الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › القرين من عالم الجان

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • 21 فبراير، 2012 الساعة 5:02 م #144805
    محمد عبده حسن
    مشارك
    تبين لنا من الآية الكريمة 42من سورة الزمر تراث من علم الحقيقة المطلقة عند التفقه والتدبر بدلالاتها التفكرية، ولأن الدالة التفكرية جعلها الله لمن يخضع تفكيره لسيطرة عقله، فالأنفس التى يتوفاها الله تكون للأنفس التى سواها الله بآدم وبكل إنسان، أما أنفس الجان فهى أنفس فاجرة، ولا يتوفاها الله بنومها، ومن المسألة السابقة تبين أن مس الجان يكون للجسد الإنسانى حينما تكون النفس بموافاة لخالقها العظيم، ولكن أين يكون قرين الإنسان من الجان؟ وما هو ذلك القرين بعلوم الحقيقة المطلقة، وأين يكون حينما يمسك الله النفس حين أجلها المسمى؟ لأجيب على ذلك بأذن الله من خلال التفكر بتلك الآية الجليلة، فبكل إنسان قرين من الملائكة وقرين من الجان، والقرناء من الملائكة هم حفظة للإنسان المخلص بعبادته، والملائكة بلا نفس، لأنها مخلوقة من النور بتقوى مطلقة لجلال ربها، والعقل نطفة من النور بقلب الإنسان، فالقرين من الملائكة يحيط علم بكل عمل به عقل وتعقل فقط ويسجله وهو ملم ومدرك بنورانيات العقل لما خُلق بقدرة الله من كامل النور، ويقول الله تعال بالآيات(40ـ 51): ( إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ(44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ(45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46)لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ(47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) أما القرين من الجان يقول الله تعالى بالآية36من سورة الزخرف:(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) فذلك القرين يكون مشابه تماما لقرين البشر بكل شيء سوى فصيلين، وهما العقل والهيئة الملموسة المحسوسة، ومن ناحية العقل فالجان يخلو من العقل، ولذلك فعلوم القرين من الجان لمن يستعين به من سحرة البشر ضالة وباطلة، لأنها مشتقة من فكر بلا عقل، إلآ أذا كان بها معلومة محسوسة للجوارح أعتمادا على قدرات جوارح الجان الفائقة، كمكان به مسروقات أو حساب أعداد، وأيضاً حينما تكون خالية من الكذب، وذلك يتوقف على نور العقل بقلب الإنسان ليسترشد قرينه بالظواهر العلمية ويتحرى صدق، ولأن الجان مخلوق من نار السموم فلا يراه الإنسان، حيث أنه يمثل مجال أشعة أدنى من مجال الاشعة تحت الحمراء، ولكن رؤية مجال الجان لبعضهما وببعض الحيوانات تبدو كصورة مفزعة، بينما مجال رؤية الإنسان فهو محصور بين الأشعة تحت الحمراء إلى ما فوق البنفسجية، وكل ما دون ذلك التردد أو ما يزيد عليه لا يراه بشر، فمن حكمة الله تعالى حدد لنا مجال الرؤية بالموجات المحصورة ما بين أشعة تحت الحمراء إلى ما فوق البنفسجية، وكل ما دون ذلك التردد أو ما يزيد عليه لا يمكننا إدراكه، وبما اخبرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه: “ إذا سمعتم أصوات الديك فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذا بالله من الشيطان الرجيم، فإنها رأت شيطانا ”وقد توصل العلم الحديث لحقيقة علمية مفادها ان عين الديك ترى الاشعة فوق البنفسجية حيث تستطيع رؤية موجات الضوء الواقعة ما بين300 ،700 نانومتر بينما يرى الانسان من 400 ،700 نانومتر أي ان عين الانسان لا تستطيع رؤية الاشعة الواقعة ما بين300،399نانومتر، والواقعة خلال مجال الاشعة فوق بنفسجية، بينما تستطيع الطيور كالديك رؤيته، حيث تتميز عين الديك بوجود القمع الرابع بالشبكية، ويحتوي على صبغات لرؤية الاشعة فوق بنفسجية، وكذلك وجود القمع المزدوج، واثبت العلم الحديث وجود مستقبلات لأشعة تحت الحمراء بشبكية عيون بعض الحيوان كالكلاب والحمير، فعيونهم مجهزة لترى مجال الأشعة لما أقل من مجال الأشعة تحت الحمراء، وبما تبين لنا بالتفكر للآية الكريمة فالنفس النائمة عند الإنسان يتوفاها الله بما لا يخضع للفكر تاركة الروح بجسد تلك النفس النائمة، ولأن الجان بلا جسد وبلا روح، فنفس الشيطان الفاجرة من عالم الجان تبدو بهيئة الفكرة الشريرة بذهن البشر، ولما بتلك الفكرة الشريرة بما لا يخضع لسرعة وزمان ومكان، وحقيقة الشيطان فعلا أنه ما هو إلا فكر نفس فاجرة، بلا روح وعقل وجسد ، وقد بينت بالدليل القاطع خلو الجان من الروح والعقل، لأذكر أن الجان خالي من الجسد رغم أنه له فكر، فنفس الإنسان بموافاتها لخالقها نوما تفكر وترى دون الجسد والروح، أما عن رؤية مجال الجان من بعض الطيور والحيوان فذلك لمجال رؤاه، كما ترى النفس النائمة للأشياء دون أن تشغل حيز لمادة أو لجسد مادى موجود، وذلك يفسر كثير من قدرات الجان الفائقة لسرعة ومس ووسوسة، أما عن مكان القرين من الجان بالإنسان، فقد جاء بإجماع علماء الإسلام أنه بجسد الإنسان، وقرين الملائكة يكون بالجانب الأيمن، أما قرين الجان فبالجانب الأيسر، ووجد خلاف بتحديد مكان الأعضاء التى بها القرينين، وقد روى ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:الوسواس الخناس وجهين: أحدهما: أنه الراجع بالوسوسة عن الهدى،الثاني: أنه الخارج بالوسوسة من اليقين بقوله تعالى: الذي يوسوس في صدور الناس (5) قال مقاتل: إن الشيطان في صورة خنزير، يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، سلطه الله على ذلك، فذلك قوله تعالى: الذي يوسوس في صدور الناس.وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:[إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم].وهذا يصحح ما قاله مقاتل. أما عن موت الجان فكل نفس ذائقة الموت، ولكن الموت بقرين الجان يختلف جذرياً عن الموت بالبشر، فالإنسان مكون من ثلاث هم جسد وروح ونفس، وبالثلاث عند كل مسلم ومؤمن ومحسن علو قيمة وسمو لدرجة رفيعة أشرآبت لها ملائكة السماء، وبما سوف أوفية بأذن الله بالفصل الثانى، فموت الإنسان أما به انتقال لنعيم الرغد المقيم بالحيوان، وإما بعذاب الخلد بجهنم، أما الجان كله فليس له سوى نفس فاجرة لها قدرات جوارح فائقة، وهو ليس له روح، فالروح جنوداً مجندة من الله، والجند لا يعصون أمر الرتبة الأعلى، وليس معصية رب الأرباب، ومعصية بنى أدم تحدث رغم أنه بروح مجندة من الله، لتسوية جلال الله للنفس التى نفخ روحها بها بين حرية فجورها وتقواها لكل إنسان، وبما سأوافيه بأذن الله بثاني فصل، حيث موت القرين من الشيطان يمثل حالة ارتقاء لجنسه، فهو انتقال من حالة مخلوقة تماثل كليا وجود العدم والوهم كمخلوقان، ألى مخلوق يحاسب أمام جلال الله، فالوهم والعدم رغم أنهما لا يمثلا قيمة دنيا، ولا يشغلا حيز مادى من الوجود، وليس لهما روح ولا جسد، ولا حياة، ولا نفس تلك الوحيدة بالجان، إلا أن تأثيرهما على حياة كل إنسان من عموم البشر يكون أقوى من الجان، وما يذكره الكثير بتحضير الأرواح وخلافه من هراسات سفسطائية ما هو إلا حالات موت القرين من الجان عند موت قرينه من ألإنسان، كصورة أرقى لجنس قرين الشيطان عند موته، ويكون مترافق بموت جسد قرينه من الإنسان بالموت لهما معاً عند مسك جلال الله للنفس الإنسانية، فيتحلل الجسد بحياة البرزخ، ويكون القرين ميت بحالة أرقى له بموته، وإذا أردت أن تستوعب الحالة التى عليها القرين بكونه أقرب ما يكون لحالة الوهم والعدم، فتصور نفس أمارة بالسوء لشخص نائم بلا جسد ولا روح.

    22 فبراير، 2012 الساعة 2:49 م #1533099
    lovekingdom@yahoo.com
    مشارك
    السلام عليكم
    اشكرك جزيل الشكر على الموضوعات الرائعه التى تكتبها
    والمعلومات التى نعرفها منها
    جزاك الله خيرا
    وجعلها فى موازين حسناتك
    23 فبراير، 2012 الساعة 10:43 ص #1533119
    دل سونيا
    مشارك
    مااااشاء الله عليك..
    الظاهر مافي اعضاء غيرك..
    منووور بمواضيعك المميزه

    10 مارس، 2012 الساعة 7:40 ص #1533583
    أبا الوليد
    مشارك

    جزاك الله خيرا
    وجعلها فى موازين حسناتك

  • الكاتب
    المشاركات
مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد