الرئيسية منتديات مجلس الصحة مقتطفات من الطب النفسي

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #13497
    نـــادر
    مشارك

    نبدأ بهذه القطفة من كتاب الأمراض النفسية والعصبية والتي بعنوان :

    ( بين العقل والجنون …. شعرة)

     

    مجنون ….من المؤكد مجنون …

    هذا كلام ناس غير عاقلين … ما عارف مصلحتك وين …

    وهكذا تختلف العبارات ، ولكنها تشترك في شيء واحد : الاتهام بالجنون .

    والآن .. ما هو هذا الجنون الذي نتهم به الناس ؟

    هل هو حالة مرضية واحدة ؟

     وما هو الأساس الذي يمكن أن نقيم عليه اتهامنا للناس بالجنون ؟

    في المكتب .. في الشارع .. في البيت . في المسرح .. في أي مكان يمكن أن تلتقط أذنك هذه القذيفة التي تطلق بسهولة من فم أي واحد منا : أنت مجنون ..

    فالأم تقول على ابنتها التي ترفض الزواج من العريس الغني أنها مجنونة لا تعرف قيمة المال … وستندم عندما تجري وراء الحب …

    والحبيب يطلب من حبيبته أن تهرب من البيت فتقول : انت اتجننت

    فيرد عليها : أين حبك لي اذن ؟

    والموظف العجوز يقول عن الشاب الذي يعمل معه : هذا مجنون …حد يخالف اللائحة ؟

    والتاجر أيضا ..قد يصرخ صائحا : هذا مجنون ..ليش باع البضاعة بهذا السعر ؟ …

    وفي البيت ..عندما يختلف الزوج مع زوجته في الرأي يصرخ في وجهها : أنت مجنونة .. اسمعي الكلام … وقد تعاند الزوجة . ويصر الزوج . ويستمر الخلاف وترتفع الأصوات ليصرخ الزوج في النهاية … مجنونة ..ولازم نروح لطبيب نفساني .

    وقد تستجيب الزوجة لأمر الزوج ..وتذهب هي وحدها .. دون أن يذهب هو أيضا معها إلى الطبيب .. وقد يعود الخلاف بعد ذلك .. وهنا يصرخ الزوج : مجنونة ..مش بتروحي تتعالجي عند طبيب نفساني ؟ وصور أخرى كثيرة يمكن أن نراها .. هذا الشاب الذي حلق شعر رأسه تماما  ..أنك قد ترى من ينظر إليه ويبتسم وهو يغمز بعينه ويقول : مجنون .

    والآن بعد كل هذا الكلام من المؤكد أننا يجب أن نفكر بحق في معنى كلمتين : الجنون …والعقل .؟ ما هو معنى هذه الكلمة : مجنون ؟

    الواقع أنها كلمة مجازية تعني أن التصرفات والسلوك الشخصي في موقف محدد . كلها تكون بعيدة عن الواقع .. وغير مألوفة في المجتمع الذي تدور فيه الأحداث .. وأمامنا مثال بسيط : الزواج .. في السويد تعيش المرأة مع الرجل لسنوات .. قد تنجب خلالها منه أطفالا .. وفي نفس الوقت قد تضع أمامه هذا التحذير : أرجوك لا يجب أن تتسرع بالزواج ؟

    إن مجرد حكاية هذا الكلام في أي بيت عربي ستكون نهايته ابتسامة ساخرة .. وتعليق بكلمة واحدة : مجنونة .. ولكن إذا بحثنا عن رأي أخت هذه الفتاة السويدية في تصرفات أختها فإنها ستقول : عين العقل : .. يجب أن تتأكد أولا أن هذا الرجل يناسبها كزوج .

    وفي السويد . إذا سمعوا قصة الزوجة العربية التي لا تنفصل عن زوجها الذي يعذبها ومع ذلك ترضى من أجل الأولاد .. فإنهم من المؤكد سيندهشون ويصرخون : مجنونة مجنونة .

    وهكذا نجد أن ما نعتبره نحن جنونا يعتبره آخرون تصرفا عاقلا والعكس صحيح تماما .

    ولكن إذا كنا نملك القدرة على الحكم بالجنون على بعض الناس .. هل يمكن أن نحكم على إنسان بالعقل ؟ اعتقد أنه شيء صعب . بل ويكاد يكون مستحيلا .

    إن الطبيب النفساني  يستطيع أن يبحث حالة إنسان ويكتب بعد ذلك شهادة يوقع عليها ويؤكد أنه غير سليم ..وأنه مريض بالمرض الفلاني ، ولكنه يتردد مائة مرة قبل أن يمسك بقلم ويكتب شهادة بأن هذا الإنسان عاقل ..

    ونعود مرة أخرى إلى وصف العاقل : اننا نقول عن شخص أنه عاقل عندما نجد أن سلوكه يتمشى مع أحكام المجتمع .. وتكون كل أفعاله مقبولة ممن يعيشون حوله ..

    وهذا ليس غريبا أن يكون العباقرة وذوو الذكاء المرتفع دائما متهمين بالجنون ..لأنهم بهذا الذكاء المرتفع غير العادي ينفصلون عن المجتمع الذي يحيط بهم .

    نفس الشيء يمكن أن يحدث مع كل من يحاول أن يحدث تغييرا للمألوف في مجتمع من المجتمعات سواء كان زعيما أو حتى يدعي نبوة … إلى هنا .. ولم نتعرض لهذه الحالات التي نعطيها بلا تردد صفة : الجنون .

    الواقع أن المراجع العلمية كلها لا تتضمن وصفا لمرض اسمه الجنون … فهذا المرض لا وجود له .. ولكن الموجود هو قائمة طويلة تتضمن أسماء لأمراض نفسية : لها أعراضها المحددة .. ,لها علاجها المحدد .. ولها اسمها المحدد أيضا .

    والآن .تعالوا نسترجع بعض المواقف التي نقول عنها أنها حالات جنون لنعرف الاسم العلمي لهذه الحالة ….وسنجد أنه اسم محدد وليس هذا الاسم اللا واقعي الذي نستعمله بسهولة ..
    الحكاية هنا عن امرأة تحرص على طهارة يديها .. إنها تغسل يديها مئات المرات بالماء والصابون . والمطهرات .. بل إنها تحاول أن تطهر كل شيء يمكن أن تلمسه بيديها حتى لا يتلوث . وهكذا تمتد عمليات التطهير لكل شيء في البيت .. وخلال ذلك تفسد الكثير من الأجهزة .. وتستهلك كمية هائلة من المطهرات .. ومن كثرة الغسيل تصاب يديها بالجروح .. وتستمر في دوامة النظافة والتطهير حتى تنهار من الإجهاد … وتبكي من الألم النفسي وهي تسمع الجميع يهمسون : مجنونة . .

    والعجيب أنها شخصيا تؤمن بأن ما تفعله خطأ . ولكن .. ماذا تفعل وهي عاجزة عن مقاومة فكرة حرصها على النظافة والتطهر .

    هنا نقول أننا أمام امرأة مصابة بمرض محدد هو : الوسواس القهري .

    وهذا المرض له أسبابه وله علاجه .

    وإذا رجعنا إلى هذه المرأة لوجدها أنها أم .. وزوجة محترمة .. تدير بيتها وتقوم بكل مسؤولياتها ما عدا هذه النقطة التي تعذبها : الطهارة .

    أليس من الظلم ن نقول لمثل هذه الزوجة : أنت مجنونة ..

    الأم على فراش المرض .. إنها في الخمسين من عمرها . ويحيط بها أولادها الكبار . متزوجون .. أو على وشك الزواج .. إنها تشكو من ألم متنقل .. ومن أعراض أخرى كثيرة وعجيبة .. والأطباء يؤكدون : سليمة ، وهي مستمرة في الشكوى والبكاء . يل وتؤكد أنها لا تستحق الحياة ويجب أن تموت .. وعندما يسأل الأولاد تقول : لقد قال لي والدكم أنه لا يحبني . ويتعجب الجميع . وينفي الزوج العجوز ذلك .. ولكنها تؤكد : لقد لقت لي ذلك منذ عشر سنوات .. ومهما تعجب الأبناء  . ومهما تحدث الأب . فإن العجوز تستمر في البكاء مؤكدة أنها لا تستحق الحياة . وقد يفلت زمام اللسان ونسمع من يقول : لقد جنت : والواقع أننا هنا أمام حالة واضحة جداً واسمها اكتئاب سن اليأس … وهو مرض محدد الأسباب .. وعلاجه معروف . ولن ننسى هذا الطالب الذي يدرس الطب الذي جاء يشكو من هؤلاء الأعداء الذين يحقدون عليه ولذلك يسلطون على مخه أشعة خاصة تحول هذا المخ العبقري إلى سائل غير قادر على التفكير .. إنه يؤكد ذلك .. وإذا ظهر على وجه محدثه أي شك في هذا الكلام فإنه يهز رأسه ويقول : هل تسمع رجرجة هذا السائل داخل رأسي . وقد يقول سامعه : مسكين مجنون . والواقع إنها صورة أخرى من صور الاكتئاب . .
    أما هذا الرجل الذي يهاجم زوجته دائماً لأنها على علاقة بأخيه دون  وجود أي دليل على ذلك فإنه يصور حالة أخرى .. إنها قد تفتح الراديو لتستمع إلى أم كلثوم . فينفجر غاضبا . لأن كلمات الأغنية كلها شوق من زوجة إلى أخيه . بل إنها دعوة من الزوجة إلى الأخ . وتصرخ الزوجة : أنت مجنون . والواقع أنه مريض بالفصام .

    وعلى هذا فإن كل تصرفات هذا الزوج عادية ومقبولة و ماعدا هذه العلاقة التي يتصور أنها موجودة بالفعل .

    مات زوجها . وحزنت .. ونصحها البعض باستعمال الأقراص المنومة فهي لا تنام . وفي الصباح تشعر بالتعب . فبدأت في استعمال الأقراص المنشطة . وهكذا تعودت على الأقراص المنومة ليلا  والأقراص المنشطة صباحا . وحتى تحصل على المال الذي يكفي لشراء هذه الأقراص بدأت في بيع أجزاء من أثاث البيت . . ولا حظ الناس أنها تتزين بطريقة فاضحة .. وقال البعض لقد أصيبت بالجنون بعد وفاة زوجها . والواقع أنها أمام صدمة فقدان الزوج حدث لها عدم توازن …. وكانت النتيجة أنها استعملت هذه الأقراص وانتهى بها الأمر إلى إدمان الأقراص . وهكذا السبب واضح .. والعلاج معروف علميا . والمرض اسمه الإدمان ..,وليس الجنون . وحكايات كثيرة عجيبة :

    هذا الرجل الذي يخاف أن ينام .. حتى لا يبتلع لسانه أثناء النوم ، ويموت وهو نائم . دون أن يدري . ـ وهذا الشاب الذي يخشى أن يتوقف قلبه فجأة .. وعلى هذه فهو يدلك قلبه ليل نهار . ليضن استمرار حياته ….

    ـ بل وهذا الرجل الذي يزور الأطباء .. طبيبا بعد طبيب .. ليتأكد هل هو عاقل أم مجنون .. إنهم كلهم مصابون بمرض القلق النفسي المصحوب المخاوف ، وليس من العدل أن نبتسم عندما نسمع شكواهم ونقول : مجانين .

    ونشرت بعض الصحف خبرا عن ثري أمريكي دفع مبلغا خياليا لخادمة في قصر من قصور جاكلين كيندي لأنها سلمته قطعة ملابس داخلية خاصة بجاكلين …لقد قال الناس عنه أنه مجنون .. ولكن الواقع أنه مريض بمرض اسمه : الفيتيشيه .. في هذا المرض يتعلق المريض بأي شيء من متعلقات الطرف الآخر وتكون لذته الجنسية كلها في مشاهدة الملابس الداخلية .. أو اقتنائها . وهذا محدد ومعروف . وله علاجه أيضا .

    بكت الأم وهي تقول : بنتي عليها عفريت . لقد عادت من المدرسة وهي  في حالة ذهول .. ثم بدأت تتكلم بلغة غير مفهومة . ثم بدأت في الكلام مثل الأطفال . وأحيانا بطريقة عجيبة . وقالوا مجنونة وعلاجها الزار ، والواقع غير ذلك تماما .. لقد أصيبت الفتاة بما نسميه الهيستريا الانفصالية وهي حالة لها علاجها المحدد .

    أما هذه السيدة التي تصاب بنوبات فجائية من الصراخ أو الضحك ثم البكاء بلا سبب فإنها ليست كما يقولون مجنونة .. وإنما هي حالة إصابة بنوبات صرع نفسي حركي ،وهي حالة لها علاجها .

    والآن .. ما رأيكم في هذا الاتهام . الجنون .؟؟؟

    إننا كما رأينا في هذا المقال يمكن أن نرى أصابع الاتهام بالجنون وهي تتجه نحو تصرفات عادية ، وفي نفس الوقت نجد أن صفة الجنون تستعمل دائما في تفسير أعراض نفسية لها اسمها المحدد المعروف . فإذا أضفنا إلى كل ذلك حقيقة علمية : أنه لا توجد حالة مرضية محددة اسمها الجنون .. أصبح من الواضح أن استعمال هذه الكلمة بمبرر أو بلا مبرر خطأ .

    فإذا قابلت مريضا بأي مرض نفسي . فيجب أن تحترم انسانيته ، وتعامله تماما كما تتعامل مع مريض بالمعدة أو القلب ، أنت لا تسخر من مريض الكلى ، وعلى هذا لا يجب أن تسخر من المريض النفسي ، فهو مثل أي مريض بمرض آخر يستحق التعاطف ، والمساندة أثناء العلاج .

    وسؤال أخير له أهميته : هل هناك ضرر من ترديد تهمة الجنون على مسمع شخص بصفة دائمة ؟ والجواب : نعم ، هناك خطأ كبير ، إن الاستمرار في ترديد هذه الكلمة على مسمع أي شخص معناه إصابته بفقدان الثقة في ذاته ، ثم تنهار كل مقوماته ، وهكذا يبدأ في التردد والتشكك في كل تصرفاته ، ويفقد القدرة على الحكم : ما هو الصحيح ، وما هو الخطأ ، وهكذا ينعكس هذا التغير على سلوكه ، لنبدأ في ملاحقة كل ذلك لنؤكد ونعزز اتهامه بالجنون في الوقت الذي يكون فيه اتهامه بالجنون ، هو السبب الحقيقي في هذا التغير الذي في حياته

    وأخيرا هل ستعود إلى وصف إنسان بأنه مجنون .؟

     

    #391220
    نـــادر
    مشارك

    وهذا موضوع آخر من نفس الكتاب ( الأمراض النفسية والعصبية ) بعنوان : القلق

    ما دام المرض بعيدا عن جسمه ، نجد أنه يعيش بطريقة طبيعية دون أن نلحظ عليه أي شيء غير عادي ، ولكن ما إن يشعر بالألم بعد أن يصاب بأي مرض ، وما إن يصبح لزاما عليه أن يظل حبيس غرفة النوم ، حتى يتبدل حاله وتظهر على شخصيته ملامح كانت خافية وهو بعيد عن فراش المرض ..

    ماذا تفعل هذه الملامح الجديدة على شخصيته .؟ إنه هنا يقف دون أن يدري أمام سير العلاج الطبيعي .. هناك الشخصية المهيأة للقلق ، مجرد تهيؤ ، إن ظروف الحياة العادية قد تمر على هذه الشخصية في يسر وسلام ، دون أن يظهر هذا الميل إلى القلق ، ولكن قد تظهر ملامح مؤقتة وخفيفة لهذا الميل ، ولكن يحدث ذلك فقط في فترات التوتر النفسي ، مثلاً في فترة الامتحان ، أو عند التقدم لوظيفة أو عند اتخاذ قرار هام ، وأهم من ذلك كله تظهر هذه الملامح بوضوح عند الإصابة بمرض في الجسم .

    فالقلق هنا يعلن عن نفسه بعد أن تبدل حال الإنسان ، فالمرض الجسماني يقف عقبة أمام نشاط المريض الذي يصبح محدودا ، فإذا علمنا أن هذا النشاط يمتص عادة الكثير من طاقة القلق ، وأصبح واضحاً أمامنا السر في زيادة وضوح هذا القلق .

    بجانب ذلك ، فإن المرض الجسماني يزيد من هذا القلق ، فهناك الخوف من نقص الدخل ، وهناك الأرق ، والألم ، وهناك أيضا الإحساس بالحرمان من النجاح ، وهناك الجوع ، كل هذه الأشياء مصادر قلق جديد ، والآن وقد جاء المرض إلى الجسم ، ومع المرض جاء القلق ، ماذا يمكن أن يحدث لهذه الشخصية التي تميل أصلاً إلى القلق ؟

    في بعض الحالات قد نلتقي بهذه الشخصية القلقة التي تخاف من مواجهة الحقيقة ،ولذلك تكتم المرض تماماً ، وتخفي كل معالمه ، وهكذا تهرب الشخصية من مواجهة حقائق الحالة المرضية التي أصابت الجسم ,هكذا يؤكد هذا المريض أنه لا يشعر بأي مرض ، وقد يكون من الصعب هنا إغراؤه بالعلاج ، هذا نوع ، وفي نفس الوقت قد نلتقي بالنوع الآخر الذي يدفعه القلق إلى البحث بلهفة عن علاج سريع وشفاء عاجل ، فهو يبدأ بعلاج ما ، ولأنه لم يشعر على الفور بتحسن ، فإنه يسارع بالبحث عن علاج آخر عند طبيب آخر ، وقد تتكرر الصورة عدة مرات ، ويكون ذلك سببا جديداً لتأكيد القلق ، فأمام المريض أكوام من الأدوية ، وهو يرى بعينه أن كل هذه الأدوية قد فشلت في علاجه ، بينما الواقع أنه لم يتقدم خطوة واحدة في أي طريق من طرق العلاج ، وبذلك يصبح من الطبيعي ألا يشعر بأي تقدم في صحته ، وأخيراً يسيطر عليه اليأس ، الذي قد يدفعه إلى البحث عن الشفاء عند الدجالين ، وهكذا يبتعد بقدميه عن الطريق الصحيح للعلاج ، وتضيع منه الفرص الحقيقية للشفاء .

    وتتعقد الأمور في هذه الحالة ، لأن القلق هنا يضيف بعض الأعراض الداخلية على المرض الحقيقي

    وهكذا نجد أن الحالة النفسية تعقد الأمور فإذا اشتكى المريض من دقات القلب مثلاً أصبح من الضروري التأكد من حقيقة الشكوى ، هل هي مجرد حالة نفسية أم أن دقات القلب التي يشكو منها المريض لها أساس مرضي في جسمه ؟ هنا يجب عمل التحاليل والكشوف اللازمة .

    #391367
    نـــادر
    مشارك

    الصداع النفسي

    أنت تشكو من الصداع ، هذه هي أحدث الأبحاث التي تكشف جوانب عديدة حول مشكلتك .

    وقد تكون أبا لطفل يدمر كل شيء ، يخنق القطط ، يضرب أبناء الآخرين ، وهذه بعض الدراسات الجديدة عن العدوان ، أما هذا الكابوس الذي يزعجك ، وهذه الأحلام البغيضة التي تحرمك من الاستمتاع بالنوم فإن لها سببا محددا ولها أيضا علاج محدد .

    هناك نوع من الصداع اسمه : الصداع النفسي ، وقد يتعجب البعض من هذه التسمية ، ولكن عجبهم سيزيد عندما يعرفون أن 75 % من حالات الصداع تكون من هذا النوع : الصداع النفسي ، وواضح من التسمية أن سبب هذا النوع من الصداع نفسي بحت ، معنى ذلك أن العلاج لن يتم والشفاء لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق علاج الحالة النفسية أولا ، وهكذا يمكن أن يختفي هذا الصداع النفسي .

    ونعود مرة أخرى إلى أسباب الصداع عامة ، إنها قد تكون حالة من هذه الحالات : إمساك ، فقر دم ، متاعب في الأسنان ، الحبوب الأنفية ، العيون أو حالات مرضية متعددة تصيب الجهاز العصبي ،،،، ومرة أخرى أقول أن كل هذه الأسباب تكون وراء الإصابة في 25 % من حالات الصداع ، أما باقي الحالات فإن سببها يكون : الصداع النفسي .

    وإذا نظرنا إلى الطريقة التي يفكر فيها الناس عند إصابتهم بالصداع لوجدنا أن تفكيرهم ينحصر دائماً في الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بـ 25 % من الحالات ، ولا يفكرون في السبب النفسي الذي يختفي وراء  75 % من حالات الصداع .

    وقد يحدث أن تتجه الأسرة بمريضها إلى الطبيب ، هنا يقول المريض : الصداع يعذبني ، ويؤكد الطبيب : جسمك سليم .

    والواقع أن المريض صادق ، فهو فعلاً يشكو من الصداع ، وفي نفس الوقت لم يخطئ الطبيب فأعضاء الجسم سليمة ، ولكن السبب في هذا الصداع هو : الحالة النفسية .

    وقد لا يتنبه الأهل إلى ذلك ، وهكذا تنهال الاتهامات على المريض ، إنه يدعي المرض ، أو أنها تحب الدلع ، فهي تشكو من شيء لا يمكن التأكد من وجوده أو عدم وجوده ، وهكذا يعيش المريض بالصداع النفسي في عالم الضيق والعذاب ، وأهله حوله يسخرون ، فتزداد أزمته النفسية ، وتزداد بالتالي حدة الصداع النفسي .

    وعندما نقول الصداع النفسي كأننا نعني هذا النوع من الصداع الذي يلعب في نشأته واستمراره نوعاً من أنواع الاضطراب النفسي سواء كان ذلك في صورة قلق ، أو اكتئاب ، أو أي نوع من أنواع الصراعات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية .

    وعادة يوضع الصداع النصفي مع هذه المجموعة من الصداع النفسي .

    وقد يقول البعض : ما علاقة الحالة النفسية بالصداع ؟

    ولكن الذي يجب أن نعرفه جيداً هو أن أي إجهاد نفسي يؤثر على مراكز حساسة معينة بالمخ ، هذه المراكز تؤثر بدورها على الجهاز العصبي اللاارادي ، ومن هنا يصل التأثير إلى عضلات الجبهة وفروة الرأس والعنق ، ثم هناك أيضا الشرايين التي تصل إلى المخ ، إنها أيضا تتأثر وتتمدد ، وهكذا تصبح صورة الصداع النفسي واضحة ، إنها حالة تقلص في العضلات السابق ذكرها ، وتمدد في الشرايين الذاهبة إلى المخ ، وهكذا يحدث الألم الذي نسميه : الصداع . وعرف العلماء بالتحديد حقيقة الصداع النفسي ، ولكنهم تفرقوا عند استخدام الأدوية المختلفة في علاج هذه الحالة .

    لقد جمعوا مجموعة من مرضى الصداع النفسي ، وبعد إجراء الاختبارات اللازمة بدءوا استعمال العديدة من العقاقير التي سبق أن قيل عنها أنها مفيدة .

    واستمر العلاج ثلاثة أشهر ، وجاءت النتائج لتؤكد أن معظم الشخصيات التي تعاني من الصداع تكون لها شخصية طموحة يبحث صاحبها عن المثالية ، ويكون دائم الاحتكاك بالمجتمع حتى ينقذه من تدهور القيم ، أو تكون شخصية حرمتها الظروف من بعض الحنان في الطفولة ، وتحاول الكفاح في سبيل الوصول إلى المستوى الذي يعوض هذا الحرمان ، هذا بجانب الشخصية الهيستيرية التي تتميز بالتقلب المستمر الانفعالي ، ويمكن تشبيهها بالقرص الفوار الذي يثور سريعا ولكنه سرعان ما يخمد ، هنا يكون الصداع هروبا من موقف معين أو طريقة لاكتساب الاهتمام وتركيز الانتباه وأقرب مثال لذلك هذا الصداع الذي يصيب طالب الثانوية العامة الذي يخاف الامتحان وترعبه النتيجة ، أو الصداع الذي يصيبك وأنت في طريقك إلى العمل حيث ينتظرك الرئيس المتعب .

    كذلك أكد البحث أن جزءا كبيرا من ضحاي الصداع النفسي يعانون من مرضى القلق النفسي أو الاكتئاب وعادة يخفي الصداع كل الأعراض ، وهكذا يغيب عن الذهن وجود أحد المرضين والكلام الذي يردده المريض يؤكد هذه الظاهرة ، أنه لا يحس بأي عرض من أعراض مرض الاكتئاب أو القلق ، ولكنه لا يرى أمام عينيه إلا الصداع ، إنه يقول : لا يتعبني أي شيء ، غير الصداع . قد تقول له : هل تنام جيداً ؟  والرد : هل يمكن أن أنام وأنا بهذا الصداع ؟

    إنه هنا ينسى حالة الأرق ويتذكر فقط الصداع ، بل ويعتقد أن الصداع يسبب الأرق ، وأن شفاء الصداع معناه نومه سريعا .

    ومن الملاحظ أن الإيحاء بالشفاء يكون له تأثيره على مريض الصداع النفسي .

    وقد انتهينا من خلال هذا البحث إلى أن علاج الصداع النفسي يكون بفهم المشكلة الأساسية في حياة المريض وعلاج المرض الرئيسي مضادة للقلق والاكتئاب ، وقد أثبت البحث تفوق ثلاثة عقاقير موجودة في بلدنا ولكن بشرط استمرار استعمالها بكميات متزايدة لمدة ستة أسابيع ثم يبدأ تخفيض الكمية بالتدريج .

    والآن ، إذا كنت تعاني من الصداع ، وإذا كان طبيبك قد فحصك وأكد عدم وجود مرض عضوي في أي جزء من جسمك ، لا تلجأ إلى استعمال المسكنات لعلاج الصداع النفسي الذي تعاني منه ، بل فكر بعمق في مشاكلك النفسية ، سواء كان ذلك في محيط البيت أو الأسرة أو العمل وستجد أن دراسة هذه المشاكل وحلها يمكن أن يريحك من عذاب الصداع دون الحاجة إلى الأطباء .

    #391966

    مشكوور اخى نادر على هذا المجهود الطيب في مجال الامراض النفسيه وهناك مرض نفسي آخر يدعى الأرق (Insomnia) وطبعا كلنا يعلم عن هذا النوع من المرض النفسي بس خلونا نتحدث عن هذا المرض ولو نبذه بسيطه

    كم من الوقت تحتاج للنوم ؟

    قد يخفى على الكثير من الناس أن حاجة الإنسان للنوم تختلف مع اختلاف العمر . كما أن البالغين يختلفون في مقدار النوم الذي يحتاجونه . فقد تكون 4 ساعات نوم كافيه لبعض الأشخاص في حين أن آخرين يحتاجون إلى 10 ساعات .وعلى سبيل المثال فإن معدل الوقت الذي يستغرقه البالغ من العمر 50 سنه هو 7 ساعات في اليوم .

    ما هي مشاكل النوم ؟

    بشكل عام تنقسم مشاكل النوم إلى نوعين :

    1. كثرة النوم

    2. قلة النوم أو ما يسمى بالأرق وهو الأكثر شيوعا، يمكن أن يكون بسبب القلق أو الاكتئاب .كما أن هناك بعض المشاكل التي يعاني منها بعض الأشخاص وتسبب الأرق للآخرين مثل :

    • تململ الرجل

    • الشخير

    • انقطاع النفس المؤقت أثناء النوم

    ما هو الأرق ؟

    • الأرق هو قلة النوم الكافي لحاجة الجسم و يكون إما صعوبة بدء النوم أو الاستمرار فيه، أو النهوض باكرا بغير المعتاد.

    • عادة يكون الأرق مشكلة عارضة تنتج عن بعض الاضطرابات اليومية في حياة الإنسان و يمكن أن تحدث دون سبب واضح.

    ماذا أفعل لأخلد إلى النوم ؟

    إذا كنت تواجه صعوبة في الخلود إلى النوم فان النصائح التالية قد تساعدك في التغلب على هذه المشكلة :

    1. صل ركعة الوتر قبل أن تنام، أو اقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، ولا تنسى أذكار النوم الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

    2. لا تحاول النوم مباشرة بعد تناول وجبة دسمة أو الانتهاء من عمل شاق يحتاج إلى الكثير من التركيز أو رياضة عنيفة أو بعد اضطرابات أو جدال

    3. حاول أن تتعرف على الأمور التي تساعدك على الاستغراق في النوم . الأمور التالية قد تساعد بعض الناس:

    • تصفح بعض المجلات

    • الاستماع إلى الراديو

    • الاستحمام بالماء الدافئ

    • شرب كوب من الحليب الدافئ قبل النوم

    • محاولة الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين (القهوة .. الشاي .. الكولا)

    • حدد ساعات معينه للنوم وحاول الالتزام بذلك

    • تكرار القيلولة خلال اليوم يؤدي إلى صعوبة النوم في الليل

    • حاول تنظيم روتين يومي خاص بك يساعدك على النوم

    ماذا عن أدوية النوم ؟

    • ينصح معظم الأطباء باللجوء إلى الوسائل الطبيعية للحصول على نوم هادئ. ولكن في بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى حبوب النوم لفترة محدودة.

    • أدوية البينزوديازبين (Benzodiazipine ) هي الأفضل ولكن يجب استخدامها لفترة محدودة (2-3 أيام) و بالجرعة القليلة المؤثرة (بإشراف الطبيب).

    • من النادر وصف أدوية النوم بصورة مستمرة و لكن قد يلجأ الطبيب إلى ذلك لحالات معينة من الأرق المزمن

        من موقع فارس نت

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد