الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان كيف ترى الله..الحلقة الثانية..علم الله الواسع وابداعه فى الخلق

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1039068

    السلام عليكم ور حمة الله و بركاته

    مشكور أخى على الموضوع

    بارك الله فيك

     إقتباس الرد:”ubbcode-body”> قال تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إني أعلم ما لا تعلمون} البقرة30…. وسياق هذه الآية الكريمة فيما يخص أمر الملائكة، يدل على معرفتهم المسبقة بأن هذا الخليفة الجديد على الأرض (الإنسان ) من طباعه القتل والفساد وسفك الدماء، فمن أين للملائكة هذه المعرفة المسبقة بأحوال الإنسان؟ على العلم بأن الملائكة لا يعلمون شيئا إلا ما علَّمه الله لهم، وذلك في قوله تعالى{ قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم} البقرة32…. كما أنَّ الله تعالى في هذا الوقت بالتحديد لم يكن قد أتم خلق الإنسان، وهذا يستدعى الإشارة إلى أنَّه قبل خلق الله للإنسان، كان الله -عز و جل- قد خلق بعلمه وقدرته مخلوقا آخراً شبيها بالإنسان، وقد أسكن الله هذا المخلوق فى الأرض، وهذا المخلوق الذي سكن الأرض قبل آدم، أفسد في الأرض، وسفك الدماء، ومن معاينة الملائكة لأفعال هذا المخلوق وإفساده في الأرض، استقت الملائكة هذه المعرفة المسبقة بما يمكن أن يؤول إليه حال المخلوق الجديد (الإنسان )؛ ويدعم هذا الرأي ما توصل إليه الباحث الهولندي دبواس في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، حيث عثر على بقايا حفرية لمخلوق شبيه بالإنسان، وهو ما يسمى بالإنسان المنتصب، وقد اكتشفت حفريات أخرى للإنسان المنتصب في كل من جاوا والصين، وكانت أمخاخ هذا المخلوق الشبيه بالإنسان مختلفة بصورة كبيرة عن الإنسان الحالي ،الذي يفكر ويميز ويختار، والله أعلى وأعلم.

    لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :
    القول الأول :
    أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .
    روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
    ( أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا )
    وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :
    ( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )

    القول الثاني :
    لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم .
    وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :
    ( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )
    يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في “التحرير والتنوير” (1/228) :
    ” تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي ” انتهى .

    أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .
    يقول ابن كثير في “البداية والنهاية” (1/55) :
    ” قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم ” انتهى .

    و الله تعالى أعلم

    تحية طيبة

    #1039488

     صاحب المشاركة : مهرة الشرق”ubbcode-body”>

    السلام عليكم ور حمة الله و بركاته

    مشكور أخى على الموضوع

    بارك الله فيك

     إقتباس الرد:”ubbcode-body”> قال تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إني أعلم ما لا تعلمون} البقرة30…. وسياق هذه الآية الكريمة فيما يخص أمر الملائكة، يدل على معرفتهم المسبقة بأن هذا الخليفة الجديد على الأرض (الإنسان ) من طباعه القتل والفساد وسفك الدماء، فمن أين للملائكة هذه المعرفة المسبقة بأحوال الإنسان؟ على العلم بأن الملائكة لا يعلمون شيئا إلا ما علَّمه الله لهم، وذلك في قوله تعالى{ قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم} البقرة32…. كما أنَّ الله تعالى في هذا الوقت بالتحديد لم يكن قد أتم خلق الإنسان، وهذا يستدعى الإشارة إلى أنَّه قبل خلق الله للإنسان، كان الله -عز و جل- قد خلق بعلمه وقدرته مخلوقا آخراً شبيها بالإنسان، وقد أسكن الله هذا المخلوق فى الأرض، وهذا المخلوق الذي سكن الأرض قبل آدم، أفسد في الأرض، وسفك الدماء، ومن معاينة الملائكة لأفعال هذا المخلوق وإفساده في الأرض، استقت الملائكة هذه المعرفة المسبقة بما يمكن أن يؤول إليه حال المخلوق الجديد (الإنسان )؛ ويدعم هذا الرأي ما توصل إليه الباحث الهولندي دبواس في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، حيث عثر على بقايا حفرية لمخلوق شبيه بالإنسان، وهو ما يسمى بالإنسان المنتصب، وقد اكتشفت حفريات أخرى للإنسان المنتصب في كل من جاوا والصين، وكانت أمخاخ هذا المخلوق الشبيه بالإنسان مختلفة بصورة كبيرة عن الإنسان الحالي ،الذي يفكر ويميز ويختار، والله أعلى وأعلم.

    لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :
    القول الأول :
    أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .
    روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
    ( أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا )
    وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :
    ( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )

    القول الثاني :
    لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم .
    وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :
    ( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )
    يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في “التحرير والتنوير” (1/228) :
    ” تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي ” انتهى .

    أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .
    يقول ابن كثير في “البداية والنهاية” (1/55) :
    ” قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم ” انتهى .

    و الله تعالى أعلم

    تحية طيبة
    شكرا أختى الكريمة على مرورك الكريم
    وشكرا على معلوماتك القيمة
    تقبلى تحياتى
    محمد الخطيرى

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد