الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان التغيير بالكتابة

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #141398
    كبرياء
    مشارك
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    التغيير بالكتابة

    من عظيم سنن الله أن جعل الكتابة لما يريده سبحانه أن يحفظ , و لا ينس مع غنى الله عن ذلك فهو العليم –جل وعلا- , ونجد أن أول ما خلق الله القلم , ثم أتى الأمر بأن يكتب مقادير كل شيء.
    المتأمل في هذا الأمر تتصاعد في ذهنه ردهات من التساؤلات , وتظهر على سنحة وجهه مزيداً من علامات التأمل والبحث عن الحقيقة ولاغرو أن نجد الأمر بالكتابة في أصولٍ الله كفيل بحفظها , ولكن لحكمة له سبحانه قد يظهر بعضها ويغيب عنا شيئاً كثيراً كانت مكتوبة محفوظة , ومن ذلك – على أني سأمثل بأغلب المكتوب – :
    – القرآن الكريم : وقد كان لرسول الله كتبة للوحي , و قد جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه المصحف , ثم جمعه عثمان رضي الله عنه , وكانوا دقيقين في انتقاء الكتاب والمراجعين , وقد ذكر المولى جل وعلا : إِنَّا نَحْن نَزَّلْنَا الْذِّكْر وَإِنَّه لَه الْحَافِظُوْن .
    وكان لأهل الفضل من يكتب القرآن , وكذلك من يقوم على طبعه وإهدائه , وأقرب نموذج مجمع الملك فهد -رحمه الله- لطباعة المصحف الشريف , الذي استفادت منه أقطار المسلمين بلا استثناء .
    -السنة النبوية : وقد كان مجموع من الصحابة له صحف يكتب فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم , منهم عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه- الذي عده أبو هريرة –رضي الله عنه- أحفظ منه , وقال : إنه كان يكتب ولا نكتب.. وقد نهاهم رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ذلك بادئ الأمر حتى لا يختلط بالقرآن الكريم .
    وقد قيض الله للسنة أهل الحديث الذين حفظ الله بهم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهم البخاري ومسلم (وقد جمعا أصح الكتب في السنة) , وغيرهم الكثير كالإمام مالك في الموطأ, والإمام أحمد في المسند , والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه-رحمهم الله-.وانظر لما حُفظ ماكتبوا حافظ الناس عليه , وحفظ الله به الناس في حياتهم , وكان مرجعا حياتياً مهما .
    -اللوح المحفوظ : أقدار الله محفوظة عنده , وقد كتبت في اللوح المحفوظ قبل خلق آدم , هي تنزل كل عام , في ليلة القدر , وكل يوم , و هذا من عظيم تقدير الله , وحكمته .
    -أعمال الإنسان : جعل الله لكل إنسان ملكين عن يمينه وشماله يكتبون أعماله الصالحة والسيئة مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ .
    وهذا يجعل الإنسان في تحسب لأعماله مع العلم اليقيني بعلم الله بكل شيء , و هو الحكيم العليم . -الشعر: من الغريب وجود شيء من تراثنا الأدبي نحن معاشر العرب لاسيما الأدب العربي الجاهلي , وكذلك ما بعده من عصور حفظ فيها حتى توارثته الأجيال , وأفادت منه الشيء الكثير حتى عصرنا الحاضر.
    -المؤلفات: كان للنتاج الكتابي أثر في بقاء العلم , وحفظ التاريخ , يظهر ذلك جلياً في علماء المسلمين الذي بذلوا نفوسهم , و أوقاتهم في تدوين ما علموه , وتعلموه فانظر إلى ابن القيم –رحمه الله- يؤلف زاد المعاد في رحلته إلى مكة , وابن الجوزي -يرحمه الله- يدون عنوانا لكتابه الشهير (صيد الخاطر) ليحبر صفحاته بما يجول في ذاته الطاهرة (ولا أزكي على الله أحد) , وغير ذلك من الأمثلة التي توضح الاهتمام الباهر بالتدوين , وحفظ العلم بالكتابة.
    -الشهادات والأحكام: يعتمد كثيراً في شرعنا المطهر وغيره تدوين ما يهم الإنسان , وأعظم مثال آية الدين التي أمرت بكتابة الدين والشهود عليه , ونجد البعض يتورع في ذلك , ولكن صدق الأول حين قال : (من ترك شيئاً من أمر الله أحوجه الله إليه ) , وهاهي المحاكم تعج بالضحايا في ذلك . بل نجد حتى الوصية التي أمر كل مسلم ألا يبيت إلا وقد كتب وصيته وجعلها تحت وسادته .
    كل هذا يعطينا دلالة لعظم الكتابة والمكتوب حتى في الأحكام والقضايا. -الإعلام والصحف: نرى التأثير البارز للإعلام وكيف له أن يلوي أعناق العوام لما يريد , لاسيما ما تتبناه الصحف اليومية , والمواقع الإلكترونية .جل ذلك مما هو مكتوب غالباً فهو يفسح مجالاً لمستفيدين أكثر , ويطيل الحقبة لزمان أطول .

    – لماذا الكتابة ؟ .
    – أثبت: لقد كان من مهارة تحويل الفكرة إلى شيء مكتوب اهتمام في الحاضر الإسلامي وغيره , وهو يجعل المدون أكثر تثبتاً وتروياً وتوازناً لعلمه ؛لأن ما سيكتب سيؤاخذ به , وإن كان ما يتكلم به يكن في نفس المعنى , و لكن المكتوب أعظم في ذلك كله . ومامن كاتبٍ إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه.
    -أحفظ: وفائدتها كذلك حفظ العلم , والفكر الصحيح دهورا وأزمنة (بقدرة الله قبل كل شيء) , وقد عده بعض أهل العلم من أعظم الوقف .
    وقد ورد عن الإمام مالك رحمه الله حين كتب الموطأ أنه أتاه من ذكر أن هناك من كتب كثيراً فكيف تكون الحاجة لما دونه-رحمه الله- فقال: ما لله سيبقى , وما لغيره سيفتى , وبالفعل ظهر برهان حديثه .
    -أدق .. يحرص الكاتب دائماً أن يكون نتاجه سليم المعنى(بحسب الكاتب وفكره) , وسليم التركيب , وبهذا يظهر جودة المكتوب دائماً من الحديث والخطاب.
    أقول: يظهر جلياً أهمية الكتابة , و أنها عنصر فعال من عناصر التغيير القوي في المجتمع والأفراد , لذا إغفال جانبها سفاهة , وإعطاءها حقها فطنة , والخير كل الخير في دعمها والمشاركة بها , و إذكاء روح التنافس فيها , وأهم من ذلك فتح المشاريع والصحف و المدونات(المحافظة) لتدعيم هذه القوة الكامنة .
    وليكتب الكاتب وليكن نتاجه إما في حواصل طير خضر فتفتح للأمة أبواب التفاؤل والخير , وتكون محط رحال لإصلاح أحوال الفرد المجتمع , وإما أن يكن نتاجه مضرجاً بدماء المنافقين والبطلة من الخائنين والماردين فيكون نوراً لكشف الخطط الكيدية , وأشبه ما يكون مجاهداً في ساحات المعركة .

    فاكتب ثم اكتب لينبري حق, ويُقمع باطل.

    سعيد بن محمد آل ثابت ، ياله من دين
    #1501858

    مشكور طرح اكثر من رائع

    #1502066
    تسلم اخي على الطرح القيم
    تقبل خالص تقديري

    #1502216

    ابدعت اخي..

    تشكر ع الموضوع..

    #1502860

    جزاك ربي كل خير

    شكرا لك

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد