بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه
مرة أصابتني علة لا أعلم لها سببا لكنني فزعت و أيقنت بالهلاك و أصبحت أحسب العد العكسي و أنظر إلى الدنيا نظرة وداع و أتفكر في القبر و وحشته و غاب عني النوم و أصبحت لا يقر لي قرار فقلت في نفسي أيحدث لي هذا دون سابق إنذار أين أيامي الخوالي لماذا كنت في سبات و لم أفكر في يوم الرحيل يا واسع المغفرة اغفر لي إنك حكم عدل فلا تجعلني شقيا في الآخرة بعد أن كتبت لي الشقاء في الدنيا يا حي يا قيوم أين أنا من القرآن لماذا لم أحفظ القرآن و قد كان عندي متسع من الوقت و هل أجد أنيسا في الوحدة و في القبر إلا القرآن لقد فات الأوان و لكن رحمة الله قريب و الله يفعل ما يشاء
فصرت أستمع إلى القرآن إن جالسا و إن نائما و بينما أنا أستمع إلى القرآن انتبهت إلى سورة يس و كأنما أسمعها لأول مرة كان وقعها على قلبي عظيما و كأنها أيقظتني أو هيأت قلبي بعد عناء كما يهيئ القرص الصلب
و من ذلك الحين آليت على نفسي مداومة قراءة القرآن و الصلاة مع الجماعة و خصوصا صلاة الفجر
بدأت أقرأ القرآن مع الجماعة في المسجد كلما سنحت لي الفرصة بذلك
أقرأ القرآن مع الجماعة لعدة أسباب
لتسهيل حفظه
لنطقه سليما من الأخطاء
لقراءته جهريا و القراءة الجهرية أفضل بكثير من القراءة السرية
مرة و أنا أقرأ مع الجماعة في المسجد إذ مررنا على بعض الآيات فأحسست من أعماق قلبي أنها كلام أزلي لا ياتيه الباطل و لا يقرب منه و لا يمكن أن يقول مثله بشر أبدا
مرة ثانية كنت أقرأ القرآن مع الجماعة بعد صلاة الصبح فأحسست بحلاوة تلاوة القرآن و كأنه شفاء و وصفة طبية أستعملها باكرا على الريق يعني قبل الأكل كما هو معروف