عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها .. لاحظت أن الطفل الصغير يقوم برسم دوائر ومربعات ، ويضع فيها رموزاً .. فسألته : ما الذي ترسمه ؟
أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عندما أكبر !
أسعدها رده .. وتشجيعا له بدأت تناقشه ..فقالت وأين ستنام ؟
فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هذه غرفة النوم .. وهذا المطبخ .. وهذه غرفة لاستقبال الضيوف .. وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت ..
ولأنه ترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف ..عجبت .. وقالت له : ولماذا هذه الغرفة خارج البيت منعزلة عن باقي الغرف .. ؟
أجاب : إنها لكِ ولأبي سأضعكما فيها تعيشان فيها كما يعيش جدي الكبير حاليا ..!

صعقت الأم لما قاله وليدها وبدأت الأفكار تعصف برأسها والتساؤلات تحيط بها من كل جانب …وما كان منها الا ان
أسرعت بمناداة من يستطيع المساعدة .. ونقلت بسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع .. وأحضرت سرير والد زوجها .. ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الحوش …!

وما إن عاد الزوج من الخارج حتى عجب مما رأى .. وعجب له ، فسألها ما الداعي لهذا التغيير؟
أجابته والدموع تترقرق في عينيها : إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا وأنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركة وليبق الضيوف في غرفة الحوش …!
ففهم الزوج ما قصدته زوجته ..كما فهمتم انتم مغزى هذه الحكاية …!!