لاتلوموا متيما مستهاما

فاقد القلب في الهوى لن يلاما

غير مجد ملامكم في محبٍ

لم يزده الملام الا هياما

ذبت بالحب ، ذاب بي فلمتزجنا

خاب سعي الذي اراد انفصاما

اي حب نما واي حبيب

شع في القلب نوره فاستقاما

لوعلمتم بمن تعلق قلبي

ما اجزتم عتابكم والملاما

فحبيبي منزه ازلي

ابديُ الوجود جلَ مقاما

حلَ صدري فالهم القلب حبا

ليس حبا ان لم يكن الهاما

واحد ، قادر ، لطيف ، ودود

غافر الذنب ، لايحب انتقاما

دائم الوصل ، لايطيق جفاء

واسع الحلم ، لايحب خصاما

حين اصحو ، ينير دربي شموسا

واذا نمت ، عينه لن تناما

مالئ الكون لطفه ، متسام

هو اسمى سريرة وكلاما

حين اتلو كتابه بخشوع

اتخطى بما احتواه الغماما

ها انا الان طائر من اثير

في فضاءات تشبه الاحلاما

آنستني وما حللن بعيني

آنسات احطن بي انساما

وخمور اقداحها من خمور

لا ارى باحتسائها آثاما

ومروج من سندس وحرير

وضياء وما ارى اجراما

انه الله ، اقترب تلق نورا

ان تصد عن هواه تلق ظلاما

ياصاحبي وصفوتي حين كنا

نتعاطا السلاف بين الخزامى

بعدت بيننا المسافة حتى

سد باب الوصال صار حراما

قد اضعنا ايامنا في ضلال

لعن الله تلكم الاياما

فاخلعوا ثوب نزوة وتحلوا

بثياب الوقار كونوا كراما

سلبت منكم النفوس زماما

فاستردوا من النفوس الزماما

فرس هذه الحياة جموح

فاجعلوا العقل ان ركبتم لجاما

حين نلقى من ظهرها بعد زهو

نرفع الكف بالدعاء ندامى

كم رضعتم من ثديها موبقات

والى الان مابلغتم فطاما

لذة الاثم والضلالة وهم

بئس قوم تعشَقوا اوهاما

فاملاوا الارض ما استطعتم صلاحا

ومروجا والفة وانسجاما

واحبوا فانما الدين حب

بسوى الحب ديننا ماتساما

غصن زيتونة يقرب خصما

فاتركوا الخيل والوغى والحساما

قد خلقنا لنعمر ارضا

ماخلقنا لتستحيل حطاما

وامرنا ان نذكر الله فيها

ما امرنا بملئها اصناما

فاذكروا الله بكرة واصيلا

وتحاشوا ان تنصروا ظلاما

واقنعوا بالقليل ان كثير

من متاع الغرور يخزي الاناما

كل مال مصيره لزوال

كل صرح غدا يصير ركاما

ياعبيد الحياة مهلا رويدا

كلنا سائرون خلف القدامى

اين نجل العيون ؟ اين خدود

من ورود اشعلن فينا الغراما

اين ليل الملوك ؟ اين الجواري

والكؤوس التي ملئن مداما

اين شم الانوف ؟ اين الغيارى

اين صيد الرجال ؟ اين النشاما ؟

اين من كان للذمام حفيظا

اين من كان لايراعي ذماما

اين اباؤنا واجدادنا ؟ ….

واين من ابدعوا فكانوا عظاما ؟

اين اخي وحبيبي ؟ اين امسى

بعد زهو الصبا ؟ واين اقاما

قدر احمق ازاح ملاكا

فوق صدر الحياة كان وساما

سله من صحابه عين عقد

ليس اعمى ، لكنه قد تعاما

كان شهما ، فؤاده بيت سلم

والمحيا يفيض بشرا ، سلاما

جوهر من سنى ، غدير نمير

كان للنبل والحيا هنداما

انشا الله ذاته من مرايا

وكساه طلاقة واحتشاما

فجع العقل والكمال بصعق

قبل بدء السرور ، قال الختاما

اطفا الموت في ثوان هلالا

منيتي ان اراه بدرا تماما

غاب عني فازداد مني اقتراب

كيف ينسى من حبه يتنامى ؟

كل يوم افيض وجدا وشوقا

كل يوم يشب قلبي ضراما

ياحبيبي عليك قد مر عام

ياترى ، هل كبرت في القبر عاما

كفن الموت هل غدا فيه ضيق

فازحت الحزام ثم اللثاما

هل تاملت ؟ هل كتبت قصيدا

بعد تلك التي بقين يتامى ؟

ياحبيبي غدوت بعدك جرحا

دائم النزف لايريد التآما

رحت عني فصار قلبي وعاء

ضم جمر الانين والاسقاما

ها انا الان كائن من شظايا

الف السهد والاسى والسهاما

ياعريس الجنان تاتيك فيها

حور عين تقبل الاقداما

انني قادم اليك قريبا

جنب مثواك قد حجزت مناما

ياحبيبي اذا تاخرت صبرا

ستراني كما عهدت هماما

فلعلم الاله انك اني

سوف القاك يوم يحيي العظاما .