مشاهدة 10 مشاركات - 1 إلى 10 (من مجموع 10)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #143001

    قصه شهامه

    سقط الشيخ العجوز في الشارع فاقد الوعي،

    واحضروا له سيارة إسعاف نقلته على عجل إلى اقرب مستشفى،

    وكانت حالته حرجة جداً،

    وخلال المرات القليلة التي يفيق فيها كان يردد اسم ابنه يريد رؤيته،

    وبعد البحث والتقصي عرفوا انه ملتحق بإحدى فرق الجيش التي تجري المناورات في منطقة نائية

    وبعثوا له واحضروه على وجه السرعة،

    قبل أن يلفظ والده أنفاسه.

    ودخل العسكري الشاب المرهق وعلامات التعجب والقلق بادية عليه،

    وصحبته إحدى الممرضات حتى وقفت على سرير العجوز الذي كان بين الإغماء واليقظة قائلة له:

    يا عم،

    يا عم

    لقد جاء ابنك،

    وكررت عليه ذلك عدة مرات،

    وكان خلالها يفتح جفنيه،

    ثم يغمضهما من دون أن يجيبها.

    وفجأة مد يده الناحلة المعروقة من تحت خيمة الأوكسجين،

    فتلقاها الشاب بيده الضخمة الخشنة،

    وأخذ يردد للعجوز الدعوات والكلمات التشجيعية والطرائف،

    وظل العجوز طوال الوقت ممسكاً بيد ابنه،

    وابتسامة الرضى تملأ وجهه رغم آلام المرض.

    وكلما حاولت الممرضة أن تطلب من الشاب أن يرتاح قليلاً،

    ويعود مرّة أخرى في الصباح كان يرفض،

    وظل ساهراً معه طوال الليل

    ولم يأكل لقمة واحدة.

    وعند اقتراب الفجر لفظ الشيخ العجوز أنفاسه،

    وما زالت يده قابضة على يد ابنه،

    بعدها أعاد الشاب اليد التي فقدت الحياة إلى الفراش،

    ثم رفع غطاء خيمة الأوكسجين وطبع قبلة على جبين الشيخ،

    ودعا له بالمغفرة،

    ونهض لأول مرة بعد ساعات طويلة.

    وذهب لإبلاغ النبأ للممرضة،

    وبينما كانت هي تقوم بالإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالة،

    فتح الشاب الباب المفضي إلى البلكونة،

    وأخذ يسرح بتفكيره ثم عاد مرة أخرى للممرضة وسألها:

    من هو ذلك العجوز المتوفى؟!

    فأجابت في ذهول:

    انه أبوك!،

    فقال:

    لا،

    انه ليس أبي،

    بل إنني لم أره قبل ذلك في حياتي،

    فسألته: ولماذا لم تقل ذلك عندما صحبتك إلى سريره؟!

    فقال: لقد أدركت أن هناك خطأ ما قد حصل،

    ولكنني عرفت من عينيه التي لا ترى شيئاً انه في حاجة إلى ابنه،

    وهو لا يعرف ولا يدرك إن كنت أنا ابنه أم لا،

    وهكذا بقيت وتواصلت معه إلى أن توفاه الله، وهو قرير العين.

    وبعدها غادر المستشفى وسافر راجعاً إلى وحدته.

    وتبين بعد السؤال والتحري،

    أن هناك جنديين بالصدفة يحملان اسماً متشابها ورقماً متقارباً،

    وحدث التباس عند إدارة الفرقة،

    وأخرجت ملف الجندي الخطأ.

    عندها استدعوا الابن الحقيقي وعزوه بوفاة والده،

    وذهب للصلاة عليه ودفنه في اليوم الثاني.

    —————————————–

    أحبــــــــــــائي ♥ ♥

    هل نقول: انه العطف، والشهامة، والإنسانية؟!

    أم أنها اللقافة، والحشرية، وحب الاستطلاع؟!

    الغالب والأغلب هي الشهامة التي تجعل الانسان يتصرف بفطرته وطبيعته دون انتظار لرد فعل أو شكر.

    فلنكن ملمين بمعاني الشهامة التي ترضي الله عز وجل علينا.

    #1523293

    بارك الله فيكى

    فعلا قصه جميله جدا من النادر ان تلقى شهامه مثل هذا

    #1523294
    ملاك رامز
    مشارك

    قصة رائعة واختيار موفق اشكرك

    #1523450
    بارك الله فيكم

    وشكرا على مروركم
      

    #1523531
    الغزلاني
    مشارك
    شكراً يا أميرة على هذه القصة الشيقة

    #1523938

    شكرا غزلانى على مرورك

    #1524986
    ashraf hasaneen
    مشارك

    قصة مؤثرة
    شكرا لك اميرة

    #1525216

    تسلمي اختي  على الطرح القيم

    #1525224

    رجل فى غاية الشهامة والنبل

    بارك الله فيك على الطرح القيم

    تحياتى

    #1530726
    mohamedbaia2011
    مشارك

    قصه رائعه ولكن للاسف

    الشهامه تكاد تنعدم في حياتنا الان

مشاهدة 10 مشاركات - 1 إلى 10 (من مجموع 10)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد