الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات هل أسهم الانترنت في تعزيز الحرية والديمقراطية؟

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #109040
    عندليب 2008
    مشارك
    إعتبر انتشار الإنترنت انتصار للحرية. فالشبكة الإلكترونية بدت واعدة بنشر الديموقراطية، وبلوغها الكمال. وما لبث هذا الترحيب بالشبكة أن خبا، وتسلل الشك إلى إسهام الإنترنت في تعزيز الحرية والديموقراطية.
    ويخشى بعضهم تفكيك الإنترنت الدوائر المشتركة والعامة، تلك التي تضوي أناسا مختلفين وجماعات متباينة، وانضواء الأفراد في جماعات افتراضية متجانسة تشاركهم أهواءهم وآراءهم. وأظهرت بعض الدراسات أن استخدام الإنترنت يقيد المناقشات العامة. فغالبا ما يبحث متصفحو الإنترنت عن مواقع ومنتديات نقاش (فوروم) تستقبل آراء تطابق آراءهم. وهذا التشابه، وتفادي الانقسام في الرأي والتعارض والتناقض، يهددان المناقشة وجوهرها. فهذه لا تقتصر على تبرير فعل ما، بل تمتحن تماسك التبريرات المساندة لرأي ما، وتمتحن المسوغات المخالفة له والمضادة، على حد سواء. والمناقشة لا تقتصر على تعدد الآراء، بل توجب المناقضة بينها. وأسباب الغنى عن الرأي المضاد في المناقشات كثيرة، فبعضهم يتذرع بتكلفة البحث عن المعلومات، وبعضهم الآخر يهجر الرأي المناوىء لأمر ما، ويفضل القبول بالرأي الغالب لظنه أن مجاراة الكثرة الغالبة تخدم الصالح العام، فتطمس النواحي السلبية لأمر ما، ويرحب بأي اقتراح. والحق أن شرط تعدد الآراء وتعارضها يستند إلى سيرورة الإدراك، وإعمال الانتقائية في العلاقات أو إنشائها. وبحسب أبحاث علم النفس الاجتماعي والمعرفي، ليس إدراكنا الأشياء إدراكا موضوعيا ومحايدا. فنحن نسيء فهم ما يتعارض مع معتقدنا، ونميل إلى فهم المعطيات الجديدة فهما يعزز معتقداتنا الراسخة. وأظهرت بعض الدراسات أن السبيل إلى تقويم اعوجاج الإدراك ولا موضوعيته هو إبراز المعلومات الخارجة عن القناعات السائدة، والمناقضة لها.
    ولا ريب في أن تعدد الآراء يفضي إلى أقاليم مغلقة تجمع بين أشخاص متجانسين. فغالبا ما يميل الناس إلى الاختلاط بمن يشاركهم رأيهم السياسي والاجتماعي، وإلى تبادل المعلومات وإياهم. وترتبط سعة نظام اتصالات وتواصل، وحفزه على المناقشة، بقدرته على تعريض من يستخدمونه إلى آراء مختلفة عن آرائهم، وتمكينهم، تاليا، من اختبار تماسك الآراء الشخصية أمام آراء الآخرين. فهل يتيح الإنترنت مثل هذا التواصل وهذه المناقشة؟ فالأفراد يميلون إلى تفادي مخاطبة من يختلف وإياهم في الرأي. والنزاع في المخاطبة مزعج. ولا يترتب على العيش في مجتمع متعدد الآراء نشوء مناظرات بين أصحاب آراء متناقضة نشوءا تلقائيا. فالقول إن وفرة المعلومات تعني الألفة مع آراء الآخر مبسط، وبعيد من الواقع. ومستخدمو الإنترنت ينتقون مصادر معلوماتهم. فيوفرون الوقت والجهد الذي يقتضيه الإطلاع على المعلومات. وانتشار الإنترنت لا يعني تعرف أصحاب الآراء المختلفة بعضهم على بعض. ويرتبط التعرف على آراء مغايرة بمواقع الإنترنت نفسها وبمحتواها وروابطها، ونوعية الآراء المناقشة فيها.
    ولا شك في أن تكلفة تنظيم مناقشة على الخط (مباشرة على الإنترنت) منخفضة، مقارنة بالمناقشات الحية. ولكن المناقشات التي تستوفي شروط المناقشة الحقيقية نادرة. فمساحات الإنترنت تشغلها منتديات تجمع بين أشخاص متشابهين. وتبدد الإنترنت بعض المؤشرات والقرائن على سياق الكلام، فيضعف أثر الحركة الجسمانية، وعلامات الامتثال الاجتماعي الماثلة بداهة في التفاعل الحي بين الأشخاص. ويمسي الانتماء إلى المجموعة الافتراضية وحده مرجع أعضائها. وقد تتحول نوادي الإنترنت إلى وسيلة غربلة المعلومات وتصفيتها. فتنبذ الرأي المخالف وتلغيه. وشأن وسائل الإعلام الجماهيري وأماكن العمل، تحتضن شبكة الإنترنت مواقع تسمح بالمواجهة بين الآراء المتباينة والمتضادة. وهذه المواقع هي مواقع وسائل الإعلام الجماهيرية والتقليدية على غرار الـ بي بي سي والـ سي أن أن والـ نيويورك تايمز، ومواقع الجماعات الافتراضية غير السياسية. والحق أن عرض الآراء المختلفة والمتباينة يزيد جاذبية هذه المواقع، ويغني مادتها. ويرتفع، تاليا، عدد زوارها ومتصفحيها.
    ويظهر تفوق هذه المواقع تقنيا وماديا، على غيرها من المواقع دور السلطة أو القوة في استقطاب متصفحي الشبكة الإلكترونية. وليست مواقع الإنترنت وروابطها مغلقة تماما.
    فمستخدمو الإنترنت عاجزون عن التحكم في المسارات التي تفضي بهم إلى الوقوع على معلومات سياسية مضادة على الخط. فالأفراد يعقدون الروابط الإلكترونية في ما بينهم، وهذه (الروابط) مشرعة على احتمالات من بينها مصادفة آراء مضادة. وتعزيز سهولة استخدام الروابط التقنية هذه الاحتمالات. وقد يوجه الإنترنتيون (مستخدمو الإنترنت) إلى قراءة آراء مضادة لآرائهم عند بحثهم عن معلومات، واستخدامهم محركات البحث. ولا يسع هؤلاء التحكم بوجهة مصادر المعلومات الأيديولوجية أو السياسية.
    فمحركات البحث لا تستقي معلوماتها من مصادر واحدة أو تابعة لأيديولوجيا ما. وهي تعرض ما هو متوافر عن الموضوع. وعلى سبيل المثال، قد يقع مناصرو العولمة والرأسمالية على مواقع معادية للعولمة والرأسمالية عند بحثهم عن معلومات تغني آرائهم، وخلاف هذا صحيح كذلك

    #1261365
    موضوع جميل قد يكون هذا الواقع في بلدك ولكن في بلدي لم يسهم النت في تعزيز الحرية والديمقراطيه اذ لاتزال هناك خطوط حمراء لايجب لكاتب النت ان يتجاوزها وقوانيين جديده تختص بمستخدمي النت في التعبير عن حرية الرأي والدليل على مااقول الكاتب الذي يحاكم الان لدينا هنا بالسلطنة بسبب كتاباته في النت والتعبير عن رايه من خلاله…ردي اخي طارح الموضوع من واقع بلدي .. يعني كله تحصيل حاصل… نناقش مواضيع ونبدي اراء ولكن لايؤخذ بها… يعني كمن ينفخ في قربه مقطوعه …لاحياة لمن تنادي… احنا فين والديمقراطية فين ياعم خليها مستوره…. محاصرين في كل مكان

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد