عيدنا اليوم………….ليس كالماضي

عيدنا أن نلبس الجديد ونتعطر العطر الجميل ونحيّي القريب والبعيد…
عيدنا بالأمس عندما كنا صغارا أن نتجمع مع الأصدقاء لنجمع العيدية وكل منا ينافس على عدد النقود التي قام بجمعها في العيد ، ولكن عيدنا الحقيقي بتجمع الأصحاب وكان عددنا خمسة إن غاب منه فردا أصبح عيدنا حزينا، اذكر أنه في أحد الأعياد لم تحضر معنا إحدى صديقاتنا لأنها سافرت إلى إحدى المناطق لتعيَد هناك ،مرَ علينا العيد في ذلك اليوم حزينا لغيابها، نتجمع دائما أمام باب منزلنا مكاننا المفضل في كل عيد لكون أمام منزلنا توجد جلسة من الاسمنت نتجمع جميعا عليها لنتناول ما قمنا بشرائه من حلويات ونحكي القصص والروايات، لم يمر علينا عيد إلا واجتمعنا لنتعرف على أخبار بعضنا البعض وكان بودنا ألا ينتهي العيد ساعتها ..ولكن الأمر لابد منه ،والصغار حان لهم أن يكبروا وحلاوة العيد لاح لها أن تغيب..
فعيدنا اليوم بعد ما أصبحنا كباراً بلا أصحاب فالكل قد كبر وذهب ليكمل دراسته في أماكن مختلفة يمر علينا العيد صعبا كئيبا لغياب الأصحاب لم نكن كالأمس، أصبحنا نتمنى ألا يوجد عيد لكي لا نحس بفقدان الأحباب حتى لو اجتمعنا اليوم أصبح كل فرد من أفراد الأصدقاء الخمسة غريبا كأننا لم نكن رفقة، بل مضت الأيام الرائعة وأصبحنا اليوم مع مرور ثلاث سنوات نرى فرادا من الأصدقاء فقط ،بل أصبحت اجتماعاتنا نادرة بل قد تكون معدمة من الأساس …شتان مابين عيد الأمس وعيد اليوم، حتى التهنئة بالهاتف لم نحصل عليها من اقرب الناس ولكن يقال إن خليت خربت فمن الأصدقاء الجدد رغم بعد المسافة وصعوبة اللقاء إلا انه دائما يتذكرنا برسائله الجميلة المعبرة عن قوة الصداقة …
وأجد أن عيد المستقبل سيكون أشد مرارة علينا فقد يجد كل منا طريقه في العمل ومنا في الزواج وهكذا حتى ننسى إننا كنا نمللك أصحابا كنا ولا زلنا لا نحس بطعم العيد إلا بوجودهم، وأعتقد أننا لن نلتقي بعدها، فما أمرها من لحظات لا أحب أن أتذكرها ..

أنا لا أعتبُ على العيد، بل اعتب على الأصدقاء الذين نسوا عهد الطفولة وغابوا مع مشاغل الدنيا..ودائما أقول ألا ليت عيد الطفولة يعود يوما….

كل عــام وأنتــم بخيـــر،،،،جعل الله أيامكم أعياداً سعيدة..