الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان حسن الظن يريح القلوب

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #106423
    امل يتجدد
    مشارك
    حسن الظن .. راحة للقلب
    ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.

    إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن؛فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولاتباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا…).

    وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أنيتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية
    من الأسباب المعينة على حُسن الظن:هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:
    1) الدعاء: فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.

    2) إنزال النفس منزلة الغير: فلوأن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه:
    {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواعَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].

    3) حمل الكلام على أحسن المحامل: هكذا كان ادب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً).

    وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك،قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير. فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

    4) التماس الأعذار للآخرين: فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.

    وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا،فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.

    إنك حين تجتهد في التماس الأعذارستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك: (تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. … .. لعل له عذرًا وأنت تلوم)

    5) تجنب الحكم على النيات: وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه،والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.

    6) استحضار آفات سوء الظن: فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].

    وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَإِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلايُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].
    إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولايكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.

    رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله ربالعالمين

    #1227266
    Al-Manar
    مشارك

    امل يتجدد موضوعك قيم جدا.,

    حلو الأنسان ان يتصف بحسن الظن وهذا اكيد راح يحبب كثير من الناس فيك,اما سوء الظن والعياذ بالله صفه ما احبها بنوووب,مع ان كثير من الناس يتصفوا بها,هذي الصفه تكره الناس فيك وتبعدهم عنك.,
    ووشنو احلى من محبة الناس وفي النهايه محبة الله للأنسان.,

    تحياتي لكي:المنار

    #1227287
    كبرياء
    مشارك
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    جزاك الله كل خير أختي الكريمة
    موضوع رائع
    أسأله تعالى أن يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك
    بارك الله فيك
    وشكراً
    أخوكم هيثم

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد