مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #145048

    كتب البالوز إلى السلطان فيصل بالواقع فداخلته الحمية في رد هذا القنصل ؛ إذ كان عن ابنه خرج ، فركب بمن حضر معه البحر ونزل بصور ؛ وكان قد حمل معه ما يحتاج إليه ، فيقال إن متاعه من الدراهم غرقت به الماشورة عند التنزيل من المركب .

    ثم أرسل السلطان إلى بعض رؤساء الصواويع ، وهم من شيوخ بني بحسن فذمرهم عند البالوز وأرسل معه ولده تيمور ، وكان يومئذ يقارب الاحتلام ، فركب الأمير من القابل ومعه وجوه قومه ؛ ونزلوا بالمنترب من بدية وركب معهم رئيس الحجريين هلال بن سعيد ومعه كثير من مطاوعتهم وبعض قومه ؛ وساروا جميعا حتى نزلوا بالفليج من بلدان المشارفة ؛ ثم ركبوا من هنالك قاصدين الرفصة لمنع البالوز وأعوانه ؛ فإذا هم قد دخلوا الرفصة ؛ فرجع الأمير ومن معه والبالوز ومن معه يسيرون وراءهم ولم يعاجلوهم سياسة منهم ، خافوا الفرقة بين المسلمين ورجعوا متحرفين لقتال ومنتظرين للفرج حتى وصلوا موضعا يقال له أم الخم ؛ وهو مرصد للقتال أحاطت به الجبال ؛ والطريق بين الجبال في الوادي ، فهنالك قبضوا عليهم الطريق ؛ وكان الوقت حرا والشمس في كبد السماء ؛ فوجهت إليهم التفاق وهموا بقتلهم إن لم يرجعوا إلى أعقابهم .

    ثم رأى الأمير أن يكلم تيمور لعله أن يرجع من غير قتال ؛ فأتى إليه وسط قومه والنصراني قد جلس في الأرض مادا رجليه متحيرا ؛ فكلم الأمير تيمور في ذلك قبل إطلاق التفاق ؛ فأجابه برفق ولين واتفقوا على أن ينزلوا جميعا بالفليج ويكتبوا بالواقع إلى السلطان ؛ وكان بصور ؛ فنزلوا بالفليج وقد أمنوا بعضهم بعضا ؛ وقد كان في أول الأمر إنما وصل عند الأمير وجوه القوم ؛ وحين نزلوا بالفليج وصارت تأتيهم الرجال متوالية ؛ وصار السلطان ينفق على الفريقين ؛ ولما آيس البالوز من وصول الشرقية طلب أن يرى معدن الضحام ؛ ويسمى الفحم وهو جبل فيه حجر يحمل لوقيد النار في المراكب وغيرها ؛ وأكثر علم المراكب عليه ، فاقتضى رأيهم أن يسمحوا له برؤيته ، ولم يرفض بعض الناس بذلك فقطعوا له في طريق المعدن ، وكان معه تيمور بن فيصل وبعض الناس من أصحاب الأمير فأطلق القاطعون فيهم التفاق ؛ وأصابت ضربة منهم الحصان الذي تحت البالوز فقتله ووقع البالوز على بطنه في الأرض ، فصار يرفس برجليه كهيئة السابح في البحر ؛ فوثب بعض من كان معه من أصحاب الأمير فكفوهم عن النقع ؛ ثم ساروا حتى وصلوا جبل الضحام فأروه إياه على عجل وأزعجوه في الرجوع ، فلم يتمكن من رؤيته كما أراد .

    ثم رجعوا إلى منزلهم وأرسل البالوز إلى الأمير أن يأتيه أو يأذن له في إتيانه ، فقال الأمير : لا أراه ولا يراني ، ثم رجعوا إلى صور وواجهه رئيس الحجريين هلال بن سعيد السلطان بصور ومعه بعض الناس من وجوه القوم وأعطاهم السلطان عطايا ، وأرسل للأمير هدايا ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم بسوء ) ورد الله كيد البالوز في نحره . نسأل الله أن يحفظ بلاد الإسلام .

    (الشيخ هلال بن سعيد الحجري خلفه الشيخ حميد بن خادم ابن اخيه والشيخ حميد كان متدين ولم يفرغ لامور الجماعه واناب عنه ابن عمه محمد بن حمد الملقب ود كتيتي وبعدها كبر ابن الشيخ حميد بن خادم ومسك امور الجماعه الان الشيخ محمد بن حميد بن خادم الحجري شيخ تميمه الحجريين)

    المصدر كتاب تحفة الاعيان بسيره اهل عمان

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد