الظاهر إنك تعاني من نفس معاناتي وهي غدر الحبيب وجفائه عنك بعد مدة وأنا بصراحة أبكتني ها الكلمة لكن لما قرأت موضوعك أضحكتني

جاسم .. مساء العطور القديمة ..

شدني عنوان موضوعك .. ظننت أن جاسم آل محمد قد طرح نكتة في مجلس الثقافة و قد دعانا لكي نشاركه البسمة .. و لكنني تفاجأت عندما دخلت لأرى بعض الكلمات المتقاطعة .. طرحت كلمة ( حب ) من منظورك و تجربتك .. أظن جازما أنك قد ضحكت باكيا يا عزيزي ..

أخي جاسم .. تحمل كلمة (حب) معاني مختلفة .. و ذلك لسبب بسيط و هو أن الناس ليسوا سواء .. لكل شخص نظرته لهذه الكلمة من واقع حياته و تجاربه ..

دعني أخي جاسم أطرح وجهة نظري الخاوية حول كلمة (حب) .. الحب في قاموس الملك الكندي يحمل معاني متقاطعة و متشابكة .. الحب يا عزيزي هو انعكاس لواقع يعيشه كل شخص .. فأحيانا يكون للحب ردة فعل حية و أحيانا تكون ردة الفعل ميتة ..

دعنا نناقش أولا ردة الفعل الحية .. فبإمكان شخص أن يحب فتاة ما و يسعى جاهدا ليكسب ودها .. و عندما ينجح في كسب الود يكون حبه قط أعطى إنعكاسا إيجابيا .. بمعنى أن ردة الفعل حية .. و بهذا يكون الحب في هذا الجزء حبا متبادلا .. يكمن فيه التفاهم و التفهم إلى أبعد الحدود .. هنا يصبح المحب و الحبيب على درجة عالية من السعادة التي لا تشوبها العواصف المدمرة ..

أما ردة الفعل الثانية و هي ردة الفعل الميتة .. فتصور وجود محب مهووس بحب فتاة و يحاول بشتى الطرق بأن يجعلها تلتفت إليه إلتفاتة بسيطة تعبر عن الرضى .. و لكن بعد محاولاته البائسة لا يلقى سوى الصدود و الإبتعاد .. هنا يجب على المحب أن يسلم و يستسلم .. فليس الحب بالأمر الذي يجبر عليه إنسان .. فإن طابت له .. فهو لم يطب لها .. فعليه بالإبتعاد عنها كي لا يسبب لها ألما أو إحراجا و أو حزنا .. و لو كان في ذلك حزنا له و كسرا لقلبه .. فهذه هي صفات المحب الحقيقي الذي يمعنه الحب أن يؤذي حبيبه ..

هذا بعض ما أردت أن أكتبه لك يا عزيزي و لك أن تعذرني على التقصير .. و السلام ختام ..

مع تحيات ملك لا يحب و لم يحب و لن يحب ..