فلم يعد في الأوقات بركة … ولم يعد الإنسان يشعر كيف يمر يومه بل شهره …

من واقع تجربتي في هذه الحياة … فأنا أعتبر نفسي ضمن أولئك الناس الذين لا يعرفون وقت إسمه ((الفراغ))

ويا حظ من لديه وقت فراغ في هذا الوقت … ولو أمككنا من شراء وقت الفراغ … لإشتريت مئات الساعات من وقت الفراغ … ولكن للأسف لا يمكننا من فعل ذلك .

أعرف أخوين يعيشان في منزل واحد … واحد منهم فاضي ولديه وقت فراغ كبير … والآخر مشغوول كثيراً لدرجة إنه لا يستطيع أن يغطي جميع واجباته الأسرية .

الأخ الأكبر متزوج ولديه أولاد وهو المسؤول في ذلك البيت عن الأسرة بعد وفاة أبوهم…  يعمل في شركة .. ويذهب إلى العمل في فترتين … الفترة الصباحية من السابعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً .. والفترة المسائية من الساعة الثالثة وحتى السادسة مساءً  … وفوق ذلك هو يدرس في أحد الكليات بالإنتساب .. يذهب إلى المحاضرات يومياً من الساعة السابعة مساء وحتى التاسعة مساءً … يعود إلى المنزل ويجد عشرات الطلبات التي تحتاجه زوجته … هذا غير إن أولاده يحتاجون إلى خروج في فسحه في أيام الأسبوع لأنهم محبوسين في المنزل طوال أيام العمل ..

الأخ الأصغر … تخرج حديثاً من الجامعة وحصل على عمل حكومي … يعني في الفترة المسائية فاضي طوال الوقت … ولكن وللأسف الشديد الأخ الصغير لم يقدر إنشغال الأخ الكبير في حياته … فهو يمر في ظروف صعبة … وكان من الواجب أن يساعده في أمور المنزل وكذلك يلبي إحتياجات أسرة أخوه الكبير …

حبيت أن أستخلص العبرة من القصة التي ذكرتها أعلاه …. وهي إن هناك بالفعل أناس لا يعرفون طعماً للراحة … فقد حكمت عليهم ظروفهم بأن يكون وقتهم مزحووم وربما لا يجدون وقتاً لنومهم … وفي المقابل هناك أيضاً أناس لديهم ساعات طويلة من وقت الفراغ لا يمكنهم أن يشعروا بالذين وقتهم مزحوم … إلا إذا مرت عليهم ظروف مشابهه .

في النهاية …. كل إنسان في هذه الحياة لديه 24 ساعة … بعظهم ينام 8 ساعات … وبعظهم ينام 12 ساعة …. والبعض الآخر ينام فقط 4 ساعات … وكل ذلك بسبب إختلاف ظروفهم وطبيعة حياتهم …

شكراً أختي على الطرح …