أنا أحتج

سألني أحدهم, أين أنتِ؟ لم ابتعدتِ!! أسابيع و شهور مرت ما كتبتِ حرفا و لا حضورا بكلمة سَجلت. هل نَضبت الأفكار منكِ أم جفَ القلم؟ هل ضاق الفؤاد من حزنٍ أم عَصره بعض من آلم. قلت لا و ألف لا, كلماتي تملأ قلبي وفاضت بها أوراقي, مداد قلمي من حُزن بغداد و من عُمر السنين وينابيع الشجن.
هو الصمت
قد قالوا بأنه ابلغ من كلامٍ و اشدُ من صَرخة ندم. صمتي هو كلماتي, ولكن غيري أبى و ما فهم. الصمتُ هو رفضٌ, و احتجاجٌٌ و به أنا أعتصم. كتمت القلم و مزقت أوراق بيضاء وهجرت جميل الشعر و أحلى الكَلِم. سكوتي لم يكن صمتا هو صراخ بأعلى صوت لا, بل هو آلم.
ما الخطب؟ تساءل البعض, أجبنا و لو بكلمة, ترددت, فكرت, جمعت أوراقي و عزمت. أمسكت قلمي و رجوت, أن اخبر عني يا صديقي ما أخفيته في قلبي, وعلى الصبر كفاية ما قدرت. أنا يا قلمي أخطأت و إليكَ أعتذر, ما كان لي أن أهرب و أفر, ولكنها كلماتي التي سُرقت و ما إليكَ قد بُحت و أسررت. كتبنا و كتبت و فرحنا و فرحت. قرأ غيري قطع الحروف, رَتبَ الكلمات و أقتبس, ما اكتفى بل إلى نفسه السطور نَسب.
خواطري هي بضعة من روحي, و فيض وجداني, أحلامي, رؤاي, أيام مضت و أحزاني, أحبها غيري أم رَفض أفكاري هي أنا كياني و ذاتي. كلماتي يا أجمل ما قال القلب من همساتِ, أراها اليوم بأسماءٍ أُخرياتِ, في مواقع النيت أو صحف الكترونيات, مقطعة مشوهة, تراني أقرأها أحنُ إليها و تَحِن إلي, أمدُ يدي لأجمعها لكنها أمست اليوم مُلك غيري.
ما اشتكيتُ, و ما بكيتُ بل لله احتسبتُ و عن كل الكلام امتنعت, إليهِ الصمت التجأت, أم تراني أخطأت,, ما رأيك يا قلمي لو سامحت؟ ننسى و نعود من حيث بدأنا و بدأت.
و سأكتفي بقول واحد,,,, فقط أنا أحتج.