زارني احد اصدقائي في بيتي هنا في اربد الاردن ( وهو ليس عماني )

وقدمت له رطب عماني ( نغال ) وانتم تعلمون ما ستكون حال تلك الرطبات اللتي جائت من عمان الى هنا ثم اني اخترت افضلها في اول يوم واكلتها ….. وما بقي تركته في الثلاجة .. وهو ما قدمته لصديقي اليوم …

اختار واحدة اعتقد انها الافضل واكلها .. ولم يتردد في انتقادها قائلا : ليست بذلك الطيب الذي اعتقدته …. اعتقد ذلك بسبب فرحتي لدعوته واصراري على تذوق ( الرطب )….

كدت اقول له ان ( النغال ) هذا ليس من اجود التمور عندنا فهناك ( الخلاص والخصاب والخنيزي وووو ) والعديد العديد من النخيل التي تثمر الذ التمر ….

وكدت اقول له انني ( في عمان ) لم اكن آكل هذا النوع من ( الرطب ) اذ انه ياتي في البداية فاستمر على التمر حتى ياتي ما هو اطيب من غلال النخيل …

كدت اقول له ذلك لولا ان تداركني نعمة من ربي .. فاستذكرت كم انا سعيد بهذه (الرطبات ) القليله التي بين يدي هنا في هذا البلد الذي لا ينبت فيه النخل … استذكرت كم كنت سعيداً عندما اتاني به ابن عمي قبل يومين وكيف اكلته بكل شراهه ….

… وتلامسني شعور عجيب وانا امضغ ( رطبة النغال تلك ) وكانني بين السواقي والنخيل في بلدي ، تلمّسني ذلك الشعور الجنائني ….

واستذكرت كل اطفال بلدتنا ( من كانوا اطفالاً ) كل الالوان كل الاحاسيس والروائح عندما كنا نمشي بين السواقي تلامس اقدامنا العارية الماء ونطال بعض اوراق الشجيرات … واستذكرت فرحة مصادفة (رطبة نغال ) ساقطة من عذقها كانما منزلة من السماء إلي فآكلها كانما آكل كل اطياب الجنة ….

استذكرت خرير الافلاج .. علو النخيل التي ( وانا صغير ) لم اكن اضن ان هناك شيء اطول منها

واستذكرت واستذكرت … لا استطيع ان اكتب كل ما مر بي في تلك اللحضات … كل ذلك مر بي بسرعة البرق بين كلمته ( ضيفي ) وإلتفاتتي إليه لألقي عليه جوابي على ما قال ..

قلت له بابتسامة ملاها الرضى : الحمد لله