الرئيسية منتديات مجلس الأصدقاء والمرح اللقاء الاخيـــــــــر ….

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1072
    المهلل
    مشارك

                              اللقاء الاخير      
    إهداء.. الى صديق العمر.. ورفيق مشوار الغربه والضياع …

      كان يدرك في قرارة نفسه ان هذا هو لقاءوهما الاخير.. لكنه ربما كان يأمل بحدوث طاري غير متوقع يغير هذه الحقيقة تماماً كما يحصل للمرء في بعض الاحيان حين تهاجمه المشكلات الصعبة يمني النفس أن يستفيق في صباح اليوم التالي ليجد همومه قد اضمحلت وكأنها لم تكن وهكذا كانت الافكار تتصارع في نفسه المرهق … كان قد جاء الى مكان اللقاء قبل الموعد بوقت طويل ففي مناسبات الوداع تصبح كل اللحظات ثمينـــه  كل اماكن اللقاء غالية .

         … وهناك في تلك الحديقة الجميلة وعلى المقعد ذاته الذي طالما إحتضن لقاءاتهما واصغى بصمت الى همسات العشق بينهما والى مشاريع الاحلام الوردية القادمة . . واليوم بات مقدراً عليه أن يشهد فصل الختام  أما قالوا أن خيطاً واهياً يفصل بين الفرح والاحزان .. لاشك ان الانتظار يزيد من قسوة هذا اليوم المشؤوم ..     نظر الى ساعته كانت قد اوشكت على إعلان ساعة اللقاء …  عندها ثبت نظره على مدخل الحديقة واخذ يترقب .. مرت دقائق قليلة قبل ان يراها هناك تجتاز ذلك الممر … كانت تتقدم وكأن قدميها ايضاً تعانيان قلق الزمن العصيب  وبخطوات مضطربة اتجهت نحوه وهي تسير بقلق وبصوت منخفض ألقت عليه التحية .. التقط يداها الممدودة فأخذ دفئها يسري في راحته  وعندما تجاوز زمن التحية تخلصت بلطف من قبضته وجلست بجانبه صامته .. فيما كانت عيناها تتحركان بقلق … واخذت تستغل لحظات الصمت لاستذكار ماكان يجب ان تقوله في هذا اللقاء الختامي  … بعد لحظات صمت معدودات  تشجعت وقررت ان تبوح بما لديها .. نطقت بجملتين قصيرتين فقط .. لتختصر بهما كل الحكاية وامتدت يدها الى حقيبتها لتخرج رزمة من الرسائل المحزومة بعنايه ووضعتهما بقربه من المقعد .. بقيت لوهله تنتظر تأثير الموقف عليه ضل صامتاً يتأملها شعرت انها قد اتمت  مهمتها .. نهضت .. واتجهت بهدوء الى خارج الحديقة .. بقى ينظرها ويرقبها وهي ترحل الى ان غابت عن ناظريه وحل الصمت من جديد .. تناول رزمة رسائله التي اعادتها اليه كانت ماتزال رائحة عطرها تعبق بين ثنايا تلك الاوراق .. تنشق ذلك العطر الذي يعشقه اغمض عينيه وأخذ يسترجع الذكريات من اول لقاء وحتى فصل الختام .. يبدو أنه حتى العواطف يدركها المشيب وتعاني الشيخوخه ثم تعرف طعم الموت .. بضع كلمات تجهض صوت المشاعر وتنهي نبض الاحساس .. وتخطف لون الحياه بكل قسوه .. كان غارقاً في صور الماضي حينما بدأت برودة الطقس تشعره بوخزاتها .. استفاق من شروده لاحظ ان الشمس ايضاَ آثرت الرحيل .. جال ببصره في ارجاء الحديقة الخاويه فأنتابته كآبة الوحده نهض واقفاً وتأمل المقاعد الفارغه شعر بوحشة المكان وتوجه الى طريق الخروج  .. تسارعت خطواته في تلك الطرقات الكئيبة في محاولة للابتعاد عن طغيان العتمه  وتابع رحلة المسير .. ومالبث ان ابتلعه الظلام في المدينة شيئاً فشيئا .. وفي تلك الازقة الضيقة توارى واختفى طيفه عن الانظار تماما .  
                                                         ـ تمت ـ

    #303860

    شكرا لك أخي المهلل على هذا الموضوع الجميل ..وأتسائل أنا متى سيكون اللقاء الأخير بالنسبة لي ؟!

    وفوق كل ذي علم عليم

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد