ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر يا له من تعبير
تجذبني دائما هذه الآية الكريمة بتعبيرها الرائع و بفكرها العميق، محمد صلى الله عليه و سلم يتفكر في التكاثر الذي شغل كل الناس التكاثر في الأموال و الأولاد و نسوا العواقب لم يكن محمد ليشتغل بذلك مثلهم و إلا لما عابهم لأن الإنسان لا يعيب شيئا و يأتي بمثله ثم قال حتى زرتم المقابر عندها يتذكر الإنسان و يستعرض حياته الماضية و يتمنى أن لو تكتب له حياة و صحة جديدين فيغير سياسته و يتبع الطريق السليم.
حتى زرتم المقابر كيف عرف محمد صلى الله عليه و سلم بأن المقام في القبور إنما هو مؤ قت و أن إلى الله المصير

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)

تتهيأ لمحمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم جميع الأسباب لينغمس مع قومه في الملذات و الملاهي، و أن يكون له مركز قوي فيأمر و ينهى لا يثنيه شيء عن ارتكاب االفواحش و القيام بالإثم و العدوان، لكنه لم يكن في هذا العالم حيث أنه لم يسجد لصنم أبدا و عرف عنه الصدق و الأمانة في حياته العامة قبل أن ينزل عليه الوحي، فلما بلغ سن الأربعين من عمره أنزل الله عليه الرسالة و أمره بتبليغها صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما، ليكون للعالمين بشيرا و نذيرا.