الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › قصيدة لزين الدين العابدين علي بن الحسين
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 13 سنة، 9 أشهر by صياد بابل.
-
الكاتبالمشاركات
-
23 أغسطس، 2010 الساعة 3:03 ص #132265محمد عبده حسنمشارك
ليس الغريب غريب الشام واليمن …. إن الغريب غريب اللحد والكفن
إن الغريب له حق لغربته …. على المقيمين في الأوطان والسكنلا تنهرنَّ غريبا حال غربته….. الدهر ينهره بالذل والمحن.
سفري بعيد وزادي لن يبلغني….. وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها…. الله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني…. وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمرُّ ساعات أيامي بلا ندم…. ولا بكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ
أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهداً … على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت… يا حسرةً بقيت في القلب تُحرقنيدعني أنوح على نفسي وأندبها…. وأقطع الدهر بالتذكير والحزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني… لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها… فهل عسى عبرةٌ منها تُخلصني
كأنني بين جلِّ الأهل منطرحٌ …. على الفراش وأيديهم تُقلبني
وقد تجمَّع حولي مَن ينوح ومن…. يبكي عليَّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني…. ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها…. من كل عِرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها…. وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمضونى وراح الكل وانصرفوا…… بعد القياس وجدو فى شرا الكفنوقام من كان حِبَّ الناس في عجَلٍ……. نحو المغسل يأتيني يُغسلني
.
وقال يا قوم نبغي غاسلا حذِقا… حرا أديبا قريبا عارفا فطِنِ
فجاءني رجلٌ منهم فجرَّدني …. من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحا…. وصار فوقي خرير الماء ينظفني .
وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني.. غَسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفنِ
وألبسوني ثيابا لا كِمام لها…. وصار زادي حنوطي حين حنَّطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا… على رحيلي بلا زاد يُبلغني
وحمَّلوني على الأكتاف أربعةٌ … من الرجال وخلفي منْ يشيعني
وقدَّموني إلى المحراب وانصرفوا … خلف الإمام فصلى ثم ودعني.
صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها… ولا سجود لعل الله يرحمنيوانزلونى الى قبرى على مهلا….. وقدموا واحدا منهم يلحدونى
وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني…. وأسكب الدمع من عينيه أغرقني
فقام مُحترما بالعزم مُشتملا… وصفف اللبْن من فوقي وفارقني
وقال هُلواعليه الترب واغتنموا …. حسن الثواب من الرحمن ذي المنن.
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا …. أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني
وهالني صورةٌ في العين إذ نظرت…… من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم…… قد هالني أمرهم جدا فأفزعني.
وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ … ما لي سواك إلهي منْ يُخلصنيفامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي…. فإنني موثقٌ بالذنب مرتَهَن
23 أغسطس، 2010 الساعة 7:21 ص #1450751صياد بابلمشاركإنشاء قائمة