الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان مختصر السيرة النبويه

مشاهدة 4 مشاركات - 181 إلى 184 (من مجموع 184)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #303047
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة تسع وأربعين
    ثم دخلت سنة تسع وأربعين . وفيها : كانت غزوة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الروم ، حتى بلغ قسطنطينية . ومعه ابن عباس ، وابن عمر ، وابن الزبير . وأبو أيوب الأنصاري . وفيها : مات الحسن بن علي ، وجويرية بنت الحارث أم المؤمنين وصفية بنت حيي أم المؤمنين ، وجبير بن مطعم ، وحسان بن ثابت ، ودحية بن خليفة الكلبي ، وكعب بن مالك ، وعمرو بن أمية الضمري ، وعقيل بن أبي طالب ، وعتبان بن مالك ، والمغيرة بن شعبة . رضي الله عنهم أجمعين .

    ثم دخلت سنة إحدى وخمسين

    فمات فيها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وجرير بن عبد الله البجلي . رضي الله عنهم . ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين فمات فيها أبو أيوب زيد بن خالد الأنصاري غازيا ، ودفن عند سور القسطنطينية . وكان النصارى يستسقون بقبره رضي الله عنه . وبرأه الله من عقائد النصارى . ومات بها أبو موسى الأشعري ، وعمران بن حصين رضي الله عنهما .

    ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين

    فمات فيها صعصعة بن ناجية الصحابي ، الذي يقال إنه أحيا أربعمائة موءودة في الجاهلية وزياد بن سمية رضي الله عنهم .

    ثم دخلت سنة أربع وخمسين

    فماتت فيها سودة بنت زمعة أم المؤمنين وأبو قتادة الأنصاري ، وحكيم بن حزام رضي الله عنهم .

    ثم دخلت سنة خمس وخمسين

    فمات فيها سعد بن مالك والأرقم بن أبي الأرقم – الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام مختبئا في داره – وسحبان وائل البليغ الذي يضرب به المثل في الفصاحة .

    ثم دخلت سنة ست وخمسين

    فدعا فيها معاوية الناس إلى بيعة ابنه يزيد . ثم دخلت سنة سبعة وخمسين فمات فيها عثمان بن حنيف رضي الله عنه .

    ثم دخلت سنة ثمان وخمسين

    فمات فيها سعيد بن العاص – أحد الأجواد السبعة – وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عباس – أحد الأجواد السبعة رضي الله عنهم .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303048
    أبو ناصر
    مشارك

    حوادث سنة ستين
    ثم دخلت سنة ستين فمات فيها معاوية بن أبي سفيان . وصح أن أبا هريرة مات قبلها بسنة وأنه كان يقول  اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين وإمارة الصبيان  . واستخلف معاوية ابنه يزيد فجرت الفتنة الثانية . ولم تزل الفتنة قائمة سنين حتى اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان .

    فأول ما جرى في أيام يزيد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأهل بيته في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين . ثم بعدها : جرت وقعة الحرة العظيمة بالمدينة قتلوا أهلها . وأباحوها ثلاثة أيام . ثم بعد ذلك توجهوا إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما . فحاصروها . فلم يزالوا محاصريها حتى بلغهم موت يزيد . فلما مات يزيد افترق الناس افتراقا كثيرا . كما قيل

    وتشعبوا شعبا بكل جزيرة

    فيها أمير المؤمنين ومنبر

    وثبت مروان بالشام وخرج المختار بن أبي عبيد الثقفي المبيد المفسد بالعراق ونجدة بن عويمر باليمامة والمشهور بأمير المؤمنين في هذه السنين عبد الله بن الزبير بمكة . وبايع له أكثر الناس . فلما مات مروان تولى بعده ابنه عبد الملك سنة خمس وستين . ولما تولى تصدى لحرب عبد الله بن الزبير . فجرى بينهما ما يطول ذكره وآخره أنه وجه لقتال ابن الزبير جيشا عليهم الحجاج بن يوسف الثقفي ، فحصره بمكة ثم قتله رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين . فاجتمع الناس بعده على عبد الملك بن مروان . فلم يزل واليا كذلك إلى سنة ست وثمانين .

    فمات واستخلف ولده الوليد . فبقي في الخلافة سبع سنين وأشهرا . وفي أيامه مات أنس بن مالك رضي الله عنه والحجاج بن يوسف . ثم ولي بعده أخوه سليمان بن عبد الملك . فبقي سنتين وأشهرا .

    واستخلف عمر بن عبد العزيز . فبايعه الناس سنة تسع وتسعين في صفر . فسار رحمه الله سيرة الخلفاء الراشدين . وأحيا السنن وأمات البدع . وبقي في الخلافة رشيدا مهديا سنتين وأشهرا ، ومات في رجب سنة إحدى ومائة . ومات في أيامه ابنه عبد الملك . وكان يشبه أباه رحمهما الله .

    ثم تولى بعده يزيد بن عبد الملك . فبقي أربع سنين وشهرا واحدا . وتوفي سنة خمس ومائة . ثم تولى بعده أخوه هشام بن عبد الملك . فبقي تسعة عشر سنة وأشهرا .

    وفي خلافته ظهر الجعد بن درهم أول من قال بخلق القرآن . وأظهره في دمشق . فطلبه بنو أمية . فهرب منهم إلى الكوفة . فلما أظهر قوله هناك أخذه خالد بن عبد الله القسري . قتله يوم عيد الأضحى من سنة أربع وعشرين ومائة . خطب الناس فقال  أيها الناس ضحوا . تقبل الله ضحاياكم . فإني مضح بالجعد بن درهم . إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا . ولم يكلم موسى تكليما . تعالى الله عما قال الجعد علوا كبيرا  

    ثم نزل فذبحه في أصل المنبر . وتوفي هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة . ثم تولى بعده ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك . فبقي سنة أو أقل أو أكثر . ثم قتل سنة ست وعشرين ومائة . ثم تولى بعده ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك . فبقي خمسة أشهر وتوفي في ذي القعدة – أو في أول ذي الحجة – من سنة ست وعشرين ومائة . وبعده انقضت الخلافة التامة . ولم تجتمع الأمة بعده على إمام واحد إلى اليوم .

    وهو آخر الخلفاء الاثني عشر الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح  لا يزال أمر هذه الأمة عزيزا ، ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش  وفي لفظ لمسلم  إن هذا الأمر لا ينقص حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة  وعند البزار  لا يزال أمر أمتي قائما ، حتى يمضي اثنا عشرة خليفة  وفي لفظ  لا يزال الإسلام عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة  وعند أبي داود  قالوا : ثم يكون ماذا ؟ قال ثم يكون الهرج  .

    فلما مات يزيد طلب الأمر أخوه إبراهيم . فبايعه أخوه . ولم ينتظم له أمر . فطلب الأمر مروان بن محمد بن مروان – الذي يقال له مروان الحمار – فبايعه بعض الناس في صفر سنة سبع وعشرين ومائة . ولم يزل في حروب وتخبيط إلى آخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة – يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة – فقتل في كنيسة أبي صير . وكانت مدة خلافته خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام . وهو آخر من ولي الخلافة من بني أمية .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303049
    أبو ناصر
    مشارك

    دولة بني العباس
    ثم قامت دولة بني العباس . وفي هذه السنين وقعت الفتنة الثالثة التي لم يرقع الخرق بعدها إلى اليوم . فأول من قام من بني العباس السفاح واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس . فبقي نحو ست سنين ثم مات .

    وعهد إلى أخيه المعروف بالمنصور . فبقي فيها اثنتين وعشرين سنة ثم توفي . وعهد إلى ابنه المعروف بالمهدي فبقي نحو عشر سنين ثم مات . وقام بعده ابنه موسى ، المسمى بالهادي . فبقي سنة وشهرا ، ثم توفي .

    وقام بعده أخوه هارون المسمى بالرشيد فبقي أكثر من عشرين سنة ثم مات . وقام بعده ابنه المسمى بالأمين – وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور – وبقي نحو ثلاث سنين . ثم قتله عسكر أخيه المأمون .

    وقام بعده المأمون . وهو الذي جر على المسلمين كثيرا من الفتن في العقائد . فترجم كتب اليونان في الفلسفة . وأظهر القول بخلق القرآن وألزم الناس القول به وامتحن الإمام أحمد وغيره من الأئمة رحمهم الله في ذلك .

    سبحان الحي الذي لا يموت

    #303050
    أبو ناصر
    مشارك

    الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وكان الفراغ من نسخ هذا الكتاب الشريف يوم الأربعاء لإحدى عشرة خلت من شهر رجب سنة 1309 على يد الفقير إلى ربه سليمان بن سحمان . غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات . اللهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم . وكان الفراغ من تصحيحه ومراجعته على الأصول جهد الطاقة . وتمام طبعه بمطبعة السنة المحمدية في يوم السبت الخامس عشر من شهر شوال سنة 1375 من هجرة خاتم المرسلين وإمام المهتدين محمد صلى الله عليه وآله أجمعين . وأسأل الله أن يجعلني واياكم من آل هذا الرسول وحزبه المفلحين في الدنيا والآخرة .

    وفق الله الجميع

    سبحان الحي الذي لا يموت

مشاهدة 4 مشاركات - 181 إلى 184 (من مجموع 184)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد