الرئيسية › منتديات › مجلس التعليم العصري › انا وبائعة العلك
- This topic has 14 رد, 11 مشارك, and was last updated قبل 21 سنة، 4 أشهر by الملك الكندي.
-
الكاتبالمشاركات
-
13 يونيو، 2002 الساعة 2:08 م #10540venosمشارك
زارني احد الاصدقاء من السلطنة ………. وقد مكث عندي لعدة ايام تجولنا خلالها في ربوع الاردن الجميل …….
وفي احدى الليالي ونحن نمشي في شارع الثلاثين باربد ( بعد الثانية عشر من منتصف الليل ) قررنا الجلوس في احد المقاهي على ارصفة الطريق لتناول الشاي ونرقب حركة الناس كشيء من المتعة ….
مرّت علينا طفلة تبيع العلك ( اللبان ) ربما لم تتجاوز الرابعة من العمر … ذات وجه ناحل مشرق ابيض وجسم ضعيف وشعر اسود طويل … كانت جميلة حقا … وينتشر الاطفال باعة العلك والشوكولاة كثيرا ايام الصيف … والحقيقة اننا نتعامل معهم معاملة (الشحاتين )اقتربت الطفلة من الطاولة التي نجلس عليها … وبما ان صاحبي كان يرتدي اللباس العماني اشارت اليه
قائلة : اشتري …
ورغبة مني في ان اريه كيف يتعامل مع هذه الفأة من الناس وخوفا مني ان يعتاد يعطيهم ( لاننا بصراحة لن نتخلّص الواحد ياتي بالثاني وهكذا ) .. رددت عليها بسرعة
قائلا ( بلهجة تشبه لهجتها ) : بدناش اي لا نريد
الغريب انها وبدون اي مزايدات انسحبت بهدوئها الغامض تنظر الى الرصيف وهي تسر الى ادنا الشارع …
ساد بيني وبين صاحبي صمت غريب … كنت اتضاهر انني افكر في اموري الخاصة .. لكن الحقيقة ( والحق يقال ) انني كنت افكر بتلك الطفلة .. صورتها .. صوتها الرخيم.. بساطة نظراتها .. انسحابها الهادءالجميل كل شيء فيها يجعلني ابكي ( لماذا تصرفت هكذا ؟؟) يجعلني ابكي من الداخل ..ولكي اغطي انفعالي ذاك تناولت كوب الشاي وانا اضع رجل على رجل واخذت رشفة … لم يكن للشاي اي طعم !! ادركت اني اكذب على نفسي ، اني حزيننٌ فعلا على الموقف الذي ارتكبته …
ياااهـ كم من فكرة مرة في بخاطري تلك اللحضات … تذكرت اطفالنا .. تذكرت عائلتي .. وتذكرت نعمة النفط … وكل شيء يدفعني اكثر واكثر الى البكاء
وكعادتي تماسكت كما يتماسك باقي الرجال في اللحضات المريرة .. وفتحت موضوعا مع صاحبي لاشغل افكاري …بعد نصف ساعة ، نظر صاحبي خلفي وتهلل وجهه كأنما رأى احدا ينتظره …
نظرت الى حيث ينظر فاذا بالطفلة قادمة من نفس الطريق الذي ذهبت منه .. تحمل كيسها الاسود …
نظر الي وقال : ساشتري واحدة … ساعطيها هذا واخرج من جيبه نصف دينار
(نصف دينار ما يعادل ماتان وخمسة وسبعون بيسة ) اي اضعاف مضاعفة لقيمة العلك اذ لم يكن يساوي عشرة او عشرين بيسة …..
بادلته بنظرة رضاً مشيراً اليه بالموافقة … ولو اني كنت اتمنى ان اعطيها دينارين او حتى ثلاثة من شدة اشفاقي …لكني ولكي لا يشعر هو بما اكنه فعلا في قرارة نفسي قررت ان اكتفي بما سيعطيها هو اياه …..الغريب انها عندما وصلت ناحية طاولتنا لم تلتفت حتى علينا !!..
ناداها صاحبي مشيرا اليها بالعملة المعدنية قائلا : خذي اريد واحدة
اقتربة بكل هدوئها ورقتها ونفضت كيسها الاسود قائلة : نفّجت اي انفقت كل الكمية ولم يعد لدي ما ابيعة ….
المسكينة …
بكل بساطتها ظنّت اننا نريد ان نشتري ، لم تكن تعلم اننا مشفقيت عليها واننا انما اردنا ان نتصدق ( فقط ) عليها
بكل بساطتها تضن انها بائعة .. لم تكن تعلم انها مجرد شحاته جميلة .. صغيرة …
ياااهـ قالت كلماتها تلك بكل حزن ومرارة ، كانما تقول اريد ان استريح اليوم … اريد ان انام … قالتها وكانها تقول لِمَ لم تاتوا من قبل لتختصروا علي الوقت .. قالتها وكانما تخاف ان يبدأ فصل آخر من البيع لا ينتهي الا عند الصباح ( وماذا بيننا والصبح )
…..
ادارت عيناها الواسعتان الصافيتان الى اسفل الرصيف لتستدير مواصلة طريقها ….
ناداها صاحبي مجدداً : خذي لا اريد … لا اريد علك
نظرت اليه كانما تقول له ( هل تعني ما تقول ) … ثم ادارت نظراتها اليّ كانما تخاف ان اعيد عليها ما قلته من قبل …. وكم احزنتني نظراتها اليّ تلك … لا لا انا لست كما تعتقدين ، انا لست قاسيا ، انا مثلك بسيط وحزين …( كذلك كان حالي من الداخل يقول )
وتداركت نظراتها وقلت لها : خذيها ماما
…
اخذت النصف دينار وتفقدته وهو يملأ معظم يدها الصغيرة وكانها اكبر عملة حصلت عليها ….. وانصرفتلا تصدقون كم سررت تلك اللحضة وكيف غدى وجهي فرحاً بشوشاً
لكن …… ضلت صورتها تراودني كل حين وكل ساعة صرت ابحث عنها بين الليالي والظلمات … لاعثر عليها في المقاهي المفتوحة وفي الارصفة المتسخة ، في الشوارع ….. صرت القاها احيانا تبيع بين الجالسين في مقاهي الطريق فاقدر اين سيكون طريقها لانتظرها هناك …. واحيانا كنت اجدها وهي تسترق الوقت لتستريح في الظلام بين البنايات من عناء ما تلاقي من المشي .. فاسارع لاشتري لها شيء افرحها به لتاكلة ( وكانني اذكرها بالاكل ) … كم اكون سعيدا عندما اعثر على تلك الطفلة الضائعة … التي لا تتمتع بطفولتها بل لم يكن لديها طفولة … في هذا الزمن الرائع زمن كل الحقوق ………….كل ما اخشاه انها تعطي كل ما تحصل عليه ( ولفرط بساطتها ) الى من يرسلها الى هنا وهو يرى من وجهها هذا تجارة رابحة ……….
كل ما اخشاه (( هو انني اساعد على استمرار مأساتها ))[big] ساعدوووووني [/big]
16 يونيو، 2002 الساعة 7:29 ص #370878أنثى عربيةمشاركvenos…
( لاننا بصراحة لن نتخلّص الواحد ياتي بالثاني وهكذا ) .. رددت عليها بسرعة
قائلا…بدناش..
تخلص من هذا الخوف الذي كان يلازمني ايضاً لا تفعل شيئاً سوى النظر إلى الاقدام الصغيرة التي جرحتها الايام و أدمتها طرقات المدينة وظلمتها الايادي الرافضة و حطمتها الايدي السوداء التي تسرق طفولتها البريئة و ما جمعته بيوم عصيب…
انا لا أشجع التسول..لكنها لا تشحذ انها تبيع و ان رأيت ان ما تبيعه لا يستحق حتى النظر إليه على الاقل هي لا تأخذ المال دون مقابل…إلا اذا أصر (الزبون)يعني انك زبونها في نظرها و صديق..
لا تشتري من تاجر آخر
ذكرتني بفتاة العلك التي تبيع عند الجسر فهي رائعة الجمال و الجمال و الجمال…عندما طلبت منها اخذ المال دون ان آخذ منها العلكة أسرعت عندما فتحت الاشارة و قذفت بالعلكة داخل السيارة…ما اقصده ان الكثير منهم له عزة نفس و ان لم يجد ما يعتز به سوى انسانيته المهدورة…انا اقول لك لا تعطي إلا من لديه ما يبيعه …اما التسول هو ان يأكل احدهم من وراء عرق طفلة صغيرة هذا هو التسول بعينه..
مع تحياتي
فتاة من كوكب الزهرة…………………………….
واتهم الامطار و اتهمني اما انا سأكتفي بدمعي و حزني…
فالصمت كبرياء… و الحزن كبرياء…17 يونيو، 2002 الساعة 12:15 ص #370901venosمشاركيال الهم الذي يراودنا
اننا نرى الضدين معاً
نرى الضلم الذي يقع عليها وعلى امثالها نرى الطفولة المسروقة … نرى التهام ما تجمعه من عرق جبين بدون وجه حق … واننا نوصل ما نعطيها اياه إليهم باجمل طريقة وابشع اسلوب
انها الطفلة الجميلة طريقنا وطريقهم لايصال هذه النقود اليهم
انها الطريقة البشعة التي تهدر بها طفولة طفلة وتهان بها براأة انسان …اننا دائماً نوضع بين هاتين النارين ….
اما ان نعطيها .. فنعطيهم .. ليتمادوا في استغلال هذا الكائن الجميل البريء ويعذبونه يهينونه الى اقصى حد ..
او اما ان لا نعطيها فنستمتع برؤيتها تحت اشعة الشمس الحارقة .. حافية القدمين .. وفي عمق الضلام جائعة وتستجدي المشترين …اي بائعة ؟؟
بائعة لا تدري انها شحاته
شحاته ليس لنفسها ولا من اجل لقمة خبزة ….
بائعة وشحاته من اجل درجة الثراء لمن لا يستحق حتى العيش ……..وهنا الضائع بين النارين ينادي : ساعدوني !!
انه
14 يوليو، 2002 الساعة 3:05 م #372837الوميض الابديمشاركهلا اخي فانوس لا ادري لما احب ان اناديك هكذا فتحملني , ( ادري ثقيل دم)
انت في الثلاثين و انا اعلى شارع الجامعة ارى طفل هناك عالقا يبيع العلكة ايضا لكن لا ادري و كأن هناك شي به يجذبني اليه …… هل هي الشفقة او هو اعجابي به لتصميمه على بيع جميع العلكة التي معه او وجه البهي……..عندما اراه يشرق وجهي و كأني اعرفه من زمن حتى كدت أظن ان هناك صداقة بيني و بينه …..فكلما ذهبنا الى هناك ورايته نجمع نحن له ما نستطيع و نهديه اياه لكن بالمقابل يأبا ان لا نأخذ منه العلكة………..
و بيوم من الايام ذهبت الى شارع الثلاثين برفقة اصحابي للعشاء و كانت في حدود العاشرة و اثناء طلبنا فجاء التفتت الا و هو بجانبي و قلت ( و انته هنا) من المفاجئة …..قال :اه انابشارع الجامعة و هون…….فأعطاه واحد من اصحابي و اعطاه العلكة و ذهب يكمل مشوار حياته التي كتبت له بالشقاء و هو صغير…………
23 يوليو، 2002 الساعة 8:08 م #373598عاشقة الحريهمشاركالسلام عليكم:
والله الموضوع صدق نراه يوميا ونتاثر به لاننلا نتخيل ماذا لو كنا مكانهم او تعيشنا معيشتهم
فلذلك لك حق ومن الاخلاق ما فعلته انت وصديقك مع الفتاه24 يوليو، 2002 الساعة 9:59 ص #373653venosمشاركصديقي الوميض …
للاسف ان ما تعتقده من ان هذا الطفل مصمم على بيع كل العلك واعجابك بهذه المثابرة فيه …
فانا لا اعتقد انها نابعة من شعور حب امثابرة اكثر من كونها تنفيذ لاوامر قسرية تجبره على البيع باجتهاد والا سيتعرض للمسائلة وربما العقاب الشديد …
العقاب الشديد اكثر من ان يضل خارج البيت طوال اليوم في الشمس والجوع والاهانه …وما لا اتخيله ..
ربااااه
5 أغسطس، 2002 الساعة 11:27 ص #374503الهامورمشاركدائما ما يكون الاطفال هم الذين يعانون من المشاكل العائليه او ظروفهم
مسكينه هذه الطفله تحسب انها كانت ببيعها للعلكه بانها تتاجر و هي لا تعلم ان عملها هذا اشبه بالشحذ
و لكن ربما تكون عائله هذه الطفله فعلا محتاجه لهذ النقود التي يجنيها ابنائهم
و في الطرف الاخر ربما العكس توجد فئه من الناس تحرض ابنائها على مزاوله مثل هذه المهن على انهم
في امس الحاجه لها و في الحقيقه هم في غنى عنها.منذ فتر اتى شخص لبيتنا و اراني شهاده ان اخيه معاق و ان اخته بها مرض خطير و يريد معالجتهم
فطلب مني بعض النقود. انا لا اعرفه لكنه اراد ان اتصدق عليه اعطيته ريالين من كثر ما انفطر قلبي على حالته
و لكني لاحظت شيئا غريبا لقد كان يرتدي ساعه رولكس لقد ادهشني المنظر لكني لازمت الصمت فلم احرجه واكتفيت بالاندهاش و بقيت صامتا الا ان توارى عن انظاري.
2 سبتمبر، 2002 الساعة 6:18 م #377256رمانةمشارككم انته قاسي يافينووووس ..ياويلك من ربك …يعنى عاد ماحسيت بالذنب الا بعدييييييييين ..انا مستغربه ليش اطلقت عليها لقب شحاته..يعنى البنت ماجات وطلبت منكم نقود ..بل عرضت عليك بضاعه حابين تشترو منها اهلا وسهلا وكنتو فعلتو الخير فيها والله يجازيك احسن الجزاء..حتى لو كنت من اللى مايفضلو يلوجو لبان ..بس ياخى سوي معروف ولو مجرد مجامله… .هذا النصف دينار الذي انفقته في حق ثمن للعلكه بالنسبه لك لاشىء ولكن بالنسبه لها شىء كبير .بس تعرف نوبه زين يوم القدر جمعكم مره ثانيه والحمدالله انك اعدت البسمه في تلك الطفله البريئه ..وكما قلت الحمدالله رب العالمين انه حنوه عايشين في خير ونعمه والله مافيه احسن من الاستقرار والامان في وطننا الغالى عمان.
اقول فينوس اذا مثلا صادفت الطفله مره ثانيه اشتري كل الكرتون مال العلك انزين ولاه تخاف ارسل الفاتوره الى الجبل الاخضر وبعدين بحاسبك .
2 سبتمبر، 2002 الساعة 7:02 م #377259venosمشاركاخي العزيز الهامور … ما عليك من الساعة يمكن تكون تقليد
بس تعرف وين المشكلة ببيع الاطفال … انا متاكد ان اهلها هذي البنت مثلا فقراء ومحتاجين والا لما ضحو بابنتهم … لكن السؤال المحير هل هي تعمل لصالح اهلها ام لاشخاص اخرين باثمان بخس ترد الى اهلها
2 سبتمبر، 2002 الساعة 7:25 م #377260venosمشاركرمانه اشكرك على كل هذه المشاعر .. واتمنى ان يثيبك الله عليها ( ان كانت صادقة )
صدقيني انا قلبي طيب وحنون لكن نضطر نكون شريرين شوية ونقسي قلوبنى في الغربة لانه الحياه خارج عمان غير داخلهالكن لك علي لما القاها اقولها تسلم عليكي رمانة الجبل وهذا دينار من عندها
17 سبتمبر، 2002 الساعة 12:07 م #378293عنتر بن شدادمشاركعزيزي فينوس أيها الغائب من زمن الديمقراطيه ومن أزمنه الاقطاعيين وعصر الطبقات ؟؟
لم أرك منذ ذاك الحين .. وعلى صعيد قصتك المثيره
لا أعلم هل سأضيفها من ضمن حكاوي العبره أم التسليه
ولكنها محايده تماما عما قرأت وشاهدت
لربما سأمنحك الوقت للتمييز بين الأشفاق والرحمه
فهناك فرق بين هاتين الكلمتين
فالاشفاق هو حال تلك الفتاه التي تحمل كيسها بائعه علكه
وبالطرف الاخر من الزقاق رب عملها ينتظرها بكيس أخر ..الرحمه على رب عملها .. فكيف له القلب الحاقد الذي لا سيوله الرحمه ولا نبره العزه من عليه
فالواجب المطروح أمامك .. أن تشتري في حين ما وددت علكه أو أن تغيير مكان جلوسك كي لا تتعرض لوجهها من جديد
علما بأنك ستلاقي العشرات من هذه الحاله بالاردن وغيرها من الدول العربيهفهذا نداء لآهل المناصب والمراكز .. لآن يعتبروا قليلا ويروا أين أطفالهم .. عموما هو نداء إلى اليونيسكو:)
وشكرا عزيزي فينوس
24 أكتوبر، 2002 الساعة 9:25 م #381386خالدمشاركالسلام عليكم ..
الاخ venos .. طيب الله اوقاتك ..
إثناء تجوالي للتدقيق على مجالسنا توقفت عند محطة مجلس المغتربين هذا ..
وللأمانة هذه ثاني أو ثالث زايارة لي هنا “لا أذكر” .. عموما ..
شدني عنوان موضوعك .. لانه ذكرني بقصة تصادف إنها شبيهه بقصتك !!
ولكنها في زمن مختلف ودولة أخرى .. كل ما أتذكرها تنتابني الرغبة للعودة وللتكفير عن ذنبي !!هنا لا لأضيف تعليقا على موضوعك .. ولكني أخطرك بمدى تأثري بكم المشاعر التي أختزنتها في هذا الموضوع .. لقد أحسست بكل سطر بل بكل كلمة .. بل لقد أحسست بشتاء أربد الدافئ ..
أحييك على شجاعتك وقدرتك على التشهير بتصرفك اللاأنساني المقتول .. واحسدك على ضميرك الحي !!تحياتي المتأثرة ..
27 أكتوبر، 2002 الساعة 7:44 ص #381479بن لادنمشاركالسلام عليكم
أحسنت أخي العزيز على هذه القصة التي أخرجت عبرتي من جحرها
وياليتني كنت أنا حاضرا حتى أعطي هذه الطفلة ولو كلمة تعبر عن مشاعري الشفوقة هليها
تحياتي لكم
17 ديسمبر، 2002 الساعة 5:25 ص #387201جحدرمشاركصباح جميل
فينوس
هل أنت أحمق أم تتحامق ؟
أتعلم لم أكترث للقصة ، فقط أعجبني مقطع واحد
(في هذا الزمن الرائع زمن كل الحقوق ………….)هل نكذب الكذبة لنصدقها نحن
…
أتعلم لقد وجدت في هذا المقطع عنوان أخر لقصتك وربما وجدت اختصار لهايوما ربما تجمعنا صدفة هناك وأراها وساعتها ( ماذا سوف أفعل ) .
أنا
والعياذ بالله ……
ج
ح
د
ر20 ديسمبر، 2002 الساعة 11:42 ص #387798الملك الكنديمشاركمساء الغناء القديم .. العزيز Venos ..
قرأت موضوعك هذا منذ أول مرة طرح فيها .. و قد ظننت أنني قد كتبت ردي عليه .. و تفاجأ قدري بأنني لم أخط شيئا لمشهد مسرحي رائع ..
أيها الغائب خلف ظلال الظلام .. Venos .. تتحدى الطفلة الجدران لتبلغ المدى .. قصص متشابهة تلك التي تحدث عبر الحدود أيها الصديق .. ذكرتني قصتك بموقف حدث لي عندما كنت في جولة عبر أحد الأحياء المصرية القديمة .. توقفت عند أحد المقاهي .. طلبت السحلب الساخن .. و بدأت أراقب الحياة الإنسانية هناك .. كما أفعل عادة .. حنتور .. امرأة تحمل خبزا “عيش” .. جزار يقطع اللحم .. يخرج عامل من المقهى ليرش الماء ليخفف من تطاير الغبار عبر المكان .. في الحقيقة كان يعجبني اصطدام أشعة الشمس مع الغبار المتطاير هنا و هناك .. انتهيت من شرب السحلب .. و هممت بالمضي .. توقفت .. أعجبني السحلب .. جلست .. مرة أخرى طلبت سحلب ساخن .. تابعت مراقبة الناس .. لكن هذه المرة قاطعني طفل صغير و طفلة أصغر .. كانا يمدان يديهما بدون كلام .. يبيعان محارم ورقية .. ابتسمت .. سألت عن ثمن المحارم .. فرد أحدهما .. 50 قرش .. أخذت من كل منهما كيس واحد .. و أعطيت لكل منهما جنيها .. كانت سعادتهما لا توصف .. كما لو كنت قد قدمت لهما دعوة لزيارة قصري الخيالي .. تحركا خطوات قليلة .. توقفا عند الجزار .. جلسا يراقبان الجزار .. نظرات غريبة و بريئة .. صمت .. فجأة قطع ذلك الصمت صوت الطفل و هو يخاطب الطفلة ليقول:”بكرة لما حنكبر حناكل لحمة” .. كلمات بريئة لحلم بريء .. ثم انصرفا .. و بدءا بالاختفاء شيئا فشيئا .. كنت قد انتهيت من شفط السحلب .. و دفعت الحساب .. و مضيت نحو الشارع ليقلني السائق إلى السكن .. و لكن فوجئت بهجوم مباغت من عدد كبير من الصغار .. بائعو محارم .. اكتشفت أن الطفلين السابقين قد نشرا أنني قد اشتريت كيس محارم بجنيه من كل منهما .. لحسن الحظ .. أفلت هذه المرة .. و لكن ما كان يشغل بالي هو .. هل كل ألئك الصغار يقولون .. “بكرة لما حنكبر حناكل لحمة” ..
مع وافر الود و المحبة .. لك ..
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.