الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › عندما يسجد العقل للشهوة !!!
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة، 9 أشهر by جاسم آل محمد.
-
الكاتبالمشاركات
-
13 أغسطس، 2002 الساعة 1:32 م #11256يناسينامشارك
إن الشهوة الجنسية غريزة طبيعية في الإنسان ، وفطرة فطر الله الناس عليها ، وقد اعترف الإسلام بهذه الغريزة واحترمها ، لذلك شرع الله الزواج بين الجنسين طريقا لتلبية داعي هذه الغريزة ، وجعله سنة من سنن المرسلين ، وسمى العقد الذي بين الزوجين ميثاقا غليظا إشعارا بعظمته وأهميته .
وتعتبر هذه الغريزة من أقوى الغرائز لدى الإنسان ، وأشدها خطرا عليه ، ولذلك جعلها الله أول الشهوات التي زينت للناس ، قال تعالى : {زُين للناس حب الشهوات من النساء والبنين …..}.
ومتى أطلق العنان لهذه الغريزة ، وفتح لها الباب على مصراعيه ، في غيبة من الوازع الديني والأخلاقي ، فإنها لا تبقي ولا تدر ، وتهلك الحال والمال ، ويؤدي إهمالها إلى فساد المجتمع وضياع النسل والأنساب ، وخراب الأمم والأفراد .
وقد حذر الله – تبارك وتعالى – حتى من مجرد الاقتراب من الفاحشة ، فقال : { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} ، وقال : : { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا }.
وإذا حرم الله شيئا حرم أسبابه ، ونهى عن دواعيه ووضع من الأحكام والتشريعات ما يسهل للناس تجنبه والابتعاد عنه ، فعندما حرم الله الزنا شرع عددا من القواعد والتشريعات ووضع سياجات تقي الناس من الوقوع في أوحال الرذيلة تسهيلا لهم ورفعا للمشقة والتكلفة عنهم وإن كان في ظاهرها المشقة والتكلفة ، ومن هذه التشريعات :
أولا : أمره – سبحانه وتعالى –الجنسين بغض البصر ، فقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن }.
ثانيا : أمر الله تعالى النساء بالقرار في البيوت حفاظا على استقرار المجتمع فقال : { وقرن في بيوتكن} .
ثالثا : عندما تخرج المرأة من بيتها لحاجة معينة كزيارة رحم أو عيادة مريض أو غير ذلك ، فإن الشرع فرض عليها الحجاب سدا لأبواب الفتنة ، فقال تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} ، وقال : {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} .
رابعا : نهيت المرأة عن الضرب برجلها إظهارا لزينتها ، فقال تعالى : { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} .
خامسا : نهيت المرأة عن التكسر في الكلام ، فقال تعالى : { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } ، وقد شرع الله الكلام من وراء حجاب في مخاطبة أمهات المؤمنين أشرف نساء العالمين ، فقال تعالى : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب }
سادسا : نهي المرأة عن التعطر للأجانب ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم – : ” أيما امرأة خرجت من بيتها مستعطرة ، ثم مرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ”
سابعا : نهى الشرع الحكيم عن الاختلاط بين الجنسين ، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية ، فقال – صلى الله عليه وسلم : ” إياكم والدخول على النساء ، فقالوا : أرأيت الحمو يا رسول الله ، قال : الحمو الموت الحمو الموت الحمو الموت ” ، وقال – صلى الله عليه وسلم : ” ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما” .
ثامنا : شرع الله – سبحانه وتعالى- إشهار الزواج الشرعي ، وجعل شهود العقد من شروط صحة الزواج .
ولو عمل الناس بهذه الأحكام التي وضعها الإسلام لعاشوا في سعادة وهناء ، ولكن عندما تعامت النساء عن الوصايا ، وتجاهل الشباب القواعد والأنظمة الشرعية ، حلت بهم الكوارث ، وانفلت الزمام من يد المجتمع .
والباب الرئيس للفاحشة والانغماس في أوحال الرذيلة ، هو إطلاق البصر في ما حرم الله تعالى ، سواء كان ذلك بصورة مباشرة على أرض الواقع ، أو عبر شاشات القنوات الفضائية التي ما فتئت تمطر شبابنا بسيل من الإغراءات والفتن ، أو عبر شاشات شبكة المعلومات – وقد عمد بعض أصحاب مقاهي الإنترنت إلى وضع ستائر للأجهزة ، ووضع كواسر ( proxies ) للأجهزة تخترق المواقع المحظورة تسهيلا للشباب والمراهقين – فيكلُّ بصر الشاب من تقليبه في هذه الأمور ، وتنطبع في قلبه الصور والمشاهد الخليعة ، فتتولد الخواطر والأفكار السيئة تدعمها خسة النفس وإيحاء الشيطان ، وتضطرم الشهوة الجنسية ، وقد يلجأ عندها إلى أمور يعتقد فيها تخفيف ما يعانيه ، كالعادة السرية وغيرها ، فيعالج الداء بداء أخطر منه ، فتنشأ الأمراض النفسية ، وتزيد حدة السعار الجنسي ، فيعمد الشاب عندها إلى محادثة الفتيات عن طريق الهاتف ، أو بالمحادثات الإلكترونية ( التشات ) وكم من فتيات وقعن ضحايا لمثل هذه المحادثات ، فيجد أن هذه الطريقة لا تروس ظمئا ولا تشبع نهما ، فيقرر الفتى عندها التحرر من جميع القيود الاجتماعية ، فيبدأ بارتياد أماكن الاختلاط وتجمعات الفتيات لينشئ علاقات فاسدة يظهر في بدايتها أنه في منتهى الشرف والنزاهة ، وأن علاقاته بريئة ( الحب البريء!! ) حتى إذا انقادت الشياه للذئب ، وقع الفأس على الرأس ، وارتفعت النزاهة ، وهتكت الأعراض ، فإذا مل من فتاة انتقل إلى أخرى ، وربما قطع بعضهم الحدود وطوى المسافات ، وبذل الأموال الطائلة من أجل تحقيق رغباته الجنسية ، والتخفيف من السعار الجنسي الذي يكابده .إن القلب ليتفطر أسى وحسرة حين ترى الشاب في أوج قوته وفتوته ، وقد جعل عقله بين رجليه ، لا هم له إلا ملاحقة الفتيات وارتياد أماكن تجمعاتهن ، يعيش هائما كالسكران ، يبحث عن الشهوة في كل مكان ، وبأي شكل ، حتى تصبح همه الأول ، فإذا تحرك فمن أجلها ، وإذا سكن فلأجلها ، يقيم من أجل إرضاءها ، ويسافر بحثا عنها ، يسهر الليالي الطوال منكلا على عبادتها وتحقيق مطالبها ، نسي أهله ، وقطع أرحامه ، وتناسى صلاته وعباداته ، وغفل عن جميع الحقوق الواجبة عليه ، وصد وجهه عن كل محتاج لمساعدة أو طالب لخدمة إنسانية ، فقلبه ممتلئ بحب هذه الغريزة دون سواها ، قد انفلت الزمام من عقله تقوده الشهوة كيفما أرادت .
ويا ترى ما الثمرة التي يجنيها من كل هذا اللهاث ، إنه يجني الكثير ، ولكنها ثمار حنظل مرير :
الثمرة الأولى : قلق وخوف يحيط به من كل ناحية ، قلق عن إعراض الفتيات ، وخوف من الفضيحة والعار ، وتوجس من هجوم الأمراض الجنسية .
الثمرة الثانية : الشرود الذهني والتشتت العقلي ، واختلال التفكير ـ تشعبت به الطرق ، وأعيته المسالك ، وسيطرت الشهوة على كامل قواه الفكرية .
الثمرة الثالثة : قلة الإنتاج الفكري والعملي ، لاشتغال فكره ، وتحطم نفسيته ، وإجهاد جسمه .
الثمرة الرابعة : السعار الجنسي ، وتوهج الغريزة ، فهو كالذي يشرب من ماء البحر ، كلما شرب كأسا ازداد عطشا ، لا يرتوي أبدا .
الثمرة الخامسة: ذهاب مخ الساقين ، وضعف البصر ، وشحوب الوجه ، والإحساس الدائم بالتعب والإرهاق .
الثمرة السادسة : الشعور بالملل ، والتهرب من المسؤولية ، وقلة الصبر والتحمل ، والحساسية المفرطة ، والغضب لأتفه الأسباب ، وضيق الصدر ، والتشنجات العصبية ، والأمراض النفسانية .
الثمرة السابعة : هدر الأوقات من أجل لذة لحظات ، وضياع زهرة الشباب في السعي خلف الشهوات .
الثمرة الثامنة : غياب أموال طائلة يمكن أن تصرف في كثير من المصالح الدينية والدنيوية .
الثمرة التاسعة: جريمة الزنا دين يحمله الزاني ، ليوفيه مستقبلا في أهله .
13 أغسطس، 2002 الساعة 3:27 م #374986جاسم آل محمدمشاركيناسينا
جزاك الله ألف خير و بكل صراحة موضوعك شدني لمصداقيته
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.