الخال أو الشامة فسرها الأطباء على أنها خلل في نسيج الجلد، يكون إما على شكل نقطة سوداء ناتجة عن زيادة في الصبغة اللونية في بعض خلايا الجلد، أو بقعة داكنة تسمى أحيانا وحمة ناتجة عن نشاط زائد في الشعيرات الدموية، أو تكون على شكل دمل أو بثرة.
و اعتبرت الشامة في القرنين الماضيين من علامات الجمال, فكان يطلق عليها اسم طابع الحسن, و كان النساء يلصقن أو يرسمن بالقلم الأسود شامات صناعية على وجوههن قرب الفم أو العين عادة، وما زالت هذه الموضة تجتاح المجتمعات النسائية.
تقول سمية شكر (ربة منزل) حبة الخال علامة من علامات الجمال، وقد برزت الشامة أو حبة الخال في العديد من وسائل الإعلام عبر الفنانات اللاتي استخدمن حبة الخال كوسيلة للجمال، وأصبحت الكثير من السيدات يتطلعن إلى حبة الخال الموجودة في وجه سميرة توفيق أو هيفاء وهبي أو نوال الزغبي، وغيرهن من الفنانات، باعتبارها علامة جمال، وأصبحت هناك رغبة حتى في إيجاد حبة الخال، حتى لو لم تكن موجودة برسمة.
وأضافت سميرة عسيري (طالبة في كلية التربية للبنات بأبها) عمل حبة الخال أو الشامة أصبح من الأمور الطبيعية التي تسعى الفتيات لعملها، إما باستخدام الكحل أو الالينر أو التاتو، فالكثير من الفتيات يعتبرنها من علامات الأنوثة، وهناك من تفضلها على الوجه، وأخرى على الحاجب أو على الرقبة، وكثير من الأقاويل تتحدث عن معاني حبات الخال ومنها القول إن أسفل الحاجبين وأسفل العين دليل على الرومانسية، و في منتصف الجبهة يدل على حب السيطرة، وفي أعلى الخدين دليل على اللطف، وأسفل الوجنتين دليل على المرح، وأسفل الفم دليل على حب التألق، وفي منتصف الذقن دليل على الرزانة، وعلى جانب الأنف دليل على اللامبالاة.
وتقول خبيرة التجميل اللبنانية يمن كامل عز الدين هناك إقبال كبير على عمل تاتو لحبة الخال أو علامة الحسن، وخاصة في الفتيات من عمر 18 فما فوق، والتاتو عبارة عن وشم ينفذ على شكل حبة الخال ويستمر لمدة 5 سنوات، ويتم بآلة معينة اسمها التتواج وأنا أقوم بعمل تاتو للخال على رأس الخد أو على الحاجب أو فوق الشفة أو على الصدر والرقبة.
وأضافت أن العديد من الفتيات يطلبن أن تكون الشامة أو حبة الخال مثل المطربات هيفاء وهبي أو نوال الزغبي أو غيرهما من المطربات اللاتي يضعن التاتو على وجوههن، والهدف من ذلك لفت الأنظار وإثارة الانتباه.
وعن ألوان التاتو لحبة الخال قالت عز الدين اختيار حبة الخال يكون تبعا للون البشرة وشكل الوجه وقصة الشعر، وغالبا ما يتم استخدام اللون الكستنائي الغامق أو الفاتح أو البني بدرجاته، واستخدامي للون الأسود يكون نادرا، لأن اللون يكون صارخا، وأفضل الألوان الكستنائي والبني، مشيرة إلى أن هناك إقبالا شديدا على وضع رسومات تاتو على الكاحل أو اليد، إضافة إلى إقبالهن على رسم التاتو للحواجب.
وعن المادة التي يتم وضعها في التاتو قالت إنها مادة خاصة تباع في الأسواق بألوان متعددة، ومنها البني والكستنائي، ويتم وضعها تبعا لرغبة الزبونة وتبعا لطبيعة البشرة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الكثيرات لعمل حبة الخال، ترفض بعضهن وجودها ويلجأن للجراحة التجميلية للتخلص منها، ويقول استشاري جراحة التجميل الدكتور أشرف الحيني من العمليات الشائعة التي يقوم بها هي عملية استئصال حبة الخال أو الشامة، إما من خلال العملية الجراحية، أو عن طريق الليزر، والليزر يفيد في العديد من الحالات، ولكن من المهم استشارة طبيب الجلدية قبل استئصال الشامة.
وأضاف أن الطب التجميلى تطور في إنجاز عمليات إزالة الحسنة والشامة، والتي قد تطلبها السيدات أو الرجال الذين يشعرون أنها تشوه خلقتهم، وعملية استئصال الشامة أو حبة الخال تتم باستئصالها بذاتها دون تشويه المكان المحيط بها، مشيرا إلى أن العديد من المريضات يلجأن إلى الجراحة لإزالة الخال، حيث تكون المرأة متضررة من مكانها أو كبر حجمها أو رفض الزوج لحبة الخال، أو وجودها في مكان غير مناسب من الوجه.
وقال إن هناك أشكالا لحبة الخال، فبعضها يولد الإنسان بها، والبعض الآخر يظهر مع تقدم العمر، وحذر من حبة الخال التي تظهر وتكبر في الحجم، وقد تكون بها حكة أو نزيف، مبينا أن في هذه الحالة لا بد من مراجعة الطبيب، لأنها تكون في أغلب الأحوال ورما سرطانيا حميدا لا بد من استئصاله، لأنه يؤثر على الأنسجة، ومن المهم استئصاله وهو صغير في الحجم، لأنه إذا كبر وتم استئصاله يؤدي إلى تشوه في الوجه أو المكان.
وقال الحيني إن هذه الحالات للشامة أو حبة الخال غير الحقيقية تظهر غالبا في عمر يزيد عن 40 سنة فما فوق وتكبر ويزيد حجمها وغالبا ما تكون في الوجه أو قريبة من العين أو الجفن محذرا من تجاهل مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أنها غالبا ما تصيب أصحاب البشرة الفاتحة.