وكان رقيق الحاشيه,جم التواضع,شديد الحياء’لكنه اذا اشتد الامر وجد الجد الجد يغدو كانه ليث عاديا.

فهو يشبه نصل السيف رونقا وبهاء,ويماثله حده ومضاء.

ذلكم هو امين امه محمد (صلى الله عليه وسلم)’عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي,المكنى بابي عبيده.

نعته عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال: ثلاثه من قريش أصبح الناس وجوها,واحسنها اخلاقا,وأثبتها حياء’ان حدثوك لم يكذبوك’وان حدثتهم لم يكذبوك:ابو بكر الصديق,وعثمان بن عفان,وابو عبيده بن الجراح.

كان من السباقين للاسلام,واسلامه كان على يد ابو بكر الصديق نفسه.
انطلق ابو عبيده يوم بدر يصول ويجوول بين الصفوف صوله لا يهاب الردى,فهابه المشركون, ويجول جوله من لا يحذر الموت, واخذو فرسان قريش يتنحون عنهولكن رجلا واحدا منهم جعل يبرز لابي عبيده,في كل اتجاه ,وكان ابو عبيده ينحرف عنه ويتحامى لقائه,ولج الرجل بالهجوم,واكثر ابو عبيده بالتنحي’فلما ضاق به ذرعا,ضرب رأسه بالسيف ضربه فلقت هامته فلقتين’فخر الرجل صريعا بين يديه,

ولقد يتصدع رأسك اذا عرفت ان هذا الرجل الصريع هو عبد الله بن الجراح والد ابي عبيده.

لم يقتل ابو عبيده اباه وانما قتل الشرك في شخص ابيه.

وكان ابو عبيده احد النفر العشره الذين احاطو الرسول (صلى الله عليه وسلم) يوم احد ليدفعو عنه بصدورهم رماح قريش.

لقد شهد ابو عبيده مع رسول الله المشاهد كلها منذ ان صحبه الى ان وافاه اليقين.

وحضر خلافه الصديق ,فكان خير نصيح له في الحق’ واكرم معوان له في الخير.
وفي عهد الفاروق,دان له ابو عبيده بالطاعه,ولم يعصيه في امر ’الا مره واحد. وماهووو؟؟؟!

كان ابو عبيده يقود جيوش المسلمين في بلاد الشام,من نصر الى نصر, حتى فتح الله على يديه الديار الشاميه كلها,عند ذللك دهم بلاد الشام طاعون ماعرف الناس مثله قط, يحصد الناس حصد.
فما كان من عمر بن الخطاب الى ان وجه رساله الى ابو عبيده يقول فيها:
اني بدت لي اليك حاجه لا غنى لي عنك فيها,فان اتاك كتابي ليلا فاني اعزم عليك الا تصبح حتى تركب الي’وان اتاك نهارا فاني اعزم عليك ان لا تمسي حتى تركب الي.
ثم كتب اليه ابو عبيده:
يا امير المؤمنين,اني عرفت حاجتك الي وواني في جند المسلمين ولا اجد بنفسي رغبه عن الذي يصيبهم.. ولا اريد فراقهم حتى يقضي الله فيهم وفي امرهفاذا اتاك كتابي هذا فحللني من عزمكووائذن لي بالبقاء.

فلما قرأعمر الكتب _بكى حتى فاضت عيناه_ فقال له من عنده من شده ما راوه من بكائه؟

امات ابو عبيده يا امير المؤمنين؟
فقال كلا ولكن الموت منه قريب.

وما ان لبث الا ان اصيب بالطاعون,فلما حضرته الوفاه فقال :اني موصيكم بوصيه ان قبلتوها لن تزالو بخير:
اقيمو الصلاه,وصومو شهر رمضان, وتصدقو,وحجو واعتمروا,وتواصو,وانصحو لامرائكم,ولا تغشوهم ولا تلهكم الدنيا’فان المرء لو عمر الف حول ما كان له بد من ان يصير الى مصرعي الذي ترون..

والسلام عليكم ورحمه الله.

ثم ما لبث ان فاضت روحه الطاهره

رحمه الله….