إن الخطوة التي تخطوها السلطنة في استطلاع الأهلة القمرية وما يصاحب ذلك من خطوات شرعية وعلمية كان له أثره الكبير في الاطمئنان إلى دخول الأشهر عن بينة ويقين علمي كان على الدوام محط إعجاب الجميع.

إن إشادة مجلس الوزراء بصدقية دخول الشهر والخطوات الشرعية والعلمية المعمول بها في سبيل ذلك، وإشادة وتصديق مجلس الشورى الذي يمثل الشعب العماني، وما أكد عليه علماء الفلك في مختلف البلاد الإسلامية إنما يعد انعكاسا على مصداقية النهج العماني ووضوح رؤيته وهو دليل آخر على عدم تعطيل العقل والاستفادة من معطيات العلم الذي بنت عليه عمان حضارتها على مر التاريخ.

إن الثقة باللجنة الرئيسية المشكلة لاستطلاع رؤية هلال ذي الحجة، وبفروعها في مختلف ولايات السلطنة نابع في المقام الأول من مبدأ الشفافية المعروف عنها وعن جلساتها المنقولة على الهواء مباشرة إضافة إلى تمسكها بالجانب العلمي والمتمثل في علم الفلك والذي كان على الدوام مساندا قويا للجنة ومتطابقا في مرئياته القائمة على العلم مع مرئيات اللجنة الشرعية التي لا تنقصها الرؤية العلمية أيضا.

وإذا كانت الحضارات تبنى على الدوام بعقول العلماء وبتفعيل العقل وعدم تعطيله فإن السلطنة تبنت هذا الجانب بإيمان قوي وبرؤية مستقبلية ما جعلها محط إعجاب الكثير من العلماء فاحترام العلم وتقديسه هو احترام للعقل الذي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياه لنتدبر به عجائب السماوات والأرض.وهذا التمازج مع العلم في المنظومة العمانية لم يطغ على الجانب الروحي والديني وحتى التاريخي بل كان العلم على الدوام منطلقا من أساسيات الدين والروح والتاريخ والتي لا يشك عاقل في توافقها مع العلم.
ومن ذلك التمازج كانت لجنة استطلاع الأهلة تعمل سواء في استطلاع هلال الحج أو هلالي رمضان وشوال ما جعل رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة يصف السلطنة بأنها أكثر دول العالم الإسلامي مصداقية في مسألة تحري أهلة الأشهر القمرية . وهذا الوصف لم يصدر من عالم فلكي يمثل نفسه فقط بل صدر من عالم يمثل كافة علماء الفلك في العالم الإسلامي.

إن أمر التشكيك في تقرير لجنة استطلاع هلال ذي الحجة صار بعد أن أيده الشرع والعلم كمن ينكر الشمس في رابعة النهار أو كمن يحاول أن يغطي الشمس بغربال . وفي هذا السياق فإن السلطنة لم تكن الدولة الوحيدة التي ترصد الهلال وحدها دون الاعتماد على تقرير لجنة أم القرى فهناك دول إسلامية عدة تحرت الهلال بالطرق الشرعية والعلمية وتوصلت إلى أن الدخول الشرعي والعلمي للشهر في بلدانها كان يوم الأحد ومنها المغرب وإيران وباكستان وأجزاء من العراق وغيرها كثير . حتى أن تقويم الجمعية الفلكية بالقطيف بالمملكة العربية السعودية يتوافق مع رؤية لجنة الأهلة بالسلطنة وكان بيان الجمعية واضحا قبل الرؤية وبعدها حيث لم تستطع الجمعية رصد الهلال بأحدث التلسكوبات يوم الجمعة قبل الماضي أي ليلة الرؤية في السلطنة. وإذا كان ثمة جدل عقب ذلك فهو جدل لا ينبني على الأسس العلمية للعقل والمنطق.
هكذا كانت عمان على مر التاريخ تحترم العلم والعلماء وهكذا أراد لها صاحب الجلالة ــ حفظه الله ــ أن تستمر ناشرة ثقافة العلم والتسامح والإخاء في الداخل والخارج وهما معين لوهج السلطنة ومكانتها العالمية التي نفخر بها جميعا. وكل عام وجلالة القائد والشعب العماني والأمة الإسلامية بخير ومحبة وسلام.

نشكر القائمين على استطلاع الهلال .. والجهود المبذوله على الدوام لتطمين المواطن .. وهذا دائما نهج حكومتنا الرشيده …

كذلك .. فتقرير الرؤيه من عدمها لا يتعلق بفرد واحد يفرض آرائه على الأخرين .. بل هي لجنة مختاره من افذاذ بلدنا هذا ..

فكفى جهلا .. وليحكم البعض لغة العقل بدلا من الأنجرار وراء امور لا منطقيه …

** شكـــــــــــــــــــــــــــرا لكم**