وفيها : كان ما كان من أمر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وشدة إنكاره على معاوية وأهل الشام في الاستمتاع بما أنعم الله عليهم والتوسع فيما أباح لهم وأفاء عليهم من الأموال . وأنه يرى : أن لا يبيت أحد من المسلمين وعنده درهم ولا دينار وإلا كان من الذين يكنزون الذهب والفضة .

    فكتب معاوية في شأنه إلى عثمان . فكتب عثمان بإشخاص أبي ذر إلى المدينة ، ومحاولة بعض دعاة الفتنة الالتفاف حول أبي ذر . فهرب منهم إلى الربذة عثمان وفي طاعته . وأقام بها حتى مات رضي الله عنه . وفيها : زاد عثمان النداء الثالث يوم الجمعة على الزوراء حين كثر الناس . فثبت الأمر على ذلك إلى اليوم . والزوراء دار كانت له بالمدينة . وفيها : مات أبي بن كعب : سيد القراء وأحد القراء الأربعة .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303039
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة إحدى وثلاثين
    ثم دخلت السنة الحادية والثلاثون . وفيها : قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس ، وهو الذي مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعاه فيه إلى الإسلام . فدعا عليه أن يمزق الله ملكه . وفيها : فتح حبيب بن مسلمة الفهري أرمينية .

    وقال الواقدي : كان في هذه السنة غزوة الصواري في البحر . وكان فيها : محمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر . فأظهرا عيب عثمان وما غير وما خالف أبا بكر وعمر . ويقولان دمه حلال .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303040
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة اثنين وثلاثين
    ثم دخلت السنة الثانية والثلاثون . فيها : غزا معاوية بلاد الروم ، حتى بلغ مضيق القسطنطينية . وفيها : مات عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود ، وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري – جندب بن جنادة – والعباس بن عبد المطلب ، وأبو سفيان بن حرب . رضي الله عنهم .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303041
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة ثلاث وثلاثين
    ثم دخلت السنة الثالثة والثلاثون . وفيها : ذكر أهل العراق عثمان بالسوء وتكلموا فيه بكلام خبيث في مجلس سعيد بن عامر فكتب في أمرهم إلى عثمان . فكتب يأمره بإجلائهم إلى الشام . فلما قدموا على معاوية أكرمهم وتألفهم . ونصحهم . فأجابه متكلمهم بكلام فيه شناعة . ثم نصحهم فتمادوا في غيهم وجهالتهم وشرهم . فنفاهم معاوية عن الشام .

    وكانوا عشرة كميل بن زياد والأشتر النخعي – مالك بن يزيد – وعلقمة بن قيس النخعي ، وثابت بن قيس النخعي ، وجندب بن زهير العامري ، وجندب بن كعب الأزدي ، وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وصعصعة بن صوحان وأخوه زيد بن صوحان ، وابن الكواء . فأووا إلى الجزيرة . واستقروا بحمص . حتى كانت الفتنة التي قادوها لقتل عثمان . وفيها : مات المقداد بن عمرو رضي الله عنه .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303042
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة أربع وثلاثين
    ثم دخلت السنة الرابعة والثلاثون فيها : تكاتب المنحرفون عن عثمان – وكان جمهورهم من أهل الكوفة – وتواعدوا أن يجتمعوا لمناظرته فيما نقموا عليه . فبعثوا إليه منهم من يناظره فيما فعل من تولية من ولى وعزل من عزل . حتى شق عليه ذلك جدا فبعث إلى أمراء الأجناد فأحضرهم عنده . واستشارهم . فكل أشار برأي ثم انتهى الأمر بأن قرر عماله على ما كانوا عليه . وتألف قلوب هؤلاء .

    وأمر بهم أن يبعثوا إلى الغزو وإلى الثغور . فلم يمنعهم ذلك من التمادي في غيهم . وفيها : توفي أبو طلحة الأنصاري ، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303043
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة خمس وثلاثين
    ثم دخلت السنة الخامسة والثلاثون . وفيها مات من الصحابة عمار بن ربيعة ، أسلم قديما وشهد بدرا رضي الله عنه . وفيها : كان خروج جماعة من أهل مصر ومن وافقهم على عثمان . وأصل الفتنة ومنبعها : كان من عبد الله بن سبأ – رجل يهودي من أهل صنعاء ، أظهر الإسلام ليخفي به حقده عليه وكفره به في زمن عثمان – وكان ينتقل في بلدان المسلمين أول ضلالتهم . فبدأ بالحجاز ، ثم البصرة ، ثم الكوفة ثم الشام . فلم يقدر على ما يريد . فأخرجوه حتى أتى مصر فغمز على عثمان وقاد الفتنة . وأشعل نارها ، محادة لله ولرسوله حتى كانت البلية الكبرى بمحاصرة عثمان رضي الله عنه واغتياله وهو يتلو كتاب الله تعالى .

    وكان بيد أولئك المجرمين الخوارج في ذي الحجة من هذه السنة . رضي الله عنه . وبقتله وقعت الفتنة العظيمة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في بقايا من شرها إلى اليوم . ويروى : أن عثمان رضي الله عنه صلى في الليلة التي حوصر فيها ونام فأتاه آت في منامه فقال قم فاسأل أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالحي عباده . فقام فصلى ، ودعاه . فاشتكى . فما خرج إلا جنازته .

    قال أهل السير لما كان من أمر عثمان ما كان قعد علي بن أبي طالب في بيته فأتاه الناس وهم يقولون علي أمير المؤمنين . فقال ليس ذلك إليكم إنما هو إلى أهل بدر . فأتاه أهل بدر . فلما رأى ذلك علي خرج فبايعه الناس . ولم يدخل في طاعته معاوية وأهل الشام . فهم علي بالشخوص إليهم .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303044
    أبو ناصر
    مشارك

    وقعة الجمل
    وبلغ الخبر عائشة – وهي حاجة – ومعها طلحة ، والزبير . فخرجوا إلى البصرة يريدون الإصلاح بين الناس واجتماع الكلمة . وأرسل علي عمار بن ياسر وابنه الحسن بن علي إلى الكوفة يستنفرون الناس ليكونوا مع علي فاستنفروهم . فنفروا .

    وخرج علي من المدينة في ستمائة رجل . فالتقى – هو والحسن – بذي قار ثم التقوا – وهو وطلحة والزبير – قرب البصرة وكان في العسكرين ناس من الخوارج . فخافوا من تمالؤ العسكرين عليهم . فتحيلوا حتى أثاروا الحرب بينهما من غير رأي . فكانت وقعة الجمل المشهورة لأن  عائشة كانت في هودج . على جمل . وعقر الجمل ذلك اليوم . فأمر علي بحمل الهودج فحمله محمد بن أبي بكر ، وعمار بن ياسر . فأدخل محمد يده في الهودج فقالت من ذا الذي يتعرض لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أحرقه الله بالنار . قال يا أختاه قولي بنار الدنيا . فقالت بنار الدنيا ، فكان الأمر كذلك  

    وكانت وقعة الجمل في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين . ثم التقى علي وعائشة . فاعتذر كل منهما للآخر . ثم جهزها إلى المدينة . وأمر لها بكل شيء ينبغي لها . وأرسل معها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات . وفي هذه السنة مات حذيفة بن اليمان ، وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدامة بن مظعون رضي الله عنهم .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303045
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة سبع وثلاثين
    ثم دخلت السنة السابعة والثلاثون . فسار علي رضي الله عنه والتقى هو وأهل الشام بصفين لسبع بقين من المحرم – وصفين اسم موضع بين الشام والعراق – فكانت به الوقعة المشهورة . فلما اشتد البلاء على الفريقين وطال أياما ، وكثر القتلى بينهم رفع أهل الشام المصاحف على رءوس الرماح ونادوا ندعوكم إلى كتاب الله فسر الناس وأنابوا إلى الحكومة . فحكم أهل الشام عمرو بن العاص . وحكم علي بن أبي طالب أبا موسى الأشعري رضي الله عنهما . وكتبوا بينهم العهود بالرضى بما يحكم به الحكمان .

    فلما حل الموعد في رمضان توافوا بأذرح ، بدومة الجندل . فلم يتفق الحكمان على شيء . وانصرف علي رضي الله عنه إلى العراق ، ومعاوية رضي الله عنه إلى الشام . فلما وصل علي الكوفة خرجت عليه الخوارج ; وكفروه حيث رضي بالتحكيم . وقالوا : لا حكم إلا لله . واجتمعوا بحروراء – اسم موضع بالعراق – فسموا الحرورية  فأرسل علي إليهم عبد الله بن عباس فأتاهم . قال فلم أر قوما أسمد اجتهادا منهم ولا أكثر عبادة فقال ما تنقمون ؟ قالوا : ثلاث . إحداهن أنه حكم الرجال في أمر الله وقد قال الله تعالى ( 12 : 40 )  إن الحكم إلا لله  والثانية أنه قاتل ولم يسب ولم يغنم . فإن كانوا مؤمنين فما حل لنا قتالهم وإن كانوا كافرين . فقد حلت لنا أموالهم وسبيهم .

    والثالثة أنه محا نفسه من أمير المؤمنين . فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين . فقال لهم . أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله الحكم وحدثتكم من سنة نبيكم ما لا تنكرون أترجعون ؟ قالوا : نعم . فقلت : أما قولكم إنه حكم الرجال في دين الله فإن الله تعالى يقول ( 5 : 95 )  يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم  – إلى قوله –  يحكم به ذوا عدل منكم  وقال تعالى ( 4 : 35 ) وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها  أنشدكم الله أفتحكيم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم وأموالهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم أو بضع امرأة ؟ فقالوا : اللهم بلى ، في حقن دمائهم وإصلاح ذات بينهم . فقلت : أخرجت من هذه ؟ فقالوا : اللهم نعم . وأما قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم وتستحلون منها ما تستحلونه من غيرها ؟ فإن قلتم نعم فقد كفرتم . وإن زعمتم أنها ليست لكم بأم فقد كفرتم لأن الله يقول ( 33 : 6 )  وأزواجه أمهاتهم  فإن كنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم . أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم . قال وأما قولكم إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فإن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية – أراد أن يكتب بينه وبين قريش في الصلح . فقال لعلي اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله . فقالوا : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمد بن عبد الله . فقال امح يا علي . واكتب محمد بن عبد الله . فقال والله لا أمحوك أبدا . قال فأرني موضعه فأراه ذلك . فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علي . أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم  فرجع منهم أربعة آلاف .

    وخرج عليه باقيهم . فقاتلوه فقتل منهم مقتلة عظيمة . وأمر بالتماس المخدج ذي الثدية . فلما وجده سجد لله شكرا . وفي هذه السنة مات خباب بن الأرت ، وخزيمة ذو الشهادتين وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن سعد أبي السرح رضي الله عنهم .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303046
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة ثمان وثلاثين
    ثم دخلت السنة الثامنة والثلاثون . فيها : قتل محمد بن أبي بكر وأحرق . وفيها : مات سهل بن حنيف ، وصهيب الرومي . ثم دخلت السنة الأربعون . وفيها : كتب معاوية إلى علي أما إذا شئت فلك العراق . ولي الشام . ونكف السيف عن هذه الأمة . ولا نهريق دماء المسلمين فقبل . وتراضيا رضي الله عنهما على ذلك .

    وفيها : قتل علي رضي الله عنه . قتله ابن ملجم – رجل من الخوارج – لما خرج لصلاة الصبح لثلاثة عشر ليلة بقيت من رمضان . فبايع الناس ابنه الحسن . فبقي خليفة نحو سبعة أشهر . ثم سار إلى معاوية . فلما التقى الجمعان علم الحسن أن لن تغلب إحدى الفئتين حتى يذهب أكبر الأخرى . فصالح معاوية . وترك الأمر له وبايعه على أشياء اشترطها . فأعطاه معاوية إياها وأضعافها .

    وجرى مصداق ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحسن  إن ابني هذا سيد . ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين  . وصح عنه أنه قال في الخوارج  يخرجون على حين فرقة بين الناس تقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق  

    وصح عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أنه نهى عن القتال في الفتنة . وأخبر صلى الله عليه وسلم بوقوعها . وحذر منها . فحصل بمجموع ما ذكرنا : أن الصواب مع سعد بن أبي وقاص ، وابن عمر ، وأسامة بن زيد ، وأكثر الصحابة الذين قعدوا واعتزلوا الطائفتين . وأن علي بن أبي طالب وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه . وأن الفريقين كلهم لم يخرجوا من الإيمان . وأن الذين خرجوا من الإيمان إنما هم أهل النهروان . وأن ما فعل الحسن بن علي رضي الله عنهما : أحب إلى الله مما فعل أبوه علي ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمدحه على ترك واجب أو مستحب .

    وأجمع أهل السنة على السكوت عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم . ولا يقال فيهم إلا الحسنى . فمن تكلم في معاوية أو غيره من الصحابة فقد خرج عن الإجماع . والله سبحانه وتعالى أعلم .

    وكان هذا العام يسمى عام الجماعة لاجتماع المسلمين فيه على إمام واحد بعد الفرقة . وهو عام إحدى وأربعين في ربيع الأول . فاجتمعوا على معاوية رضي الله عنه ودعي من يومئذ أمير المؤمنين . ورجع الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى المدينة .

    ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين

    فيها مات عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر ، وهو واليها .

    ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين

    فيها مات عبد الله بن سلام رضي الله عنه .

    ثم دخلت سنة أربع وأربعين

    فماتت فيها أم حبيبة بنت أبي سفيان ، أم المؤمنين رضي الله عنهما .

    ثم دخلت سنة خمس وأربعين

    فماتت فيها حفصة بنت عمر أم المؤمنين ، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما .

    ثم دخلت سنة ست وأربعين

    فمات فيها محمد بن مسلمة ، رضي الله عنه .

    ثم دخلت سنة سبع وأربعين

    فمات فيها قيس بن عاصم رضي الله عنه .

    سبحان الحي الذي لا يموت

مشاهدة 15 مشاركة - 166 إلى 180 (من مجموع 184)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد